«الحر» يعلن استهداف مواقع لحزب الله بعد انتهاء الـ48 ساعة..وصول «أمير القوقاز» لسوريا يضاعف مخاوف المعارضة من «استغلاله» ضدها.. رجال الدين الدروز في مدينة السويداء يخرجون عن صمتهم: الجبل على الحياد

خبراء: تكلفة إعادة الإعمار في سوريا لن تقل عن 200 مليار دولار...سلسلة تفجيرات تهز دمشق وتخلف عشرات القتلى.. والمعارضة تندد

تاريخ الإضافة السبت 23 شباط 2013 - 5:12 ص    عدد الزيارات 2133    القسم عربية

        


سلسلة تفجيرات تهز دمشق وتخلف عشرات القتلى.. والمعارضة تندد

إصابة زعيم الجبهة الديمقراطية بخدوش جراء تناثر زجاج مكتبه القريب وتدمير أكثر من 50 سيارة

 
آثار انفجار السيارة المفخخة قرب السفارة الروسية في قلب دمشق أمس (أ.ف.ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لندن: «الشرق الأوسط»
أكثر من ستين قتيلا وعشرات الجرحى من بينهم نايف حواتمة زعيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الذي أصيب بخدوش جراء تناثر الزجاج في مكتبه الذي لا يبعد كثيرا عن مكان الانفجار. سقطوا في سلسلة تفجيرات هزت قلب العاصمة دمشق صباح أمس الخميس، أكبرها كان انفجار سيارة مفخخة في شارع «الثورة» على أطراف حي المزرعة، أمام مشفى «الحياة» وقريبا من مقر لحزب البعث الحاكم. وبحسب سكان في العاصمة، بلغت ترددات صوت الانفجار ما يقارب مساحة أربعة كيلومترات، حيث تساقط زجاج منازل في شارع بغداد والسبع بحرات وحي المزرعة. كما سمعت أصداؤه في العدوي وأبو رمانة.

وكانت موسكو أولى العواصم المنددة بالانفجار، ودعت كل الدول التي لها تأثير على ما وصفته بـ«المتطرفين» في سوريا لمطالبتهم بالتوقف الفوري عن مثل هذه الأعمال الإرهابية. وشدد ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية في بيان نشر على الإنترنت على إدانة موسكو لهذه العملية الإرهابية. وقال «نجدد دعوتنا إلى كل الدول والأطراف التي بوسعها التأثير على المتطرفين والراديكاليين لتضغط عليهم وتطالبهم بالوقف الفوري لمثل هذه الأعمال الإرهابية والعنف المسلح كي تتوفر ظروف ملائمة لإجراء الحوار السوري الواسع على أساس بيان جنيف الصادر عن مجموعة العمل الدولية في يوليو (حزيران) عام 2012».

وفي تفاصيل التفجير، قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن سيارة ملغومة انفجرت على طريق سريع مزدحم قرب مبنى تابع لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم ما أدى إلى مقتل 53 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 200 شخص آخر.

وبثت قناة «الإخبارية السورية» صورا لمكان الانفجار ظهرت فيها سيارة محترقة بالكامل وعشرات السيارات الأخرى المحترقة. كما أظهرت الصور أشلاء بشرية ومصابين ممددين على العشب تجرى لهم الإسعافات الأولية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب أعمال العنف في سوريا إن سيارة ملغومة انفجرت بالقرب من مبنى تابع لحزب البعث الحاكم على بعد نحو 200 متر من مجمع السفارة الروسية. ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن دبلوماسي قوله إن الانفجار تسبب في تحطم نوافذ في مجمع السفارة الروسية التي تقع واجهتها على الطريق الذي شهد الانفجار لكن لم تقع إصابات بين العاملين.

وقال محافظ دمشق بشر الصبان في تصريح صحافي إن السيارة كانت تحمل ما بين طن و1.5 طن من المتفجرات. وأضاف بعد زيارته المكان أن العملية تعتبر «دليلا على إفلاس الإرهابيين». وأضاف «نقول لهم سنضربكم بيد من حديد ولن يستطيع أي إرهابي زعزعة عزيمة الشعب السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد ومن عزيمة الجيش السوري».

وأفاد شهود عيان أنهم رأوا 7 جثث في مكان الحادث. وأضافوا أنهم أحصوا 20 سيارة متفحمة وأكثر من 50 سيارة أخرى دمرت أو لحقت بها أضرار جسيمة بفعل قوة الانفجار الذي أحدث فجوة بلغ عمقها متران في الطريق.

وظل وسط دمشق بعيدا نسبيا عن الصراع الدائر منذ نحو عامين الذي أسفر عن سقوط نحو 70 ألف قتيل في أنحاء البلاد طبقا لإحصاءات الأمم المتحدة غير أن العنف دمر أطراف العاصمة وضواحيها.

وعلى الرغم من عدم تبني أي طرف لهذا التفجير، ربطت بعض وسائل الإعلام السورية المحسوبة على النظام بين التفجير وجبهة النصرة التي أعلنت في وقت سابق أنها نفذت 17 هجوما في أنحاء دمشق خلال النصف الأول من فبراير (شباط) منها سبعة تفجيرات على الأقل. وقال أحد سكان المنطقة وقد بدت عليه معالم الغضب للتلفزيون السوري «هذا ليس إجراما. هذا إرهاب. أهلنا ونساؤنا وأعراضنا هتكوها. هل تسمون هذا إسلاما؟». وقالت إحدى المصابات وقد بدت آثار الدماء على وجنتيها بصوت مرتجف «هذه هي الحرية التي ينادون بها، هذا هو الجيش الحر».

من جانبه، أدان الائتلاف السوري المعارض «التفجيرات الإرهابية» التي وقعت أمس في دمشق «أيا كان مرتكبها». وهذه هي المرة الأولى التي تتجنب فيها المعارضة توجيه الاتهامات في تفجير من هذا النوع لنظام بشار الأسد. لكن الائتلاف استدرك ذلك وقال في بيان ألقاه محمد قداح على هامش اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري بالقاهرة إن التفجيرات «محاولة خبيثة من جانب النظام، لإدانة المعارضة وإلصاق التهمة بها».

وجاء في البيان الذي نشر على صفحة الائتلاف على موقع «فيس بوك» أن الائتلاف يدين ويندد بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت دمشق «ويؤكد أن أي أعمال تستهدف المدنيين بالقتل أو الانتهاكات لحقوق الإنسان هي أفعال مدانة ومجرمة أيا كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها».

وتقدم الائتلاف بالتعازي لأسر كل ضحايا التفجيرات في سوريا وتمنى للجرحى الشفاء العاجل. ومن ضمن الجرحى الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، وقد أكد مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة رشيد قويدر نبأ إصابة حواتمة بجروح طفيفة في وجهه ويديه نتيجة لتناثر شظايا الزجاج إثر ضغط الانفجار فيما كان يعمل في مكتبه، الواقع على بعد 500 متر من مكان الانفجار. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اتصل بحواتمة، مطمئنا على صحته إثر إصابة مقر الجبهة الواقع في حي الأزبكية في دمشق بشظايا الانفجار.

