النيرب أحد مؤسسي «لجان المقاومة» وأسر شاليت تم بعد قيادته لها بأسبوعين

مساع مصرية تنجح في تثبيت التهدئة في غزة

تاريخ الإضافة الأحد 21 آب 2011 - 5:00 ص    عدد الزيارات 2651    القسم عربية

        


مساع مصرية تنجح في تثبيت التهدئة في غزة
السبت, 20 أغسطس 2011
غزة - فتحي صبّاح؛ الناصرة - أسعد تلحمي؛ القاهرة - جيهان الحسيني؛ نيويورك - «الحياة»

وكانت هجمات إيلات ايضاً في صلب اجتماع امس لمجلس الأمن الذي ناقش مشروع بيان يتناول «إدانة الاعتداء الإرهابي جنوب إسرائيل» اقترحته الولايات المتحدة مساء الخميس. وانفرد لبنان في الاعتراض على صيغة البيان المقترح، مطالباً «بإعادة صوغ النص وإضافة فقرات تدين التصعيد العسكري الإسرائيلي والتسبب بمقتل مدنيين فلسطينيين، اضافة الى إدانة الأنشطة الاستيطانية خصوصاً في القدس الشرقية».

وكان من المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة أمس لمناقشة مشروع البيان «والاطلاع أكثر على تفاصيل الوضع الميداني من الأمانة العامة للأمم المتحدة». وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «إدانة الإرهاب يجب ان تكون واحدة ضد أي عمل إرهابي، سواء في إسرائيل أو العراق أو أي بلد آخر»، مضيفاً أن مجلس الأمن كان مقرراً أن يطّلع على المقترح اللبناني في شأن نص مشروع البيان في الاجتماع «وسنرى أي موقف نتوصل إليه بناء على ذلك». اما السفير الفلسطيني رياض منصور، فشدد على ضرورة إضافة عناصر الى أي إدانة يصدرها مجلس الأمن بحيث تشمل «التصعيد الإستيطاني والهجوم على المنشآت المدنية في غزة وسقوط مدنيين فلسطينيين هناك».

وكان الوضع الميداني في قطاع غزة شهد تصعيداً امس تمثل بشن الطيران الاسرائيلي 15 غارة استهدفت مقار أمنية تابعة لـ «حماس» ومباني حكومية وأنفاقاً، وأسفرت عن استشهاد اربعة فلسطينيين، فيما ردّت الفصائل الفلسطينية بإطلاق 12 صاروخاً بينها صواريخ «غراد» أسفرت عن اصابة عشرة إسرائيليين.

لكن بدا امس ان التصعيد العسكري في طريقه الى الانحسار، خصوصاً بعد تأكيد مصدر مصري رفيع لـ «الحياة» ان القاهرة أجرت اتصالات وبذلت مساعي مكثفة مع الجانب الإسرائيلي من أجل احتواء الموقف المتوتر على المنطقة الحدودية، ووقف التصعيد العسكري للحيلولة دون شن عملية اسرائيلية موسعة ضد القطاع. وأوضح أن المساعي أفلحت في وضع حد للموقف المتوتر نتيجة عملية ايلات واحتواء الازمة، لافتاً إلى أن القاهرة ابلغت الجانب الفلسطيني بذلك.

رغم ذلك، اكد المصدر ان مصر نقلت رسالة تحذير اسرائيلية الى «حماس» مفادها بان اسرائيل غير معنية بالتصعيد العسكري في قطاع غزة بل استهدفت فقط مواقع منفذي هجوم إيلات، وانها ستوقف هجماتها على ألا يتم اطلاق صواريخ من غزة، محذرة من أنه سيكون هناك رد فعل فوري على أي صاروخ يُطلق على أي من البلدات الاسرائيلية.

وعلى جبهة سيناء، كشف مصدر مصري رفيع لـ «الحياة» ان اجتماعا عسكرياً مصرياً - اسرائيلياً جرى امس في سيناء للبحث في الازمة.

