قمة بغداد تدعو الأسد إلى وقف القمع.. وتعتبر مجزرة بابا عمرو «ضد الإنسانية»

بعد قبوله خطة أنان.. الأسد يريد التفاوض حول «ما قبله»..سورية: مقتل ضابطين وخطف ثالث وتزايد الانشقاقات...دعوات للتظاهر اليوم تحت عنوان «جمعة خذلنا المسلمون والعرب.. لكن الله معنا»

تاريخ الإضافة السبت 31 آذار 2012 - 4:45 ص    عدد الزيارات 2208    القسم عربية

        


 

بعد قبوله خطة أنان.. الأسد يريد التفاوض حول «ما قبله»
الأمم المتحدة: مليون سوري بحاجة لمساعدة * عشرات القتلى في إدلب وحمص وحلب وحماه * تشكيل قيادة مشتركة لـ«الجيش السوري الحر» في الداخل
واشنطن: هبة القدسي بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»
بعد إعلانه موافقته على خطة المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان، قبل أيام قتل خلالها أكثر من 160 شخصا، عاد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إلى القول إن هناك ملاحظات حول الخطة يريد التفاوض حولها.
من جهته، طالب أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، الأسد بالتنفيذ الفوري لخطة المبعوث الدولي لحل الأزمة السورية، رغم أنه أوضح أنه لا يوجد إطار زمني محدد لقيام الحكومة السورية بتنفيذ الخطة, ومن جانبها اعتبرت واشنطن تصريحات الأسد «مخيبة», كما قالت الخارجية الروسية أمس إن أنان من حقه وحده تحديد نجاح خطته في سوريا من عدمه, وإن دور مجلس الأمن لا يمكن استبداله في سوريا بمؤتمر مثل «أصدقاء سوريا».
ويأتي ذلك، بينما صرح متحدث باسم الأمم المتحدة أمس، بأن خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ممن شاركوا في مهمة تقييم في سوريا، خلصوا إلى أن «أكثر من مليون سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية».
وميدانيا، وبالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في إدلب وحمص وحلب وحماه، أعلن الجيش الحر، أمس، عن تشكيل القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، والتي تعمل بالتنسيق مع قيادة الجيش السوري الحر في الخارج، وتتكون من 5 مناطق.
مواجهات بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في حماه وحمص وحلب

دعوات للتظاهر اليوم تحت عنوان «جمعة خذلنا المسلمون والعرب.. لكن الله معنا»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال.... تواصلت العمليّات العسكريّة التي قامت بها قوات الأمن السورية أمس ضد عدد من المناطق السورية، مما أدى إلى مقتل ثمانية جنود نظاميين على الأقل، فيما تعدى إجمالي عدد القتلى 36 شخصا.. وذلك عشيّة دعوة المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم بعد صلاة الجمعة تحت عنوان: «جمعة خذلنا المسلمون والعرب - لكن الله معنا.. وبعزيمتنا سيأتي النصر». وأفاد المركز السوري لحقوق الإنسان أن «مواجهات حصلت بين الجيش النظامي ومنشقين في مناطق سورية عدة، مما أدى إلى مقتل ثمانية جنود ومنشق. وفي محصلة أولية، قضى جنديان منهم إثر استهداف شاحنة عسكرية في شمال ريف حماه، وضابط ومساعده وجندي منشق في قرية عرجون في ريف حمص، في موازاة مقتل ضابط برتبة عقيد في منطقة دوار باب الجديد في مدينة حلب، وغداة اغتيال ضابط آخر برتبة عميد في حي الحمدانية برصاص مجهولين. كما أصيب ثمانية جنود نظاميين بجروح وعطب آلية تابعة لهم خلال اشتباكات مع منشقين في مدينة داعل في محافظة درعا».
وفي الزبداني، أفاد المرصد عن «اشتباكات وقعت بعد دوي انفجارات فجرا بين القوات النظامية ومنشقين. وكانت قوات الأمن مدعمة بالدبابات والآليات العسكريّة قد حاصرت بلدة خربة غزالة من جهاتها كافة، كما نفذت عمليات مداهمة طالت المزارع الواقعة على أطراف البلدة، بعد أن تم منع الناس من الدخول إليها والخروج منها».
وأحصت لجان التنسيق المحلية، في حصيلة أولية بعد ظهر أمس، مقتل أكثر من 36 شخصا، في وقت أشار فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن العمليات العسكرية للجيش النظامي السوري والاشتباكات مع المنشقين وعمليات المداهمة في مناطق سورية عدة أسفرت عن مقتل 23 شخصًا، بينهم 14 مدنيا. وفي حمص، شهدت أحياء الخالديّة وباب الدريب وباب السباع قصفا عنيفا وإطلاق نار، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. كما تعرضت مدينة القصير لإطلاق نار أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن مدينة تلبيسة، الواقعة في ريف حمص، قد تعرضت لقصف عنيف أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وإصابة عدد كبير من المنازل بالقذائف والرشاشات. وشهد الحي الشمالي من المدينة حركة نزوح كبيرة.
وفي حي الوعر، أفادت لجان التنسيق المحليّة بأن عناصر من الشبيحة أقدموا على اختطاف 11 شابا من الحي وتمّ اقتيادهم لجهة مجهولة وسط إطلاق نار كثيف.
وفي محافظة ادلب، قتل خمسة مدنيين جراء اقتحام قوات عسكرية قرى الريف الشرقي لمعرة النعمان، ولقي ثلاثة جنود في القوات النظامية حتفهم خلال اشتباكات مع منشقين في المنطقة. بينما قال ناشطون إن معرة النعمان تعرضت لقصف مدفعي ومن مروحيات ودبابات قبيل هجوم للقوات النظامية على بعض المناطق بحثا عن منشقين.
وفي حين شهدت مدينة أريحا إطلاق نار كثيف وأصوات انفجارات سمعت من الجهة الشمالية للمدينة، حصلت اشتباكات عنيفة شرق قرية الغدفة بين منشقين من «الجيش الحر» وقوات النظام التي حاولت اقتحام القرية.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات الجيش السوري قصفت بلدة جرجناز بالمدفعية الثقيلة والدبابات، مضيفة أن أعمدة الدخان تصاعدت من المنازل بالكامل وقطعت الكهرباء والاتصالات.
وفي درعا، شهدت منطقة الحراك اشتباكات عنيفة أوقعت إصابات عدة في صفوف المدنيين، بينهم أطفال، وسمع دوي انفجارات عند الحاجز الموجود بين بلدتي ناحتة والحراك، فيما مشطت قوات النظام مدعومة بالدبابات وإطلاق النار الكثيف السهول المجاورة. وفي ريف دمشق، هاجمت قوات النظام بالرصاص الحي ومسيلات الدموع مظاهرة خرجت في منطقة الغرب في التل. وفي حرستا، سمع دوي انفجار وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من حاجز للقوات النظامية، وقال ناشطون إن مدنيين اثنين قتلا في استهداف سيارة كانت تقلهما هناك. كما اقتحمت قوات الأمن حرستا وكفربطنا، وتحدث ناشطون عن اشتباكات في مدينتي دوما والزبداني صباح أمس.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن عناصر مسلحة انتشرت أمام مدرسة البيضا في بانياس وعلى الطريق الواصل إليها لمنع خروج أي مظاهرة.
وفي حماه، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن بطل الملاكمة العالمي أحمد وتار اعتقل من منزله في حي الصابونية من قبل قوات الأمن، التي اقتحمت منزله بعد منتصف ليل أول من أمس واعتقلته تعسفيا وإلى جهة غير معلومة.
وحملت الشبكة «النظام السوري المسؤولية الكاملة عن المساس بهذا الرمز الوطني»، مطالبة الاتحاد الرياضي العربي بالتدخل للمطالبة بإطلاقه على وجه السرعة.
إلى ذلك، قالت جمعية إغاثية محلية إن نحو 3 آلاف سوري لجأوا إلى الأردن خلال الأيام الثلاثة الماضية هربا من العنف في بلدهم، مشيرة إلى أن «نحو 2450 سوريا دخلوا إلى الأردن بطريقة رسمية عبر المراكز الحدودية، و500 آخرين عبر السياج الحدودي خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط».. لينضموا إلى أكثر من 20 ألف سوري في الأردن.
فيما قالت تركيا إنها تؤوي على أرضها نحو 17 ألف سوري منذ بدء الأزمة، وأشار مسؤول بالخارجية التركية أمس إلى أن أنقرة ترحب بالسوريين الهاربين من أعمال العنف وتؤمن لهم مأوى ومساعدات طبية وإنسانية، لكنها ترفض منحهم وضع «اللاجئ» الذي يمكن أن يفسح المجال أمام بقائهم على أراضيها.
«الجيش الحر» يعلن عن تشكيل القيادة المشتركة له في الداخل

تعمل بالتنسيق مع قيادته بالخارج

لندن: «الشرق الأوسط» ... أعلن الجيش الحر، أمس، عن تشكيل القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، والتي تعمل بالتنسيق مع قيادة الجيش السوري الحر في الخارج، وتتكون القيادة من:
* قيادة المجلس العسكري في حمص وريفها - العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين
* قيادة المجلس العسكري في محافظة حماه وريفها - العقيد المظلي عبد الحميد الشاوي
* قيادة المجلس العسكري في محافظة إدلب وريفها - العقيد الركن عفيف سليمان
* قيادة المجلس العسكري في محافظة دمشق وريفها - العقيد الركن خالد الحبوس ونائبه العقيد المعتصم بالله أبو الوليد
* قيادة المجلس العسكري في محافظة دير الزور وريفها - المقدم مهند الطلاع كما نص البيان على أن كل مجلس عسكري يشكل في محافظات القطر الأخرى لاحقا ينضم إلى القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، وبأن الناطق الرسمي للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين، كما أنه سيتم العمل على إنشاء صفحة على «فيس بوك» للقيادة المشتركة والعمل عليها يوميا من قبل المجالس. وشدد البيان على أنه من باب الحرص على عدم اختراق النظام لتشكيلاتنا العسكرية فإنه يمنع منعا باتا تشكيل أي مجلس أو لواء أو كتيبة إلا بمعرفة قائد المجلس العسكري في كل محافظة.
الأسعد لـ«الحياة»: سلاحنا يكفي بالكاد لحرب عصابات... وأداء «المجلس الوطني» انعكس علينا
انطاكية (تركيا) - بيسان الشيخ
 

في معسكر الضباط الواقع عند سفح جبل شاهق على الحدود التركية - السورية في انطاكية التقت «الحياة» كلاً من رئيس المجلس العسكري العميد الركن مصطفى الشيخ وقائد «الجيش الحر» العقيد رياض الاسعد فتحدث كل من وجهة نظره عن واقع «الجيش الحر» اليوم وابتعاد القيادة عن الميدان وتأسيس المجلس العسكري ومدى قبول اخضاع العمل العسكري للقرار السياسي لـ «المجلس الوطني» في وقت ازدادت فيه الانتقادات لأداء الضباط حتى وسط الجنود ممن التقتهم «الحياة» خارج المعسكر لا سيما مع ورود معلومات عن تشكيل قوة رديفة اطلقت على نفسها «الجيش الوطني الحر» وأخرى تسمى هيئة إغاثة المدنيين المتهمة بالعسكرة.