وأشار المرصد السوري، الذي يتخذ من لندن مقرا له، إلى أن بين قتلى تفجير المزرعة «ما لا يقل عن تسعة عناصر من القوات النظامية»، موضحا أن معظم القتلى والمصابين من «المدنيين من سكان المنطقة أو مستقلي سيارات تزامن وجودها في المنطقة أثناء التفجير».

يشار إلى المنطقة المستهدفة تعبر تجمعا للميكروباصات المنطلقة باتجاه بلدات الغوطة الشرقية كحرستا وزملكا وعربين، وتكتظ في هذا الوقت من السنة بطلاب شهادة الثانوية العامة بسبب قربها من دائرة امتحانات دمشق واحتوائها الكثير من المدارس كابن الأثير وعبد الله بن الزبير للبنين وغسان عبود للإناث.

وبحسب مصادر معارضة، انفجرت لاحقا سيارتان ملغمتان أمام مركزين أمنيين في حي برزة بشمال شرقي العاصمة لكن لم ترد تفاصيل عن الضحايا. كما استهدفت ثلاث قذائف هاون مبنى الأركان في ساحة الأمويين، وهو قيد الصيانة بعد التفجيرين اللذين تعرض لهما في 26 سبتمبر (أيلول) وشوهدت سيارات الإسعاف تتجه إلى المنطقة في حين يتم إخلاء مكتبة الأسد القريبة من مبنى الأركان.

يذكر أن العاصمة السورية شهدت عددا من التفجيرات كان آخرها سيارة مفخخة استهدف فرعا للمخابرات أسفر عن مقتل 53 عنصرا من المخابرات العسكرية السورية بينهم ستة ضباط في 24 يناير (كانون الثاني) الماضي.

 

 

خبراء: تكلفة إعادة الإعمار في سوريا لن تقل عن 200 مليار دولار... تفاوت تقديرات الدمار والخسائر الاقتصادية منذ بدء الثورة فيها

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ليال أبو رحال ... تتفاوت التقديرات بين الخبراء الاقتصاديين والمسؤولين السوريين الرسميين وآخرين من المعارضة السورية بشأن تكلفة الدمار في سوريا ومستلزمات مرحلة إعادة الإعمار، لكن غالبية هذه التقديرات تشير إلى أرقام مرتفعة بسبب حجم الأضرار الذي لحق بالبنى التحتية من جهة، والخسائر الاقتصادية الناجمة عن انقطاع الكهرباء وفقدان العملة السورية أكثر من نصف قيمتها أمام الدولار من جهة أخرى.
وفي تصريحات متلاحقة خلال الأسبوعين الأخيرين، أعلن وزير الإدارة المحلية السوري عمر غلاونجي أن «الحرب التي تُشنّ على سوريا تطال كل البنى التحتية للدولة»، وكشف عن تقدير لجنة الإعمار الحكومية للأضرار الناتجة عن «أعمال التخريب» التي قامت بها «المجموعات الإرهابية»، كما وصفها حتى 10 يناير (كانون الثاني) 2013، بأكثر من ألف مليار ليرة سورية، أي 11 مليار دولار تقريبا. كما أعلن وزير الكهرباء السوري عماد خميس أن تكلفة الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الوطني السوري نتيجة انقطاع التيار الكهربائي في البلاد تقدر بنحو 22 مليار دولار أميركي، لافتا إلى أن «قطاع الكهرباء تصدر قائمة القطاعات الحيوية التي طالها الإرهاب في سوريا».
ويقدر خبراء اقتصاديون وتقارير دولية أن يؤدي استمرار النزاع في سوريا إلى نتائج كارثية تفوق ما شهدته دول أخرى نتيجة النزاعات في العقود الأخيرة. ويعرب المنسق العام لمجموعة «عمل اقتصاد سوريا» ومدير المكتب الاقتصادي في المجلس الوطني السوري الدكتور أسامة قاضي لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأن «وزراء النظام يقومون بتقدير الخسائر في المناطق غير المحررة أملا في الحصول على الدعم الإغاثي من الأمم المتحدة»، ويشير إلى أن «النظام الذي يطلب الإغاثة هو المسؤول الوحيد عن هذا الضرر»، مرجحا بحسب تقديرات أولية، أن تكون «تكلفة الأضرار في البنى التحتية، جراء القصف البري والجوي، قد تجاوزت 50 مليار دولار، عدا عن أن خسائر الاقتصاد بسبب قطع الكهرباء أكثر بكثير من 22 مليار دولار».
ويقول الخبير الاقتصادي اللبناني وليد أبو سليمان لـ«الشرق الأوسط» إن «إعادة سوريا إلى سكة الدول الحديثة، يتطلب مجهودا ضخما، وسنوات من العمل، التي يفترض أن تعالج البشر والحجر قبل الانتقال إلى البناء الاقتصادي»، ويشير إلى أن بعض الدراسات ترجح «أن لا تقل تكلفة إعادة الإعمار ودعم التنمية في سوريا عن 200 مليار دولار، على أن تتصاعد الأرقام إلى مستويات أعلى إن لم يتوقف مسلسل التدمير والقصف العشوائي».
وفي موازاة إشارة القاضي إلى أن «الزراعة تعطلت جراء انقطاع الكهرباء وعدم توفر مادة الديزل التي تشغل مضخات الري، عدا عن إصابة الصناعة بشلل كامل وخسارة سوريا مرضى بالمئات في المشافي إن لم يكن بالآلاف للسبب نفسه»، يشير أبو سليمان إلى أن «الاقتصاد السوري يعتمد على 4 قطاعات أساسية هي الزراعة والصناعة والسياحة والنفط». ويوضح أن «هذه القطاعات كلها تعاني من تدهور خطير، وبالتالي، فإن أول شروط استعادة الاقتصاد السوري عافيته، يكمن في الاستقرار الأمني، الذي من شأنه إيقاف تدهور العملة الوطنية، ليعيد الطلب عليها، وهو ما سيسمح للاستثمارات المحلية والخارجية بالعودة إلى دمشق».
يعترف القاضي، وهو يدير المكتب الاقتصادي في المجلس الوطني ويتولى التنسيق مع المعنيين على أكثر من مستوى بشأن إعادة الإعمار، بأن «تقدير الأضرار صعب للغاية، خصوصا أن صواريخ النظام السوري وراجماته وقنابله وبراميل الديناميت التي يرميها من الجو يوميا من دون انقطاع، تجعل التقديرات تتجاوز 50 مليار دولار بسهولة إن لم يكن أكثر».
يعتمد الاقتصاد السوري، وفق الخبراء الاقتصاديين، على ما يعرف باسم «اقتصاد دولة الرعاية»، منذ أكثر من 40 عاما، بمعنى قيام الدولة بدعم السلع والخدمات الأساسية للمواطنين. ويرى أبو سليمان أن «النظام الاقتصادي السوري يشهد اليوم أسوأ مراحله ويعاني من انحدار سريع، قد يعرضه لخطر الإفلاس والتداعي الخطير، لا سيما مع انهيار العملة الوطنية وخسارتها أكثر من نصف قيمتها أمام الدولار»، ويشدد على أن «ما يزيد الطينة بلّة هو الدمار الكبير الذي يصيب البلاد جراء الاشتباكات المتنقلة من مدينة إلى أخرى»، موضحا أن «إعادة الإعمار الاقتصادية تفترض خطة شاملة، تتناول مختلف القطاعات التي تأذت نتيجة الوضع الأمني المتردي، مع العلم بأن النمو الاقتصادي للبلاد لم يتخط في نهاية عام 2008 عتبة الـ2%».
وبغض النظر عن نتيجة الصراع المستمر في سوريا منذ نحو العامين، فإن الأولوية في المرحلة المقبلة، وفق أبو سليمان، تبقى لورشة الإعمار، ويشير إلى أنه وفق تقديرات «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، يقدر عدد المباني المدمرة بـ2.365 مليون مبنى بدرجات متفاوتة، إضافة إلى مناطق كثيرة لم تتم دراستها لعدم توفر البيانات الكافية، وهو ما يحتاج، كما يقول أبو سليمان، إلى «ثلاث سنوات على الأقل لإعادة البناء». ويشير إلى «تقديرات مختلفة لتكلفة إعادة الإعمار تتراوح بين 40 و60 مليار دولار على أقل تقدير، فيما تقدرها المعارضة السورية بـ100 مليار دولار». ومن شأن فك الحصار الاقتصادي عن سوريا، وفق ما يوضحه أبو سليمان، أن يساهم في «إعادة فتح أبواب التصدير والاستيراد المجمدة راهنا»، لافتا إلى أنه «يكلف سوريا، بحسب آخر الدراسات، أكثر من 400 مليون دولار شهريا».
وكان مدير إدارة التنمية الاقتصادية والعولمة وكبير الاقتصاديين في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) التابعة للأمم المتحدة، عبد الله الدردري، قد أعلن الشهر الماضي عن أن اضطلاع الأمم المتحدة بقيادة فريق من مجموعة خبراء سوريين في الداخل والخارج يتولون إعداد دراسة بعنوان «الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا»، وهي عبارة عن مشروع سوري وطني توفر «الإسكوا» الغطاء له، ويتضمن مسحا شاملا ورؤية لمرحلة الإعمار ويتناول 3 محاور رئيسية: «إعادة هيكلة المؤسسات والحكم الرشيد، المصالحة الاجتماعية والخدمات المجتمعية، إعادة البناء والإنعاش الاقتصادي».
ويقول القاضي في هذا السياق إن «الأمم المتحدة تضع تقديرات وبحدود ما تستطيع الوصول إليه على الأرض من معلومات، وفي الجهة المقابلة يقوم قسم الإعمار في مجموعة عمل اقتصاد سوريا بالعمل على الأرض بالتعاون مع مجموعات عدة من المهندسين يقومون بمسح الأضرار، وكذلك مع باحثين في الداخل والخارج، مستعينين بصور الأقمار الصناعية من أجل تقدير هذه الأضرار».
وقال الدردري خلال إطلاق التقرير السنوي للأمم المتحدة بعنوان «الحالة والتوقعات الاقتصادية في العالم» في 17 يناير (كانون الثاني) 2013 إنه «لا أرقام نهائية لحجم الدمار في سوريا»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «خسارة 35% من الناتج المحلي رقم كبير لا يمكن الاستهانة به ويعادل نحو 15 مليارا إلى 25 مليار دولار بحسب تقديراتنا للناتج المحلي».
 
