«القوات» و«المستقبل» شدّدا على إجراء الإنتخابات الرئاسية والجميّل: واشنطن تعمل جدّياً لحصولها...بري يحذّر من « 2007 أخرى» في لبنان و«14 آذار» ترسم خطوطها الدفاعية

سليمان «يطمئن» من «حزب الله» إلى جرحاه و14 آذار تعد لتحرك باتجاه إيران والدول الكبرى...«حزب الله»: التكفيريون باتوا خطراً كيانياً

تاريخ الإضافة الجمعة 20 كانون الأول 2013 - 6:07 ص    عدد الزيارات 1788    القسم محلية

        


 

الفراغ الزاحف هل يشعل المحرّكات السياسية؟ 14 آذار نحو تحرك خارجي لشرح مواقفها
النهار...
مع أن نمط التأجيلات المتكررة للجلسات النيابية لم يعد يحرك ساكناً، ولا يثير أي ردة فعل سياسية تطبعاً مع الشلل المؤسساتي الذي يطبع الحياة النيابية كما الحكومية والسياسية عموما، فإن الترحيل الثامن للجلسة العامة امس حتى 28 كانون الثاني 2014 أعاد تظهير الخط البياني للفراغ الزاحف على مختلف المؤسسات والذي بدأ يثير مخاوف مبكرة من امكان انسحابه على استحقاق الانتخابات الرئاسية الربيع المقبل.
بيد ان هذا الواقع بدأ يضغط بقوة لاعادة تشغيل المحركات الخامدة على مستوى الجهود السياسية والازمة الحكومية. وقد أفادت أوساط رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس "النهار" ان الرئيس يتواصل بشكل مستمر مع كل القوى السياسية وهو ليس في قطيعة ولا خصومة مع احد. وقالت ان كل القوى السياسية اطلعت على موقفه بمعناه اللبناني الصرف والبعيد عن اي خصومة مع اي مشروع سياسي في المنطقة او مع اي من القوى الداخلية. ولاحظت ان ثمة تأجيلا لكل الملفات السياسية العالقة الى ما بعد فترة الاعياد باستثناء الملف الامني الداهم الذي يلقى اهتماما واسعا. وأشارت الى ان اتصالا أجري امس بين الرئيس سليمان ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد للاطلاع على المعطيات المتعلقة بحادث صبوبا في البقاع الشمالي، وعلم ان ثمة اتفاقا على لقاء قريب في زيارة سيقوم بها رعد لقصر بعبدا، مع الاشارة الى ان التواصل بين الطرفين لم ينقطع مرة.
أما في الشأن الحكومي، فعلمت "النهار" من أوساط بعبدا ان ثمة رغبة لدى الرئيس المكلف تمّام سلام في تداول الصيغ الممكنة لتشكيل الحكومة الجديدة بعدما استجدت معطيات وتطورات اقليمية ودولية يمكن البناء عليها. وفهم من المصادر المواكبة لهذا الملف ان النائب وليد جنبلاط لا يزال عند موقفه من الموضوع الحكومي وهذا ما تأكد بعد لقائه الاخير الرئيس سليمان، كما ان الاتصال بين سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري لم ينقطع. وأشارت المصادر المواكبة الى ان بري منكب على دراسة الوضع القانوني والدستوري مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي وخصوصا من حيث عقد جلسة الانتخاب والوضع الحكومي في ظله من كل النواحي والاحتمالات. وقالت إن رئيس الجمهورية مصر على موقفه لجهة ان الحكومة التي تصرّف الاعمال لا يمكنها ان تدير الفراغ الرئاسي في حال حصوله، ولذا لا تزال الاولوية لديه لتشكيل حكومة أياً كانت المعوقات ويريدها ان تكون حكومة قادرة على نيل الثقة النيابية، وهذا الامر يشكل نقطة توافق تام بينه وبين الرئيس المكلّف.
14 آذار
وسط هذه الاجواء، علمت "النهار" ان قيادات 14 آذار تناقش منذ فترة في ما بينها امكان التحرك عبر خطوات عدة لشرح وجهة نظرها ورؤيتها وابراز موقفها من الاوضاع في لبنان والمنطقة في اتجاه الدول الغربية التي وقعت مع طهران الاتفاق، النووي، وفي اتجاه ايران نفسها بغية تبيان موقفها وثوابتها من تداعيات هذا الاتفاق وما تنتظره 14 آذار من ايران والدول الغربية من تصرفات حيال لبنان والعالم العربي وخطورة استمرار الاوضاع في لبنان على ما هي نتيجة استمرار تورط "حزب الله" في الحرب السورية.
وقد مهّد لهذا التوجه رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة برسالتين وجههما الى الرئيس الايراني حسن روحاني. وفي التفاصيل أن اجتماعا عقده الرئيس السنيورة مساء اول من امس في بيت الوسط مع رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل الذي عرض ما جرى من محادثات بينه وبين السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن آبادي في لقائهما الاخير في السفارة الايرانية. ثم انتقل الرئيس السنيورة الى معراب حيث اجتمع طويلا مع رئيس حزب" القوات اللبنانية " سمير جعجع الذي بحث معه أيضا في الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها وأفق المرحلة المقبلة ومنها الوضع الحكومي. ويأتي اللقاءان في سياق لقاءات متواصلة لاجراء مقاربة جديدة للمعطيات في لبنان والمنطقة تنتج خطوات تنفيذية تهدف الى معرفة ما ستكون عليه العلاقات الايرانية - الغربية والايرانية - العربية والايرانية - اللبنانية. أما الرسالتان اللتان وجههما السنيورة الى روحاني، فجاءت الاولى للتهنئة بانتخابه رئيساً، والثانية بعد توقيع طهران الاتفاق النووي مع الدول الغربية، لكن جوابا لم يأت بعد عن الرسالتين. وقد شرح السنيورة في الرسالة الاخيرة موقف "كتلة المستقبل" من الاتفاق الايراني مع الغرب ورؤيته لأفق العلاقات العربية - الايرانية، وما هو منتظر من ايران حيال لبنان على قاعدة الاحترام المتبادل بين البلدين والعلاقات الندية، وخطورة استمرار انخراط "حزب الله" في القتال في سوريا وهي المواقف التي تتابعها الكتلة في بياناتها ومواقفها الاسبوعية.
الصواريخ وصبوبا
في الملف الامني الذي يظل في صدارة الاولويات، استرعى الانتباه امس في موقف الامانة العامة لقوى 14 آذار حديثها عن "علاقة موضوعية بين الاعتداءات على الجيش في صيدا ثم في الهرمل وحادث الناقورة الحدودي الملتبس جدا "، معتبرة ان "هذه العلاقة ترمي الى ضرب هيبة الدولة".
وفي سياق آخر، كشفت معلومات أمنية لـ"النهار" ان واحدا من الصواريخ الستة التي سقطت اول من امس في الهرمل كان أكثر تطورا من الصواريخ الاخرى ومختلفا عن تلك التي سقطت سابقا في بعلبك والهرمل والضاحية الجنوبية، علما ان الصاروخ المتطور تسبب باصابات بشرية وكان أشبه برسالة عن امكان اطلاق مزيد من هذه الصواريخ وتاليا تغيير قواعد الاشتباك المتصل بتداعيات الصراع السوري.
في غضون ذلك، لا تزال تفاصيل عملية استهداف "حزب الله" في بلدة صبوبا فجر الثلثاء حكراً على الحزب، فيما عملت القوى الامنية على التوسع في التحقيقات. وقالت مصادر مطلعة لـ"النهار" ان التفجير أوقع عددا من الجرحى حالهم مستقرة، مشيرة الى ان السيارة المفخخة من نوع "كيا سورنتو" كانت محملة بكمية أكبر مما تردد وفاق وزنها الـ200 كيلوغرام. واتخذت القوى الامنية امس اجراءات مشددة في المنطقة.
 
