"النصرة" تدعو السنّة للانشقاق عن الجيش وتتّهم عسكريين شيعة بالقتال في سوريا

راهبات معلولا يتنشّقن الحرية مجدداً باسيل يلتزم إعلان بعبدا و"ينأى" بلبنان

تاريخ الإضافة الثلاثاء 11 آذار 2014 - 6:25 ص    عدد الزيارات 1948    القسم محلية

        


 

راهبات معلولا يتنشّقن الحرية مجدداً باسيل يلتزم إعلان بعبدا و"ينأى" بلبنان
النهار..
لم تعد قضية راهبات معلولا سورية فحسب، بل تحولت طوال نهار امس والى ساعة متقدمة من الليل قضية اللبنانيين الاولى، اذ طغت على اهتماماتهم، وحركت إعلامهم، وترافقت مع حركة صلوات في عدد من الكنائس، الى مواقف مهنئة سبقت وتبعت عملية تحريرهن بعد نحو ثلاثة اشهر من اعتقالهن من مقرهن في دير القديسة تقلا في 3 كانون الاول 2013.
وكادت ساعات الليل الاولى ان تفقد الامل باطلاقهن بعدما تعثرت عملية التفاوض في اللحظة الاخيرة بين الامن العام اللبناني من جهة، و"جبهة النصرة" من جهة أخرى، في رعاية قطرية. ولكن أعيد تفعيل حركة الاتصالات وعاد وفد الامن العام للقاء الخاطفين بعدما كان انسحب خالي الوفاض في وقت سابق. وأكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم ان "هناك بعض العرقلة لكن العملية لم تتوقف". وأبلغ ابرهيم ان قرار الافراج عن الراهبات اتخذ "والامر يستغرق بعض الوقت". وفعلا تسلم الامن العام في جرود عرسال الراهبات الـ 13 مع السيدات الثلاث اللواتي يساعدهن في الدير قرابة الحادية عشرة ليلا، وتوافد المستقبلون من المطارنة الارثوذكس موفدين من البطريرك يوحنا العاشر ومسؤولين سوريين الى جديدة يابوس حيث كان الاستقبال قبل الانتقال الى مقر البطريركية الارثوذكسية في باب شرقي.
وعلمت "النهار" ان عملية التعثر حصلت عندما أضاف الخاطفون اسماء جديدة مساء امس الى اللائحة التي قدموها سابقا، مطالبين باطلاق أصحابها من السجون السورية، وان العدد المضاف بلغ عشرة، وقد ابلغوا من الجانب السوري ان لديه اربعة فقط، مما استدعى تشددا منهم. وفي المعلومات التي لم يتم التأكد منها من مصادرها، ان وفد الخاطفين طلب التحقق من هويات عناصر الامن العام اللبناني، وان موقع التبادل شهد حركة أمنية غير مريحة، مما استدعى أخذ احتياطات من الامن العام خوفا من الوقوع في فخاخ عمليات انتحارية او ما شابه.
البيان الوزاري
وفي موضوع البيان الوزاري الذي موعده غدا في اجتماع لجنة صياغته، وقبل اسبوع من انتهاء المدة القانونية وتحول الحكومة الى تصريف الاعمال، علمت "النهار" من مصادر مواكبة لعمل لجنة صياغة مسودة البيان ان اجتماع اللجنة غدا الثلثاء سيكون مثمرا مما ينهي أزمة إعداد الفقرة المتعلقة بالمقاومة. واشارت في هذا الاطار الى النص الذي اقترحه عضو اللجنة وزير الخارجية جبران باسيل وصادق عليه امس مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة عاكسا فيه توازنات بين فريقيّ 8 و14 آذار . واعتبرت ان الحوار الدائر بين عدد من الاقطاب في شأن الاستحقاق الرئاسي يمثل كاسحة الغام بما فيها الغام البيان الوزاري الذي تبدو الطريق ممهدة امامه للعبور الى مجلس الوزراء وتاليا الى مجلس النواب في الايام القريبة.
وعلمت "النهار" ان كلمة الوزير باسيل جاءت بالتنسيق مع الرئيسين ميشال سليمان وتمّام سلام ولم يكن الرئيس نبيه بري بعيدا منها وخصوصا في النقطة التي تتعلق بموضوع المقاومة وتحرير الاراضي اللبنانية التي تحتلها اسرائيل.
وأبدت أوساط في 8 آذار لـ"النهار" ارتياحها الى كلام باسيل واثبات حق بقاء المقاومة واستمراريتها ما دامت هناك اراض لبنانية محتلة وجبه الخطر الاسرائيلي الى جانب الجيش اللبناني. ولا تعارض هذه الاوساط ان يذكر ما قاله باسيل في القاهرة في مضمون البيان الوزاري.
وأكد الرئيس بري ان "الاجواء ايجابية" في موضوع اللجنة الوزارية وامكان توصلها الى خلاصة سعيدة في انجاز البيان في اجتماعها غداً الثلثاء.
14 آذار
واذ نفت مصادر 14 آذار في لجنة الصياغة هذا التوجه، وقالت إن "كل المشكلة تكمن في هذا التعبير. لا أحد يجادل في حق لبنان في المقاومة على أن تشرف الدولة عليها وتكون المسؤولة عنها... الوزير باسيل تجاوز لجنة الصياغة في القاهرة وفتح على حسابه. نحن نقول بحق لبنان فقط"، توقعت مصادر سياسية اخرى مطلعة تسهيلاً لعملية وضع البيان الوزاري سيظهر في الأيام المقبلة استناداً إلى عوامل عدة، أبرزها كلام رئيس الجمهورية عن كتابته "بحبر الحوار والتوافق في أقرب وقت"، والمرونة التي يبديها فريق "تكتل التغيير والإصلاح" في ضوء محاولات التقارب بينه وبين "تيار المستقبل"، وميل الفريق الوزاري المسيحي من قوى 14 آذار إلى عدم العرقلة تسهيلا للإستحقاق الرئاسي وحساباته، إلى جانب عامل مهم يتمثل في ضرورة أن تكون في لبنان حكومة كاملة المواصفات متمتعة بثقة مجلس النواب بعد التظاهرة الدولية الداعمة للبنان في باريس لتسلم الأموال المخصصة لمساعدته في مواجهة قضية اللاجئين السوريين. كما أن ثمة رغبة في أوساط مؤثرة داخل قوى 14 آذار في مقاربة مريحة للعلاقة مع "حزب الله" في انتظار جلاء الموقف في سوريا، يلاقيها نوع من عدم اكتراث شعبي بما سيتضمنه البيان الوزاري أو لا يتضمنه.
ولفتت مصادر أخرى إلى ضرورة أن تؤخذ في الحسبان التجاذبات الداخلية في فريق 14 آذار عند تناول موضوع البيان الوزاري، والذي يفترض الإنتهاء منه قبل مهرجان "البيال" الجمعة المقبل إحياء للذكرى التاسعة لانطلاقة هذه القوى، أو بعد هذا المهرجان بوقت قصير قبل انتهاء مهلة الايام الثلاثين. ذلك أن حزب "القوات اللبنانية" الذي ستكون لرئيسه سمير جعجع كلمة في المناسبة ينوي، بحسب معلومات "النهار"، أن يوضح أنه يرفض خوض معركة رئاسة الجمهورية بشروط "حزب الله" ولذلك رفض المشاركة في الحكومة، وسيسأل حلفاءه عن الوجهة التي يسلكونها في ما يشبه "الدق على الطاولة".
القاهرة
وفي معلومات خاصة بـ "النهار" من القاهرة ان مجلس وزراء خارجية الدول العربية استجاب لما طرحه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على جدول اعمال الدورة 141 تحت بند "التضامن مع لبنان" في شأن اكثر من ملف في مقدمها المسألة التي تشكل نقطة خلاف حول المقاومة بديلا من "ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة" وتصلح لاعتمادها لإنهاء هذا الخلاف وهي تنص على الآتي: "حق لبنان واللبنانيين بتحرير او باسترجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني المحتل من قرية الغجر ومقاومة اي اعتداء او احتلال إسرائيلي بكل الوسائل المشروعة او المتاحة". وعلمت "النهار" ان مشروع القرار أتى بشكل مستقل، وأساسه لبناني.
وافادت مصادر انه اذا أراد القادة المختلفون على هذه المسألة ان تحل فهذه مناسبة للتفكير في هذا المخرج واعتماد نصه في متن البيان لان الجامعة العربية بكل تناقضاتها وافقت عليه ولم تتحفظ عنه أي دولة.
أما بالنسبة الى موافقة مجلس الوزراء العرب على مشروع قرار خاص بمساعدة لبنان في قضية اللاجئين السوريين فقد تألف من مادتين ومهد له باسيل في باريس خلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وبعودته الى بيروت استنفر باسيل سفراء لبنان لدى الدول العربية لابلاغ وزارات الخارجية طلب لبنان إصدار قرار خاص بمساعدته في قضية اللجوء السوري، ولما طرح المشروع امس على المجلس تمت الموافقة عليه بالاجماع.
واسترعى الانتباه في الاجتماع تبني لبنان مضمون اعلان بعبدا، اذ نأى لبنان عن قرار اتخذه المجلس الوزاري بإعطاء الائتلاف الوطني مقعد سوريا في القمة العربية المقرر عقدها في الكويت في 25 آذار الجاري. وبرر ذلك بنص خطي فيه انه ما دام لا اتفاق سورياً - سورياً على الموضوع نعتبر ان لا مصلحة لسوريا ولا للجامعة في ان تلعب دورا لا يساعد سوريا، لذلك ننأى بلبنان عن هذا القرار.
 
