مصريون يطالبون بإسقاط النظام وتولي القوات المسلحة إدارة البلاد....مصر: مواجهات طائفية في أسوان و«جبهة الإنقاذ» ترفض لقاء كيري ..مصر: الصراع السياسي يخيّم على زيارة كيري

تاريخ الإضافة الأحد 3 آذار 2013 - 7:26 ص    عدد الزيارات 1910    القسم عربية

        


مصر: الثورة المنتهية
النهار..بقلم محمد ابرهيم

 

التظاهر دعما للجيش المصري يشير الى ان اخراج الجيش من السياسة ليس بالسهولة التي تصوّرها "الاخوان المسلمون" عندما احال "رئيسهم" محمد مرسي ابرز رموز المجلس العسكري الى التقاعد.
يومها انتشر ان صفقة اخراج الجيش من السياسة تضمنت التعهد بعدم ملاحقة رموزه قضائيا، وتعهد آخر بعدم التخل في الشؤون العسكرية- الاقتصادية للجيش. لكن حتى بعد تعيين قيادة عسكرية جديدة من جانب الرئيس "الاخواني"، يبدو الجيش اليوم عائدا بشكل طبيعي لكي يشكل الركن الثالث في الصراع الدائر على السلطة في مصر اليوم.
العامل البعيد المدى في القدرة العجيبة على الانبعاث السياسي للجيش المصري، هو ان الثورة صفّت حسابها مع حسني مبارك وبطانته ليس بصفتهما آخر تحوّلات النظام العسكري الذي بدأ مع "ثورة 23 يوليو" 1952، وانما بصفتهما انحرافا عن دور الجيش الطبيعي في حماية المصريين من الداخل والخارج. ومثلما اعتبرت الثورة ان بيروقراطية الدولة هي ملك للشعب المصري يكفي لاستيعابها تغيير الحكومة، اعتبرت ان الجيش سيعود الى "عالمه" بمجرد تغيير قيادته.
كان ممكنا ان يعاد فتح ملف الجيش بصفته الحاكم الفعلي في مصر، في موازاة فتح ملف البيروقراطية المصرية الخارجة من اكثر من ستين عاما من التداخل مع العسكر، لو ان طرفَيْ الثورة: الاسلامي والليبرالي- اليساري اعتبرا انه لايزال لديهما برنامج مشترك يتجاوز التنكيل بمبارك وعائلته. فأي اعادة بناء لمصر على قواعد ديموقراطية تفترض اولا تصفية الحساب مع الفكرة المتجذرة التي تقول ان مشاحنات السياسيين واحزابهم لاتنتهي وان البلاد بحاجة الى منقذ يستطيع ان يواجه مشكلاتها الاجتماعية- الاقتصادية الحادة بعيدا عن المصالح الصغيرة للعبة السياسية.
ما يفعله "الاخوان المسلمون" اليوم وما يرد به معارضوهم، بشقيهم الرسمي والشعبي- الفوضوي، ينعش الآمال بعودة المنقذ، بعد ان "نظفته" الثورة. لقد استؤنفت "الرقصة الثلاثية" المتمثلة بـ"الاخوان" والمعارضة والجيش والتي تشير معطياتها الراهنة الى ان مرور الزمن هو لمصلحة طرفها الثالث.
تصميم "الاخوان" على الامساك بالدولة على الطريقة "المباركية"، وصولا الى ما سُرِّب عن عرض مئة مقعد على المعارضة في مجلس الشعب الجديد، مما يذكر بالسنوات الاخيرة لعهد مبارك عندما كان حجم المعارضة يحدده النظام قبل الانتخابات، واتجاه المعارضة الى التشظّي بين مستجيب للإغراء ورافع لمبدأ المقاطعة ومتفلّت في الشارع، حيث يعوّض العنف عن ضعف الاستجابة الجماهيرية؛ كل ذلك يجعل الجيش بمثابة الحَكَم الذي يخاطب مرسي بلغة الانذارات، طارحاً نفسه القادر الوحيد على وضع حد لانفلات الشارع.

 

مصريون يطالبون بإسقاط النظام وتولي القوات المسلحة إدارة البلاد

المستقبل..                       