الجلسة العامة في مهبّ التأجيل للمرة الثامنة بري: استهداف الجيش يُغرق البلد في الفوضى
النهار..
للمرة الثامنة، لا يزال المشهد هو نفسه في ساحة النجمة لجهة إرجاء الجلسة التشريعية العامة.
الى المجلس حضر فقط نواب من كتلة "التنمية والتحرير" وكتلة "الوفاء للمقاومة" وكتلة "القرار الحر الموحد" وكتلة "جبهة النضال الوطني" والنائب روبير غانم.
وبعد نصف ساعة، صدر القرار الرسمي: "بسبب عدم اكتمال النصاب ارجأ الرئيس نبيه بري الجلسة الى العاشرة والنصف قبل ظهر الثلثاء في 28 كانون الثاني 2014، لمناقشة جدول الاعمال المقرر".
وخلافا للعادة، لم يحضر النائبان احمد فتفت وعمار حوري للتذكير بموقف "كتلة المستقبل" الرافض لانعقاد الجلسات، بسبب "جدول الاعمال الفضفاض"، ومطالبة الكتلة المستمرة "بحصر الجدول باقتراحات القوانين الملحّة فقط".
في المقابل، لا يزال نواب "التيار الوطني الحر" يسعون الى تقريب وجهات النظر، واعادة اطلاق العجلة التشريعية.
وفيما غاب نواب "التيار" عن ساحة النجمة امس، لفت حضور غانم الذي اكد انه "لا يجوز اطلاقا ان نقول اننا امام فراغ مؤسساتي، حتى ولو لم نشكل حكومة جديدة، وما دام رئيس الجمهورية لم يوقع مرسوم قبول استقالة الحكومة، تبقى لهذه الحكومة كل الصلاحيات التنفيذية، وعليها ان تتولى ادارة شؤون البلاد وان تلتئم عند الضرورة".
وحذر من "الكلام عن فراغ مؤسساتي لان هذا التعبير هو انشائي ولا وجود له في الدستور اللبناني، ولو لم نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري، لان هناك مؤسسات لا تزال قائمة ومن شأنها ادارة شؤون البلاد".
"لقاء الأربعاء"
وبعد غياب النشاط عن المجلس، انتقل النواب الى عين التينة، حيث عقدوا "لقاء الاربعاء النيابي". ونقل هؤلاء عن بري ان "استهداف الجيش بوصفه المؤسسة الجامعة، يشكّل تتويجا لاستهداف مؤسسات الدولة، وهو أمر خطير للغاية يهدّد الاستقرار وينذر بإغراق البلد في الفوضى".
وأشار الى "خطر المجموعات الارهابية التي تسعى الى تحويل لبنان ساحة جهاد"، مستغربا "كيف لا يلجأ اللبنانيون الى التكاتف والتضامن لمواجهة ما يتحدّى استقرارهم ووحدتهم؟".
وتخوف من "استمرار هذا الوضع الامني الخطير"، مؤكدا أنه "عندما يكون الوطن في خطر، علينا ألا نسكت عما يحصل، وان نسمي الاشياء بأسمائها". وكان بري استقبل قبل الظهر النائب انطوان زهرا، ثم النائب سيمون ابي رميا الذي انضم الى "لقاء الاربعاء".
بعدها، استقبل السفير الاميركي ديفيد هيل، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان.
كذلك، أبرق بري الى الدكتور الفاتح عز الدين المنصوري مهنئا بانتخابه رئيسا للمجلس الوطني السوداني.
 
آشتون: قلق من الحوادث على "الخط الأزرق" ونحضّ لبنان وإسرائيل على ضبط النفس
النهار..
علّق الناطق باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين آشتون، على إطلاق النار على "الخط الأزرق" بين لبنان وإسرائيل. واعرب في بيان وزعته سفارة الاتحاد الاوروبي في لبنان عن "قلق الممثلة العليا حيال حوادث إطلاق النار على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل والتي أدت بحسب التقارير إلى مقتل جندي إسرائيلي ولاحقاً إلى إصابة جنديين لبنانيين". واضاف ان الممثلة العليا "تحض إسرائيل ولبنان على التحلي بأعلى درجات ضبط النفس وتدعو جميع الأطراف إلى المساهمة في تبديد أجواء التوتر" مشددة على "دعم الاتحاد الأوروبي للدور الذي تؤديه اليونيفيل في تعزيز السلام والاستقرار في الجنوب. كما ترحب بالتحقيقات التي تجريها اليونيفيل لكشف الملابسات على الأرض وتدعمها". وجدد تأكيد آشتون "أهمية التزام إسرائيل ولبنان لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وتنفيذه بالكامل، في سبيل بلوغ حل طويل الأمد يؤدي إلى استعادة السلام في المنطقة".
 
صيدا: تشييع أحد قتلى عملية مجدليون معوقات أمام "مجمع الزهراء" والاشتباه في سيارة
صيدا - "النهار"
وسط اجراءات امنية كثيفة للجيش على طول الطريق الممتدة من ساحة الشهداء في صيدا حتى مقبرة سيروب جنوب شرق المدينة، شيع بعد ظهر امس جثمان الصيداوي محمد الظريف الذي قتل في الاعتداء على حاجز للجيش في مجدليون مساء الأحد الماضي مع ابرهيم المير والفلسطيني بهاء الدين السيد.
واقيمت في مسجد الشهداء في المدينة الصلاة على جثمانه، في حضور ممثلين عن "هيئة العلماء المسلمين" وقيادة "الجماعة الاسلامية" والعائلة وعدد من اتباع الشيخ المتواري احمد الاسير. وطالب والد الظريف الذي تمدد لبعض الوقت الى جانب جثمان ولده، بـ"الثأر" لابنه "لأنه مات مظلوماً"، وأنه ينتظر "تبيان الحقيقة" من "هيئة العلماء".
و ألقى الشيخ ابو العطاء العارفي كلمة قال فيها "إن السنة في لبنان عائدون، وإن دم الظريف لن يذهب إهداراً"، داعياً الى "الكشف عن حقيقة ما جرى لأن محمد قتل مظلوماً".
وبعد الصلاة، نقل الجثمان إلى مقبرة سيروب حيث ووري وسط هتافات اسلامية واخرى مؤيدة للشيخ الأسير ومنددة بـ"القاتل عدو الله". وسبق التشييع، الاشتباه في سيارة "رابيد" في محيط مستديرة العربي – السرايا، وبعد الكشف عليها بواسطة خبير عسكري، تبين خلوها من اي مواد متفجرة.
وعلى الطريق الرئيسية قبالة المدخل الرئيسي لـ"مجمع الزهراء" على طريق الحسبة والذي أعادت الجمهورية الاسلامية في ايران بناءه بعدما دمره الطيران الحربي الاسرائيلي في عدوان تموز 2006، لوحظ وضع معوقات اسمنتية تحسبا لأي عملية تفجير قد تستهدف المبنى.
ومن المقرر ان يسلم الجيش جثة الفلسطيني بهاء الدين السيد الى عائلته لدفنها في مقبرة درب السيم المحاذية لمخيم عين الحلوة، علما ان القتيل الثالث في مجدليون والذي تردد أن اسمه ابرهيم المير لم يتبنه أحد حتى الآن، كما أن القتيل بحادث جسر الاولي لم تعرف هويته بعد.
 
