الحوار الوطني اليمني: الجوع سلاح طهران في تجنيد الفقراء لصالح الأحزاب الموالية لها... وزير الداخلية الإيراني في الإمارات واتفاق على تشكيل لجنة لحل المشاكل بين البلدين...

مرجع شيعي عراقي: أبو بكر وعمر وعثمان زعماء الانقلاب على عليّ.......السيستاني قلق من تداعيات الأزمة السياسية وناشطو الأنبار يناشدون الشيعة عدم انتخاب ائتلاف المالكي.....20 سيارة مفخخة وهجمات أخرى توقع أكثر من 300 قتيل وجريح في العراق..عراق بلا علم ولا نشيد ولا عيد وطني

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 نيسان 2013 - 5:12 ص    عدد الزيارات 2171    القسم عربية

        


 

مرجع شيعي عراقي: أبو بكر وعمر وعثمان زعماء الانقلاب على عليّ
إيلاف..أسامة مهدي            
وصف أحد مراجع الشيعة الأربعة الكبار في العراق الخلفاء الراشدين الثلاثة الأوائل، أبا بكر وعمر وعثمان، بزعماء الانقلاب على الخليفة الرابع، عليّ بن أبي طالب، لأنهم حرموه من تولّي الخلافة بعد وفاة النبي محمد. وقال إن الشيعة ابتلوا بالبدع والضلالات والتجهيل والتخلف وتسطيح العقول وأصحاب الدعاوى الضالة الباطلة، حيث استخدم في الترويج لذلك المال والإعلام والمكر والأساليب الخادعة.
أسامة مهدي: قال المرجع الشيعي العراقي آية الله الشيخ محمد اليعقوبي في احتفال ديني أقيم في ميدنة النجف (160 كم جنوب بغداد) لمناسبة وفاة السيدة فاطمة، ابنة النبي محمد وزوجة الإمام عليّ، إنه يوجد في كل جيل من الأجيال من يحمل رسالة الإسلام المحمدي الأصيل، ويحميه من الشبهات والبدع والتحريف والضلالات والأهواء، وينقي الإسلام مما علق به من تلك البدع والشبهات "كما يفعل الحداد حين يصنع الحديد في النار، وينفخ فيها ليزيل عن الحديد الشوائب".
وأشار إلى أن الله لا يخلي الأرض من العلماء العاملين المخلصين الواعين، الذين يؤدّون هذه الأمانة الإلهية، فإنهم موجودون في كل جيل، فلا يقلق الناس من هذه الناحية، أو يبررون ضلالهم وانحرافهم وسوء اختيارهم لمسلكهم في الحياة بعدم وجود مثل هؤلاء العلماء.
البدعة في ثوب مقدس
وقال إن النبي محمد يوضح في أحاديثه أن المبطلين والمدعين والمنحرفين وأهل الأهواء وطلاب الدنيا من المتلبسين بالعناوين الدينية ومن ينخدع بهم من الجهلة والسذّج سوف لا يتوانون عن تحريف هذا الدين، وإدخال البدع والضلالات تحت أي عنوان، وقد تُعطى البدعة عنواناً دينيًا مقدسًا، ولا يتوقفون عن خداع الناس بمكرهم ودجلهم، وأنهم موجودون في كل جيل، ويعملون باستمرار، كما إن العلماء العاملين موجودون في كل جيل ويواجهونهم.
وذكر أن النبي يدعو الناس إلى الالتفات إلى هذا الصراع وهذه المواجهة، والالتفاف حول مثل هؤلاء العلماء، الذين وصفهم الحديث الشريف، وإلى اتّباعهم والالتزام بما يصدر منهم، وعدم الانخداع بمن يدّعون القداسة والقيمومة على الدين والمؤسسة الدينية ليطلبوا بها الدنيا، لأن عملية التأويل والتحريف وخداع الناس لا تكون إلا ممّن أعطى لنفسه عناوين دينية كبيرة، ووضعت له حاشيته والمستفيدون منه هالة مقدسة، وجعلوه صنمًا يعبد ويطاع من دون الله تعالى.
زعماء الانقلاب المحرّفون
وأضاف إن هناك "من خانوا الله ورسوله، وخانوا أماناتهم، بعدما ائتمنوا على كتاب الله جلّ وعلا، فحرّفوه وبدّلوه، فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله وملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة". وقال إن "هذه المواجهة موجودة في كل جيل، فقد بدأت بشكل علني، بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرة، وجسده الشريف لا يزال مسجّىً لم يدفن، حيث عمد زعماء الانقلاب إلى التأويل والتحريف والإدعاءات الباطلة، وكانت الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أول هؤلاء العدول، الذين يحملون هذا الدين، وينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين، وواجهتهم ودحضت إدعاءاتهم الخائبة، في كل الاتجاهات، التي غيّروا وبدّلوا فيها".
ونقل عنها قولها عدم تولية الإمام علي بن أبي طالب الخلافة الأولى بعد النبي محمد "كيف بكم وأنّى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، أمورُه ظاهرةٌ، وأحكامُه زاهرةٌ، وزواجرُه لائحةٌ، وأوامرُه واضحة، وقد خلّفتمُوهُ وراء ظهوركم، أرغبةً عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟".
ونسب المرجع اليعقوبي إلى السيدة فاطة قولها مخاطبة الخليفة الأول أبا بكر "يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي؟، لقد جئت شيئاً فريّاً، أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟. إذ يقول: [وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ] (النمل: 16)، وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريا، إذ قال: [فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً] (مريم: 5-6)، وقال: [وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ] (الأنفال:75). وقال: [يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ] (النساء:11).
وأوضح أن فاطمة بقولها هذا وتشخيصها لأسباب هذا الانحراف والتغيير في الدين والتخاذل والنكوص عن الحق ومساندة الباطل توضح كيف تعطى له الفرص ليستفحل ويتجذّر في المجتمع.. وتبيّن لهم العاقبة، قائلة "فنِعمَ الحكمُ الله والزعيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم إذ تندمون، و[لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ] (الأنعام:67) و[سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ] (هود : 39)".
ابتلوا بالبدع
وأضاف قائلًا "ابتلينا داخل إطار مدرسة أهل البيت (في إشارة إلى الشيعة) "بالبدع والضلالات والتجهيل والتخلف وتسطيح العقول، كما ابتلينا أيضًا بصناعة القيادات غير الصالحة وغير المؤهلة لهذه المواقع الشريفة وأصحاب الدعاوى الضالة الباطلة، واستخدم في الترويج لذلك المال والإعلام والمكر والأساليب الخادعة.
لكنه أشار إلى أن الفرصة الآن أوسع ما تكون في هذا الزمان لتصحيح هذا المسار "لسهولة الحصول على المعلومة وسهولة إيصالها إلى أي شخص أو جهة في أنحاء العالم، نتيجة التطور الهائل في تقنيات الاتصال، كما إن الحجة اليوم أكبر على الجميع للقيام بمسؤولياتهم في إيقاظ الآخرين وتوعيتهم وإرشادهم وهدايتهم، حيث لا يقتصر المدعوون اليوم على غير المسلمين لهدايتهم إلى الإسلام، ولا على غير أتباع أهل البيت (عليهم السلام) من المسلمين لهدايتهم إلى ولاية أهل البيت".
وشدد على أنه من الضروري "عدم الانخداع بمن يدّعون القداسة والقيمومة على الدين والمؤسسة الدينية، ليطلبوا بها الدنيا، لكون عملية التأويل والتحريف وخداع الناس لا تكون إلا ممن أعطى لنفسه عناوين دينية كبيرة"، لافتًا إلى أن "المستفيدين من هولاء يجعلون منهم هالة مقدسة، ويجعلونهم أصنامًا تعبد وتطاع دون الله".
ودعا إلى العمل على حماية المذهب الشيعي من الانحراف والبدع والضلالات والشبهات "ولا يقول أحدٌ: إن هذه وظيفة الحوزة العلمية ورجال الدين، فهذا تفكير غير صحيح، والفرصة متاحة للجميع لأن يكونوا من هؤلاء المدافعين عن الدين، ضمن الإطار الذي تضعه المرجعية الدينية الرشيدة.
 وكان المرجع اليعقوبي قد حذر في الرابع من الشهر الحالي من ظاهرة وجود وانتشار المزارات المنسوبة إلى أولاد الأئمة الشيعة الاثنا عشر والصالحين من دون التحقيق في صحة نسبتها إلى أصحابها، ودراسة حال الشخص الذي يُنسب إليه المزار".
كرامات مفتعلة لاستغلال السّذج
وقال، على هامش لقائه وفدًا من المديرية العامة للمزارات في ديوان الوقف الشيعي، إن كثيراً من هذه المراقد وهمية، صنعها بعض ذوي النفوس المريضة، الذين لا ورع لهم ولا دين، ليجمعوا بها الأموال من السذّج والجهلة ويروون لهم كرامات مفتعلة".
وأشار إلى "أن هذه الظاهرة ابتلي بها الشيعة، ليس في العراق فقط، بل في الدول الأخرى، التي لهم وجود فيها، لافتًا إلى أنه ثبت بالدليل القاطع أنها لا أصل لها، وإنما نسبت إلى الصالحين، لأغراض عديدة".
واعتبر أن أعداء أهل البيت (عليهم السلام) يشجّعون هذه الظاهرة، ويفرحون بها، لأنها تحقق مآربهم في تشتيت الشيعة، وتحويل أنظارهم إلى هذه المزارات الوهمية، بدلًا من التوجّه إلى المراقد المطهّرة للأئمة المعصومين (عليهم السلام)". وشدد على ضرورة "أن يتحمّل ديوان الوقف الشيعي مسؤوليته بمعاونة القوات الأمنية، مطالبًا بوقفة شجاعة وواعية لاجتثاث هذه الظاهرة، وإزالة هذه الأوكار للجهلة والحمقى والماكرين".
يذكر أن المرجع الشيعي الشيخ محمد اليعقوبي هو أحد المراجع الأربعة الكبار، الذين يتخذون من مدينة النجف مقرًا لهم، والمرشد الروحي لحزب الفضيلة الإسلامي، الممثل في الحكومة والبرلمان العراقيين حاليًا.. وهؤلاء المراجع هم، إضافة إلى اليعقوبي: آيات الله السيد علي السيستاني، ومحمد سعيد الحكيم، ومحمد بشير النجفي.
 