مفاوضات شاقة أعادت راهبات معلولا إلى الحرية الفدية 4 ملايين دولار وإطلاق 150 معتقلة في سجون النظام
النهار..عباس صالح
في اللحظات لأخيرة انهارت فجأة كل الجهود التي بذلت على أكثر من مستوى، ثم أعيد ترميمها عند الحادية عشرة ليلاً بعدما سلّم خاطفوا الراهبات الـ 13 رهيناتهم إلى دورية الأمن العام اللبناني على أثر تردد قطع معه الأمل في إطلاقهن مساء أمس.
خطف الراهبات هو واحدة من المآسي التي طبعت المعارضة السورية بعلامات سوداء وساهمت في تحول اتجاهات الرأي العام العالمي والاقليمي والمحلي حيال "الثورة من أجل الحرية" وتكريسها على صورة مجموعة من قطّاع طرق متمردين على القوانين والأعراف.
وكادت وقائع اليوم الطويل أن تطوي الجريمة الأكثر استفزازاً للمشاعر عندما قامت قوة من المعارضة السورية بخطف 13 راهبة آمنات من ديرهن في معلولا، لكن الآمال تبددت فجأة خلال ساعات المساء مع وصول قوة من الأمن العام اللبناني الى جرود بلدة عرسال، حيث تحقق مسلحو جبهة النصرة الذي يحكمون السيطرة على المنطقة الجردية من هويات الجميع في شكل أثار الارتياب لدى الوفد اللبناني الذي كان يصطحب عدداً من السوريات المفرج عنهن من سجون النظام، فيما أبقى عدداً آخر منهن في مكان آخر آمناً، وما ان ارتاب فريق الأمن العام اللبناني حتى أخرج المعتقلات السوريات المفرج عنهن في إطار الصفقة وانسحب بهن الى حاجز قريب للجيش واستأنف الكلام مع مسلحي "النصرة" من مكان أكثر أمناً. وعندما لاحظ الوفد الأمني أن المسلحين يحضرون لعملية أمنية كبيرة اتصل بقيادته فأشارت عليه بالانسحاب عند التاسعة والنصف ليلاً وانهاء الكلام عند هذا الحد، بعد التأكد أن الراهبات وكل الموجودين قد يصبحن ضحايا أي عمل أمني.
وبعد انسحاب الوفد ووصوله الى مفترق بلدة اللبوة مساء تلقى اتصالاً من قيادته بالعودة إلى المكان واستئناف المحاولات فيما الجانب القطري الذي كان حاضراً يتولى تذليل بعض العقد والقطب المخفية والتي وصلت إلى الافراج عنهم بعد مفاوضات مضنية.
وعلمت "النهار" ان الصفقة تضمنت الافراج عن الراهبات المخطوفات في مقابل تقاضي "جبهة النصرة" الخاطفة أربعة ملايين دولار أميركي، واستجابة الحكومة السورية طلب الافراج عن 158 معتقلة في سجون النظام.
والواضح أن التطورات الميدانية في كل قرى القلمون السوري وفي مدينة يبرود تحديداً، وبعد اشتداد الخناق العسكري من حولها، كان هو السبب في التعجيل باطلاق الراهبات وانهاء الملف الذي كان شهد مفاوضات سابقة بسقوف عالية بدأت بمطالب كبيرة لـ"النصرة" لا طاقة لأي جهة على تنفيذها، خصوصاً أن المفاوض الأساسي عن الخاطفين نائب رئيس "جبهة النصرة" أبو عزام الكويتي آثر في كل مراحل التفاوض السابقة ألا يقدم مطالبه النهائية، بل كان يحاول دائماً "التشاطر" في التفاوض ويقدم مطالب كبيرة على انها مطالبة أولية، وعلى النظام السوري والقوى المعنية محلياً وعربياً وعالمياً أن تنفذها كبادرة حسن نية على أمل متابعة التفاوض لاحقاً. وبدا انه بعد التطورات الميدانية اقتنع بضرورة التخلص من هذا الملف الذي بات يشكل عبئاً عليه، كما حصل في ملف الزوار اللبنانيين التسعة الذين خطفوا في اعزاز السورية سابقاً وتم التخلص منهم في اللحظات الأخيرة قبيل خسارة الخاطفين المنطقة التي تم احتجازهم فيها لمصلحة فريق آخر.
وعند اقتراب اللحظة المناسبة تولت الدولة اللبنانية إجرائياً اخراج الصفقة الى النور عبر اتصالات وتحركات ميدانية قام بها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابرهيم بتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كان خطه مفتوحاً طوال أمس مع ابرهيم مطلعاً منه على التطورات أول بأول.
وروجت وسائل الاعلام والمواقع الاخبارية في هذا الوقت اخباراً تشي بالحيرة والضياع لعدم توافر معلومات صحيحة من المصادر العليمة التي آثرت التكتم على مجريات سير العملية ومراحلها، كما عن المكان المفترض للافراج عن الراهبات. وكانت سربت معلومات شبه مؤكدة تفيد بأنهن نقلن الى مكان آمن بين بلدة فليطا السورية وجرود بلدة عرسال المحاذية لها منذ أيام، فاتجهت الانظار الى بلدة عرسال وخصوصاً عندما وصلت اليها مواكب أمنية، فتوجه اليها حشد غير مسبوق من مندوبي ومصوري وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية.
لكن الموكب الكبير الذي يضم حوالى 30 سيارة للأمن العام اللبناني، والذي عبر خلال ساعات الغروب حاجز الجيش عند مدخل عرسال، وصل الى محلة "الرهوة" في جرود عرسال الحدودية لانجاز عملية تسلم الراهبات، وما لبث ان تبين للمتابعين تعقد المسألة مجدداً.
وشاعت روايات مختلفة أكثرها قرباً الى الواقع القول بأنهن سيسلمن في عرسال الى الوفد المشترك من ضباط الامن العام اللبناني وضباط أمن قطريين حضروا الى لبنان مع رئيس المخابرات القطري سعاده الكبيسي الذي انتقل لهذه الغاية من اسطنبول الى بيروت صباح امس، على أن يتولى الوفد نقلهن الى معبر جديدة يابوس الحدودي عبر الاراضي اللبنانية ليلقين استقبالاً رسميا وروحياً وكنسياً وشعبياً وسجلت تحضيرات فعلية وتجمع لهذه الغاية عند المصنع.
ورغم المؤشرات الى التعثر وفشل التفاوض ظلت نوافذ الأمل مفتوحة على انجاز ما قد يحصل في أي لحظة ويفضي الى اطلاق الراهبات المخطوفات، فيطوى الملف.
وعند الحادية عشرة ليلاً أعلن اللواء إبرهيم أن "الراهبات أصبحن بعهدتنا وتم نقلهن إلى الأراضي اللبنانية".
 