«الحر» ينقل المعركة إلى معاقل «حزب الله» داخل لبنان...سلسلة تفجيرات في قلب دمشق تخلف أكثر من 60 قتيلا وعشرات الجرحى بينهم نايف حواتمة

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»... نفذ الجيش السوري الحر تهديده بقصف مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي منحها له، للتوقف عن إطلاق صواريخ باتجاه المناطق السورية التي تقع تحت سيطرة المعارضة بمنطقة القصير في حمص. وأكد مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن قيادة الأركان رفعت الجهوزية التامة وأمرت كافة الكتائب القريبة من منطقة القصير بالتوجه إلى مواقع المواجهات في القرى الحدودية الثماني.
وأكد القصف مصادر في «الحر» ومصادر أمنية لبنانية. وقال العقيد قاسم سعد الدين، قائد المجلس العسكري في حمص، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرد على مصادر إطلاق الصواريخ جاء بعدما لم تحرك الحكومة اللبنانية ساكنا أمام تجاوزات حزب الله الذي يعتدي على قرى في مناطق القصير». إلى ذلك، قتل أكثر من ستين سوريا وجرح العشرات من بينهم زعيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة الذي أصيب جراء تناثر زجاج نوافذ مكتبه غير البعيد، في سلسلة تفجيرات هزت قلب العاصمة دمشق صباح أمس، أكبرها انفجار سيارة مفخخة في شارع «الثورة» على أطراف حي المزرعة، أمام مشفى «الحياة»، وقريبا من مقر لحزب البعث الحاكم، وكذلك السفارة الروسية. وبحسب سكان في العاصمة، بلغت ترددات صوت الانفجار ما يقارب مساحة أربعة كيلومترات، حيث تساقط زجاج منازل في شارع بغداد والسبع بحرات وحي المزرعة، كما سمعت أصداؤه في العدوي وأبو رمانة.
 
«الحر» يعلن استهداف مواقع لحزب الله بعد انتهاء الـ48 ساعة.. ويهدد بالتصعيد.. مصدر أمني لبناني يؤكد وقوع قذيفتين