 
السيستاني قلق من تداعيات الأزمة السياسية وناشطو الأنبار يناشدون الشيعة عدم انتخاب ائتلاف المالكي
اثنين الدم في العراق: مئات الضحايا بانفجار 21 سيارة مفخخة قبيل الانتخابات المحلية
المستقبل..بغداد ـ علي البغدادي                      
استيقظت بغداد وست محافظات عراقية على أكثر من 21 تفجيراً بسيارات مفخخة أوقعت مئات القتلى والجرحى في انتكاسة أمنية ألقت بظلالها على العراقيين قبل أيام من موعد الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها يوم السبت المقبل 20 نيسان الجاري.
ومثلت تفجيرات الاثنين الدامي صدمة قوية لحكومة نوري المالكي والأجهزة الأمنية العراقية وأثبتت "هشاشة" الخطط الأمنية لحفظ الأمن خصوصاً مع اتساع قدرة الجماعات المسلحة على توجيه ضربات مؤثرة في أكثر من منطقة في وقت واحد، وتنوع أساليبها حيث اعتمدت أسلوب التفجير عن بعد بدلاً من التفجيرات الانتحارية.
فقد أفادت مصادر أمنية وطبية عراقية بأن ما لا يقل عن 236 عراقياً بينهم عناصر من الشرطة وموظفون حكوميون سقطوا بين قتيل وجريح في ما لا يقل عن 21 تفجيراً بسيارات مفخخة ضربت مناطق متفرقة من شمال ووسط وجنوب العراق أعنفها في بغداد وصلاح الدين.
ففي بغداد، قتل 21 عراقياً وأصيب 58 آخرون بتفجير نُفذ عن بعد، لست سيارات مفخخة في مناطق الكرادة والشرطة الخامسة والكمالية وأم المعالف.
وشهد شارع مطار بغداد قرب ساحة عباس بن فرناس (غرب بغداد) تفجيرين بسيارتين مفخختين أعلنت على إثرهما الهيئة السياسية للتيار الصدري (بزعامة السيد مقتدى الصدر) بأن التفجيرين استهدفا رئيس كتلة "الأحرار" التابعة للتيار الصدري، النائب بهاء الأعرجي، وأسفرا عن إصابة عدد من أفراد حمايته.
وفي صلاح الدين (شمال بغداد)، قتل أكثر من ستة عراقيين وأصيب 67 آخرون بتفجير ثلاث سيارات مفخخة في منطقة امام احمد وبراوسلي وسط قضاء طوزخورماتو (شرق تكريت)، كما أصيب 13 من عناصر الشرطة بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة وسقوط قذائف هاون على نقطة تفتيش في منطقة الرصاصي (شمال شرق سامراء)، في حين تعرض مقر ائتلاف "الجماهير العراقية" بزعامة المحافظ احمد عبد الله، وسط تكريت، إلى تفجيرين بسيارتين مفخختين من دون وقوع خسائر بشرية.
وفي كركوك (شمال شرق العراق) سقط ما لا يقل عن 27 شخصاً بين قتيل وجريح في أربعة تفجيرات بسيارات مفخخة عن بعد.
وفي بابل (جنوب بغداد) قتل أربعة عراقيين وأصيب 16 آخرون بتفجير سيارة مفخخة في حي المعلمين، وسط مدينة المسيب (شمال بابل). كما قتل شرطيان وأصيب سبعة مدنيين وشرطي بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من مطعم الجوادين على الخط الدولي في ناحية الشوملي (جنوب الحلة).
وفي ذي قار (جنوب العراق)، أفادت مصادر أمنية بأن 14 مدنياً على الأقل أصيبوا بجروح بانفجار سيارتين مفخختين استهدفتا الحي الصناعي وسوق الهرج وسط المدينة.
وفي محافظة ديالى (شمال شرق بغداد)، أصيب ثلاثة عراقيين بانفجار سيارة مفخخة قرب سوق شعبية في قضاء المقدادية (شمال شرق بعقوبة). كما قتل ضابط برتبة عقيد بانفجار عبوة لاصقة كانت مثبتة بسيارته في ناحية بهرز. وأصيب مدنيان بانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق في ناحية كنعان بالتزامن مع انفجار عبوة ناسفة أخرى بدورية للشرطة لدى مرورها في منطقة المفرق (غرب بعقوبة) أسفرت عن إصابة اثنين من عناصر الدورية.
وتتزامن تلك التفجيرات مع بدء العد التنازلي للانتخابات المحلية العراقية التي تتنافس فيها قوائم انتخابية متنوعة، في وقت ما زال العراق يعاني منذ الانتخابات البرلمانية الماضية في عام 2010 من أزمة سياسية تتمثل بالصراع بين إقليم كردستان وبغداد، وبين التحالف الشيعي وخصوصاً ائتلاف دولة القانون (بزعامة المالكي) والمكونات السنية، وحتى بين التحالف الشيعي نفسه متمثلاً بالصراع بين ائتلاف المالكي والتيار الصدري.
وأخفقت حتى الآن محاولات معالجة هذه المشاكل، وهو ما أثار قلق المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني على مستقبل العراق وانتقاده لأداء الكتل السياسية.
وأفاد رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر أن السيد السيستاني أبلغه بأنه "قلق أكثر من أي وقت مضى على العراق لما يجري في البلاد من أزمة سياسية، ويشاطرنا الرأي حول هذا الموضوع وعدم تعاون الأطراف السياسية في ما بينها"، داعياً "كل السياسيين العراقيين إلى أن يضعوا مصلحة الشعب العراقي قبل أي امتيازات".
كوبلر، وخلال مؤتمر صحافي عقده، ظهر أمس عقب لقاء جمعه بالمرجع الشيعي، قال تعليقاً على دعوات البعض إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، إن "الأمم المتحدة ليس لديها موقف خاص تجاه هذه الدعوات وهذا أمر مناط بالقيادات السياسية"، مضيفاً أن "ما نقوم به هو تشجيع تلك القيادات على الحوار حول الانتخابات المبكرة، ونحن مستعدون لمساعدتهم وذلك بعد أن يقرر القادة السياسيون بأنفسهم".
وبشأن دعوات البعض إلى تغييره لاتهامه بالانحياز، لفت كوبلر إلى أن "العراق بلد حر والجميع له الحرية في الدعوة الى استبدالي ونحن محايدون في المطالب السياسية للمتظاهرين ونقف على مسافة واحدة من جميع المكونات".
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر قد وصل صباح أمس الى النجف لبحث الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد والانتخابات المحلية مع المراجع الدينية في ثاني زيارة خلال ثلاثة أشهر.
وفي سياق موازٍ للأزمة الراهنة، طالب بيان لـ"مثقفي الأنبار"، شيوخ ومثقفي وعلماء الدين في بغداد والمحافظات الجنوبية عدم "إعادة إنتاج النظام الحالي مرة أخرى".
وقال تجمع مثقفي وأكاديمي الأنبار في رسالة حملت عنوان "النداء الأخير"، موجهة إلى أبناء وشيوخ العشائر والمثقفين وعلماء الدين في بغداد والمحافظات الجنوبية، إنه "بعد أن أثبتت الحكومة العراقية أنها لا تأبه لكل مطالباتنا التي دارت حول حقوق إنسانية ووطنية ودينية، نتوجه إليكم بنداء أخير آملين منكم تعاونكم معنا في سبيل خير العراقيين"، لافتاً الى أن "الحكومة التي انتخبتموها ووافقنا عليها حرمتنا من جميع حقوقنا ومارست ضدنا كل أشكال التعذيب والقسر والإنفراد بالسلطة، كما مارست ضدكم كل أشكال الفساد والانحياز والتكتل والتخريب".
ودعا مثقفو وأكاديميو الأنبار في رسالتهم الى شيعة العراق الى "عدم إعادة إنتاج النظام القائم نفسه"، محذرين من أن "ذلك الأمر إن حدث يجبرنا على اتخاذ خطوات وخيارات أخرى قد تجعلنا في أعينكم باعة للعراق ومفرقين لشمل أبنائه ومشتتين لجمعه"، موضحين أن "الانتخابات لمجالس المحافظات القادمة خير وسيلة وخير دليل لنا على من تنوون وضعه في أعلى هرم السلطة العراقية".
وشددوا على أن "انتخابكم للكتلة الحاكمة اليوم يعني أنكم تختارون الابتعاد عن أخوتكم وشركائكم تماماً وأنكم تجبروننا على خيارات لا نتمناها ولا نحبذها ولكن ما حيلة المضطر"، مؤكدين أن "وقوفكم معنا في الانتخابات المقبلة وأنتم تختارون من يوحد العراق ويؤمن مستقبله ويفرض دولة عادلة مؤسساتية هو وقوف مع العدل والحق".
 
