أخبار لبنان..ارتداد حذر للضربات الإيرانية: تشاور وزاري وعودة الملاحة إلى المطار.."العرض" الإيراني يُسدل الستارة و"الأكشن" تصعيد إسرائيلي في لبنان..عمليات المقاومة مستمرّة من خارج الردّ الإيراني..لهذا تمّ النأي بـ «حزب الله» عن ملاقاة الضربة الإيرانية «المتفاهَم عليها»..لبنان يترقب تصعيداً إسرائيلياً حتمياً بعد الرد الإيراني..لجم واشنطن لإسرائيل ينعكس ارتياحاً في لبنان..«حزب الله» يقصف الجولان وإسرائيل تستهدف بعلبك..زحمة مسافرين بعد إغلاق الأجواء 6 ساعات..

تاريخ الإضافة الإثنين 15 نيسان 2024 - 5:04 ص    القسم محلية

        


ارتداد حذر للضربات الإيرانية: تشاور وزاري وعودة الملاحة إلى المطار..

اللواء...يترقب لبنان مضي ساعات إضافية، بدءاً من اليوم، ليبني مسؤولون وسياسيون على الشيء مقتضاه، مع أول يوم عمل بعد عطلة عيد الفطر السعيد المديدة، التي كادت أن تقترب من أسبوع، في ضوء وما يترتب على الردّ الإيراني بضربات صاروخية ومسيّراتية قبيل منتصف ليل السبت - الاحد (13-14 نيسان) على مراكز محددة باسرائيل، رداً على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، وما أدت إليه من خسائر بشرية ومعنوية ودبلوماسية. ولاحظت مصادر سياسية أن لبنان الرسمي كان الغائب الوحيد عن التطورات المستجدة والمتسارعة التي حصلت في الايام الماضية،ان كان في الاتصالات والمشاورات التي سبقت الرد الإيراني لطمانته واستبعاد اية ارتدادات سلبية عليه، او من الدول الفاعلة والصديقة التي تولت مواجهة الرد الإيراني واستيعاب فاعليته وتاثيره، وكأنه غير معني بما يحدث اومستبعد بسبب وجود حزب الله الذي يتولى التواصل مع الجانب الايراني. واشارت المصادر إلى اقنية اتصال ثانوية اميركية ،تولت إبلاغ الجانب اللبناني صباح امس بانتهاء الرد الإيراني على إسرائيل عند هذا الحد،واستبعدت حدوث رد إسرائيلي على ايران،لرفض الولايات المتحدة الأمريكية لهذا التصرف. وكشفت المصادر إلى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي دعا لعقد جلسة لمجلس الوزراء في السراي اليوم، بداية مخصص للتشاور بمستجدات الاوضاع المتدهورة اقليميا، واستبدله بجلسة تشاور وزارية بعدما فوجيء بغياب ثلاثة وزراء خارج البلاد،ما يؤدي إلى فقدان نصاب الجلسة. من جهة ثانية،يترقب لبنان نتائج الاجتماع المقرر لرؤساء الدول الاوروبيه الخميس المقبل في بروكسل، والذي يبحث في موضوع اللجوء السوري في لبنان وسبل معالجتها.وعلم ان الرئيس القبرصي الذي زار لبنان الاسبوع الماضي، سيقدم خطة متكاملة لمعالجة موضوع النازحين السوريين الذي يهدد لبنان وقبرص وسائر الدول الاوروبيه، ويقترح حلولا لهذه المشكلة. ولئن بدت الضربة الايرانية محسوبة بعناية بين انفاذ التهديد بالردّ، وإقامة الحسابات الكفيلة بعدم الذهاب بالمنطقة الى خط اللاعودة، وكانت على اتصالات مباشرة مع الأطراف الدائرة في فلكها، واخطرت الولايات المتحدة بالوسائل الدبلوماسية ان الضربة تهدف الى الردّ وليس الى إحداث خسائر كبيرة حتى في «دولة الاحتلال»، فإن المشهد اللبناني تماهى مع هذه الوضعية، وتحركت مسيّرات الحزب وصواريخه نحو أهداف مرسومة، في حين تولت مدفعية الاحتلال وسلاح الجو لديه بضربات متفرقة من الجنوب الحدودي الى اقليم التفاح، وصولاً الى البقاع، مع غارة صباحية على سرعين في البقاع، والقريبة من قرية النبي شيت. واحتلت وضعية الطيران المدني والرحلات، سواء الى بيروت، او منها الى دول الاغتراب وأوروبا نقطة الاهتمام، سواء في مطار رفيق الحريري الدولي، او سائر مطارات المنطقة القريبة، بما في ذلك بيانات شركات الطيران العالمية. وبعد توقف اضطراري أسوة بالتوقف والاقفال في المطارات المتأثرة بالضربات الجوية، اعيد افتتاح المطار امام الملاحة الدولية، واعلنت شركة طيران الشرق الاوسط (الميدل ايست) ان رحلاتها المجدولة لليوم الاثنين ستبقى في مواعيدها، مع رحلات معدلة، وفقا لجدول معلن. في حين أجلت بعض شركات الطيران (Air France) رحلاتها الى اليوم، اشار وزير الاشغال العامة والنقل علي حميدة الى ان «المديرية العامة للطيران المدني تتواصل مع كل شركات الطيران لجدولة رحلاتهم»، مؤكدا ان «أجواء مطار بيروت مفتوحة لكل الطائرات والشركات هي المعنية بجدولة رحلاتها عبر طائراتها، والمديرية العامة للطيران المدني تقوم بكل ما هو مطلوب منها لتسهيل العمل على أكمل وجه».

