سوريا.. اتفاق اليمن لكن مشوه!....إسرائيل لا ترى خطراً فورياً من الأسلحة الكيماوية السورية

محادثات جنيف ترى «حلا سياسيا ممكنا»...المعارضون يتقدمون داخل قاعدة عسكرية استراتيجية في ريف حلب...اللجنة الوزارية العربية تبحث «الأحداث الكارثية» في سورية ...بوادر انتقال أزمة معيشية وغذائية من حلب إلى دمشق

تاريخ الإضافة الثلاثاء 11 كانون الأول 2012 - 6:02 ص    عدد الزيارات 2183    القسم عربية

        


 

محادثات جنيف ترى «حلا سياسيا ممكنا»
الحياة....الدوحة - محمد المكي أحمد
دمشق، جنيف، موسكو -»الحياة»، أ ف ب، رويترز - رسخت المعارضة السورية سيطرتها على منطقتي ريف إدلب وريف حلب أمس، بعدما دخل مقاتلون معارضون «قاعدة الشيخ سليمان العسكرية» بريف حلب الغربي، والتي يحاصرونها منذ أسابيع واستولوا على ثلاث سرايا ومركز القيادة في الفوج 111، فيما فر 140 جنديا نظاميا. وتعتبر القاعدة آخر مقر مهم للقوات النظامية غرب حلب في منطقة على تماس مع إدلب وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.
في موازاة ذلك، قال الوسيط الدولي - العربي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي، بعد محادثات أجراها مع مسؤولين أميركيين وروس في جنيف، إنهم اتفقوا على أن السعي من أجل حل سياسي للأزمة السورية «ما زال ممكنا»، موضحا في بيان صدر في ختام المحادثات ان «الاجتماع كان بناء وجرى بروح التعاون. بحثنا في سبل المضي قدما نحو عملية سلمية وتعبئة تحرك دولي أكبر من أجل حل سياسي للأزمة السورية». وأفادت الأمم المتحدة من ناحيتها في بيان عقب المحادثات أن «الاجتماع كان بناء وعقد في جو من التعاون». وسعى المشاركون فيه إلى العمل على «دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للازمة السورية».
وأضاف البيان أن الاطراف الثلاثة «اكدوا مجددا» أن «الوضع في سورية سيء ويستمر في التفاقم».
وتمثلت روسيا بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولايات المتحدة بمساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز.
وفي الدوحة توقع كل من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري الشيخ حمد بن جاسم والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي حصول تقارب في المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا ازاء الازمة السورية خلال محادثات جنيف. وقال العربي حول تلك المحادثات «معلوماتي ان الهدف منها هو البناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في 30 حزيران (يونيو) الماضي في بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة». وتابع: «الهدف (من اجتماع جنيف) اعداد قرار يصدر عن مجلس الامن... ما ان يصدر القرار ستكون رسالة واضحة للنظام بان الحماية سقطت».
واعتبر العربي ان المعارضة السورية «يمكن ان تشكل بديلا لتولي النظام في الوقت المناسب». ودعا جميع الدول التي لها علاقات بفئات المعارضة إلى «اقناعها بالتكاتف في هذه المرحلة الحاسمة لأن الموضوع دخل إلى دمشق» في اشارة الى وصول المعارك الى قلب العاصمة السورية. وخلص العربي الى القول «بدون مبالغة دخلنا في المراحل النهائية» للازمة السورية.
من ناحيته، أعرب الشيخ حمد عن أمله «أن يحتكم القائمون في سورية للعقل والمنطق، ومحاولة وقف ما يجري فورا والدخول في عملية انتقالية واضحة تضع حدا لحمام الدم في سورية... وبعد كل هذا الدمار والدماء التي سالت يجب ان نقف ونقول كفى ويجب ان يكون هناك انتقال للسلطة».
وأعلنت اللجنة الوزارية في ختام اجتماعها أنها «تدارست تطورات الأوضاع الخطيرة ومجريات الأحداث الدامية التي تصاعدت وتيرتها في مختلف المدن والمناطق السورية، بما فيها العاصمة دمشق». وحثت الرئيس السوري مجددا على التنحي «لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير بعد أن وصل شلال الدم والدمار إلى ذروته وأصبح هذا التدهور المستمر للأوضاع يهدد بأفدح العواقب والتداعيات الخطيرة على مستقبل سورية وشعبها وسلامتها الإقليمية وأمن واستقرار المنطقة». وأكدت «الدعم الكامل لمهمة السيد الإبراهيمي في التوصل إلى صيغة تضمن التوصل إلى توافق بين أعضاء مجلس الأمن لاستصدار قرار يُفضي إلى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية تتولى مقاليد إدارة البلاد لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتغيير وإقامة نظام ديمقراطي تعددي تتوفر فيه الحقوق المتساوية لجميع أبناء الشعب السوري بكافة أطيافه، وتضمن وحدة نسيجه الاجتماعي دون تفرقة أو تمييز ديني أو طائفي أو عرقي، وبما يضمن استقلال سورية وسيادتها ووحدتها وسلامتها الإقليمية واستقرارها».
كما دعت الأمانة العامة للجامعة إلى التحضير من أجل إعداد مؤتمر عام لإعادة الإعمار في سورية وذلك من منطلق الحرص على مساعدة الشعب السوري على النهوض مجدداً بسورية قوية موحدة ومستقرة.
وافاد البيان عن تحفظات جزائرية وعراقية بخصوص مطالب التنحي «إذ أن ذلك لا يندرج ضمن صلاحيات اللجنة بل يبقى من حيث المبدأ قراراً سيادياً للشعب السوري الشقيق». كما تحفظت الجزائر على «الفقرة الرابعة وبالتحديد على جملة الترحيب بإنشاء قيادة عسكرية موحدة لقوى الثورة السورية».
ميدانيا، سيطر مقاتلون معارضون ينتمون إلى مجموعات اسلامية على جزء كبير من «قاعدة الشيخ سليمان العسكرية» في شمال غربي سورية التي يحاصرونها منذ أسابيع. واوفدت وكالة «فرانس برس» ان مراسلها رأى العلم الاسود للكتائب الاسلامية يرفرف فوق أحد الأبنية التي تم الاستيلاء عليها، ولاحظ أن عددا كبيرا من المقاتلين الموجودين في الجزء الذي سقط من القاعدة هم عرب أو من القوقاز بقيادة رجل اوزبكي. وقال قيادي في «الجيش السوري الحر» للوكالة إن «الاسلاميين هاجموا من دون استشارتنا القاعدة اعتبارا من مساء السبت». وأعتبر سفير «الائتلاف الوطني السوري» في فرنسا منذر ماخوس الذي سيلتقي غدا برلمانيين اوروبيين في ستراسبورغ أن «لا مبالاة» المجتمع الدولي حيال النزاع السوري «شجعت صعود» الجهاديين.
 