إطلاق راهبات معلولا خطوة نحو تحرير المطرانين؟
النهار..بيار عطاالله
قبيل عيد الميلاد، وتحديداً في الثالث من كانون الاول 2013 اجتاحت الجماعات الاسلامية المسلحة بلدة معلولا الاثرية الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً من دمشق وسيطرت عليها، واجتاح المسلحون في طريقهم ايضاً دير القديسة مار تقلا الارثوذكسي الذي يضم مأوى للاطفال الايتام وفيه راهبات يقمن على الخدمة.
برّر الخاطفون اختفاء الراهبات ونقلهن الى خارج ديرهن في معلولا بالخشية على سلامتهن من أعمال العنف المتبادلة في تلك الناحية. ولم يمر وقت طويل حتى ظهرت الراهبات في شريط فيديو مصور عبر قناة "الجزيرة" وهن في حجابهن الارثوذكسي ومن دون شارة الصليب ليعلنّ انهن في خير وصحة جيدة، وبدأت من تلك اللحظة المفاوضات من أجل الافراج عن الراهبات، وسط خشية متعاظمة من ان يلقين مصير المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم ولائحة طويلة من الكهنة والرهبان الذي اختفوا في ظروف غامضة، وابرزهم الاب اليسوعي باولو الذي وصف سابقاً بأنه أيقونة الثورة السورية.
الاكيد في الافراج عن الراهبات (الذي تعثر في ساعة متقدمة من ليل أمس) ان الفضل الاول فيه هو للتطورات الميدانية التي تجري في منطقة القلمون ومحيط مدينة يبرود تحديداً، حيث تعتبر بعض الاوساط المتابعة للملف ان تضييق الخناق على تجمعات المسلحين في تلك الناحية دفع المسلحين الى نقلهن الى مناطق متاخمة للحدود اللبنانية – السورية قرب جرود عرسال، وربما داخل الحدود اللبنانية في احد المزارع القائمة هناك. ويقال ان الخلافات السياسية بين افرقاء المعارضة دفعت المسلحين الى تليين مواقفهم ومحاولة الافادة من المعطيات المتوفرة الى اقصى حد قبل ان يخسروا ورقة الراهبات ومعها كل المردود الذي كانوا يتوقعونه لجهة مبادلتهن بمعتقلين ومعتقلات لدى النظام السوري وادخال مؤن الى مناطق محاصرة في الغوطة الشرقية وبعض "العمولات المالية" لاسترضاء هذا الطرف او ذاك ذكر ان قيمتها بلغت اربعة ملايين دولار اميركي.
وبهذا المعنى يمكن فهم الكثير من الامور في هذا الملف، إذ حافظ المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم على "شعرة معاوية" بين المعارضين في القلمون، وراعيهم القطري من جهة والنظام السوري من جهة اخرى بحيث أدت سلسلة الاجتماعات والمفاوضات الصعبة بين بيروت والدوحة ودمشق، والتي أدى فيها ابرهيم دور الوسيط الى حلحة الامور ودفعها في اتجاه اطلاق الراهبات، وخصوصاً ان الوضع بلغ مرحلة حرجة قد لا يعود معها التفاوض ممكنناً في حال احكام الحصار على يبرود وتكرار سيناريو معارك بلدة القصير في ريف حمص، والتي انتهت الى ما انتهت اليه من تدمير شامل أدى الى خروج الامور عن السيطرة.
المهم في الامر، أنه وبعد الافراج عن راهبات معلولا ستنتقل الامور الى ملف تحرير المطرانين اللذين يكتنف مصيرهما الكثير من الغموض، وان تكن المعلومات ترجح ان الاستخبارات القطرية والتركية لا يصعب عليها شيء في ملف المعارضة السورية. علماً ان ثمن تحرير المطرانين ربما سيكون كبيراً جداً ويبدأ من دمشق وينتهي في موسكو مروراً بالقوقاز وكل الحركات الجهادية والاسلامية. والمبادرة الان في يد القطريين.
 