20 سيارة مفخخة وهجمات أخرى توقع أكثر من 300 قتيل وجريح في العراق.. نجاة رئيس كتلة التيار الصدري في البرلمان من تفجير مزدوج قرب مطار بغداد

بغداد: «الشرق الأوسط» ..... قبل أيام من انتخابات مجالس المحافظات التي تجري في العراق السبت المقبل ضربت سلسلة هجمات، بينها عشرون سيارة مفخخة، مناطق مختلفة من البلاد أمس، موقعة 37 قتيلا على الأقل وأكثر من 270 جريحا. ووقعت التفجيرات المنسقة في ذروة الحركة الصباحية. وقال مسؤولون، إن «التفجيرات وقعت في مدن كركوك وطوز خرماتو وسامراء والحلة والناصرية جنوب بغداد وتكريت والموصل (شمال)»، فيما انفجرت ثلاث عبوات ناسفة في مدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
ووقعت 3 هجمات بسيارات مفخخة في قضاء في طوز خرماتو (175 كلم شمال بغداد) أدت إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 60 آخرين بجروح، حسبما أكدت مصادر أمنية وطبية. وفي الناصرية (305 كلم جنوب بغداد) أصيب 15 شخصا بجروح في انفجار سيارتين مفخختين، وفقا لمصادر أمنية وطبية. وقتل خمسة أشخاص بينهم شرطي وأصيب 26 آخرون في 4 اعتداءات بسيارات مفخخة في كركوك، المدينة المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي، حسبما أعلن مدير عام صحة كركوك الطبيب صديق عمر رسول. واستهدف أحد تفجيرات كركوك دورية تابعة لقوات البيشمركة الكردية جنوب المدينة.
وفي بغداد قتل 11 شخصا وأصيب 56 آخرون بجروح جراء انفجار 6 سيارات مفخخة وقع أحدها في المرآب الواقع في محيط مطار بغداد الدولي. وورد أن 6 سيارات مدنية و4 أخرى تابعة لشركات حماية خاصة احترقت إثر التفجير، في مرآب المطار. من جهتها، أعلنت الهيئة السياسية للتيار الصدري أن التفجير الذي وقع قرب ساحة عباس بن فرناس قرب المطار استهدف رئيس كتلة الأحرار التابعة للتيار بهاء الأعرجي، فيما لفتت إلى أن التفجير أسفر عن إصابة عدد من أفراد حماية النائب بجروح مختلفة. وجاء في بيان للهيئة، أن «رئيس كتلة الأحرار في مجلس النواب العراقي نجا اليوم من محاولة اغتيال بانفجار سيارتين مفخختين لدى مرور موكبه في شارع المطار بالقرب من ساحة عباس بن فرناس، مما أسفر عن إصابة أحد عناصر حمايته بجروح خطرة وإلحاق أضرار مادية بإحدى عجلات الموكب»، مؤكدا أن «الأعرجي لم يصب بأي أذى».
وقال رئيس سلطة الطيران المدني ناصر بندر، إن «المطار مفتوح وحركة الملاحة تسير بانسيابية، والمسافرون يدخلون ويخرجون من المطار بصورة اعتيادية» مشيرا إلى أن «التفجير وقع خارج المطار وتسبب بخسائر طفيفة». ووقعت التفجيرات الأخرى في سوق شعبية في منطقة أم المعالف (غرب بغداد) وسيارة أخرى في منطقة الشرطة الرابعة (غرب) فيما انفجرت سيارتان مفخختان أخرى قرب مسجد الإمام علي في منطقة العبيدي.
وفي تكريت (170 كلم) استهدفت سيارة مفخخة مقر ائتلاف الجماهير العراقية الذي يتزعمه محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله ما أسفر عن إصابة اثنين من حراس المقر، وأضرار بليغة في المنطقة السكينة المحيطة.
وورد أن المحافظ كان يحضر لاحتفالية يعلن خلالها تأسيس كيان سياسي جديد في المقر الذي دمر بشكل كامل. وفي سامراء 110 كلم شمال بغداد، انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري مستهدفة نقطة تفتيش للشرطة، مما أدى إلى إصابة 12 شرطيا بجروح، حسبما أفاد ضابط برتبة مقدم في الشرطة.
وفي ديالى (شمال شرق بغداد)، قتل العقيد في الشرطة حامد العتبي في انفجار عبوة لاصقة بسيارته الخاصة في بهرز الواقعة جنوب بعقوبة. كما أصيب 9 أشخاص بينهم 4 من الشرطة في انفجار عبوتين ناسفتين في حي المفرق وسط مركز المحافظة، بحسب مصدر أمني. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قال الملازم أول خالد الياسري من الجيش، إن «جنديا قتل وأصيب جندي وشرطي بجروح لدى محاولتهم تفكيك سيارة مفخخة عند ناحية تلعبطة» الواقعة على بعد 5 كيلومترات غرب الموصل. وأصيب اثنان من عناصر شرطة المرور إثر قيام دورية للجيش بقتل انتحاري يرتدي حزاما ناسفا في منطقة الشلالات، في شمال الموصل.
وفي محافظة بابل (100 جنوب بغداد)، أصيب 17 شخصا بجروح بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة في انفجار شاحنة صغيرة في قضاء المسيب، حسبما أفاد ضابط برتبة نقيب في الشرطة. وفي حادث منفصل، انفجرت سيارة مفخخة قرب مطعم في ناحية الشوملي إلى الجنوب من الحلة ما أسفر عن إصابة عشرة أشخاص اثنان منهما بحالة خطيرة. وتأتي الهجمات مع اقتراب موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات السبت المقبل. ولم تعلن أي جماعة عن مسؤوليتها عن التفجيرات على الفور. لكن تنظيم دولة العراق الإسلامية - الفرع العراقي لتنظيم القاعدة - يتبنى عادة التفجيرات التي تستهدف الأهداف الحكومية والمدنية بهدف زعزعة استقرار البلاد.
وكان 5 أشخاص قتلوا في محافظة الأنبار في 4 هجمات متفرقة استهدفت مساء أول من أمس قوات الأمن وموكب رئيس المجلس البلدي لقضاء الفلوجة الشيخ حميد أحمد العلواني، وهو مرشح للانتخابات مجالس المحافظات. وبحسب المقدم ياسر فواز فإن أحد حراس العلواني جرح لكن رئيس المجلس البلدي لم يصب بأذى.
 
برلمان كردستان ينتخب رئيسا لهيئة النزاهة.... أنهى جدلا استمر سنوات حول عدم وجود جهة رقابية

جريدة الشرق الاوسط.. أربيل: شيرزاد شيخاني .... انتخب البرلمان الكردي المحلي الدكتور أحمد أنور العضو السابق بمجلس النواب العراقي رئيسا لهيئة النزاهة الجديدة في كردستان بأغلبية 75 صوتا مقابل 6 أصوات لصالح منافسه سيروان عمر أمين. ويكون البرلمان بذلك قد وضع حدا للجدل الذي دار لسنوات طويلة حول عدم وجود جهة رقابية تعمل على تخفيف حدة الفساد المستشري في الإقليم منذ عام 2005 عندما انهالت مليارات الدولارات على كردستان ضمن حصتها البالغة 17% من موازنة الدولة الاتحادية العراقية.
وجرت يوم أمس عملية انتخاب رئيس أول هيئة للنزاهة بإقليم كردستان بحضور 104 أعضاء من أصل 111 عضوا يشكلون العدد الإجمالي لأعضاء البرلمان، وسبق رئيس البرلمان أرسلان بايز عملية الاقتراع بإلقاء كلمة قال فيها إنه «كانت هناك انتقادات كثيرة حول عدم إملاء الهيئات المستقلة المرتبطة بالبرلمان، ولذلك أدرجنا انتخاب رئيس هيئة النزاهة بجدول الأعمال، وفضلنا بالهيئة الرئاسية للبرلمان أن لا يكون المرشح من أي من الحزبين الحاكمين، وأن يكون مستقلا أو من حزب آخر، وقد أجرينا اتصالات بعدد من الشخصيات التي كانت مؤهلة للقيام بهذه المهمة، ولكن معظمهم رفض المنصب، غير عدد قليل منهم وافق على الترشح بعد المشاورات، ونعتقد بأن من يحتل الموقع حتى لو لم يحظ بالإجماع، فإنه أفضل من ترك المنصب شاغرا». ثم تلا رئيس اللجنة القانونية نص الكتاب الموجه من مجلس القضاء إلى رئاسة البرلمان حول ترشيح ثلاثة أسماء لشغل منصب رئيس هيئة النزاهة وانتخاب أحدهم وهم «سامح عثمان يونس وسيروان عمر أمين وأحمد أنور» وبدأت عملية الاقتراع السري داخل الجلسة وفاز الدكتور أحمد أنور بـ75 صوتا مقابل 6 أصوات لصالح منافسه المتبقي سيروان عمر أمين، و23 ورقة بيضاء. وهكذا أصبح الدكتور أحمد أنور رئيسا لهيئة النزاهة لدورة تستمر أربع سنوات.
 