بري يحذّر من « 2007 أخرى» في لبنان و«14 آذار» ترسم خطوطها الدفاعية
 بيروت - «الراي»
توحي وتيرة الأحداث الأمنية المتوالية التي يشهدها لبنان، ان «الوطن الهش» الواقع فوق «الفالق السوري» دخل مسارا من «الزلازل» التي من المرجح ان «تطلّ» بين الحين والآخر على شكل مفاجآت أمنية لم تعد مفاجئة وبفوارق زمنية آخذة في التضاؤل، وخصوصاً مع الانهيار المتعاظم للمؤسسات السياسية التي غالباً ما كانت تشكل «مانعة صواعق» قادرة على احتواء الارتدادات الخطرة لأيّ هزات عنيفة.
ولان الانكشاف الأمني في لبنان هو «صدى» للحرب «الطويلة الأمد» في سورية، فمن المرشح طغيان «الأمن المفقود» على ما عداه انسجاماً مع نظرية «الأوعية المتصلة» التي تربط الوضعين اللبناني والسوري، وخصوصاً بعد انتقال الماكينة العسكرية لـ «حزب الله» للقتال في سورية مما عزز خطر انتقال النار السورية الى لبنان، اقله في نظر خصوم «حزب الله» الذين يحمّلونه مسؤولية «استدراج» الحريق السوري.
ومَن يقرأ «الخط البياني» لحركة التفجيرات ومظاهر الاضطراب الامني يكتشف علامتين فارقتين: الاولى تتمثل في تقلص المسافة الزمنية تباعاً بين تلك الوقائع، والثانية تتجلى في انفلاشها الجغرافي في اتجاه الجهات الاربع من لبنان، الامر الذي يؤشر الى ان البلاد تتجه تبعاً لهذا الايقاع نحو مرحلة اكثر ايلاماً خصوصاً في ظل سيناريو الفراغ الذي يتهدد آخر المؤسسات، اي رئاسة الجمهورية.
وكان لافتاً ان «تتدافع» (في اقل من 48 ساعة) التطورات الامنية في اكثر من اتجاه، حمل كل منها مغزى بارزاً، من الاعتداءين اللذين استهدفا حاجزين للجيش في الاولي ومجدليون في صيدا، مروراً بـ «قنْص» عسكري لبناني لجندي اسرائيلي في رأس الناقورة، وصولاً الى تفجير صبوبا في البقاع الشمالي الذي استهدف مركز تبديل لـ «حزب الله» ثم قصف منطقة الهرمل بستة صواريخ أصاب أحدها ثكنة للجيش اللبناني ما أدى الى جرح عسكريين قبل ان تعلن «جبهة النصرة في لبنان» ان «سرايا مروان حديد» هي مَن أطلقها رداً على دخول الحزب الى سورية التي عاد جيشها النظامي وقصف ليل الثلاثاء مناطق حدودية في عكار في ما بدا محاولة لرسم «خط نار» ردعي رداً على استهداف المعارضة مناطق «حزب الله» في البقاع بالصواريخ.
وفي ظل الالتباسات الكبيرة التي احاطت بهذه التطورات الامنية التي بقيت غالبيتها ملتبسة في ظروف وقوعها، رغم اعلان مجموعة تحمل اسم «أبناء كتائب جيش التوحيد» مسؤوليتها عن عملية صبوبا، فان الواضح الذي لا لبس فيه ان الواقع اللبناني بات «مكشوفا» على «الرياح الساخنة» السورية وسط توقعات بـ «أن تكون الأشهر الثلاثة المقبلة شديدة الحساسية والصعوبة، بفعل المعطيات المتحركة في سورية والمنطقة» على ما اعلن وزير الداخلية مروان شربل قبل ان يلاقيه رئيس مجلس النواب نبيه بري منبهاً من «خطر المجموعات الارهابية التي تسعى الى تحويل لبنان ساحة جهاد»، ومحذراً من استمرار هذا الوضع الامني الخطير». غير انه على قتامة الأجواء الناجمة عن تسارُع عمليات التفجيرات والاستهدافات الارهابية، فان أوساطاَ معنية استبعدت عبر «الراي» تخطي الوضع دائرة الرسائل المتفجرة الى انزلاق شامل في مواجهات واسعة في لبنان، ولو ان مفاعيل التفجيرات ترتدّ بسوء كبير على مجمل الوضع اللبناني.
وتنتظر الاوساط اطلالة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله يوم غد في تأبين القيادي في الحزب حسان اللقيس الذي اغتيل قبل نحو ثلاثة اسابيع على تخوم الضاحية الجنوبية، حيث يفترض ان تقدم اجوبة على العديد من الأسئلة التي تستدعيها المرحلة الراهنة امنياً وسياسياً.
واختصر الرئيس بري الأفق اللبناني باعلانه ان «الوضع السياسي في البلد مقفل والاتصالات في موضوع الحكومة وغيرها متوقفة لان البعض لا يملك القرار»، مشبهاً الواقع الراهن بما ساد البلاد عشية انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود العام 2007، علماً ان تلك المرحلة أعقبها فراغ رئاسي لنحو 7 أشهر في ظل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي لم يكن فريق 8 آذار يعترف بشرعيتها الميثاقية بعدما انسحب منها الوزراء الشيعة، وهو المسار الذي لم يكسره الا العمل العسكري لـ «حزب الله» في بيروت والجبل في 7 مايو 2008 والذي تم تسييله سياسياً في اتفاق الدوحة الذي وفّر سلة تفاهمات شملت انتخاب الرئيس ميشال سليمان وتشكيل حكومة مع ثلث معطل واضح لـ 8 آذار والتوافق على القانون الذي حكم انتخابات العام 2009 النيابية.
وإذا كان الاستحقاق الرئاسي (موعده بين 25 مارس و25 مايو) يتجه نحو واحد من ثلاثة إحتمالات: إما إنتخاب رئيس جديد وإما التمديد للرئيس الحالي وإما الفراغ، فإن اوساطاً واسعة الاطلاع رجحت عبر «الراي» ذهاب الامور في اتجاه الاحتمال الاكثر كلفة وهو الفراغ لأسباب عدة ابرزها:
اولاً: استحالة توافق طرفي الصراع «8 و14 اذار» على رئيس جديد للجمهورية، وليس ادل على ذلك من عجزها عن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة منذ نحو تسعة اشهر.
ثانياً: عدم نضوج الظروف الداخلية والاقليمية لتفاهم طرفي الصراع على حل على قاعدة «السلة الواحدة»، اي الرئاسة والحكومة، وهي الصفقة التي دونها «جبل» من الصراعات على التوازنات الداخلية والموقع الاقليمي للبنان.
ثالثاً: الانطباع العام بأن لا مصلحة للأطراف الاقليميين في حسم اي ملف في لبنان قبل اتضاح الخيط الابيض من الاسود في سورية التي صارت مسرحاً مفتوحاً لحربين عسكرية وديبلوماسية.
ولأن تعذُّر إنتخاب رئيس جديد يشبه تعذر إنتخاب «التمديد» لسليمان نصف ولاية او التجديد له ولاية كاملة، فإن التوازن السلبي في البلاد قد يفضي الى «لا إنتخابات»، مما يعني فوزاً مخيفاً للفراغ في سدة الرئاسة الاولى.
وثمة مَن يعتقد ان قوى 8 اذار التي لن يضيرها بالضرورة التمديد للواقع الحالي بالتمديد لسليمان اذا إقتضت الحاجة، ستكون مضطرة الى عدم سلوك هذا الخيار تفادياً لإغضاب شريكها المسيحي المرشح الرئاسي، اي زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، الذي بدأ يعلن ان التمديد لسليمان اسوأ من الفراغ في حين تعدّ قوى 14 آذار خطتها للمواجهة التي كانت مدار بحث في اجتماع عقدته مساء اول من امس في «بيت الوسط» (دارة الرئيس سعد الحريري).
 
قادة الأحزاب المسيحية مرشحون «بديهيون» لرئاسة الجمهورية في لبنان وتوقعات بعدم القدرة على انتخاب رئيس جديد في مايو والذهاب إلى الفراغ

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال .. تتسابق القوى السياسية اللبنانية في إعلان حرصها على إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها، مع انتهاء ولاية الرئيس اللبناني الحالي ميشال سليمان خلال شهر مايو (أيار) المقبل، بينما ينصرف كل مرشح محتمل لرئاسة الجمهورية إلى تحديد مواصفات وشروط الرئيس العتيد والمعايير التي ستحسم إمكانية ترشحه للانتخابات.
وفي موازاة إعلان سليمان مرارا رفض تمديد ولايته، انطلاقا من رفضه تمديد ولاية البرلمان اللبناني، في شهر مايو الماضي، يخشى اللبنانيون من انتهاء ولاية سليمان من دون إمكانية التوافق على رئيس جديد، خصوصا أن الجميع يترقب ما سيؤول إليه المشهد السوري بعد عقد مؤتمر «جنيف2» المنتظر في الشهر المقبل. وللمفارقة، فإن ولاية سليمان تنتهي في الشهر ذاته (مايو) الذي تنتهي فيه ولاية الرئيس السوري بشار الأسد، ما يؤكد الارتباط بين الاستحقاقين والظروف الحاضنة لهما.
وإذا كانت مواقف سليمان الأخيرة، لا سيما تلك التي تضمنت انتقادات لاذعة لحزب الله وسلاحه وتدخله بسوريا، جعلت من إمكانية دعم قوى «8 آذار» لخيار تمديد ولايته أمرا صعبا، يبدو لافتا الحرص الدبلوماسي الغربي والعربي على حفظ سدة الرئاسة بمنأى عن دوامة الفراغ ولو اقتضى الأمر تمديد ولاية سليمان.
وتظهر مراجعة المواقف الصادرة عن أبرز قادة الأحزاب المسيحية، المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، استعدادهم لخوض الاستحقاق الانتخابي، رغم أن أيا منهم لا يتمتع بصفة «الحيادي» أو «التوافقي»، التي تمتع بها الرئيس سليمان، الذي وصل إلى سدة الرئاسة من باب قيادة الجيش اللبناني، علما بأن غالبية القوى السياسية لا تتردد في إبداء رفضها وصول عسكري مجددا إلى رئاسة الجمهورية، في إشارة إلى قائد الجيش اللبناني الحالي العماد جان قهوجي.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي أمين قمورية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «كل ماروني في لبنان وليس قادة الأحزاب المسيحية فقط، مرشح للانتخابات الرئاسية»، التي يجزم «بعدم إمكانية حصولها في موعدها، بانتظار تحقيق توافقات إقليمية». ويؤكد أن «التوافقات الداخلية لم تصنع يوما رئيسا للجمهورية»، ويوضح أنه في «الفترات العادية لم نتمكن من التفاهم على شخص رئيس الجمهورية، فكيف سيكون الحال في ظل الوضع الراهن؟».
ويتوقع قمورية «الوصول إلى الفراغ في رئاسة الجمهورية»، مرجحا أن تنحصر صلاحيات إدارة البلد إلى حكومة تصريف الأعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي الذي سيدير البلد، بانتظار ما سيؤول إليه المشهد السوري. ويشدد على أنه «لا يمكن عزل لبنان عما يحصل في سوريا وتجنيب الاستحقاق الرئاسي تداعيات الأزمة»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن «ذلك كان ممكنا لو أن لدينا في لبنان قادة حقيقيين، لكنْ لدينا تابعون».
وخلص قمورية إلى التأكيد على أن «نتيجة التغيير في سوريا سيكون لها تداعياتها على الوضع في لبنان، بمعنى أنه إذا بقي الأسد قوة ضاغطة في سوريا فسيكون لذلك تأثير كبير على هوية الرئيس اللبناني المقبل».
وفي إطار أبرز المرشحين داخل فريق «8 آذار»، حسم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الشخصية المسيحية الأكثر قربا من الأسد، هوية مرشحي فريقه السياسي بقوله نهاية الشهر الماضي إنه «إذا كان الظرف مع الإتيان (رئيس تكتل التغيير والإصلاح) بميشال عون فأنا معه»، لافتا إلى أن «المنافسة الوحيدة هي بيني وبين الجنرال عون في خطنا، وإذا كان الظرف مع (قائد الجيش اللبناني) الجنرال جان قهوجي فأنا معه».
من ناحيته، يكرر النائب ميشال عون تعداد المواصفات التي ينبغي توفرها في الرئيس المقبل، بينما يعتبر نوابه الذين يعقدون سلسلة لقاءات مع باقي الكتل السياسية، الحليفة والخصمة، أن ترشيحه للرئاسة «أمر طبيعي»، بوصفه من أكثر المرشحين أهلية وتمتعا بالمواصفات المطلوبة. وقال النائب آلان عون قبل يومين إن حزب الله لم يصدر بعد أي قرار بشأن دعمه ترشيح عون للرئاسة.
في الجانب الآخر، يؤكد كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب، الرئيس اللبناني الأسبق، أمين الجميل أنهما لم يتخذا قرارهما النهائي بشأن ترشحهما. وفي حين أوضح جعجع في تصريح صحافي، قبل أيام، أن ترشيحه رهن قرار حزبه الداخلي ومن ثم إجماع فريق «14 آذار» على ترشيحه، يكرر الجميل ومستشاروه القول إنه ليس «مهووسا بالرئاسة» لكنه لن يتردد في الترشح إذا وجد الفرصة سانحة. وذهبت أوساط مراقبة إلى الربط بين مضمون خطاب الجميل في ذكرى تأسيس حزبه واغتيال نجله الوزير السابق بيار الجميل في 24 نوفمبر وزيارته إلى واشنطن الأسبوع الماضي، وبين نيته الترشح لرئاسة الجمهورية.
 