"النصرة" تدعو السنّة للانشقاق عن الجيش وتتّهم عسكريين شيعة بالقتال في سوريا
(ي ب أ)
اتهمت "جبهة النصرة" في لبنان، عناصر شيعية من الجيش اللبناني بالمشاركة في القتال في سوريا.
وقالت في بيان نشر في حسابها عبر موقع "تويتر"، إن "هذه رسالة توضيح لأهلنا في لبنان حول حقيقة الجيش اللّبناني الذي أصبح أداةً بيد المشروع الشّيعي، هذا الجيش الذي لم يتجرأ على التصدي منذ تأسيسه للجيش الإسرائيلي أو الجيش السوري الّلذين احتلا لبنان، وما كانت جرأته إلا على أهل السنّة بذريعة أنّه ضمان للشعب اللّبناني، وحقيقة ما هو إلا ضمان لمشروع ولاية الفقيه".
وأشار البيان إلى أن "الوقاحة بلغت أكثر من ذلك، حين شاركت عناصر شيعية من الجيش اللّبناني في القتال في سوريا متحديةً أيّ جهةٍ محاسبة من أرسلها".
وأضاف: "انظروا إلى السجون والمعتقلين لا ترون فيها إلا أهل السنّة وبتهم باطلة"، سائلاً: "هل يتجرأ أحد على اعتقال أيّ شيعيّ ذهب للقتال في سوريا؟ وهل تُحرس المدن الشيعية بأولادكم، في حين يذهبُ شبابهم لقتال إخوانكم في سوريا؟ (...) أيَتمُّ تأمين دخول عناصر الحزب إلى سوريا عبر مراكز الجيش على الحدود وأنتم راضون؟ أيُحاصر أهلكم في عرسال بأولادكم؟ أيُدهم أخوانكم في طرابلس ويُعتقلون بأولادكم؟ أتُرتكب مجزرة عبرا بأولادكم؟".
و دعا "أهل عكار الى أن يكونوا عند حسن ظنّ المسلمين بهم"، كما دعا "كل مسلم غيور على دينه، الى أن يكرس كل جهده للدعوة الى الانشقاق عن هذا الجيش الظالم الفاجر... والالتحاق بإخوانه في ساحات الجهاد".
 
