«الوسط الإسلامي» في الثورة السورية يسعى لدولة مدنية.... لؤي المقداد لـ"إيلاف": انتظروا خبرًا من الميدان يقلب المقاييس وبشّار ليس محصّنًا

المعارضة تعلق اتصالاتها مع العالم «احتجاجاً على صمته»....معارك عنيفة بالمدفعية وقذائف الهاون على الحدود اللبنانية السورية...«قوات النخبة» النظامية إلى حلب في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة....مسلحون من الأنبار يستولون على شحنات ضخمة من الأسلحة مهرّبة لنظام الأسد

تاريخ الإضافة الإثنين 25 شباط 2013 - 5:28 ص    عدد الزيارات 2067    القسم عربية

        


 

المعارضة تعلق اتصالاتها مع العالم «احتجاجاً على صمته»
لندن، بيروت - «الحياة»، ا ف ب
في خطوة مفاجئة قرر «الائتلاف الوطني» السوري تعليق كل الاتصالات والزيارات التي كان ينوي القيام بها لعواصم الدول الكبرى، وفي مقدمها موسكو وواشنطن، في خطوة وصفها مسؤولون فيه بانها «رسالة احتجاج الى المجتمع الدولي» على صمته عن «الجرائم» التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه.
وبهذا القرار يكون «الائتلاف» قد قطع الطريق على الزيارة التي كان رئيسه معاذ الخطيب ينوي القيام بها لموسكو لتسويق المبادرة التي دعا فيها الى الحوار مع شخصيات من النظام للبحث عن حل سياسي للازمة. وكان من المقرر ان يتوجه الخطيب في الشهر المقبل الى موسكو. كما تلقى دعوة لزيارة واشنطن من مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز خلال الاجتماع الاخير لمجموعة «اصدقاء الشعب السوري» في 12 كانون الاول (ديسمبر) الماضي في المغرب.
وقرر «الائتلاف» من جهة اخرى حسم مسألة تعيين رئيس للحكومة الانتقالية، فدعا الى اجتماع يعقد في اسطنبول في الثاني من اذار (مارس) المقبل لتحديد هوية رئيس هذه الحكومة واعضائها. كما تم الاتفاق على ان يكون مقر هذه الحكومة داخل الاراضي السورية وعلى الارجح في محافظة حلب او ادلب، بهدف رعاية شؤون السوريين وتلبية حاجاتهم في هذه المناطق.
وعلمت «الحياة» ان الاجتماع الذي عقدته الهيئة العامة لـ «الائتلاف» يومي الخميس والجمعة في القاهرة شهد انتقادات حادة لتفرد الخطيب بالبمادرة التي اعتبر المنتقدون ان النظام استغلها بهدف اظهار ضعف المعارضة واستعدادها لـ «الاستسلام». وجاءت الانتقادات من مختلف اطراف «الائتلاف» من «الاخوان المسلمين» الى الليبراليين والمستقلين.
ودعا الخطيب امس حكومات العالم الى القيام بتحرك ملموس «لوقف حمام الدم في سورية». وصرح اثناء مشاركته في الاعتصام الذي نظمه «الائتلاف» في القاهرة بان القرار الذي تم اتخاذه بتعليق الاتصالات ووقف الزيارات الى العواصم الكبرى، بما فيها موسكو وواشنطن، هو «صرخة احتجاج ضد كل حكومات العالم التي ترى كيف يقتل الشعب السوري وهي تتفرج».
وفي اطار حملة «الائتلاف» في بيانه النهائي على مواقف الدول الكبرى حمّل القيادة الروسية «مسؤولية خاصة أخلاقية وسياسية لكونها ما تزال تدعم النظام بالسلاح». واعتبر مراقبون ان القصف الذي تعرضت له مدينة حلب بصواريخ «سكود - ب» الروسية الصنع البعيدة المدى (300 كلم)، والتي اطلقت من منطقة القلمون في ريف دمشق، ساهم بشكل اساسي في موقف «الائتلاف» من تعليق اتصالاته مع موسكو. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن حصيلة هذا القصف ليل الجمعة - السبت بلغت 29 قتيلاً، بينهم 19 طفلاً و150 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح اثر سقوط الصواريخ الثلاثة في شرق حلب.
وقرر «الائتلاف» مقاطعة المؤتمر الدولي الذي سيعقده «اصدقاء الشعب السوري» في روما الخميس المقبل في 28 شباط (فبراير) الجاري، وباتت هناك شكوك الآن في انعقاد هذا المؤتمر في ظل غياب المعارضة السورية. وتضم مجموعة «اصدقاء الشعب السوري» اكثر من مئة دولة عربية واجنبية والعديد من المنظمات الدولية والاقليمية وممثلين عن المعارضة السورية.
وبينما تحفظت موسكو وواشنطن عن الرد على الموقف الاخير لـ «الائتلاف» السوري، دعت وزارة الخارجية البريطانية الى «اعادة النظر» في قرار تعليق المشاركة في اجتماع روما. وقالت في بيان ان «المملكة المتحدة تعد عرض دعم جديدا للائتلاف في روما، ونحن نشجعهم على اعادة النظر في قرارهم». واضافت ان «الائتلاف يحرز تقدما... والوقت ليس للانسحاب». وتابعت الخارجية البريطانية: «نتقاسم الاحباط نفسه حيال الوضع في سورية والفظائع التي يرتكبها نظام الاسد. ونحن مقتنعون بان على المجتمع الدولي والائتلاف ان يتعاونا في شكل وثيق لمعالجة الوضع».
وكان «الائتلاف» طالب شعوب العالم باعتبار الأسبوع الممتد من 15 إلى 22 آذار (مارس) المقبل اسبوع حداد واحتجاج، وذلك لمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق الثورة السورية. واكد ان «مئات المدنيين العزل يستشهدون بسبب القصف بصواريخ سكود، ويجري تدمير مدينة التاريخ والحضارة حلب بشكل ممنهج، اضافة الى ملايين المهجرين، ومئات ألوف المعتقلين والجرحى والأيتام».
 