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم .. أعلن الجيش السوري الحر أمس عن قصفه الأراضي اللبنانية بعد انقضاء مهلة الـ48 ساعة التي سبق أن منحها لحزب الله للتوقف عن إطلاق صواريخ باتجاه المناطق السورية التي تقع تحت سيطرة المعارضة بمنطقة القصير في حمص. وقال العقيد قاسم سعد الدين، قائد المجلس العسكري في حمص، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرد على مصادر إطلاق الصواريخ جاء بعدما لم تحرك الحكومة اللبنانية ساكنا أمام تجاوزات حزب الله الذي يعتدي على قرى في مناطق القصير»، مؤكدا وقوع خسائر بشرية في صفوف عناصره في هذا الهجوم. كذلك أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» وقوع قذيفتين في منطقة الهرمل من الجهة السورية، لكنه رفض في الوقت عينه تحديد موقعيهما.
وفي حين أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن حزب الله يرسل تعزيزات إلى مناطق في لبنان قرب الحدود السورية، نقلت «وكالة الأناضول» التركية عن مصادر لبنانية أن حزب الله أعلن التعبئة في صفوف عناصر في 8 قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسوريا، وأنه نصب عددا من المدافع والصواريخ ضمن هذه القرى. واعتبر العقيد سعد الدين، أن الحكومة اللبنانية غير قادرة على وضع حد لتمادي حزب الله الذي يقوم منذ فترة بتجنيد عناصر لبنانيين وإيرانيين لمعركته في هذه المناطق الحدودية، التي بدأها بإطلاق صواريخ، مضيفا: «التزمنا بمهلة الـ48 ساعة من دون أن نرى أي خطوات عملية من قبل الدولة اللبنانية، بينما لم يتوقف حزب الله عن استفزاز الجيش الحر، وبالتالي لن نقف مكتوفي الأيدي أمام كل ما يحصل». كما أكد مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن قيادة الأركان رفعت الجهوزية التامة وأمرت كافة الكتائب القريبة من منطقة القصير بالتوجه إلى مواقع المواجهات في القرى الحدودية الثماني.
لكن في المقابل، نفى مصدر ميداني في منطقة حوش السيد علي، التي قال الجيش الحر إنه تم استهدافها، لـ«الشرق الأوسط»، «وقوع أي استهداف لمواقع حزبية في المنطقة»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن الاشتباكات في هذه المناطق الحدودية، بين الجيش الحر وما قال إنهم الأهالي والسكان، لا تهدأ منذ فترة، موضحا أن «هؤلاء الأهالي الذين يدافعون عن أراضيهم ومنازلهم، يتلقون الدعم العسكري من الأسلحة الخفيفة وقذائف الـ(آر بي جي)، من حزب الله والحزب القومي السوري، للدفاع عن ممتلكاتهم ومنازلهم التي يحاول الجيش الحر الاستيلاء عليها وتهجيرهم من قراهم».
وفي سياق الحملة التصعيدية التي بدأها الجيش الحر ضد حزب الله، أعلن رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه «إذا لم يتوقف حزب الله عن قصف الجيش الحر والقرى السورية من الأراضي اللبنانية، نعلن حقنا في الدفاع عن النفس وسنرد على مصادر النيران»، مهددا بأنه بعد انتهاء المهلة، أمس، وإذا استمر القصف، فسيتم تكليف مجموعات تمتلك الأسلحة البعيدة المدى في المناطق المحيطة بالقصير أو خارجها للرد على مصادر النيران، مؤكدا أن حزب الله يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الأسد في كل من دمشق وريف دمشق وحمص، وأضاف قائلا «لدينا إثباتات على ذلك».
في المقابل، وعلى الخط السياسي لهذه القضية ولا سيما لجهة تدخل حزب الله، استنكر رئيس كتلة تيار المستقبل، النائب سعد الحريري، هذا التدخل، سائلا في بيان له: «أين هي سياسة النأي بالنفس من استخدام الأراضي اللبنانية في الصراع الداخلي السوري، أم أن هذه السياسة تعفي حزب الله من توريط لبنان في هذا الصراع، وتعطيه حقا حصريا في استخدام السلاح على الجبهة اللبنانية - السورية؟!».
 
وصول «أمير القوقاز» لسوريا يضاعف مخاوف المعارضة من «استغلاله» ضدها.. الجهاديون ينفون «هجرته».. و«النصرة» «تبشر» بقتاله «عصابات الأسد وميليشيا حزب الله»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا .. أثار الإعلان عن وصول «أمير منطقة القوقاز» الجهادي الإسلامي عمر القوقازي للقتال في سوريا، ريبة المعارضة السورية التي أعربت لـ«الشرق الأوسط» عن مخاوفها من «استغلال النظام السوري لهذا الإعلان للإيحاء بأن الثورة يحكمها الإسلاميون المتشددون»، فيما رحبت «جبهة النصرة» التي أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية، بقدوم القوقازي لقتال «عصابات الأسد وميليشيا حزب الله» ردا على «حشدها لميليشياتها حول القصير» في ريف حمص.
وأكد عدد من الناشطين السوريين على صفحاتهم الإلكترونية «وصول عدد من المقاتلين من الشيشان وأفغانستان والقوقاز يتقدمهم (أمير منطقة القوقاز)، إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر في سوريا». ونشر هؤلاء فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر مجموعة من المقاتلين الإسلاميين المتشددين في سوريا، وفي مقدمهم «أمير القوقاز»، الذي ألقى خطابا باللغة القوقازية، ونقل عباراته إلى العربية مترجم يجلس إلى جانبه.
وعرف «الأمير» المجموعة بـ«كتيبة المجاهدين» التي أتت إلى بلاد الشام «لشرف هذه الأرض ولرفع الظلم عن أهلها»، وأضاف القوقازي: «فوتنا الكثير من الفرص لإقامة شرع الله على الأرض، ولكننا لن نفوت هذه الفرصة، وسنبذل قصارى جهدنا، وسنقاتل للنهاية، إما الشهادة أو النصر».
ودعا عمر القوقازي في هذا التسجيل المسلمين «للجهاد بأنفسهم وأموالهم»، وأضاف: «من لم يستطع فبماله على الأقل»، وتوجه إلى المسلمين بالقول: «لا تتقاعسوا عن الجهاد، فالجهاد فرض عين، وليس فرض كفاية في هذه الحالة، ورفع كلمة التوحيد، ورفع راية الإسلام هو هدفنا، وستكون نهاية الطاغية على أيدينا إن شاء الله».
وفي السياق نفسه، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقاتلين إسلاميين في سوريا إعلانهم وصول «أمير القوقاز برفقته إخوة من الموحدين المجاهدين في أفغانستان والشيشان»، وانضمامهم إلى «كتيبة المهاجرين».
بدورها، رحبت «جبهة النصرة» بوصول القوقازي، قائلة في بيان نشرته قيادتها العسكرية: «بشراكم يا أهل بلاد الشام.. بشرى بدمع الفرح نزفها إلى أهلنا، ردا على غطرسة عصابات حزب الله وحشدها لميليشياتها حول القصير»، وأضاف: «نبشّركم بوصول رجال أولي بأس شديد، خرّ لهم الروس، وبكى منهم الأميركان، وصلوا إلى قُصير الجهاد»، متوعدة «عصابات الأسد وميليشيات حزب الله بالذل على أيدي أبطالنا وأشاوسنا».
في المقابل، نفت صفحات تابعة للجهاديين «شائعات» انتشرت عن وجود «أمير القوقاز أبو عثمان دوكو عمروف في أرض الشام»، وأوضحت أن «البعض لم يتبينوا من الأمر؛ إذ اعتقدوا أن الأمير أبو عمر الشيشاني أمير (كتيبة المهاجرين)، التي تتضمن متطوعين من إمارة القوقاز، هو أمير القوقاز».
من جهته، نفى الخبير في الحركات الإسلامية الشيخ عمري بكري فستق أن يكون خبر وصول أمير منطقة الشيشان إلى سوريا مؤكدا، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «لا معلومات مؤكدة عن وصوله، لكن المؤكد أن هناك الكثير من الجهاديين غير السوريين في سوريا، وصلوا من الشيشان وألبانيا وغيرها للقتال»، وأضاف: «هذه المجموعات يُطلق عليها اسم (المهاجرون)، وهم الذي هاجروا من بلادهم للجهاد في سوريا، وتجمعهم العقيدة الإسلامية».
وعن تخوف المعارضة من «استغلال» النظام السوري لهذا الإعلان، بما «يضر بالثورة السورية»، قال فستق: «الثورة انطلقت ولن تتوقف، سواء رضي الغرب أم لم يرضَ، ولن يضيرها أي شيء بعد تقاعس الغرب وحلف شمال الأطلسي عن نصرة الشعب السوري، على غرار ما قدموه في ليبيا»، وأضاف: «الثورة السورية في أمسّ الحاجة للدعم العسكري من الإسلاميين، ويجب على الأمة أن تناصر الثوار».
وأعلنت مصادر في المعارضة السورية أمس عن تخوفها من «استغلال النظام لهذا الإعلان للإيحاء بأن الجهاديين يقودون الثورة».
وانضم الجيش الحر إلى قائمة المتخوفين، وقال المدير التنفيذي في «جبهة تحرير سوريا» محمد علوش لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الإعلان «لا يمكن أن يمر من غير تسهيل الحكومة السورية، بغية تشويه صورة الثورة السورية»، متهما موسكو «بتسهيل عبورهم من الشيشان لتأكيد هواجس الغرب حول مشاركة الإسلاميين المتشددين في القتال»، وأضاف: «الكتائب المقاتلة في سوريا لا تحتاج لعديد المقاتلين. لدينا كفايتنا من الرجال ولا ينقصنا إلا السلاح والذخيرة»، وأشار إلى «أننا في (جبهة تحرير سوريا) على سبيل المثال، لدينا 60 ألف مقاتل، ولا نحتاج إلى مقاتلين آخرين، ومع ذلك نسأل: هل ما هو حلال على النظام حرام على المعارضة؟»، وأوضح علوش أن «النظام يستعين بخبراء ومقاتلين من إيران وحزب الله، بينما يسلط الضوء على المقاتلين الأجانب المؤيدين للثورة لتشويه صورتها»، وأضاف: «بعد النداءات التي وجهها الشعب السوري لمناصرته، استجاب مسلمون من العالم لتلك النداءات».
 