المعارضون يتقدمون داخل قاعدة عسكرية استراتيجية في ريف حلب
دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في دمشق ومحيطها. في الوقت نفسه، تقدمت مجموعات مسلحة معارضة للنظام داخل قاعدة عسكرية في شمال غربي البلاد، في خطوة من شأنها أن تساعدها على ترسيخ سيطرتها على منطقتي ريف إدلب وريف حلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي القدم في (جنوب) مدينة دمشق»، مشيراً إلى تعرض أحياء أخرى جنوبية للقصف من القوات النظامية.
ويحاول المقاتلون المعارضون التقدم في اتجاه دمشق، إلا أن النظام يركز قواته في المدينة لمنع تمدد المعارك إليها.
ونشر ناشطون شريط فيديو على موقع يوتيوب الإلكتروني يظهر فيه اندلاع حريق كبير في منطقة بور سعيد في حي القدم، بحسب ما يقول المصور الذي يضيف أن «الجيش الحر يضرب الحواجز في حي القدم». ويسمع في الوقت نفسه أصوات رشقات رشاشة كثيفة.
وسجل، بحسب المرصد، قصف من القوات النظامية على مدينتي داريا والمعضمية وبلدتي بيت سحم وعين ترما في ريف دمشق، بالتزامن مع اشتباكات تدور في المنطقة.
ويأتي ذلك غداة مقتل 41 شخصاً في ريف دمشق هم 22 مقاتلاً معارضاً وثلاثة عناصر من قوات النظام و16 مدنياً، و101 شخص في كل أنحاء البلاد، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة من المندوبين والناشطين في كل أنحاء البلاد وعلى مصادر طبية.
في حلب (شمال)، تقدم مقاتلون معارضون للنظام السوري امس داخل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية التي يحاصرونها منذ أسابيع واستولوا على أربعة مراكز عسكرية، فيما فر عشرات الجنود الذين كانوا في هذه المراكز إلى مركز للبحوث العلمية قريب، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
وقال المرصد في بيان إن مقاتلين ينتمون إلى كتائب عدة ذات توجه إسلامي «سيطروا على ثلاث سرايا ومركز القيادة في الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان بريف حلب الغربي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ ليل أول من أمس وحتى فجر أمس» وقتل فيها مقاتلان معارضان وجندي نظامي.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المقاتلين المعارضين تمكنوا من اسر خمسة جنود خلال العملية، مشيراً إلى أن الهجوم بدأ صباحاً بعد أربع ساعات على توقف الاشتباكات.
وقال إن المسلحين المعارضين لم يجدوا جنوداً في المراكز التي استولوا عليها، وان الأسرى أفادوا أن حوالى 140 جندياً فروا من هذه المراكز وتجمعوا في مركز البحوث العلمية الموجود داخل القاعدة أيضاً.
وتعتبر القاعدة آخر مقر مهم للقوات النظامية غرب مدينة حلب في منطقة على تماس مع محافظة إدلب وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.
وكان قائد إحدى المجموعات المقاتلة في بشقاتين القريبة من القاعدة قال في وقت سابق لفرانس برس إن قراراً اتخذ بعدم قصف القاعدة بالسلاح الثقيل بحجة الخشية من وجود أسلحة كيماوية فيها، ما قد يسبب أضراراً بالغة في حال إصابة هذه الأسلحة.
وأثارت مسألة احتمال استخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع السوري خلال الأيام الماضية ضجة كبرى، وحذرت الأمم المتحدة ودول غربية وحلف شمال الأطلسي النظام السوري من اللجوء إلى هذه الأسلحة، وذلك بعد تقارير أميركية أفادت أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قام بتجميع المكونات الكيماوية الضرورية لتجهيز الأسلحة الكيماوية بغاز السارين على الأرجح.
في المقابل، حذرت دمشق من استخدام «المجموعات الإرهابية» السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري، بعد سيطرة هذه المجموعات أخيراً على «معمل خاص» لإنتاج الكلور السام قرب مدينة حلب، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وأكدت الوزارة أن سورية لن تلجأ «في أي ظرف» إلى استخدام السلاح الكيماوي «إن وجد لديها».
في محافظة ادلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف الذي تحاول مجموعات مقاتلة معارضة الاستيلاء عليه منذ الاستيلاء على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر). كما تعرضت مناطق عدة في ريف ادلب للقصف بحسب المرصد.
في محافظة حمص، نفذت طائرة حربية غارة جوية على أحياء حمص القديمة، بحسب ما ذكر المرصد. واظهر شريط فيديو نشره ناشطون على موقع يوتيوب على الإنترنت طائرة حربية تمر فوق ما قال المصور انه حي جوبر في مدينة حمص مع قصف بالرشاشات وارتفاع أعمدة من الدخان الأسود.
إلى ذلك، غادر سفير رومانيا في سورية دمشق متوجهاً إلى العاصمة اللبنانية بيروت بسبب «التدهور الكبير في الوضع الامني» في العاصمة السورية، كما أعلنت وزارة الخارجية الرومانية أمس.
من جهة أخرى، قال بيان إن «وزارة الخارجية دعت مجدداً المواطنين الرومانيين إلى مغادرة الأراضي السورية في أسرع وقت بواسطة وسائل النقل التجارية التي لا تزال تعمل».
ورومانيا هي إحدى الدول الغربية القليلة التي أبقت سفيراً في سورية حتى الآن.
وكان آلاف الرومانيين وغالبيتهم من المتزوجين من سوريين أو سوريات أو هم أطفال لأزواج من الجنسيتين، وقعوا في شرك أعمال العنف الدامية في سورية.
وأوضحت الوزارة أن «الجهاز القنصلي في السفارة الرومانية في دمشق سيبقى طالما سمح الوضع الأمني لضمان حماية ومساعدة المواطنين الرومانيين الذين لا يزالون في سورية».
 