«الإئتلاف الوطني» يُعلق مشاركته في اجتماع روما ويرجئ زيارتيه الى موسكو وواشنطن
الحياة..القاهرة - محمد الشاذلي
علق «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مشاركته في مؤتمر أصدقاء سورية في روما وزيارة إلى كل من الولايات المتحدة وروسيا احتجاجاً على «الموقف الدولي المخزي» من المذابح بحق الشعب السوري.
وكان الائتلاف أقر مبدأ تشكيل حكومة انتقالية «سيكون مقرها داخل المناطق المحررة» وستجري تسمية رئيس الحكومة من بين مرشحين ليس من بينهم اعضاء في الائتلاف في اجتماع يُعقد في اسطنبول في الثاني من آذار (مارس) المقبل. وأكد الائتلاف بقاء مقره الرئيسي في القاهرة بعدما تردد عن توافق بين أعضائه على نقل المقر إلى اسطنبول.
وأكد عضو الهيئة السياسية للائتلاف هيثم المالح لـ»الحياة» أن التعليق احتجاج لكننا ماضون في طريقنا ولن نقاطع العالم. وقال هذه وقفة احتجاجية ضد العالم الذي يقف متفرجاً على الشعب السوري الذي لا يحارب النظام فحسب إنما موسكو وطهران و»حزب الله».
وفي شأن نقل المقر الرئيسي من القاهرة، قال المالح: «إنها مسألة كانت مطروحة على جدول أعمال اجتماع الهيئة العامة لقرب تركيا من مسرح الاحداث وسهولة السفر والاجراءات»، وأثار البعض مسألة طرح الحكومة المصرية إيران ضمن الحل السياسي.
وقال المالح إن ذلك كان مردوداً عليه بأن مصر هي العمق العربي لنا و»كتر خيركم ونحن لنا مقر فرعي في اسطنبول وأكدنا أن هذا الطرح غير مقبول وانتهي الأمر عند ذلك الحد».
ويلتقي الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي صباح اليوم الاحد وفداً من المجلس الوطني السوري المعارض في مقر الأمانة العامة للجامعة للبحث في المستجدات بعد تمديد مهمة المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي والأسلوب الذي سيُطرح فيه الملف السوري في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في دورتهم العادية يومي 5و6 آذار (مارس) المقبل.
وكان رئيس المجلس الوطني السوري السابق عضو الائتلاف عبد الباسط سيدا أكد أن الائتلاف اتفق في اجتماع هيئته العامة في القاهرة الخميس والجمعة ان لا حوار مع النظام السوري قبل تنحي بشار الأسد وكل المجموعة الأمنية المسؤولة عن قتل السوريين، نافياً وجود مبادرة مطروحة على الائتلاف.
وقال إن الائتلاف لن يقدم مبادرات وتم وضع أسس ومحددات لأي حوار يجري مع الائتلاف. واتفقت الهيئة العامة للائتلاف على أن يكون مقر الحكومة في الداخل فيما يتم اختيار رئيس الحكومة في اجتماع سيعقد في اسطنبول في 2 آذار وأنه من حق أعضاء الائتلاف ترشيح رئيس الحكومة وللعضو الحق في اختيار أي عدد من المرشحين لكن الترشيحات يجب أن تصل قبل الساعات الأولى من الشهر المقبل.
وعقب اختتام اجتماع القاهرة أعلن المتحدث الرسمي باسم الائتلاف وليد البني في مؤتمر صحافي مشترك مع عضو الائتلاف مروان حجو الرفاعي أن الحكومة التي سيتم تشكليها من المعارضة ستكون موجودة في الاراضي المحررة التي تحتاج إلى خدمات وإعمار وأنها ستكون جهازاً تنفيذياً لادارة هذه المناطق وملف اللاجئين. وأكد أن الجيش الحر موجود في أي حل وأن أي حل سياسي لن يقبل به بشار إلا إذا نجح الجيش الحر في إحراز تقدم كبير على الأرض ونحن نعمل على توحيد جميع الفصائل في الحرب.
وأكد أن رئيس الحكومة لن يكون من الأعضاء في الائتلاف أو رئيسه وأنها ستكون حكومة تكنوقراط، مشيراً إلى أن المدة التي ستطرح كسقف لأية مفاوضات ستكون خاضعة للتفاوض مع القوى الدولية، موضحاً أن الائتلاف لم يرفض مبادرة الخطيب لكن بشار هو الذي رفضها ورفض الافراج عن 160 الف اسير والنساء التي تم اغتصابهن.
وعن تعليق الزيارة إلى كل من إيطاليا والولايات المتحدة وروسيا، اعتبر بيان للائتلاف الصمت الدولي تجاه «الجرائم المرتكبة كل يوم في حق شعبنا هو مشاركة في ذبحه المستمر منذ عامين».
وقال البيان إن مئات المدنيين العزل يستشهدون بسبب القصف بصواريخ «سكود»، ويجري تدمير مدينة التاريخ والحضارة حلب بشكل ممنهج، إضافة إلى ملايين المهجرين، ومئات آلاف المعتقلين والجرحى والأيتام.
وأكد البيان أنه احتجاجاً على هذا الموقف الدولي المخزي قررت قيادة الائتلاف تعليق مشاركتها في مؤتمر روما لأصدقاء سورية، وعدم تلبية الدعوة لزيارة روسيا والولايات المتحدة الأميركية.
وحمّل الائتلاف القيادة الروسية مسؤولية خاصة أخلاقية وسياسية لكونها لا تزال تدعم النظام بالسلاح، وطالب شعوب العالم كافة باعتبار الأسبوع الممتد من 15 إلى 22 آذار وهو الذكرى الثانية لانطلاق الثورة السورية أسبوع حداد واحتجاج في كل أنحاء العالم.
وفي تصريح لقناة «فرانس 24» الناطقة بالعربية قال البني ان «زيارتنا الى واشنطن معلقة فقط، ننتظر من واشنطن مواقف تطابق ما تقوله عن دعمها للديموقراطية». واضاف ان «الولايات المتحدة قوة قيادية في العالم كما هي فرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي. هؤلاء لم يستطيعوا ان يوقفوا جزاراً عن مجازره بحق شعبنا».
وتابع: «دققنا ناقوس الخطر، لا يمكن للمجتمع الدولي ان يواصل الصمت»، مندداً بـ»وعود لا تتحقق وكلام لا يحمي سورية ولا يطعم جائعاً (...) الاجتماعات لم تؤد الى ما نريد ولا تساعد شعبنا. ليست هناك اي فائدة من ذلك».
وأتت الخطوة الاحتجاجية هذه إثر مقتل 29 شخصاً على الاقل بحسب ناشطين في سقوط صواريخ ارض - ارض على حي في مدينة حلب (شمال).
وكان من المقرر ان يتوجه رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب في غضون الاسابيع المقبلة الى موسكو. كما تلقى دعوة الى واشنطن من مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز خلال الاجتماع الاخير لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في 12 كانون الاول (ديسمبر).
 
معارك عنيفة بالمدفعية وقذائف الهاون على الحدود اللبنانية السورية
موقع إيلاف...وكالات          
اندلعت اشتباك عنيفة عند الحدود اللبنانية السورية ليلًا بين عناصر من الجيش السوري ومسلحين لم تعرف هويتهم بعد. وأكد مصدر أمني لبناني استخدام المدفعية وقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة في هذه المواجهات.
طرابلس: اندلعت معارك عنيفة ليل السبت الاحد عند الحدود اللبنانية - السورية، بين الجيش السوري من جهة ومسلحين من جهة ثانية، وفق ما اكد مسؤول امني لبناني لوكالة الأنباء الفرنسية. واستخدمت المدفعية وقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة في هذه المواجهات التي دارت بين الجيش السوري في بلدة المشيرفة ومسلحين في منطقة البقيعة اللبنانية.
ولم يفد المصدر الامني عن اي اصابات على الفور، مشيرا الى انه لم يكن باستطاعته تأكيد ما اذا كان المسلحون لبنانيين ام سوريين معارضين للنظام في دمشق. واندلعت اعمال العنف هذه بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني بنيران مصدرها الجانب السوري، لدى وجوده على مقربة من نهر يفصل بين البلدين بحسب المصدر.
وافاد مسؤول محلي لبناني ان من بين المسلحين افراد من عشيرة اللبناني القتيل. ومنذ بدء الازمة السورية قبل حوالى عامين، شهدت الحدود اللبنانية الشمالية والشرقية حوادث عدة بعضها دامية في هذا البلد المنقسم بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه.
وغالبا ما تدور المواجهات بين الجيش السوري ومجموعات مؤيدة لمقاتلي المعارضة السورية. كما دارت اشتباكات بين مجموعات مسلحة والجيش اللبناني الذي يحاول منع تسلل مقاتلين. وقتل ألف و14 شخصا في سوريا خلال الأسبوع الماضي، في عمليات النظام السوري ضد المدن التي تتركز فيها المعارضة، حيث استخدم أسلحة ثقيلة مدعومة بغطاء جوي
وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، أن 161 طفلا كانوا بين القتلى، إضافة إلى 90 إمرأة، و7 نشطاء، وطبيبين .
وأكدت الهيئة سيطرة الجيش الحر، على بلدة تل حميس و أكثر من 100 قرية بمحيطها في الحسكة، مشيرة إلى توجه قوات المعارضة نحو مدينة القامشلي، فيما اسقط الثوار مروحية تابعة للنظام في حي حلب الجديدة في مدينة حلب التي تشهد حرب شوراع عنيفة في مناطق عديدة.
 من جهتها ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ومقرها لندن، أن 79 شخصا بينهم 24 طفلا و6 نساء، لقوا مصرعهم اليوم، في عمليات قوات الأمن بمناطق متفرقة من البلاد.
 
