الفلسطينيون ينتصرون على الاحتلال ويفرضون شروطهم في «الأقصى»

تاريخ الإضافة السبت 29 تموز 2017 - 5:25 ص    عدد الزيارات 813    التعليقات 0

        

الفلسطينيون ينتصرون على الاحتلال ويفرضون شروطهم في «الأقصى»

المستقبل...الناصرة ــــــ أمال شحادة

أثمر صمود الفلسطينيين وإصرارهم على حقهم بالصلاة في المسجد الأقصى من دون الشروط التي حاول الاحتلال الإسرائيلي فرضها بتحديد أعمار المصلين وفرض التفتيش الإلزامي، عن قيام سلطات الاحتلال مجبرة بسبب تخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية ثالثة، بإلغاء شروطها والسماح لمن هم أقل من خمسين عاماً بالدخول ووقف تركيب آلات مراقبة حديثة بدلاً من البوابات الإلكترونية، وقامت كذلك بفتح جميع أبواب المسجد أمام المصلين من دون أي شرط. وانفجرت الأجواء المشحونة في القدس بعد صلاة الجمعة، وهو اليوم الأول الذي يؤدي فيه الفلسطينيون صلاتهم الأسبوعية في المسجد منذ عملية الأقصى التي نفذها ثلاثة شبان من آل جبارين من أم الفحم. وانتشر الآلاف من قوات الشرطة في المنطقة المحيطة بالأقصى بعد الصلاة، وتربصوا للمئات ممن رفض الجيش بشكل تعسفي إدخالهم الى الأقصى وأدوا الصلاة في شوارع المدينة وأمام الساحات المحيطة بالمسجد. وفوجئ المصلون باعتداء قوات الاحتلال عليهم وإطلاق قنابل صوتية وأخرى مسيلة للدموع. وشهدت مختلف مناطق الضفة الغربية تظاهرات تخللت بعضها مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، ما أدى الى إصابة واعتقال العديد ومقتل الشاب عبد الله طقاطقة (23 عاماً) جنوب بيت لحم، بعد وقوع مواجهات عنيفة قرب قبة راحيل الواقعة شمال المدينة، وذلك بعد إطلاق الجيش الرصاص فأصاب الشاب الفلسطيني الذي توفي بعد تركه على الأرض ينزف. وادعى الجيش في بيان أنه أطلق الرصاص على طقاطقة بعدما حاول تنفيذ عملية ضد عناصره، الأمر الذي نفاه الفلسطينيون وأكدوا أن الجيش أطلق الرصاص خلال المواجهات وأن الفلسطينيين تمكنوا من الحصول على جثته قبل أن يحتجزها الجيش. وكان أكثر من أربعة آلاف عنصر من الجيش الإسرائيلي والشرطة والمخابرات قد أحاطوا المسجد الأقصى وانتشروا في البلدة القديمة وأحياء عدة في القدس. كما انتشرت الحواجز في مختلف المداخل للأقصى ومنع الجيش الفلسطينيين من دخول الجهة الغربية للمدينة، كما منع فلسطينيو 48 من دخول القدس والوصول الى الأقصى للمشاركة في الصلاة. واجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع وزيري الدفاع والأمن الداخلي وقادة الأجهزة الأمنية، وقرروا الاستمرار في رفع حال التأهب وإرسال المزيد من قوات الجيش وحرس الحدود نحو القدس، فيما أحاطت قوات معززة عدة أحياء فلسطينية محيطة بالمدينة، خشية اندلاع المواجهات فيها. وحول الجيش رأس العمود ومخيم شعفاط وسلوان الى ثكنات عسكرية. وجاءت هذه التعليمات بمصادقة نتنياهو الذي أكدت جهات أمنية أن خلافات كبيرة ظهرت حتى موعد صلاة الجمعة بينه ومعه الشرطة، من جهة، وبين الجيش وأجهزة الأمن من جهة أخرى حول ضرورة حشد المزيد من القوات في القدس. وأصر نتنياهو على تعزيز القوات في القدس في محاولة منه لمواجهة ما تعرض له من انتقادات من اليمين، بعد إلغاء قرار البوابات الإلكترونية، وهو قرار اعتبره