اللجنة الوزارية العربية تبحث «الأحداث الكارثية» في سورية وحمد بن جاسم يعتبر تعامل مجلس الأمن «غير مقبول»
الحياة...الدوحة - محمد المكي احمد
تصدرت تطورات الأزمة السورية وبينها الدعوة الى انتقال السلطة والمحادثات الأميركية الروسية حالياً في جنيف بمشاركة المبعوث العربي الدولي الأخضر الابراهيمي، عناوين اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري في الدوحة بحسب ما جاء في تأكيدات رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وحذر الشيخ حمد لدى ترؤسه الاجتماع أمس من «الأحداث كارثية في سورية... وان الأوضاع تزداد سوءاً». وقال إن «النظام (السوري) اختار طريق المماطلة والتسويف للاستمرار في قمع شعبه». كما اعتبر أن «استمرار تعامل مجلس الأمن مع هذه القضية بالطريقة الحالية غير مقبول»، معرباً عن أمله في ان «يتوصل الابراهيمي الذي نثق فيه الى فهم مشترك مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لتطبيق قرارات عربية ودولية، والاتفاق على رحيل النظام السوري وتشكيل حكومة وحدة وطنية بطريقة سلمية».
وشدد رئيس الوزراء القطري على انه «يجب انتقال السلطة... ويجب أن يعرف (الرئيس السوري) بشار الأسد وحكومته أن الوضع واضح والنتيجة واضحة». وتابع: «بشار انتهج خط القتل وتدمير البلاد، وأن تلك ارادة شعب لا يمكن الوقوف أمامها حتى لو طال الزمن».
وأفاد: «نأمل يأن يتوج اجتماع المغرب المقبل (أصدقاء سورية) بمزيد من الاعترافات بهيكل المعارضة الذي تشكل في الدوحة (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) وآخر الترتيبات حول قوات الجيش الحر وتشكيل هيئة اركانه».
ودعا الشيخ حمد إلى «دعم انساني سريع للسوريين» وحض على «وضع خطة لاصلاح الدمار في سورية، ويجب أن نفكر كيف ندعمها اقتصادياً وعسكرياً حتى تنهض من عثرتها الحالية... وستخرج بإذن الله قوية معافاة». كما دعا القائمين على الأمر في سورية «اذا كان هنالك حكمة وبقية صواب الى وقف ما يجري من حمام دم فوراً والدخول في عملية انتقال (للسلطة) واضحة». وتابع: «نأمل بأن يتوصل اجتماع اميركا وروسيا الى فهم مشترك لما يجري، حتى يقوم مجلس الأمن بمسؤولياته وفق ما تتطلبه الظروف».
وأفاد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بأن الوضع في سورية «في المراحل النهائية»، وأن المحادثات بين أميركا وروسيا بمشاركة الأخضر الابراهيمي في جنيف الهدف منها البناء على ما جاء في الاعلان الختامي لاجتماع جنيف... وبدء مرحلة انتقالية تشكل حكومة ذات صلاحيات كاملة، وان الهدف هو اعداد (مشروع) قرار يصدر من مجلس الأمن حول هذه النقاط». كما رأى أنه «لو وافقت الدول الدائمة العضوية على ذلك فسيكون القرار رسالة واضحة للنظام (السوري) ليعرف أن حماية روسيا والصين سقطت».
ولفت إلى التقدم العسكري للمعارضة وتشكيل الائتلاف، مشدداً على أهمية «أن تكون المعارضة واجهة سياسية حتى لا تنهار الدولة السورية». ودعا الدول ذات العلاقة بالمعارضة الى «دعوتها للتكاتف في هذه المرحلة الحاسمة»، لافتاً الى أن القيادة السورية كانت تقول إنه لا شيء في دمشق وحلب «والآن القتال في دمشق نفسها». ودعا الى تفهم دلالات نزول الشعب الى الشارع كما حدث في مصر. وقال: «ما يحدث في سورية الآن يجب أن يستجاب له»، مندداً بـ «تعنت القيادة السورية».
 