فاعليات بعلبك - الهرمل في بيان مشترك ندّدت بخطف المواطنين وتهديد الاعتدال
بعلبك – "النهار"
اعتبرت عشائر وفاعليات بعلبك - الهرمل ان "التهديد باغتيال دولة الرئيس نبيه بري هو استهداف للوحدة الوطنية ولسلامة الوطن والاعتدال وتهديد لاهل بعلبك الهرمل، سنة وشيعة ومسيحيين". ودانت "كل اعتداء تتعرض له اي بلدة او قرية او مدينة واي فرد من اي طائفة، متوقفة عند ظاهرة خطف المواطنين المتكررة، وطالبت الدولة باتخاذ الاجراءات الفورية والحاسمة. وأكد المجتمعون رفع الغطاء عن كل من يلجأ الى عمليات الخطف والابتزاز".
هذه المواقف صدرت عقب اجتماع في منزل عباس أسد الله شمص في بوداي، تحت عنوان "جمع شمل المنطقة واستنكار التخطيط لاغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري"، حضره نواب سابقون وفاعليات سياسية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير، بمشاركة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ورئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ.
وتحدث عدد من الحضور، مسيحيين ومسلمين، واصدروا بياناً اكدوا فيه "الوحدة الوطنية والعيش الواحد، ومعالجة الخلافات بالحوار والتواصل والحرص على التفاعل وحسن الجوار في العلاقة بين عرسال ومحيطها، وبين مختلف القرى والبلدات". ونوهوا بالتعزية التي قدمها وفد من اهالي عرسال، ووالد الشهيد عبد الله عز الدين لأهل الشهداء، واعتبروا ذلك "تأكيداً لوحدة الهوية والإنتماء والنسيج الاجتماعي". وخلصوا الى ان "الارهاب لا يستهدف الشيعة والدروز والمسيحيين فقط، بل الاعتدال السني أساساً".
 
تبادل نار بين قوى الأمن ومسلّحين خلال دهم "الفيلات" في التعمير
صيدا - "النهار"
عاد الهدوء امس الى محلة الفيلات قرب مخيم عين الحلوة في صيدا اثر توتر امني نتيجة خلاف بين عناصر من قوى الامن الداخلي وعناصر تردد انها محسوبة على "سرايا المقاومة"، واطلاق نار لم يسفر عن اصابات.
وافاد مصدر امني ان دورية من قوى الامن كانت تدهم أحد الامكنة بحثا عن مطلوب وتعرضت لاطلاق نار لمنعها من المتابعة، فرد افراد الدورية على النار بينما أقدم بعض الشبان على قطع الطريق بالعوائق.
وعلى الأثر نفذ الجيش انتشارا في المحلة اسفر عن توقيف اثنين وحجز سيارة غير قانونية وفتح الطريق معيداً الهدوء الى المحلة.
وكان حاجز لقوى الامن تعرض قبل حادث ليل الجمعة - السبت لرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة في المحلة. وافاد مكتب النائبة بهية الحريري انها اجرت اثر الحادث اتصالات بعدد من المسؤولين الرسميين والامنيين ونددت في بيان بأي اعتداء على القوى الامنية الشرعية معلنة مساندتها ودعهما لها. وشددت على "رفض صيدا هذه الشلل المسلحة التي تتحصن في بعض الأحياء تحت عنوان ما يسمى بـ"سرايا المقاومة"، وعلى انها لن تقبل بأي مربعات أمنية ضمن أحيائها ومناطقها تحت أية ذرائع أو تسميات.
 
"حزب الله": المقاومة حريصة أن تبقى الحاضنة لكلّ اللبنانيين
النهار..
سأل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد: "هل نقبل ويقبل شعبنا الذي قدم آلاف الشهداء من أجل أن يسعد كل اللبنانيين في وطن آمن سيد حر يعيش معادلة الردع الحقيقي مع العدو الاسرائيلي، بأن تحذف كلمة المقاومة من البيان الوزاري للحكومة؟". وقال خلال احتفال تأبيني في الدوير – النبطية: "في أي عالم يعيش الافرقاء السياسيون الذين يفكرون بمثل هذا التفكير الذي لا نريد أن نصفه؟ هل يفكّرون في المصلحة الوطنية وفي مستقبل البلد ووحدة اللبنانيين؟ هؤلاء الذين يضعون الفيتو على المقاومة، هل كان يمكن أن يكون لهم وجود سياسي لولا أن المقاومة حررت البلد؟ لكن يا للاسف، لم تعد هناك معايير تعتمد في الحوار ولا في النقاش ولا في تشخيص المصالح ولا في تقدير الموقف المطلوب لمواجهة الأزمات. المقاومة حريصة على أن تبقى الحاضنة لكل اللبنانيين من اجل أن يصوغوا بلدهم وفق إرادتهم الحرة التي لا تقبل ابتزازاً من أي دولة على الإطلاق ولا تقبل خضوعاً لأي سياسة على الإطلاق".
¶ أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أن "المقاومة ليست هواية نمارسها لكي نتخلى عنها، ولا فعلاً سياسياً نمارسه بهدف تحقيق مكتسبات سياسية، ولا ممارسة طائفية كي ترتبط بتعقيدات العلاقة بين الطوائف اللبنانية، إنما هي فعل وجودي وكياني وسيادي متلازم مع جوهر الدفاع عن الوطن وحماية بنيه، ولذلك فهي لا تنفصل عن معنى الهوية والانتماء لهذا الوطن، ومن يناقشنا في المقاومة إنما هو يناقشنا في هويتنا وانتمائنا، وأمام هذه الحقيقة تصغر كل الحساسيات السياسية الأخرى".
¶ قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" نوار الساحلي: "ان المقاومة واجب مقدس وقد اثبتت عبر تاريخها انها رفعت اسم لبنان عالياً وحولت لبنان من بلد ضعيف على عنوان للقوة.
أضاف في تأبين احمد جعفر الريس أن "الواجب محاربة المشروع الارهابي التكفيري الذي يقتل لمجرد القتل، هذا المشروع الظلامي المجرد من كل رحمة وإنسانية يشوه صورة الاسلام الحقيقية ويعمل لمصلحة العدو الاسرائيلي".
¶ عزّت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" بالمصور في قناة "الميادين" الزميل عمر عبد القادر الذي قضى أثناء قيامه بواجبه المهني في تغطية العمليات العسكرية قرب مدينة دير الزور في شرق سوريا.
 