وقالت مصادر مطلعة إن خطوط اتصال فتحت بين القاهرة و«حماس» من أجل توقيف «مطلوبين» يتخذون من غزة ملاذاً آمنا لهم ويرتبطون بعلاقات مع منفذي هجمات داخل سيناء اخيراً.

في الوقت نفسه، تجدد الحديث مصرياً عن «تنمية سيناء كضرورة للأمن القومي المصري»، كما تجدد الحديث عن ضرورة «إجراء تعديلات على اتفاق كمب ديفيد يسمح بوجود أكبر للأمن على أرض سيناء».

في هذا الصدد، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن زعيمة المعارضة الاسرائيلية (كديما) تسيبي ليفني قولها امس إن «حدود مصر لم تعد حدود سلام بعد الآن»، مضيفة: «علينا أن نغير النظرة إلى هذه الحدود». وتابعت أن حزبها «كديما» سيؤيد شن حرب ضد «الإرهاب» وتنفيذ العمليات العسكرية المطلوبة لمنعه.

كما ربطت عناوين وسائل الإعلام بين الهجمات النوعية التي تعرضت لها ايلات وبين مصير اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر (كمب ديفيد)، معتبرة أن بين أبرز جرحى الهجمات على ايلات «اتفاق السلام مع مصر، العامود الفقري لأمن إسرائيل في العقود الثلاثة الأخيرة». وتساءل معلقون بارزون ان كانت هذه التطورات تستوجب من إسرائيل إعادة الوضع على الحدود مع مصر إلى ما كان عليه قبل ثلاثة عقود، أي قبل اتفاق السلام (انتشار الجيش الإسرائيلي على طول الحدود).

النيرب أحد مؤسسي «لجان المقاومة» وأسر شاليت تم بعد قيادته لها بأسبوعين
السبت, 20 أغسطس 2011
غزة - فتحي صبّاح

اغتالت إسرائيل مساء أول من أمس الأمين العام للجان المقاومة الشعبية كمال النيرب (أبو عوض 43 سنة)، والقائد العام لذراعها العسكرية «ألوية الناصر صلاح الدين» عماد حماد (40 سنة)، وعضو مجلسها العسكري عماد نصر (46 سنة)، وقائد وحدة التصنيع خالد شعت (32 سنة)، ونجله مالك (عامان)، والقيادي خالد المصري (26 سنة). في ما يلي نبذة عن النيرب:

ولد النيرب في أيلول (سبتمبر) 1968 في مخيم الشابورة للاجئين لأبوين لاجئين من قرية «برير» المدمرة عام 1948، وتقع ضمن قضاء غزة على بعد 18 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي منها. عاش طفولته وصباه بين أزقة المخيم ودرس في مدارسه التابعة لـ «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (اونروا).

انتمى في صباه إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أواسط الثمانينات، وانخرط في النضال في صفوفها فيما كان يتلقى تعليمه الجامعي في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة.

وعندما اندلعت الانتفاضة الأولى عام 1987، عمل عضواً في الذراع الجماهيرية لـ «الشعبية» التي كان يُطلق عليها لجان المقاومة الشعبية، جنباً إلى جنب مع رفيق دربه عماد حماد، والقيادي في الجبهة آنذاك عماد نصر. وبسبب حماستهم الزائدة ورغبتهم في العمل ضمن خلايا مسلحة، انتقل النيرب وعدد من رفاقه من بينهم حماد عام 1989 إلى صفوف حركة «فتح».

وبعد أشهر قليلة من انخراطه في الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال، اضطر النيرب وحماد وعدد آخر من رفاقهم «الفتحاويين» إلى مغادرة القطاع إلى مصر عبر الحدود التي كانت تسيطر عليها قوات الاحتلال، فاعتقلتهم السلطات المصرية ثم أطلقتهما ليغادرا إلى ليبيا، قبل أن يعودا إلى القطاع في أعقاب توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وقيام السلطة الفلسطينية في العام الذي يليه.