نظم عشرات المصريين، امس، وقفة احتجاجية أمام النصب التذكاري للجندي المجهول شمال القاهرة، مطالبين بإسقاط النظام وتولي القوات المسلّحة إدارة شؤون البلاد.
وتظاهر العشرات أمام النصب التذكاري للجندي المجهول في المنطقة المعروفة بـ"المنصة" في ضاحية مدينة نصر شمال القاهرة، مطالبين بإسقاط النظام، وحل جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي، وتولي القوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.
وحدَّد المحتجون الذين توافدوا منذ صباح امس، جملة من المطالب ضمَّنوها بياناً، وزّعوه على المارّة، أبرزها وقف العمل بالدستور الجديد، معتبرين إيّاه غير شرعي، ولا يلقى توافقاً شعبياً ، كما طالبوا بحل جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة محظورة تأسّست بشكل غير شرعي، ورفع الظلم عن البلاد ووقف تدهور الأوضاع فيها، وتولي القوات المسلّحة إدارة شؤون البلاد.
واعتبر المحتجون الذين تجمعوا تحت شعار "لا لأخونة الجيش" أن الأوضاع في مصر تشهد تدهوراً ملحوظاً على كافة الصُعُد بفعل سياسات جماعة الإخوان المسلمين التي تعمل من أجل مصالحها الخاصة ولا تراعي مصالح البلاد ولا تعمل من أجل أهداف ثورة 25 كانون الثاني 2011 التي أطاحت النظام السابق في عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية.
وكانت وسائل الإعلام المصرية نقلت عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن قوات الجيش لن يكون لها أي تواجد عند المنصة، حيث تشهد المنطقة تظاهرات مؤيدة للقوات المسلحة تحت شعار (لا لأخونة الجيش) .
وأضاف المصدر أن القوات المسلحة ليس لها شأن بالدعوات المؤيدة لها، وأن مثل هذه التظاهرات تقوم بتصرف شخصي من الداعين لها.
الى ذلك، اتهم صحافيون مصريون مجدَّدا امس الرئيس المصري محمد مرسي وقادة في جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، باغتيال زميلهم الصحافي الحسيني أبو ضيف.
وقام عدد من الصحافيين المصريين، امس، بمقر نقابتهم في وسط القاهرة، بجمع توقيعات من أعضاء الجمعية العمومية لأعضاء النقابة لتقديم بلاغ للنائب العام، ضد الرئيس محمد مرسي، وخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وساسة وأحد الصحافيين في الجماعة، يتهمونهم باغتيال زميلهم الصحافي الحسيني أبو ضيف، والتحريض على اغتياله.
وجاء في نص كتاب التوقيعات المقرّر تقديمه في صورة بلاغ للنائب العام، أن الموقعين يطالبون بـ"تحريك دعوى جنائية ضد الوارد ذكرهم، معتبرين أنه تم التلاعب بتقرير الطب الشرعي لحماية المحرضين والقاتلين".
وكان أبو ضيف، المصوّر في صحيفة "الفجر" توفي متأثراً بجروح أُصيب بها جرّاء ضربه بطلقتين من الرصاص إحداهما في الجمجمة والثانية في الصدر، خلال هجوم شنّه منتمون لقوى الإسلام السياسي على معتصمين يطالبون بإسقاط النظام أمام قصر الاتحادية (مقر رئاسة الجمهورية المصرية) في شهر كانون الأول الفائت.
الى ذلك، احتشد العشرات من ضباط الشرطة الملتحين بمحيط قصر عابدين الرئاسي بوسط القاهرة، ظهر امس، في بداية تظاهرة للمطالبة بعودتهم إلى العمل.
وتوافد العشرات من ضباط الشرطة المفصولين من العمل بسبب إطلاق لحاهم، ظهر امس، إلى محيط قصر عابدين، لتأدية صلاة الجمعة قبل انطلاق تظاهرة تحمل إسم لا للإقصاء للمطالبة بعودتهم إلى العمل.