"أمل": هناك من يسعى للتعطيل وصولاً إلى الفراغ الرئاسي
النهار..
دعا عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أيوب حميد الى ان "يكون البيان الوزاري في مستوى تطلعات الشعب بعيداً من الغلو والتطرف والمراهنة على الخارج".
وقال خلال احتفال تابيني: "لن نبخل ببذل كل جهد ممكن من اجل ان تستطيع هذه الحكومة ممارسة مسؤولياتها في خدمة الناس. نحن أولى بأن نحمي انفسنا من الغد الذي لا يمكن التنبؤ بما يحمله الينا من أمور خطيرة في مستوى الاستقرار الداخلي. لن نغير ثوابتنا واقتناعاتنا، ولن تستطيعوا ان تنتزعوا من داخلنا وافئدتنا هذا الوفاء للدماء والتضحيات، وسنستمر من موقع الحرص وليس من موقع الغلو او التطرف".
ودعا الى "تقبل الآخر ابناء لوطن متساوين بالعيش على هذه الارض التي جبلت بالدماء وأعطت العالم الاشعاع والنور".
تمنى عضو كتلة "التنمية والتحرير" هاني قبيسي في احتفال في النبطية للحكومة الجديدة "النجاح في الاتفاق على بيان وزاري يشكل خلاصا في هذه الفترة من فراغ يتم التآمر فيه على لبنان لكي نصل الى حالة لا يمكن ان تقوم الدولة بعدها. نشهد الكثير الكثير من المؤامرات التي تحاول النيل من الجيش ومؤسسات الدولة وهناك من يسعى الى تعطيل تشكيل الحكومة التي اتفق عليها في الحد الادنى، وهناك من يسعى الى تعطيل عمل المجلس النيابي، ومن يريد السعي الى فراغ في رئاسة الجمهورية. لن نسمح ولن نرضى بأن يصبح لبنان من دون دولة وسيادة واستقلال وحكومة. ان من قدم نفسه شهيدا على مساحة لبنان لا يمكن ان يسمح بنجاح المؤامرات التي تسهل الطريق للارهاب وتفكيك الدولة".
 