بوادر انتقال أزمة معيشية وغذائية من حلب إلى دمشق
لندن – «الحياة»
حذر أهالي أن الأزمة المعيشية والغذائية الموجودة في مدينة حلب في شمال سورية، بدأت بوادرها تصل إلى مدينة دمشق. إذ باتت مادة الخبز «شبه مقطوعة» في حلب مع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني بحيث ارفع سعر ربطة الخبز، التي تضع سبعة أرغفة، إلى أكثر من 250 ليرة سورية (الدولار الأميركي يساوي نحو 86 ليرة) بعدما كانت قبل أيام بنصف السعر، علماً أن سعرها سابقاً كان نحو ربع دولار أميركي.
كما انقطعت الكهرباء عن معظم مدينة حلب بما فيها المؤسسات الرسمية، ما أدى إلى إغلاق مستشفيات ومؤسسات إنتاجية.
وبحسب الأهالي، فان سعر أسطوانة الغاز ارتفع إلى سبعة آلاف ليرة سورية بعدما كان أقل مئة ليرة سورية في السنوات الماضية، مع ملاحظة توافر منتجات تركية مهربة عبر الحدود المفتوحة بين سورية وتركيا.
وأشار أهالي إلى أن أسعار المواد الغذائية بدأ بالارتفاع في العاصمة السورية، إذ ارتفع سعر ربطة الخبر إلى 150 ليرة، مع زيادة ساعات انقطاع الكهرباء في أحياء أساسية في دمشق وتراجع توافر أسطوانات الغاز ومادة المازوت.
 
إسرائيل لا ترى خطراً فورياً من الأسلحة الكيماوية السورية
القدس - رويترز
قال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي إن اسرائيل لا ترى خطراً فورياً من الأسلحة الكيماوية السورية بعد أن حذرت قوى غربية من أن دمشق من الممكن ان تستخدم تلك الأسلحة أو تفقدها في ظل الفوضى التي تشهدها البلاد.
ومع شعور اسرائيل بالخطر من تفاقم الصراع في سورية، قالت إنها ستتدخل لمنع وصول الأسلحة الكيماوية إلى مقاتلي المعارضة من الإسلاميين او «حزب الله».
وقال يعلون لراديو اسرائيل امس «في هذه المسائل علينا ان نكون مستعدين لحماية أنفسنا بأنفسنا... في هذا الوقت لا نرى مؤشراً على أن هذه الأسلحة موجهة إلينا».
ويعلون هو القائد السابق لقوات الدفاع الاسرائيلية وهو الآن مسؤول عن الشؤون الاستراتيجية في الحكومة.
وأبدى بعض المسؤولين الاسرائيليين قلقهم من أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يهاجم اسرائيل بأسلحة كيماوية كملاذ أخير ليحصل على الدعم من العالم العربي.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد قالت في الأسبوع الماضي إن واشنطن قلقة من أن الأسد «الذي سيكون مستميتاً بشكل متزايد» ربما يحاول استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي المعارضة أو يفقد السيطرة عليها.
وتقول اسرائيل ودول حلف شمال الأطلسي إن لدى سورية مخزونات من المواد المختلفة التي تستخدم في الحرب الكيماوية في أربعة مواقع.
وتتكتم سورية في شأن ما إذا كان لديها مثل هذه الأسلحة لكنها تصر على أنه إذا كانت هذه الأسلحة موجودة لديها فسوف تؤمنها وتستخدمها فقط لصد الخصوم الخارجيين. ورغم أن اسرائيل وسورية ما زالتا في حالة حرب من الناحية النظرية فإنهما لم يخوضا معارك كبرى خلال نحو 40 عاماً.
 
