المسلمون في روسيا اليوم: الولاء لبوتين أو الموت

تاريخ الإضافة الثلاثاء 11 آب 2015 - 6:45 ص    عدد الزيارات 933    التعليقات 0

        

 

المسلمون في روسيا اليوم: الولاء لبوتين أو الموت
مراد مراد
تستغل روسيا الاتحادية اليوم بشكل ظاهر العامل الديني في تحالفاتها السياسية الاقليمية والعالمية الى درجة كبيرة لم تعد تخفى على احد ولم يعد في الإمكان التغافل عنها بحجة عدم الرغبة في التكلم بمنحى ديني حيال الاحداث السياسية والعسكرية التي كانت موسكو طرفا فيها منذ انفراط عقد الاتحاد السوفياتي. فعلي سبيل المثال استخدمت روسيا مؤخرا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته بريطانيا في مجلس الأمن الدولي يطالب بالاعتراف بارتكاب المسيحيين الصرب مجزرة ابادة جماعية بحق مسلمي البوسنة في منطقة سريبرينيتسا في تموز عام 1995. وتواصل موسكو استخدام هذا الفيتو الذي ورثته من انتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية ضد اي قرار دولي من ِشأنه ادانة بشار الأسد بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بحق المسلمين في سوريا. كما نصحت سلطات القرم التابعة لموسكو المسلمين التاتار في القرم بالرحيل عن ديارهم. الأمر الذي يدفع خبراء الديموغرافيا السياسية ومتتبعي الاحداث العاديين على السواء الى التساؤل عن سبب العداء الذي تكنه روسيا للمسلمين ويدفعها الى استهدافهم في كل مناسبة عالمية تطرح داخل محافل منظمة الأمم المتحدة.

بالطبع لا أحد أقدر على اعطاء جواب شاف على هذه التساؤلات اكثر من الادارة الروسية نفسها، ولكن يهم «المستقبل» في هذا التحقيق تسليط الضوء على العلاقة بين الروس والجاليات المسلمة الموجودة داخل الاتحاد الروسي وفي محيطه الشرق اوروبي والغرب آسيوي من اجل فهم اعمق لطبيعة هذه العلاقة خاصة ان روسيا تخوض اليوم حربا باردة جديدة ضد الغرب وتحتاج في هذه الفترة بالذات الى كل نفوذ اقليمي ممكن. فلماذا تصر روسيا بقرارات كالفيتو ضد ابادة البوسنيين اثارة عداء بينها وبين مسلمي الجوار مانحة الدول الغربية الفرصة لإستقطاب تأييد هذه الجاليات في المواجهة الدائرة بين الطرفين؟.

تاريخ الصراعات الطويلة في القرون الخالية بين المسلمين والكنيسة الأورثوذوكسية على تقاسم السلطة والنفوذ في المنطقة الاوراسية قد يكون السبب الجوهري للنفور وانعدام الثقة التي لا يزال الروس يشعرون بهما تجاه المسلمين. وهو ما يفسر نوعا ما الاضطهاد الدوري الذي تعرض له المسلمون في الاتحاد السوفياتي السابق والعلاقة السيئة بين الادارة الروسية الحالية واغلب الجاليات الاسلامية في شرق اوروبا. وتتطرق «المستقبل» في هذا التحقيق (على مدى أجزاء) الى العلاقة الروسية ـ الاسلامية في شرق اوروبا وغرب آسيا. فبعد جولة تاريخية منذ نشأة الامبراطورية الروسية وصولا الى احداث الحرب العالمية الأولى في الجزء الأول، وتحدث الجزء الثاني عن العلاقة بين الروس والمسلمين خلال العقود السبعة التي عاشها الاتحاد السوفياتي، يتطرق هذا الجزء الثالث الى اوضاع الجاليات الاسلامية التي تعيش في كنف الدولة الروسية منذ انفراط عقد الاتحاد السوفياتي حتى اليوم.