الائتلاف السوري يشترط رعاية روسية أميركية لأي اتفاق... جدد ضرورة استبعاد الأسد من أي تسوية

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: أدهم سيف الدين .. بدأت الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمس اجتماعها الشهري في العاصمة المصرية القاهرة للبحث عن حلول للنزاع المستمر في سوريا منذ 23 شهرا، وبينها مبادرة الحوار مع ممثلين لنظام الرئيس بشار الأسد، التي تقدم بها رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب.
وأظهرت تسريبات لاجتماع الائتلاف، الذي سينتهي مساء اليوم، أن البيان الختامي سيشترط رعاية روسية - أميركية لأي حوار بين المعارضة السورية ونظام الأسد. وذكرت الوثيقة المبدئية التي تمت مناقشتها في الاجتماع أنه «يجب محاسبة الأسد والنخبة الحاكمة على إراقة الدماء، وأن أي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا».
وكان الخطيب قد أعلن أواخر شهر يناير (كانون الثاني) الماضي استعداده للتحاور مع ممثلين عن النظام خارج سوريا، شرط أن يكون الحوار مبنيا على أساس رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي ما يمثل تخفيفا لحدة مواقف سابقة، تحاشت الوثيقة المطالبة المباشرة بعزل الأسد ومحاسبته، واكتفت بالإشارة إلى ضرورة رحيل الرئيس قبل إجراء أي محادثات. وبحسب الوثيقة، فإن الائتلاف السوري مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في سوريا على أن لا يكون الرئيس بشار الأسد طرفا في أي تسوية بهذا الخصوص.
ولم ترد السلطات السورية مباشرة على هذه الاقتراحات، إلا أنها كررت أن كل حوار «يجب أن يكون غير مشروط»، وعلى الأراضي السورية.
 
بوغدانوف: موسكو تستقبل المعلم الاثنين والخطيب 6 مارس.. قال لـ«الشرق الأوسط» إن هناك بوادر تقارب مع واشنطن تجاه سوريا مع وصول كيري

جريدة الشرق الاوسط.. موسكو: سامي عمارة ... قال ميخائيل بوغدانوف الممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية إن موسكو تنتظر استقبال وليد المعلم وزير الخارجية السوري في 25 فبراير (شباط) الحالي، أي يوم الاثنين المقبل، بينما من المقرر أن تستقبل الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري بعد الخامس من مارس (آذار) المقبل وربما في السادس من الشهر نفسه، بما يعني عدم وجود الفرصة للقاء المباشر بينهما حسبما أشاعت بعض المصادر العربية.
وحول مبادرة الإبراهيمي حول إجراء الحوار المرتقب بين الحكومة السورية والمعارضة في نيويورك تحت رعاية الأمم المتحدة قال بوغدانوف، إن «موسكو تطرح استضافة الحوار هنا في العاصمة الروسية، لكن إذا قبل الجانبان اللقاء في مقر الأمم المتحدة في جنيف التي نعتبرها أفضل من نيويورك بسبب قربها الجغرافي فإن أحدا لن يعترض». واستشهد بوغدانوف بما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بروكسل حول اهتمام روسيا الأكبر بأن يبدأ السوريون الحوار في ما بينهم حسبما نصت على ذلك «وثيقة جنيف»، وبما يمكن معه أن يناقشوا ويقرروا قضاياهم بأنفسهم بما فيها كل المسائل التي تهمهم وتتعلق بالمرحلة الانتقالية وتشكيل هيئات السلطة لإجراء الإصلاحات.
وقال بوغدانوف إن «هذا هو الأهم. أما عن قوام المشاركين في الحوار ومكان إجرائه.. فذلك شيء غير مهم. المهم هنا هو عنصر الزمن. فكلما كان ذلك أسرع كان أفضل.. ونحن نرحب بخيارهم سواء كان الاستقرار على جنيف أو موسكو أو دمشق»، متابعا أن «المهم الابتعاد عن القضايا الخلافية مثل تحديد أسماء المشاركين في الحوار.. على غرار أن علي حيدر غير مقبول، ويستحسن أن يكون فاروق الشرع على سبيل المثال». وأضاف بوغدانوف أنه إذا أصر كل من الجانبين على اختيار من يريد الحديث إليه من الجانب الآخر فإن ذلك يمكن أن يفضي إلى طريق مسدود، وهو ما ينسحب أيضا على المكان المقترح للحوار مثل اقتراح المعارضة إجراءه في أي من المناطق المحررة في شمال سوريا. وقال إن المهم الآن يتمثل في ضرورة تنحية المسائل الخلافية الثانوية والبدء في الحوار.
وأشار بوغدانوف إلى أن التمسك بشخصيات معينة للمشاركة في الحوار من الجانب الآخر لا يقتصر على المعارضة، فللحكومة السورية أسماء بعينها وتعترض على بعض الأسماء التي تطرحها المعارضة. وقال إن المهمة الرئيسية اليوم تقتصر على إقناع الأطراف المعنية بأن مثل هذه المسائل ثانوية وغير مهمة.. والمهم ينحصر في ضرورة التوصل إلى اتفاق حول سرعة وقف إطلاق النار وقتل البشر وتدمير البلاد، والتحول إلى طاولة المفاوضات.
وحول الاتصالات الروسية - الأميركية ومدى مرونة وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري قال بوغدانوف إن «جون كيري ينحى توجها بناء جدا، وما جرى من اتصالات هاتفية مع لافروف، وقد تحادثا مرتين، واتفقا على اللقاء في أقرب وقت ممكن، يؤكد أحقية الأمل في عمل مثمر بناء مع الأميركيين، ولا سيما أن الجانبين يتفقان حول المبادئ الرئيسية وهي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادة سوريا والحل السياسي للأزمة ونحن نعرب عن أملنا في أن يقوم الأصدقاء الأميركيون بما يلزم من جهود للتأثير على المعارضة السورية حتى تبدي المرونة تجاه أطر الحوار بما يسمح بجلوس الأطراف المعنية لإجراء الحوار».
وكان لافروف قد كشف عن أنه تناول الأوضاع السورية في حديثه التليفوني مع نظيره الأميركي جون كيري، مشيرا إلى ظهور بعض الأمل تجاه احتمالات الاتفاق بين الحكومة والمعارضة السورية حول ضرورة الحوار، رغم ما يطرحانه من شروط. وقال: «لقد ناقشنا كيف يمكننا المساعدة على ألا تقف الشروط المسبقة كحجر عثرة على طريق مثل هذا الحوار». وأضاف أن «موسكو وواشنطن على قناعة، كما بدا خلال الحديث، بضرورة استغلال هذه الفرصة بالكامل، وأن يفعل الجانبان كل شيء من أجل أن يتم الاتصال وتسوية القضايا الثانوية، من وجهة نظري، من قبيل من هو المفاوض المقبول وأين يجب أن يجري الحوار، لأن المهم في اعتقادي أن يجلس الطرفان إلى طاولة حوار واحدة وأن يحاولا استغلال هذه الفرصة». وأشار لافروف كذلك إلى أنه اتفق هو وكيري على اللقاء قريبا، قائلا «اتفقنا أثناء المكالمة الهاتفية قبل يوم على أننا سنحاول اللقاء قريبا في مكان ما».
 