السفير السوري في الجزائر ينفي معلومات عن انشقاقه
الجزائر - أ ف ب
 
أعلن السفير السوري في الجزائر نمير الغانم ان المعلومات التي نشرتها بعض وسائل الاعلام العربية وشبكات اجتماعية عن انشقاقه وتوجهه الى فرنسا «خاطئة تماماً».
 
وقال الغانم في اتصال مع «فرانس برس»: «هذه المعلومات خاطئة تماماً»، متحدثاً عن «مصادر» كانت وراء نشر هذه المعلومات من دون ان يحددها.
 
وأضاف الغانم «ما زلت اؤيد حكومتي، ما زلت اؤيد رئيسي بشار الاسد وانا موافق تماماً على سياسته».
 
وأشارت معلومات نشرت خصوصاً على موقع «تويتر» امس الى انشقاق الديبلوماسي السوري وتوجهه الى فرنسا حيث طلب اللجوء السياسي.
 
وفي السفارة الفرنسية في الجزائر، افاد مصدر ديبلوماسي انه ليس على علم بهذا الطلب.
 
فابيوس: المعلومات عن الاسلحة الكيماوية في سورية يجب أخذها على محمل الجد
باريس- ا ف ب
اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان المعلومات حول احتمال لجوء النظام السوري برئاسة الرئيس بشار الاسد الى الاسلحة الكيماوية يجب ان "تؤخذ على محمل الجد" وستكون "فظاعة تضاف الى الفظائع".
وقال فابيوس في برنامج ل"آر تي ال-لوفيغاور-ال سي آي" انه "سرت معلومات في هذا المعنى. لم تتاكد بوضوح لكن يجب على اي حال ان تؤخذ على محمل الجد لانه من الصحيح ان سورية تملك اسلحة كيميائية. يجري الحديث عن 31 موقعا والف طن، ويجري الحديث عن غاز السارين وعناصر اخرى خطيرة للغاية".
واضاف فابيوس ان "فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا حذرت بشار الاسد قائلة له ولا في اي حال!. نحن متيقظون جدا. وتسمحون لي بان لا ادخل في التفاصيل حول الاجراءات التقنية التي نتخذها لكن من الواضح ان استخدام هذه الاسلحة سيكون فظاعة تضاف الى الفظائع".
ونفى الوزير الفرنسي رسميا تواجد قوات خاصة فرنسية في سورية. وقال "لا توجد قوات خاصة فرنسية وهي ليست مستعدة للتدخل".
اما بالنسبة الى احتمال شحن اسلحة دفاعية الى المعارضين المسلحين، فقال ان الحظر الاوروبي على الاسلحة لم يتم تجديده في بداية كانون الاول/ديسمبر الا لمدة ثلاثة اشهر وان المسالة ستبحث مجددا الاثنين في بروكسل اثناء اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.
 
المجلس الوطني يرحب بتشكيل قيادة أركان «الجيش الحر»، العكيدي لـ «الشرق الأوسط»: «جبهة النصرة» تقاتل معنا ونرفض وصف من يواجه النظام بـ«الإرهابي»