عمل النيرب في جهاز الاستخبارات الفلسطيني حتى اندلاع الانتفاضة الثانية عام 200. وبعد أسابيع من اندلاعها، أسس مع رفيق دربه الذي تعرف إليه في الخارج جمال أبو سمهدانة (أبو عطايا)، وحماد وعدد آخر من رفاقهما القدامى جناحاً عسكرياً جديداً أطلقا عليه «لجان المقاومة الشعبية» تيمناً بالذراع الجماهيرية لـ «الجبهة الشعبية».

وسرعان ما أصبحت لجان المقاومة الشعبية واحدة من أهم الأذرع العسكرية في القطاع، بعدما شرع «أبو عطايا» في تطوير قذائف الهاون لتصبح أكثر قوة وأبعد مدى. كما طورت لجان المقاومة عبوات ناسفة ذات قوة تدميرية كبيرة استطاعت بفضلها عام 2001 تدمير أول دبابة إسرائيلية من طراز «ميركفاه سيمان 3» التي كانت آنذاك تعتبر الأكثر تطوراً وتصفيحاً في العالم. ثم توالى تدمير الدبابات، إذ دمر مقاتلو لجان المقاومة دبابتين أخريين في السنوات التالية، ونفذوا عدداً من العمليات الفدائية النوعية، من بينها أول عملية اقتحام مستوطنة في القطاع وقتل جنود ومستوطنين.

في عام 2006، حان موعد العملية النوعية الكبرى للجان المقاومة، إذ خطط «أبو عطايا» ورفاقه لتنفيذ عملية فدائية من نوع جديد غير معروف من قبل. وبينما كانت خطة العملية جاهزة للتنفيذ، اغتالت قوات الاحتلال في يوم الخميس التاسع من حزيران (يونيو) 2006 «أبو عطايا» وتم تشييعه في اليوم التالي، تماماً مثلما اغتالت إسرائيل النيرب وحماد ونصر وشعت والمصري الذين دفنوا إلى جواره في مقبرة الشهداء شرق مدينة رفح، مسقط رأسهم جميعاً.

بعدها، تولى نائبه النيرب القيادة، وأصبح أميناً عاماً للجان المقاومة الشعبية، وحماد قائداً لذراعها العسكرية.

ومر 15 يوماً على اغتيال «أبو عطايا» عندما فاجأ ثمانية مسلحون من اللجان وحركة «حماس» وتنظيم غير معروف من قبل أطلق على نفسه «جيش الإسلام» في 25 من الشهر نفسه، قوات الاحتلال في معبر كرم أبو سالم الواقع عند نقطة تلاقي حدود غزة مع مصر وأراضي الخط الأخضر جنوب شرقي رفح، بهجوم غير مسبوق. وخرج المسلحون الثمانية من فوهة نفق حفروه من المدينة وصولاً إلى «خلف خطوط العدو». أطلق المسلحون النار فقتلوا ثلاثة جنود وأسروا الرابع «غلعاد شاليت» في سابقة، فكانت العملية أيضاً انتقاماً وثأراً لاغتيال «أبو عطايا».

في أعقاب الانقسام الفلسطيني، قاد النيرب اللجان على خيط رفيع في العلاقة مع «حماس» و«فتح»، وحافظ على علاقات متوازنة مع الحركتين المتصارعتين وبقية الحركات الفلسطينية المقاومة. ونأى النيرب باللجان عن الصراعات الداخلية، وحافظ على مسافة واضحة من الجماعات السلفية المتشددة، في وقت اتجه عدد من قياديي اللجان نحو الفكر السلفي المتشدد، ومن بينهم رفيق عمره حماد.

 

 

غزة: تشييع قادة «لجان المقاومة» في جنازة حاشدة... و«أبو مجاهد» يتوعد إسرائيل بردّ قاس
السبت, 20 أغسطس 2011
غزة - فتحي صبّاح

وشارك في التشييع قادة من لجان المقاومة الشعبية والفصائل والأجنحة المسلحة ورجال شرطة ومواطنون قدموا من مدن القطاع المختلفة، وساروا في جنازة لم تشهد المدينة لها مثيلاً منذ تشييع القائد العام السابق للجان جمال أبو سمهدانة في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2006.