يلتسين وحرب الشيشان الأولى

بعد انفراط عقد الاتحاد السوفياتي واستقالة ميخائيل غورباتشيف من الحكم، انتخب بوريس يلتسين في 12 حزيران 1991 رئيسا لجمهورية روسيا السوفياتية الاتحادية الاشتراكية التي ولدت من الرحم السوفياتي الممزق وسرعان ما اصبحت بعد اشهر قليلة تعرف ب«روسيا الاتحادية» وهو الاسم المعتمد لروسيا حتى اليوم. وفي العامين الاولين من حكمه تعهد يلتسين تحويل روسيا من دولة اشتراكية الى دولة راسمالية ديموقراطية، وبسبب قدرته على حشد الشعب الروسي خلف قيادته تلقى ثناء استثنائيا من الغرب سياسيا واعلاميا.

ولكن رونق سمعة يلتسين الطيبة سرعان ما فقد لمعانه مع نهاية العام 1994. وذلك بعدما امر الرئيس الروسي الجيش بإجتياح تشيشنيا ذات الغالبية المسلمة في كانون الاول 1994 بهدف اخضاع جمهورية الشيشان الى السيطرة التامة لموسكو، ما اثار استياء عارما في الغرب ولم تتأخر وسائل الاعلام العالمية في ادانة التحرك العسكري الروسي. وتساءلت اسبوعية «التايم» الاميركية الشهيرة عما اذا كان قناع الديموقراطية قد سقط عن وجه يلتسين لتظهر ملامحه الديكتاتورية الحقيقية.

واستمرت تلك الحرب التي عرفت بإسم «حرب الشيشان الأولى» من كانون الأول 1994 حتى آب 1996. وكانت ابرز معاركها موقعة غروزني. ولم يتمكن الجيش الروسي في تلك الحرب من تحقيق مراده رغم تفوقه العددي والعسكري وتنوع الاسلحة الثقيلة التي كانت في حوزته وتمتعه بقدرات السلاح الجوي التي انعدم وجودها لدى الطرف الشيشاني بعد قيام الطيران الروسي بشكل مباغت في الساعات الاولى للحرب بتدمير سرب المقاتلات الجوية الشيشانية في قواعدها. ونجح الشيشانيون في استدراج الروس الى حرب عصابات مني فيها الجيش الروسي بخسائر فادحة اجبرت يلتسين تحت وطأة الضغوط السياسية الخارجية على الموافقة على وقف اطلاق النار في 30 آب 1996 وتوقيع معاهدة سلام مع الشيشان في 12 ايار 1997.

حصيلة الخسائر البشرية في حرب الشيشان الاولى كانت كبيرة. فقد قتل فيها ما بين 80 الف و100 الف مدني شيشاني بينهم نحو 35 الفا من الاثنية الروسية. وقدرت السلطات الروسية عدد القتلى والمفقودين من المقاتلين الشيشان ب17391 عنصرا، فيما تكبد الجيش الروسي خسائر في الاوراح بلغت بحسب ما اعترفت به موسكو ب5732 قتيلا، فيما قدرت بعض المصادر الدولية خسائر الجيش الروسي بنحو 14 الف قتيل. وما كان من السهل على القيادات الروسية والسوفياتية سابقا اخفاؤه من جرائم بحق المدنيين لم يعد ممكنا في العقد الاخير من القرن العشرين الذي شهد نشاطا عالميا غير مسبوق لمنظمات حقوق الانسان التي اصبحت تحصي على المجرمين انفاسهم. وبعد تأكيد تقارير حقوق الانسان مقتل اكثر من 5000 طفل في العام الاول من الحرب تضاعف الضغط الدولي على يلتسين لإنهاء تلك الحرب التي لم تؤد الى المزيد من مشاعر العدائية لموسكو لدى المسلمين الروس عموما والشيشان منهم خصوصا.

اتفاقية السلام التي وقعها يلتسين مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف تضمنت تبادلا شاملا للأسرى وبندا اساسيا يحظر على اي من الطرفين الروسي والشيشاني الاعتداء على الآخر تحت اي ظرف، ومنح جمهورية الشيشان الاشكيرية حكما ذاتيا ضمن روسيا الاتحادية على ان تسدد موسكو مبالغ تعويضية بسبب الخسائر التي تسبب فيها ومساعدة الشيشان على اعادة بناء جمهوريتهم. ورغم ان تلك المعاهدة اعتبرت في موسكو وغروزني بمثابة انهاء نحو 400 عام من الاشتباكات المتقطعة بين الروس والشيشان، الا ان عمرها كان قصيرا جدا. فقد حصل انقسام في قمة هرم السلطة الشيشانية ذات الطابع العلماني قام على اثره قائدان اسلاميان متشددان في الجيش الشيشاني هما شامل باساييف وابن الخطاب بإجتياح اقليم داغستان في صيف العام 1999 ما ادى الى اندلاع حرب الشيشان الثانية.