بيروت: ليال أبو رحال ... أعرب المجلس الوطني السوري عن «تقديره للجهود التي بذلت من أجل توحيد المجالس العسكرية والكتائب والقوى الثورية والإعلان عن تشكيل (قيادة الأركان العسكرية) لمجلس القيادة المشتركة العليا السورية»، معتبرا أن «اتفاق كافة القوى العسكرية والثورية على قيادة مشتركة تتولى التخطيط والإشراف على العمل العسكري والميداني خطوة بالغة الأهمية نحو تسريع مهمة إسقاط النظام الاستبدادي وتحقيق الأمن والاستقرار في المناطق المحررة».
وشدد المجلس الوطني، بعد يومين على انتخاب هيئة أركان موحدة للجيش السوري الحر في مدينة أنطاليا التركية، على «ثقة السوريين بالكتائب الثورية والعسكرية وتضحياتها من أجل تحرير سوريا من العصابة المجرمة»، مؤكدا «رفضه التام لأي اتهامات بالتطرف والإرهاب للقوى التي تقاتل النظام السوري وتلتزم بإدارة الصراع داخل الأرض السورية دون اعتداء أو مس بكرامة أحد أو حقوقه».
وكانت هيئة الأركان المنتخبة قد استبعدت من تشكيلاتها الجديدة «جبهة النصرة» التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير مبان نظامية ومقرات عسكرية عدة، ويشتبه بعلاقتها مع تنظيم القاعدة، وذلك غداة تنديد وزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة الماضي بالمجموعات الجهادية التي تقاتل في سوريا، خصوصا «جبهة النصرة». واعتبر مساعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية مارك تونر أن «هذه المنظمات المنتمية إلى تنظيم القاعدة لا تمثل أبدا رغبة الشعب السوري المعارض لنظام دمشق»، مشيرا إلى أن «وجود هذه المجموعات المتطرفة في سوريا يشكل بالنسبة لنا مصدر قلق».
وفي حين كانت مصادر في الجيش الحر قد أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن استبعاد «جبهة النصرة» هو «بقرار داخلي وليس بإيحاء غربي»، إلا أن المجلس الوطني شدد في بيانه أمس على أن «الإرهاب» صفة ملازمة «للنظام السوري الذي يرتكب المجازر اليومية ويقتل الأطفال والنساء من دون رادع، ولم يلق من المجتمع الدولي ما يجب من إجراءات تمنع إجرامه وتحاصر إرهابه».
وفي سياق متصل، أبدى العقيد عبد الجبار العكيدي، عضو هيئة الأركان الجديدة في الجيش الحر ورئيس المجلس العسكري في حلب، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، تأييده لموقف المجلس الوطني لناحية «رفض وصف أي مقاتل على الأرض ضد نظام الأسد بأنه إرهابي». ونفى أن تكون التشكيلات الجديدة في الجيش الحر قد استبعدت «جبهة النصرة»، وقال: «لم نستبعد جبهة النصرة لأنها بالأساس ليست من تشكيلات الجيش الحر، وهم أصلا يرفضون تصنيفهم في الجيش الحر».
وأوضح العكيدي أن «عناصر الجبهة من المقاتلين الجيدين ويتميزون بسلوكهم الجيد والمنضبط، وهم موجودون معنا ويقاتلون إلى جانبنا، وثمة تنسيق معهم»، مؤكدا أنه «يضم صوته إلى صوت المجلس الوطني برفض وصف أي مقاتل على الأرض باستثناء النظام بالإرهابي».
 
تدهور الوضع الإنساني والأمني في دمشق مع تواصل الاشتباكات في ريفها، انفجار سيارة مفخخة في العاصمة.. والسفير الروماني يغادر لأسباب امنية