وجاء تشييع القادة الخمسة في ظل أجواء حرب عاشها قطاع غزة خلال اليومين الماضيين في أعقاب العملية الفدائية النوعية ظهر الخميس في مدينة ايلات «أم الرشراش» التي قتل فيها سبعة إسرائيليين، وردت عليها قوات الاحتلال واغتالت خمسة من قادة لجان المقاومة الشعبية، من بينهم قائدها العام كمال النيرب (أبو عوض) وقائدها العسكري عماد حماد وثلاثة من كبار مساعديهما.

15 غارة إسرائيلية

وشنت طائرات حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» و«أباتشي» الأميركية الصنع نحو 15 غارة خلال نهار أمس وليل الخميس - الجمعة على منازل المدنيين ومواقع لـ «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، ما اسفر عن سقوط ثلاثة ووفاة رابع متأثراً بجراح سابقة، في وقت ردت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع العسكرية للجان بإطلاق صواريخ من طراز «غراد» على مدن في عمق الدولة العبرية.

وأسفرت آخر غارة إسرائيلية عصر أمس على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة عن استشهاد الشاب محمد عناية (22 سنة)، فيما استشهد الطفل محمود أبو سمرة (13 سنة)، وأصيب أكثر من 20 مواطناً آخرين بجروح متفاوتة، كما استشهد شاب ف وقت لاحقا. وتوفي أشرف عزام (30 سنة) متأثراً بجروح كان أصيب بها قبل أيام في حي الزيتون.

وسبقت القصف الأخير على حي الزيتون غارة على منطقة قريبة من محطة توليد الكهرباء شمال مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، وأخرى على أرض خالية قرب أبراج سكنية في المخيم نفسه، كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارة على موقع تابع لـ «كتائب القسام» في خان يونس جنوب القطاع، وأخرى على منطقة خالية شرق المدينة. كما أطلقت طائرة «اباتشي» صاروخاً على موقع تابع لـ «كتائب القسام» في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة حيث يقطن رئيس حكومة «حماس» إسماعيل هنية، فيما أطلقت طائرة صاروخاً سقط قرب منزل في حي الزيتون جنوب غزة.

كذلك أغارت طائرات إسرائيلية على «مجمع أنصار الأمني»، ما أسفر عن إلحاق أضرار في أحد مبانيه، وعلى مبنى غير مأهول خلف ساحة الكتيبة القريبة من المجمع، ما أدى إلى الحاق أضرار في مباني عدد من الوزارات ومنازل المواطنين. كما لحقت أضرار جسيمة بمكتب وكالة الصحافة الصينية «شينخوا» في برج مشتهى المجاور كما قال لـ «الحياة» مدير الوكالة في القطاع الزميل الصحافي عماد الدريملي. واستهدفت طائرات الاحتلال أرضاً خالية قرب مسجد عباد الرحمن في بلدة خزاعة شرق خان يونس، ونفقين للتهريب في رفح، أحدهما في حي السلام جنوب شرقي المدينة، والآخر في منطقة القصاص غربها.

وفي ضوء التصعيد الإسرائيلي، توعّد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية «أبو مجاهد» برد قاس على اغتيال القادة الخمسة، وقال إن إسرائيل فتحت على نفسها «أبواباً من الجحيم والثأر المتواصل».

في غضون ذلك، كثفت «ألوية الناصر صلاح الدين» وأجنحة عسكرية أخرى إطلاق الصواريخ محلية الصنع والروسية الصنع على بلدات إسرائيلية. وأطلقت عدداً من الصواريخ والقذائف على أهداف إسرائيلية، من بينها مدينة المجدل عسقلان عسقلان ومعبر كرم أبو سالم. وأعلنت إسرائيل عن إصابة 10 إسرائيليين على الأقل عقب سقوط صواريخ من طراز «غراد» الروسية على مدن أشدود وبئر السبع وعسقلان وغديرا (قطرة). وقالت الإذاعة العبرية إنه أصيب في مدينة أشدود 10 إسرائيليين بجروح، أحدهم في حال الخطر، نتيجة سقوط صاروخ.