وزيرا الدفاع الألماني والهولندي يتفقدان صواريخ باتريوت في تركيا
الحياة...أنقرة - رويترز
زار وزيرا دفاع ألمانيا وهولندا قواعد عسكرية في إقليمي أضنة وكهرمان مرعش في جنوب تركيا أمس حيث تفقدا بطاريات صواريخ «باتريوت» التي تم نشرها لحماية حدود تركيا مع سورية.
وقال وزير الدفاع الألماني توماس دي مايتسيره للصحافيين إن بطاريات باتريوت لم تنشر إلا لأغراض دفاعية.
وأضاف «من الواضح ليس فقط من تصريحاتنا بل أيضاً من التفاصيل التقنية أن البطاريات للأغراض الدفاعية. من المعروف انه لا يمكن في إطار حلف الأطلسي استخدام الصواريخ كمقدمة لفرض منطقة لحظر الطيران في سورية أو أي سيناريوات مماثلة. يتضح عند التدقيق في عمليتنا بشكل تقني أن الغرض الدفاعي هو غرضنا الوحيد».
وأرسلت كل من الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا بطاريتين من صواريخ باتريوت إلى تركيا وما يصل إلى 400 جنـــدي لتشغيلها بعدما طلبت أنقرة المساعدة في دعم دفاعاتها الجوية ضد هجمات صاروخية محتملة من سورية.
وأصبحت الحدود السورية التركية نقطة توتر في الانتفاضة المستمرة منذ 23 شهراً ضد الرئيس بشار الأسد مع سقوط قذائف تطلقها قوات الحكومة السورية داخل الأراضي التركية ما يدفع الجيش التركي إلى الرد.
وقالت وزيرة الدفاع الهولندية جينين هنيس بلاشيرت «نحن هنا سوياً لحماية الأراضي التركية والشعب التركي. لا نعرف ما إذا كانت سوريا ستتجه نحو حدودنا في حلف الأطلسي ولكن من أسباب وجودنا هنا هو الحد من خطر التصعيد. وهذا يجب أن يكون واضحاً لنا جميعاً».
وجرى نشر البطاريات حول ثلاث مدن في جنوب شرقي تركيا ويقول حلف الأطلسي إن الهدف منها هو حماية 3.5 مليون تركي من أي هجمات صاروخية. وصواريخ باتريوت قادرة على إسقاط الصواريخ المعادية في الجو.
وزادت حدة التوتر بعدما قال حلف الأطلسي انه رصد إطلاق صواريخ قصيرة المدى من داخل سورية سقط عدد كبير منها قرب الحدود التركية. وأرسلت تركيا طائرات حربية بمحاذاة الحدود ما يثير المخاوف من اتساع دائرة الحرب والفوضى في المنطقة.
ووصفت سورية نشر البطاريات بأنه عمل «استفزازي» في حين انتقدت إيران وروسيا اللتان تدعمان سورية منذ بداية الانتفاضة قرار حلف الأطلسي وقالتا إن نشر صواريخ باتريوت سيزيد من حدة الصراع.
ونفت تركيا وحلف الأطلسي بقوة أن تكون صواريخ باتريوت مقدمة لفرض منطقة لحظر جوي يطالب بها مقاتلو المعارضة السورية لمساعدتهم على الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطرون عليها في مواجهة القوات الحكومية التي تمتلك التفوق الجوي الكامل.
 
«قوات النخبة» النظامية إلى حلب في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة
لندن، دمشق، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
استمرت دورة العنف في سورية على وتيرتها، وحصدت حتى السادسة من بعد ظهر أمس اكثر من 85 قتيلاً سقطوا نتيجة قصف قوات النظام مناطق مدنية وبعض مراكز المعارضة في حلب وريف دمشق.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً إن حصيلة القصف الصاروخي لحلب بصواريخ «سكود» ليل الجمعة كان 29 قتيلاً بينهم 19 طفلاً و150 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح اثر سقوط الصواريخ الثلاثة في شرق حلب.
وأفاد ناشطون بأن هذه الصواريخ أطلقت من ريف دمشق. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» بأن «الجيش يحاول منذ أسابيع التقدم باتجاه حلب من الشرق تحضيراً لشن هجوم. يجري حالياً إرسال جنود من قوات النخبة إلى هناك».
وأضاف أن «استخدام الجيش صواريخ ارض - ارض ضد حلب يندرج في إطار محاولة التقدم هذه».
وقال الناشط براء اليوسف عبر «سكايب» لوكالة «رويترز» بعدما زار الموقع في حي أرض الحمراء الذي يسكن فيه «هناك اسر دفنت تحت الأنقاض... لا يمكن وصف المشهد .. انه مشهد مروع».
وأظهرت لقطات فيديو نشرها نشطاء، مبنى تشتعل فيه النيران وأناساً يحملون جرحى إلى سيارات لنقلهم إلى المستشفى. وكان من الصعب تحديد حجم الدمار في اللقطات الليلية لكن الحطام كان ظاهراً بوضوح على الأرض.
وقال اليوسف إن صاروخاً واحداً دمر 30 منزلاً.
وكان ما لا يقل عن 20 شخصاً قتلوا عندما أصاب صاروخ «سكود» كبير حي جبل بدرو خلال الأسبوع.
في المقابل ذكرت وكالة «سانا» الرسمية أن وحدات من الجيش كبدت «الإرهابيين» خسائر فادحة في سلسلة عمليات نوعية دقيقة نفذتها في مزارع دوما وحرستا وزملكا وعربين في ريف دمشق و»دمرت أوكار أدواتهم الإجرامية بما فيها من أسلحة وذخيرة».
ونقلت «سانا» عن مصدر مسؤول قوله انه «تمت تصفية الإرهابيين بلال غبيس ومحمد التلي ومحمد عرفة ومحمد الهبول متزعم إحدى المجموعات الإرهابية».
وفى عربين وزملكا دمرت وحدات الجيش آليات كان «الإرهابيون» يستخدمونها للتنقل في عمليتين نفذتهما ضد تجمعاتهم و»أسفرتا عن القضاء على أعداد من الإرهابيين من بينهم احمد حجيكو وقرهمان مشعل وعمر عبد الرحمن».
وتحدثت «سانا» عن «عمليات نوعية اتسمت بالدقة دمرت خلالها مواقع عدة وأوكار وأنزلت خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين في ريف إدلب».
ولم تتحدث الوكالة الرسمية السورية عن قصف حلب بالصواريخ.
في ريف حمص ألحقت وحدات الجيش في سلسلة عمليات نفذتها أمس خسائر فادحة في صفوف المعارضين ودمرت أسلحتهم ومعداتهم في الرستن والزعفران وعقرب وتل دهب والحولة.
وقال مصدر عسكري لمراسل «سانا» في حمص إن العملية أسفرت عن قتل عبد الله الحسين وشامل الأحمد وشعيب القاسم ورضوان سنو وناصر عزوز إضافة إلى تدمير مدفع هاون وعربتين مزودتين برشاشات ثقيلة. وقتلت القوات النظامية في عقرب مالك عبد الرزاق الكردي ورشيد قوقاج وعبد الكريم سعد الدين وعبيدة القطيبي المتخصص بتفخيخ السيارات والعبوات.
 
مسلحون من الأنبار يستولون على شحنات ضخمة من الأسلحة مهرّبة لنظام الأسد
المستقبل..
في العراق (علي البغدادي)، وبرغم نفي حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الدائم لتهريب أسلحة الى نظام الأسد، كشفت مصادر لـ"المستقبل" أن مسلحين ينتمون الى الأنبار استولوا بعد اشتباكات مع مجموعات مسلحة، على شحنة ضخمة من الاسلحة المتنوعة كانت في طريقها للتهريب الى سوريا، بعدما سربت إليها معلومات أمنية بهذا الشأن.
 