وفي مخيم يقتصر على الجنود المنشقين وعائلاتهم ويكتظ مدخله بمقاتلين وصلوا لتوّهم من الداخل السوري، ينقلون جريحاً أو ينتظرون امدادات وقد غطاهم الغبار ونال منهم الارهاق، يصل رياض الاسعد رشيقاً حليقاً ومحاطاً بحراسة أمنية مشددة. «حاول البعض الادعاء بأنهم صحافيون لاغتيالي» قال بشيء من التبرير لوجود نحو 5 رجال شرطة أتراك خلال إجراء المقابلة التي منع فيها التسجيل.

ويروي الاسعد بداية ان قرار الانشقاق كان «صعباً جداً» خصوصاً ان الظروف الامنية في بداية الثورة كانت لا تزال مشددة «لكنني اخذت المجازفة وأنا كنت اصلاً تعرضت لتضييق قبل الثورة وفي مطلعها واعتقلت في فرع الأمن الجوي لبضعة ايام وخضعت للتحقيق وتم عزلي من منصبي بحجة أن أبناء أعمامي يشاركون في التظاهرات».

ويتحدث الأسعد بهدوء بالغ وصوت منخفض مع ابتسامة تكاد لا تفارقه، فيقول: «علمت انه ستتم تصفيتي فقررت مغادرة سورية. في البداية خرجت مدنياً. ثم مع تزايد أعداد المنشقين وتحديداً في 29/7/2011 اتخذ القرار بتشكيل جسم يضم الجنود والضباط لقناعتنا بأن النظام لن يسقط بالتظاهرات السلمية ومن دون قوة عسكرية. فنحن نعرفه واختبرناه، فالعسكر يصنع الثورة وليس السياسيين».

وعن الانتقادات التي توجه الى القيادة الموجودة في تركيا وتعيش بشيء من الرفاه منقطعة عن المقاتلين في الداخل، قال الأسعد: «كل القيادات الثورية في الخارج ونحن نعمل من هنا لإمداد الداخل ودعمه ولا حرج في ذلك. واليوم مع وسائل الاتصال الالكتروني ما عاد شيء مستحيلاً. المعارك تدار بالانترنت».

وإذ اعتبر ان السلاح الموجود حالياً في أيدي الثوار يكفي بالكاد لحرب عصابات ومعارك كر وفر كما هي الحال، حذر من تسليح مجموعات لا تنطوي تحت مظلة «الجيش الحر». وقال: «بعض الاشخاص لديهم مكاسب شخصية وسياسية يريدون تحقيقها ونحن ندعو الجميع الى التخلي عن الشخصانية والعودة الى مظلة الجيش الحر».

وفي إشارة الى معلومات حديثة عن تشكيل «الجيش الوطني السوري» كانشقاق عن الجيش الحر احتجاجاً على أدائه، قال الاسعد: «سمعت ان عقيل الهاشم يريد تشكيل جيش وأرى انها مجرد ممارسة ضغوط. فمن هو عقيل الهاشم؟ عسكري متقاعد يبحث عن منصب. لدينا معطيات لا نريد كشفها الآن، لكن الاكيد ان هناك مجموعة سياسية بزعامة عماد الدين رشيد تسعى للاستيلاء على السلطة داخل المجلس الوطني وتريد تشكيل ذراع عسكرية لها. حتى انهم كانوا يجمعون الاموال باسمنا من بعض دول الخليج وليبيا والسودان. ومن شأن هذه النزعات ان تغرق البلد في الفوضى والفتنة لأنهم يشقون الصف في وقت يسعى الجميع الى توحيده خصوصاً قبيل عقد مؤتمر اسطنبول».

وإذ رفض الاسعد الخوض في الخلافات السابقة مع الشيخ معتبراً أن تشكيل المجلس العسكري والإعلان المشترك عن توحيد القيادة يكفي في الوقت الراهن، اعتبر ان المجلس الوطني هو «الوجه السياسي للحراك الثوري وصار أمراً واقعاً لا يمكن تحييده على رغم سلبياته».

وقال: «حتى الآن نحن معه على رغم انه لم يقدم لنا شيئاً لا على المستوى السياسي ولا المالي وقد نطالب لاحقاً بإعادة هيكلته».

ووصف الاسعد أداء المجلس بالضعيف والمقصي لشخصيات اساسية في المعارضة السورية كما أن أداءه تجاه المجتمع الدولي غير مقنع. وقال: «نحن قررنا عدم التدخل في السياسة والاكتفاء بالعمل الميداني على الارض لكن المهاترات الكثيرة باتت تنعكس علينا لأن غياب الخطاب الجدي انعكس علينا غياباً في المساعدات والدعم في وقت نحن في أمس الحاجة الى المال والسلاح ولدعم العالم. لكن نعود ونقول طالما ان المجلس يلبي طموحات الشعب السوري فنحن ملتزمون بقراراته».

مصطفى الشيخ: معركتنا المقبلة مع الاسلاميين

على الضفة الاخرى، قدم العميد الشيخ نفسه و «رؤيته الاستراتيجية» بديلاً لما يجري على الساحتين العسكرية والسياسية مشدداً على أن الغرب لن يدعم مجلساً وطنياً أو جيشاً لا يحملان تصوراً واضحاً لمرحلة ما بعد سقوط النظام خصوصاً مع هيمنة «الإخوان المسلمين» على كل أوجه المعارضة السورية كما قال.

وأضاف: «الغرب يريد تطمينات بأن سورية ما بعد الاسد ستضمن مصالحه الاستراتيجية في المنطقة والحدود مع اسرائيل ولن تتحول الى واحة اسلامية تنشط فيها التيارات المتشددة وتقمع فيها الاقليات ونحن بالمرصاد لأي احتمالات أسلمة للثورة وهذه معركتنا المقبلة».

وفي لقاء مع «الحياة» اقتصر عليه وعلى معاونه الاول النقيب أحمد الشيخ ومنعت فيه حتى كتابة الملاحظات بأمر من الامن التركي اعتبر الشيخ ان مهمته القاضية بوضع استراتيجيات العمل العسكري تقضي بالتنسيق مع المجلس الوطني «على رغم ملاحظات كثيرة عليه»، لافتاً إلى أن انقطاع اعضائه عن الواقع سيجعل السوريين في الداخل يرفعون قريباً شعارات «المجلس الوطني لا يمثلني». وفي وقت لقي اعلان «الاخوان المسلمين» الاخير حول الدولة المدنية قبولاً واسعاً وترحيباً من جميع الاطراف، شكك الشيخ فيه واعتبره جزءاً مما يتقنه «الاخوان» من مسايرة الاوضاع لحين وصول الفرصة المناسبة وانقضاضهم على السلطة في شكل اقصائي.

وقال: «هذا تنظيم عمل لسنوات في الخارج وتنظم واستفاد من خبرات الاخوان في بلدان أخرى فيما الحياة السياسية والحزبية في الداخل مجففة تماماً لذا هم يعرفون كيف يمالقون ومتى يتسلطون».

وبشيء من التندر وصف الشيخ خطاب «الاخوان» بأنه من قبيل «اسمع كلامك افرح أرى افعالك أتعجب». وسأل «إن كانوا فعلاً ملتزمين بالدولة المدنية والعمل تحت مظلة الجيش الحر كيف يفسرون عمل هيئة حماية المدنيين وهي ذراعهم العسكرية في الداخل؟ يجمعون لها التبرعات ويزودونها بالامدادات على حساب الجيش الحر حتى انهم اختاروا لها اسماً مضللاً؟». واذ اعتبر ان جماعة «الاخوان المسلمين» متمرسة في كسب الشارع بالعمل الاغاثي، شدد على انه اذا استمرت بعض المجموعات تعمل منفردة فسينشأ المزيد من الكتائب المستقلة على غرار «الجيش الوطني» وستدخل البلاد في نفق يصعب الخروج منه.

 
سورية: مقتل ضابطين وخطف ثالث وتزايد الانشقاقات
الحياة...نيويورك - راغدة درغام ؛ واشنطن - جويس كرم ؛ انطاكية (تركيا) - بيسان الشيخ
 

دمشق، بيروت، طهران - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - تواصلت امس المواجهات العسكرية بين الجيش النظامي السوري والمنشقين عنه وعمليات المداهمة في مناطق عدة، ما اسفر عن مقتل 40 شخصاً على الاقل بين مدنيين وعسكريين، بحسب مصادر المعارضة السورية. وذكرت وكالة الانباء السورية ان عقيدين اغتيلا امس في مدينة حلب بعدما استهدفهم «أربعة إرهابيين» يستقلون سيارة سياحية بنيران أسلحتهم.

وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في منطقة الزبداني. وقتل ثمانية عسكريين من بينهم ضابط ومنشق واحد، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، وفي مدينة حمص قتل ثلاثة اشخاص نتيجة قصف القوات النظامية لاحياء الخالدية وباب الدريب وباب السباع. وقتل ثلاثة في مدينة القصير وقرية عرجون المجاورة في ريف حمص، اضافة الى جندي منشق وضابط ومساعد في القوات النظامية.

وتعرضت مدينة تلبيسة في ريف حمص لقصف عنيف ادى الى حركة نزوح كبيرة من حيها الشمالي.

وفي محافظة حماة قتل جنديان من الجيش النظامي اثر استهداف شاحنة عسكرية، وقتل ثلاثة مدنيين في اشتباكات وفي مدينة حلب قتل ضابط برتبة عقيد صباح امس في منطقة دوار باب الجديد، بعد اغتيال ضابط آخر برتبة عميد في حي الحمدانية.

وفي محافظة ادلب قتل خمسة مدنيين بعد اقتحام الجيش قرى قرب معرة النعمان، كما قتل ثلاثة جنود في القوات النظامية في اشتباكات مع منشقين في المنطقة.

وفي محافظة درعا، اصيب ثمانية جنود نظاميين بجروح واعطبت آلية عسكرية في اشتباكات مع منشقين في مدينة داعل، فيما سمع دوي انفجار شديد قرب بلدة خربة غزالة التي تجمعت حولها قوات عسكرية وامنية، وتتخوف المعارضة ان يكون ذلك تمهيداً لاقتحامها بعد منع الاهالي من الدخول والخروج منها. كما اقتحمت قوات الامن بلدة بصر الحرير ونفذت فيها حملة مداهمات. وتقع خربة غزالة وبصر الحرير الى جانب مدينة الحراك، ويتحصن في هذه المنطقة تجمع كبير للجنود المنشقين.

وفي انطاكية قرب الحدود السورية - التركية التقت «الحياة» العميد مصطفى الشيخ والعقيد رياض الاسعد قائد «الجيش السوري الحر» اللذين اكدا على «توحيد الصفوف» في المرحلة الحالية وأن الظروف تقتضي الالتزام بقرارات «المجلس الوطني». وقال الاسعد ان السلاح الموجود حالياً في أيدي عناصره يكفي بالكاد لحرب عصابات ومعارك كر وفر. وحذر من تسليح مجموعات لا تنطوي تحت مظلة «الجيش الحر»، مشيراً الى ان «بعض الاشخاص لديهم مكاسب شخصية وسياسية يريدون تحقيقها».

واعتبر العميد الشيخ ان مهمته وضع استراتيجيات العمل العسكري تقضي التنسيق مع المجلس الوطني «على رغم ملاحظات كثيرة عليه»، لافتاً إلى أن انقطاع اعضائه عن الواقع سيجعل السوريين في الداخل يرفعون قريباً شعارات «المجلس الوطني لا يمثلني».