وأعلنت فصائل مقاومة مسؤوليتها عن قصف البلدات الإسرائيلية بالصواريخ، إذ تبنت «كتائب الشهيد عبد الله عزام» السلفية صباح أمس إطلاق صاروخي «غراد» على مدينة أشدود، كما أعلنت «كتائب شهداء الأقصى في فلسطين - مجموعات الشهيد أيمن جودة» عن إطلاق صاروخ من طراز «أقصى» على منطقة «رعيم» فجراً.

 

 

القاهرة تبلغ «حماس» رسالة تحذير من إسرائيل
السبت, 20 أغسطس 2011
القاهرة - جيهان الحسيني

علمت «الحياة» أن السلطات المصرية أبلغت حركة «حماس» بأن الجانب الإسرائيلي غير معني بالتصعيد العسكري في قطاع غزة بل استهدف فقط مواقع منفذي هجوم إيلات، وأنه سيوقف هجماته على القطاع، على ألا يتم إطلاق صواريخ من غزة، محذراً من أنه سيكون هناك رد فعل فوري على أي صاروخ يُطلق على أي من البلدات الإسرائيلية.

في السياق ذاته، قال مصدر مصري موثوق به لـ «الحياة» إن القاهرة أجرت اتصالات وبذلت مساعي مكثفة مع الجانب الإسرائيلي على مدار الساعة من أجل احتواء الموقف المتوتر على المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر وإسرائيل لوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي وللحيلولة دون شن عمليه إسرائيلية موسعة ضد القطاع. وأوضح أن المساعي أفلحت في وضع حد للموقف المتوتر نتيجة عملية ايلات (أم الرشراش) واحتواء الأزمة، لافتاً إلى أن القاهرة أبلغت الجانب الفلسطيني بذلك.

وعما إذا كان في نية إسرائيل احتلال الشريط الحدودي بينها وبين مصر وصولاً إلى محور فيلادلفي لمنع هجمات مستقبلية ضدها، أجاب: «الإسرائيليون يدركون تماماً أن هذه الخطوة ليست في صالحهم (احتلال محور فيلادلفي)، بل ويعلمون أن مثل هذه الخطوة ستخلق لهم مشاكل أمنية جمة»، لكنه لم يستبعد أن تعزز إسرائيل من قواتها الدفاعية على الحدود بينها وبين مصر حرصاً منها على أمنها.

في الوقت نفسه، أبدى مصدر مصري رفيع استياءه من التجاوزات غير المبررة وغير المفهومة من جانب إسرائيل، والتي نتج منها مقتل أربعة عسكريين وضابط وثلاثة مصابين عند النقطة 79 الحدودية بين مصر وإسرائيل، وقال: «الاجتماع الوزاري الذي عقد بحضور رئيس الحكومة عصام شرف بحث تداعيات هذا الأمر الذي ما زال بعض أبعاده غير واضحا». وكشف لـ «الحياة» عن اجتماع عسكري إسرائيلي - مصري أمس في سيناء لبحث الأزمة.

وكان الجيش المصري اعلن أن مصر تقدمت باحتجاج رسمي لإسرائيل امس بعد مقتل عدد من أفراد الأمن المصري قرب الحدود، وقال مسؤول عسكري: «تقدمت مصر باحتجاج رسمي لإسرائيل على خلفية الأحداث التي وقعت على الحدود، وطالبت بإجراء تحقيق عاجل في الأسباب والملابسات المحيطة بمقتلهم». يذكر أن مصر أعادت فتح معبر رفح أمام المسافرين بعد أن أغلقته على خلفية الأحداث التي وقعت في سيناء أول من أمس.