جلسة تشاور

حكومياً، استبدلت جلسة مجلس الوزراء التي كانت متوقعة اليوم، بجلسة تشاورية، في ضوء ما استجد من تطورات. وصدر عن الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية ان الرئيس نجيب ميقاتي قرر استبدال جلسة مجلس الوزراء، التي كانت مقررة صباح اليوم بجلسة تشاورية تعقد في نفس التاريخ والمكان والزمان عند التاسعة والنصف من صباح اليوم، وذلك لاستمزاج آراء الوزراء والاستماع اليهم، لا سيما في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد. وقالت مصادر سياسية مطلعة عبر لـ «اللواء» أن انعقاد لقاء تشاوري اليوم عوضاً عن جلسة حكومية يهدف إلى تجنب إصدار أي قرار يشكل محور انتقاد من بعض القوى السياسية بشأن تعاطي الحكومة مع التطورات الأخيرة. وقالت هذه المصادر أن ذلك لا يعني عدم توقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء عند ما سجل مؤخرا من احداث، الأمر الذي يتطلب المزيد من الوعي ، وقد يصدر موقف في هذا السياق لاسيما أن الوضع في المنطقة يشهد وضعاً غير مستقر. أما بالنسبة الى ملف النازحين فإنه ليس مدرجا للبحث الموسع في اللقاء، إلا أنه قد يحضر من باب التأكيد على أنه أساسي وهناك متابعة له. وكان الرئيس ميقاتي، الذي عزّا بمنسق «القوات اللبنانية» في جبيل بسكال سليمان، زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وصرح بعد اللقاء بأنه استمع الى هواجس البطريرك الامنية والسياسية والاجتماعية للاقتصاية، معتبرا ان بداية الحل تكون بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

الراعي: عدم انتخاب الرئيس يفكك العائلة

في المواقف شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ان الوحدة الوطنية وثقافتها تقتضي أمرين: اجراء التطورات في مؤسسات الدولة وهيكليتها، وحمل رسالة السلام والتفاهم وبين شعوب المنطقة العربية والعالم، واحترام حقوق الانسان في مجتمعنا المشرقي، داعيا القوى السياسي إلى الكف عن النعرات المتبادلة، والعمل على شد اواصر العائلة اللبنانية، معتبرا ان الامعان عمداً بعدم انتخاب رئيس الجمهورية يزعزع الميثاق وثقافة الوحدة في التنوع، ويؤدي غيابه الى تفكك العائلة اللبنانية كما هو حصل. وفي المواقف من الضربة الايرانية لاسرائيل اعتبر الرئيس نبيه بري ان الرد الايراني أرسى قواعد اشتباك جديدة على مستوى المنطقة برمتها. ووصف حزب الله ما حصل بأن ايران مارست حقها الطبيعي والقانوني بالرد على العدوان الصهيوني، ووصف الرد بالقرار الشجاع والحكيم بالرد الحازم على العدوان الصهيوني على القنصلية الايرانية في دمشق، وأن العملية حققت اهدافها العسكرية بدقة. واليوم تزور النائب ستريدا جعجع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي لنقل شكر «القوات» على الجهود التي بذلت لكشف تفاصيل حاسمة في جريمة اغتيال الناشط سليمان، فضلا عن التباحث بموضوع الانتخابات البلدية والاختيارية وعدم الامكانية على اجرائها في مواعيدها في كل المحافظات اللبنانية.

الوضع الميداني

وسجل يوم امس، سلسلة غارات اسرائيلية على بلدات الظهيرة وكفركلا والعديسة والخيام، ونعت المقاومة الاسلامية شهيداً من بلدة الخيام. ووسط التوتر، حلق الطيران الحربي المعادي بشكل كثيف فوق الأراضي اللبنانية، فيما انفجرت صواريخ اعتراضية في الأجواء. كذلك، سجل انفجار صاروخ قرب مكتب مخابرات مرجعيون في بلدة جديدة مرجعيون. وقد نجت العناصر العسكرية بأعجوبة، حيث تسبب الصاروخ بأضرار مادية جسيمة في المكان والمنازل المجاورة.

"العرض" الإيراني يُسدل الستارة و"الأكشن" تصعيد إسرائيلي في لبنان

نداء الوطن..أنجز المرشد الإيراني ليل السبت - الأحد ما وعد به لناحية الردّ على تدمير إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، لكن التدمير الإسرائيلي المستمر في الجنوب والبقاع لم يحظَ بأي وعد كي ينتهي. وبينما كانت طهران تحتفل باطلاق عشرات المسيّرات والصواريخ من إيران وعدد من مناطق الأذرع، وبينها لبنان، كانت إسرائيل تمضي قُدماً في تصعيد الضربات في بعض المناطق اللبنانية، وأبرزها البقاع. هل أصبح لبنان أكثر من أي وقت مضى، في مهبّ العاصفة التي انطلقت في 7 تشرين الأول الماضي في غزة، وانتقلت في اليوم التالي الى الجبهة الجنوبية قبل أن تتوسع تباعاً؟...... في انتظار معرفة الثمن الذي سيدفعه لبنان بعدما انتهى وقت «العرض الإيراني»، أبدى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بحسب تقارير إعلامية، قلقاً على لبنان خلال الاتصالات التي أجراها ببعض الزعماء في أوروبا والمنطقة. وكان مصدر ديبلوماسي كشف عن «رسالة عاجلة وصلت الى السلطة السياسية تحذّر من مغبة انخراط «حزب الله» في أية مواجهة بين إسرائيل وإيران، حتى لا يكون تدمير لبنان هو الثمن لتحقيق تسوية للحرب المستمرة منذ الثامن من تشرين الأول، وعليكم توجيه النصح وممارسة الضغوط على «حزب الله» لكي يقدم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى». ماذا عن موقف «حزب الله» غداة «العرض» الإيراني؟ أصدر بياناً استهله بـ»التبريك والتهنئة لقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها المجاهد على الهجوم ‏النوعي وغير المسبوق باستهداف كيان العدو الظالم والمعتدي». وأكد أنّ «العملية الإيرانية حقّقت أهدافها». واعتبر أنّ «الأهداف السياسية والإستراتيجية ستؤسس لمرحلة جديدة على مستوى القضية ‏الفلسطينية برمتها». وفي سياق متصل، نقلت قناة «الميادين» التلفزيونية عن الرئيس نبيه بري قوله: «إنّ الردّ الإيراني أرسى قواعد اشتباك جديدة على مستوى المنطقة برمّتها». وعلى المستوى الميداني، قام الطيران الاسرائيلي امس بسلسلة غارات على كفركلا والضهيرة ومارون الراس جنوباً ثم استهدف منطقة بين النبي شيت وسرعين قرب بعلبك فدمّر مبنى مؤلفاً من طبقتين تابعاً لـ»حزب الله». وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «إكس» إنّ المبنى المستهدف «موقع مهم لصناعة الوسائل القتالية». وليلاً، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنّ الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي حلّق فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط. كذلك أطلق الجيش الإسرائيلي القنابل الضوئية فوق القرى الحدودية المتاخمة لـ»الخط الأزرق». الى ذلك، أعلن «الحزب» مقتل أحد عناصره من بلدة الخيام الجنوبية، ويدعى جهاد علي أبو مهدي.