العراق: الانتخابات العامة في خدمة السياسيين لا لبناء الدولة
الحياة...بغداد - بشرى المظفر
على رغم ما مر به رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي من أزمات مع خصومه السياسيين كادت تطيح بحكومته أكثر من مرة، إلا أن ذلك لم يمنعه من الحديث خلال الإعلان عن قائمة ائتلاف «دولة القانون» المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، عن أن ائتلافه «دولة القانون» سيحصل على غالبية سياسية تمكّنه من «تحريك المياه الراكدة».
ثقة المالكي بتماسك ائتلافه أخذته إلى أبعد من ذلك، ليؤكد أنه «لولا ائتلاف دولة القانون لانهار العراق»، وفق وصفه.
تصريحات لم تخل من رسائل عدة أراد المالكي إطلاقها، أهمها إصراره على الاحتفاظ برئاسة الحكومة للمرة الثالثة، على رغم تصويت البرلمان على مشروع قانون تحديد ولايات الرئاسات الثلاث بولايتين،والذي ينتظر قرار المحكمة الاتحادية بالطعن الذي قدمه أعضاء دولة القانون.
وكان المالكي قد نجح للمرة الثانية في إنقاذ حكومته من الانهيار بعد وصوله إلى تسوية لم تخل من تنازلات مع وزراء «القائمة العراقية» المنسحبين من الحكومة وأخرى مع وزراء التيار الصدري وفق شروط وضعها زعيم التيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، من دون إغفال الحديث عن تسوية أخرى مع الأكراد تتعلق بإقرار ملحق للموازنة يخصص أربعة بلايين دولار لشركات النفط العاملة في إقليم كردستان.
وعلى رغم أن بوادر الحلحلة التي ساهمت بإنقاذ حكومة المالكي جاءت بعد زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى بغداد، إلا أن ذلك لا يعني سحب الدعم الأميركي للمالكي، وفق عضو «ائتلاف دولة القانون» النائب سامي العسكري، الذي قال لـ «الحياة» إن «الولايات المتحدة حريصة على نجاح تجربة الديموقراطية في العراق»، وإن «الأميركيين مازالوا يجدون المالكي الزعيم الأكثر شعبية والأكثر قدرة على إدارة البلد».
إلا أن ذلك، وفق العسكري، لا يعني دعماً مطلقاً، لأنه «لو توافر بديل له قدرات وإمكانات أكثر سنجد الولايات المتحدة تتخلى عن المالكي، وهذا ليس سراً». واختتم العسكري الحديث بربط جميع هذه الاحتمالات بما ستفرزه نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة من نتائج.
إلا أن السؤال الأهم يتركز حول حجم التحديات التي يواجهها المالكي للحفاظ على رئاسة الحكومة على رغم اعتراض خصومه السياسيين، وحتى مع وجود بعض الأصوات الرافضة داخل الائتلاف الشيعي لتجديد ولايته مرة ثالثه.
وهناك من يطرح سؤالاً آخر عن آلية إيجاد بديل المالكي، وشخصية هذا البديل وسلوكه السياسي، وذلك لمنع تكرار إخفاقات الحكومة الحالية.
ويرى المحلل السياسي حسين العادلي أن «الحديث عن الخيارات البديلة لرئيس الحكومة نوري المالكي أمر من الصعب التكهن به، لأن الإشكالية لا تتعلق بشخص رئيس الحكومة بقدر ارتباطها بطريقة بناء الدولة التي ما زال الاختلاف قائماً حول مربع تأسيسها».
وحول طبيعة بناء الدولة، يقول العادلي لـ «الحياة» إن «صراع الهويات الطائفية ما زال محتدماً بين القوى السياسية وكل واحدة من هذه القوى تختزل توجهات عرق وطائفة». ويضيف «صراع القوى السياسية يخفي صراعاً بين القوميات والطوائف، وبالنتيجة كل قوة سياسية لها رؤية لحسم مشروع الدولة ضمن مصالحها، لذلك لا يمكن التكلم عن مواصفات رئيس الحكومة القادم من دون حسم مشروع الدولة المراد بعد 2003».
ويواجه المالكي اتهامات من خصومه السياسيين بإلغاء مبدأ الشراكة في الحكم والتفرد بالسلطة واستغلال موارد الدولة ومقدراتها للحصول على مكاسب سياسية.
يقول النائب المستقل القاضي وائل عبد اللطيف لـ «الحياة»، إن «المالكي يمتلك أذرعاً لا يمتلكها أي سياسي في العراق، كالقيادة العامة للقوات المسلحة، والسيطرة على الموازنة، وتأييد لا بأس به من العشائر والصحوات، فضلاً عن استحواذ وزراء حزبه على نصف الكابينة الحكومية، وهو ما يجعل حظوظه قائمة بنيل رئاسة الحكومة للمرة الثالثة».
ويتفق عبد اللطيف مع الآراء التي تتحدث عن خلل في نظام تأسيس الدولة، لأن «رجال السياسة من دون استثناء، مجندون لخدمة أحزابهم، ونتائج الانتخابات كانت دائماً بناء وتدعيماً لتلك الأحزاب على حساب الدولة، لذلك فإن الحل لمنع تكرار إخفاقات المرحلة الحالية هو إقرار نظام داخلي ملزم يصوت عليه مجلس الوزراء يتضمن وضع ضوابط واضحة ومعلنه للشعب، على أن تطبق جملة تلك الضوابط على التحالف الذي سيرشح رئيس الحكومة القادم للوصول إلى وزارات عراقية كفوءة غير مسيسة».
في جانب آخر، اعتبر النائب عن «التحالف الكردستاني» فرهاد الاتروشي، أن «هناك مؤشرات واضحة على رغبة المالكي بالحصول على ولاية ثالثة، وحتى رابعة، وذلك لأنه نجح في إضعاف خصومه السياسيين، وأصبحوا لا يستطيعون مقاومة ضغوطه». وحول سعي المالكي للحصول على دعم الأحزاب المشاركة في العملية السياسية للاحتفاظ برئاسة الحكومة، اعتبر الأتروشي في تصريح إلى «الحياة»، أن «جميع الأحزاب، وبالأخص الحزب الديموقراطي الكردستاني، لها تجربة مريرة مع رئيس الحكومة، لذلك من الصعب أن يحصل على الدعم من تلك الأحزاب مجدداً».
ويعتقد المحلل السياسي محمد عباس، أن الموازنات الداخلية لا تكفي وحدها لإنجاب رئيس حكومة بديل للمالكي، كما أنها لم تمكن المالكي نفسه من الفوز بولايتيه السابقتين».
ويضيف: «هناك عوامل إقليمية ودولية من غير المجدي إغفالها في اختيار الشخصية البديلة للمالكي، فهل يحظى الرئيس المقبل بتوافق أميركي–إيراني حول حكمه؟ وهل يمكنه في نطاق هذا التوافق الحصول على قبول عربي وتركي؟».
ويكمل «في جوهر السياسة الدولية الحديثة، لم يعد اختيار رئيس جديد حدثاً داخلياً في أي دولة، مع أن توازنات تلك الدولة ونتائج الانتخابات فيها تفرض نفسها في نهاية المطاف على ذلك الخيار، لكن القبول الإقليمي والدولي بات ملمحاً أساسياً في بلورة شخصية أي رئيس تنفيذي في العالم، وفي العراق، القضية أكثر تعقيداً بسبب حجم التداخل الإقليمي والدولي في الشأن العراقي».
بشكل أو بآخر، فإن بقاء رئيس الحكومة نوري المالكي لرئاسة ثالثة أو اختيار رئيس حكومة جديد وفق ما تفرزه نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، سيبقى مصدر مشكلة دائمة، وذلك في ظل غياب غالبية سياسية في البرلمان من شأنها فرز كتلة سياسية كبيرة مؤهلة لترشيح رئيس الحكومة.
 