مجمعات تجارية ضاعفت إجراءاتها الاحترازية ورفعت موازناتها الأمنية والخشية من الانتحاريين والسيارات المفخخة تقلق اللبنانيين عشية موسم الأعياد

بيروت: «الشرق الأوسط» ...
فاقمت التفجيرات الأخيرة التي شهدتها الساحة اللبنانية مخاوف اللبنانيين عشية موسم الأعياد، إذ اعتادوا في هذه الفترة على الخروج بشكل متكرر من منازلهم استعدادا للاحتفال بالأعياد، في حين تشهد الأسواق والمجمعات التجارية في فترات مماثلة من السنة زحمة خانقة وارتفاعا في نسبة المبيعات. لكن الوضع الأمني المتردي، خصوصا بعد الاعتداءات المتتالية على حواجز الجيش اللبناني في مناطق عدة من لبنان وتكرار التفجيرات ولد حالة من الرعب لدى الناس.
في صيدا، وبعد استهداف انتحاري لحاجز عسكري في مجدليون وقبلها أحداث محلة عبرا، يتردد أبو أحمد، رجل ستيني يسير متكئا على عصاه الخشبي، في التوجه إلى دكان النجارة الصغير الذي يملكه في السوق القديمة، بعد أن اعتاد على ممارسة عمله منذ أكثر من 15 سنة. يقول لـ«الشرق الأوسط» متنهدا: «الإرهاب لا دين له وقد تنفجر العبوات في أي لحظة ويموت اللبناني بلا سبب»، معربا عن اعتقاده أن «من ظن أن أحداث عبرا الأخيرة مرت على سلام يكون مخطئا لأنهم لا يعلمون أن رواسب الإرهاب لا تزال تتحكم بعقول بعض الأفراد». ويخشى أن «يهدد الفلتان الأمني الخطير الذي رأينا تداعياته تطال الجيش اللبناني اليوم حياة أهل مدينة صيدا». ويتابع أبو أحمد متسائلا: «من يدري كم من انتحاري جديد ولدت المعارك الأخيرة (في إشارة إلى المعركة بين الجيش اللبناني وأنصار السير مطلع الصيف في صيدا) ومن يدري كم من ضحية ستذهب نتيجة هذا الوضع»، عادا في الوقت ذاته أن «ما يعرفه عن كثب هو أن الدولة اللبنانية غائبة».
بدوره، يصف محمد وهو لبناني كان يقطن في منطقة الضاحية الجنوبية الوضع الأمني بعد التفجيرات المتكررة، بـ«المخيف». يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «جميع الناس يعيشون حالة من الرعب والترقب خوفا من أي انفجار جديد قد ينهي حياتنا ونذهب ضحية عمل إرهابي»، مضيفا: «إننا عرضة للموت في أي لحظة ومن دون أي سابق إنذار، خصوصا أن الإرهابيين وكما بات واضحا لا يميزون بين إنسان وآخر وتزهق أرواحنا».
قرر محمد، بعد استهداف الضاحية مرارا، أن ينقل مكان إقامته إلى قريته في منطقة إقليم الخروب بحثا عن أمان أكبر. ويوضح في هذا الإطار: «بعد انفجار محلة الرويس والتهديدات الأمنية التي تستهدف أماكن وجود حزب الله، أصبحت أقصد منزل القرية بعد الانتهاء من عملي بشكل يومي وذلك للحفاظ على أمني وسلامتي». ويضيف ساخرا: «طبعا منزل الضيعة ليس بمنأى عن الوضع الأمني المتردي في البلد، ولا استطيع أن أصف شعوري عند توقفي على حاجز للجيش، إذ بت أشعر بالقلق خوفا من انفجار قد يوقف حياتي فجأة».
لا يختلف حال المواطن سامر عن محمد. هو رب عائلة صغيرة توفيت زوجته وتركت له طفلة صغيرة. يشكو لـ«الشرق الأوسط» معاناته اليومية: «تقلصت مشاويري بنسبة 90 في المائة ولا أخرج من المنزل إلا بهدف العمل وأقصد المحلات القريبة خوفا على حياة طفلتي». يخشى سامر على طفلته لانا وقرر بعد أن أضاع ابنته في أحد المجمعات التجارية لنصف ساعة ألا يقصدها مجددا. ويستهزئ برجال الأمن الخاصين على مداخل المجمعات والآلات البدائية التي يستخدمونها للكشف عن المتفجرات داخل السيارة. ويقول: «نمر من أمام الحراس من دون تفتيشنا وفي حال فتشنا، يكتفي الحارس بإلقاء نظرة سريعة على وجهي ثم يأذن لي بالمرور وكأنه غير مبال بحياتي وحياة من معي».
أما خليل، شاب عشريني متحمس، فيتعامل مع التفجيرات بروح مرحة ويقول إنه «لا يبالي بما قد يحدث له جراء أي عمل إرهابي قد يطاله». ويؤكد أنه ورغم التحذيرات الأمنية، لا يزال يعيش يومياته كالمعتاد، مضيفا: «لن أستسلم للإرهابيين الذين يريدون منا أن نرضخ لهم ولسياسات مشغليهم، طبعا لا أخفي خوفي على حياة أهلي وأقربائي إلا أنني وكلت أمري لربي، أخرج وأمارس حياتي بشكل طبيعي».
ويبدو أن ظاهرة السيارات المفخخة خلفت حالا من الخوف لدى مديري المراكز والمجمعات التجارية الكبرى، إذ عمدت عشية موسم الأعياد إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على مداخلها وزيادة عدد حراس الأمن حول المباني.
على المدخل الرئيس لأحد المراكز التجارية الكبرى في بيروت، يعمل حارس الأمن على تمرير آلة عالية التقنية لمسح السيارة ومعرفة ما إذا كانت تحتوي على جسم غريب أو مواد متفجرة، بينما زميله يتولى فتح صندوق السيارة إذا لزم الأمر، علما بأن كاميرات مراقبة تحيط بجوانب المركز كافة لالتقاط أي حركة غير اعتيادية. وضاعفت بعض المجمعات التجارية من إجراءاتها الأمنية على غرار مجمع «ABC». وقال المسؤول الإداري فيه سابا مخلوف لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدارة ضاعفت إجراءاتها الأمنية بسبب سلسلة التفجيرات والسيارات المفخخة التي أرعبت المواطن اللبناني»، مضيفا: «إننا رفعنا الميزانية المخصصة للقسم الأمني في المركز التجاري». ويتابع: «ضاعفنا عدد الحراس الأمنيين على المداخل الخمسة من 40 إلى 80 خلال كل مناوبة، واشترينا معدات متطورة لكشف المتفجرات في السيارات والآليات، يستخدم بعضها في مطار بيروت كتقنية الباب المغناطيسي الذي يمر من خلاله المواطن ويكشف عن وجود أي أجسام غريبة مشتبه بها بمتناول الزبون».
ويضيف مخلوف: «يهمنا أمان المواطن بالدرجة الأولى ونحن نعمل على توفير الراحة والحماية له، ولهذا السبب اتخذنا تدابير وقائية بوجه أي عمل إرهابي قد يحضر قبيل الأعياد فخصصنا دوريات يومية للتجول في محيط المركز ومراقبة الوضع وفي حال الاشتباه بأي سيارة سنتواصل مع الجهات الأمنية وسنعمل على احتواء الوضع بشكل فوري».
 