من جهة اخرى، اكد الرئيس بشار الأسد أن سورية «لن توفر جهداً» لإنجاح مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان. واعرب، في رسالة إلى قمة قادة دول «بريكس» التي عقدت في نيودلهي، عن امله في ان تساهم وساطة انان في إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية، وأن «يتعامل أنان في شكل شمولي مع عناصر الأزمة ولاسيما الدولية منها والإقليمية».

وتصل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى الرياض غداً في زيارة رسمية تستمر يومين تلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ونظيرها السعودي الأمير سعود الفيصل. وأكدت الخارجية الاميركية أن كلينتون ستحضر أيضا أول اجتماع وزاري مشترك لمجلس التعاون الخليجي ومنتدى التعاون الأميركي في العاصمة السعودية.

وستتوجه كلينتون من الرياض الى اسطنبول بعد غد الأحد للمشاركة في مؤتمر مجموعة «أصدقاء سورية».

وأكد مسؤول في البيت الأبيض لـ «الحياة» أن “نظام الأسد يختنق ماليا... وعلى طريق الافلاس»، معتبرا أن المسار الذي اتخذه الرئيس السوري “غير قابل للاستمرار... وأيام الأسد في الحكم معدودة”. وقال المسؤول أن الولايات المتحدة مع ترحيبها ودعمها مهمة أنان، تستمر “في الاعتقاد بأن الأسد فقد شرعيته وعليه التنحي”.

وحذر المسؤول من مغبة تقليل أهمية العزلة الاقليمية والدولية للنظام وعمل المجتمع الدولي من خلال «مؤتمر أصدقاء سورية» على “ضمان حدوث مرحلة انتقالية بشكل ديموقراطي”.

وفي نيويورك، يستعد مجلس الأمن للتداول في مشروع قرار تعده بريطانيا حول آلية مراقبة تطبيق خطة أنان في سورية. وأكد ديبلوماسي مطلع أن المجلس سيكون معنياً بتبني قرار عند التوصل الى اتفاق على تطبيق الخطة «لكننا سننتظر الاستماع الى أنان الإثنين لاستيضاح نقاط أساسية متعلقة بآلية التطبيق». وأوضح أن بعض الأسئلة الأساسية طرحت على أنان ليناقشها مع السلطات السورية فيما نائبه ناصر القدوة يبحث تطبيقها مع المعارضة السورية. وأضاف أن البحث جار الآن حول «جنسيات الدول التي قد تساهم في بعثة المراقبين، وحجم بعثة المراقبة، وإطار انتشارها الجغرافي». وقالت المصادر إن مشروع القرار سيركز على آلية المراقبة «لكنه سيتضمن عناصر آخرى اعتماداً على ما سيقدمه أنان الى المجلس الإثنين عبر الفيديو من جنيف».

وعبرت مصادر عربية رفيعة عن امتعاضها من اعتزام أنان زيارة إيران «لأن المسألة السورية عربية وليست إيرانية». وأضافت المصادر: «من المفهوم أن يقوم أنان بزيارة الى قطر لأنها تترأس المجموعة العربية المعنية بالأزمة السورية، وأن يزور المملكة العربية السعودية الشقيقة لأنها دولة عربية مهمة، لكننا لا نفهم لماذا يتوجه الى إيران لبحث أزمة في بلد عربي».

وعن الرد السوري بالموافقة على خطة أنان، قال الناطق باسمه احمد فوزي «إننا ننتظر التنفيذ على الأرض وحتى الآن لم نشهد تحركاً». وقال: «يجب على المعارضة أيضاً الالتزام بتطبيق الخطة، ونحن في انتظار حركة إيجابية على الأرض أي تطبيق بنود الخطة». وأضاف انه يمكن السلطات السورية أن تبدأ «مثلاً بإطلاق سراح المعتقلين وفتح البلاد للصحافيين واتخاذ إجراءات لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية». وأشار الى أن أنان أوفد القدوة الى اسطنبول للاجتماع مع ممثلي المعارضة يرافقه فريق من مكتب أنان.

وعن تطبيق خطة النقاط الست، قال فوزي إن «على الحكومة السورية أولاً أن توقف العنف وتسحب القوات من المدن كخطوة حسن نية ثم نطلب من المعارضة وقف القتال وتسليم السلاح».

ووزعت البعثة البريطانية في نيويورك بياناً أعلنت فيه أن بريطانيا ستقدم دعماً بقيمة نصف مليون جنيه لدعم المعارضة داخل سورية. وأوضح البيان أن من ضمن الدعم تطوير الاتصالات الآمنة ومهارات إعلامية بهدف توثيق انتهاكات السلطات السورية لحقوق الإنسان تمهيداً لعملية المحاسبة لنظام الأسد على الجرائم التي قد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية». وسيتضمن الدعم «مساعدة المعارضين على تطوير أنفسهم كبديل ذي مصداقية عن الأسد ونظامه، وإبقاء أنفسهم في مأمن من قمع النظام والعنف من خلال الاتصالات الفعالة، وتطوير وصول المساعدات الإنسانية، وتطوير القدرات الضرورية لانتقال سياسي نحو الديموقراطية».

على صعيد آخر، ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية انه افرج عن 12 ايرانيا سبق ان خطفوا في سورية، بينهم سبعة زوار وخمسة مهندسين.

وقالت قناة «برس تي في» الناطقة بالانكليزية انه افرج عن المهندسين الخمسة من دون ان تذكر مصدرا. وكان المهندسون يعملون في بناء محطة لانتاج الطاقة الكهربائية في جندر قرب مدينة حمص عندما خطفوا في نهاية كانون الاول (ديسمبر) الماضي.

 
توقعات أميركية «منخفضة» من الوساطة الدولية والرهان يبقى على تضعضع النظام
الحياة..واشنطن - جويس كرم

تنطلق القراءة الأميركية لمهمة المبعوث الأممي -العربي كوفي أنان الى سورية من اتجاهين: الأول يحرص على دعمها وكونها تحظى بإجماع دولي، والثاني يلتزم بواقعية سياسية والحفاظ على توقعات منخفضة لادارة باراك أوباما منها بسبب سلوك النظام والفجوة بينه وبين المعارضة. ومن هنا توفر المهمة غطاء زمنياً لواشنطن الى حين نضوج معطيات سياسية وشعبية تمهد لمرحلة انتقالية وخروج الرئيس السوري بشار الأسد وأركان نظامه.

ويشير ستيفن هيديمان المستشار الأعلى لشؤون الشرق الأوسط في معهد الولايات المتحدة للسلام أن دعم واشنطن لجهود أنان جاء لسببين: الأول بسبب الحاجة الديبلوماسية لتحرك على هذا المستوى بعد فشل جهود الجامعة العربية والتحرك في مجلس الأمن الدولي واستمرار التحفظات الأميركية الكبيرة على “عسكرة الحل” ، والثاني هو لموافقة روسيا والصين على مهمة المبعوث وما سيساعد في المدى الأبعد سواء نجحت مهمة أنان أم لا في الحفاظ على الاطار الدولي للأزمة. ويقول هيديمان لـ ”الحياة” أن في مضمونها السياسي تشكل مبادرة أنان تراجعاً ضمنياً في الموقف الأميركي، وكونها لا تدعو صراحة الرئيس السوري الى الرحيل ولا تشترط خروجه أو نقل صلاحياته لنائب الرئيس قبل أي حوار معه وهو ما كانت دعت اليه الجامعة العربية ومشروع قرار مجلس الأمن (مسألة التكليف) الذي تم نقضه من قبل روسيا والصين.

في الوقت نفسه ما زالت الولايات المتحدة متمسكة بخروج الأسد ويؤكد مسؤول في البيت الأبيض لـ ”الحياة” أن ادارة اوباما ما زالت تعتقد بأن “الأسد فقد شرعيته وعليه التنحي جانبا”، وينوّه بالخناق المالي والاقتصادي على النظام والعزلة الدولية والاقليمية والتي تجعل من وضع الأسد “غير قابل للاستمرار”.

وبغض النظر عن تفاصيل المهمة وما تعنيه لكل من المعارضة والنظام، ينقل هيديمان عن الادارة الأميركية “توقعات منخفضة” حول فرص نجاح المبادرة الدولية بسبب رصيد النظام والفجوة الكبيرة بينه وبين المعارضة. وبالتالي يرى في مبادرة أنان “غطاء” مناسباً اليوم لواشنطن لشراء وقت ديبلوماسي يخفف من مخاطر الانزلاق السريع الى الحرب الأهلية، ويوازيه استكمال الضغوط الديبلوماسية والاقتصادية على نظام الأسد الى حين تغير المعطيات السياسية على الأرض وهو ما قد يتيحه فشل جهود أنان كون المبادرة تحظى بإجماع دولي. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ربطت نجاح المبادرة بـ ”أفعال الأسد وليس أقواله” وخصوصاً لجهة سحب الجيوش من المناطق السكنية ووقف أعمال العنف والافراج عن المعتقلين قبل بدء اصلاحات جذرية على المستوى السياسي. ويقول هيديمان أن هذه هي الشروط نفسها التي كان طالب بها قبل ذلك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وكذلك الجامعة العربية، وكانت النتيجة “خيبة أمل”.

غير أن الخبير وهو صاحب عدة مؤلفات عن الشرق الأوسط وتاريخ سورية، لا يتوقع بالضرورة في حال فشل مهمة أنان أن يصحب ذلك تحولاً في الموقف الروسي الذي يرتبط أكثر بقراءة موسكو لمدى تماسك نظام الأسد والدائرة المغلقة حوله وبالقيادة العسكرية. ويقول أنه رغم الانتقادات المتزايدة من الكرملين لممارسات الأسد، فإن الدعم الروسي مستمر وبأشكال عدة وبسبب “استمرار تماسك النظام من الداخل”، ولا يستبعد قيام موسكو بلوم المعارضة في حال فشل الجهود الدولية. من هنا سيكون رهان واشنطن في المرحلة المقبلة على زيادة الضغوط على الأسد لاستنزاف النظام داخلياً وتفكيك الحلقة الصغيرة المحيطة بالأسد، الى جانب رص صفوف المعارضة السياسية نحو “رؤية مشتركة” تأمل كلينتون في تدشين بداياتها خلال مؤتمر اسطنبول الذي تصل اليه يوم الأحد.

وفي اطار الضغوط على ادارة اوباما من الجمهوريين، طرح امام مجلس الشيوخ الاميركي قرار له صفة رمزية يرمي الى ادانة العنف الذي يرتكبه نظام الرئيس السوري وتزويد المعارضة بالسلاح.

والنص الذي قدمه الاعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام وجون هوفت والمستقل جو ليبرمان، يدين «الفظائع التي ترتكبها الحكومة السورية ويدعم حق السوريين في العيش بسلام والدفاع عن أنفسهم».

وفي قرارهم، يدعم الشيوخ «دعوات المسؤولين العرب الى تزويد السوريين بوسائل الدفاع عن أنفسهم ضد بشار الأسد وقواته بما في ذلك تسليمهم أسلحة».