بوتين وحرب الشيشان الثانية

تتضارب المعلومات التي وردت في التغطية الاعلامية والتاريخية لأحداث «حرب الشيشان الثانية» حول اصل تلك الحرب. فالبعض منها يزعم بان القيادات الاسلامية الشيشانية المتشددة كانت طعما دسته الاستخبارات الروسية برئاسة فلاديمير بوتين بعد الحرب الاولى بهدف ازالة الوجه العلماني الديموقراطي عن القضية الانفصالية الشيشانية وصبغها بطابع التطرف الاسلامي والارهاب تمهيدا لشرعنة شن حرب ثانية ضد الجمهورية القابعة في جنوب غرب روسيا تنتهي بتعيين حكومة جديدة تكون مجرد دمية تحركها موسكو كما تريد. والبعض الآخر يزعم بان تاريخ المعارك بين الروس والشيشان حمل دائما طابعا دينيا واثنيا وبالتالي فإن حرب الشيشان الثانية لم تكن سوى مجرد حلقة من مسلسل تلك الحروب.

ومن اسباب تلك الحرب ان شكل شامل باساييف وابن الخطاب القائدان الشيشانيان اللذان خاضا غمار الحرب الاولى تحت الراية العلمانية الاشكيرية مجموعة عسكرية جديدة خاصة بهما تدعى «اللواء الاسلامي العالمي» في عام 1998 استقطبا اليها عددا من المجاهدين الاسلاميين من مناطق روسية عدة ومن خارج البلاد. وبدأت جماعات اسلامية مشابهة تتشكل في الجمهوريات الروسية ذات الغالبية المسلمة كداغستان المجاورة لتشيشنيا. وفي آب 1999 قرر هذا اللواء اجتياح داغستان لمساندة الانفصاليين الاسلاميين فيه. لكن هذا الاجتياح سرعان ما لقي هزيمة سريعة بعد شهر واحد على يد الجيش الروسي الذي تذرع بتلك الحادثة ليشن حريا شاملة جديدة على تشيشنيا. وبحسب عدد كبير من المصادر، فإن رئيس الاستخبارات الروسية حينها فلاديمير بوتين كان قرر منذ مطلع عام 1999 شن حرب ثانية تهدف الى اخضاع الشيشان، وهذا يعني ان موسكو خططت لحادثة داغستان عن سابق تصميم من اجل اشعال جبهة الشيشان مجددا بذريعة جديدة هي محاربة الارهاب والتطرف الاسلامي. وبالنظر اليوم الى مهارة الروس في التخطيط الى جانب الايرانيين ونظام بشار الأسد في اسلمة الثورة السورية وتحويلها من تحرك شعبي سلمي الى فوضى ارهابية مسلحة بهدف اخمادها والقضاء على سمعتها عالميا، فإن صدق المصادر التي تتحدث عن تحويل بوتين قضية استقلال الشيشان الى حرب ضد التطرف والارهاب هو الاقرب الى الواقع والمنطق. ومن بين الجواسيس الروس الذين انشقوا عن موسكو ولجأوا الى الخارج ليفضحوا التدبير الروسي للحرب الثانية ضد الشيشان عبر اجتياح داغتسان وسلسلة تفجيرات في موسكو تحت الغطاء التنفيذي للمجاهدين الشيشان الذين تتعاون قياداتهم سرا مع الاستخبارات الروسية، كان الجاسوس الشهير الكسندر ليتفننكو الذي اشهر اسلامه ولجأ الى بريطانيا لكن اتباع بوتين تعقبوه الى لندن ودسوا له سما من مادة البولونيوم المشع قتله العام 2006.