عمليات المقاومة مستمرّة من خارج الردّ الإيراني

الأخبار .. بالتزامن مع وصول المُسيّرات والصواريخ الإيرانية إلى سماء فلسطين المحتلة فجر أمس الأحد، استهدف حزب الله مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع ‏في الجولان السوري المحتل، أولاً ثم مواقع نفح ويردن وكيلع في الجولان ثانياً، بعشرات ‏صواريخ الكاتيوشا.‏تزامن ضربات حزب الله في الجولان مع عملية الرد الإيرانية، خلق إرباكاً في تل أبيب وخشية من أن يكون الحزب قرّر الانخراط في «عملية الانتقام» الإيرانية، خصوصاً أن الأحداث هذه تزامنت مع تقارير إعلامية حول تحرك مُسيّرات من اليمن باتجاه إيلات. إلا أن حزب الله أكّد في بيان أعلن فيه عن العمليتين، أن الأولى أتت رداً على ‏اعتداءات العدو على القرى والبلدات الآمنة، والثانية رداً على ‏الغارات الإسرائيلية الليلية التي استهدفت عدداً من القرى والبلدات الآمنة وآخرها الخيام وكفركلا ‏ووقوع عدد من الشهداء والجرحى المدنيين. وفي حين تبيّن أن لا مُسيّرات تحرّكت من اليمن، وأن عمليات حزب الله استمرت ضمن سياقها المعتاد بمعزل عن التطورات المتعلقة بالرد الإيراني، أكّد حزب الله مجدداً أن الجبهة في جنوب لبنان مرتبطة باعتبارات وحسابات لبنانية، ومن جهة أخرى أن إيران لا تُدخل الجبهة اللبنانية في حساباتها المتعلقة بالرد المباشر على إسرائيل في إطار الصراع المفتوح بين الطرفين. وواصل العدو الإسرائيلي أمس قصفه المدفعي مستهدفاً المناطق الحرجية في أطراف بلدة كفرشوبا، ومنطقة الخردلي والخريبة قرب الخيام. فيما شنّ طيرانه الحربي غارات جوية على بلدة كفركلا ومدينة الخيام ومرتفعات إقليم التفاح والمنطقة الواقعة بين مدينة بنت جبيل ومارون الرأس، إضافة إلى بلدة الضهيرة. من جهة أخرى، أعلن حزب الله استشهاد المقاوم جهاد علي أبو مهدي من بلدة الخيام في جنوب لبنان.

لبنان مازال في مرمى الخطر..سواء ردّت اسرائيل على الردّ أو أرادتْ «تعويضاً»

... لهذا تمّ النأي بـ «حزب الله» عن ملاقاة الضربة الإيرانية «المتفاهَم عليها»

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- «حزب الله» تَعَمَّدَ عدم إخراج «القبة الحديد» عن العمل في رسالة تفهمها إسرائيل

- غارتان إسرائيليتان في النبي شيت تمديداً لمعادلة «الجولان مقابل البقاع»

- الضربة الإيرانية في غربال الربح والخسارة... قراءة من خلف الغبار

- لماذا اعتُبر تحييد «حزب الله» مفاجأة غير مفاجئة؟

- خفايا الحركة المدروسة لإيران على «رقعة الشطرنج» المعقّدة

لماذا حُيِّدَ «حزب الله» عن أوّل مواجهةٍ مباشرةٍ بين إيران وإسرائيل تبدّلتْ معها «قواعدُ الاشتباك» بالواسطة وخَرَجَ معها الطرفان من «حرب الظلّ» إلى اصطدامٍ - تحت جنْح ليلٍ - نُسِّق مسرحه و«جرعاته» ورُسمت حدودُه تحت سقف عدم استجرار الصِدام الكبير «الممنوع من الوقوع»؟... وهل يبقى لبنان بمنأى عن خط النار الأكثر الالتهاباً بحال اختارتْ تل أبيب المغامرة بردّ على الردّ يصعب التكهّن بارتداداته الاقليمية والدولية؟... وهل يكون الوطن الصغير أحد عناصر «التعويض» الذي لا مفرّ منه على بنيامين نتانياهو إذا اختارَ «الانحناءَ أمام عاصفة» الردع الأميركي له عن أي تجرؤ على التفرّدِ بقرار مهاجمة إيران وتالياً التَجَرُّع الاضطراري للضربة المركّبة التي كان «رسمُها التشبيهي» أُودع، عبر قنوات خلفية، لدى واشنطن مسبقاً تحت عنوان «الهجمات المحدودة دفاعاً عن النفس»؟ ثلاثيّ من الأسئلة الكبرى التي وَجَدَ لبنان نفسه في قلْبها منذ أن بدأت طهران تنفيذَ تَوَعُّدها بالردّ على استهداف مبنى قنصليتها في دمشق، وتَعَزَّزتْ موجباتُها مع انقشاع غبار الهجوم غير المسبوق الثلاثي البُعد، بالمسيّرات وصواريخ «كروز» والصواريخ البالستية، ورسوّه على الخلاصات الآتية:

* أضرار معنوية مباشرة وبليغة تُعَمِّقُ التشظياتِ التي حفرتْ في «الوعي» الإسرائيلي منذ «طوفان الأقصى»، وخروج إيران من زاوية «تلقّي الخسائر بالنقاط» التي راكمتْها منذ كشفها المبكّر لورقة «لا نريد الانجرار لحرب واسعة» لتَظهر كصاحبة «الكلمة الأخيرة» (حتى الساعة) في المرحلة الجديدة من المواجهة التي دشّنتها «ضربة القنصلية»، وليس انتهاءً بإرساء طهران معادلة ردع مطوَّرة بإزاء أي استهدافٍ جديد «لأرضها أو مواطنيها أو مصالحها في أي نقطة من العالم». * «نقاط» قريبة المدى سجّلتها تل ابيب لمصلحتها هي التي فازتْ بإفشال الهجوم بنسبة 99 في المئة مع تأكيد الفاعلية القصوى لمنظوماتها للدفاع الجوي ولـ «الدرع» المتعدد الجنسية الذي يحمي أجواءها، وسط تَرقُّب هل ستكون «جائزة» ما أسماه البيت الأبيض «القدرةَ المذهلة التي أظهرتْها إسرائيل على الدفاع عن نفسها وتفوقها العسكري الذي كان ملحوظاً»، مع استردادها «التعاطف» السياسي الدولي، كافييْن لنتنياهو لـ «الاحتفاظ بحق الردّ» على إيران لتوقيتٍ «مُناسب» لا يفجّر صِداماً كبيراً كانت واشنطن رسمت حوله «خطاً أحمر» وكان يمكن أن تنجرّ إليه المنطقةُ لو نفّذت إسرائيل ضربة مضادة أثناء الهجوم الإيراني قبل أن يمنعها الرئيس جو بايدن، وأي ثمنٍ لقاء هذا «التنازل» وفي أي ساحة وعلى حساب أي طرف. وهذه اللوحة البالغة التعقيد والحساسية بدا لبنان معنياً مباشرة بمجرياتها و«ملحقاتها» المحتمَلة كما «تعويضاتها» الممكنة، هو الذي «حَضَرَ» في عنوان الهجمات التي نفّذتها إيران والتي «استعارت» اسمها من عملية «الوعد الصادق» التي كان حزب الله قام بها في 12 يوليو 2006 حين تمكّن من أسر جندييْن إسرائيلييْن بهدف مبادلتهما وإخراج مَن تبقى للحزب والمقاومة من أسرى في السجون الإسرائيلية، لتنفجر بعدها حرب الـ 33 يوماً التي انتهت بالقرار 1701. وما خلا «اعتراض» أميركي وبريطاني وفرنسي جواً لمسيّرات وصواريخ إيرانية في أجواء أكثر من منطقة لبنانية قبل دخول المجال الجوي الإسرائيلي في تكرارٍ لمشهدية «صيد الأهداف» العسكرية فوق كل من سورية والأردن والأراضي الفلسطينية، و«تأثير دومينو» قفْل المطارات في أكثر من دولة محيطة بإسرائيل والذي شمل مطار رفيق الحريري الدولي الذي استعيدت حركة الملاحة فيه صباحاً، وإن مع إرباكاتٍ طبيعية، فإنّ المفاجأةَ غير المفاجئة للعارفين شكّلها انكفاء «حزب الله» عن الموجة الأولى من الردّ الذي حرصتْ إيران على «توثيق» انتهائه عبر بعثتها في الأمم المتحدة، حتى قبل «ارتطامِ» أيٍّ من صواريخها أو مسيَّراتها بالأهداف المفترضة. وفي حين اعتُبر وضْع طهران مبكراً «نقطة في نهاية سطر» الضربة تكريساً لالتزامها بحدود «ردّ الفعل» الذي ينسجم أصلاً مع قرارها الإستراتيجي بعدم منْح تل أبيب ولا الولايات المتحدة فرصةَ زجّها في «محرقة غزة» أو توريط «حجر الزاوية» في قوس نفوذها أي حزب الله في مواجهةٍ تضع رأسه جنباً إلى جنب مع «حماس» تحت مقصلة واحدة، فإن البُعدَ الأخير بدا في الخلفية الحقيقية لـ «إخفاء» الحزب عن «رادارات الردّ»، وسط تعمُّد الأخير تظهير استهدافه بعيد منتصف ليل السبت الأحد مقر الدفاع الجوي في ثكنة كيلع في الجولان السوري بعشرات صواريخ الكاتيوشا على أنه في سياق المشاغَلة نفسها القائمة منذ 8 أكتوبر وليس ملاقاة الضربة الإيرانية، موحياً، عبر عارفين، بأنه تعمَّد عدم إخراج القبة الحديدية عن العمل والإبقاء على إمكان إعادة تذخيرها في رسالة تفهمها إسرائيل. وفي تقدير أوساط عليمة أن الخروج القسري لإيران من «حرب الظلّ» لتتصدى مباشرة وبلا أي قفازات لإسرائيل، يعكس في جانب منه نجاح تل أبيب طوال الفترة الماضية في استنزافها ومعها «حزب الله» بضربات، بعضها «تحت الحزام»، مستفيدة من عدم قدرتها ولا رغبتها بخوض الحرب الكبرى، ما جعلها تقوم بخطوةٍ أقرب إلى تحريك «الوزير» في لعبة الشطرنج ليقف حائط صدّ لحماية «الملك»، الذي هو في وضعية اليوم طهران وذراعه الأقوى حزب الله اللذين يقفان على الخط نفسه، باعتبار الحزب الاحتياط الإستراتيجي لردٍّ أي خطر على النظام الإيراني نفسه، وهي الحسابات التي أمْلت على طهران «ارتداء المرقّط» بوجه إسرائيل التي بهجوم القنصلية، فرضت على إيران ضرورة استعادة الردع الذي لم يكن ممكناً عبر أذرع ثانوية، وكان ليكون مكلفاً ومدجَّجاً بخطر استدراج الحرب الشاملة لو زُج فيه حزب الله. وإذا كان هذا التقييم، أو غيره، يصبّ عند نتيجة واحدة وهي أن إيران باتت تضع «حزب الله» في المستوى نفسه لـ«الجمهورية الاسلامية» في حسابات الاندفاعات الهجومية والاحتسابات لتداعياتها بما جعل لبنان يلتقط أنفاسه فيما كانت المنطقة تشهد فصولاً على طريقة «تلفزيون الواقع» ما بدا أقرب إلى «حرب الكترونية»، فإن هذا الأمر ليس كافياً بحسب أوساط سياسية لاطمئنانٍ يدوم، وخصوصاً إذا اختار نتنياهو الردّ على الردّ ما يُنْذِر بالارتقاء بالمواجهة إلى مستويات أكثر اشتداداً، وقد تستجرّ انجراف مجمل محور الممانعة وساحاته إلى فوهة البركان.

ثمن التنازل الإسرائيلي

وفي حين كانت بعض شركات الطيران تمدّد وقف الرحلات إلى إسرائيل وعدد من دول الجوار بالتوازي مع حضّ عواصم عدة رعاياها على تجنب السفر اليها، في مؤشّر إلى استمرار مخاطر لجوء تل أبيب الى تفعيل خيار الردّ، فإن الإشارات التي صدرت عن إسرائيل تباعاً سواء بإعلان الوزير بيني غانتس «سنجعل إيران تدفع الثمن بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا» والدعوة من مسؤولين آخرين لإدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب، اعتُبرت مؤشراً إلى اقتناعٍ إسرائيلي بإمكان استثمار عنوان «فشل الهجوم الإيراني» بتحقيق أي من أهدافه العسكرية و«فورة» الدعم الدولي المستعاد لتل أبيب لـ «مقايضةٍ» بين ضبط النفس و«القبض» في ساحات أخرى. وإذا كانت رفح، على رأس لائحة المرشحّين لدفع ثمن التنازل الإسرائيلي للولايات المتحدة والمجتمع الدولي، فإن ثمة مَن لا يُسْقِط من الحساب إمكان أن تكون جبهة الشمال أيضاً ضمن دائرة «التعويض»، رغم الاقتناع بأن لهذه الجبهة - التي ترفض واشنطن كذلك انفجارها الكبير - ديناميةً لا تقل تفجُّراً وخطورة عن المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، وقد تستجرّ متاعب على تل أبيب أكبر من التي لاحت نذرها ليل السبت – الأحد الذي استوجب تفعيل منظومات الدفاع بـ«أقصى قوة» وكبّد أكثر من 1.3 مليار دولار، ولا سيما أن حزب الله على حدود إسرائيل وأن مسيّراته وصواريخه (تتجاوز الـ 100 الف) على مرمى حجر منها، ومن شأنها التسبب بإغراق القبة الحديدية ومقلاع داود والسهم وتالياً تعطُّل مفعولها.