إخراج عربي لبند «المقاومة يُمهّد لإنجاز البيان الوزاري غداً
الجمهورية...
على وقع تفاؤلٍ حذِر باحتمال إنجاز البيان الوزاري للحكومة غداً، أقفلَ الأسبوع على إطلاق راهبات معلولا اللواتي خُطِفنَ منذ كانون الأوّل 2013 من دير مار تقلا الأرثوذكسي على يد مسلّحين، نتيجةً للجهود السياسية والأمنية اللبنانية والقطرية التي انتهت بالإفراج عنهنّ قبيل منتصف ليل أمس في عرسال، بعدما كان متوقّعاً مساءً، ولكنّه تأخّرَ بسبب بعض العراقيل اللوجستية التي نتجَت من تصرّفات الخاطفين. وقد وصلت الراهبات البالغ عددهنّ 16 راهبة إلى جديدة يابوس في الأولى بعد منتصف الليل، حيث كان في استقبالهنّ في مقرّ الأمن العام السوري المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم ومحافظ ريف دمشق ورجال دين مسيحيّون ومسلمون، ومسؤولون أمنيّون وعسكريون لبنانيّون وسوريّون. ولاحقاً نُقِلت الراهبات إلى دمشق، على أمل أن ينسحب الإفراج عنهنّ لاحقاً على مصير المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم.
مع بدء العدّ العكسي لانتهاء مهلة الثلاثين يوماً القانونية وتقديم الحكومة بيانَها الوزاري والمثول أمام مجلس النوّاب لنَيل ثقته، تتّجه الأنظار إلى الجلسة العاشرة للّجنة المكلّفة إعدادَ هذا البيان المقرّرة غداً، وهل سيتصاعد «الدخان الأبيض» في ضوء ما يمكن تسميته «مخرج» يُفترض أن يكون مجلس وزراء الخارجية العرب قد وفّره لإدراج مصطلح «المقاومة» في البيان الوزاري.
فقد أكّد المجلس بعد إجتماعه في القاهرة «حقّ لبنان واللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، ومقاومة أيّ احتلال إسرائيلي بالوسائل المشروعة والمتاحة كافة»، وذلك في إطار الفقرة المخصّصة للبنان التي سترِد في البيان الختامي للقمّة العربية العادية التي ستنعقد في الكويت في 25 من الجاري.
سلام
وقالت مصادر رئيس الحكومة تمّام سلام لـ»الجمهورية» إنّه ما يزال ينتظر مشاريع الإقتراحات الخاصة بعبارة «المقاومة» وسُبل مقاربتها في البيان الوزاري. وأكّدت أنّ الحدود القصوى للإنتظار هي غداً، حيث سيكون الإجتماع العاشر محطّة أساسية في عمل اللجنة، لأنّ الموعد النهائي الفاصل عن مهلة الشهر أمام اللجنة قد اقترب، ومن شأن ذلك تقليص هامش المناورة التي يمارسها البعض الى الحدود الدنيا.
ورفضت المصادر الحديث عن تعقيدات أو حلحلة، لأنّ المواقف النهائية لم تعلَن بعد، وأنّ الأطراف المتنازعة ما زالت تناقش في بعض الصيغ التي يقترحها طرف ويرفضها طرف آخر من دون التوصّل الى ما يشكّل قواسم مشتركة.
«حزب الله»
وغداة دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى «كتابة البيان الوزاري بحبر الحوار والتوافق وفي أقرب وقت، لتنطلق الحكومة بإدارة شؤون المواطنين»، جدّد «حزب الله» تمسّكه بالمقاومة، «فهي بندٌ راسخ في البيان الوزاري، ولا مجال لأحد أن يتجاوزه».
وأكّد بعض نوّاب الحزب وقياديّيه أنّ المقاومة «روح البيان الوزاري، وأيّ بيان من دونها هو بلا روح، وميت، ولن يصل إلى أن يأخذ ثقةً من اللبنانيين، فضلاً عن ثقة المجلس النيابي». وشدّد على «أنّ قرار المقاومة هو بيدِ من يؤمن بها ويؤتمن عليها، وليس بيدِ من يتنكّر لها وينقلب عليها»، وسأل من يضعون «الفيتو» على المقاومة: «هل كان يمكن أن يكون لهم وجود سياسيّ لولا أنّ المقاومة حرّرت البلد؟».
باسيل تبنّى صيغة «الحزب»
وما لم تقُله مصادر سلام أو تقاربه صراحة، كشفَته مصادر تتابع المفاوضات لـ»الجمهورية»، مؤكّدةً أنّ ممثّلي حركة «أمل» و»حزب الله» و»التيار الوطني الحر» ما زالوا يصرّون على صيغة تبنّاها وزير الخارجية عضو اللجنة جبران باسيل في خطابه أمام الجامعة العربية أمس وقال فيها بـ»هو حقّ لبنان واللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، ومقاومة أيّ اعتداء أو احتلال إسرائيلي بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة».
وكان باسيل قال أمس في كلمته خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة: «إنّ أحداً من الخارج أو الداخل، لا يمكنه إلّا أن يوافق ويقرّ بالحق الإنساني الطبيعي والبديهي، الحقّ المنبثق عن شرعة حقوق الإنسان وشرعة الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية ودستور «الطائف»، وهو حقّ لبنان واللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، ومقاومة أيّ اعتداء أو احتلال إسرائيلي بكلّ الوسائل المشروعة والمتاحة، وهو حقّ لا مصلحة لأحد في مجتمعنا العربي في التفكير بالتخلّي عنه».
موقف «14 آذار»
وأكّدت المصادر رفضَ ممثلي قوى 14 آذار في اللجنة الوزارية هذه الصيغة، واقتراحَهم صيغة تشير إلى المقاومة معطوفةً على «حق لبنان في المقاومة بكلّ الوسائل المتاحة مع احترام قرارات الشرعية الدولية ومقرّرات طاولة الحوار التي انعقدت في قصر بعبدا وفي مجلس النواب».
واعتبرت أنّ الأمر بات منوطاً بالبحث عن صيغة توفّق بين الطرفين، ومن هنا كان الحديث عن مبادرة سيطرحها الرئيس سعد الحريري، بعدما اعتُبرت مواقف ممثلي قوى 8 آذار والنائب وليد جنبلاط نهائية إزاء عبارة «المقاومة»، وبات على الحريري خرق هذه الحلقة المفرغة باقتراح جديد، وهو ما لمّحت إليه مصادر في 8 آذار.
قزّي
ورفض وزير العمل سجعان قزي اعتبار أنّ العقدة تكمن في موقف قوى 14 آذار، واكتفى بالقول لـ»الجمهورية»: «مَن يطالب بسلطة الدولة بات هو العقدة، ومن يطالب بالإستقلالية عن الدولة بات هو الحلّ».
تحرّك ديبلوماسي
وفي هذه الأجواء، كشفت مصادر ديبلوماسية أنّ مجموعة من سفراء الدول الكبرى، ولا سيّما منها تلك الراعية لمجموعة العمل الدولية من أجل لبنان، ستتحرّك بكثافة على الساحة اللبنانية، داعيةً إلى الإسراع في إقرار البيان الوزاري ومنحِ الحكومة الثقة لكي تنطلق في أعمالها.
... وتحرّك كتائبي
وفي الحراك الداخلي، أجرى رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل في عطلة نهاية الأسبوع جملة اتّصالات واسعة بغية الوصول إلى صيغة تضمن حقوق الدولة اللبنانية. كذلك سُجّل اتصال طويل بين النائب سامي الجميّل والحريري تناولَ الصيغ المطروحة للبيان الوزاري وحركة الإتصالات الأخيرة الجارية على أكثر من مستوى.
وفي هذا السياق سُجّلت اتصالات خجولة غابَ عنها الوسطاء العاديّون بين الطرفين، وانحسرت الحركة بين المعنيّين، ورُصدت حركة مشاورات بين حركة «أمل» و»الحزب» و»التيّار» واكبَت تحضيرَ خطاب باسيل في الجامعة العربية، وهو ما عبّرت عنه مصادر الحزب عندما أيّدت مضمونه.
وعلى هذا الأساس قالت مصادر هذه القوى ليلاً لـ»الجمهورية» إنّ خيارات عدم استخدام كلمة «المقاومة»، على الأقلّ مثلما وردت في خطاب باسيل، باتت ضيّقة جدّاً، ولا مجال للمناورة لدى الفريق الآخر، خصوصاً أنّ الجامعة العربية تبنّت موقف باسيل وفصّلت المقطع الخاص بالمقاومة وأدخلته في البيان الختامي للقمّة العربية.
وزراء الخارجية العرب
وكان مجلس وزراء الخارجية العرب كرّر إدانته للإرهاب الدولي الذي تشارك الدول العربية في مكافحته بفاعلية، مشدّداً على ضرورة «التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة للاحتلال الاسرائيلي التي هي حقّ أكّدت عليه المواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي، وعدم اعتبار العمل المقاوم عملاً إرهابياً».
وجدّدَ دعم موقف لبنان في مطالبته المجتمعَ الدولي تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701. وطالب بوقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، ودانَ خرقَها المجتمع اللبناني من طريق زرعِ العملاء ونشر شبكات التجسّس وارتكاب الأعمال الإرهابية».
وشدّد المجلس على»ضرورة انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية كافة، بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية، وانسحابها من الجزء اللبناني من بلدة الغجر». كذلك أكّد «حقّ لبنان واللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، ومقاومة أيّ احتلال إسرائيلي بالوسائل المشروعة والمتاحة كافّة، والتأكيد على التزام حكومة لبنان بقرار مجلس الأمن الرقم 1701 بالكامل». ودان «الحرب الإلكترونية» التي تشنّها إسرائيل ضدّ لبنان.
كذلك أكّد حق لبنان في ثروته من النفط والغاز الموجودة ضمن مناطقه البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة له والمحدّدة وفقاً للخرائط التي أودعتها الحكومة اللبنانية جانب الأمانة العامة للأمم المتّحدة في تمّوز 2010».
بكركي
في غضون ذلك، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المسؤولين إلى الخروج من دائرة المصالح الضيّقة، وإقرار البيان الوزاري، والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية.
وقال: «كم هو معيبٌ ومهين للكرامة الوطنية أن نسمع من يتكلم بالفراغ وباحتمال عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وطن ديموقراطي مثل لبنان». وأملَ الراعي في «أن تتمكّن الحكومة الجديدة من رفع هذا التحدّي وإهداء البلاد رئيساً جديداً».
المشنوق في وزارة الدفاع
على صعيد آخر، قالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية» إنّ زيارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لوزارة الدفاع أمس الأوّل هدفت إلى الآتي:
أوّلاً: تفعيل التنسيق بين الأجهزة الأمنية في خطوة ترمي إلى إقفال كلّ الثغرات التي ظهرت في الممارسة نتيجة غياب هذا التنسيق.
ثانياً: التأكيد أنّ العمل الوزاري هو عمل تكامليّ لا انفصاليّ، فلا وزارة ناجحة في ظلّ حكومة فاشلة، ونجاح الحكومة بالتالي مرهون بنجاحها في كلّ سياستها أو في معظمها بالحدّ الأدنى.
ثالثاً: التشديد على أنّ مكافحة الإرهاب تتطلّب التعاون بين الوزارات تحت سقف التوجّه الحكومي الحاسم في هذا الاتّجاه.
رابعاً: تجاوز الاعتبارات الشخصية لمصلحة القضايا الوطنية.
وفي المعلومات كذلك أنّ هذه الخطوة التي كسرت المعايير الشكلية لن تكون يتيمة في الزمان والمكان، إنّما ستتبعها خطوات أخرى في سياقات مختلفة، لأنّ الأولوية هي حماية الناس وإعادة الاعتبار لحضور الدولة ودورها.
 