وكثَّف عناصر الأمن معزَّزين بآليات مدرعة تواجدهم بمحيط القصر وحول مبنى وزارة الداخلية، فيما انتشرت عناصر الأمن السري بالشوارع الرابطة بين المبنيين.
وكانت مجموعة من الضباط المُلتحين وزَّعوا على معتصمين بميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية، مساء الخميس، بياناً يدعوهم إلى مشاركتهم في التظاهرة ودعمهم استعادة حقوقهم.
(يو بي اي،رويترز)
 
مصر: مواجهات طائفية في أسوان و«جبهة الإنقاذ» ترفض لقاء كيري
الحياة...القاهرة - محمد صلاح
يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القاهرة اليوم للقاء أقطاب الحكم وقوى معارضة ليس من بينها «جبهة الإنقاذ الوطني» التي رفض قادتها الاجتماع معه، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومسلمين حاولوا اقتحام كنيسة في مدينة كوم أمبو في محافظة أسوان (جنوب مصر) بعدما سرت إشاعة عن خطف فتاة مسلمة واحتجازها داخل الكنيسة.
واستمرت المواجهات بين الشرطة والأهالي الذين حاصروا كنيسة مار جرجس طوال ليل أول من أمس وتجددت مساء أمس، بعدما رشق أشخاص القوة المكلفة حماية الكنيسة بالحجارة وزجاجات حارقة، فردت بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن جرح ضابط وخمسة جنود وعشرات المتظاهرين. وأوقفت الشرطة ستة من أهالي المدينة، وعززت من الطوق الأمني حول الكنيسة لمنع اقتحامها، وأغلقت كل الشوارع المؤدية إليها.
واختفت معلمة شابة مسلمة، واتهم ذووها أقباطاً بالتورط فى اختفائها بعدما شوهدت حسب روايتهم بصحبة صديقة مسيحية لها أمام الكنيسة، ما أثار شكوكهم في «خطفها واحتجازها داخل الكنيسة لتنصيرها». وبدا أن نظام الرئيس محمد مرسي اعتمد أيضاً الحل الأمني لمواجهة أول مشكلة طائفية كبيرة في عهده، على غرار نظام سابقه.
إلى ذلك، يبدأ وزير الخارجية الأميركي اليوم زيارة لمصر يستهلها بلقاء نظيره المصري محمد كامل عمرو ثم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، قبل أن يلتقي عدداً من رجال الأعمال المصريين، ويعقد جلسة مع قادة أحزاب معارضة يقاطعها منسق «جبهة الإنقاذ» محمد البرادعي والقيادي فيها حمدين صباحي فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مساعد للقيادي في الجبهة عمرو موسى أن الأخير لن يشارك في اللقاء، لكنه قد يرسل مندوباً.
وقال صباحي: «قرارنا (مقاطعة الانتخابات) من رأسنا ونشكر أي اهتمام خارجي بالشأن المصري، وعلى السيد كيري والجميع أن يعلموا أن مقاطعة الانتخابات موقف استثنائي وليس مبدئياً، واضطررنا إليه». وطالب الولايات المتحدة بـ «أن تكون متسقة مع خطاباتها التي تنادي بالديموقراطية، ويجب أن توجه خطابها إلى النظام المستبد وليس إلى المعارضة».
ومن المقرر أن يجتمع كيري غداً مع الرئيس محمد مرسي، قبل أن يذهب إلى مقر وزارة الدفاع للقاء الوزير الفريق أول عبدالفتاح السيسي، كما يبحث مع مجموعة من منظمات المجتمع المدني في الصعوبات التي تواجه عملها في مصر.
وكانت تظاهرات اندلعت في القاهرة ومحافظات عدة أمس ضد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» رفعت فيها مطالب بعودة الجيش إلى الحكم. لكنها لم تجمع أعداداً كبيرة. وتجمع متظاهرون أمام النصب التذكاري للجندي المجهول في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) لتأييد الجيش، ونُظمت مسيرة مماثلة إلى المنطقة الشمالية العسكرية في الإسكندرية.