«الجولان مقابل البقاع»

وفي حين غاب لبنان الرسمي عن المَشْهَد الحربي البالغ الخطورة وسط دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لـ«جلسة طارئة» لمجلس الوزراء اليوم، للبحث في التطورات، فإن الميدان جنوباً شهد ما يشبه تثبيت قواعد الاشتباك التي كانت تمدّدت في الأسابيع الأخيرة، وليس أقلها وفق معادلة «الجولان مقابل البقاع» والعكس. وفي هذا الإطار، استهدفت غارتان أمس بلدة النبي شيت البقاعية، ليعلن الجيش الإسرائيلي «قصفنا موقعاً مهمّاً تابعاً لـ(حزب الله) لصناعة الوسائل القتالية» في المنطقة، وذلك بعدما أعلن الحزب أنه «‏دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ورداً على ‏الغارات الإسرائيلية الليلية التي استهدفت عدداً من القرى والبلدات الآمنة وآخرها الخيام وكفركلا ‏ووقوع عدد من الشهداء والجرحى المدنيين، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية فجر الأحد باستهداف المواقع الإسرائيلية نفح ويردن وكيلع في الجولان السوري المحتل بعشرات ‏صواريخ الكاتيوشا». وقبلها استهدف «حزب الله» عند ‏الساعة 12:35 من فجر أمس «مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع ‏في الجولان السوري المحتل بعشرات الكاتيوشا» ايضاً، في حين نفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة استهدفت محيط منطقة المتنزهات في جبل صافي لجهة بلدة جباع في منطقة اقليم التفاح ومنطقة دليتون عند أطراف جباع إضافة إلى الخيام (حيث سقط عنصر لحزب الله) وكفركلا والعديسة ودير ميماس ومجرى نهر الليطاني. كما سجل انفجار صاروخ قرب مكتب مخابرات الجيش اللبناني مرجعيون في بلدة جديدة مرجعيون، ونجاة عناصره بأعجوبة.

لبنان يترقب تصعيداً إسرائيلياً حتمياً بعد الرد الإيراني

نتنياهو استعاد الدعم الغربي..واستجابته لبايدن قد تمنحه إذن اجتياح رفح

الجريدة.. منير الربيع... يترقب لبنان تداعيات ما بعد الضربة الإيرانية لإسرائيل، وتلقى جانباً من شظايا المسيرات والصواريخ الاعتراضية في أجواء مختلفة من مناطقه، لكن «حزب الله» لم ينخرط بشكل مباشر، وأبقى عملياته في خانتها المعتادة على قاعدة الرد والرد المضاد. ولكن ما يدور في لبنان تساؤلات كثيرة حول اليوم التالي لما بعد الضربة الإيرانية، وما ستقرره حكومة بنيامين نتنياهو، الذي يسعى منذ اليوم الأول الى توسيع الصراع واستدراج الأميركيين إليه. رمت طهران الكرة في ملعب إسرائيل، لكن تبقى الخشية في لبنان أن يتحول هو إلى الملعب. بحسب المعلومات الدبلوماسية في بيروت فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضغط على نتنياهو لعدم الرد بشكل مباشر على إيران، وذلك لتجنب حرب إقليمية. فيما نتنياهو يصر على استمرار عملياته، وعلى تغيير وجهة النظر الأميركية تجاه طهران بوصفها تهديداً جدياً للمشروع الغربي، ولا يمكن الاستناد إلى اتفاقات أو تفاهمات معها، هي حرب يأخذ لها نتنياهو أبعاداً كثيرة تتصل بالاصطفاف الغربي والذي نجح في استعادته بمجرد شن إيران هجومها على إسرائيل واستدعاء كل المساعدة العسكرية من دول غربية متعددة وخصوصاً أميركا، وفرنسا، وبريطانيا. مصلحة نتنياهو تتجلى في إطالة أمد الحرب واستمرارها وتوسيعها. وبحال نجح الضغط الأميركي في منعه من الرد على إيران بشكل مباشر، فهو سينتزع دعماً جديداً للمضي بعدوانه على غزة، وتحديداً لخوض معركة رفح، وبعدها الانتقال الى الجبهة مع لبنان، خصوصاً أن هناك مسؤولين دبلوماسيين يؤكدون صعوبة الوصول إلى تفاهمات دبلوماسية لمعالجة الوضع القائم على الحدود الجنوبية للبنان من عملية طوفان الأقصى. هناك قناعة دبلوماسية غربية بأن نتنياهو سيكون مصراً على توسيع عملياته العسكرية في لبنان ضد حزب الله، وهو بالفعل بدأ توسيعها تدريجياً من خلال الضربات التي يوجهها. وكان لافتاً أنه بالتزامن مع استعداد إسرائيل للتصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية، كانت الطائرات الحربية تكثف من غاراتها على جنوب لبنان وعلى البقاع أيضاً، وكانت رسائل إسرائيل واضحة حول الاستعداد للمضي قدماً ضد «حزب الله»، الذي كان على جاهزية عالية تحسباً لأي تطورات، وانتقل من مرحلة لأخرى على مستوى الجاهزية بانتظار ما سيقرره الإسرائيليون في الأيام المقبلة. وتقول مصارد دبلوماسية إن المخاوف تتفاقم من تصعيد إسرائيلي، وسط معطيات خارجية تفيد بأن الحل الدبلوماسي متعثر وغير قابل للتطبيق، وأن توسيع المواجهة أصبح حتمياً، والمسألة مرتبطة بالتوقيت، خصوصاً أن إسرائيل تسعى لتغيير القواعد العسكرية وتعديل موازين القوى بشكل تعتبر نفسها قد حققت إنجازاً بألا تسمح لحزب الله بمهاجمتها لاحقاً، وإلى جانب كل التسريبات الإسرائيلية التي ركزت على أوضاع الجبهة ومقاربتها فهناك تركيز جديد حالياً يتعلق بأنفاق الحزب في الجنوب، ويسوق الإسرائيليون للانتقال لمرحلة جديدة من تفجيرها أو تعطيلها، وهذا أمر لا يبدو أنه ممكن بالطائرات، من هنا يبرز التخوف من تفكير الإسرائيليين بالقيام بعمليات برية.

