جنبلاط: خاتمة المصالحة في الرابية ولقاء «المصارحة» ليس موجّهاً ضدّ أحد

تاريخ الإضافة الثلاثاء 12 كانون الثاني 2010 - 6:23 ص    عدد الزيارات 3471    القسم محلية

        


بيروت - من ليندا عازار|
... ثلاث «رسائل» وجّهها رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط امس، من الرابية، بعد زيارته زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون، بدت برسم ثلاثة أفرقاء، هم البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، فريق «14 مارس»، وسورية.
فجنبلاط الذي كان عقد مع عون في 25 نوفمبر الماضي وفي القصر الجمهوري «لقاء صفح» ومدّ يد طوى صفحة من الخصومة «المديدة» مع «الجنرال» أخذت «وقتاً مستقطعاً» ابان «تحالف الضرورة» الذي تم «تحت جناح» انتفاضة الاستقلال التي أعقبت اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ولم «يعمّر» طويلاً، أطلق من دارة زعيم «التيار الحر»، مواقف مقتضبة ولكن معبّرة قصد عبرها توجيه رسالتيْ طمأنة الى كل من رأس الكنيسة المارونية الذي كان عقد معه مصالحة الجبل التاريخية العام 2001، وفريق «14 مارس» الذي كان اعلن «الانفصال» عنه في 2 اغسطس الماضي، والى دمشق التي توضع كل حركة الزعيم الدرزي «التصالُحية» مع الأفرقاء السياسيين القريبين منها، في إطار ملء «دفتر شروط» سوري يشكّل «الممر الإلزامي» لمعاودة فتح أبواب الشام أمامه بعدما كان بلغ في الإعوام الأربعة الأخيرة حدّ «حرق المراكب» في العلاقة معها من خلال المواقف الحادة وغير المسبوقة التي «انفرد» في اتخاذها من نظامها.
... «اللقاء في الرابية ليس لقاء مصالحة بل مصارحة، واللقاء الاساس كان العام 2001 حين توّج صفير مصالحة الجبل فيما كان مناصرو «التيار الحر» يُضطهدون امام قصر العدل (في احداث 7 اغسطس)». بهذه العبارة، قطع جنبلاط، حسب دوائر سياسية، الطريق على ما «اشتمّه» من محاولات جعل لقاء 25 نوفمبر في القصر الجمهوري (مع عون) «تاريخاً بديلاً» لـ«مصالحة 4 اغسطس 2001 « التي كانت تمّت ابان زيارة صفير للجبل. كما اكد الزعيم الدرزي بهذا الموقف ان شعار «تحصين العودة» للمهجرين وبت ما بقي من ملفات عالقة في بعض القرى التي لم تشهد بعد مصالحات، وهو الشعار الذي يظلّل تفاربه مع عون، انما يرتكز ويكمّل «المصالحة الأمّ» التي عُقدت في المختارة قبل ثمانية اعوام ونيّف.
... «لقاء الرابية ليس موجها ضد أحد وهو لمصلحة البلاد والوحدة الوطنية». عبارة ثانية مختارة من «سيّد المختارة» الذي بدا كأنه يؤكد ان سياسة «الخروج من الخنادق» التي يعتمدها تقوم على قاعدة الانفتاح على الجميع من دون «حرق» الجسور مع أحد لا سيما قوى الأكثرية، رغم كلامه أخيراً عن الحاجة الى «جبهة عريضة».