وجمع محتجون في بورسعيد التي خفت حدة العصيان المدني فيها توكيلات غير رسمية لتولي وزير الدفاع الرئاسة. ورفعت مسيرات دعم الجيش صوراً للسيسي ولافتات كبيرة كُتب عليها: «السيسي... مصر أمانة في رقبتك» و «لا لأخونة الجيش».
وحذرت قوى ثورية في بورسعيد من محاولات كسر العصيان المدني، مؤكدة أن العمل الحكومي سيظل متوقفاً حتى اعتماد قرار باعتبار قتلى المواجهات الأخيرة بين الشرطة والمتظاهرين التي سقط فيها نحو 50 قتيلاً «شهداء».
وكان لافتاً امس سعي المرشد العام لـ «الإخوان» محمد بديع إلى تلطيف الأجواء مع الجيش غداة تصريحات لوزير الدفاع قال فيها إن القوات المسلحة «تضع مصر وأمنها القومي فوق كل اعتبار»، وسط تسريبات عن استياء الجيش من طريقة إدارة الحكم للأزمة السياسية.
وقال بديع الذي زار الإسماعيلية أمس خلال كلمة وجهها إلى أنصاره إن «جماعة الإخوان لا تقبل الوقيعة بينها وبين الجيش». وأضاف أن الجيش «أكثر مؤسسة رسمية منظمة في البلاد، وجماعة الإخوان كأكبر مؤسسة شعبية منظمة في الشارع حريصة كل الحرص على العلاقات الطيبة معه». وشدد على أن جماعته «تكن كل الحب والتقدير والاحترام للمؤسسة العسكرية المصرية ولا تقبل أن يوقع بينهما أحد»، مؤكداً «الحرص كل الحرص على العلاقات الطيبة مع الجيش وعلى عدم المساس به وبرموزه».
 
مصر: الصراع السياسي يخيّم على زيارة كيري
الحياة...القاهرة - أحمد مصطفى
يصل إلى القاهرة اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إطار زيارته الأولى للمنطقة، وسط احتدام الصراع السياسي بين الحكم والمعارضة التي كانت رفضت دعوة واشنطن للتراجع عن مقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة في 22 الشهر المقبل، واعتبرتها ضغوطاً وتدخلات. ويعقد كيري لقاءات مع كبار المسؤولين وأحزاب سياسية ورجال أعمال يتوقع أن يُخيّم عليها هذا الصراع.
ويستهل كيري زيارته بلقاء نظيره المصري محمد كامل عمرو قبل أن يجتمع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وسيلتقي بعد ذلك عدداً من رجال الأعمال ويعقد جلسة مع الأحزاب السياسية أعلن القياديان في «جبهة الإنقاذ الوطني» المعارضة محمد البرادعي وحمدين صباحي مقاطعتها كما سيغيب عنها القيادي في الجبهة عمرو موسى، فيما أعلنت «حركة 6 أبريل» أنها لم تُدع إلى حضورها، وشددت في بيان على «رفض التدخل الأجنبي في الشأن السياسي المصري بأي شكل، وأنها تدعم استقلال القرار الوطني، سواء كان الرسمي أو المعارض».
ومن المقرر أن يستقبل الرئيس محمد مرسي صباح غد الوزير الأميركي في حضور مساعده للشؤون السياسية عصام الحداد، قبل أن يذهب كيري إلى مقر وزارة الدفاع للقاء الوزير عبدالفتاح السيسي، ويختتم الزيارة بلقاء مجموعة من ممثلي منظمات المجتمع المدني.
وأكد صباحي أنه والبرادعي اعتذرا عن دعوة للقاء كيري. وقال: «قرارنا من رأسنا ونشكر أي اهتمام خارجي بالشأن المصري، وعلى السيد كيري والجميع أن يعلموا أن مقاطعة الانتخابات موقف استثنائي لا مبدأي واضطررنا إليه». ودعا الوزير إلى أن يوجه خطابه إلى «السلطة الجائرة المتسلطة في ظل دستور مشوه وشباب يُضرب بالرصاص». وطالب الولايات المتحدة بأن تكون «متسقة مع خطاباتها التي تنادي بالديموقراطية، ويجب أن توجه خطابها إلى النظام المستبد وليس إلى المعارضة».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن أحد مساعدي عمرو موسى أن الأخير لن يشارك في الاجتماع مع كيري. وقال: «نرى أنه لا يمكن أن نشارك في الانتخابات، وهذا قرار جبهة الإنقاذ الوطني التي تعد وحدتها أولويتنا الأولى». لكنه أضاف أن موسى قد يرسل ممثلاً عنه إلى الاجتماع.