لجم واشنطن لإسرائيل ينعكس ارتياحاً في لبنان

ميقاتي يستعين بماكرون لتحديد مناطق آمنة في سوريا لعودة النازحين

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. تأمل مصادر سياسية لبنانية بارزة ألا يدخل لبنان في مرحلة سياسية وأمنية جديدة غير تلك التي كانت قائمة قبل مبادرة طهران للرد على إسرائيل بعد استهدافها القنصلية الإيرانية في دمشق، وهي تراهن على الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأميركية في ضبطها إيقاع الرد الإيراني؛ لتفويت الفرصة على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لئلا يجنح نحو توسعة الحرب في الجنوب، والتعاطي معه على أنه «فشة خلق» لتصفية حساباته مع «حزب الله»، كونه أحد أبرز وكلاء طهران في المنطقة، وبادر لإسنادها، بالتلازم مع قيامها بالثأر من تل أبيب، والذي بقي تحت السيطرة. ورغم أن إسرائيل عمدت إلى توسعة المواجهة العسكرية مع «حزب الله» بقصفها منطقة المزارع الواقعة على تخوم بلدة النبي شيت البقاعية، مستهدفةً بيتاً مهجوراً، فإن توسعتها، كما تقول مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، بقيت تحت سقف توجيه رسالة إلى «حزب الله»، من دون أن يترتب عليها تصعيد المواجهة بينهما، مع أن الحزب، في إسناده لطهران، بادر إلى إطلاق رزمة من الصواريخ باتجاه هضبة الجولان المحتلة، وهذا ما يدعو القوى السياسية على اختلافها للارتياح لدور الولايات المتحدة في لجم إسرائيل، ومنعها من الرد على إيران، لا سيما أن الرئيس جو بايدن كان واضحاً في رسالته لنتنياهو، بوقوفه إلى جانبه في الدفاع عن إسرائيل، حاجباً عنه الضوء الأخضر للرد على إيران.

رهان على «شبكة أمان» أميركية

وتراهن المصادر نفسها على التزام الإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل لكبح جماحها، ومنعها من توسعة الحرب لتشمل الجبهة الجنوبية، وتأمل أن توفّر شبكة الأمان الأميركية للبنان الحماية السياسية المطلوبة لقطع الطريق على إقحامه في مواجهة مفتوحة يصعب على الحكومة السيطرة عليها، مع أنها ضامنة موقف «حزب الله» بعدم مبادرته إلى توسعتها. لكن، يبقى السؤال حول مدى قدرة الرئيس ميقاتي على جمع أطياف حكومته في جلسة لمجلس الوزراء كاملة الأوصاف، يُفترض، ما لم يطرأ أي تعديل، أن تُعقد صباح الاثنين، وما إذا كان سيحضرها الوزراء المحسوبون على «التيار الوطني الحر»، الذين يفضّلون الاستعاضة عن انعقادها بدعوتهم للقاء وزاري تشاوري يُخصص لتقويم الوضع، وتبادل الرأي في تجنيب لبنان الانجرار إلى توسعة الحرب بعد وقوعه في الفخ الذي ينصبه نتنياهو لاستدراجه، إضافة إلى توحيد الرؤية مع انعقاد اجتماع دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل للبحث في ملف النازحين السوريين إلى لبنان.

تفاؤل ميقاتي هل هو في محله؟

فالرئيس ميقاتي لا يخفي تفاؤله بتعديل الموقف الأوروبي لجهة موافقته على تحديد المناطق الآمنة في سوريا، التي يمكن أن تستقبل الألوف من النازحين السوريين، لتخفيف الأعباء المترتبة على لبنان جراء استقباله هذا العدد من النازحين، والذي يشكل نصف عدد اللبنانيين المقيمين. وفي هذا السياق، يسأل عدد من الوزراء ما إذا كان تفاؤل ميقاتي في محله، ولديه من الضمانات التي يمكنه التأسيس عليها لإقناع دول الاتحاد الأوروبي بتعديل موقفهم من النظام السوري بما يسمح بالعودة الطوعية والآمنة للنازحين، وعدم تعريضهم للملاحقة والاضطهاد والسجن. كما يسأل هؤلاء ما إذا كان ميقاتي يتطلع من خلال تفاؤله إلى تنفيس الاحتقان، وخفض منسوب التوتر في الشارع المسيحي الذي بلغ ذروته مع الجريمة التي أودت بحياة منسق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان، وصولاً إلى تطبيع علاقته بالبطريرك الماروني بشارة الراعي. ويرى عدد من الوزراء أن موافقة الاتحاد الأوروبي على تحديده مناطق آمنة تخضع لسيطرة النظام السوري لاستقبال النازحين السوريين تعني أنه قرر أن يعيد النظر في علاقته بالرئيس بشار الأسد لجهة موافقته على مشروعيته بمنحه شهادة حسن سلوك، بخلاف معارضته الشديدة إياه، ويسألون ما إذا كان ميقاتي قد نجح في تأمين الغطاء السياسي الأوروبي لإعادتهم.

لقاء ماكرون

ويكشف هؤلاء لـ«الشرق الأوسط» أن ميقاتي يتحضّر للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، ويقولون إنه يراهن على كسب تأييدهما لمسعاه في تحديد عدد من المناطق الآمنة للبدء في تنظيم عودة النازحين إلى الداخل السوري. ويؤكد الوزراء أن لقاء ميقاتي برئيس المفوضية العليا للاجئين يأتي لتصويب العلاقة بين الحكومة وممثليها في لبنان الذين يصرون على حجب «الداتا» الخاصة بتعداد النازحين عن مديرية المخابرات في الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وهذا ما اشترطوه على المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري عندما وافقوا على إيداعه «الداتا» التي تخلو من ذكر التواريخ الخاصة بدخول النازحين إلى لبنان. ويضيف هؤلاء أن هناك ضرورة لتعميم «الداتا» على سائر الأجهزة الأمنية، وعدم حصرها بالأمن العام، ويؤكدون أن هناك ضرورة لتصويب التعاون مع مفوضية اللاجئين، وتنقيتها من الشوائب التي تشوبها.