«الثوار» يعرضون تعاونا مشروطا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية...بعد السيطرة على موقع الكبر الذي قصفته إسرائيل عام 2007

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا .. أعلن متحدث باسم الكتائب العسكرية المعارضة التي سيطرت على موقع «الكبر» في دير الزور «جهوزية الثوار للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاكتشاف الموقع ودراسته»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن الدعوة «مقيدة بسلة شروط لحماية الثورة السورية».
وقال المقدم الركن مسعف الصبوح، لـ«الشرق الأوسط»، وهو أحد المنسقين العسكريين المعارضين الذين اقتحموا الموقع الذي يُشتبه في أنه نووي الليلة قبل الماضية، إن كتائب وألوية الجيش الحر في الداخل، وتحديدا التي شاركت في اقتحام الموقع «شكلت لجنة متخصصة من العسكريين والسياسيين والأمنيين والفنيين لحماية الموقع من أي عملية اختراق له من قبل جهات استخباراتية أجنبية». وأوضح أن «خلية إدارة المكان فوضت شخصا متخصصا للتفاوض مع الوكالة الدولية للطاقة النووية وإبلاغها بشروط الثوار للسماح لمندوبيها بالدخول إلى الموقع»، لافتا إلى أنها «شروط سيتم الاتفاق عليها لتحقيق مصالح الثورة السورية».
وجاء هذا الإعلان غداة سيطرة المعارضة السورية على موقع «الكبر النووي» في دير الزور بشكل كامل. وأفادت لجان التنسيق المحلية بسيطرة «الحر» أيضا على «مركز الأبحاث النووية عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري».
والموقع يُشتبه في أنه نووي، ويحمل ملامح تشبه شكل مفاعل نووي غير معلن، وقد تعرض لضربة جوية إسرائيلية في 5 سبتمبر (أيلول) عام 2007، بعد الاشتباه بأنه مفاعل نووي قيد الإنشاء، يتم بناؤه بالتعاون مع خبراء من كوريا الشمالية وإيران. وقامت إسرائيل قبل ذلك بعملية إنزال في أغسطس (آب) من العام نفسه لأخذ عينات من التربة وتحليلها.
وأوضح المقدم الصبوح أن الخطوط العريضة للشروط «وضعت وتم تفويض شخص متخصص لإدارة الملف»، مشيرا إلى أن أحد الشروط يتضمن «معرفة هوية الداخلين إلى الموقع». ولفت إلى أن الشروط «سياسية وفنية ولوجيستية واستخباراتية، تصب لصالح الثورة».
وعن كيفية تأمينه منعا للاختراق، قال «أنشأنا خلية أمنية تحكم السيطرة على الموقع وتحميه منعا لاختراقه، وأصدرنا تعليمات بعدم الدخول بتاتا إليه وعدم لمس أي شيء، إذ فرضنا حظر وجود»، مشددا على أنه «لن يُسمح لأحد بالدخول إلى الموقع إلا بشروطنا».
وسيطرت المعارضة على الموقع ليل الجمعة - السبت، بعد حصار دام 35 يوما، بمشاركة مجموعة ألوية وكتائب مقاتلة تابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، وأخرى للمجلس الثوري الأعلى من جبهتي الفرات والجزيرة. ولفت الصبوح إلى أن المعركة الأخيرة «كانت مع كتيبة حراسة الموقع»، مشيرا إلى أن الموقع «وجد فارغا من أي محتوى». وعما إذا كان المعارضون عثروا على تجهيزات نووية تؤكد أنه مفاعل نووي، رفض الصبوح إعطاء أي معلومات، مجددا تأكيده أن هذه المعلومات تُعطى «للوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وردا على سؤال إن كان هناك خبراء يعملون في الموقع قبل السيطرة عليه، أوضح الصبوح أن العاملين في داخله «أجلتهم مروحيتان تابعتان للقوات النظامية قبل فترة، بمواكبة من أربع طائرات (ميغ)».
وسيطرت المعارضة إلى جانب موقع «الكبر» على موقع للصواريخ، عثر فيه، بحسب الصبوح، على «صاروخ سكود واحد معد للتفجير». ويأتي هذا التأكيد، تصويبا لأنباء نقلها ناشطون، بأن المعارضة سيطرت على عدد من صواريخ السكود في موقع للصواريخ في المنطقة، في حين أفاد ناشطون بمواصلة القوات النظامية إطلاق صواريخ السكود على أحياء في مدينة حلب.
إلى ذلك، قالت مصادر ميدانية في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن ليل الجمعة «شهد سقوط صاروخي سكود على منطقة الأرض الحمراء في طريق الباب القريبة من مطار النيرب العسكري، وفي منطقة جبل بدرو الشعبية المكتظة بالسكان، حيث لا يزال البحث جاريا (حتى مساء أمس) عن جثث تحت الأنقاض». وقالت المصادر إن «إطلاق صواريخ سكود القادرة على ترك دمار كبير، يأتي لتخفيف الحصار عن المطارات العسكرية في حلب».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط ثلاثة صواريخ من طراز سكود أطلقت على مناطق سكنية في حلب أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصا وإصابة 150 آخرين. كما بث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر آثار سقوط الصواريخ على المدينة.
وفي موازاة ذلك، أكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» استهداف مناطق «حريتان وكفر حمرا وبليرمون بصواريخ غراد، أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن «المعركة محتدمة» بين المعارضين والقوات النظامية للسيطرة على ثاني أكبر مطار في البلاد. وأشار إلى أن القتال الدائر قرب مطار حلب الدولي تركز أمس حول جزء من طريق سريع يربط المدينة مع منشأة استراتيجية يحاول الثوار السيطرة عليه منذ أسابيع.
 