 

خامنئي لأردوغان: سندافع عن النظام السوري

النهار...أكد مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس، ان ايران ستدافع عن نظام حليفتها الاقليمية سوريا بسبب موقفها ضد اسرائيل.
وقال خامنئي لدى استقباله اردوغان في مشهد ان "ايران ستدافع عن سوريا بسبب دعمها مقاومة الصهيونية... اننا نعارض بحزم اي تدخل لقوات اجنبية في الشؤون الداخلية لسوريا... الاصلاحات التي بدأت هناك ينبغي ان تستمر".
وحذّر من اي مبادرة تقودها الولايات المتحدة لحل الازمة في سوريا، قائلاً ان بلاده "ستعارض بحزم" اي مشروع مماثل.
أما اردوغان، فقال ان المنطقة "تواجه وضعاً صعباً تأمل تركيا في ان يجد تسوية له".
وفي لقاء والرئيس الايراني  محمود احمدي نجاد أعرب اردوغان عن دعم موقف ايران في الملف النووي.

 
النهار...نيويورك - علي بردى

"مراقبون عسكريون غير مسلّحين" لسوريا

مع استعداد المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان لتقديم احاطة ثانية الإثنين المقبل الى أعضاء مجلس الأمن في نيويورك عبر الفيديو من جنيف، استبعد مصدر دولي لـ"النهار" أن يطلب أنان من مجلس الأمن اصدار قرار بنشر "مراقبين عسكريين غير مسلحين"، وفقاً لما وافقت عليه السلطات السورية. واعتبر أنه "يمكن ارسال هؤلاء المراقبين من دون قرار من المجلس"، مشيرا الى أن دائرة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة "تعمل على تشكيل فريق مراقبة، ولو صغيرا الآن، من أجل التوجه الى سوريا عندما يحين الوقت مع الاتفاق على وقف للنار".
ويرجح أن تتألف طليعة المراقبين من أفراد يعملون حالياً لدى منظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة "أونتسو" المنتشرين منذ عام 1948 على حدود الهدنة العربية - الإسرائيلية وقوة الأمم المتحدة لفك الاشتباك "أندوف" في مرتفعات الجولان. والقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل".
وافاد مصدر ديبلوماسي ان عدد المراقبين سيراوح ما بين 200 و250 رجلاً.
وعلمت "النهار" أن نائب انان ناصر القدوة يجري "مشاورات مكثفة" مع المعارضة السورية بأطيافها المختلفة في اسطنبول حتى الإثنين المقبل، أملاً في أن تشكل المعارضة "جبهة موحدة تجمع تحت مظلة واحدة" كلاً من "المجلس الوطني السوري" و"لجان التنسيق" و"الجيش السوري الحر"، وتعلن التزامها تطبيق خطة أنان.

 
و ص ف

مقتل صحافيين على الحدود السورية – التركية

النهار...اعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" للدفاع عن حرية الصحافة ان صحافيين يعملان بصفة فردية، احدهما بريطاني من اصل جزائري، قتلا على الحدود السورية التركية بأيدي الجيش السوري.
وقالت في بيان ان "مراسلون بلا حدود تندد بمقتل الصحافيين اللذين يعملان بصفة فردية، اثناء هجوم شنته القوات السورية في 26 اذار 2012 في دركوش على الحدود السورية – التركية على نحو 50 شخصا كانوا يحاولون دخول سوريا". واضافت: "عقب هجوم عسكري عاد الصحافيان اللذان يراوح عمرهما بين 28 و32 سنة، الى مكان الهجوم لاستعادة تجهيزاتهما. وبعدما استهدفتهما آلية للجيش السوري، قتلا بالرصاص". ونددت بـ "عملية اغتيال مزدوجة".
واوضحت ان "احدهما ويدعى وليد بليدي يحمل الجنسية البريطانية من اصل جزائري". اما جنسية زميله نسيم تيريري فلم تعرف.
واشارت الى ان "صحافيا ثالثا اصيب بجروح خلال الهجوم".

 
لاجئون سوريون: الأسد يجبرنا على الهرب حتى يستريح

الحكومة تذكي نار الفتنة العرقية بين السكان

جريدة الشرق الاوسط... القاع (لبنان): آن برنارد *... يتحدث المسلمون السنة الذين فروا من سوريا عن ممارسات قمعية من الحكومة أكثر اتساعا وطائفية مما كان متصورا في السابق، حيث يقوم مدنيون من طائفة الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد بإطلاق النار على من كانوا يوما ما جيرانا لهم، في ظل تعجل الجيش ما يعتبره كثير من السنة هناك حملة لإجبارهم على الفرار من منازلهم وقراهم في بعض المناطق من البلاد.
وقد قدم لاجئون قادمون من القصير، وهي بلدة تقع في المحافظة نفسها التي تقع فيها مدينة حمص، أحد معاقل الثورة، وما حولها وصفا نادرا من شهود عيان على الفاجعة التي تتكشف معالمها تدريجيا في غرب سوريا، مع استمرار القصف المكثف للقرى والأهالي، حيث قالوا إنه يبدو أن الحكومة اكتشفت أنها حينما أجبرت الثوار على الانسحاب من معاقل مثل حي باب عمرو في حمص، سرعان ما عاد مقاتلو المعارضة والثوار إلى التجمع في مناطق أخرى يسكنها السنة.
ونتيجة لهذا، فهم يقولون إنهم يعتقدون أن الحكومة لم تكن تضرب بشكل عام مراكز الثورة في الحضر فحسب، بل ضربت أيضا بلدات وقرى لم يكن لها دور محوري في الثورة الشعبية التي اندلعت منذ عام. وترسم الروايات المباشرة من اللاجئين صورة لقطاع من غرب سوريا واقع تحت حصار أكبر - وربما يكون أكثر ثورة أيضا - مما كان متصورا بصورة عامة من خلال الروايات المباشرة السابقة.
يقول أبو منذر (59 عاما)، عسكري سابق بالجيش السوري من قرية المزرعة، وهو يعمل على موقد خشبي داخل منزل ريفي مبني من قوالب إسمنتية مع نحو 20 لاجئا آخر، وهو، كمعظم من حاورناهم، كان خائفا من ذكر اسمه بالكامل «الجيش يريد إجلاء الناس لإبعادهم عن الاحتجاجات. إذا رحلوا أو قتلوا، فلن يكون هناك أحد حتى يحتج».
وهناك، بحسب الأمم المتحدة، ستة آلاف لاجئ سوري على الأقل يعيشون في وادي البقاع شرق لبنان، من بينهم بضع عشرات من الرجال والنساء والأطفال أجرينا معهم حوارات هنا في الناحية الشمالية من الوادي، وقالوا إنهم يشعرون بأنهم مهددون كسنة، وذكر العديد منهم أنهم شاهدوا قوات الجيش توزع البنادق على أهالي القرى العلوية المجاورة - التي تنتمي إلى الطائفة الإسلامية المبتدعة نفسها التي ينتمي إليها الأسد - وأن جيرانهم هؤلاء قاموا بعدها بفتح النار عليهم.
وتعزز هذه الروايات أقوال الناشطين، الذين أمكن الوصول إليهم داخل سوريا عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، حول عمليات التهجير التي تتم على أساس طائفي، إضافة إلى حوارات أجريت مع الناس داخل سوريا.
ويصف اللاجئون وضعا تكثف فيه الحكومة من إجراءاتها القمعية، حتى في قرى وبلدات نائية نسبيا مثل القصير، حيث أغلقت المدارس والشركات، وكثرت عمليات القصف، ويخشى الناس الخروج خوفا من الصواريخ والقناصة. وذكر اللاجئون أنهم يعتقدون أن معظم الأهالي السنة في أربع قرى، وهي ربلة وزهرة وجوسية والمزرعة، قد فروا إلى دول أخرى أو مناطق أخرى داخل سوريا.
ومن الصعب تقييم كل ما يقوله اللاجئون، حيث إن كل جانب في النزاع السوري، الذي يعتبر الأطول والأكثر دموية في الثورات العربية، يلقي باللوم على الجانب الآخر في هذا الانقسام الطائفي. ويمثل السنة أغلبية الشعب السوري، وإن كانت الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد تطغى على النخب الحكومية والأمنية في البلاد، وقد أشعلت الحكومة شرارة المخاوف الطائفية حين صورت نفسها في صورة المدافع عن السكان المسيحيين والعلويين، الذين لهم وجود كبير في سوريا، ضد ما سمته هجمات من الإسلاميين السنة.
وتقول أم نصر (34 عاما)، وهي امرأة حامل تحتمي مع عدد من النساء والعشرات من أطفالهن داخل أحد المنازل الريفية هنا، إن نحو 15 من أفراد أسرتها في قرية جوسية تعرضوا لإطلاق النار من قرية هاسبيه العلوية المجاورة منذ أسبوعين بينما كانوا يحاولون مغادرة منزلهم.
وقالت والدتها، أم خالد (65 عاما)، إنها بداية من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانت تشاهد القوات الحكومية وهي تضع البنادق على الأرض وتوزعها على الأهالي من العلويين. وقالت أم نصر إنها لم تفهم لماذا يفعلون ذلك، لكن الشهر الماضي تعرض كثير من أهالي قرية جوسية لإطلاق النار من أهالي قرية هاسبية. وأضافت «نحن نعرفهم. لقد اعتدنا على الحياة جنبا إلى جنب».
ويقول المشككون إنه إذا فر السكان من قرى وبلدات بأكملها، فسوف يكون هناك مزيد من الآلاف من اللاجئين في الدول المجاورة، لكن اللاجئين يقولون إن الكثيرين يخشون العبور إلى لبنان، الذي يعتبرون أن جيشه مؤيد لسوريا، واختاروا بدلا من ذلك الفرار إلى منازل أقاربهم في مناطق أخرى من سوريا. وأعلن الصليب الأحمر في سوريا هذا الشهر أن ما يزيد على 200 ألف شخص تم تهجيرهم داخليا.
وقال طبيب من القصير، قام بنقل أحد الثوار الذي أصيب بقذيفة هاون إلى لبنان لعلاجه هناك، إنه استقال من حزب البعث العلماني الحاكم حين بدأت الثورة، من أجل علاج الجرحى من الثوار والمدنيين في مستشفى ميداني متنقل، واختار لنفسه اسما مستعارا هو خالد بن الوليد، وهو اسم الصحابي الجليل والقائد العظيم في نظر كثير من أهل السنة، والذي سمي باسمه المسجد الذي تجمع فيه الثوار لإطلاق أول مظاهرة في القصير العام الماضي.
وبعد ذلك توفي الجريح، ويدعى محمد تاج الدين رعد (23 عاما)، وحينما جاء الطبيب لفحص الجثة الممددة داخل مسجد قريب، سُئل عما إذا كان قلقا من أن الشباب السنة سوف يثأرون من العلويين. وقد ذكر المراقبون وكذلك الأنباء الواردة من هناك شواهد على وقوع عمليات ثأر ضد قوات الأمن. وقال الطبيب بينما كان يسير بصعوبة عبر بستان خوخ «لا. ديننا يعلمنا الصفح والمغفرة». لكن رجلا آخر من أهالي القصير، يدعى أبو خليل، اختلف معه. وتساءل الرجل «هل نظل نسامح إلى أن نجد أنه لا يوجد أحد من السنة على قيد الحياة؟».
وتبدو روايات اللاجئين عن قصف المدنيين متفقة مع التقرير الذي أصدرته منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأسبوع الماضي، استنادا إلى حوارات أجريت مع 17 لاجئا من القصير وصحافي فرنسي قضى بعض الوقت هناك. وتحدث التقرير عن زيادة عدد الوفيات والجرحى بين المدنيين نتيجة قصف الأحياء السكنية والمزارع وكذلك إطلاق النار على الناس أثناء محاولتهم الفرار، واستشهد التقرير بفتاة في الثانية عشرة من عمرها أصيبت بطلق ناري في ساقها بواسطة قناص من أعلى بناية البلدية في القصير أثناء محاولتها الفرار وهي تحمل ابن عمها الرضيع.
لكن اللاجئين هنا في القاع يتحدثون أيضا عن عنصر جديد مثير للقلق، وهو وجود دافع طائفي متزايد وراء انتشار العنف، على حد تعبيرهم. ومن المستحيل التحقق من صحة هذه الروايات بسبب القيود التي تفرضها الحكومة السورية على الصحافيين هناك. ويبدو التناقض بين اللاجئين هنا في وصف ما يعتبرونه تطهيرا طائفيا، حيث ذكر مؤيدو المعارضة أنهم يخشون من الانزلاق إلى الرواية التي تقدمها الحكومة، ودعوا المجتمع الدولي إلى عدم النظر إليهم باعتبارهم طائفيين في سعيهم للحصول على مساعدات عسكرية من الخارج.
وأشار الكثيرون إلى أنهم شخصيا يأملون في الوصول إلى مستقبل من التعددية والمساواة الدينية، وأنهم سيدعمون تأليف حكومة عادلة من أي طائفة. كما أعلنوا - وربما كانت هذه مجرد أمنية - أن جيرانهم المسيحيين «من داخلهم» يؤيدونهم، رغم أن الكثيرين منهم لا يشاركون في الاحتجاجات. لكنهم يقولون في الوقت ذاته إنهم يشعرون بأن السنة مستهدفون، حيث ينظرون إلى كفاحهم من منظور ديني، ويلقون باللوم الأكبر على العلويين في ما يرتكب من أعمال العنف.
وقد عرض أحد اللاجئين تسجيلا بالفيديو على آلة التصوير الخاصة به يبين السوق القديمة بالقصير، والبنايات مليئة بثقوب، والمتاجر محترقة ومحطمة، كما عرض الطبيب صورا على آلة التصوير الخاصة به لأناس قال إنه أعلن وفاتهم بعد وابل من القصف المدفعي الجمعة الماضية، وهم عيسى عامر، وشقيقه وائل عامر، وأبو أجود ساسير الذي لطخ الدم وجهه ولحيته التي خطها الشيب، ورجل من ذوي الاحتياجات الخاصة قتل بقذيفة سقطت داخل منزله بعد أن منعه والده من مغادرة المنزل.
ثم غلبه التأثر حين وصل إلى محمد مصطفى عمار، الملازم بالجيش ورفيقه في الدراسة، حيث يقول الطبيب إنه أصيب بشظية قذيفة وهو في طريقه للاطمئنان على متجر الملابس الذي يملكه، وأظهرت الصورة وجهه وهو مشوه تماما بشق عميق ممتلئ بالدم في خده الأيمن. وأضاف الطبيب أنه، في سبتمبر (أيلول) الماضي، كان يعالج رجلين أصيبا بجروح في الساق حين اقتربت منهما قوات الحكومة وأطلقت النار عليهما مباشرة.
وقال أبو منذر، العسكري السابق بالجيش، إن مطبخ جاره أطلقت عليه رصاصات بطول إصبع الخنصر، وإن أهل زوجته كانوا يعيشون في قبو منزلهم في القصير بعد أن تسببت إحدى القذائف في إحداث ثقب يبلغ طوله قدمين في سقف مطبخهم، وإن ابنه تعرض لإطلاق النار عدة مرات وجرح، في اعتقاده، على يد قناص من أعلى بناية البلدية، بينما كان يطرق باب منزل أصهاره.
غير أن ما أقنعه بعدم الذهاب أبدا إلى منزله هو ما حدث الأسبوع الماضي، حيث يقول إن جاره، إبراهيم عامر، كان قد فر هاربا بعد احتجاز شقيقيه وعدم سماعه شيئا عنهما بعدها، لكن حين حاول العودة للاطمئنان على أقاربه، قام المسؤولون السوريون باحتجازه. وبعد يومين عثر على جثته، وكان الرأس ممزقا ومحطما كما لو كان قد تم ضربه بمطرقة، بحسب أبو محمد، جار آخر فر إلى هنا بعد أن ساعد في استعادة الجثمان.
ويقول اللاجئون إن العنف يتجه بصورة متزامنة إلى المناطق النائية - حيث يقوم الجيش بالقصف من بعيد بدلا من المغامرة باقتحام البلدات - كما يزداد عمقا، في ظل حالات الوفاة الناتجة عن الطعن والضرب، التي يعزونها إلى أسباب طائفية.
وتتحسر أم نصر على عدم تمكن أبنائها من الذهاب إلى المدرسة منذ سبتمبر الماضي، وأن المدرسة، المليئة بالجنود «كانت تتحول إلى قاعدة عسكرية». ثم ربتت على يد ابنتها، التي غطاها الوسخ، قائلة «لا يوجد ماء». وأضافت والدتها، أم خالد «كل ما نريده هو أن تنتهي هذه المشاكل. لدينا منزل مفروش بالسجاجيد وبه غسالة. نريد أن نعود وأن نبقى هناك».
* خدمة «نيويورك تايمز»
الأمم المتحدة: مليون سوري على الأقل بحاجة إلى مساعدة إنسانية