سليمان يدعو الى محاربة "الإرهاب المتنقل" .. والحريري تؤكد ثوابت صيدا وتمسّكها بالدولة واستنفار واسع لمواجهة التدهور الأمني
المستقبل..           
عاد الاستنفار الأمني إلى أوجّه بعد التفجيرات الإرهابية المتنقّلة من صيدا إلى الناقورة إلى اللبوة، وتسارعت وتيرة التحركات مراقبة ورصداً استناداً لمعلومات ومعطيات تكتّمت عنها الأجهزة المعنية، علماً أن وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل كرّر الإشارة إلى أنّ الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون "شديدة الحساسية والصعوبة بفعل المعطيات المتحركة في سوريا والمنطقة".
وكان شربل تفقّد برفقة وزير العدل في الحكومة المستقيلة شكيب قرطباوي سجن رومية المركزي وقال بعد الزيارة إن "هناك تظهيراً في بعض وسائل الاعلام أن المبنى "ب" الذي يضم الاسلاميين أصحاب الخصوصية الأمنية يحوي أيضا سيارات ملغومة".
الحريري
وفيما طغى الهمّ الأمني على اجتماعات واتصالات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، كانت النائب بهية الحريري تجمع في مجدليون هيئات المجتمع المدني والأهلي الصيداوي وتؤكد أمامهم أن صيدا "تؤمن بالدولة وتؤمن بهويتها وعروبتها وفي الوقت نفسه بالسلم الأهلي والتعددية الموجودة كيفما تحركت في المدينة وفي عائلات هذه المدينة".
وقالت إن "الأحداث التي نراها تتحرك على مستوى الوطن كله هي دليل على محاولة تفكيك الدولة اكثر مما هي منهارة .. وهي امتحانات يمر بها الجيش اللبناني الذي دائما يقوم بدوره".
وشدّدت الحريري على أن "كل محاولات التفكيك لا تنطبق على مدينتنا ولكن لا بد أن نكرّر دائماً ونؤكد على علاقتنا بثوابتنا وبالدولة وعلاقتنا بمؤسساتها الشرعية وفي مقدمها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والقضاء في الوقت نفسه"، مؤكّدة أن "صيدا ضد كل انواع العنف أو أي صراع يقوم، وفي الوقت نفسه نحن ندعم الجيش وقوانا الأمنية والتي هي دليل على الشرعية وعلى وجود الدولة ، وفي الوقت نفسه طلبنا إجراء تحقيق من قبل القضاء في ما حصل وهذا امر طبيعي".
وإذ أكّدت أن "الجميع يهمه الأمن والاستقرار والسلام وأن تأخذ الدولة دورها ووظيفتها"، أشارت إلى أن "الدولة من دون دعم الناس لا يمكن أن تقوم بدورها".
سليمان
وفي السياق ذاته، لفت المقربون من الرئيس سليمان إلى أن "البلاد لا تعيش أجواء تصادم، بل أجواء بحث وحوار للخروج من دائرة المراوحة المفرغة"، لكن أكثر ما يشغل بال رئيس الجمهورية هو "التطورات السلبية في الوضع الامني، والتي تستلزم البحث عن تدابير جديدة من قبل الجيش والقوى الامنية، لناحية الاستقصاء والمواجهة والوعي والحيطة من المواطنين، فتفجيرات اليومين الاخيرين أظهرت أن هناك عنصر عنف وإرهاب جديد دخل الى الساحة اللبنانية، ويستلزم دراسة ومعالجة وبحثاً للتصدي له".
ويسلّم المقربون بمقولة إن "أي تطور داخلي إيجابي لا يتحقق إلا من خلال إرساء قواعد الحل في سوريا، من دون أن يعني ذلك أن يتوقف اللبنانيون عن السعي إلى تشكيل حكومة أو مواجهة التطورات والعنف، لكن لا إستقرار للبنان إلا بعد نجاح الحل السياسي للأزمة السورية ومؤتمر جنيف2، عندها تبدأ تداعيات الازمة السورية بالانحسار عن لبنان. أما الكلام عن إمكانية إنعقاد نسخة ثانية لمؤتمر سان كلو الفرنسي، فهو كلام غير دقيق، لأن عدم إنعقاد هيئة الحوار ليس بسبب خلاف هذا الطرف أو ذاك مع رئيس الجمهورية، فبعبدا هي مرجعية للجميع، بل إن الاختلاف يقع حول ملفات متعددة منها الازمة السورية".
"14 آذار"
بالتزامن، اعتبرت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار أن "هناك علاقة موضوعية ما بين الإعتداء على الجيش اللبناني عند حاجز الأولي ثم في مجدليون ثم في الهرمل وبين حادثة الناقورة الملتبسة جداً. هذه العلاقة ترمي إلى ضرب هيبة الدولة المعرّضة منذ مدة طويلة لضربات متوالية في مصداقيتها وحضورها".
وأضافت الأمانة العامة في بيان بعد اجتماعها الدوري في مقرها في الأشرفية أن "أخطر ما في ذلك أن يتعامل المجرمون مع الجيش باعتباره هدفاً مفضّلاً لمحاولاتهم تعميم الفوضى والتسيُّب، فيما يُجمع اللبنانيون والمجتمع الدولي على حماية هذه المؤسسة الوطنية باعتبارها معقد رجاء لسيادة الدولة وتعميم الاستقرار. إن استنكارنا لهذه المحاولات اللئيمة لا يعادله إلا تصميمنا على حماية الجيش والدولة، ودعوتهما إلى أن يكونا عند الآمال المعقودة عليهما".
وطالبت رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف "أمام هذا الإنكشاف الخطر، الإقدام بكل شجاعة وطنية، على تشكيل حكومة قادرة على إدارة شؤون البلاد وتفويت الفرصة على المخرّبين وأنصار الفراغ".
الحجيري
وتعليقاً على قول قوى "8 آذار" إن "طريق الموت باتت تمر في عرسال" وعلى ترداد بعض وسائل الاعلام المحسوبة على تلك القوى القول إنّ السيارة التي انفجرت في صبوبا مرّت عبر عرسال، قال رئيس بلدية المدينة علي الحجيري لوكالة "المركزية" إن "هناك 9 نقاط للجيش في عرسال، أي أن الجيش يطوقها بالكامل، ونحن نطالبه دائماً بالانتشار على الحدود، فما المطلوب منا أكثر من ذلك؟ لا أدري لماذا يحاولون دائماً زجّ اسم عرسال في جميع الحوادث الامنية التي تحصل، وهذا الامر غير صحيح".
أضاف "نحن نؤكد أن كل فرد يخلّ بالامن وموجود في المدينة، نرفع الغطاء عنه، كائناً من يكن. وإذا كان لديهم إثبات يدلّ على تورّط أي شخص من عرسال، لتأت الدولة وتأخذه. نحن نحاول دائماً تهدئة الوضع في المدينة، لكن لا تكاد تمر فترة من الهدوء حتى يكيلوا الاتهامات مجدداً للمدينة، وغالباً من دون إثباتات أو وثائق، فليحلّوا عن عرسال"...
 