ويتزامن وصول كيري إلى القاهرة مع مؤتمر تعقده اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات التشريعية اليوم لإعلان الجدول الزمني للعملية الانتخابية، ويُتوقع أن تحدد النصف الثاني من الشهر الجاري لفتح باب الترشح على المقاعد البالغ عددها 546، قبل أن تنطلق الدعاية الانتخابية مطلع نيسان (أبريل) المقبل. ومن المقرر أن تعلن اللجنة ضوابط العملية الانتخابية من تحديد سقف للدعاية، والأوراق المطلوبة للترشح، وعدد اللجان التي سيُجرى فيها الاقتراع، وآلية متابعة المنظمات غير الرسمية ووسائل الإعلام.
يأتي ذلك في وقت بدا واضحاً أن جماعة «الإخوان المسلمين» الحاكمة ستستخدم سلاح الفتاوى الدينية لوأد تحركات قوى المعارضة لحض الشارع على مقاطعة الاستحقاق، إذ أبرزت وسائل إعلام تابعة لـ «الإخوان» دعوات أطلقها الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي للمشاركة في الانتخابات حتى «يستقيم أمر مصر». ورأى القرضاوي أن «على المصريين أن يعرفوا أن الخير كل الخير في أن يذهبوا جميعاً ليقولوا كلمتهم، وينتخبوا من يرون أنه أصلح الناس».
وأفتى رئيس «الجمعية الشرعية»، وهي كيان سلفي، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر محمد مختار المهدي بأن العصيان المدني «يضعف الأمة كي ينال منها أعداؤها»، مؤكداً في خطبته على منبر الجامع الأزهر أن «الحل لما نعانيه هو العمل من أجل الصالح العام، والصبر على الحاجات الخاصة لفترة ما، لأن أعداء الأمة يستخدمون أبناءها الذين يحبونها لا محالة ويوجهونهم إلى ما ليس هو خير ببث اليأس في نفوسهم عن طريق الإعلام».
في غضون ذلك، أرجأت أمس انتخابات مجلس إدارة نقابة الصحافيين أسبوعين، بعدما لم يكتمل النصاب القانوني للجمعية العمومية لعدم حضور أكثر من 50 في المئة من إجمالي عدد أعضائها للتصويت في انتخابات التجديد النصفي على مقعد النقيب وستة أعضاء في المجلس. وسيعاد إجراء الانتخابات الجمعة 15 الشهر الجاري، على أن تنخفض عتبة تمرير الاقتراع إلى ربع الأعضاء.
وكانت نقابة الصحافيين شهدت اشتباكات بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه الذين اتهموا مرسي وقادة جماعة «الإخوان» باغتيال زميلهم الصحافي الحسيني أبو ضيف أمام قصر الاتحادية الرئاسي، وجمع عدد من الصحافيين توقيعات من أعضاء الجمعية العمومية لتقديم بلاغ للنائب العام ضد الرئيس ونائب المرشد العام لجماعة «الإخوان» خيرت الشاطر وساسة وأحد صحافيي الجماعة يتهمونهم فيه باغتيال أبو ضيف والتحريض على اغتياله.
وتوفي أبو ضيف متأثراً بجروح جرّاء إصابته بطلقتين إحداهما في الجمجمة والثانية في الصدر، خلال هجوم شنّه منتمون إلى «الإخوان» على معتصمين يطالبون بإسقاط النظام أمام قصر الاتحادية الرئاسي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
 بديع: لا نقبل الوقيعة مع الجيش
إلى ذلك، زار المرشد العام لجماعة «الإخوان» محمد بديع أمس محافظة الإسماعيلية في أول زيارة لقيادي من الجماعة عقب الاحتجاجات الدامية التي شهدتها مدن القناة أواخر الشهر الماضي. وسعى بديع في كلمة وجهها إلى أنصاره إلى نفي التكهنات بخلافات بين الجيش وجماعته، مشدداً على أن «الإخوان لا تقبل الوقيعة بينها وبين الجيش». وأكد أن الجيش «أكثر مؤسسة رسمية منظمة في البلاد، وجماعة الإخوان كأكبر مؤسسة شعبية منظمة في الشارع حريصة كل الحرص على العلاقات الطيبة معه».