نافي بيلاي: هناك «الكثير من الأدلة» لإدانة الأسد.. وبريطانيا توسع نطاق المساعدات للمعارضة

لندن: «الشرق الأوسط».... بينما خلص خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ممن شاركوا في مهمة تقييم في سوريا إلى أن «أكثر من مليون سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية»، حذرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي الرئيس السوري بشار الأسد من أن «هناك الكثير من الأدلة حول القمع الدموي» الذي يمارسه نظامه ضد المعارضة منذ أكثر من عام، مما يسمح ببدء ملاحقات ضده في جرائم ضد الإنسانية. وقالت بيلاي في مقابلة مساء أول من أمس مع محطة «بي بي سي» البريطانية: «في الوقائع، هناك الكثير من الأدلة التي تظهر أن الكثير من هذه الأعمال قامت بها قوات الأمن، وهي لذلك يجب أن تحصل على موافقة أو تواطؤ من أعلى مستوى». وأضافت أن «الرئيس الأسد بإمكانه فقط أن يأمر بوقف العنف؛ فيتوقف.. هذا النوع من الأشياء هو الذي يأخذه القضاة المكلفون بقضايا الجرائم ضد الإنسانية بمثابة مسؤولية الذي يأمر الجيش». واعتبرت الأمم المتحدة أن أعمال العنف في سوريا أوقعت أكثر من تسعة آلاف قتيل خلال عام.
واتهمت بيلاي، وهي محامية جنوب أفريقية بالأساس، قوات النظام السوري بالقيام بأعمال «مروعة»، مثل إطلاق النار على ركب الأطفال وعدم تقديم الإسعافات الطبية لهم. وشددت القاضية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية على كون مجلس الأمن لديه الكثير من الأدلة الجدية لتبرير الإحالة إلى هذه المحكمة، وقالت إن: «الأشخاص الذين هم مثله (الأسد) بإمكانهم أن يستمروا طويلا، ولكن يأتي يوم ويتوجب عليهم أن يواجهوا القضاء». يأتي ذلك عشية تصريح متحدث باسم الأمم المتحدة بأن خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ممن شاركوا في مهمة تقييم في سوريا، خلصوا إلى أن «أكثر من مليون سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية». وأضاف أن البعثة التي تمت بمعرفة الحكومة السورية انتهت في أواخر 26 مارس (آذار)، وأن الخبراء تمكنوا كذلك من دخول «مناطق تسيطر عليها المعارضة». ومن جهة أخرى، قال مسؤولون أمس، إن بريطانيا ستضاعف المساعدات غير العسكرية لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، وستوسع نطاقها لتشمل تجهيزات قد يكون من بينها هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية لمساعدة النشطاء على التواصل بسهولة أكبر.
وأوضح وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أن الحكومة البريطانية ستقدم مساعدة جديدة قيمتها 500 ألف جنيه إسترليني (800 ألف دولار)، بالإضافة إلى 450 ألف جنيه تم تقديمها بالفعل، مشيرا إلى أن «هذا يشمل اتفاقا من حيث المبدأ على تقديم دعم غير قتالي لهم داخل سوريا». وقال مسؤولون حكوميون، إن المساعدة ستكون للنشطاء السوريين العاملين سلميا لتحقيق انتقال سياسي في سوريا. وأضاف المسؤولون أنهم لم يغيروا موقفهم من تسليح المتمردين وليس لهم اتصال بالجيش السوري الحر.
الأسد: سوريا «تجاوبت» مع مهمة المبعوث ولها ملاحظات.. والمتحدث باسم أنان: نطالبه بتنفيذ الخطة فورا