الحواجز الأمنية في دمشق: المدينة تختنق وسكانها يمضون أوقاتهم منتظرين إشارة الجندي
الحياة...دمشق - كمال شيخو
في آخر نقطة تفتيش قُبيل الوصول إلى إحدى ضواحي ريف دمشق, عُلِّق لوحٌ خشبي وثُبِّت بمتانةٍ بأكياس من التراب, وضعِت صورة للرئيس السوري بشار الأسد، كُتبت عليها عبارات على جوانبها الاربعة: الى اليسار كتبت جملة «نحن جنود الاسد»، والى يمين اللوح كُتب «الله للعبادة والجيش للبسالة والاسد للقيادة»، وكتبت عبارة «الأسد او لا أحد» في الجهة العليا للصورة. أما في أسفل اللوح فقد كُتِب «الله سورية بشار وبس».
استمرار المعارك بين مقاتلي المعارضة المسلحة, والقوات الموالية للنظام, أجبرت الأخيرة على التفكير في فرض منطقة عازلة بعمق 8 كيلومترات لفصل مركز المدينة عن الريف الثائر. الحواجز الأمنية انتشرت في كل مكان من العاصمة وأصبحت جزءاً من المشهد اليومي لسكانها. ففي تاريخ 24-4-2011, أي بعد شهر وعشرة ايام من انطلاق الانتفاضة الشعبية في سورية ضد نظام الحكم؛ أقامت أجهزة الامن أول حاجز عسكري لها في مدينة دوماً, ثالث المناطق التي شاركت في حركة الاحتجاجات, هذا الحاجز كان إعلاناً لانتشارها في كل أرجاء البلد.
مأساة يومية
لما (22 عاماً - طالبة سنة ثالثة، هندسة العمارة في جامعة دمشق) من سكان مدينة صحنايا تخرج من المنزل مبكرة لتصل الى كليتها بسرعة، بسبب مرورها بـ 6 حواجز و11 دبابة يومياً. نظام الحياة لديها تغير ولا بد من تعديله. تقول لما: «من بيتي الى جامعتي كنت أصل خلال نصف ساعة. الآن احتاج الى ساعتين ونصف الى ثلاث ساعات. في الكثير من الاحيان ينقطع الطريق ولا أستطيع العودة الى بيتي واضطر ان انام عند زميلاتي».
الحواجز غيرت حياة لما، كما أنها تسببت في اعتقال شقيقها الاصغر الذي اقتيد إلى جهة مجهولة، وما زال اهلها لا يعلمون عنه أي شيء. قالت: «عندي كره كبير للحواجز أشمئز من الصور والأعلام ومن لباس الجنود الرثة. أشعر أنني في مدينة محتلة».
النشطاء المعارضون يقدرون عدد الحواجز الرسمية في دمشق بقرابة 300 حاجز عسكري وأمني؛ عدا تلك التي أقامتها اللجان الشعبية بإيعاز من الأجهزة الأمنية لحماية «الشوارع من الارهابيين». انتشار هذه الحواجز أرهق الطلبة والموظفين بالدرجة الاولى بسبب تنقلهم اليومي, والتفتيش يؤدي الى ازدحام مروري خانق؛ ومشهد طوابير السيارات المزدحمة أصبح روتينياً.
توفيق (46 عاماً - موظف في دائرة حكومية) قال إن تلك الحواجز تظهرُ قوة النظام في مدينة دمشق فقط، لأنه فقد سيطرته على اكثر من 60 في المئة من ريف دمشق». وأضاف: «الحواجز في العاصمة اغلبها شكلية والهدف الأساسي منها استعراض عضلات النظام وعرقلة السير وازعاج الناس» .
وتابع قائلاً: «السلطة تكذب بادعاء وجود عصابات ارهابية، فإلى الآن لم نشهد تفجيراً ارهابياً مثلاً على جبل قاسيون او في مناطق تجمع الاجهزة الامنية».
ولم ينس توفيق شرحَ مأساته اليومية، إذ يقول: «أخرج من بيتي في الساعة السابعة صباحاً لأصل الى دوامي الساعة الثامنة والنصف. قبل ذلك طبعاً كان الطريق يستغرق حوالى 15 او20 دقيقة. والسبب يعود الى حاجز العدوي والفيحاء كونهما يدققان كثيراً ويؤخران السير».
حواجز في كل مكان
تتراوح أعداد عناصر الحاجز الواحد بين خمسة وعشرة أشخاص يلبسون الزي العسكري بالهندام الميداني كاملاً، يقفون في ستار صنع من اكياس الرمل وفي بعض الاحيان من التراب, يفتشون السيارات ذهاباً وإياباً. يطلبون إبراز البطاقة الشخصية, ثم تبدأ الأسئلة المعتادة: من أنت... من أين أنت قادم والى أين تذهب. يطلبون فتح صندوق السيارة, ويفتشونها, لتبدأ طوابير السيارات تباعاً بالتزايد.
تمثال الشهيد يوسف العظمة، المنتصب وسط ساحة المحافظة، والمحاط بسواتر اسمنتيّة مرتفعة، يبقى خير شاهد على ما هو عليه حال دمشق، اذ يمنع مرور السيارات من حوله, خوفاً من تفجير «ارهابي» كون تلك الساحة هي مجمع وزارات حكومية, وتنتشر فيها أربعة حواجز عند كل مدخل حاجز، وشاب وفتاة يفتشون المارة.
ساحة الامويين ليست افضل حالاً, اذ انتشر فيها حاجزان، الاول على الطريق المؤدي الى الجمارك, والآخر في بداية المدخل المؤدي الى منطقة أبو رمانة أحد الشوارع الراقية في العاصمة. أما ساحة السبع بحرات التي كانت تتألق بتدفق مياهها وطريقها الدائري, فتحولت الآن بسبب الحواجز الى موقف للشاحنات الضخمة التي احتلتها وقطعت بذلك كل الطرق وأبقت على مدخل شارع الباكستاني المؤدي الى شارع بغداد, والطريق القادم من المزرعة والميسات الى شارع العابد.
نادين العائدة للتو إلى سورية بعد غياب خمسة أعوام, سألت سائق سيارة الأجرة التي أقلتها من بيروت الى دمشق «كيف هي حال دمشق بعد 23 شهراً من الاحداث؟»، رد عليها السائق بابتسامة لطيفة: «خلال عودتنــــا الى دمشق ستعلمين حالها من عدد الحواجز التي تنتظـــرنا». تساءلت نادين: «عن اي حواجز تتحدث؟»، رد السائق وهو يضحك: «منذ متى ولم تعودي الى دمشق؟»، قالت: «منذ اكثــر من خمسة اعوام»، قال لها السائق: «اذاً عـــدّي الحواجز وستعلمين ان دمشق قــد تغيرت» وانهت حديثها بالقول: « 16 حاجـــزاً امنياً من جديدة يابوس الى منزل اهلي الكائن في جرمانا بريف دمشق».
 
تشكيل أول «كتيبة نسائية» ضد النظام السوري تضم 150 مقاتلة
الحياة...بيروت ـ ا ف ب
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاكراد في سوريا شكلوا اخيرا في محافظة حلب (شمال) اول كتيبة من النساء تضم نحو 150 متطوعة، لافتا الى تعاظم دور النساء في المواجهات في سورية.
وياتي اعلان هذا الامر بعد بضعة ايام من توقف المعارك بين المقاتلين العرب المعارضين للنظام السوري والمقاتلين الاكراد في مدينة راس العين في شمال سورية بعد ثلاثة اشهر من التوتر في ضوء التوصل الى اتفاق بين الطرفين بوساطة المعارض المسيحي ميشال كيلو.
وقال المرصد السوري ان "اللجان الشعبية الكردية شكلت كتيبة مؤلفة من نحو 150 امرأة سميت "كتيبة روكان"، في اشارة الى احدى المقاتلات الكرديات، ناشراً صورة لهذه الكتيبة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "انها اول كتيبة للنساء تقاتل الى جانب المقاتلين المعارضين"، مذكرا بان حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، "تقوده امرأة هي اسيا عبدالله".
واكد ان "النساء يقاتلن على كل الجبهات الان" و"يؤدين دورا رئيسيا في المعارك في سوريا".
وسعى اكراد سوريا البالغ عددهم مليونان والذين يتركزون في شمال وشمال شرق البلاد الى النأي بانفسهم عن النزاع رغم اتهام المقاتلين المعارضين لهم بتاييد النظام.
واتهمت تركيا النظام السوري بانه سلم العديد من مناطق الشمال لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، في اجراء "موجه ضد" انقرة.
 
متظاهرون يعترضون قافلة صهاريج في المصنع
شتورة ـ "المستقبل"
منع أهالي البقاع الاوسط فجر امس مرور قافلة صهاريج محملة بمادة المازوت من لبنان الى سوريا، وأجبروها على العودة الى بيروت.
وكانت قافلة مؤلفة من سبعة عشر صهريجاً تحمل لوحات سورية، آتية من بيروت، توقفت اول من أمس في منطقة ضهر البيدر، بعد نصائح بعدم اكمال طريقها باتجاه المصنع في ذلك الوقت. وفجر امس تحركت القافلة بمواكبة أمنية، ولحظة وصولها الى مفرق الروضة على مسافة كيلومترين من المصنع، اصطدمت بمئات الاهالي من قرى المنطقة الذين اعترضوا طريقها، مرددين شعارات تندد بالحكومة التي تسهم في ضخ مادتي المازوت والبنزين من لبنان الى النظام السوري الذي يقتل شعبه، ويعتدي على الآمنين في القرى الحدودية اللبنانية في البقاع والشمال. ورغم محاولة القوى الامنية المواكبة تسهيل سير القافلة، الا ان اصرار المواطنين فرض على القافلة العودة أدراجها، مع تحذير من مغبة المحاولة ثانية.
وشارك نحو 300 شخص بينهم عشرون من رجال الدين في هذا التحرك.
 