رجال الدين الدروز في مدينة السويداء يخرجون عن صمتهم: الجبل على الحياد
الحياة...مالك أبو خير
«عندما يتحرك مشايخ الطائفة الدرزية فإن الدروز بأكملهم يتحركون معهم» هذه المقولة هي الأكثر انتشاراً عند أبناء طائفة الموحدين الدروز، ويعود السبب في ذلك إلى تركيبة أبناء هذه الطائفة الذين وإن كثرت الاختلافات السياسية أو الفكرية بينهم إلا أنهم يجتمعون عند الخطر ضمن خندق واحد. دروز مدينة السويداء ومدينة جرمانا بريف دمشق هم جزء من هذه التركيبة، وقد كان الاعتماد عليهم منذ بداية الثورة السورية في المشاركة بها والدخول على خط الأحداث، إلا أن الصمت كان سيد الموقف وبقي هذا البركان الحضن الذي يستقبل أي لاجئ من كل المحافظات السورية.
هذا الصمت تختلف الآراء حوله ولعل الشائع أن المزاج العام في المحافظة يوالي النظام السوري بحكم كونه من الأقليات، وقد ساعد صمت رجال الدين على تعزيز هذه المقولة فهم لم يصدروا منذ بداية الأحداث أي بيان يوضح موقفهم إن كان مؤيداً أو معارضاً باستثناء بعض البيانات كتلك التي حرمت الصلاة على أرواح من يشارك بالقتل والاعتداء على حرمة الآخرين والذي أطلقه شيخ العقل في مدينة جرمانا.
تقسم السويداء إلى ثلاث فئات، الأولى هي الفئة الموالية حالها كحال أي فئة في المجتمع السوري تجد في النظام السوري رمزاً للمقاومة والصمود ومستعدة لفعل المستحيل في سبيل بقائه بالسلطة، وينتمي إليها المستفيدون من النظام وكان لهم الدور الأقوى إعلامياً نظراً للإحكام الأمني على المحافظة مما جعلها تظهر بمظهر الموالي، بالمقابل لم تستطع الفئة الثانية وهي فئة المعارضة فرض وجهة نظرها في الجبل نظراً لقلة خبرتها واختلاف وجهات النظر في ما بينهم الأمر الذي جعل وجودهم في الجبل محدوداً جداً ويكاد لا يظهر.
الفئة الثالثة وهي الفئة الأوسع انتشاراً والأقل حظاً في التغطية الإعلامية وهي الفئة الصامتة التي لم تدخل في مجريات الأحداث واعتمدت النظر إلى ما يجري من دون التعليق أو التدخل بما يحدث، وفئة رجال الدين جزء مهم منها، فهي لا تجد أن النظام هو الحامي لها لكون نظرتها للمجتمع السوري ليست قائمة على أساس طائفي وإنما تعتبر نفسها جزءاً من نسيج سوري موحد وتعتبر النظام السوري السبب في هدر الدماء، لكنها بالمقابل لم تجد في قتل السوريين لبعضهم بعضاً الحل في الخروج من الأزمة، وتحديداً بعد معاينتها ضعف المعارضة السورية وعدم قدرتها على التوحد وإتباع بعض أعضائها تيارات سياسية خارجية لا تخدم الحل الوطني الحقيقي من وجهة نظرهم والذي يقوم على وقف شلال الدم من قبل كل الأطراف.
بعد صمت طويل تحركت خلال الأيام الماضية هذه الفئة وبدأ صوتها يظهر للعلن، وتحديداً رجال الدين الذين ووفق ما تسرب من معلومات قد ضاقوا ذرعاً من تصرفات العناصر الموالية للنظام السوري والتي تحاول دفع الجبل في الاتجاه الذي يناسبها يضاف إلى ذلك إعلانهم عدم موافقتهم على أي حراك مسلح لأي جهة ضمن مدينة السويداء ولعل الكلام هنا موجه إلى الجيش الحر حيث عقد اجتماع لعدد من مشايخ الدروز في أحد المجالس الدينية في المحافظة (مقام شيحان) تحت حماية مجموعة من الشبان الدروز المسلحين أطلقوا على أنفسهم «أحفاد عمار بن ياسر» وصدر عن هذا الاجتماع العديد من القرارات أبرزها إعلان ما يسمى «الحرم» وهو بمثابة تحريم شرعي يتم فرضه من قبل المشايخ على أبناء الطائفة بعدم الالتحاق بالجيش وعودة كل من يخدم ضمن صفوف قوات النظام السوري واعتبار كل من يقتل وينتهك العرض هو قاتل يستحق القتل. واعتبروا أن الجيش يقوم بحماية الوطن وليس تدمير وقتل المدنيين، كما أكد البيان رفضه أعمال التشبيح ونقل الأخبار الكاذبة وزرع الفتن بين أبناء الجبل، والملفت هو تسميتهم أحد الضباط الكبار في الجيش السوري وتجريمه لكونه ساهم في قتل المدنيين.
ولعل أهم ما دعا إليه البيان هو أن السويداء سيتم العمل لجعلها منطقة آمنة بكل حدودها وقراها، ومركزاً لاستيعاب اللاجئين الهاربين من مناطق الدمار في سورية، وما يؤكد هذا الكلام هو تزايد عدد المسلحين من أبناء الطائفة الدرزية والذي يتبعون مباشرة رجال الدين في المحافظة وتقوم مهمتهم على حماية المحافظة من أي اعتداء ومن أي جهة كانت حيث ترددت في الآونة الأخيرة أنباء عن وجود 100 مسلح تابعين لأحد رجال الدين البارزين تختصر مهمتهم في التدخل لحماية المحافظة من أي خطر عليها.
هذه الخطوة التي قام بها رجال الدين تعتبر الأقوى منذ بداية الثورة السورية، حيث برز صوت جديد سيكون له دور بارز في المرحلة المقبلة بصمت وهدوء، ويعتقد البعض أنه البداية لتغيير شامل في تعامل جبل العرب مع الواقع السياسي الراهن في البلاد.
 