خبراء: قدرة النظام على إحراز تقدم ضد المتمردين تعزز فرصه في البقاء بالحكم

واشنطن: هبة القدسي موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط» ... طالب أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان، الرئيس السوري بشار الأسد بالتنفيذ الفوري لخطة أنان لحل الأزمة السورية، رغم أنه أوضح أنه لا يوجد إطار زمني محدد لقيام الحكومة السورية بتنفيذ الخطة.. وهو ما يأتي بالتزامن مع إعلان الأسد أمس أن دمشق «تجاوبت» مع مهمة كوفي أنان و«لن توفر جهدا» في إنجاحها، وذلك رغم سقوط أكثر من 150 قتيلا في سوريا منذ أعلنت دمشق قبولها بنود الخطة يوم الثلاثاء الماضي.
وقال فوزي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «نتوقع من الحكومة السورية والمعارضة التنفيذ الفوري للخطة»، مشيرا إلى أن أنان سيقدم إفادة شاملة حول جهوده مع الحكومة السورية وكل من روسيا والصين في شهادته أمام مجلس الأمن يوم الاثنين المقبل.
وحول المناقشات مع المعارضة السورية، رفض فوزي الإشارة إلى أسماء المعارضين السوريين الذين يتم التشاور والتفاوض معهم، وقال: «نحن نجري اتصالات مع المعارضة السورية بطرق مختلفة، الأكثر وضوحا هو ما يجريه السيد ناصر القدوة وفريق من مكتب أنان، والذي سيشارك في حضور مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في اسطنبول».
ورفض فوزي التعليق على استمرار الاشتباكات وأحداث العنف في سوريا بعد مرور ثلاثة أيام من إعلان الحكومة السورية الموافقة على الخطة، والتي تتضمن بشكل واضح وقف العنف وسحب الآليات العسكرية من المناطق السكنية، وقال «هذا السؤال يجب توجيهه إلى السوريين». يأتي ذلك في وقت وجه فيه الرئيس السوري بشار الأسد أمس رسالة إلى قمة قادة دول «البريكس» في العاصمة الهندية نيودلهي، وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى أن الأسد أعرب فيها عن تقدير سوريا لمواقف قادة المجموعة في تعزيز مبدأ احترام سيادة الدول واستقلالها وإرساء العمل الدولي متعدد الأطراف بديلا لسياسات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتطلع إلى مزيد من التعاون نحو بناء عالم متعدد الأقطاب مبني على قيم العلاقات الديمقراطية بين الدول.
وعرض الأسد «عوامل الأزمة التي تتعرض لها سوريا وارتباطاتها الإقليمية والدولية والخطوات التي اتخذتها الدولة للتعامل معها واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد وتحقيق تطلعات الشعب السوري عبر إصدار سلة قوانين توجت باعتماد دستور جديد للبلاد يحقق حرية العمل السياسي والتعددية السياسية ومبادئ العمل الديمقراطي»، مشيرا إلى أنه «على الرغم من ذلك تم تأجيج الأوضاع في سوريا بفعل الحملات الإعلامية المضللة واستمرار عمليات الاغتيالات والإرهاب المدعومة من قوى لجأت إلى تقديم السلاح والدعم المالي للمتطرفين وحاولت استخدام المنابر الدولية لاستصدار قرارات لا تنسجم مع ميثاق الأمم المتحدة، وتحميل الحكومة السورية مسؤولية ما يجري».
وأوضح الأسد أن «سوريا، وفي إطار استراتيجيتها لوضع حد للأزمة، تجاوبت مع المهمة التي كلف بها السيد كوفي أنان كممثل خاص للأمم المتحدة إلى سوريا، وتؤكد أنها لن توفر جهدا في إنجاح هذه المهمة التي تأمل أن تسهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد»، معربا عن أمله «في أن يتعامل أنان بشكل شمولي مع عناصر الأزمة، لا سيما الدولية منها والإقليمية».
وأكد الأسد أنه «لا بد لإنجاح مهمة أنان من أن يركز على تجفيف منابع دعم الإرهاب الموجه ضد سوريا، خاصة من قبل الدول التي أعلنت على لسان مسؤوليها أنها تقوم بتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية في سوريا»، موضحا أنه «مقابل الالتزام الرسمي بإنجاح مهمة أنان من الضروري أن يحصل على التزامات من قبل الأطراف الأخرى بوقف الأعمال الإرهابية من قبل المجموعات المسلحة، وسحب أسلحة هذه المجموعات ودعوتها إلى وقف أعمالها الإرهابية وخطف الأبرياء وقتلهم وتدمير البنى التحتية للقطاعين العام والخاص».
وأشار الأسد إلى «ضرورة إقناع الدول التي تدعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح بالتوقف عن ذلك فورا، بما في ذلك دول الجوار التي تحتضن هذه المجموعات وتقوم بتسهيل عملياتها الإرهابية ضد سوريا». ولفت الأسد إلى أن «سوريا تعتزم خلال فترة قصيرة جدا البدء بحوار وطني، تشارك فيه كل الفئات التي تعمل من أجل أمن واستقرار البلاد»، معربا عن أمله في «أن تقدم دول (بريكس) كل جهد ممكن لتحقيق هذا الهدف، وأن سوريا ترحب بالجهود التي تبذلها بعض دول المجموعة في هذا الإطار».
وأوضح الأسد أن «سوريا أعلمت أنان بموافقتها على الخطة التي تقدم بها مع ملاحظاتها حولها»، داعيا إلى «إجراء مشاورات شاملة حول التفاصيل المتعلقة بالانتقال إلى تطبيق هذه العناصر وفق تفاهم مشترك، كي لا تستغل المجموعات المسلحة أجواء تنفيذ الحكومة لالتزاماتها، كما حدث أثناء التزام سوريا التام بتطبيق خطة العمل العربية التي أفشلتها الجامعة العربية، بعد أن صدر تقرير بعثة المراقبين العرب وأثبت وجود عناصر إرهابية مسلحة مسؤولة عن العنف والقتل في سوريا».
وفي غضون ذلك، جدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تأكيده مناهضة أي تدخل عسكري ضد سوريا، مشيرا إلى اتفاقه في الرأي مع نظرائه رؤساء الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا حول ضرورة اعتماد الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، بوصفه السبيل الوحيد الأنسب للخروج من المأزق الراهن هناك. وطالب ميدفيديف في ختام اجتماعات مجموعة «بريكس» التي تضم البلدان الـ5، والتي جرت في نيودلهي أمس، بسرعة تقديم أوجه العون والدعم الإنساني للشعب السوري ومساعدة الأطراف المعنية للجلوس إلى طاولة الحوار والعمل من أجل الحيلولة دون أي تدخل خارجي، مشيرا إلى «أهمية عدم السماح بتدخل خارجي في الشؤون السورية، وإفساح المجال أمام الحكومة من جانب والمعارضة من الجانب الآخر للدخول في حوار، وعدم إفشاله»، فيما أكد أن «القول بأن الحوار فاشل، وإنه لا يمكن إعادة الأمور إلى طبيعتها إلا من خلال الوسائل العسكرية، فإن ذلك يعبر عن موقف قصير النظر مفعم بكل أشكال الخطر». وأضاف: «نحن سنعمل على إنجاح هذا الحوار».
ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ: «إننا متفقون على أن الحل في سوريا (وإيران) لا يمكن إيجاده إلا عبر الحوار». وأعربت الدول الخمس في «بيان نيودلهي» الذي اتفقت عليه أمس (الخميس) عن «قلقها العميق من الوضع في سوريا» ودعت «إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد».. لكن الدول الخمس أجمعت على دعم خطة الموفد الدولي كوفي أنان لتسوية الأزمة السورية. إلى ذلك، كان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس قد أكد في تصريحات للصحافيين على موقف بلاده من ضرورة رحيل الأسد، وقال «توجد الآن قاعدة أساسية للمناقشة مع روسيا والصين لما يمكن القيام به لدعم مهمة أنان، وأعتقد أننا نشعر أننا أحرزنا تقدما فيما يتعلق بسوريا. يوجد الآن إطار للتعاون من خلال مبادرة أنان التي توفر إطارا لوقف العنف والبدء في توصيل المساعدات الإنسانية للشعب السوري والشروع في مرحلة انتقالية». وشدد رودس على ضرورة تنحي الأسد، وقال: «مرة أخرى نعتقد أن القيام بعملية انتقال يجب أن تنطوي على مغادرة الأسد للسلطة». وقال مايكل أوهانلون الخبير العسكري في معهد بروكنغز «إن التركيز على خطة أنان من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي ليتم وضعها موضع التنفيذ تبتعد عن المطالب لإجبار الأسد على التنحي عن السلطة، ويبدو أن وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم في بغداد ما زالوا منقسمين حول كيفية تنفيذ خطة أنان ودور المشاركة الخارجية في الأزمة السورية».
وأوضح أوهانلون أن نهج إدارة الرئيس أوباما في تناوله للأزمة السورية مستمر في أن يكون نهجا حذرا وبطيء الحركة، وقال: «يبدو البيت الأبيض أكثر قلقا بسبب المخاوف من الدفع لتدخل عسكري في سوريا يمكن أن يدخل الولايات المتحدة في صراع آخر في منطقة الشرق الأوسط»، مؤكدا أن قدرة الأسد على إحداث نقطة تحول وإحراز تقدم ضد المتمردين، تعني أن لديه فرصة جيدة للاستمرار في الحكم. فيما أشار جو هوليداي الخبير الأمني في معهد دراسات الحرب بواشنطن إلى أن «الولايات المتحدة تحاول إيجاد وسيلة لمساعدة السوريين باستخدام العقوبات ضد الحكومة السورية، وتقديم الدعم المعنوي للمعارضة، لكن هناك توازن بين ضبط النفس وتحقيق النتيجة المرجوة، وهي رحيل الأسد».
قوى المعارضة السورية تصف القمة العربية بـ«الفاشلة»

المالح: الموقفان السعودي والقطري هما الأفضل عربيا

جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: بولا أسطيح .... قابلت قوى المعارضة السورية قرارات القمة العربية بالكثير من خيبة الأمل؛ واصفة القمة والقرارات الصادرة عنها بـ«الفاشلة»، ومطالبة بخطوات فاعلة وسريعة لإغاثة الشعب والمدن السورية. وبينما شدّد المعارض السوري المنشق حديثا عن المجلس الوطني هيثم المالح على أنّه «لم يعد ينفع مع نظام الأسد إلا منطق القوة»، وصف القمة العربية وقراراتها ومهمة المبعوث الدولي كوفي أنان بـ«الفاشلة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم نكن نتوقع شيئا من هذه القمة لأننا شهدنا ما خرجت به القمم السابقة وما خرجت به اجتماعات وزراء الخارجية العرب.. قرارات وقرارات فيما العصابة الحاكمة في سوريا تعيش في عالم آخر.. عالم الجريمة». واعتبر المالح أنه «لا الجامعة العربية ولا القمم الرئاسية، ولا حتى أنان، يقدرون على وقف سفك دم الشعب السوري»، مشددا على أن «السبيل الوحيد للحد من المأساة السورية هو تسليح الجيش السوري الحر وكسر النظام بالقوة»، وقال: «كلنا يتذكر حديث وزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس إلى مجلة (دير شبيغل)؛ والذي قال فيه إن نظام الأسد أخذ الحكم بالقوة ولن يتركه إلا بالقوة، وبالتالي لا إمكانية لحل سياسي مع من يفكرون بهذه العقلية».
وتساءل المالح «كيف يجرؤ بعض العرب على إعطاء شرعية للأسد الفاقد الشرعية أصلا؟ وكيف يعطونه مزيدا من الدعم لقتل شعبه؟»، وأضاف: «على كوفي أنان أن يفهم أنه لا إمكانية للحوار مع هذا المجرم، لأنّه أصلا يرفض منطق الحوار.. فهو حين قال لأنان إن القتل لن يتوقف حتى تنسحب العصابات المسلحة من الشارع - أي بمعنى انسحاب الشعب السوري الثائر - كان واضحا تماما أنه لا إمكانية لوقف آلة القتل».
وفيما أثنى المالح على الموقفين السعودي والقطري، معتبرا أنّهما «الأفضل بالتعامل مع الملف السوري»، قال: «لا خيار إلا القوة والسلاح لمواجهة الأسد، لأن هذا - للأسف - ما يريده الذي يحكم البلد». بدوره، أشار عضو المجلس الوطني محمد سرميني إلى أن «المجلس كما قوى المعارضة ككل كانت تنتظر قرارات فعلية من القمة العربية، لأن ما يجري على الأرض من مجازر يتطلب تحركا وقرارات سريعة وفاعلة»، معتبرا أن «الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جاءت مخيبة للآمال إلى حد بعيد، خاصة حين دعا لعدم تسليح الجيش الحر وكأنّه يعطي الضوء الأخضر لعصابات الأسد لاقتراف المزيد من المجازر والإمعان في عمليات القتل». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، رأى سرميني أن «كل الكلمات التي ألقاها القادة العرب جاءت دون المستوى، وكأن سراقب وقلعة المضيق لا تشهدان كما باقي المناطق السورية حرب إبادة».
وتطرق سرميني لكلمة الرئيس التونسي منصف المرزوقي، والذي أكد رفض بلاده التدخل العسكري وتسليح أي فريق في سوريا، فقال سرميني: «الكل يعلم أن معطيات الثورة التونسية كانت مختلفة وبشكل جذري عن الثورة السورية، التي تواجه بأبشع ما قد يتصوره العقل البشري من مجازر وجرائم ضد الإنسانية وعمليات تهجير قسري..».
إلى ذلك، أثنى سرميني بدوره على الموقفين السعودي والقطري، قائلا: «لا نعلم إذا كانت مقاطعة الملك السعودي والأمير القطري للقمة من منطلق موقفهما الرافض لمواقف حكومة المالكي التي تساند النظام السوري، ولكننا نجزم بأن المملكة العربية السعودية ودولة قطر تبقيان الداعم الأساسي للثورة السورية».
التحركات الدبلوماسية تزيد من الضغط على الأسد