«الوسط الإسلامي» في الثورة السورية يسعى لدولة مدنية.... زعيم التيار الوطني السوري: نتخوف من التشدد أيا كان طرفه

لندن: «الشرق الأوسط».... تحاول شخصيات وهيئات إسلامية معروفة بتأثيرها في المجتمع السوري تعديل ما تراه انحرافا عن أهداف الثورة لدى بعض أطراف المقاتلة، وإعادة الأمور في سوريا إلى نصابها. ومن هذه الجهود دعوة زعيم حزب «التيار الوطني السوري» ذي المرجعية الإسلامية، لإقامة دولة مدنية عوضا عن انجراره في تيار الدعوات لدولة إسلامية.
ويشدد رئيس المكتب السياسي للحزب الدكتور عماد الدين رشيد في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية، على أن التشدد من أي جهة «مرفوض» وأن الحل الأنسب لسوريا هو دولة مدنية وهو مبتغى حزبه «الذي يمثل الإسلام الوسطي» بحسب زعمه.
ويلمح الدكتور رشيد إلى تحريف نظام الأسد للنظام العلماني – الذي يعني تحييد الدين عن السياسة بهدف عدم استغلال الحكام له، بالقول: «إن نظام بشار الأسد وأبيه قدم نفسه كنظام علماني وتبين لاحقا أنه متطرف واليوم يقتل الآلاف من السوريين ويدمر المدن والاقتصاد السوري».
وأضاف الدكتور رشيد، الذي شغل منصب نائب رئيس كلية الشريعة بدمشق واعتقل مرات عدة من قبل نظام الأسد قبل أن يفر إلى الخارج: «نحن لسنا قريبين من الإخوان المسلمين، نحن نمثل تيارا اجتماعيا سياسيا، بدأنا في عام 2003 ولم نستطع الاستمرار، بسبب النظام الأمني في سوريا الذي اعتقل كوادرنا وفرقنا، ثم تم اعتقلنا عام 2008 وعملنا في السر قبل انطلاقة الثورة في 15 مارس (آذار) عام 2011 ثم خرجنا لأن الأجهزة الأمنية لاحقتنا وهددتنا بالتصفية».
وحول ما يقال عن أن الثورة في سوريا «تأسلمت» أجاب رشيد بالقول: «الثورة في سوريا وطنية ذات أكثرية إسلامية، قدر الثورة أن أكثريتها إسلامية وهذه طبيعة الأمور على أرض الواقع، ونحن هنا نسأل هل كانت الثورة مسيحية أو يسارية حتى يقال عنها إنها تأسلمت، ألا تحوي الثورة كل الأطياف السورية».
وعن علاقات حزبه بباقي مكونات المعارضة قال رشيد إن «علاقتنا جيدة بجميع الأطياف، مرجعيتنا الإسلام دينا وثقافة وحضارة، لا مشكلة لنا مع الآخر ما لم يكن هو له مشكلة معنا، بين صفوف حزبنا أعضاء شيوعيون».
وردا على سؤال بشأن أن معظم الأحزاب الإسلامية تعلن خطابا وسطيا إلى أن يقبلها المجتمع وتخطف السلطة حتى تغيير مواقفها أجاب بالقول: «نحن أبناء الواقع اليوم ونعرف مجتمعنا الوسطي وإذا حصل أن تسلمنا السلطة فلا إرادة لنا لنحتكر الحكم أو إذا كنا شركاء في الحكم فأيضا سنكون وسطيين، لا ننكر لدينا تخوف من الواقع، نريد دستورا انتقاليا في البلاد لمرحلة انتقالية، دستور غير طائفي إنما وطني يستوعب جميع السوريين».
وحول مستقبل الدولة السورية، قال مدير المكتب السياسي لحزب التيار الوطني السوري: «نحن دعاة دولة مدنية، لا دولة علمانية. نريد الليبرالية نريد جيشا سوريا يعبر عن السوريين بأوزان أطيافه ونريد دستورا مؤقتا لمرحلة انتقالية لمدة خمس سنوات، نتخوف من التشدد.. وتخوفنا مشروع مثل تخوف غيرنا». وتابع متسائلا: «لماذا مسموح لغيرنا ما هو ممنوع علينا؟.من حقي كإسلامي أن يكون لدي تخوفي، عشنا عقودا من تشدد حكم طائفي معظم الأطياف كانت تعمل في ظله بشكل أو بآخر إلا الإسلاميين حتى لو كانوا وسطيين كانوا ممنوعين ومقموعين».
 