سليمان «يطمئن» من «حزب الله» إلى جرحاه و14 آذار تعد لتحرك باتجاه إيران والدول الكبرى
بيروت، واشنطن - «الحياة»
طغى القلق من الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان خلال الأيام الثلاثة الماضية على المشهد السياسي المحلي، سواء بالهجومين الانتحاريين على الجيش في صيدا ليل الأحد - الاثنين، أو بانفجار السيارة المفخخة في جرود بلد صبوبا في منطقة اللبوة في البقاع الشمالي والتي استهدفت مركز تبديل لقوات «حزب الله» المقاتلة في سورية فجر أول من أمس.
لكن الأحداث الأمنية فرضت أيضاً بعض الخطوات الانفتاحية، فأجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالاً هاتفياً أمس برئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد «للاطمئنان الى صحة جرحى الاعتداء الإرهابي الذي حصل في صبوبا أول من أمس»، كما قالت محطة «المنار» التابعة للحزب.
ورجحت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن يتبع هذا الاتصال مزيد من التواصل بين الجانبين وأن تعقد لقاءات في القصر الجمهوري بين رعد والرئيس اللبناني.
ومن جهة ثانية، قالت مصادر قيادية في قوى 14 آذار إن مشاورات جرت خلال الساعات الماضية بين أقطابها. وعُقد اجتماع، أول من أمس، بين رئيس حزب «الكتائب»، الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي اجتمع بدوره الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لتنسيق الموقف من الوضعين السياسي والأمني في البلاد.
وعلمت «الحياة» أن هذه القيادات تبحث خطة تحرك محلية وخارجية في ما يخص المأزق السياسي الذي بلغته الأزمة الداخلية، واستمرار الخلاف على معالجة الاستحقاق الحكومي والاستحقاق الرئاسي بين اللبنانيين، وفي ضوء التطورات الخارجية، لا سيما الاتفاق بين إيران والدول الغربية.
وأوضحت مصادر قوى 14 آذار أن بين الأمور التي يناقشها قادة هذه القوى الانفتاح على إيران في ضوء مقاربة جديدة تفرضها التطورات الخارجية، لا سيما التقدم في المفاوضات حول ملفها النووي. وأشارت المصادر لـ «الحياة» الى أن السنيورة كان بعث الى الرئيس الإيراني حسن روحاني برسالة خطية إثر انتخابه في حزيران (يونيو) الماضي، تضمنت أفكاراً سياسية محددة. وزار السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي السنيورة لشكره على تهنئة روحاني.
وعاد السنيورة فبعث برسالة ثانية الى الرئيس روحاني إثر الاتفاق بين طهران ودول 5+1 في جنيف في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حيث طرح السنيورة مجموعة أفكار حيال هذا الاتفاق وموقف كتلة «المستقبل» النيابية ورؤية السنيورة للعلاقات الإيرانية – العربية والإيرانية – اللبنانية وتصوره للوضع الإقليمي وموقع إيران فيه، لا سيما إزاء الأزمة السورية وسلوكها حيالها، وانعكاسات هذه الأزمة على لبنان، لا سيما بعد تورط فرقاء لبنانيين، خصوصاً «حزب الله» فيها.
وذكرت المصادر أن الرئيس أمين الجميل، عند زيارته السفارة الإيرانية إثر التفجير الذي تعرضت له، ناقش الوضع اللبناني مع السفير الإيراني في ضوء التطورات الإقليمية والدولية، وتلقى دعوة لزيارة إيران.
وأوضحت المصادر أن هذه الوقائع فرضت مشاورات بين قيادات 14 آذار حيث اتفق على توحيد الموقف والرؤية من التعامل مع الجانب الإيراني، ستستكمل خطواته في الأيام المقبلة، ولم تستبعد المصادر أن تشمل خطة تحرك 14 آذار الخارجية، إضافة الى إيران الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
وأطلقت التطورات الأمنية مواقف تضامن مع الجيش اللبناني، من الاتجاهات كافة، فيما شارك عدد من سفراء الدول الكبرى المسؤولين اللبنانيين مخاوفهم من مزيد من انزلاق الحرب السورية الى لبنان، فأكد السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل، في لقائه مع رئيس البرلمان نبيه بري حرص بلاده على حفظ الاستقرار في لبنان ودعمها الجيش اللبناني، في مواجهة الأعمال الإرهابية، كما قالت مصادر مطلعة على نتائج اللقاء، فيما اعتبر السفير الروسي ألكسندر زاسبكين بعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن المجتمع الدولي مهتم بالحفاظ على لبنان الآمن وهذا الأمر من أولويات روسيا.
وفيما حطت في مطار رفيق الحريري الدولي أمس طائرة روسية تحمل 45 طناً من المساعدات للنازحين السوريين، كما أوضحت مصادر مطلعة أن السفير الأميركي نصح بحصول تعاون بين الفرقاء اللبنانيين من أجل حفظ الاستقرار فيه ومواجهة ضغط الأزمة السورية عليه، إن على الصعيد الأمني أو على صعيد قضية النازحين، وتمنى اتفاق هؤلاء الفرقاء على تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة لأن لبنان لا يتحمّل المزيد من الخضات والمشاكل، بعد أن استفسر عما آلت إليه الجهود لمعالجة الخلافات حول الاستحقاق الحكومي.
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان تابع التحقيقات في الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان خلال الأيام الماضية وشدد في لقاءين له مع وزير الداخلية مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي على «التصدي بحزم للاعتداءات الإرهابية واعتقال القائمين بها»، فيما رأى الرئيس بري أن استهداف الجيش (في صيدا) «يشكل تتويجاً لاستهداف مؤسسات الدولة وهو أمر خطير للغاية ينذر بإغراق البلد في الفوضى». وقال: «عندما يكون الوطن في خطر علينا ألا نسكت عما يحصل وأن نسمي الأشياء بأسمائها».
وفي واشنطن، أدرجت الخارجية الأميركية القيادي في تنظيم «فتح الاسلام» أسامة أمين الشهابي على لائحة الارهاب، مشيرة الى ارتباطاته بـ «جبهة النصرة» في سورية. وقالت، في بيان، ان جماعة «فتح الاسلام» التي تأسست في ٢٠٠٦، «تهدف الى فرض الشريعة في المخيمات الفلسطينية وتدمير اسرائيل» وأن الشهابي «يلعب دورا محوريا في المنظمة». وأضافت أن الشهابي «تم تعيينه أخيرا رئيسا للجناح الفلسطيني لجبهة النصرة السورية في لبنان»، والتي وضعتها واشنطن على لائحة الارهاب في كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢.
 
قهوجي: نتطلع لاستعادة مصر دورها العربي
بيروت - «الحياة»
أعرب قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي خلال لقائه قنصل مصر العام في لبنان المستشار شريف البحراوي عن تطلعه «لاستعادة مصر دورها القيادي في المنطقة»، كما أبدى «رغبته في تكثيف التعاون بين جيشي البلدين».
وشدّد قهوجي على دعمه خريطة الطريق التي وضعتها الحكومة لاستعادة الديموقراطية في مصر.
 