 

 

ليفني ترى أن حدود مصر لم تعد حدود سلام ... وكمب ديفيد «أبرز الجرحى»
السبت, 20 أغسطس 2011
الناصرة – أسعد تلحمي

على وقع قصف الطيران الإسرائيلي لقطاع غزة، وقصف «الغزيين» بلدات إسرائيلية في الجنوب بقذائف «القسام» وصواريخ «غراد» في أعقاب الهجمات التي هزّت مدينة ايلات أول من أمس وخلّفت ثمانية قتلى وعشرات الجرحى من الإسرائيليين، أعلنت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني أن الحدود مع مصر لم تعد حدود سلام بعد الآن، فيما دعا النائب آفي ديختر الى تحميل القاهرة والرئيس محمود عباس مسؤولية هجمات ايلات. من جانبها، تساءلت وسائل الإعلام العبرية عن «التطورات المتوقعة» في الأيام المقبلة وما إذا كانت العملية الإسرائيلية الانتقامية ضد القطاع ستتطور حرباً عليه أو عملية عسكرية واسعة على غرار عملية «الرصاص المسبوك» نهاية عام 2009، أم تبقى في إطار «عملية محدودة» تتلخص في تصفية كوادر في المقاومة الفلسطينية في القطاع، كما قدّرت صحيفة «هآرتس».

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليفني قولها خلال عيادتها جرحى أصيبوا بهجمات ايلات ويرقدون في مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع إن «حدود مصر لم تعد حدود سلام بعد الآن»، مضيفة: «علينا أن نغير مفهومنا تجاهها (أي تجاه الحدود)، وهؤلاء (المسلحين) لم يكونوا متسللين يسعون إلى العمل وإنما هم يريدون القضاء علينا، ويجب أن نغير النظرة إلى هذه الحدود». وتابعت أن حزبها «كديما» سيؤيد شن حرب ضد «الإرهاب» وتنفيذ العمليات العسكرية المطلوبة لمنعه.

وطالب النائب عن «كديما» آفي ديختر خلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية أمس بإجراء تحقيق عسكري عميق في شأن عدم تعامل الجيش الإسرائيلي مع إنذارات زوّدها جهاز الأمن الداخلي (شاباك) عن نية مسلحين تنفيذ هجمات عند الحدود المصرية - الإسرائيلية. وأضاف ديختر الذي تولى في الماضي منصب رئيس «شاباك»، أن أحداث الخميس «تستوجب القيام بخطوات في ثلاثة مستويات: تحميل مصر مسؤولية الهجمات التي تنطلق من أراضيها، وتحميل أبو مازن (الرئيس محمود عباس) المسؤولية عن المصالحة مع حماس، والتوضيح لحماس أن ثمة ثمناً لحقيقة أنها تسيطر في غزة وتدمير بنيتها العسكرية».

في هذه الأثناء، ربطت عناوين وسائل الإعلام التي عكست أجواء صدمة في إسرائيل، بين الهجمات النوعية التي تعرضت لها ايلات وبين مصير اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر (كمب ديفيد). وكتب المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» أمير اورن أن بين أبرز جرحى الهجمات على ايلات «اتفاق السلام مع مصر، العمود الفقري لأمن إسرائيل في العقود الثلاثة الأخيرة، الذي أصيب بجروح بالغة».

وحدا التصعيد في القصف من غزة بقيادة «الجبهة الداخلية» في الجيش إلى إصدار أوامرها لسكان منطقة الجنوب بتوخي الحذر الشديد والبقاء على مقربة من الملاجئ، وإلى إلغاء كل النشاطات الجماهيرية التي تستقطب أكثر من 500 شخص. كما ألغيت مباريات كرة القدم التي كانت مقررة مساء اليوم في كل من بئر السبع واسدود وأشكلون. وأعلنت الشرطة رفع حال التأهب إلى أعلى درجاتها في مناطق مختلفة في إسرائيل ونشر قواتها في «المناطق الحساسة».