وتأتي التصريحات عقب تسريبات انتشرت على نطاق واسع عن خلافات بين المؤسسة العسكرية والحكم، على خلفية إدارة الرئيس للأزمة السياسية وتنامي الاحتجاجات في مدن القناة. كما جاءت بعد يوم من تأكيد وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي أن الجيش «يضع مصر وأمنها القومي فوق كل اعتبار»، ما اعتبر رسالة ضمنية إلى الحكم.
لكن مرشد «الإخوان» شدد خلال لقاء مع مسؤولي الجماعة في الإسماعيلية على أن جماعته «تكن كل الحب والتقدير والاحترام للمؤسسة العسكرية المصرية ولا تقبل أن يوقع بينهما أحد»، مؤكداً «الحرص كل الحرص على العلاقات الطيبة مع الجيش وعلى عدم المساس به وبرموزه».
وتطرق بديع إلى الأحداث التي شهدتها مدن القناة، مؤكداً حق مواطني مدن القناة «في المطالبة بتحقيق عادل يكشف حقيقة الأحداث التي وقعت في بورسعيد والمتسبب فيها»، لكنه اعتبر أن «العنف ظاهرة دخيلة على المجتمع المصري المسالم والمحب لبعضه».
ونفى سعي جماعته إلى الاستئثار بالسلطة، قائلاً إن «رسالة الإخوان تهدف إلى إصلاح الفرد والمجتمع وجمع الحسنات وليس جمع الأصوات، انطلاقاً من كوننا دعاة إلى الله في المقام الأول». وأضاف أن «السمع والطاعة عند الإخوان المسلمين مبصرة وليست عمياء كما يروج البعض»، مؤكداً أن «النهضة قادمة لا محالة بشرط العمل الصادق والنيات الخالصة والوحدة بين أطياف الشعب».
 
مؤشرات إلى اضطراب التحالف الأميركي - «الإخواني»
الحياة..محمد سيد رصاص *
في المحطتين الكبيرتين للحرب الباردة إقليمياً ودولياً: حرب اليمن (1962-1970) وحرب أفغانستان (1979-1988)، وقفت جماعة الإخوان المسلمين مع واشنطن ضد الرئيس جمال عبد الناصر والسوفيات في الأولى، ومع الأميركيين مباشرة ضد الكرملين في الثانية. ومع انتهاء الحرب الباردة بتفكك الكتلة السوفياتية في خريف عام 1989 أظهر أول اختبار لإدارة القطب الواحد للعالم تفكك التحالف الأميركي- الإخواني في أزمة الكويت التي أعقبت الغزو العراقي (2آب (أغسطس)1990) لما وقفت التنظيمات الإخوانية (ماعدا الفرع الكويتي) مع العراق في تلك الأزمة وفي الحرب التي أعقبتها مطلع عام1991. خلال عشرين عاماً وقفت واشنطن مع الأنظمة العربية في مصر وتونس والجزائر التي استغلت ذلك الطلاق الأميركي- الإخواني من أجل ضرب الإسلاميين، وقد أوحت مؤشرات عدة، قبل ضرب برجي نيويورك في 11أيلول (سبتمبر) 2001 وبعده، بأن الأميركيين بدأوا في وضع «الخطر الأخضر» مكان ما كان يسمى «الخطر الأحمر» في زمن صراعهم ضد السوفيات.