بدأت روسيا حرب الشيشان الثانية في اواخر صيف العام 1999 بسلسلة غارات جوية مكثقة بحجة استهداف مواقع المجاهدين الذين نفذوا اجتياح داغستان. تلك الغارات اجبرت ما لا يقل عن 100 الف مدني شيشاني على مغادرة منازلهم والنزوح الى انغوشيا المجاورة. وعند وصوله الى منصب رئاسة وزراء روسيا، سارع فلاديمير بوتين في مطلع تشرين الاول 1999 الى اعلان رئاسة اصلان مسخادوف وحكومته سلطة لا شرعية وغير معترف بها في تشيشنيا، ثم امر ببدء مرحلة الهجوم الروسي البري على الجمهورية. وادى الاجتياح البري المصحوب بالدبابات والمدفعية الثقيلة الى تهجير نحو 400 الف شيشاني من منازلهم اي ما يقارب نصف عدد سكان تشيشنيا البالغ قرابة 800 الف نسمة. ولم يتردد الروس في استخدام الصواريخ البالستية القصيرة المدى على احياء مكتظة بالسكان في العاصمة غروزني ما ادى الى قتل وجرح مئات النساء والاطفال. وتكررت الاعتداءات على المدنيين العزل. ففي نهاية شهر تشرين الاول استهدف الجيش الروسي بالمدفعية موكبا للاجئين المتجهين الى انغوشيا فقتل العشرات منهم ومن بينهم مجموعة من الصحافيين وفريق اسعاف تابع للجنة الدولية للصليب الاحمر.

وبعد استقالة يلتسين من رئاسة روسيا نهاية العام 1999 وانتخاب بوتين رئيسا جديدا للبلاد عام 2000، شدد الاخير الحملة العسكرية على تشيشنيا ووضع ثقل الجيش الروسي المشارك في سبيل السيطرة على غروزني. وكان للرئيس الروسي الجديد ما اراد بعدما امعن الروس في استهداف المدنيين حتى في المناطق التي كانوا اعلنوها آمنة وخالية من الاسلاميين المفترضين.

وبحلول شهر ايار 2000 سيطر الروس على تشيشنيا بشكل شبه تام واعلن بوتين تعيين احمد قاديروف رئيسا جديدا على الجمهورية مواليا لموسكو. لكن الحركات المناهضة لموسكو استمرت ونجح الانفصاليون في اغتيال قاديروف في العام 2004 فعين بوتين آلو الخانوف رئيسا من بعده. وقامت مجموعة من القوات الروسية الخاصة بترصد الرئيس الشيشاني العلماني مسخادوف واغتالته في الثامن من آذار عام 2005. ومنذ العام 2007 يرأس تشيشنيا رمضان قاديروف ابن احمد قاديروف وهو معروف بولائه التام لبوتين. واستمرت المناوشات العسكرية داخل تشيشنيا حتى ربيع عام 2009 وهو التاريخ الذي اعلن فيه انتهاء حرب الشيشان الثانية بعد نجاح الروس والموالين لهم في اخماد الحركة الاستقلالية الشيشانية في تلك الجمهورية السوفياتية السابقة ذات الغالبية الاسلامية، التي تستطيع بحكم موقعها الجغرافي على اطراف جنوب غرب روسيا الانفصال عن روسيا الاتحادية بشكل اسهل من جمهوريات ذات غالبية مسلمة اخرى كتتارستان التي تحيط بها الجمهوريات ذات الاثنية الروسية من كل جانب ما يجعل امر نيلها الاستقلال عن روسيا ضربا من ضروب المستحيل.

رغم استمرارها وتداعياتها فترة زمنية اطول من الحرب الاولى، كانت الخسائر البشرية لحرب الشيشان الثانية اقل من سابقتها اذ قدر عدد المدنيين الذين سقطوا فيها بين 50 الف و60 الف قتيل. اما عدد القتلى بين المحاربين فكان نحو 17 الفا في صفوف الشيشان المناهضين لموسكو، وزهاء 3000 جندي روسي ونحو 4000 جندي وشرطي شيشاني موال لموسكو.

المسلمون في روسيا اليوم

يبلغ عدد المسلمين في روسيا اليوم قرابة 16 مليونا و379 الف نسمة. وقدرت آخر احصاءات سكانية اجرتها وكالة رويترز للانباء ان المسلمين في روسيا يشكلون زهاء 14 في المئة من اجمالي السكان، يعيش اغلبهم في شمال القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين وهم من الاثنيات الشركسية والبلقارية والشيشانية والانغوشية والداغستانية والقاراشية والقبردية، فيما ينتشر المسلمون ذوو الاثنية التاتارية والبشكيرية في مناطق حوض الفولغا.