تفاؤل ميقاتي

وفي هذا السياق، يتوقف الوزراء أمام السؤال عن مدى تجاوب النظام السوري مع خريطة الطريق التي تَوَافَقَ عليها ميقاتي مع الرئيس القبرصي في زيارته الأخيرة للبنان. وهل يكفي التوجه للاتحاد الأوروبي لانتزاع موافقته على تحديد الأماكن الآمنة لعودة النازحين من دون التواصل مع القيادة السورية لوضع النقاط على الحروف، بخلاف الزيارات «الإعلامية» التي سبق لعدد من الوزراء أن قاموا بها إلى دمشق، والتي لم تلامس عودة النازحين كما يجب لجهة التوافق على جدول زمني لإعادتهم؟

لذلك فإن تفاؤل ميقاتي بإعادة النازحين يطرح مجموعة من الأسئلة حول مدى استعداد النظام السوري للتجاوب معه في حال توصل إلى إقناع الاتحاد الأوروبي مستعيناً بالرئيس الفرنسي بوجوب الموافقة على تحديد مناطق آمنة في سوريا تتولى رعايتها المفوضية العليا للاجئين. فهل يوافق النظام السوري على إصدار عفو يتجاوز أعداد النازحين ممن تخلّفوا عن تأدية الخدمة العسكرية؟ وماذا سيكون الموقف اللبناني، في حال تواصل معه، حيال مطالبته برفع العقوبات المفروضة عليه، وشطب اسمه من قانون قيصر وعدم شموله به كما هو حاصل الآن، واشتراطه بأن يتولى التحالف الدولي إعادة إعمار ما تهدم في سوريا من جراء الحرب بذريعة أنه كان وراء اندلاعها بوقوفه إلى جانب المجموعات الإرهابية؟

وعليه، فإن تفاؤل ميقاتي يبقى عالقاً على مدى تجاوب الاتحاد الأوروبي، ومدى استعداد النظام السوري لاستقبال النازحين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر فيها بالتوازي مع التدمير الذي لحق بعدد من المدن والبلدات السورية من جراء الحرب!

تصعيد على جبهة لبنان غداة الردّ الإيراني

«حزب الله» يقصف الجولان وإسرائيل تستهدف بعلبك

بيروت: «الشرق الأوسط».. تصاعدت وتيرة القصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، منذ ليل السبت – الأحد، حيث ذهب الحزب إلى استهداف مرابض منظومات الدفاع الجوي في الجولان، وردت عليه إسرائيل بقصف محيط منطقة بعلبك بشرق لبنان، بالتوازي مع غارات جوية إسرائيلية عنيفة على الجنوب، أدت إلى تدمير ساحة بلدة الخيام الحدودية. وفي ما بدا أنه تكريس لقواعد الاشتباك الجديدة المطبقة منذ فبراير (شباط) الماضي التي تتمثل بتبادل القصف في الجولان وبعلبك، استهدف الجيش الإسرائيلي بغارة جوية أحد المباني في بلدة النبي شيت ودمرته، وضُرِبَ طوق حول المكان حفاظاً على سلامة الأهالي، وفق ما أفادت به «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية. وقال الجيش الإسرائيلي بدوره، إنه استهدف موقعاً هاماً لـ«حزب الله» يُستخدم لتصنيع السلاح في العمق اللبناني ببلدة النبي شيت. وجاءت الضربة بعد ساعات على إعلان «حزب الله» عن أن قصف مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع ‏في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ «الكاتيوشا»، فجر الأحد، وقال إن القصف جاء «رداً على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى والبلدات الآمنة».

عشرات «الكاتيوشا»

وجدد الحزب قصف المنطقة، ظهر الأحد، أيضاً، «رداً على ‏الغارات الإسرائيلية الليلية التي استهدفت عدداً من القرى والبلدات الآمنة وآخرها الخيام وكفركلا، ‏ووقوع عدد من الشهداء والجرحى المدنيين»، حيث أعلن عن استهداف المواقع الإسرائيلية نفح ويردن وكيلع في الجولان السوري المحتل بعشرات ‏صواريخ «الكاتيوشا».‏ ويعدّ هذا التصعيد الأكبر منذ نحو أسبوع، حيث استهدفت غارة إسرائيلية ساحة بلدة الخيام، ما أدى إلى تدمير منازل، كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية بالصواريخ استهدفت كفركلا والعديسة، إلى جانب قصف مدفعي استهدف حولا ووادي السلوقي ومحيط دير ميماس ومجرى نهر الليطاني في قضاء مرجعيون.

ليلة عنيفة

وشهدت قرى وبلدات القطاع الشرقي في جنوب لبنان، ليلة عنيفة من الاعتداءات الإسرائيلية استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، وجرى تسجيل وقوع عدد من الإصابات، ومقتل عنصر في «حزب الله» جراء الغارة على الخيام. وسجل انفجار صاروخ قرب مكتب مخابرات مرجعيون في بلدة جديدة مرجعيون، وقالت الوكالة «الوطنية للإعلام» إن العناصر العسكرية نجت بأعجوبة، حيث تسبب الصاروخ بأضرار مادية جسيمة في المكان والمنازل المجاورة. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر الأحد، غارات جوية استهدفت محيط منطقة المتنزهات في جبل صافي لجهة بلدة جباع في منطقة إقليم التفاح ومنطقة دليتون عند أطراف جباع المحاذية لجزين. وألقت الطائرات المغيرة عدداً من الصواريخ الثقيلة التي أحدث انفجارها دوياً هائلاً في المنطقة، وتسبب بتحطم الزجاج في عشرات المنازل والمحال في بلدة جباع. وفي غضون ذلك، توعد «حزب الله» بمواصلة القتال. وقال عضو كتلة الحزب البرلمانية النائب حسن عز الدين: «إننا مستمرون في لبنان بما بدأناه منذ اللحظة الأولى لـ(طوفان الأقصى)». وأضاف: «اليوم بعد تمادي العدو في استهدافه بعض المناطق اللبنانية، أصبحت ردود المقاومة واستهدافاتها أكثر نوعية وتطوراً وأبعد مدى، وأكثر عدداً واستخداماً لسلاح متطور ذي فاعلية وتأثير، فضلاً عن أن الأهداف التي يجري اختيارها باتت أكثر أهمية ونوعية، علماً أن هذا التمادي الذي نراه من خلال استهداف العدو لبعلبك وغيرها من المناطق، يبقى في إطار المعركة المضبوطة بالواقع الميداني».