«حزب الله»: التكفيريون باتوا خطراً كيانياً
بيروت - «الحياة»
أكد وزير الصحة العامة علي حسن خليل «أهمية استمرار الإدارات العامة في تحمل المسؤوليات تجاه قضايا الناس وتجاه الأمور التي تتصل بموقع الدولة وعملها وتطورها». وأشار خلال إطلاق ورشة عمل صحية إلى أن «هذا الأمر يؤكد قناعتنا بأن استقالة الحكومة وتصريف الأعمال ليسا مبرراً على الإطلاق للتقاعس وعدم الاستمرار بالمشاريع القائمة واستمرار العمل من أجل نجاحها وتطورها ومسؤوليتنا هي الاستمرار ولا يمكن بأي شكل التخلي عنها».
وأشار وزير السياحة فادي عبود إلى أن «هناك محاولات ظاهرة وغير ظاهرة لعدم تنفيذ الاستحقاق الرئاسي وهذا موضوع مرفوض». وقال لـ«صوت لبنان: «إن الاستشارات مع بكركي حول الانتخابات الرئاسية أساسية لأن البطريرك بشارة الراعي أب روحي للجميع» وبكركي «تقف على المسافة نفسها من جميع المرشحين».
وأكد وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي «أن الأكثرية الساحقة في طرابلس مسالمة وتريد الدولة والجيش والأمن، وهذا ما كنا ننادي به منذ 25 سنة وحتى اليوم بأننا نريد الإنماء المتوازن، وكنا نرى المناطق الأخرى تنعم بكل أنواع المشاريع ولم نكن نفهم لماذا تتوقف المشاريع عند أبواب هذه المدينة». ودعا خلال احتفال رياضي في الميناء «الدولة إلى أن تنظر إلى طرابلس كمدينة قابلة للحياة، وإلى إنجاز كل المشاريع التي تحتاجها وتؤدي إلى النهوض بها على مختلف الصعد».
وقال عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض في تصريح: «إزاء الاعتداءات الخطيرة التي تعرض لها الجيش اللبناني في أكثر من منطقة، خصوصاً الاعتداء في مدينة صيدا، ينطوي على دلالات خطيرة تظهر أن المجموعات الإرهابية التكفيرية باتت تشكل خطراً كيانياً يستهدف الوطن بمكوناته ومؤسساته وعلى رأسها مؤسسة الجيش درع الدولة وضمانة الاستقرار وسياج الوحدة الوطنية».
وأضاف: «إزاء ذلك، يستلزم الموقف الوطني عدم الاكتفاء بالبيانات المتعاطفة والشاجبة، إنما تستدعي المصلحة التفافاً وطنياً كاملاً حول الجيش من دون اشتراطات ومن دون أي مواربة، ويتطلب تكاتفاً صلباً يحدد المسؤوليات وينزع الغطاء عن تلك الجماعات ويسمي الأشياء بأسمائها ويوفر مقومات النجاح لخطة وطنية شاملة في مواجهتها ويضع حداً لحالة الاستباحة الأمنية الآخذة في التصاعد»، مؤكداً «دعمنا وتأييدنا المطلقين للجيش اللبناني، لا سيما في هذه المرحلة التي يقف فيها الوطن أمام منعطفات كبرى».
ورأى عضو الكتلة ذاتها النائب نوار الساحلي في تصريح، أن «العمل الإرهابي الخطير الذي نفذته مجموعة تكفيرية ضد حاجزين للجيش اللبناني في صيدا ومجدليون، هو استهداف إجرامي منظم يطاول المؤسسة العسكرية التي تشكل ضمانة الأمن والسلم الأهلي في البلاد». وقال: «يبدو أن الاتجاه التكفيري الوافد والذي وجد بيئة حاضنة له في لبنان، يتعمد العبث والجريمة والتخريب وفق أجندة أجنبية وإقليمية تصر على مواصلة مشروع الفوضى الهدامة في منطقتنا. لذلك، ندعو إلى الحزم في مواجهة هذا المشروع وأدواته وكشف الجهات التي تقف وراءه وتحتضن منفذيه»، آملاً أن «يتوقف المتباكون الذين اعتاد اللبنانيون رؤية دموعهم القديمة الجديدة، فيما هم يواصلون توفير الغطاء وإيجاد المبررات للمجموعات الإرهابية العابثة بأمن الوطن والمواطنين».
 