تكهنات حول احتمال تقليص أصدقائه الإيرانيين دعمهم له

جريدة الشرق الاوسط.... نيويورك: ريك غلادستون*... يقول محللون إنه في الوقت الذي تدخل فيه بلاده في ما يشبه حربا أهليا طائفية، يحاول الرئيس السوري بشار الأسد إبراز نفسه كزعيم شعبي واثق من نفسه وعلى وشك الانتصار، وإنه ربما يحاول استعارة دروس مستقاة من حليفه الإقليمي الوحيد المتبقي، إيران، في كيفية مقاومة الضغوط الخارجية في وقت الأزمات. وعلى الرغم من ذلك، تضيف التحركات الدبلوماسية الدولية المكثفة، مثل الاجتماع الذي عقده أعداؤه المنقسمون في تركيا المجاورة وبعض التكهنات حول احتمالية قيام أصدقائه الإيرانيين بتقليص دعمهم له، تحديات جديدة بالنسبة للأسد، أحد أطول الحكام المستبدين بقاء في السلطة في العالم العربي. طالب السكرتير العام للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي بضرورة التزام الأسد الفوري بمقترح وقف إطلاق النار المؤلف من ست نقاط والذي وافقت عليه حكومته في اليوم السابق، بينما يتهم كبير مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الحكومة السورية بتعذيب الأطفال. وافق المجلس الوطني السوري، وهو المنظمة الأم التي تضم السوريين المنفيين المناهضين للأسد والتي تعاني من الخلافات الداخلية، على محاولة توسيع وإعادة تنظيم نفسها لتشكيل جبهة موحدة. ربما تكون الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لإيران، عقب اجتماعه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر في كوريا الجنوبية، أكثر الأخبار المثيرة للاهتمام، حيث تجمع أردوغان علاقات طيبة مع أوباما والقادة الإيرانيين. ويعد أردوغان أيضا أحد أبرز المعارضين للأسد، حيث يقف إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، وضد إيران، في مسألة شرعية الرئيس السوري منذ أن بدأ الأسد في استخدام القسوة في قمع الانتفاضة الدائرة في سوريا منذ عام، والتي تتخذ مناحي طائفية على نحو متزايد. نفى المسؤولون أن يكون أردوغان قد حمل معه رسالة من أوباما لإيران، بينما زادت زيارة الزعيم التركي من التوقعات بأن إيران ربما تسعى لتنأى بنفسها عن الأسد، على الرغم من تأييدها العلني له. ويتمثل أحد الاحتمالات في قيام إيران بتغيير موقفها تجاه سوريا لتقديم بعض التنازلات بخصوص القضية المهمة الأخرى التي تواجه قيادتها، وهي الخلاف النووي مع الغرب. يقول بروس جنتلسون، أستاذ السياسة العامة والعلوم السياسية في جامعة ديوك والمستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية «يمكنك أن تتخيل اتفاقا يقول بموجبه الإيرانيون: لن ندعم الأسد في مقابل عقد صفقة حول موضوع الأسلحة النووية». ويقول رضوان زيادة، عضو المجلس الوطني السوري والمدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، لقد أصبح «دعم الأسد أكثر صعوبة بالنسبة لإيران». وفي إشارة للتحركات المتزايدة بشأن الملف النووي، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يوم الأربعاء أن يوم الثالث عشر من أبريل (نيسان) سوف يشهد استئناف المفاوضات (التي تم تأجيلها لفترة طويلة) الخاصة بأنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية المثيرة للجدل. وأضاف صالحي، الذي نقلت وكالة الأنباء الرسمية في الجمهورية الإسلامية تصريحاته، أن طهران دعمت خطة السلام الخاصة بسوريا التي وضعها كوفي أنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وقبلها الأسد رسميا يوم الثلاثاء. يذكر أن البيان الإيراني أشار إلى أن طهران قد تزيد من الضغط على الأسد للالتزام بتلك الخطة، والتي تضع إطارا لوقف إطلاق النار لا ينطوي على مغادرته للسلطة. ويقول محللون إنه من المحتمل أن يكون الأسد والقادة الإيرانيون يتبعون استراتيجية استخدمتها إيران بنجاح كبير قبل ذلك، وهي التعهد بالالتزام بالأساليب الدبلوماسية كوسيلة لكسب الوقت. وكانت هناك بعض الأدلة على أن الأسد ينتهج الاستراتيجية نفسها يوم الأربعاء، وذلك طبقا لمزاعم من قبل المعارضة السورية لم يتم التحقق من صحتها حول استمرار الهجمات العسكرية في شتى أنحاء البلاد. قال زيادة «هذا هو سبب عدم ثقتنا في قيام الأسد بتنفيذ خطة أنان». وأشار آخرون إلى أن الأسد ربما يكون مقتنعا بأنه في طريقه لتحقيق النصر، وهو الأمر الذي قد يفسر سبب قيامه بزيارة متلفزة إلى مدينة حمص المدمرة، وهي حصن للثوار، في اليوم نفسه الذي وافق فيه على مقترح عنان. يقول جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما «ليس لدى الأسد شيء ليخسره إذا اتبع هذه الطريقة، وأنا واثق من أن إيران تشجعه على القيام بذلك. لكنني أعتقد، في الوقت نفسه، أن الأسد مؤمن بأنه الآن في مرحلة الانتهاء من هذه الأزمة».
* أسهم في كتابة هذا التقرير آلان كويل من لندن وآن برنارد من منطقة القاع في لبنان وهويدا سعد وهالة دروبي من بيروت بلبنان وآرتين أفخمي من بوسطن
* خدمة «نيويورك تايمز»
قمة بغداد تدعو الأسد إلى وقف القمع.. وتعتبر مجزرة بابا عمرو «ضد الإنسانية»

الزعماء العرب تبنوا خطة أنان وطالبوا الرئيس السوري بإعادة الجيش إلى ثكناته * السلام العادل والشامل مفتاح الحل للقضية الفلسطينية

جريدة الشرق الاوسط.... بغداد: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة وحمزة مصطفى ..... في غياب زعماء مؤثرين، عقدت في بغداد أمس أول قمة عربية منذ 22 عاما، تزامن انطلاق أعمالها مع وقوع انفجار قرب السفارة الإيرانية المتاخمة للمنطقة الخضراء حيث تعقد القمة في دورتها العادية الثالثة والعشرين.
وأصدرت القمة، التي شارك فيها 9 زعماء عرب بالإضافة إلى الرئيس العراقي جلال طالباني، إعلان بغداد، و9 قرارات، حاز فيها الملف السوري على الأولوية القصوى. وأيد الزعماء العرب خطة السلام التي تتبناها الأمم المتحدة، وحثوا الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ظل موقع بلاده في القمة شاغرا، على العمل سريعا على تنفيذ الخطة التي تعرف باسم خطة كوفي أنان المبعوث الدولي إلى سوريا، كما دعوا إلى إطلاق حوار بين السلطات السورية والمعارضة، التي طالبوها بتوحيد صفوفها، بحسب ما جاء في القرار الخاص بسوريا. واعتبر القادة العرب في القرار الذي حظي بإجماع المشاركين وحصلت «الشرق الأوسط» على نصه، «مجزرة بابا عمرو المقترفة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين، جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية».
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، افتتح أعمال القمة، باعتبار أن بلاده استضافت القمة السابقة في سرت عام 2010، وقام بتسليم العراق رئاسة الدورة الـ23. وفور بدء عبد الجليل الحديث، هز بغداد انفجار قوي وقع قرب السفارة الإيرانية، سمع دويه من على بعد عدة كيلومترات. وقال مسؤول في الشرطة العراقية إن الانفجار نجم عن «قذيفة هاون سقطت قرب السفارة». وأضاف «ليس هناك ضحايا. بعض نوافذ السفارة أصيبت بأضرار».
وحضر القمة تسعة زعماء عرب بينهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي يقوم بزيارة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ اجتياح العراق للكويت إبان نظام صدام حسين عام 1990. وقال أمير الكويت في كلمته في الجلسة الافتتاحية إن العراق «يعود إلى دوره المعهود في العمل العربي المشترك»، مضيفا «نسعى مع الشعب العراقي لتجاوز الآلام والجراح». من جهته قال الرئيس العراقي جلال طالباني، وهو أول رئيس كردي يقود اجتماعات القمة، إن «غياب سوريا عن هذه القمة لا يقلل من اهتمامنا بما يحدث في هذا البلد الشقيق». وأضاف «نجدد دعوتنا لإيجاد سبيل سلمي بما يضمن تلبية تطلعات الشعب دون تدخل أجنبي»، مشددا على تأييد «إرادة الشعب السوري في اختيار نظام الحكم من دون تدخل أجنبي».
وبدوره، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الزعماء العرب من أن تسليح طرفي الأزمة السورية سيؤدي إلى «حروب إقليمية ودولية بالإنابة في سوريا». وقال المالكي إن «خيار تزويد طرفي الصراع بالسلاح سيؤدي إلى حروب بالإنابة إقليمية ودولية على الساحة السورية». وأضاف أن «هذا الخيار سيجهز الأرضية المناسبة للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا مما يؤدي إلى انتهاك سيادة دولة عربية شقيقة». واعتبر أن «المسؤولية التاريخية والأخلاقية تحتم علينا جميعا العمل على تطويق أعمال العنف ومحاصرة النار المشتعلة في سوريا والضغط على طرفي الصراع وصولا إلى الحوار الوطني الذي نعتقد أنه الخيار الأسلم لحل الأزمة». ودعا إلى «مفاوضات برعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تهيئ لانتخابات حرة ونزيهة» في سوريا. في موازاة ذلك، حذر المالكي من إمكانية أن يحصل تنظيم القاعدة على «أوكار جديدة» في دول عربية تشهد تغييرات. وقال «أكثر ما نخشاه أن تحصل (القاعدة) على أوكار جديدة بعد هزيمتها في العراق في الدول العربية التي تشهد تحولات مهمة، لكنها ما زالت في طور بناء مؤسساتها» الأمنية والسياسية. وحذر أيضا من إمكانية أن «تركب (القاعدة) موجة الانتفاضات العربية».
في مقابل ذلك، يغيب عن القمة زعماء دول مهمة مثل السعودية ومصر والإمارات وقطر، علما أن سوريا لن تحضر القمة بسبب تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية على خلفية قمع الاحتجاجات فيها. واكتفت كل من السعودية وقطر بإرسال مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريحات صحافية إن مستوى التمثيل هذا يشكل «رسالة للعراق»، في إشارة محتملة إلى الموقف من الأزمة السورية. وأضاف أن «العراق دولة مهمة للعالم العربي، ولكننا لا نتفق مع كل ما يتم من سياسة في العراق ضد فئة معينة».
وطالب القادة في البيان الختامي الحكومة السورية بالوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل، وحماية المدنيين السوريين وضمان حرية التظاهرات السلمية لتحقيق مطالب الشعب في الإصلاح والتغيير المنشود والإطلاق الفوري لسراح كافة الموقوفين في هذه الأحداث. ودعا القادة العرب في ختام القمة الرئيس السوري إلى سحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى وإعادة هذه القوات إلى ثكناتها دون أي تأخير. وأكد القادة على موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري. وأدان القادة العرب الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين، واعتبروا مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم الإنسانية، وتتطلب مساءلة المسؤولين عن ارتكابها وعدم إفلاتهم من العقاب، وحذروا من مغبة تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق أخرى بسوريا. ودعا القادة العرب المعارضة السورية بكافة أطيافها إلى توحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من أجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديمقراطية التي يطالب بها الشعب السوري. وحمل القادة العرب مجلس الأمن مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والتحرك لاستصدار قرار يستند إلى المبادرة العربية وقرارات الجامعة يقضي بالوقف السريع والشامل لكافة أعمال العنف في سوريا.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية وفيما يخص مبادرة السلام العربية، أكد القادة العرب مجددا على أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي وأن عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها، وأن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل وحتى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في الجنوب اللبناني والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين استنادا إلى مبادرة السلام العربية.
وعبر القادة العرب عن رفضهم كافة أشكال التوطين وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لما جاء في مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت (2002) وأعادت التأكيد عليها القمم العربية المتعاقبة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعياتها ذات الصلة. كما أكد القادة العرب على أن دولة فلسطين شريك كامل في عملية السلام، داعين إلى ضرورة استمرار دعم منظمة التحرير الفلسطينية في مطالبتها لإسرائيل بالوقف الكامل للاستيطان.
 