عراق بلا علم ولا نشيد ولا عيد وطني
إيلاف..عبدالجبار العتابي      
مرّ أكثر من عقد من الزمان على سقوط نظام صدام حسين في العراق، وما زال البلد بلا علم ولا نشيد ولا يوم وطني، ما يزرع حسرة وخيبة أمل في نفوس عراقيين يتوقون إلى أن يتمتع بلدهم بالسيادة الحقيقية.
عبد الجبار العتابي من بغداد: أبدى عراقيون استياءهم من فقدان بلدهم، وبعد عشر سنوات من التغيير الذي أطاح بالنظام السابق، لا عيد وطنيًا يحتفلون به ولا نشيد وطنيًا ولا علم جديدًا يفخرون بهما. فما زال العراق بدون علم جديد بعدما اتفقت الأطراف على إجراء مسابقة لهذا الغرض، إلا أنها اصطدمت بخلافات الأطراف السياسية.
ولا يزال العراق بلا نشيد وطني، يعتمد على نشيد "موطني"، الذي تستخدمه السلطة الفلسطينية حاليًا، لأنه نشيد فلسطيني يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي. ولا يزال العراق بلا يوم وطني، شأنه شأن الدول الأخرى، لذلك يعيش على نماذج سابقة قديمة.
نواب وخيبة أمل
عبّر النائب جمال البطيخ عن خيبة أمله من هذه الحال، وقال: "عقد من الزمن مرّ على التغيير، كان العراقيون ينتظرون أن يتغير كل شيء في حياتهم نحو الأحسن، لكن الخيبة كانت بديلًا لهم في برلمان هزيل وحكومة محاصصة ضعيفة، أصابها الهزال من كثرة الصراعات السياسية والطائفية، فتوقفت الحياة العامة، وتوقف معها بناء الدولة والمجتمع.
وأوضح النائب عبد الرحمن اللويزي أن الدستور نصّ صراحة على وجوب تشريع قانون للنشيد الوطني، وقانون للعطل والأعياد الرسمية، وقانون للعلم العراقي، وكل هذه قوانين نصّ الدستور صراحة على وجوب تشريعها.
 أضاف: "طرح قانون العلم العراقي في الدورة البرلمانية الماضية، فحصلت مشاكل سياسية كبيرة بين الكتل عند مناقشة إقراره، وانتهت النقاشات إلى رفع النجوم الثلاث من النسخة القديمة، كما تمت قراءة قانون النشيد الوطني، وكان هناك أكثر من نص لشعراء عراقيين، أحدها للجواهري، وآخر للسياب، فواجه طرحه معارضة من الكرد، لأنهم أرادوا تضمين اللغة الكردية فيه، وتمت تسوية الخلاف بإضافة عبارة إلى النشيد، وكلا القانونين في مرحلة التشريع".
يريدوننا أن ننسى
وأشارت الإعلامية هبة العامري إلى أن السياسيين يسعون إلى أن يجعلوا الناس ينسون كل جميل. وقالت: "جعلونا ننسى أنفسنا، ويريدوننا أن ننسى أصلنا في النشيد والعلم واليوم الوطني، وأنا أتمنى في كل لحظة أن أسمع النشيد الوطني العراقي، الذي يعلمنا حب الوطن، للأسف لم أسمع أي طفل من أطفالنا يقول في يوم الخميس، حيث رفع العلم في المدارس، أنشدنا النشيد الوطني أو وقفنا أجلالًا للعلم، كما كنا نقف".
أضافت: "أنا أحبّ بلدي بالرغم من المصاعب التي عشتها هنا، لكن المشكلة في السياسيين، الذين أنسونا كل وطني جميل". كريم حسن موظف حكومي رأى أن العلم والنشيد والعيد الوطني من أبرز الدلالات على السيادة الوطنية واحترام الشعب لنفسه وفرضه هذا الاحترام على الآخرين، "ومن يعرقل إقرارهما يحاول إفشال العملية السياسية، وهناك من يقول ربما ليسا مهمين الآن، على العكس ففيهما تجديد للروح الوطنية ولمشاعر الناس وللجمال أيضًا، فما أحلى أن يرفرف علم عراقي، ليست فيه رائحة للبعثيين، وما أحلى أن نسمع نشيدًا يتغنى بالعراق والجمال والمحبة، وما أحلى أن نحتفل بيوم وطني لا أثر فيه للدماء". وختم: "هناك سياسيون يريدون إبقاء العراق على قديمه، ويكرهون العراق الجديد".
لا وجود لقيادة
قالت الدكتورة سناء إطيمش، رئيس اللجنة العلمية في مديرية الإعداد والتدريب في وزارة التربية: "العلم يعني قيادة دولة وكيان، والنشيد الوطني يمثل الشعب، فكيف تريد علمًا ونشيدًا، ولا توجد قيادة، فقانون الدولة غير موجود إلى الآن، وما زلنا نعمل على قوانين النظام السابق، لذلك أعتقد أن عدم وجود علم ونشيد سببه عدم وجود قيادة".
وأوضحت: "هنا، القياديون لا نعرف خلفياتهم ومصالحهم، ولا من يحبون من يكرهون، فهل هم محل ثقة ؟". أضافت: "هذا هو السبب، لو كان هناك قيادي يتحلى بصفات القيادة، لكان العراق بخير، فكل الساسة ورجال الدين في العراق جلسوا على كراسيهم من دون تأهيل، وهذه هي النتيجة، وهذا الموضوع ليس عشوائيًا، بل مخطط له منذ زمن بعيد لإضعاف العراق".
مفهوم حداثوي للوطن
من جانبه، تساءل الشاعر ياس السعيدي بمرارة إن كان السياسيون يعرفون لمن نشيد وطنهم الحالي. قال: "هذه المسألة لا تهم غير الوطنيين، وأنا أعني بالوطني هنا من يشعر بأن له وطنًا يخاف على سمعته، ويفرح حين يسمع نشيده الوطني أو يرى رايته الجديدة، وأنا هنا لا أتهم سياسيينا بعدم الوطنية، لكن المشكلة أن مفهومنا للوطن قاصر، حيث إننا نظنه بشرًا وترابًا وماءً وأجواء. أما هم بفهمهم الحداثوي للوطن فقد تجاوزوا نظرتنا الشاسعة للوطن، وبدلًا من عدد البشر أصبح الوطن لديهم عددًا من الأوراق النقدية، وحلت مساحة الجيب الداخلي للثياب محل مساحة التراب، لأنها تحفظ ما يسرقون من أموال الأولاد اليتامى والأمهات الثكالى".
تابع: "كان الأولى أن نسأل أنفسنا هل يعرف السياسيون أن نشيد وطنهم ليس عراقيًا، فهم لا يعرفون جنسية كاتب أو ملحن نشيدنا الوطني. أما عن العلم فلا داعي لذلك، لأننا اعتذرنا من فدائيي صدام، وعلينا أن نعتذر من نجومه التي أسقطناها من العلم، أو حتى أن نضيف إلى ألوان العلم ذات الذاكرة الدموية شاربين يمثلان فتوة قتلتنا، ونسحق بهذا أنين الامهات وعظام الذين خسروا حياتهم في مقابر جماعية، مهّدت لوصول من يسحق أحلامًا ماتوا من أجل تحقيقها.
السيادة الحقيقية
إنها عشرة أعوام من الانتظار المر، ومن الصراعات السياسية والطائفية والعرقية والمذهبية، من دون أن يعرف العراق أي رجل سياسي يعي مصلحة هذا البلد، الذي دكته الازمات. هكذا يعبّر الكاتب نهار حسب الله عن حسرته، "وقبل الحديث عن العلم العراقي والنشيد الوطني الرسمي والعيد الوطني، أعتقد أن السيادة الحقيقية لا يعبّر عنها علم، أو نشيد أو عيد وطني، فحدودنا مخترقة واقتصادنا ينهار"، على حد قوله.
أضاف: "العلم يعبّر عن سيادة أي دولة لكنه لا يتجاوز حدود السيادة الشكلية، واليوم نحن بحاجة إلى أعلامنا العراقية والخبرات الوطنية بمختلف الاختصاصات، التي غادرت العراق بسبب التهجير القسري والتهديد والخوف، فهي تمثل سيادة هذا البلد، فضلًا عن كونها اليد البيضاء التي تعيد بناء الوطن على أنقاض واقعه المحطم".
وتابع: "من حق الشعب أن يحتفل عيد وطني يمثل الدولة، لكن ليس في مثل هذه الأوضاع، لأننا نعيش أيامًا تتطلب منا أن نعمل جاهدين للنهوض من سباتنا، علنّا نزرع بستان ورود يحتفي به أنباء المستقبل، ومن حقنا أن نفكر في نشيد وطني يمثلنا كعراقيين، لكن علينا أن نعالج آذاننا من أصوات الانفجارات، وأن ننسى معزوفات الموت، وعويل الأرامل واليتامى".
الدولة لم تتبلور بعد
وأشار الأديب جمال جاسم أمين إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في الهوية المؤجّلة للبلد. قال: "عشرة أعوام بعمر الزمن العراقي المهدور أبدًا، زمن بلا إنجاز بسبب مضادات الإنجاز، فليست المشكلة بالعلم والنشيد، بل المشكلة الحقيقية في الهوية، التي ينبغي أن تحدد ملامح هذا العلم ومضمون النشيد".
أضاف: "الدولة العراقية لم تتبلور بعد، وما عندنا هو ترادف حكومات وسلطة تخلف سلطة بلا مؤسسات ثابتة، لأن عقل المؤسسة لم ينضج عندنا بعد، والسؤال المهم هو سؤال الهوية المؤجّلة والمختلف عليها في بلد مر على وجوده أكثر من خمسمائة سنة، كانت فيه الأعلام تتغير بتغير الحكومات، وكان كل نشيد مديح لكيان مرتبط بسلطة، فإذا انزاحت هذه السلطة انزاحت ادبياتها وعلمها ونشيدها".
إشكالات الكتل السياسية
من جانبه، شرح علي الشلاه، رئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي، سبب غياب علم ونشيد ويوم وطني جدد، "فبالنسبة إلى العلم هناك مشكلة سببها لجنة الثقافة والإعلام السابقة، إذ تشكلت لجنة ووصلت إلى نماذج عدة، الأول نموذج عبد الكريم قاسم، في حينها رفضته جبهة التوافق، ولم يطرح للتصويت، ونحن في اللجنة الحالية، وبعد أن يمر النشيد الوطني لدينا رؤية لإتمام موضوع العلم، فإذا مر نص الجواهري مثلًا أعتقد أنه من المناسب أن يكون النشيد متلائمًا مع العلم في الرمز، يعني مثلًا (سلام على النخل ذي السعفات الطوال)، فمن الممكن أن نستعين بالنخلة في هذه الحالة كرمز من رموز العراق، والشيء نفسه ينطبق على الشعار، نحن ننتظر أن يمر قانون النشيد حتى نشتغل بعده بسرعة".
أضاف: "جرت مسابقة في الدورة السابقة، ووصلت إلى أربعة نماذج، لكن من الأربعة كان الرأي الأول لعلم عبد الكريم قاسم، علم أول جمهورية في العام 1958، وحتى الآن لم يطرح موضوع العلم، فهناك من يقول لدينا علم، وهو ليس علم صدام نفسه، ولذلك لا ينبغي أن نتعجل في هذا الموضوع، ويجب أن نكون في ظرف أهدأ، لكي نطرح فكرة العلم، لكن لا بد من تغيير النشيد، لأن الحالي نشيد فلسطيني تستخدمه السلطة الفلسطينية حاليًا".
 لا يثير الحساسية
وكشف الشلاه أن هناك رأيًا حول إضافة عبارات من اللغات المختلفة التي تتكلم بها المكونات العراقية إلى النشيد الوطني، "وأنا مع هذا، ولا بد أن نأخذ النظرة الإيجابية للموضوع، وأرتأي أن يقف كل عراقي ويقول بلغته في نهاية النشيد (عاش العراق)، وهذا أمر إيجابي، خصوصًا أن الأمر ليس كلمة معقدة (عراق.. عراق) تضاف إليها كلمة عاش بالكردي أو التركماني، يقولها كل عراقي بلغته بكل حماسة".
وتابع: "موضع اليوم الوطني مشكلة هو أيضًا، فهناك من يريد أن يكون يوم 14 تموز (يوليو)، وهو يوم إسقاط الملكية في العراق في العام 1958، وهناك من يريد 9 نيسان (أبريل) يوم سقوط النظام السابق في العام 2003، وهم قلة، وهناك من يريده يوم دخول العراق عصبة الأمم المتحدة، أي يوم 21 تشرين الثاني (نوفمبر)، وهذا الأخير يبدو أنه الرأي العقلاني للكثيرين، لأنهم يعتقدون أن هذا لا يثير أية حساسية، ولا يذكر بأية مشكلة، والمهم أننا في اللجنة منفتحون على كل الآراء، وسنترك الخيارات لمجلس النواب وأي خيار سيمر سيعتمد".
 