مطار بيروت يستأنف رحلاته

زحمة مسافرين بعد إغلاق الأجواء 6 ساعات... ووزير النقل يصف الإرباك بـ«الطبيعي»

لبنان: «الشرق الأوسط».. انطلقت رحلات جوية من مدن عربية وأوروبية باتجاه بيروت، ومنها إلى عواصم عدة، بعد استئناف السلطات فتح المطار، ونشر جدول جديد لمواعيد وصول الطائرات إلى «مطار رفيق الحريري الدولي» في بيروت. وأعلنت السلطات اللبنانية، صباح الأحد، عن إعادة فتح مطار «رفيق الحريري الدولي» في بيروت، بعد إغلاق احترازي دام 6 ساعات، في إطار الرد العسكري الإيراني على إسرائيل، انتقاماً لاستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أسبوعين. وأعلنت المديرية العامة للطيران المدني في لبنان إعادة فتح المطار الدولي في بيروت، في السابعة من صباح الأحد «أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة من المطار وإليه». وقالت المديرية إن الإغلاق جاء «التزاماً بالقرار الذي صدر عن وزارة الأشغال العامة والنقل ليل السبت، الذي قضى بإغلاق المجال الجوي اللبناني أمام حركة الطيران، ابتداءً من الواحدة من بعد منتصف الليل حتى السابعة من صباح الأحد». واستأنف المطار حركته الجوية، ونشرت شركة طيران «الشرق الأوسط» جدولاً جديداً بمواعيد وصول طائراتها التي ستنطلق من مدن عربية وأوروبية، حيث أقلعت أولى طائراتها من مدينة جدة بعد ظهر الأحد، وتبدأ الطائرات بالوصول تباعاً إلى مطار بيروت، بدءاً من مساء الأحد. وتضمن الجدول 9 رحلات لم تُعدل مواقيت إقلاعها وهبوطها، بينما جرى تعديل مواقيت إقلاع وهبوط 15 أخرى، يصل 8 منها فجر وظهر الاثنين. وكان وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية تفقَّد مطار بيروت، وقال: «تمّ إغلاق المطار، وأخذنا بعين الاعتبار جميع المعطيات وسلامة وأمن المسافرين والوافدين». وأضاف في دردشة مع الصحافيين: «حرصاً على سلامة الطيران، تمّ أخذ إجراء احترازي وإقفال المجال الجوي، من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى السابعة صباحاً»، مضيفاً: «اليوم (الأحد) عند الساعة السابعة صباحاً علَّقنا إغلاق الأجواء، وبالتالي أصبحت الأجواء مفتوحة لكل الطيران، وبشكل تدريجي سيعود العمل إلى مساره الطبيعي». وأوضح أنّ «الإرباك طبيعي في هذا الوضع، والموظفون والأجهزة الأمنية هنا بكامل عديدهم لتسهيل أمور المسافرين».

إرباك

وأربك الإغلاق المؤقت للمطار حركة المسافرين؛ حيث أُلغيت بعض الرحلات، وعلق آخرون في المطار. وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت في منصات التواصل الاجتماعي مسافرين عالقين في المطار، جراء إلغاء رحلاتهم، وتم توثيق الازدحام في ردهات المطار. وظهر بعض المسافرين مستلقين على مقاعد الانتظار في المطار، بعد تأجيل رحلاتهم. وأجّلت شركة «طيران الشرق الأوسط» (الناقلة الجوية اللبنانية) رحلاتها صباح الأحد «إلى مواعيد تحدد لاحقاً»؛ لكنها أعلنت عن استئناف طائراتها العمل بعد الظهر. وتحدثت عن إقلاع طائرة من بيروت إلى لندن بعد ظهر الأحد، وعن انطلاق رحلة من دبي إلى بيروت تصل بعد الظهر أيضاً. وأخذت شركات الطيران تعلن تدريجياً عن استئناف رحلاتها من وإلى بيروت، بعد انتهاء التصعيد العسكري في أجواء البلدات المحيطة بإسرائيل. وأعلنت شركة «مصر للطيران»، الأحد، أنها قررت استئناف تسيير رحلاتها الجوية من وإلى كل من الأردن والعراق ولبنان، وذلك نظراً لإعادة فتح المجال الجوي بتلك الدول أمام حركة الطيران.



السابق

أخبار وتقارير..إيران وإسرائيل تضعان العالم في حالة تأهب وقلق..طهران احتجزت سفينة في الخليج لجس النبض بشأن بدء انتقامها من تل أبيب..عبداللهيان عرض اجتياح الجولان مع الوكلاء واشترط دخول الجيش السوري لمسك الأرض.. روسيا خارج حسابات الإيرانيين لعدم التزامها بتأمين قواتهم..ومخاوف من انتشار الفوضى بلبنان..عبوة ناسفة تستهدف مسؤولاً في «حزب الله» في دمشق..بايدن يطلب من نتنياهو عدم الرد على هجوم إيران..«البنتاغون»: فريق بايدن الأمني سيعمل مع الشركاء الإقليميين لتفادي التصعيد في المنطقة.. أميركا أسقطت جميع المسيّرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل تقريبا..

التالي

أخبار وتقارير..إيران: أبلغنا واشنطن بهجومنا على إسرائيل..رئيس الاحتلال الإسرائيلي: إيران شنت حرباً حقيقية علينا..«نحن هنا من أجل حماية أوروبا من إمبراطورية الشر..ولن تفلت من العقاب»..كبح أميركي وإرجاء إسرائيلي للرد على إيران..فلسطينيون في غزة يخشون أن تؤدي الضربة الإيرانية إلى «صرف الانتباه» عن رفح..الضربة الإيرانية لإسرائيل..بين الإدانة والقلق من زعزعة الاستقرار في المنطقة..إسرائيل في الوضع الإستراتيجي الأكثر تعقيداً منذ «يوم الغفران»..طهران أبلغت واشنطن ودول الجوار «مسبقاً» بالضربة..وتل أبيب علمت بتوقيتها..بايدن «أوقف في الجو» رداً إسرائيلياً وإيران تتوعّد بهجوم أقوى من «الوعد الصادق»..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,988,226

عدد الزوار: 6,973,969

المتواجدون الآن: 70