لؤي المقداد لـ"إيلاف": انتظروا خبرًا من الميدان يقلب المقاييس وبشّار ليس محصّنًا
هيثم الطبش         
يتعجّل لؤي المقداد، الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر، المساعي لحلّ الأزمة السورية، لأن الميدان يعد في مقبل الأيام خبرًا يغيّر كل الحسابات، ويهدد حزب الله بنقل المعركة إلى لبنان.
هيثم الطبش من بيروت: عناوين كثيرة تفرض نفسها على الحديث، الذي أدلى به لؤي المقداد، الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر، لـ"إيلاف"، إذ وجّه رسائل في أكثر من اتجاه لبناني ودولي. فبالنسبة إليه، حزب الله تحول إلى عصابة، بعدما أفلس حسن نصر الله من أكذوبة المقاومة، ورئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان مغلوب على أمره، والدولة اللبنانية مقهورة بقوة سلاح العصابة. أما النائب ميشال عون والوزير جبران باسيل فمأجوران لتشويه الثورة.
لكن الرسالة الأقوى يوجّهها المقداد إلى المجتمع الدولي، قائلًا: "البازار الآن مفتوح لإيجاد الحلول للأزمة في سوريا، والجميع يدفع أثمانًا، وأنصح المجتمع باستغلال فرصة الوقت المتاح حاليًا، لأنهم خلال أيام سيسمعون أخبارًا من الميدان تغيّر كل حساباتهم".
 يضيف: "يبنون حساباتهم على أساس أن بشار الأسد آمن في مكان ما، ويستطيع البقاء حيث هو هذه الفترة، نحن نقول لهم ستتفاجأون بما لم تتوقعوه". وإذ تستوضحه "إيلاف"، يجيب بصوت واثق: "ستسمعون خبرًا عن عمل عسكري يقلب المقاييس ويجبر المجتمع الدولي على تقديم صفقة سريعة باهظة الكلفة". يتابع: "يعتقدون أن بشار محصّن... وسنرى".
ويؤكد المقداد أن مخطوفي أعزاز بصحة جيدة، وأن حزب الله يعطّل الملف عمدًا، بالرغم من المساعي التي يبذلها الرئيس سعد الحريري، "الذي لا يبالي بمن سيستفيد سياسيًا من إطلاقهم، لأن همّه سلامتهم".
لن نسكت
يصف المقداد، عبر الهاتف، الأوضاع في منطقة القصير والقرى الحدودية المتداخلة بين لبنان وسوريا، بأنها "غير هادئة ولا مستقرة، وإن كانت حدة الاشتباكات قد تراجعت، لكنها لن تتوقف".
يضيف: "تراجعت عناصر حزب الله بعض الشيء، لكنها لا تزال تحتل قرى يجب ألا تكون فيها، وهنا أريد أن أقول لقيادة حزب الله إن عليها أن تدرك أن "القصير" أصبحت جبهتنا الأولى، وليست مجرد موقع قتال عابر، فالنظام السوري سحب قواته من المنطقة ليوظفها في معارك في مناطق أخرى، وحزب الله يلعب دور النظام على الأرض الآن، والجيش الحر لن يسكت عن هذا".
يشرح المقداد تفاصيل الواقع الميداني في القصير، فيقول: "عوّدتنا عناصر حزب الله على إطلاق رشقات نارية بين يوم وآخر في تلك المنطقة، لكن بعد خطاب أمين عام الحزب حسن نصر الله قبل أسبوع، رصدنا تحركات برَية غير اعتيادية، مرفقة بقصف مدفعي وصاروخي، يشكّل نوعًا من غطاء ناري، وكان هذا عاملًا جديدًا".
كمين الحرّ
ثمة عوامل ساعدت على تقدم عناصر حزب الله على الأرض وتوغلها في الأراضي السورية. يقول المقداد: "نفذوا اجتياحًا بريًا، ولم تكن عناصر الجيش الحر كافية لصدّ هذا الهجوم، لكنها تقلت الأوامر والتعليمات اللازمة للتعامل مع الوضع الجديد، وأرسلت إليها تعزيزات من مناطق قريبة في حمص، فأجبرت عناصر حزب الله على التراجع من بعض المواقع".
ويؤكد المقداد أن مقاتلي حزب الله استقدموا راجمتي صواريخ كاتيوشا إلى المنطقة، ونصبوا مدفعية أيضًا، "وكنا أمهلناهم 48 ساعة لوقف القصف، لكنهم لم يكترثوا".
يكشف المقداد أن الجيش السوري الحر هو من هاجم دورية حزب الله، وليست عناصر جبهة النصرة. يقول: "مع استمرار الحزب في اعتداءاته، نصبت مجموعة من كتائب الحر كمينًا لدورية مؤلفة من عشرة عناصر في سيارتي دفع رباعي، وكانت النتيجة تسجيل إصابات مباشرة، وإعطاب إحدى السيارتين، الأمر الذي سمح لهم بإخلاء القتلى والجرحى في السيارة الأخرى، ولم يتسن لنا التأكد من عدد القتلى، كما تعامل عناصرنا مع مربض مدفعية في قرية زيتا".
نقل المعركة إلى لبنان
"حسن نصر الله استنفذ كذبة المقاومة والممانعة، وتحول سلاح الحزب من محاربة العدو إلى قتل أطفال سوريا"، بهذه الكلمات يشرح المقداد التعبير الوارد في بيان للجيش السوري الحر، موجّهًا إلى نصر الله كلمات يقول له فيها: "عمرك الافتراضي انتهى".
يضيف: "نحن لا نقصد التهديد الجسدي بالقتل أو بالاغتيال، فنحن لا نستعمل هذا الأسلوب الذي اختص به حزب الله مع أخصامه، لكن كذبة المقاومة انتهت، وحزب الله أصبح عصابة".
وعن التوجّه إلى تقديم شكوى ضد لبنان بسبب ممارسات حزب الله، يقول المقداد: "تواصلنا مع أعضاء في الائتلاف المعارض، وأوضحنا لهم الموقف، وطلبنا منهم بصفتهم الممثل السياسي للثورةإصدار بيان والتوجّه بشكوى ضد حزب الله في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة، ولا توجّه لدينا في الوقت الراهن نحو التحرك ضد الدولة اللبنانية، لأننا ندرك أن حزب الله يقبض على عنق هذه الدولة، ولا يسمح لأركانها بالتحرك من دون إذنه، وقد ناشدنا رئيس الجمهورية أكثر من مرة، من دون أي نتيجة".
لكن المقداد يلمّح إلى ما هو أخطر من ذلك. يقول: "لدينا في صفوف الجيش الحر ما يزيد على 300 ألف عنصر وضابط، ونحن قادرون على نقل المعركة إلى لبنان، وفي لبنان نحو 300 ألف لاجئ سوري أيضًا، إضافة إلى إخواننا اللبنانيين المناصرين لثورتنا، وهذه كلها عناصر قوة، لكننا نشدد ونكرر أن اللبنانيين أهلنا وإخوان لنا، وندرك تمامًا أنهم واقعون تحت تسلّط سلاح عصابة حزب الله"، مؤكدًا عدم استهداف اللبنانيين في أي ضربة يوجّهها الجيش الحر إلى مواقع إطلاق النار والمدفعية.
بين النصرة والنظام
يرتفع صوت المقداد عند سؤاله عن الدور الذي تلعبه جبهة النصرة في الثورة السورية. يقول: "كنا أول من حذّر من مغبة دخول جبهة النصرة إلى سوريا، وطالبنا بالتنبه إلى هذا الأمر، لكننا لم نلقَ أي اهتمام من أي طرف، فقبل أربعة أشهر بالتحديد، كان عدد رجال جبهة النصرة في سوريا كلها 1300 رجل فقط. أما اليوم فنحن نلاحظ ارتفاعًا لهذا العدد، فالقدرات التنظيمية والمالية لجبهة النصرة من جهة وضعف قدرات الجيش الحر في الجهة المقابلة عاملان يغريان الشبان السوريين الذين يريدون مواجهة هذا النظام القاتل، فيلجأون إلى الطرف الذي يوفر لهم هذه الإمكانات".
لا بد من الاعتراف بأن هذا الكلام يثبت النظرية التي يسعى النظام إلى تسويقها لدى الغرب، بأنه يقاتل القاعدة. يرد المقداد على ذلك بحماسة مفرطة: "لو كان الأسد يقاتل القاعدة والتطرّف لما واجهناه، وكنا سكتنا عنه، لكنه يقتل شعبًا بكامله، وهنا لا تستطيع دول العالم أن تتفرج علينا نموت لعامين، ولا تتخوف من دخول القاعدة وجبهة النصرة وربما غيرها إلى الساحة".
يتابع: "المماطلة التي يمارسها المجتمع الدولي مكشوفة بكل أشكالها، فمرة السبب هو الانتخابات الروسية، ومرة الانتخابات الأميركية، ومرة التهويل بوجود القاعدة، ومرة انتظار البديل من النظام، وهذه كلها حجج واهية".
ويؤكد أن الأمر اليوم بيد الشعب السوري، الذي يواجه بقدراته البسيطة، "لكن المشكلة أننا نفتقد القدرات، فنلجأ لطلب المساعدة من الله، وعندما نقول يا رب، يقال عنا إرهابيين وتكفيريين، هذه هي المعادلة".
عطلوا ملف أعزاز
يتعزز الإحساس بالغيظ لدى المقداد عند سؤاله التعليق على مواقف تكتل التغيير والإصلاح والنائب ميشال عون من الجيش السوري الحر والثورة السورية. يقول: "أوجّه رسالة لذلك الذي وصف الجيش الحر بالعصابة، فأقول له إذا كانت المقاومة التي يلتحق بها هذا الصغير هي التي تقتل الأطفال، فمباركة عليه، وإذا كنا بنظر هذا التكتل عملاء لإسرائيل، فأقول لميشال عون إسأل ميشال سماحة وفايز كرم فيخبروك من هم العملاء، واسأل صهرك المأجور المرتزق الذي يخرج ليشوّه صورة الثورة".
يرفض المقداد قاطعًا الربط بين مصير اللبنانيين الموجودين في أعزاز وبين ما يجري في القصير، ويوضح قائلًا: "هؤلاء أهل لنا، ونحن لسنا كحزب الله، لنربط بينهم وبين ما تفعله هذه العصابة في القصير، ويعلم حزب الله ونصر الله أنهم هم الذين عطلوا هذا الملف بعدما بذل الجيش السوري الحر والرئيس سعد الحريري كل الممكن لإطلاق سراحهم، ويعرف نصر الله أن إنهاء معاناة هؤلاء في يده شخصيًا".
يضيف: "أذكر بأن إيران ضغطت على الأسد لإطلاق سراح 2100 مواطن سوري مقابل 48 إيرانيًا كانوا محتجزين، فليقم نصر الله بالخطوة نفسها إن استطاع، لكن الدم الللبناني والسوري رخيص عنده وعند الأسد، فالمطلوب الضغط على الأسد للإفراج عن أسرى سوريين أبرياء مقابل الإفراج عن هؤلاء".
 