أمير الكويت: الحل السلمي ضروري لتجنب الحرب الأهلية في سوريا
الرئيس التونسي يطالب بقوات عربية في سوريا.. وتنحي الأسد
جريدة الشرق الاوسط.... بغداد: سوسن أبو حسين.... وصف الشيخ صباح الأحمد، أمير دولة الكويت، العلاقات مع العراق بـ«الجيدة»، وقال ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» أثناء مغادرته قاعة بغداد، أمس، إن القمة نجحت أمنيا، وأشاد بما قامت به الأجهزة الأمنية. ودعا الشيخ صباح الأحمد، أمير دولة الكويت، خلال القمة، إلى أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، كما شدد على أهمية الحل السلمي للأزمة السورية لتجنب الانزلاق في أتون الحرب الأهلية. وقال إن إطالة أمد الأزمة سوف تعقد الأمور. ودعا الدول دائمة العضوية للاضطلاع بمسؤولياتها وتوحيد مواقفها لحل الأزمة.
أما الرئيس اللبناني، العماد ميشال سليمان، فقد طالب بمناقشة الموضوع السوري، وشدد على الحل التوافقي، في إطار مهمة كوفي أنان، كما طالب بوقف إطلاق النار. أما الرئيس التونسي الدكتور منصف المرزوقي، فقد دعا لإرسال قوات عربية لمساعدة الحكومة الانتقالية السورية المقبلة، ورفض التدخل العسكري في سوريا، من منطلق الخوف من إدخال المنطقة في صراع طائفي، لكنه قال إن حل الأزمة يكمن في تنحي الأسد. ورفض المرزوقي تسليح أي طرف في الأزمة، خاصة المعارضة، لأنه يؤدي إلى حرب أهلية.
كما دعا إلى تكثيف الضغط السياسي على النظام، واختيار الحل اليمني، ونقل السلطة لنائب الرئيس. كما تحدث وزراء خارجية مصر واليمن والمغرب عن الحل السوري تحت مظلة الجامعة العربية، ووفق خطة الحل العربي وجهود المبعوث المشترك كوفي أنان. وأكد أكمل الدين إحسان أوغلي، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، على أهمية دعم المبادرة العربية، ومطالبة سوريا بالتجاوب مع النقاط الست وتنفيذها.
سوريا: الجدل حول التدخل العسكري

أمير طاهري... جريدة الشرق الاوسط... ماذا تفعل الإدارة الأميركية من أجل تبرير فشلها في التعامل مع أزمة خارجية؟
ردا على هذا السؤال، فقد تم تطوير نظام إشارة، على مدار السنين، من ثلاث مراحل؛ في المرحلة الأولى تستخدم الإدارة وسائل الإعلام والخبراء والوسط الأكاديمي لإنكار وجود أزمة، بينما يتم نشر وثائق تثبت أن ما يصفه الصحافيون بالأزمة ما هو إلا زوبعة في فنجان، أو زوبعة بعيدة لا تمس المصالح الأميركية.
تم استخدام هذا المنهج في تغطية التراخي تجاه الإبادة الجماعية المنظمة التي قامت بها منظمة الخمير الحمر الحاكمة في كمبوديا في السبعينات. وفي عام 1991 تم استخدام هذا المنهج من أجل ازدراء الآراء الداعية إلى التدخل الأميركي لوقف المذابح في يوغوسلافيا، حيث صرح وزير الخارجية جيمس بيكر في ذلك الوقت: «لا يعنينا الأمر في شيء».
تقوم المرحلة الثانية على تقليل الاختيارات إلى اثنين: عدم القيام بأي عمل، أو اجتياح على نطاق واسع لبلد يبعد عن الولايات المتحدة ويستطيع القليل من الأميركيين تحديد مكانه على الخريطة. يسأل رجال الدين على التلفزيون: «هل نريد عراقا ثانية؟»، عندما يعتقدون أنهم بذلك يحسمون الجدل.
على مدار ثلاثة عقود، تم استخدام هذه الأساليب في الإمامة الخمينية في طهران.. حيث يتم اللجوء للمرحلة الثالثة عندما يصبح من الواضح أن الأزمة محل التساؤل لا يتوقع أن تنفجر فقط، وأن استمرارها يمكن أن يدمر مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
في هذه المرحلة تخبر مصادر سرية «في البنتاغون» أو «من الجيش» المراسلين الصحافيين عن «الصعاب» و«المخاطر» المترتبة على تدخل الجيش.
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، نستطيع أن نقول إننا في المرحلة الثالثة، ولذلك تملأ الصحف الأميركية تقارير بها تصريحات «مصادر عسكرية بارزة» مناهضة لأي تدخل عسكري لوقف مذابح بشار الأسد في سوريا.
نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن «مصادر بارزة» تأكيدها أن محاربة الجيش السوري «يمكن أن تكون صعبة». (إذا لم يكن باستطاعة «قوة خارقة» التعامل مع طاغية قليل النفوذ، من يمكنه ذلك إذن؟).
السبب الأول الذي تم التدليل به على تلك «الصعوبة» هو أن الأسد يمتلك طيرانا حربيا قويا. بالتأكيد، فبفضل حافظ الأسد كرست سوريا، منذ عام 1970، النصيب الأكبر من الميزانية العسكرية للطيران الحربي. ومع ذلك، تظهر التجربة أن تلك الاستثمارات الواسعة قد لا تكون أثمرت بالضرورة النتائج المرغوبة. ففي الفترة بين عامي 1973 و2006، اخترقت قوات الطيران الإسرائيلي قوات الدفاع السورية على نطاق واسع ما لا يقل عن ثلاث مرات، حيث وجدت مقاومة ضعيفة. وفي عام 2007، هاجمت الطائرات الإسرائيلية البرنامج النووي السوري ودمرته في منطقة «الكبار» دون أي مقاومة تذكر من قبل القوات الجوية التابعة للأسد.
وخلال حقبة التسعينات في العراق، فرضت الولايات المتحدة منطقة حظر الطيران لحماية الأكراد من غارات صدام حسين القاتلة، وعلى الرغم من التجهيزات الأفضل نوعا ما التي تتمتع بها القوات الجوية بجيش صدام حسين من الطائرات الحربية فرنسية الصنع، فإنه لم يكن باستطاعة القوات الحربية التابعة لصدام أن ترد الاعتداء.
وعلى الرغم من التجهيزات التي يتمتع بها سلاح الطيران السوري التي جاءت في أغلبها من روسيا وكوريا الشمالية، فإن القوات الجوية لا تستطيع أن ترد تدخلا عسكريا أميركيا.
صعوبة أخرى ذكرتها المصادر؛ أن الأسد يمتلك جيشا قويا قوامه 350.000 جندي. مجددا تبدو تجربة العراق واضحة هنا. تذكر كيف زعمت وسائل الإعلام الأميركية أن صدام حسين يقود «رابع أكبر جيش على مستوى العالم».
وعلى الرغم من ذلك، فإنه في عام 2003 قرر الجيش العراقي الذي يتكون من 500.000 رجل أن لا يخوض حربا بجانب صدام. اليوم، يحدث الشيء نفسه مع الجيش السوري؛ فهناك قوة من المجندين إلزاميا، كتلك التي كانت بالعراق في زمن صدام، والجيش ليس متحمسا لقتل الشعب بالنيابة عن طاغية ينتمي إلى الأقلية حيث يعتمد الأسد على القوات الخاصة التي لا تتعدى 40.000 رجل، من أجل الاستمرار في المذبحة.
أما السبب الأخير ضد التدخل العسكري الذي تم ذكره، فهو قد يكون الأكثر فكاهة؛ حيث تزعم «المصادر» أن التدخل العسكري في سوريا قد يؤدي إلى تدخل «قوى أخرى» ويتسبب في حرب مع روسيا وإيران.
وللرد على ذلك، فهناك قوى أخرى تدخلت بالفعل في سوريا؛ حيث تقوم روسيا وإيران بشحن أسلحة للأسد، في الوقت الذي ربما تكون فيه إيران قد نشرت بعض وحدات حزب الله اللبناني لدعم الطاغية. ومن جانبها، انحازت تركيا إلى صفوف المعارضة.
هل يصدق أحد بالفعل ما يصرح به البنتاغون عن إعلان روسيا وإيران الحرب على الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين لإنقاذ الأسد؟ الحقيقة أن موسكو وطهران لن تتخطيا حدودا معينة لدعم الحليف السوري في السلطة، فعندما يصبح من الواضح أن الأسد قد سقط، فسوف تتخلصان منه بأسرع ما يمكن.
يجب ألا يتم تفسير تلك التحليلات على أنها دعوة للتدخل العسكري في سوريا سواء من قبل الولايات المتحدة أو غيرها؛ فسوريا اليوم ليست كالعراق عام 2003، ففي عصر صدام حسين لم تكن هناك آلية داخلية للتغيير في العراق، فقد كان التدخل الخارجي ضروريا ليس لفرض الديمقراطية بالقوة كما أشار البعض بسخرية، ولكن للتخلص من السبب الذي يعوق حدوث الديمقراطية؛ حيث يتمثل في نظام صدام. من جهة أخرى، فإن الآلية الداخلية للتغيير موجودة بالفعل في سوريا في شكل احتجاجات شعبية مع قدرة ملحوظة للتغلب على الصعاب تدعمها جميع الفئات العرقية والدينية تقريبا. وربما يكون أي تدخل أجنبي ضروريا من أجل توفير ملجأ آمن بعيدا عن آلة القتل التابعة للأسد.
يجب أن يقتنع الأسد أنه لن يفوز بالمذابح التي يقوم بها تجاه شعبه. وفي النهاية، يجب أن توضح الولايات المتحدة الأميركية والحلفاء الأوروبيون والعرب أنهم لن يتورعوا عن استخدام أي أساليب عسكرية من أجل حماية السوريين.
ولكن للمفارقة، فإن احتمالية التدخل العسكري الخارجي هي السبيل المؤكد لوقف ما يحدث. ككل الجبناء في التاريخ، سيتوقف الأسد عن قتل شعبه إذا اقتنع أن هناك قوة خارجية هناك، بعيدة عن الصراع الحالي تنوي إيقافه وقادرة على ذلك.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,357,338

عدد الزوار: 6,988,247

المتواجدون الآن: 57