وقبل ضمها شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول العام المنصرم، كانت روسيا الاتحادية تتألف من 83 جزءا هي عبارة عن مقاطعات او جمهوريات او محافظات. ونسبة الجالية الاسلامية من اجمالي اعداد سكان هذه الاجزاء هي كالتالي: في محافظة موسكو تبلغ نسبة المسلمين نحو 1 في المئة من اجمالي السكان. في العاصمة موسكو 14 في المئة. في فدرالية كراسنودار 1 في المئة. في مدينة سانت بطرسبرغ 2 في المئة. 3 في المئة في محافظة سفردلوفسك. 1 في المئة في محافظة روستوف. 38 في المئة في جمهوية باشكورتوستان. 55 في المئة في جمهورية تتارستان. 8 في المئة في محافظة تشيليابنسك. 2 في المئة في محافظة نيجني نوفغورود. 3 في المئة في محافظة سمارا. 83 في المئة في جمهورية داغستان. 2 في المئة في فدرالية كراسنيوراسك. 5 في المئة في فدرالية ستافروبول. 1 في المئة في محافظة كيميروفو. 1 في المئة في محافظة نوفوسيبيرسك. 4 في المئة في فدرالية بيرم. 3 في المئة في محافظة فولغوغراد. 2 في المئة في محافظة ساراتوف. 1 في المئة في محافظة ايركوتسك. 1 في المئة في فدرالية التاي. اقل من 1 في المئة في محافظة فورونيج. 13 في المئة في محافظة اورينبورغ. 2 في المئة في محافظة اومسك. 2 في المئة في فدرالية بريمورسكي. 1 في المئة في محافظة لينينغراد. 1 في المئة في محافظة تولا. 1 في المئة في محافظة بيلغورود. 11 في المئة في ذاتية خانتي-مانسي. 4 في المئة في جمهورية ادودمورتيا. اقل من 1 في المئة في محافظة فلاديمير. 7 في المئة في محافظة بينزا. 1 في المئة في محافظة تفير. 1 في المئة في فدرالية خاباروفسك. 1 في المئة في محافظة كيروف. 6 في المئة في محافظة تيومين. 6 في المئة في محافظة يوليانوفسك. صفر في المئة في محافظة بريانسك. 1 في المئة في محافظة ياروسلافل. 97 في المئة في جمهورية تشيشنيا. 3 في المئة في جمهورية تشوفاشيا. صفر في المئة في محافظة فولوغدا. اقل من 1 في المئة في محافظة ارخانغيلسك. 1 في المئة في محافظة ليبتسك. 1 في المئة في محافظة ريازان. صفر في المئة في محافظة كورسك. اقل من 1 في المئة في فدرالية زابايكالسكي. صفر في المئة في محافظة تامبوف. 1 في المئة في محافظة ايفانوفو. 1 في المئة في محافظة تومسك. 1 في المئة في محافظة كالوغا. 14 في المئة في محافظة استراخان. صفر في المئة في محافظة سمولنسك. 2 في المئة في جمهورية بورياتيا. 2 في المئة في جمهورية ياقوتيا. 1 في المئة في محافظة كاليننغراد. 2 في المئة في محافظة كورغان. 1 في المئة في جمهورية كومي. 55 في المئة في جمهورية قبردينو-بلقاريا. 2 في المئة في جمهورية موردوفيا. 1 في المئة في محافظة امور. 1 في المئة في محافظة مورمانسك. صفر في المئة في محافظة اوريول. 4 في المئة في جمهورية شمال اوسيتيا - الانيا. 6 في المئة في جمهورية ماري إل. صفر في المئة في محافظة بسكوف. صفر في المئة في محافظة كوستروما. صفر في المئة في جمهورية كاريليا. 1 في المئة في محافظة نوفغورود. 1 في المئة في جمهورية خاقاسيا. 18 في المئة في ذاتية يامالو - نينيتس. 1 في المئة في محافظة ساخالين. 45 في المئة في جمهورية قاراشاي - شركيسيا. 13 في المئة في جمهورية اديغيا. 99 في المئة في جمهورية انغوشيا. 1 في المئة في فدرالية كامتشاتكا. صفر في المئة في جمهورية توفا. 4 في المئة في جمهورية قلميقيا. 6 في المئة في جمهورية التاي. صفر في المئة في محافظة اليهود. 1 في المئة في محافظة ماغادان. صفر في المئة في ذاتية تشوكوتكا. صفر في المئة في ذاتية نينيتس.