وزير الخارجية المصري لـ«الحياة»: الحل السياسي المخرج الوحيد في سورية
موسكو - رائد جبر
أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للوضع في سورية، لتجنيب البلاد كارثة كبرى، وقال إن بلاده تسعى إلى بلورة مبادرة تستند إلى فكرة تنسيق جهود «رباعية مصر وتركيا وإيران والسعودية» مع إضافة مبادرة رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب بعد توسيعها ووضعها تحت رعاية الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقال عمرو في حديث إلى «الحياة» خلال زيارته موسكو للمشاركة في أعمال «المنتدى العربي–الروسي» مع وفد وزاري عربي، إنه لن يكون هناك دور للرئيس السوري بشار الأسد في سورية الجديدة، وشدد على ضرورة «أن يبدأ الحوار بين المعارضة وطرف حكومي يكون مقبولاً».
وأشار إلى وجود جوانب كثيرة فيها تقارب بين الموقفين العربي والروسي مع وجود تباينات في ملفات عدة.
وقال إن الروس أكدوا خلال جلسات الحوار تمسكهم بموقفهم الواضح تجاه المسألة الفلسطينية ورفض النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، وتطرق الحديث إلى ضرورة تنشيط دور «الرباعية» الدولية وألا تتحول إلى هدف، بل تكون أداة فعالة لإحياء عملية السلام.
وزاد أن المسألة السورية احتلت حيزاً كبيراً من النقاش، و «الموقف الروسي معروف، وهم يقولون بوضوح إنهم لا يدافعون عن بقاء الأسد، وهذا أمر متروك للشعب السوري، بل يتمسكون بضرورة وقف العنف وبدء حوار يفضي إلى المرحلة الانتقالية».
وزاد أن روسيا دولة مهمة في مجلس الأمن، ولها قوة وحيثية في هذا الشأن، و «نحن عبَّرنا بالموقف الذي اتخذته الجامعة سابقاً، المؤيد إرادة الشعب السوري والكرامة والعدالة الاجتماعية» .
وأكد أن المطلوب تجنيب الشعب السوري المزيد من المعاناة، وتجنيب الوطن السوري الدمار والانقسام، سواء انقسام مادي أو طائفي أو عقائدي.
وأكد الوزير الموقف المصري المعارض للحل العسكري، الذي «لن ينتج عنه إلا المزيد من الدمار والدماء المسفوكة».
وأعتبر أن الحل السياسي المطلوب هو التفاوض بين المعارضــــة، وعلى رأسها :الائتلاف الوطني لـــقوى الثـــــورة»، وبين الطرف الآخر، على أن يكون مقــــــبولاً للمعارضة، مؤكداً أن مصر «لا ترى للرئــــيس الأسد دوراً في سورية الجدــــيدة»، و «هـــناك آراء أخرى تجد له دوراً، الموقف الــــمصري لا يرى هذا» .
وأعاد عمرو التذكير بمبادرة الرئيس محمد مرسي القائمة على تنسيق جهود تركيا والمملكة السعودية وإيران ومصر، مشيراً إلى أن بلاده تسعى لبلورة طرح يحشد مزيداً من الجهود لوقف سفك الدماء في سورية وإحياء المبادرة المصرية، يقوم على ما طرحه رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب عن استعداد للحوار للتوصل إلى حكومة انتقالية تقود مرحلة إعادة الهدوء إلى البلاد، و «يجب توسيع هذا المفهوم، واشراك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمبعوث الدولي»، لتكون الأطراف الثلاثة راعية وضامنة لإنجاح المبادرة وتطبيقها.
وأوضح أن القاهرة تدرس حالياً عدداً من الأفكار المطروحة من أجل إنضاجها وبلورتها في مبادرة متكاملة.
وأشار إلى أن الجهود المصرية ستتواصل خلال لقاء أصدقاء سورية المزمع عقده في روما قريباً.
وحول الدور الإيراني المنتظر وعلاقة بلاده بطهران، قال عمرو إن ايران «قوة إقليمية لا يستطيع أحد تجاهلها، لكن هناك محددات للعلاقة، ومصر لها محدداتها الثابتة، وهي ملتزمة بها»، وهي «عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، ومصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة ولا تقبل أن تتدخل أي دولة في شؤونها الداخلية.
ثانيا عدم القيام بأي أنشطة مذهبية في البلدان الأخرى. وثالثا ملف يعتبر من أولويات السياسة المصرية، وهو أمن الخليج»، الذي وصفه بأنه «من أمن مصر»، مؤكداً أن القاهرة لن تقيم علاقات مع أي طرف على حساب أمن الخليج، ولن تسمح لأي جانب بالعبث بأمن الخليج.
وتطرق الوزير المصري إلى مبادرة مصر لتنظيم مؤتمر لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وقال إن هذا الملف سيبقى مطروحاً على الطاولة، وإن القاهرة تنتظر من اللاعبين الأساسيين، خصوصاً الأمم المتحدة، أن تقوم بواجبها حيال ذلك.
وزاد أن دولة معينة عرقلت انعقاد المؤتمر الذي اتفق على الدعوة إليه في 2010، وأن الولايات المتحدة وإنكلترا وروسيا والأمم المتحدة، وهي الأطراف التي كان ينبغي أن توجه الدعوات، فشلت في ذلك بسبب معارضة بلد واحد لم يوقع على معاهدة منع الانتشار، في إشارة إلى إسرائيل.
وزاد أن ثمة موقفاً عربياً جماعياً لن يتم التراجع عنه، و «هذا الموضوع سيكون له آثار نأمل ألا تكون كبيرة، لأن آثاره ستكون منع الانتشار بشكل عام، ما لم يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في عام 2010».
وأوضح أن الخطوات القادمة هي البدء بمشاورات واسعة تحضرها كل الأطراف، وأن يتم وضع جدول أعمال محدد لهذه المشاورات، على أن تتم تحت مظلة الأمم المتحدة.
 