باسيل: لا مصلحة بالتخلي عن حق المقاومة
بيروت - «الحياة»
أكد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن «أحداً من الخارج أو الداخل لا يمكنه إلا أن يوافق ويقر بالحق الإنساني الطبيعي والبديهي المنبثق عن شرعة حقوق الإنسان، وشرعة الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية ودستور الطائف، وهو حق لبنان واللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، ومقاومة أي اعتداء أو احتلال إسرائيلي بالوسائل المشروعة والمتاحة كافة، وهو حق لا مصلحة لأحد في مجتمعنا العربي بالتفكير بالتخلي عنه». وقال: «إذا كنا متفقين على أن أولويات هذه الحكومة الموقتة تأمين الأمن والاستقرار من جهة، وتأمين المناخ الحواري لتمرير الاستحقاق الرئاسي في موعده ووفق أصوله من جهة أخرى، فإن اللبنانيين لا يمكنهم سوى أن يتفقوا على تحييد لبنان عن المشاكل الخارجية، خصوصاً إذا ما كانت تلك المشاكل عربية - عربية، من دون أن يعني ذلك حياداً عن قضية فلسطين وحق العودة».
وقال باسيل خلال مشاركته في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المنعقد في القاهرة: «يعيش لبنان لحظة حرجة، تضعه بحراجتها على حافة البقاء أو الزوال. والزوال بالنسبة للبنان لا يعني ابتلاع شعبه وانبلاع أرضه، لأنهما دائمان لا يزولان، إنما الزوال هو فقدان رسالته الإنسانية الفريدة وتلاشي صيغته المتعددة القائمة على قبول الآخر وبقاء هذا الآخر ودوره. وأخطار الزوال كثيرة منها الدائم كخطر التوطين وخطر الانقسام أو التقسيم، ومنها المستجد كخطر الإرهاب وأخطار النزوح السوري».
وشدد على أن محاربة الإرهاب في لبنان تتطلب «جيشا قوياً ودعماً منكم له عبر تسليحه وتمكينه ليكون درع اللبنانيين من كل الأخطار ودرع العرب لعدم انتقالها إليهم»، شاكراً «الهبة السعودية السخية»، وآملاً بأن «يكون مؤتمر روما لدعم الجيش مناسبة لدعم عربي متجدد للبنان وحامياً لشعوبنا العربية».
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,188,306

عدد الزوار: 6,982,217

المتواجدون الآن: 65