استبدال الميليشيات بـ«اليورانيوم» لماذا انفلت الملالي في المنطقة بعد الاتفاق النووي؟

تاريخ الإضافة الأحد 9 تشرين الأول 2016 - 7:39 ص    عدد الزيارات 543    التعليقات 0

        

 

استبدال الميليشيات بـ«اليورانيوم» لماذا انفلت الملالي في المنطقة بعد الاتفاق النووي؟
عبدالله الغضوي (جدة)
تحول خطير طرأ على المنطقة بعد 14 يوليو (تموز) العام 2016، حين انتزعت مجموعة الدول (5+1) من إيران المشروع النووي بموجب اتفاق -لا وقت للإيغال في تفاصيله- اقتضى في نهاية المطاف منع طهران من تطوير برنامجها النووي، وكشف كافة المنشآت النووية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
بالنسبة للغرب، اعتبر هذا الاتفاق إنجازا في حدود مصالحه الجيوستراتيجية في المنطقة، ودافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن هذه الصفقة على أنها نصر حقيقي لإدارته متجاهلا بـ«أنانية» الغرب المعهودة انعكاسات هذا الاتفاق على الشرق الأوسط.
لا تعنينا حقيقة بنود هذا الاتفاق
المكتوبة، بقدر ما تعنينا التفاهمات الدولية مع إيران حول ضمان أمن المنطقة. من يراقب إيران «غير النووية» بعد 14 يوليو (تموز) يرى أنه أمام دولة أكثر شراسة ومشاكسة مع دول الجوار، بينما يفتح الغرب أبوابه لقيادات إيران في إطار «أنسنة» هذا المتوحش المنفلت من عقاله.
في خضم المشاورات النووية بين إيران ودول (5+1) في فيينا، مر تصريح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف من بين أوراق الاتفاق في معرض رده على العلاقة بين هذه الاتفاق وبين التدخل الإيراني في سورية، بقوله «لا علاقة لهذا الاتفاق بالقضايا الإقليمية»، وقد كان هذا التصريح كل ما يهمنا في المسألة النووية التي عبرت دول الخليج آنذاك عن قلقها من تأثير هذا الاتفاق على الأمن والاستقرار في المنطقة، كونها أعرف بنيات الجارالخبيث.
قبل الاتفاق المشؤوم، كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لا يمر شهر حتى يجول بين دول الخليج مطمئنا بأهمية هذه الصفقة وما ستجلبه على المنطقة من استقرار، وما إن اقتنصت إدارة أوباما صندوق الملف النووي من يد المرشد علي خامنئي حتى تبددت كل الوعود بشرق أوسط آمن، فها هي إيران توظف أموالها المجمدة في تشكيل الميليشيات الطائفية وتتربص بدول الخليج أولا والدول العربية ثانيا لتحويل المنطقة إلى أرض مهتزة.
كان تصريح وزير الخارجية الإيراني جوهريا ويعكس حقيقة التفكير الإيراني..فعلا «لا علاقة للاتفاق النووي بعلاقات إيران في المنطقة»، تلك هي كلمة السر الإيرانية. بعد الاتفاق، أطلقت إيران يد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وكان يشرف على معركة الفلوجة وربما الموصل اليوم، بل تضاعفت أعداد المقاتلين الإيرانيين في سورية، بينما تتدفق الأسلحة للحوثيين في اليمن، وحتى لبنان بقى الفراغ الرئاسي سيد الموقف، تلك المحاورالإيرانية بدت بعد الاتفاق أكثر تأزما.
ولم يخف القيادي في الحرس الثوري الإيراني محمد علي فلكي، تشكيل بلاده لميليشيات في سورية والعراق واليمن، بل كان ذلك جزءا من إعلان الجسد الجديد لإيران، وكأن هذا الاتفاق كان استبدال «اليورانيوم» بالميليشيات.. وفوضى بأخرى.
لكن السؤال؛ هل ما تقوم به إيران في العراق وسورية واليمن وحتى لبنان كان الجزء «غير المكتوب» من الاتفاق النووي؟، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا يصنف الغرب التدخل الإيراني في الدول العربية على أنه مشكلة من الدرجة الثانية، في حين أن لب مشكلات الشرق الأوسط تكمن في أذرع إيران؟. إن كان الأمر كذلك فنحن أمام اتفاق «طعنة في الظهر» بين الغرب وطهران.. وعليه لا بد من صياغة جديدة لمفهومي الأمن الإقليمي والأمن العربي أساساهما الاعتماد على الذات.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,781,290

عدد الزوار: 7,003,134

المتواجدون الآن: 69