بعض المفارقات في مواقف الرأي العام الإسرائيلي

تاريخ الإضافة الجمعة 25 أيار 2012 - 5:09 ص    عدد الزيارات 519    التعليقات 0

        

بعض المفارقات في مواقف الرأي العام الإسرائيلي

بقلم انطـوان شلحـت - عكا

 

"مؤشر السلام الإسرائيلي" لشهر نيسان الفائت، والذي نشر قبل أسبوع ونيّف، بيّن أن 58% من اليهود في إسرائيل يعتقدون أن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين يعتبر ضرورة ملحة، وأن نسبة مماثلة (58%) منهم تؤكد أنه لا يوجد أدنى احتمال لإنهاء الصراع في الوقت الحالي على أساس معادلة "دولتين لشعبين"، وأن نسبة الذين يرون أن موضوع التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين يجب أن يتصدّر جدول الأعمال الإسرائيلي العام هي 15% فقط.
تشفّ هذه المعطيات عن وجود مفارقة كبرى يتسم بها الرأي العام في إسرائيل، وهي ناجمة عن واقع أن معظم الإسرائيليين يؤيدون استئناف المفاوضات، إلا انهم لا يرون أن هناك أي إمكان لتحقيق "حل الدولتين" بسبب انعدام وجود شريك لدى الجانب الآخر على استعداد للمُضي به قدمًا بحسب رأيهم.
وقبل فترة وجيزة صدرت ورقة تقدير موقف كتبتها باحثة إسرائيلية من "مركز بيريس للسلام" في إطار عملها في "المركز الدولي لدراسة الراديكالية والعنف السياسي" أكدت في سياقها أن مفهوم "عدم وجود شريك" سرعان ما وجد لدى تحريره تربة خصبة لينمو في ظل المخاوف والشكوك الدفينة المتأصلة في عقلية الإسرائيليين ونفوسهم، ما أفضى إلى شلّ عملية بناء الثقة التي كانت شقت طريقها بين الجانبين منذ توقيع اتفاقيات أوسلو، وساهم في نهاية المطاف في نشوء الموقف الحالي الذي تتبناه إسرائيل، وفحواه تأييد الغالبية الذي لم يسبق له مثيل المفاوضات كوسيلة لوضع حد للصراع، لكن إلى جانب تلاشي الاعتقاد بجدوى حل الدولتين.
ونوهت بأن هذا المفهوم يمثل حالة خطرة بالنسبة إلى إسرائيل، ذلك بأن قبضته المُحكمة على عقلية المجتمع الإسرائيلي تتسبب بإقصاء المصلحة الحقيقية لهذا المجتمع وتجاهلها، فضلاً عن أنه يدغدغ مخاوف عميقة متأصلة لدى الإسرائيليين بشأن مستقبل دولتهم.
وليس من الصعب على أي متابع للشؤون الإسرائيلية أن يستنتج أن الإستراتيجيا التي ينتهجها رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية بنيامين نتنياهو تقوم على أساس تجييش الخوف العميق من "التهديدات" المحدقة بإسرائيل، ووضع سلم أولويات قبالتها.
وما زال "سلم الخوف" لدى نتنياهو، بحسب ما سمّاه كبير المحللين السياسيين في صحيفة "هآرتس" بعد مرور نحو عام على تسلمه منصب رئيس الحكومة، يتضمن ما يلي: أولا، منع إيران من تطوير قدرة نووية عسكرية. ثانيا، إيجاد حل ملائم لتهديد الصواريخ والقذائف الصاروخية. ثالثا، تحصين "حق إسرائيل" في الدفاع عن نفسها.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,618,659

عدد الزوار: 6,997,851

المتواجدون الآن: 70