الحوار الوطني اليمني: الجوع سلاح طهران في تجنيد الفقراء لصالح الأحزاب الموالية لها... المشاركون فيه كشفوا حقيقة تحركات إيرانية للسيطرة على مضيق باب المندب

جريدة الشرق الاوسط... صنعاء: أسماء الغابري ....
كشف مشاركون في الحوار الوطني اليمني حقيقة وجود تحركات إيرانية للسيطرة على مضيق باب المندب في البحر الأحمر عبر التدخل في الشؤون اليمنية الداخلية، وتحديدا في الأراضي الجنوبية من اليمن، فضلا عن الوجود الإيراني المثبت قبالة المضيق في القارة الأفريقية.
وأكدت مصادر متطابقة لـ«الشرق الأوسط» من المشاركين في الحوار الوطني ضرورة وضع حد لتجاوزات بعض القوى السياسية والجماعات المسلحة التي تعمل منذ فترة على استثمار سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد لتجنيد الفقراء والزج بهم في لعبة الصراع على السلطة.
وأوضح الدكتور حمود العباد، وزير الأوقاف والإرشاد في اليمن لـ«الشرق الأوسط»، أن مؤتمر الحوار الوطني بقدر أهميته في قضية الاستقرار والمشاركة السياسية في بناء الإنسان وقضية أفق مستقبلية، يروم تأسيس حكم رشيد وتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع الأطراف في اليمن بشماله وجنوبه.
* تهديد الأمن الإقليمي
* وذهب العباد إلى القول، إن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك، مشددا على وجود تهديد حقيقي للأمن في مياه البحر الأحمر، والخليج العربي، وخليج عدن، وبحر العرب، وهو ما يعني في الوقت نفسه تهديد أمن التجارة الدولية في المنطقة التي تمثل أهمية جغرافية وسياسية ليس فقط لليمن ولكن للمنطقة بشكل عام، بما في ذلك السعودية ودول الخليج.
وبين العباد أن عدم الاستقرار في اليمن يقود إلى عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها، مشددا على ضرورة دعم الحوار الوطني في اليمن، باعتباره دعما لحالة الاستقرار في هذه المنطقة. وأشار العباد إلى وجود احتقانات سياسية أفرزتها الصراعات المتعددة التي على الأمة احتواؤها حتى لا تقوم قوى بهدم طموحات الشباب الذين قاموا بالثورة من أجل التغيير والإصلاح، وفرض مشروعات خطيرة أقلها التجزئة.
وبشأن تطورات الحوار الوطني اليمني، أوضح الدكتور عادل الشجاع المحلل السياسي والمراقب في مؤتمر الحوار الوطني لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوار ما زال في أيامه الأولى، ولا يمكن التنبؤ بمخرجاته في الوقت الراهن على اعتبار أن المحاورين ما زالوا يتحلون بالروح الثورية، وهو ما بدا واضحا في خطاباتهم التي حملت الكثير من التنفيس، معتقدا بحكم دوره كمراقب في الحوار الوطني أن فترة ستة أشهر كافية لترويض النفوس، وتلاقح الأفكار لخلق حوارات جانبية قد تؤدي بعد ذلك إلى خلق تحالفات جديدة تؤدي في نهاية المطاف إلى خلق توافق إزاء كثير من القضايا.
ولفت الشجاع إلى أن اللائحة الداخلية لمؤتمر الحوار الوطني تجعل التصويت صعبا للغاية، فهي لا تمكن أي طرف من الأطراف أن يحسم التصويت في القضية التي يريدها، متوقعا أن تكون التحالفات القادمة سيدة الموقف.
* استبعاد الانفصال
* واستبعد الشجاع انفصال الجنوب لعدة أسباب منها أن المجتمع الدولي والإقليمي ضد الانفصال، وأن المبادرة الخليجية نصت على الاتفاق والحوار تحت راية الوحدة الوطنية، مبينا عدم وجود رغبة دولية أو إقليمية في الانفصال لما سيحدثه من حدود ملتهبة سيستفيد منه تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة والإرهابية، والتي ليست في مصلحة أحد، خصوصا أن اليمن تشرف على مضيق باب المندب الاستراتيجي.
ولفت الشجاع إلى أنه لا يوجد من يدعم توجه الانفصال، إضافة إلى أن هذا المطلب ليس مطلبا شعبيا، مشيرا إلى أن هذا المطلب صادر عن فصيل من فصائل الحراك، الذي خسر السلطة عام 1994، وأراد الانتقام في الوقت الراهن لخروجه من السلطة من خلال رفع سقف المطالب المتمثلة في الانفصال بهدف خلق مفاوضات تساعد أحد الطرفين لأن يصل إلى الكثير من المطالب التي يبتغيها.
وبين الشجاع أن هذا الفصيل الذي يقوده علي سالم البيض يدرك تماما أن الانفصال من المستحيلات على أقل تقدير في المدى المنظور، ولكن هذا الفصيل يستمد قوته من دعم إقليمي يتجسد في إيران.
وأوضح أن اليمن تواجه تدخلات خارجية ضارية، وهناك الكثير من الدول أعطيت حصة من الشأن اليمني. فالدستور اليمني أوكل ملفه لفرنسا، وروسيا أوكل إليها ملف الحوار الوطني، ودول الخليج أوكل إليها الملف الاقتصادي، بينما أوكل ملف الجيش والأمن إلى أميركا والاتحاد الأوروبي.
ويرى أن المواجهة في المياه الإقليمية تجعل التدخل كبيرا في اليمن على اعتبار أن اليمن تشرف على مضيق باب المندب وهو البديل المناسب للسعودية في حال أغلقت إيران مضيق هرمز.
وبين الشجاع أن إيران تدرك أن قوتها تكمن في تحالفاتها الخارجية، وهذا ما يؤكد وجودها بقوة في سوريا وجنوب لبنان وشمال اليمن، وأخيرا استطاعت أن تحتوي علي سالم البيض، وتدير الحراك في الجنوب، إضافة إلى أن إيران تدرك أن الطاقة المتمثلة في النفط بالنسبة للسعودية ودول الخليج تمر عبر مضيق هرمز، وتدرك أيضا أن السعودية تنبهت إلى أن مضيق هرمز ممكن أن يغلق في أي لحظة، مما شجع إيران على أن تقطع الطريق على السعودية من خلال اليمن ومضيق باب المندب قبل أن تصل السعودية، وبالتالي سعت لتشكيل تحالفاتها مع الكثير من القوى ابتداء من الحوثيين في شمال الشمال، انتهاء بالبيض.
هيكلة دون قاعدة ووصف الشجاع قرارات الرئيس اليمني الأخيرة الخاصة بهيكلة القوات المسلحة بالجيدة، وأنها جاءت تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية التي تتعلق بهيكلة الجيش، ولكنها لا تعتمد على قاعدة صلبة، فهي قرارات من مخرجات المبادرة ولكنها سابقة لمؤتمر الحوار، وقد تبدو في ظاهرها جيدة في الوقت الراهن إلا أن هناك تخوفا من تحولها للإطار السلبي في المستقبل القريب على اعتبار ما سيحدث من خلخلة لمؤسسة الجيش في الوقت الراهن.
وبين الشجاع أن اليمن لا تمتلك عناصر القوة فقط من خلال المراكز الدعوية والمراكز القبلية ولكن الميليشيات القبلية اليمنية أقوى من الجيش إلى حد كبير، وعبر عن خشيته من أن تساعد هذه القرارات الميليشيات الأخرى والقوات غير النظامية على الاستفراد بالمشهد وقد تقفز إلى رأس السلطة.
* تدهور أمني واقتصادي
* وفي سياق متصل، أكدت مصادر أمنية واقتصادية متطابقة في صنعاء أهمية الحوار الوطني، لكنها ذهبت في الوقت نفسه إلى القول، إن التدهور الاقتصادي في اليمن يعمق حالة الوهن الذي يمكن أن تعانيه الدولة، فضلا عن أنه مدعاة لزيادة تعقيد الأزمة السياسية التي طال أمدها.
وتذهب المصادر الأمنية والاقتصادية إلى أن اليمن بوضعه الحالي يختبر قدرة الفقراء الذين يمثلون 81 في المائة من السكان على الصمود، فضلا على أنه بحاجة إلى انتشار الحكمة وأعمال العقل، فيما تبلغ نسبة الأمية بين السكان نسبة 49 في المائة.
وأكد الدكتور طه الفسيل، مستشار وزير التجارة والصناعة في اليمن لـ«الشرق الأوسط» أن الأوضاع الاقتصادية التي تزداد تدهورا يوما بعد آخر، أدت إلى انتشار نوع من الاستغلال السياسي لهذا الوضع، معتبرا سوء الحالة المعيشية مدعاة لتنامي الاستقطاب السياسي عبر الإغراءات المادية، وهو ما يراه أمرا في منتهى الخطورة على مستقبل البلاد.
وأوضح الفسيل أن المسيرات والتجمعات الاستعراضية التي مارستها أحزاب وقوى سياسية من بينها جماعة الحوثيين بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف منذ شهرين، تم جمع الناس لها باستغلال حاجة الفقراء للمال.
وركز الفسيل على أن الجميع في اليمن يعرف حجم أتباع الحركة الحوثية، ويدرك تماما أن المسيرة الأخيرة التي نظمتها هذه الحركة لا يمكن أن تمثل الفكر السياسي لها، مشيرا إلى أن المال وحده هو من رفع عدد التابعين للحركة الحوثية في مسيرة ذكرى المولد النبوي الشهر الماضي.
وشدد على القول، إن المشكلة التي تضع اليمن في دائرة مغلقة تتمثل ببساطة في اهتمام القوى السياسية بالتسويات المتعلقة بأمور تتعلق بالجانب السياسي نتيجة السباق المحموم على احتلال مراكز مهمة لتحسين قوة كل فريق، دون النظر إلى الحالة الاقتصادية المتردية.
وتنبأ الفسيل بفشل الإصلاح السياسي جراء المنهج الخاطئ الذي تسير عليه مختلف القوى السياسية، في إشارة منه إلى أن الإصلاح السياسي لا يمكن له التقدم دون أن يتم بالتوازي مع إصلاحات اقتصادية. واعتبر الإصلاح الاقتصادي شرطا أساسيا لتحسن الوضع السياسي من ناحية والوضع الأمني من ناحية أخرى.
وفيما لم ينكر الفسيل تحقيق الحكومة بعض النجاح في القطاعات الخدماتية، خصوصا في ما يتعلق بالكهرباء، قال إن الوضع الاقتصادي في اليمن لا يمكن له أن يتحسن ما لم يحصل على الدعم القوي والعاجل في الوقت نفسه.
* الحلول ناقصة
* ويرى الفسيل أن الدعوات المتنامية للانفصال وغيرها من المشكلات السياسية لا يمكن لها أن تحل سياسيا، وأن الحلول السياسية يجب أن تتم بالتوازي مع حلول اقتصادية، مركزا على أن تحسين المناخ الاقتصادي سيؤدي تلقائيا إلى إيجاد وظائف للعاطلين، وتنام ملحوظ لحركة الاستثمار المحلية والأجنبية، ومن ثم تحسن الوضع المعيشي الذي يؤثر في تحجيم الاستقطاب السياسي الذي يستدرج البسطاء لرفع شعارات تخدم كل من له أجندة مبنية على أطماع سياسية بحتة.
وبحسب دراسة أعدها الدكتور حسين مثنى العاقل عن الحياة اليمنية وشملت مختلف مناحي الحياة، بلغت نسبة الفقر في اليمن 81 في المائة من إجمالي السكان، وقالت الدراسة إن واقع الأحوال الاجتماعية للسكان في اليمن يزداد سوءا وتخلفا وفقرا وبطالة سنة بعد أخرى، وإن نسبة الأمية في المجتمع اليمني عامة بلغت 49 في المائة، وفي مجتمع نساء اليمن خاصة 71 في المائة.
 