لندن: «الشرق الأوسط» ... استمر الوضع الإنساني والأمني في العاصمة دمشق بالتدهور مع اشتداد القصف على الأحياء الجنوبية والشرقية أمس، وإغلاق معظم مداخل المدينة، مع تواصل القصف العنيف على مدينتي داريا والمعضمية في ريف دمشق.
وقال سكان في العاصمة إن قوات النظام قامت بإغلاق أوتوستراد درعا - دمشق (جنوب)، صباح أمس، وعدة مداخل فرعية أخرى، ثم تم فتح الأوتوستراد عند الظهر ليعاد ويغلق مجددا، لا سيما عند نهر عيشة والحجر الأسود والعسالي ومخيم اليرموك، حيث تدور اشتباكات عنيفة هناك، وقال شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «السيارات تكدست على طول الأوتوستراد من دمشق ولغاية مفرق صحنايا، وفي الطرق الفرعية التي كانت مغلقة أيضا شوهدت الجثث على جانبي الطرق»، مؤكدا أن «منطقة جنوب دمشق ساحة حرب.. جثث ودمار وقصف متواصل».
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن طفلا والكثير من الجرحى سقطوا جراء القصف العنيف على حي الحجر الأسود والعسالي والمناطق المجاورة منذ صباح أمس، وذلك «بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيشين في حي القدم بدمشق»، ولفتت الهيئة إلى «تجدد القصف العنيف لقوات النظام على الأحياء الجنوبية من دمشق وريفها ويتركز على حي الحجر الأسود». وفي حي كفرسوسة تم العثور على 5 جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في بساتين كفرسوسة من قبل قوات النظام، حيث كانوا عائدين بسيارتهم في البساتين قرب القناية، فأوقفهم حاجز لجيش النظام مع مخبر، وتم قتلهم وإحراق السيارة التي تقلهم، منهم اثنان من حي كفرسوسة واثنان من حي القدم وشخص مجهول الهوية. وفي حي القدم سقط قتيل وعشرات من الجرحى إصاباتهم بالغة، إثر القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على الأحياء الجنوبية، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي.
وأضافت الهيئة في بيان لها منتصف نهار أمس أن قوات النظام قصفت مدينة عربين في الغوطة الشرقية بشكل عنيف منذ الصباح، وفي يبرود بمنطقة القلمون أصيب الكثير من المدنيين في قصف مدفعي عنيف لقوات النظام، حيث تركز القصف على حيي القاعة والصالحية. وفي عين ترما في الغوطة الشرقية بريف دمشق قالت الهيئة إنها تعرضت لقصف عنيف على التجمعات السكنية والطرق من قبل آليات جيش النظام بقذائف الهاون والدبابات، بينما استهدف القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ الأحياء السكنية في ببيلا وشبعا، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية. وجاء ذلك بينما تواصل القصف العنيف والمركز على مدينتي داريا والمعضمية، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام التي تسعى لاقتحام المدينتين وفرض السيطرة عليهما.
وكان لافتا في مدينة دمشق أمس قيام قوات النظام بالإغلاق أوتوستراد المزة نحو نصف ساعة بعد الظهر لدى مرور موكب رسمي يحمل جثمان بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، إغناطيوس الرابع هزيم، قادما من لبنان إلى دمشق، حيث مر في أتوستراد المزة ليصل إلى الكاتدرائية المريمية في دمشق القديم. وضم الموكب من أكثر من 60 سيارة مرسيدس وعشرات السيارات الأمنية، ما أدى لازدحام مروري خانق، ولم يحمل الموكب أي إشارة للجنازة.
ومسألة إغلاق الطرق في دمشق باتت أحد أهم الهواجس اليومية للسوريين ومحور أحاديثهم، بحسب الناشط أحمد الدمشقي الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا التقى شخصان فإن السؤال الأول بعد التحية يكون: أي طريق سلكت؟ وكيف الطريق؟ فثمة مشكلة كبيرة في التنقل بين حي وآخر عدا الانتظار الذي يمتد لأكثر من ساعة أحيانا على بعض الحواجز». وأضاف: «بات اعتياديا أن تكون في أطراف العاصمة ويبدأ اشتباك فيتم قطع الطريق ريثما ينتهي الاشتباك، والناس في السيارات تراقب تبادل النار فوق رؤوسها». ويتابع الناشط: «الوضع الاستثنائي بات مألوفا، حتى التفجيرات تأقلم معها الناس، فبعد التفجير وتفقد الخسائر تعود الحركة»، لافتا إلى أن «منطقة الفحامة وسط العاصمة شهدت صباحا (أمس) انفجارين؛ الأول كان عند حديقة الطلائع، حيث انفجرت سيارة مفخخة استهدفت تجمعا لقوات النظام، وشوهدت سيارات إسعاف تنقل مصابين من الموقع، والثاني عبوة ناسفة في زقاق الجن أمام أحد محلات قطع تبديل السيارات خلفت أضرارا مادية».
من جانب آخر أعلن لواء درع الغوطة التابع للجيش الحر عن قيامه «بعملية نوعية»؛ حيث اقتحم مقاتلو اللواء «مركز تجمع للأمن والشبيحة في منطقة البياض القريبة من طريق المطار، وقاموا بتحرير عدد من المعتقلين المدنيين في المركز، وتمكنوا من تصفية عدد من عناصر الأمن والشبيحة»، بحسب البيان الصادر عن لواء درع الغوطة.
وعلى الصعيد المعيشي زادت معدلات قطع التيار الكهربائي عن مدينة دمشق وريفها، وبعض المناطق في الريف، مثل جرمانة والغوطة الشرقية وصحنايا وقدسيا وضاحية قدسيا ودمر ومشروع دمر، حيث تتراوح فترات قطع الكهرباء من 8 - 12 ساعة، وفي المناطق الساخنة يستمر الانقطاع لعدة أيام متواصلة، مثل داريا والمعضمية. أما في أحياء العاصمة، فتتراوح فترات الانقطاع بين 6 - 8 ساعات بحسب الأحياء، ففي أحياء برزة القابون والعباسيين والأحياء الجنوبية قد تصل فترة الانقطاع إلى 12 ساعة، أما وسط العاصمة والأحياء الشمالية: الصالحية والمهاجرين والمالكي وأبو رمانة، فتقل ساعات التقنين وتتراوح بين 3 - 4 ساعات، وببعض الأحياء لا تنقطع أبدا، لذلك استغرب السكان ليل أول من أمس عندما تم قطع الكهرباء عن عموم أحياء شمال العاصمة عند الساعة الثالثة فجرا، واستمر الانقطاع لمدة ساعتين وسط حالة سكون، وتحركات مريبة لقوات الأمن في تلك المناطق، بحسب ما أكده الناشط أحمد الدمشقي.
بالإضافة لانقطاع الكهرباء تتفاقم أزمة الخبز في دمشق، حيث يحتشد الناس في طوابير بالمئات أمام المخابز للحصول على ربطة خبز تباع بسعر 15 ليرة سورية، فيما تباع في السوق السوداء الناشئة في محيط الأفران بـ100 ليرة (قيمة الدولار تتراوح بين 88 - 92 ليرة)، ويقول أحمد الدمشقي: «الحد الأدنى لمعدل الانتظار في طابور الخبز يتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات، وهناك أشخاص يذهبون إلى الفرن بعد صلاة الفجر ويمكثون حتى الضحى للحصول على ربطة خبز». وأزمة الخبز التي تشتد يوما بعد آخر تتلازم مع أزمة الغاز المنزلي، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز في بعض المناطق إلى 2000 ليرة، علما بأن سعرها النظامي 500 ليرة، فضلا عن أزمة المازوت المفقود حتى بالسوق السوداء. وبالأخص في المناطق الساخنة.
ودفعت الأوضاع المتوترة في دمشق بوزارة الخارجية الرومانية إلى سحب سفيرها من دمشق، وهو من الدبلوماسيين القلة الذين أبقوا على وجودهم في سوريا طوال الفترة الفائتة. وأعلنت، في بيان صادر عنها، نبأ مغادرة سفيرها أمس دمشق إلى العاصمة اللبنانية بيروت بسبب «التدهور الكبير في الوضع الأمني في العاصمة السورية».
وجددت الخارجية الرومانية دعوة مواطنيها إلى مغادرة الأراضي السورية في أسرع وقت بواسطة وسائل النقل التجارية التي لا تزال تعمل، موضحة أن «الجهاز القنصلي في السفارة الرومانية في دمشق سيبقى طالما سمح الوضع الأمني لضمان حماية ومساعدة المواطنين الرومانيين الذين لا يزالون في سوريا».
 