اليمين خنوعاً للفلسطينيين ولما أسموه «الإرهاب الفلسطيني». وروى شهود عيان حال العصبية كانت تُسيطر على عناصر الجيش والشرطة، حيث كان بعضهم يتراكض حتى خلف فتية لمجرد صرخوا في وجوههم أو رفعوا شارة النصر. وكانت المواجهات الأعنف قد وقعت عند باب الأسباط وفي بيت لحم، كما اندلعت مواجهات عند حاجز قلنديا بين القدس المحتلة ورام الله، واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. وأعلن نادي الأسير أنه ضمن الإجراءات التعسفية للجيش الإسرائيلي، تم إبعاد 21 فلسطينياً عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين، ومددت المحكمة الإسرائيلية اعتقال خمسة ممن اعتقلوا مساء الخميس. من جهة أخرى سلم الجيش الإسرائيلي والد منفذ عملية «حلميش»، الشهيد عمر العبد، أمراً عسكرياً يمهله مدة 72 ساعة لإخلاء بيته في قرية كوبر لأن سلطات الحكم العسكري قررت هدمه، فيما أبقى الجيش على القرية منطقة عسكرية مغلقة. وكانت النيابة العسكرية قدمت لائحة اتهام للمحكمة العسكرية ضد والدة الشهيد، ابتسام العبد، بتهمة تحريض الشباب على قتل اليهود. وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث هاتفياً مع ملك الأردن عبد الله الثاني، وعبرا عن رضاهما عن جهود عدم تصعيد التوتر بالمنطقة. الى ذلك سعت إسرائيل الى إظهار عدم العلاقة بين الأوضاع في الأقصى وحادثة السفارة الإسرائيلية في الأردن. وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، أعلنت أن المدعي العام الإسرائيلي بدا تحقيقاته في مقتل الأردنيين من قبل رجل الأمن في السفارة الإسرائيلية. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن التحقيق سيجري وفقاً للإجراءات القانونية المُتبعة، ومن ثم سيتم اطلاع الأردن على نتائج التحقيق. وذكرت صحيفة «هارتس»، أن المدعي العام، شاي نيتسان، أصدر بالتنسيق مع المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، افيحاي مندلبليت، أوامره إلى جميع الأطراف، لتسليمه المواد المتوفرة بحوزتهم في كل ما يتعلق بالحادث. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مسؤول أردني كبير قوله إن الحكومة الأردنية بعثت برسالة الى إسرائيل أوضحت فيها أنها لن تسمح لطاقم السفارة الإسرائيلية بالعودة إلى عمان قبل الحصول على ضمانات بإجراء تحقيق جدي وشامل مع حارس السفارة، وتقديمه للمحاكمة. من جهة اخرى سعت إسرائيل الى تخفيف حدة التوتر مع تركيا، في محاولة للتأثير أيضاً على الأجواء المشحونة في القدس بسبب الدور الذي تلعبه تركيا في ملف الأقصى ودعم الفلسطينيين. وتوصل مسؤولون في وزارتي الخارجية الإسرائيلية والتركية الى اتفاق وقف تبادل الاتهامات بين الجانبين عبر تغريدات في حسابات الوزارتين في «تويتر»، حول الأحداث في الحرم القدسي، بعدما احتدم الخلاف وحدة التلاسن بين الطرفين، ولم يخفِ الإسرائيليون تخوفهم من إعادة السفير التركي في تل أبيب الى أنقرة وفي المقابل طرد السفير الإسرائيلي من تركيا. وبعد الاتفاق تم شطب كافة التغريدات وهي خطوة اعتبر البعض أنها تساهم أيضاً في تهدئة الأجواء في كل ما يتعلق بملف الأقصى.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,421,586

عدد الزوار: 6,990,890

المتواجدون الآن: 64