مصادر رئاسية: نجل صالح ينتظر تعافي هادي لتأدية اليمين الدستورية.... مقترحات بنقل جلسات حوار القضية الجنوبية إلى جزيرة سقطرة

جريدة الشرق الاوسط.... صنعاء: حمدان الرحبي .... علمت «الشرق الأوسط» من مصادر رئاسية يمنية أن أحمد علي عبد الله صالح، النجل الأكبر للرئيس السابق ينتظر أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد تعيينه سفيرا لليمن لدى الإمارات، وإقالته من قيادة قوات الحرس الجمهوري (المنحل)، فيما سلم اللواء علي محسن الأحمر الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية المنحلة، إلى لجنة عسكرية أمس.
وكان نجل صالح تغيب السبت الماضي عن مراسم تسليم معسكر 48، مقر قيادة قوات الحرس الجمهوري، لقوات الاحتياط المنشأة حديثا. فيما من المتوقع أن يؤدي العميد أحمد علي عبد الله صالح المعروف عنه إدارته لشركات ومؤسسات تجارية وإعلامية كبرى، اليمين الدستورية، أمام الرئيس هادي خلال الأيام المقبلة، فيما كانت مواقع إخبارية تابعة للواء علي محسن الأحمر، وهو الخصم الأبرز لصالح ونجله، تتداول أخبارا عن تأديته لليمين الدستورية كمستشار عسكري لهادي، رغم أن الدستور لا ينص على تأدية اليمين الدستورية للمستشارين لكن مراقبين اعتبروا ذلك من باب الرمزية فقط. وسلم الأحمر أمس معسكرات الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية المنحلة، لقيادة المنطقتين العسكريتين الخامسة والسادسة، بحضور وزير الدفاع اللواء ركن محمد ناصر أحمد الذي أكد «إن القوات المسلحة تعيش زخم القرارات الرئاسية للانتقال إلى الهيكل الجديد الذي يواكب تطلعات وطموحات الشعب في بناء وتنظيم قوات مسلحة وطنية محترفة»، بحسب وكالة الأنباء الحكومية.
وكشفت المصادر الرئاسية أن نجل صالح الذي يطالب مؤيدوه بأن يكون مرشح حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه والده، في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2014، ينتظر تعافي الرئيس هادي من وعكة بسيطة، أوقفت لقاءاته وأنشطته الرسمية خلال الأيام الماضية. وأكدت أن «الرئيس هادي تماثل للشفاء وسيقوم خلال الأيام المقبلة بممارسه مهامه الرسمية».
واختير هادي الذي ينحدر من محافظة أبين الجنوبية رئيسا انتقاليا للبلاد، في انتخابات توافقية من مرشح واحد في 21 فبراير (شباط) 2012، بموجب اتفاق نقل السلطة بين أحزاب اللقاء المشترك وشركائه، وحزب الرئيس السابق المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، برعاية خليجية ودولية، وهو ما جنب البلاد الدخول في حرب أهلية.
من جانب آخر، ذكرت مصادر مطلعة أن نجل صالح بدأ منذ إقالته بالتعرف على المهام والبروتوكولات الدبلوماسية، ودراسة وضع السفارة اليمنية في أبوظبي، ووضع الجالية اليمنية هناك، تمهيدا لممارسه عمله. ونفت المصادر وجود أي اعتراض من نجل صالح أو غيره على قرارات الرئيس هادي التي أطاحت برموز وقيادات عسكرية ظلت طوال سنوات طويلة تسيطر على مفاصل الجيش أثناء حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وعلى صعيد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي تتواصل جلساته حتى أغسطس (آب) المقبل، كشفت نائب رئيس فريق القضية الجنوبية، بلقيس اللهبي، عن مقترح تقدمت به لعقد جلسات الفريق في جزيرة سقطرة التي تقع على البحر العربي، جنوبا والتابعة إداريا لمحافظة حضرموت، وقالت اللهبي لـ«الشرق الأوسط»: «الفريق يحتاج إلى الابتعاد عن ضغوطات المركز، وأن يشعر كل الأعضاء أنهم في فريق واحد بعيدا عن المكونات التي ينتمون إليها، يجب أن يكونوا على وعي كامل بأهمية التخلص من أي ضغوطات قد تؤثر عليهم داخل الجلسات».
وأضافت اللهبي: «إن الفريق زكى سبعة أشخاص من بين 40 عضوا يمثلون قوام الفريق، لوضع الخطط والبرامج والمقترحات لعمل الفريق خلال الشهرين المقبلين».
وتوصف القضية الجنوبية بأنها كانت نتاج تراكمات سلبية للنظام الحاكم لأكثر من 23 سنة، هي عمر الوحدة اليمنية، وتعتبر من أهم وأعقد القضايا الهامة والحساسة في مؤتمر الحوار، التي ترتبط بجميع القضايا الثماني التي تم وضعها على طاولة الحوار الوطني.
وأكدت اللهبي: «هناك مقترحات بنقل جلسات الفريق في منطقة آمنة غير العاصمة صنعاء، لكن ذلك لم يقر حتى الآن وإنما مقترحات تناقش داخل الفريق». وحول ما تردد عن ترتيبات لنقل جلسات الفريق للخارج، أوضحت اللهبي أن «ذلك مرتبط بما سيقرره الفريق، وإمكانية تحمل مؤتمر الحوار لنفقات ذلك»، مشيرة إلى أن «الفريق سينزل إلى الميدان لتقصي الحقائق والمظالم من جميع الأطراف المرتبطة بهذه القضية خاصة الضحايا، بما يحقق مصلحة القضية الجنوبية، وإنصافها، وإعادة الحقوق إلى أصحابها بطريقة مرضية للجميع».
 