لم يبدد هذا الانطباع صعود إسلاميين للسلطة في أنقرة الأتاتوركية في عام 2002 وتعاونهم الوثيق (رغم احتكاك قصير في زمن الغزو الأميركي للعراق عندما صوت نواب حزب العدالة والتنمية ضد إرادة زعيمهم رجب أردوغان على عدم فتح جبهة شمالية أمام القوات الأميركية قبيل ثلاثة أسابيع من بدء الغزو) مع واشنطن في إطار حلف الأطلسي ثم تحول أنقرة منذ 2007 مع صعود القوة الإيرانية إقليمياً إلى نقطة ارتكاز أميركية كبرى لمواجهة ومعادلة القوة الإيرانية.
في تلك الأثناء، التي ترافقت في عامي 2005 و2006 مع فتح خطوط أميركية مع قيادة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لم يترجم الحديث عن تفكير واشنطن في تحويل أردوغان إلى «نموذج أميركي للعالم الإسلامي» في مواجهة ظواهر إسلامية أخرى مثل ابن لادن والظـواهـري والـزرقـاوي إلى السياسة العملية وظل محصوراً في نطاق بعض مراكز البحث الأميركية.
مع نشوب الثورة المصرية ضد نظام الرئيس مبارك لم يكن أمام البيت الأبيض الخيار الذي كان أمامه في عام 1953 عندما اختار الجنرال زاهدي من أجل إرجاع شاه إيران للسلطة أمام التحالف الثلاثي ضده وضد لندن وواشنطن والمؤلف من رئيس الوزراء محمد مصدق وآية الله كاشاني وحزب توده الشيوعي ولا ذلك الطريق الذي سلكه الرئيس الفرنسي ميتران عام 1992 في دعم انقلاب العسكريين الجزائريين لمواجهة صعود الإسلاميين أمام تردد الرئيس بن جديد أمامهم، وهو ما تبعت واشـنـطن باريـس فيـه ولو بعد تردد قصير.
ربما جربت لأيام قليلة محاولة الحل الذي كانه نائب الرئيس عمر سليمان كبديل أميركي لمبارك قبل أن يبان فشله مع ظهور ثنائية العسكر والإخوان كبديل للنظام القائم: خلال الفترة الفاصلة بين تنحي مبارك وتولي المرشح الإخواني لمنصبه كرئيس للجمهورية، كانت تلك الثنائية هي المسيطرة على المشهد المصري، حتى صدور «وثيقة علي السلمي» في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر)2011 وقبيل أسابيع من الانتخابات البرلمانية، وأرادت تلك الوثيقة تكريساً دستورياً لوضعية تجعل العسكر المصريين يحكمون من وراء ستار مدني كما حصل في تركيا بعد انقلاب 1960، وهو ما اضطر الإخوان لاستعادة تحالفهم مع (الليبراليين) و(قوى الثورة)، الذي أداروا الظهر له منذ آذار(مارس) 2011 مع صدور (الإعلان الدستوري) بالتناغم بينهم وبين المجلس العسكري، وهو ماحاوله العسكر من جديد مع (الإعلان الدستوري المكمل) في 17 حزيران(يونيو) لتقييد صلاحيات الرئيس الجديد للجمهورية.
في يوم تولي محمد مرسي للرئاسة كان واضحاً اتجاه العسكر والإخوان إلى التصادم: في 11 آب 2012 حسم الرئيس مرسي الصراع لمصلحته من خلال إلغاء (الإعلان الدستوري المكمل) وإحالة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان إلى التقاعد مع إنهاء الوضعية التي كانت للمجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ يوم 11 شباط (فبراير)2011. وقفت واشنطن مع مرسي، وكان البيت الأبيض ظهيراً له ضد العسكر الذين ارتبطوا لثلث قرن مضى بعلاقات وثيقة مع الأميركيين، ثم بان هذا أيضاً عند طلب القاهرة الدعم المالي من صندوق النقد الدولي، ثم تتوج الأمر في نهاية حرب الثمانية أيام بغزة عندما أتت الوزيرة كلينتون إلى القاهرة ورعت بالتشارك مع المصريين اتفاقية التهدئة بين حماس والإسرائيليين.