... «خاتمة المصالحة، هي عند العماد عون». ست كلمات انطوت على معانٍ عدة تمت قراءتها على انها اعلان stop برسم سورية التي قيل انها «اشترطت» على رئيس «اللقاء الديموقراطي» قبل زيارتها ان يصالح الوزير السابق وئام وهاب (القريب من سورية) وهو ما كرّسه «غداء الجاهلية»، وان يتوّج مسار المصالحة مع «حزب الله» وهو ما جرى في «لقاء الشويفات»، وانها لا تزال تنتظر ان يزور جنبلاط الرئيس السابق للجمهورية اميل لحود على قاعدة ان «طريق دمشق تمر بـ بعبدات»، وهو ما لم يبدُ الزعيم الدرزي متحمساً له علماً انه كان نفى في تصريح صحافي امس علمه بإمكان حصول أي لقاء قريب بينه وبين لحود الذي كان خاض ضدّه معركة «طاحنة» بعدما وصفه بأنه «رأس النظام الأمني اللبناني - السوري» الذي اتهمته «14 مارس» باغتيال الرئيس الحريري.
كما أرفق رئيس «اللقاء الديموقراطي» هذا الموقف بتكراره ان موضوع زيارته لدمشق «يناقَش في الوقت المناسب»، ولكن مع تعديل في «النبرة» التي كانت تعبّر سابقاً عن «رغبته» في «العودة الى الشام والعروبة»، اذ استخدم صيغة: «لا مانع لديّ من زيارة سورية، ولكن في الوقت والظرف الملائم للقيادة السورية ولحيثيتي، لأن هناك ماضياً ثقيلاً ببعض العبارات من هنا وهناك».
وتُعتبر زيارة جنبلاط لدارة عون التي استمرت نحو ساعة، الخطوة الثانية من نوعها يقوم بها رئيس «اللقاء الديموقراطي» الذي سبق ان قصد «الجنرال» في منزله في العاصمة الفرنسية في 15 ابريل 2005 قبيل عودة زعيم «التيار الحر» من منفاه الباريسي (انتقل اليه العام 1991 ) حيث عُقد آنذاك اجتماع «متوتر» لم يدم الا 20 دقيقة. مع الإشارة الى ان عون وجنبلاط لم يجتمعا قبل محطة باريس الا مرة واحدة (في 1( 1985 قبل ان يعاودا اللقاء في نوفمبر الماضي، واضعيْن حداً لأعوام طويلة من غياب «الكيمياء السياسية» بينهما.
وكان رئيس «اللقاء الديموقراطي» وصل الى الرابية وهو يقود سيارته «الرانج روفر» بنفسه. وفيما عُلم أن جنبلاط أهدى عون كتاباً في مستهل اللقاء للكاتب اليساري جوزي ساراماغو بعنوان «الانجيل حسب يسوع المسيح»، لفت ان الزيارة رئيس لم تتوَّج بتوقيع أيّ ورقة تفاهم، كما كان البعض يشيع.
أما مواضيع البحث، فشملت موضوع المهجرين (تتولاه لجنة مشتركة من الجانبين) وسبل تحصين العودة، وأوضاع اللاجئين في لبنان.
وفيما غاب عن الوفد الذي ترأسه جنبلاط، عدد من نواب كتلته، اكدت مصادر «التيار الحر» ان عون وجّه الدعوة الى رئيس «اللقاء الديموقراطي» الذي تولى شخصياً تشكيل الوفد الذي رافقه، وتالياً لم يكن لـ «الجنرال» اي دور في هذا الإطار.
وبعد اللقاء عُقد مؤتمر صحافي مشترك، قال عون الى «ان الزيارة تهيئ لمرحلة جيدة كي نكمل العودة الى الجبل»، مشدداً على أن «العودة وحدها ليست كافية فالجبل بحاجة لإنماء ليعود السكان اليه».
وأشار الى ان «هذه المواضيع طُرحت ويبقى الاساس عودة الهدوء على مستوى الجبل الذي يشكل قلب لبنان، واستقراره يحصّن الوحدة الوطنية ودفاعه»، مؤكداً أن «الأيام المقبلة هي الدليل الكبير لهذا التحصين وللمستقبل الذي سيكون زاهراً».
وفي حديث للصحافيين بعد مغادرة جنبلاط، لفت عون الى أن «الحواجز النفسية بين ابناء الجبل قد زالت».
 
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,488,413

عدد الزوار: 6,993,388

المتواجدون الآن: 79