متاحف سوريا خالية من الآثار لحمايتها من النهب العنف
موقع إيلاف..فاديا السيّد       
تهدد المعارك في سوريا الآثار التاريخية في البلاد نتيجة لتصاعد وتيرة أعمال العنف المتسمرة منذ نحو عامين. وكانت النيران التهمت أحد أقدم الأسواق المسقوفة في العالم الموجود في حلب. واندلعت أيضا حرائق في المسجد الأموي بالمدينة.
بيروت: أثار الصراع في سوريا مخاوف دولية على مصير المعالم التاريخية في البلاد. وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إنها قلقة على مصير ستة من المواقع المدرجة في قوائم التراث العالمي منها المدينة القديمة في كل من دمشق وحلب وبصرى وقلعة الحصن الشهيرة.
وهددت عمليات التنقيب غير القانونية قبورًا في بلدة تدمر الصحراوية وموقع إبلا الأثري الذي يعود للعصر البرونزي.
خسارة الأسواق السبعة
ويقول المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم أن أكبر الخسائر لحقت بمجموعة من سبع أسواق قديمة في حلب لا نظير لها في الشرق الأوسط والتي التهمتها النيران التي ألحقت أيضا خسائر بالمسجد الأموي.
وقال "الأسواق السبعة خسرناها نهائيا" لكن القتال المستمر حال دون قيام بعثة لتقييم الحجم الكامل للخسائر التي لحقت بالأساسات. وأصبحت المواقع التاريخية ساحة معارك بين مقاتلي المعارضة الذين يحتمون بها والقوات الحكومية التي تقصف بدون تمييز.
إفراغ متاحف سوريا
وقال عبد الكريم إنه تم افراغ المتاحف السورية من آلاف من الكنوز الأثرية لحمايتها من النهب والعنف. لكن واحدًا من أقدم أشكال التراث الثقافي في العالم ما زال معرضًا للخطر. وأكد لـ"رويترز" خلال زيارة للأردن "المتاحف فارغة. تم إفراغ أغلب المتاحف التي أصبحت عبارة عن قاعات فارغة باستثناء بعض القطع الكبيرة صعبة الحركة".
وتم نقل عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تغطي 10 آلاف سنة من عمر حضارة البلاد إلى مخازن خاصة لتجنب تكرار ما حدث في بغداد عندما نهب متحف العاصمة العراقية عقب الحرب الأميركية. وقال عبد الكريم ( 46 عامًا) الذي تولى منصبه قبل ستة أشهر إنه في حالة تمكن اللصوص من الوصول إلى كنوز المتاحف فإن هذا سيكون إيذانا بفناء سوريا.
فقدان تمثال يعود إلى نحو ألفي عام
وقال عبد الكريم إن أهم القطع الأثرية التي فقدت منذ نشوب الصراع تمثال مذهب من البرونز يعود إلى نحو ألفي عام سرق من مدينة حماة وأدرج قبل عام في قائمة الشرطة الدولية كأكثر القطع الفنية المطلوب العثور عليها وقطعة من المرمر سرقت من حديقة متحف افاميا.
سكان أنقذوا متحف معرة النعمان
لكن قطعا أثرية لا تقدر بثمن في بلدة معرة النعمان انقذت عندما حمى السكان المحليون لوحات الفسيفساء الشهيرة في متحف البلدة خلال اشتباكات عنيفة.
وقال عبد الكريم "في حماة حمى الشبان تماثيل رومانية وبيزنطية في المتحف من اللصوص إلى حين نقلها إلى مكان آمن مضيفا أنهم أغلقوا أبواب المتحف وتمكنوا من حمايته من كارثة". ومضى يقول إن عمليات تنقيب غير قانونية واتجار استهدفت العشرات من المواقع الأثرية لكنها تمثل أقل من واحد في المئة من عشرة آلاف موقع أثري في أنحاء البلاد.
وفي مدنية افامية القديمة ظاهرة النهب لا ترتبط بالأزمة السورية لكنها سمحت للصوص بالتحرك بحرية أكبر. وتشتهر مدينة أفاميا بطريق للأعمدة طوله 1850 مترا.ويظهر في لقطات فيديو تعود إلى مارس (آذار) العام الماضي - والتي تم توثيقها في تقرير من ايما كانليف عالمة الآثار في جامعة ديرهام البريطانية - دبابات فيما يبدو تتمركز قرب أعمدة أفاميا.
مناشدة
وناشد عبد الكريم الأطراف المتحاربة عدم المساس بالقلاع التي تعود للحملات الصليبية وبعضها وقع في خضم الصراع بل تحول إلى ثكنات عسكرية أو مخابيء تابعة لمقاتلي المعارضة. وذكر أن خسائر محدودة لحقت بقلعة الحصن أبرز نماذج قلاع الصليبيين كما أن البوابة الرئيسية لقلعة حلب أصابتها تلفيات محدودة إلى جانب برجها الشمالي.
جماعات كردية حمت أثار في تل موزان
وتابع أنه في شمال شرق سوريا تمكنت جماعات كردية محلية سيطرت على المنطقة من حماية مواقع أثرية رئيسية في تل موزان قرب القامشلي.
وقال عبد الكريم إنه في جنوب سوريا تسبب قصف القوات الحكومية في إلحاق أضرار ببعض المنازل القديمة لكن لم تلحق أضرار بآثار بصرى التي تحتوي على أحد أفضل المسارح الرومانية الذي ما زال يحتفظ بحالته.
عملات وتماثيل مزيفة
هذا وأعادت الجمارك السورية أكثر من أربعة آلاف قطعة منها عملات وتماثيل ولوحات فسيفساء إلى المديرية التي يرأسها عبد الكريم لكن نحو ثلث القطع التي تم تسليمها اتضح أنها مزيفة. كما تتعاون المديرية مع اليونسكو والشرطة الدولية لمعرفة أماكن 18 لوحة فسيفساء تم تهريبها إلى لبنان.
وقال عبد الكريم إن إجمالي الخسائر حتى الآن ما زالت لا تمثل إلا النذر اليسير من آثار سوريا التي لا تقدر بمال لكنه أضاف أن العنف المتواصل والمتصاعد يمكن ان يؤدي لانتشار الفوضى وعمليات نهب أكثر جرأة.
وقال "عصابات ولصوص التنقيب السري هم لصوص صغار ووسطاء لمهربين وللآن لم تظهر عصابات دولية. لكن الخوف من أن العناصر المعمارية تسرق من المباني كالأعمدة وتيجان الأعمدة من مواقع مسيحية وبيزنطية".
 
إسرائيل تسمح باستئناف التنقيب عن النفط في الجولان المحتل
("المستقبل")
قررت وزارة الطاقة الإسرائيلية السماح لشركة "جيني إنرجي" الإسرائيلية ـ الأميركية بالتنقيب عن النفط في هضبة الجولان السورية المحتلة بعدما كانت حكومة إسرائيل برئاسة إسحق رابين قد أوقفت أعمال تنقيب مشابهة قبل 20 عاماً بسبب إجراء مفاوضات سلام مع دول عربية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة أمس الخميس إن وزير الطاقة الإسرائيلي عوزي لانداو، من حزب "إسرائيل ـ بيتنا"، وافق على طلب رئيس شركة (جيني إنرجي)، الوزير السابق إيفي إيتام، وهو يميني ومستوطن، بأن تنقب الشركة عن النفط في هضبة الجولان.
وأضافت الصحيفة أن لانداو، بتشجيع من إيتام، سعى إلى إقناع الخبراء في وزارة الطاقة باستئناف التنقيب، وتقرر مؤخراً الموافقة على طلب الشركة الإسرائيلية ـ الأميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قبل 20 عاماً، قررت حكومة إسحق رابين وقف أعمال تنقيب عن النفط في هضبة الجولان إثر بدء مفاوضات بين إسرائيل ودول عربية، وتحسب إسرائيل في حينه من أن استمرار أعمال التنقيب ستلحق ضرراً باتفاقات مستقبلية بين إسرائيل ودول عربية.
وقالت الصحيفة إن التخوف في إسرائيل حالياً هو ليس فقط من أن توقيت القرار يأتي عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إسرائيل الشهر المقبل، وإنما من احتجاجات دولية أيضاً لكون الجولان منطقة سورية محتلة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,809,291

عدد الزوار: 6,967,117

المتواجدون الآن: 58