المقاطعة لن تفيد المعارضة السورية

طارق الحميد

جريدة الشرق الاوسط....
أعلن الائتلاف السوري المعارض تعليق زياراته المقررة لكل من واشنطن وموسكو، وكذلك المشاركة في مؤتمر روما لدعم المعارضة، وذلك «احتجاجا على الصمت الدولي» تجاه «الجرائم المرتكبة» بحق السوريين، وذلك بعد قصف النظام الأسدي لحلب بالصواريخ بعيدة المدى، والمقاطعة بالطبع تصرف خاطئ.
المقاطعة ليست الحل بالنسبة للمعارضة السورية، وأيا كانت المبررات، فالأصل بالسياسة هو التواصل، ولو عبر القنوات الخلفية. والمعارضة السورية في أمس الحاجة للتواصل بنفسها مع المجتمع الدولي، سواء روسيا أو الغرب، وليس عبر وسطاء يتحدثون نيابة عنهم، سواء عرب أو غربيون.
صحيح أن الموقف الدولي محبط ومتخاذل، لكن ما البديل، خصوصا أن إيران، مثلا، تقدم دعما مهولا ومستمرا للأسد؟ ولذا فإن المقاطعة والانفعال أمر غير مجدٍ، فالمفروض على المعارضة أن تقوم بالزيارات المقررة لها لموسكو وواشنطن، وتشرح موقفها، وتحاول حشد المواقف الدولية لمصلحتها دون كلل أو ملل، وإلا فإن المستفيد هو الأسد الذي ما مل يحاول، ومنذ اندلاع الثورة، على ضرب مصداقية المعارضة، والسعي لتفتيتها، وقد فعل الأسد كل ما بوسعه لتحقيق ذلك، فلماذا تمنحه المعارضة الآن ما لا يستحق، خصوصا أن الحديث عن الأوضاع في سوريا وضرورة التدخل فيها أمر مطروح للنقاش، وبجدية.
أميركيا، تواجه الإدارة الأميركية الآن مزيدا من الانتقاد الداخلي حيال موقفها من الثورة السورية، حتى إن بعضا من الصحافيين الأميركيين المعروفين بالدفاع عن إدارة أوباما باتوا يتحدثون بلغة نقدية، أو قل موضوعية، تجاه سوريا، والحديث منصب على مراجعة المواقف، خصوصا مع اكتمال تشكيل الإدارة الأميركية، مما يجعل المقاطعة أمرا غير مجدٍ، خصوصا عندما نقرأ مقالا بدورية لندن «ريفيو أوف بوكس» الذي نقلته «رويترز»، حيث يقول مسؤول بالبيت الأبيض إن الإدارة الأميركية تحاول التعلم من دروس الماضي، خاصة في العراق، وإن لأميركا «تاريخا طويلا من اختيار الفائزين والخاسرين؛ اعتمادا على الشخص الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة. إنها تحاول فقط تعلم الدرس والتواضع»! وهذا يعني أن التواصل مطلوب من أجل الإقناع، ومحاولة انتزاع المواقف، حتى وإن بدا الأمر محبطا.
وبالنسبة للتواصل مع الروس فإن التلاعب والتناقض الروسي بالتصريحات يتطلب مزيدا من المواجهة في موسكو نفسها، وليس بالضرورة لإقناعهم، بل لإحراجهم دوليا، فيجب ألا تترك موسكو بلا تحدٍ سياسي، وتفنيد للحجج، صحيح أن الجرائم المرتكبة بسوريا تغني عن كل قول، لكن ذلك حال السياسة وهو خذ وطالب، ومجرد التواصل مع الروس، بالنسبة للمعارضة السورية، فإنه إحراج للروس سياسيا، وإحراج للأسد نفسه، وكشف لحيله المنصبة على ضرب المعارضة وإفشال تواصلها مع المجتمع الدولي، فمجرد تقوقع المعارضة على نفسها يعني انفراجة للأسد، ولو أمام دائرته الضيقة، وهذا ما يجب أن تتجنبه المعارضة السورية التي بات قدرها أن تشرح الواضح، والعرب تقول إنه من المعضلات شرح الواضحات، لكن هذا قدر الثورة السورية للأسف، ولا مناص منه.
 

 
النهار..(وص ف)

كيري يبدأ اليوم "جولة استماع" في أوروبا والمنطقة.. وفي برنامجه الحرب في سوريا ومالي وايران وكوريا الشمالية

 

يبدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم جولة ماراتونية تستمر اسبوعين يزور خلالها عدداً من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الاوسط  ويبحث معهم في القضايا الساخنة، وخصوصاً الازمة السورية.
وفي اول رحلة له الى الخارج منذ توليه حقيبة الديبلوماسية الاميركية، يزور  بدءا من اليوم ولغاية 6 آذار كلا من لندن وبرلين وباريس وروما وانقرة والقاهرة والرياض وابو ظبي والدوحة.
وخلافاً لما أعلنه مسؤولون فلسطينيون من أن زيارة كيري ستشمل أيضاً المناطق الفلسطينية واسرائيل، خلا البرنامج الرسمي الذي وزعته الخارجية الاميركية من هاتين المحطتين اللتين سيزورهما الرئيس باراك اوباما في آذار المقبل.
والى تأكيد كيري خلال كل محطات جولته هذه على العلاقات التاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة وحلفائها على الضفة الاخرى من الاطلسي، يبحث الوزير الاميركي في "جولة الاستماع" هذه مع مضيفيه في مواقفهم من القضايا الدولية الساخنة، وتحديداً الحرب في سوريا ومالي والملفين النوويين الايراني والكوري الشمالي، اضافة الى عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية المجمدة والوضع في افغانستان ومعضلة التغير المناخي.
وكيري الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ لمدة 30 عاما تقريبا والمرشح السابق  للانتخابات الرئاسية  عام  2004، لم يأتِ الى عالم الديبلوماسية من فراغ، فوالده كان ديبلوماسيا وهو نفسه كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، وسبق له ان جال العالم والتقى ابرز زعمائه.
والوزير الجديد الذي تولى منصبه في الاول من شباط خلفا لهيلاري كلينتون، معروف بأنه من أبرز دعاة توطيد العلاقات الاميركية- الاوروبية، وهو امضى سنوات من طفولته في برلين حيث كان والده ديبلوماسياً معتمدا فيها، اضافة الى انه يتحدث الالمانية والفرنسية، إذ تجمع عائلته روابط بفرنسا. وقد جعل قراره تخصيص جولته الخارجية الاولى لاوروبا، بعدما خصصت كلينتون  زيارتها الخارجية الاولى عام 2009 لمنطقة آسيا-المحيط الهادئ، عملاً بسياسة أوباما، هذه المنطقة "نقطة ارتكاز" الاستراتيجية الاميركية.

 

العلاقات عبر الاطلسي

وفعلاً، ركز وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفييله الضوء على هذه النقطة، مؤكداً ان زيارة نظيره الاميركي لبرلين الثلثاء هي "اشارة مهمة للعلاقات عبر الاطلسي". وقال لصحيفة "باساور نوي برس" ان هذه الزيارة "تبرهن لكل الذين اعتقدوا ان اوروبا لم تعد مهمة للولايات المتحدة انهم على خطأ".
وتكرر التفسير نفسه   في باريس التي ترى في اللقاء المقرر بين كيري والرئيس فرنسوا هولاند   فرصة "للتباحث في العلاقات عبر الاطلسي".
وفي الواقع، شهدت العلاقات الاميركية - الاوروبية  انتعاشاً اثر اعلان الرئيس اوباما قبل عشرة ايام في خطابه السنوي في الكونغرس عن "حال الاتحاد" اطلاق مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي لاقامة منطقة ضخمة للتبادل التجاري الحر.
وفي برلين، يلتقي كيري ايضاً نظيره الروسي سيرغي لافروف، ويبحث معه في الملفات الخلافية بين بلديهما، وخصوصاً الحرب في سوريا، كما في الملفات التي تجمع بينهما، وخصوصاً ازمتي ايران وكوريا الشمالية. وتتزامن المحادثات الاميركية-الروسية مع مفاوضات ستجري في مدينة الماتي في قازاقستان بين ايران ومجموعة الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) في شأن الملف النووي الايراني.
وسيكون الملف السوري أيضاً في صلب المحادثات التي سيجريها كيري في روما الخميس  حيث يشارك في مؤتمر "اصدقاء سوريا" الداعم لمعارضي الرئيس السوري بشار الاسد، ويلتقي على هامشه ايضا "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".   
كما ان هذا الملف سيكون في صدارة القضايا التي سيبحث فيها كيري مع حلفائه في انقرة، وكذلك في القاهرة حيث يلتقي  الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
ويمضي رئيس الديبلوماسية الاميركية اكثر من 24 ساعة في مصر التي  تشهد أزمة سياسية حادة، على أن يختتم جولته الماراتونية في الخليج حيث يشارك خصوصا في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض.
وفي السعودية كما في الامارات وقطر، سيكون الملف السوري في صدارة الملفات التي سيتناولها  كيري، اضافة الى عملية السلام الاسرائيلية -الفلسطينية المجمدة منذ ايلول 2010 والوضع في افغانستان التي ستنسحب منها القوات الاميركية في نهاية 2014.

 


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,849,680

عدد الزوار: 6,968,728

المتواجدون الآن: 84