 
«القوات» و«المستقبل» شدّدا على إجراء الإنتخابات الرئاسية والجميّل: واشنطن تعمل جدّياً لحصولها
الجمهورية...
المجلس النيابي معطّل، الحكومة متعذّرة، الانتخابات الرئاسية تتقدّم، المؤسّسات الأمنية مستنفرة، الجيش مستهدَف، التفجيرات الإرهابية تتوالى، الشَرخ السياسي يتعمّق. تختصر هذه العناوين المشهد السياسي في البلد، وهي إنّ دلّت على شيء فعلى أنّ مؤسّسات الدولة تنهار في ظلّ عجز تامّ عن وقف انهيارها، وذلك قبل الكلام عن إعادة الاعتبار لهذه المؤسّسات ودورها، الأمر الذي بات يتطلّب اليوم قبل الغد حكومة قادرة من أجل إنشاء مرجعية سياسية للبلد.
فيما يبقى لبنان في ثلّاجة الانتظار الإقليمي والدولي، يستمرّ الانقسام السياسي الحاد في البلاد والمراوحة في عملية تأليف الحكومة، بموازاة ارتفاع منسوب القلق الأمني جرّاء انكشاف البلاد الواسع، والتفجيرات الإرهابية المستمرّة، في وقت تتوالى التحذيرات المتكررة من خطر المجموعات الإرهابية والتنبيهات من مغبّة استهداف الجيش، في ظلّ المخاوف التي بدأت تنتاب الجميع من أن يكون ما يحصل مقدّمة لانفجار واسع.
وأمس، كرّر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مجدّداً وجوب التصدّي بشدّة وحزم لهذه الاعتداءات وملاحقة القائمين بها والمخطّطين لها واعتقالهم. وكشفَ النقاب مساء أمس عن اتصال أجراه سليمان مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد للاطمئنان الى صحّة جرحى التفجير في صبوبا.
 بدوره، حذّر رئيس مجلس النواب نبيه برّي من "استمرار الوضع الامني الخطير" ومن "خطر المجموعات الإرهابية التي تسعى لتحويل لبنان الى ساحة جهاد"، معتبراً انّ استهداف الجيش" يشكّل تتويجاً لاستهداف مؤسّسات الدولة، وهو أمر خطير للغاية يهدّد الاستقرار وينذر بإغراق البلد في الفوضى".
كنعان
وأكّد أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان لـ"الجمهورية" أنّ الإعتداء على الجيش هو اعتداء على المقدّسات والكيان والهوية اللبنانية، معتبراً أنّ دعمه يكون من خلال الإلتزام فوراً بعمل مؤسّساتي جدّي وبالعودة الى الحكومة والمجلس النيابي واتّخاذ القرارات التشريعية والتنفيذية التي تدعم المؤسّسة العسكرية، وبالتالي استقرار لبنان. وشدّد على أنّ التاريخ سيحاسب المسؤولين في هذه الحقبة لتخلّفهم عن القيام بواجباتهم.
وطمأنَ كنعان الى انّ مبادرة التكتل مستمرّة وأنّ اللقاء مع كتلة "الوفاء للمقاومة" قريب، واعتبر أنّ الكرة باتت في ملعب "القوات اللبنانية" بعدما رفضت تحديد موعد للتكتّل، قائلاً: "إذا كانت المبادرة اللبنانية النابعة من إرادة لبنانية عملاً استعراضيّاً فنحن مع هذا الإستعراض".
وأكّد كنعان من جهة ثانية انّ "التكتل" أثبت في كلّ الاستحقاقات النيابية والعسكرية أنّه ضد التمديد، كما سيثبت ذلك في الإستحقاق الرئاسي، ورأى أنّ الفراغ والتمديد هما استكمال للمؤامرة على لبنان، مؤكّداً أنّ كلّ من يتخلّف عن تطوير فرصة اللقاء والتفاهم قبل الوصول الى هذا الإستحقاق يساهم في الوصول الى كارثة التمديد والفراغ وسيتحمّل هو عندئذ مسؤولية تفكيك الدولة.
الحكومة
في غضون ذلك تخوّفت مصادر مُطّلعة من إقدام رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف تمّام سلام على تأليف حكومة قبل دخول البلاد في فترة الستّين يوماً لانتخاب رئيس جمهورية جديد، بدءاً من 25 آذار المقبل.
لكنّ هذه المصادر أكّدت انّ هذه الحكومة لا يمكنها المثول امام مجلس النواب لنيل ثقته في حال وجّه رئيس مجلس النواب دعوة للمجلس الى انتخاب رئيس جمهورية جديد، وأنّها اذا لم تنل الثقة لن يكون في إمكانها ممارسة ايّ صلاحيات، او صلاحيات رئيس الجمهورية في حال تعذّر إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده وحصول فراغ في سدّة الرئاسة الاولى.
وكانت معلومات تحدّثت عن اتّجاه لدى سليمان الى تأليف حكومة وفق صيغة 9 + 9 + 6 ترضي بالمضمون فريق 14 آذار وبالشكل 8 آذار، وليست حيادية إنّما تمثّل كلّ شرائح القوى السياسية بالطريقة التي يراها مناسبة هو والرئيس المكلّف، وإنّه إذا ظلت الظروف كما هي والتوازنات السياسية كذلك فمن المنتظر ان يُقدِم سليمان وسلام على هذه الخطوة قبل شهر من بدء المهلة الدستورية أي قبل 20 شباط، مع الاخذ في الإعتبار انّ الحكومة تحتاج الى شهر كمهلة دستورية كي تمثل أمام المجلس النيابي، علماً أنّه من 25 آذار وحتى 25 أيّار يصبح مجلس النوّاب بحكم انعقاد دائم حتى انتخاب الرئيس، وبالتالي لا يمكن لأيّ حكومة ان تمثل أمامه في هذه المدّة.
الجلسة إلى 28
وحمل المشهد السياسي أمس موعداً جديداً للجلسة التشريعية في الثامن والعشرين من الشهر المقبل، بعدما تكرّر السيناريو نفسه في ساحة النجمة وقاطعَ نواب قوى 14 آذار ونوّاب التيار الوطني الحر الجلسة، فطار النصاب وسُجّل قبيل لقاء الاربعاء النيابي اجتماع بين رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والنائب أنطوان زهرا الذي رفض الإفصاح عمّا دار خلاله.
ملفّ النازحين في بعبدا
وأمس حضر ملفّ النازحين السوريين بقوّة في الإجتماع الوزاري الموسّع الذي عُقد في بعبدا برئاسة سليمان وحضور الرئيس نجيب ميقاتي ووزيري الصحة العامة والشؤون الاجتماعية علي حسن خليل ووائل أبو فاعور، عرضت في خلاله الإجراءات التي اتُّخذت في موضوع اللاجئين السوريين، خصوصاً في خلال العاصفة الأخيرة.
وقالت مصادر المجتمعين لـ"الجمهورية " إنّ قراراً اتُّخذ بتعزيز الإتصالات مع الهيئات الدولية والمؤسّسات المانحة التي أعربت عن إستعدادها لتوفير الدعم الذي يحتاجه لبنان في ضوء التقرير الذي أعدّه البنك الدولي وحدّد خسائر لبنان بحوالى 7 مليارات ونصف المليار دولار، وتلك التي أقرّت في إجتماع "المجموعة الدولية من أجل لبنان" الذي عُقد في نيويورك في 25 أيلول الماضي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي حين استنفرت الهيئات المدنية في لبنان لإعانة اللاجئين ومساعدتهم، خصوصاً بعد موجة الثلج والصقيع، انضمّت الطفلتان السوريتان جاكلين ولافا إلى ضحايا اللاجئين السوريّين، حيث قضتا بعد أن هربتا من الخيمة إلى غرفةٍ سرعان ما انهار سقفها عليهما.
«14 آذار»
وفي سياق الحركة المكّوكية بين مكوّنات قوى 14 آذار، وبعد اللقاء الذي جمع رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميّل ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في بيت الوسط، التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في معراب الرئيس السنيورة بحضور الوزير السابق محمد شطح والسيّد نادر الحريري.
وفي معلومات لـ"الجمهورية" أنّ اللقاء شكّل مناسبة لإجراء جولة أفق عامة ونقاش مستفيض في ملفّي الحكومة ورئاسة الجمهورية، حيث جدّد كلّ من "القوات" والمستقبل" دعمهما لحكومة حيادية، كما دعوتهما رئيس الجمهورية إلى تأليف حكومة قبل نهاية عهده. وفي الملفّ الرئاسي شدّدا على ضرورة إتمام الانتخابات في وقتها وانتقال السلطة عبر انتخاب رئيس جديد، وأكّدا على ضرورة مواجهة الفراغ، كما اعتبرا أنّ التمديد يحتاج إلى حكومة وتعديل دستوري، فيما انتخاب رئيس جديد لا يحتاج إلى حكومة ولا لأيّ تعديل، وبالتالي من الضروري عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد والحصول على دعم عربي ودولي لهذا الاستحقاق، فضلاً عن مظلّة محلّية وطنية.
الجميّل
وأكّد الرئيس امين الجميّل في حديث تلفزيوني أنّ "الهمّ الأساسي اليوم هو حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها، وأن تبقى الجمهورية قائمة وأن يبقى اللبناني مطمئناً لوطنه، خصوصاً إذا كانت المؤسسات الدستورية مستقرّة"، مشيراً الى أنّ "الانتخابات الرئاسية باتت تتقاطع فيها مصالح داخلية وخارجية وأممية والكثير من الاطراف اللبنانية ارتبطت بشكل كامل بمحاور إقليمية".
وأشار الجميّل الى أنّ "الولايات المتحدة الاميركية يهمّها حصول انتخابات رئاسية، وهي تعمل بجدّ لحصول هذا الاستحقاق في موعده"، لافتاً الى انّ "هذا هو توجّه الادارة الاميركية والفرنسيّين، وهناك دول عربية عدّة في هذا الاتّجاه".
وأعرب الجميّل عن تخوّفه على الانتخابات الرئاسية لأنّها "لم تعد مرتبطة بتوافق مسيحيّ"، مشيراً إلى أنّ "حزب الله" يعرقلها، لأنّ هناك مشروعاً إقليمياً وصراعاً، والدليل على ذلك ما يحصل في سوريا"، معتبراً أنّ "الاختراقات على الصعيد الديبلوماسي قد تحلحل الوضع اللبناني، وهذا ما نحاول العمل عليه".
وأكّد أنّ "رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورغم الصلاحيات المنقوصة، لديه سلاح الموقف ويبقى رمز البلد"، موضحاً أنّ "الرئيس سليمان يعمل على تعديل الدستور لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية".
وعن إمكانية ترشّحه للإنتخابات الرئاسية، أشار الجميّل الى أنّه "مازال هناك وقت لاتّخاذ القرار أو لا"، لافتاً الى أنّ "الموضوع ليس مطروحاً على جدول اعمال المكتب السياسي". واعتبر الجميّل أنّه "ليس من السهل ان يتّفق المسيحيّون على اسم رئيس للجمهورية"، مشيراً إلى أنّ "الامور ليست مرتبطة بإرادة بكركي بل مرتبطة بتقاطع مصالح داخلية".
وقال: "هناك اشخاص "يهودسون" ويحلمون بالرئاسة ويعتبرون أنفسهم الاكثر حظّاً وفق حسابات يقومون بها على قياساتهم". وردّاً على سؤال عمّا إذا كان سيختار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أو رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية إذا حُصر الخيار بينهما، قال: "لم نصل الى هذه المرحلة، لكن من الطبيعي ان أختار حليفي.
تحذير صناعي
على الصعيد الاقتصادي، لا يبدو المشهد أقلّ سوداوية من المشهد السياسي الرتيب. وقد حذّر رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمت افرام من أنّ "أوضاع المالية العامة للدولة ستقضي على الاقتصاد".
وأعرب افرام لـ"الجمهورية" عن قلقه إزاء وضع المالية العامة، لافتاً إلى أنّ الخوف ليس على القطاع الخاص، بل على عجز الماليّة المتفاقم ونسبة نموّ الدين العام التي بلغت 3 أضعاف نسبة نموّ الناتج المحلّي الإجمالي، معتبراً أنّ هذا الوضع مخيف ومُرعب.
وشبّه وضع المالية العامّة بالمرض الخبيث الذي ينمو ليقضي على كامل الجسد. ورأى أنّه يجب في اسرع وقت، اتّخاذ القرارات المناسبة لمعالجة مشكلة العجز المتنامي والذي سيشكّل قريباً، نسبة 50 في المئة من حجم الموازنة. (راجع ص 11)
الشأن السوري
إقليميّاً، تبقى الآمال معلّقة على مؤتمر "جنيف 2" الموعود الذي سيعقد في"مونترو" السويسرية. وعشية اللقاء الروسي ـ الأميركي الأممي المقرّر عقده غداً الجمعة في جنيف للبحث في تحضيرات المؤتمر، توقّعت موسكو بلسان وزير الخارجية سيرغي لافروف أن يصبح موضوع مكافحة الإرهاب في سوريا وفي الشرق الأوسط ككُلّ من المسائل الأساسية التي سيبحثها المؤتمر ". ودعا الحكومة السورية والمعارضة إلى توحيد الجهود من أجل مكافحة الخطر الإرهابي باعتباره العقبة الرئيسية التي تعرقل تسوية الوضع في سوريا.
في هذا الوقت، بحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف تطوّرات الأزمة السورية والاستعدادات لمؤتمر "جنيف 2".
وفي وقت كشف "الإئتلاف السوري المعارض" عن تبلّغه خلال اجتماع مجموعة "أصدقاء سوريا" في لندن الأسبوع الماضي، أنّ مؤتمر "جنيف 2 " قد لا يؤدّي إلى تنحّي الرئيس السوري بشّار الأسد، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز"، نُقل عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية نفيَه القاطع هذه الرواية، مؤكّداً أنّها "ليست صحيحة على الإطلاق". وذكّر بأنّ موقف الولايات المتحدة الأميركية شديد الوضوح، وهو أن لا دورَ للأسد في مستقبل سوريا.
فورد
وكشف السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد أنّ "الجبهة الإسلامية" التي تشكّلت أخيراً في سوريا رفضت الاجتماع مع مسؤولين أميركيّين.
وقال فورد إنّه غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنّ اللقاء مع الجبهة الإسلامية "ممكن"، لفتَ إلى أنّ هذه الجبهة "رفضت الجلوس معنا" من دون ذِكر الأسباب.
وأضاف: "نحن مستعدّون للجلوس معهم لأنّنا نتحدّث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا". وكانت عدّة مجموعات إسلامية، غير مرتبطة بالقاعدة، اتّحدت لتشكيل "الجبهة الإسلامية" التي باتت أكبر فصيل معارض للنظام في سوريا مع عشرات الآلاف من المقاتلين.وكانت أعلنت الولايات المتحدة سابقاً أنّها لا ترفض إجراء لقاءات مع "الجبهة الإسلامية".

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,775,214

عدد الزوار: 6,965,473

المتواجدون الآن: 80