وأعلن اتحاد الطلاب الجامعيين إلغاء تظاهرة كانت مقررة مساء اليوم في القدس في إطار الاحتجاجات الشعبية على غلاء المعيشة، كما أُعلن عن إلغاء تظاهرتين مماثلتين وسط إسرائيل وشمالها اليوم. وألغيت أمس قافلة السيارات التي كان مفروضاً أن تنطلق من تل أبيب نحو بلدة يروحام في الجنوب «تضامناً مع أهالي القتلى في الهجمات»، كما أفاد الناطق بلسان خيم الاحتجاج، مضيفاً أن التظاهرات ستستأنف بعد هدوء الأوضاع الأمنية.

واتفق معلقون في الشؤون الحزبية على أن الهجمات في ايلات «جاءت في الوقت المناسب» لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو». ورأى المعلق في «هآرتس» يوسي فرطر أن الهجمات أضرت بالحركة الاحتجاجية «المستنزَفة أصلاً»، وستبقيها خارج التغطية الإعلامية لأيام كثيرة. وتابع: «مما لا شك فيه أن الهجمات ستؤثر على وضع الحركة الاحتجاجية وعلى صورة الوضع السياسي الداخلي... ولا مناص من التذكير بأن جدول الأعمال السياسي – الأمني لعب دائماً في مصلحة اليمين الإسرائيلي، وبالذات ليكود... ونتانياهو يجد نفسه اليوم في الملعب المعروف له جيداً بل المريح أيضاً». وأضاف أنه في ضوء المستجدات، فإن موازنة وزارة الدفاع «ستطل برأسها من جديد» لتناطح كل من يطالب بتقليصها، «فالوضع على الحدود في الجنوب يستوجب بطبيعة الحال موازنات إضافية للدفاع لا تقليصات».

اتفاق السلام مع مصر

إلى ذلك، دعا معلقون بارزون الحكومة والمؤسسة الأمنية إلى تكثيف «الاستعدادات المطلوبة» لمواجهة التطورات في مصر بعد سقوط الرئيس حسني مبارك. وتساءل كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم بارنياع عما إذا كانت هذه التطورات تستوجب من إسرائيل إعادة الوضع على الحدود مع مصر إلى ما كان عليه قبل ثلاثة عقود، أي قبل اتفاق السلام (انتشار الجيش على طول الحدود).

ويتفق الإسرائيليون على أن مصر ليست معنية بالتسخين مع إسرائيل، كما أنها لا تريد أن تفقد سيناء لمصلحة عناصر متطرفة ستوجِّه أسلحتها إلى النظام المركزي، لكنهم يضيفون أن القيادة الحالية في مصر ليست قادرة على معالجة الانفلات في سيناء وممارسة سيادة فعلية، كما فعل الرئيس السابق حسني مبارك.

وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى القاهرة تسفي مازئيل للإذاعة الإسرائيلية إنه في أعقاب سقوط مبارك «تنشط في سيناء إيران وحماس والحركات الإسلامية، خصوصاً في مجال تهريب الأسلحة إلى القطاع ورغبتهم في إقامة موقع إسلامي يتيح لهم مهاجمة إسرائيل». وأضاف أن النظام الحالي في مصر مدرك لهذا الواقع لكنه لا يعرف كيفية معالجته. وتابع أن ثمة فراغاً في السلطة في مصر منذ ستة أشهر يحول دون تعزيز التنسيق الأمني بينها وبين إسرائيل «خصوصاً إزاء الكراهية المتزايدة في مصر لإسرائيل».

دعوات لتصفية قادة «حماس»

إلى ذلك، صدرت دعوات من عسكريين سابقين إلى استئناف عمليات التصفية الجسدية ضد قادة «حماس» السياسيين والعسكريين، وإلى إعادة الجيش الإسرائيلي إلى محور «فيلادلفي» للحؤول دون مواصلة تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة. وطبقاً لمصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى، فإن الهدف الأساسي لأفراد الخلية الذين تسللوا كان خطف جنود إسرائيليين ونقلهم عبر سيناء إلى قطاع غزة.


المصدر: جريدة الحياة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,378,047

عدد الزوار: 6,947,280

المتواجدون الآن: 81