قبل عشرة أيام من ذلك المشهد القاهري لحرب غزة، ظهر اتجاه أميركي جديد إلى سحـب إدارة الـملـف الســوري من أردوغـان، بخلاف ما كان الأمر عليه مع تشكيل «المجـلس الوطـني السوري» في إسطنبول يوم 2 تشرين الأول (أكتوبر)2011 عقب أسابيع من دعوة باراك أوباما في 18 آب للرئيس السوري للتنحي لأول مرة منذ بدء الأزمة السورية في 18 آذار 2011، لتتولى واشنطن إدارة ذلك الملف مباشرة مع تشـكيل «الائـتلاف الوطنـي السوري»، بجهود طباخه الرئيسي روبرت فورد، وبعد هجوم كلينتون على (المجلس)، بأنه يهدف أميركياً إلى نزع هيمنة الإسلاميين السوريين وإلى تحويل «الائتلاف» إلى جسم معارض سوري جديد يلاقي الجهود الأميركية - الروسية للوصول إلى تسوية للأزمة السورية، وهو ما ظهر منذ 30 كانون الثاني (يناير) مع مبادرة الشيخ معاذ الخطيب التي باركتها واشنطن وأتت معارضتها الرئيسية من جماعة الإخوان المسلمين السورية.
كان بدء هذه الجهود مع بيان جنيف في 30 حزيران 2012 مترافقاً مع رفض البيت الأبيض تسليح المعارضة السورية في الشهر التالي لبيان جنيف، هذا الشهر الذي جرت فيه وبرعاية إسلاميي (المجلس)، والمعارضة المسلحة السورية، محاولة حسم الأمور عسكرياً بدءاً من حلب في الأيام العشرة الأخيرة من تموز(يوليو).
لم تتوضح الفروق في مصر وتونس بين واشنطن والإسلاميين بالسرعة التي بانت عليها منذ الصيف الماضي بين الأميركيين والإسلاميين السوريين، ولكن من الواضح أن البيت الأبيض، ومنذ حادثة مقتل السفير الأميركي في ليبيا في بنغازي في أيلول على أيدي إسلاميين، وهو يدخل في مراجعة لحسابات «اليوم التالي» لعملية تحالفه مع (الإخوان) التي كانت العنوان الرئيس لمسارات «الربيع العربي»، التي من الواضح بالنسبة للأميركيين أن المحصول كان على عكس البذار فيها، تماماً مثلما كان عليه الأمر في العراق حيث كان المحصول إيرانياً والبذار والجهد أميركيين، ثم تعزز هذا الاعتقاد غربياً في ضفتي الأطلسي لما تكشف أن معظم أسلحة الإسلاميين المسيطرين على شمال مالي قد أتت من ليبيا ما بعد القذافي، كما أن مهاجمي مجمع الغاز الجزائري في عين أميناس قد أتوا من ليبيا كرد على العملية الفرنسية في مالي، في وقت ليس ببعيد عن تزعم باريس لعملية (الناتو) ضد القذافي.
في مرحلة «ما بعد مالي»، حصل اشتعال مصري في وجه الرئيس مرسي منذ «25 يناير 2013»، ثم جرى مثيل تونسي له في 6 شباط ضد راشد الغنوشي مع اغتيال شكري بلعيد: لم يكن موقف واشنطن موحداً بين آب 2012 وشباط 2013 من الرئيس مرسي، بل كان في شباط 2013 أقرب الى سياسة «راقب وانتظر» لنتيجة صراع شرس بين الإخوان وجبهة من الليبراليين والعلمانيين واليساريين وسط ابتعاد ونأي بالنفس مارسه «حزب النور» السلفي بعيداً من تحالفه السابق مع الإخوان وفي وقت أصبح واضحاً أن حلفاء واشنطن في الرياض وعمان ودول الخليج (ماعدا قطر) والجزائر والرباط يتوجسون خيفة من النموذج الإخواني، فيما ألقت باريس بثقلها في تونس ما بعد 6 شباط لصالح خصوم راشد الغنوشي.
الـسـؤال الآن: مـتى ستـتــرجـم الولايـات الـمـتــحدة دروس «ما بـعد بـنغازي» و«مـا بعد مالي» علـى الـقـاهرة وتـونـس، وإلـى أي مدى؟.
 * كاتب سوري
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,189,727

عدد الزوار: 7,058,479

المتواجدون الآن: 61