ويدين قرابة 94 في المئة من مسلمي روسيا بالمذهب السني بما في ذلك الصوفي، و5 في المئة بالمذهب الشيعي ونحو1 في المئة بالأحمدية. ويراوح عدد الحجاج السنويين من روسيا الى مكة بين 25 الف و30 الف حاج. وقد اجبرت الحكومة الروسية المساجد التابعة للاثنية التتارية على استخدام اللغة الروسية في العبادات بعدما كانت تستخدم حصرا لغة التاتار. ورغم ازدياد عدد المنظمات الدولية المطالبة بإحترام حرية المعتقد ونص الامم المتحدة الذي يضمن ذلك الحق، لا تزال الجاليات الاسلامية في بعض مناطق روسيا تعاني من نقص حاد في عدد المساجد التي يبلغ عددها في اجمالي روسيا نحو 8000 مسجد يتركز معظمها في الجمهوريات ذات الغالبية المسلمة كتتارستان وقاراشاي-شركيسيا وتشيشنيا وانغوشيا وداغستان وقبردينو- بلقاريا. اما في العاصمة موسكو التي يعيش فيها مليونا مسلم فلم تسمح ادارة بوتين الا بأربعة مساجد فيها فقط لا يتسع اكبرها لأكثر من 10 آلاف مصل، ورغم مطالبة المسلمين ببناء مساجد جديدة الا ان بلدية العاصمة تزعم ان اربعة مساجد كافية لمسلمي موسكو.

وتعتبر الجمهوريات ذات الغالبية المسلمة التي يمكن لأهلها ان يطمحوا يوما ما بالاستقلال التام عن روسيا، هي الجمهوريات الواقعة على اطراف روسيا الاتحادية اي الجمهوريات التي لها حدود مع الخارج. فتشيشنيا على سبيل المثال تحدها جورجيا من الجنوب وتحيط بها من الغرب انغوشيا ذات الغالبية المسلمة ومن الشرق داغستان ذات الغالبية المسلمة ايضا ولذلك في حال اتحدت هذه الاقاليم الثلاثة الواقعة في جنوب غرب روسيا وقررت الانفصال التام عن الاتحاد الروسي سيكون مسعاها اسهل بكثير مثل جمهوريات اخرى كتتارستان التي تقع وسط جمهوريات ذات غالبية مسيحية اورثوذوكسية وذات اثنية روسية.

ولجمهورية تتارستان اهمية اقتصادية بالغة بالنسبة للدولة الروسية فهي ثاني اهم مقاطعة روسية في النمو الاقتصادي وهي تملك احتياطيا سنويا من النفط يقدر بمليار طن. وتزدهر فيها الصناعات الكيميائية وصناعة السيارات والمركبات الآلية. ولا يزال التاتار اكثر الجاليات الاسلامية غنى بالمواهب العلمية والفنية والرياضية. وتعتبر عائلة سافين التي اشتهرت في لعبة كرة المضرب بمدربة اللعبة الشهيرة روضة اصلانوفا ولديها الرقم 1 سابقا في العالم مارات سافين واخته اللاعبة رقم واحد السابقة في العالم دينارا سافينا احد الامثلة على التاتار الموالين لبوتين. فمارات سافين بعد اعتزاله كرة المضرب انخرط في السياسة وانصم الى حزب بوتين «روسيا المتحدة» وانتخب منذ عام 2011 نائبا في مجلس الدوما عن مدينة نيجني نوفغورود.

ومنذ ان نجح بوتين في اخضاع تشيشنيا تماما لسلطته، اصبحت جميع الجمهوريات ذات الغالبية الاسلامية تحت حكومات موالية للرئيس الروسي فهو الذي يعين رؤساءها. ورغم ان تلك الجمهوريات تتمتع ببعض الحكم الذاتي، الا ان جميع قادتها وابرز سياسييها ورجال الدين فيها يعلمون ان اي تحرك لهم تشك فيه موسكو معناه الاغتيال المحتم على ايدي الاستخبارات الروسية التي تكتم انفاس هذه الجمهوريات بيد من حديد منذ تربع بوتين على عرش السلطة في موسكو .
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,465,950

عدد الزوار: 6,992,644

المتواجدون الآن: 67