وزير الداخلية الإيراني في الإمارات واتفاق على تشكيل لجنة لحل المشاكل بين البلدين... بحث التعاون الأمني ومكافحة التهريب.. وطهران: لا أساس للقلق من تأثر مفاعل بوشهر بالزلزال

جريدة الشرق الاوسط... دبي: محمد نصار ... في زيارة حظيت باهتمام إعلامي واسع لجهة توقيتها، التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس الإماراتي رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس مصطفى نجار وزير الداخلية الإيراني والوفد المرافق، فيما تكتسب هذه الزيارة أهمية استثنائية على اعتبار أنها تأتي وسط توتر إيراني خليجي قديم جديد، وبعد أيام من الزلزال الذي أصاب منطقة بوشهر في إيران وشعر به سكان دول خليجية، الأمر الذي دفع دول الخليج للطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال فريق فني متخصص لمعاينة المفاعل النووي الإيراني في بوشهر، في حين ذكرت مصادر إيرانية أن الصعوبات التي يعانيها التجار الإيرانيون في دبي بسبب العقوبات كانت السبب الرئيسي للزيارة.
وتبادل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والوزير الإيراني الحديث حول عدد من المواضيع المتصلة بعلاقات البلدين والوضع في المنطقة وسبل تعزيز أسس الأمن والاستقرار فيها، ذلك بحسب بيان مقتضب نشرته وكالة الأنباء الإماراتية، إلا أن وزر الداخلة الإيراني مصطف محمد نجار قال: إن إخراج الإيرانيين من دبي لس له تبعات اجتماعة جدة عل العلاقات بن البلدن، مؤكدا «أن الأعداء لا ردون أن تكون هناك علاقات جدة بن دول المنطقة»، واصفا لقاءه بالشيخ محمد بن راشد بـ«الجد» وأعرب عن أمله أن تطور التعاون بن البلدن في مختلف المجالات. وتلتزم الإمارات العربية المتحدة بالعقوبات الدولية المفروضة على إيران والتي تتضمن قيودا على التحويلات المالية للإيرانيين إلى كل أنحاء العالم علما بأن ذلك يشمل عدة جنسيات لدول تخضع لعقوبات دولية، وتقول مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن التجار الإيرانيين يعانون أيما معاناة في تسيير تجارتهم للحد الذي يدفع عشرات منهم لإعلان إفلاسهم سنويا، في وقت لا يستطيع الإيراني أن يحول أي مبلغ مالي إلى إيران أو غيرها من دول العالم. يأتي ذلك في وقت تخضع فيه البضائع المتجهة عبر دبي إلى إيران لرقابة مشددة. ولعل كل ما تفعله دولة الإمارات العربية المتحدة هو الالتزام بالعقوبات الأممية على إيران مع مراعاة بعض الجوانب الإنسانية، لكن لا يخفى على أحد أن التزام الإمارات التي لطالما اعتبرت إيران أهم شركائها التجاريين، بتطبيق العقوبات الدولية شكل عامل ضغط إضافيا ومهما في مضاعفة التأثير على التجار الإيرانيين، خاصة مع تتالي حلقات الانخفاض الدراماتيكي للعملة الإيرانية أمام الدولار (دولار واحد يعادل 40 ألف ريال).
وتهدف الزيارة إلى تعزز التعاون الأمني والعسكري ومكافحة تهرب المخدرات والجرائم المنظمة والعمل عل زادة حجم التبادل التجاري بن البلدن بحسب قناة «العالم» الإيرانية الناطقة بالعربية، خاصة أن وزر الداخلة الإيراني جاء برفقة مساعد وزر الداخلة في الشؤون الأمنة علي عبد اللهي ومدر دائرة الخلج في وزارة الخارجة الإيرانية محمد عمراني وعضو لجنة الأمن القومي والساسة الخارجة أحمد بخشاشي.
وعقد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية جلسة مباحثات مع نظيره الإيراني وأكد الشيخ سيف خلال اللقاء الذي عقد على هامش مأدبة عشاء أقامها على شرف الوزير الضيف «أهمية التعاون المشترك في الموضوعات الشرطية والأمنية التي تخدم مهام وواجبات العمل الشرطي في وزارتي البلدين». وبحسب وزير الداخلية الإيراني فقد عين الطرفان ممثلين لحل المشاكل المشتركة بينهما، معتبرا أن «إيران والإمارات أصدقاء وإخوة وجاران مسلمان ولدينا علاقات جيدة في التجارة وفي المجالات السياسية وكذلك في الأمن، وعلاقاتنا تكبر يوما بعد يوم»، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على «تعاون أمني أفضل وتبادل الاتصالات والمعلومات على نطاق أوسع، كما اتفق الطرفان على رفع وتيرة التجارة بين الطرفين»، لكن الوزير الإيراني لم يشر فيما إذا كان من ضمن المشاكل التي سيصار إلى حلها، قضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران منذ عام 1971.
ويقدر حجم التبادل التجاري بين إيران ودبي فقط بنحو 10 بليون دولار في العام ومن غير المعروف على وجه التحديد أعداد الإيرانيين في الإمارات التي تقدر بأكثر من 400 ألف إيراني. وازداد الخناق على التجار الإيرانيين في الإمارات تحديدا بعد زيارة مثيرة للجدل قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد إلى الجزر الإماراتية التي تحتلها طهران (طنب الصغرى - وطنب الكبرى – وأبو موسى) أواخر العام الماضي لكن ذلك على ما يبدو لم يثن مسؤولين وبرلمانيين إيرانيين لتكرار هذه الزيارات التي تثير الغضب الإماراتي، حيث أعلن نائب رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي الإيراني في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) منصور حقيقت‌ بور، قبل أيام عن زيارة مخطط لها في نهاية أبريل (نيسان) الجاري لعدد من أعضاء هذه اللجنة إلى الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن حقيقت بور أن الزيارة «تأتي في إطار المهام الذاتية لهذه اللجنة في تفقد المناطق الحساسة بالبلاد». وفي سياق متصل، قال مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد أحمديان إن مفاعل بوشهر النووي في جنوب إيران مصمم لمقاومة زلازل بقوة أكثر من 8 درجات على مقياس ريختر، واصفا «الدعاية الإعلامية» لبعض الدول حول القلق من درجة ومواصفات أمان وسلامة المفاعل إزاء الزلازل بأنها «لا أساس لها».
وقال أحمديان لقناة «العالم» الإيرانية الإخبارية إن «الزلزال الأخير الذي ضرب قبل أيام المنطقة وقع على بعد أكثر من مائة كيلومتر من المفاعل، كما أن قوة الزلزال كانت نحو 6 ريختر، ومن البديهي أنها لا تحدث أي مشكلة للمفاعل». وتابع أن مفاعل بوشهر تم تصميمه وإنشاؤه وفق المواصفات الدولية الأحدث والأكثر صرامة وتحت رقابة وإشراف كامل وصارم في كل مراحل البناء.
وأوضح أن منظومات الأمان في محطة بوشهر ذاتية التشغيل، وإذا ما حدث زلزال فإنها تعطل المفاعل أوتوماتيكيا، لتتيح للخبراء والمهنيين تفتيش الأقسام المختلفة للتأكد من سلامتها.
 
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,743,123

عدد الزوار: 7,041,226

المتواجدون الآن: 105