سوريا.. اتفاق اليمن لكن مشوه!

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط... يبشر الأمين العام لجامعة الدول العربية من ناحية بأن الأزمة السورية تدخل «المرحلة النهائية»، والقطريون بدورهم متفائلون بتقارب أميركي - روسي حول الموقف من سوريا، خصوصا مع الإعلان عن اجتماع بين مسؤولين روس وأميركيين في جنيف بحضور السيد الأخضر الإبراهيمي لمناقشة الملف السوري. فما الذي يجري؟
المصادر تشير إلى أن هناك مقترحا روسيا بأن يتم تشكيل حكومة انتقالية لا صلاحيات للأسد عليها، ولا يدخلها من يداه ملطختان بالدم السوري من أعضاء النظام الأسدي، ويرأسها، أي الحكومة الانتقالية، معارض سوري بارز، وعليه يبقى الأسد حتى عام 2014، ولا يترشح في الانتخابات القادمة، ليخرج إلى بيته، هذا ملخص ما سمعته. وبالطبع، فإن الروس يقولون إنهم لم يغيروا موقفهم تجاه ما يحدث في سوريا. والسؤال هنا: إذا كان الروس لم يغيروا موقفهم فلماذا الاجتماع مع الأميركيين والإبراهيمي من الأساس؟ ولماذا هذا التفاؤل من القطريين، والسيد نبيل العربي، خصوصا وهو يقول، إن هدف المباحثات الأميركية - الروسية في جنيف «إعداد قرار يصدر عن مجلس الأمن»، وإنه ما إن يصدر القرار «ستكون رسالة واضحة للنظام بأن الحماية سقطت»، ولم يكتف العربي بذلك، بل إنه يقول إن المعارضة السورية «يمكن أن تشكل بديلا لتولي النظام في الوقت المناسب»، فعلى ماذا إذن كل هذا التفاؤل والتصريحات، إذا كان موقف الروس لم يتغير؟
الواضح من المقترح المشار إليه أعلاه، أن هناك محاولة لتطبيق المبادرة الخليجية في اليمن على الأزمة السورية الآن، ولكن بطريقة مشوهة، وذلك بحجة الخوف من استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية، وبالطبع، إذا كان هذا هو المقترح الأساسي للقاء الأميركي - الروسي مع السيد الإبراهيمي، أي حكومة انتقالية، وبقاء الأسد لعام 2014، فهذا يعني مضيعة للوقت، ومحاولة لإنقاذ الأسد من كل الجرائم التي ارتكبها، وليس إيجاد مخرج له. فالمخرج قد يكون مقبولا لدى السوريين، بمعنى أن يغادر الأسد إلى دولة ما فورا لتبدأ المرحلة الانتقالية، أما الانتظار لانتخابات 2014 فإنه إنقاذ للأسد، لأن الأمر يمثل اعترافا به كرئيس، رغم كل عدد القتلى السوريين، وهذا أمر غير قابل للتنفيذ بكل تأكيد، بل حتى تنحي الأسد وبقاؤه في سوريا، على طريقة علي عبد الله صالح الذي بقي في اليمن سيكون أمرا غير مقبول بكل تأكيد.
وعليه، فإن الواضح من الموقف الروسي الآن، ومهما قال الروس، هو أن موسكو بدأت تفقد الأمل في صمود النظام الأسدي، وبدأت تدرك أن لا فائدة من الوقوف معه، كما أن الواضح من اللقاء الروسي – الأميركي، أن موسكو الآن في مرحلة التفاوض، وخصوصا أن الروس انتظروا كثيرا، وفقدت أوراقهم التفاوضية في سوريا الكثير من قيمتها، وذلك جراء تطور الأوضاع على الأرض، حيث بات «الجيش الحر» يحاصر العاصمة دمشق، مع تداع سريع للنظام الأسدي، وفي الوقت الذي باتت فيه المعارضة السورية أكثر تماسكا، وصلابة على المسرح السياسي. ولذا فمن الصعب اليوم تخيل أي مقترح أو حل للأزمة السورية من دون خروج الأسد من المشهد تماما، والآن وليس بعد عام أو عامين.
 

المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,655,979

عدد الزوار: 6,959,511

المتواجدون الآن: 72