نجاد منتقدا قوات «درع الجزيرة»: عمل مشين سيفشل.. وحزب الله والصدر يدعوان لتجمعات تضامنا مع المتظاهرين

البحرين تنهي اعتصام ميدان اللؤلؤة.. وتحظر التجول ليلا

تاريخ الإضافة الجمعة 18 آذار 2011 - 4:24 ص    عدد الزيارات 2813    القسم عربية

        


البحرين تنهي اعتصام ميدان اللؤلؤة.. وتحظر التجول ليلا

إزالة الحواجز من الطرق الرئيسية.. ومقتل 3 محتجين و3 من أفراد الشرطة

 
سحب الدخان ترتفع فوق ساحة اللؤلؤة وذلك بعد المواجهات التي حدثت بين شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين (أ.ف.ب)
قوات بحرينية تسد الطريق المؤدي إلى ساحة اللؤلؤة (أ.ف.ب)
إطارات سيارات أشعلها شبان بحرينيون بالقرب من مركز تجاري للتسوق في المالكية أمس (أ.ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المنامة - لندن: «الشرق الأوسط»
بعد 30 يوما على احتلال محتجين شيعة لميدان مجلس التعاون الخليجي، أخلت قوات الأمن البحرينية، فجر أمس، الميدان من المحتجين، كما أخلت أيضا شوارع رئيسية أخرى في العاصمة المنامة، كان المحتجون قد قطعوها، غير أن هذه المواجهات تسببت في مقتل 3 من أفراد الشرطة البحرينية ومثلهم من المحتجين.

وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية البحرينية أن قوات الأمن العام وبمساندة من قوة دفاع البحرين توجهت إلى منطقة دوار مجلس التعاون حيث بدأت في إزالة الحواجز الموجودة في شارع الشيخ خليفة بن سلمان، وهو الطريق الرئيسي المؤدي للميدان.

وأشار في بيانه إلى أن القوات تقدمت بعدها تجاه الميدان «وأعطت الوقت الكافي للمتواجدين فيه لإخلائه والانسحاب منه ثم بدأت في عملية الإخلاء حيث واجهت عددا كبيرا من الكمائن التي تم نصبها من قبل الأشخاص المحتلين وذلك بقصد عرقلة تقدم القوات حيث أقاموا عدة متاريس وسارعوا بحرق الخيام وتفجير أسطوانات الغاز مما أدى إلى تصاعد الدخان الكثيف كما تم إطلاق نار مشدد من عدة أماكن بالمنطقة المحيطة بالدوار باتجاه القوة وتعمد بعض الأشخاص دهس أفراد القوة بالسيارات مما أدى إلى استشهاد اثنين من رجال الأمن وقد تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين في هذا العمل الإجرامي الشنيع».

هذا وقالت وزارة الداخلية البحرينية إن قوات الشرطة تعاملت أثناء هذه العملية بحذر «حرصا على سلامة المتواجدين في الدوار وتمكنت من السيطرة عليه وتعمل حاليا فرق جمع الأدلة وخبراء مسرح الجريمة على جمع الأدلة وتحريزها لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة».

وفيما يخص مجمع السلمانية الطبي، وهو أكبر مستشفى حكومي بالبحرين وكان المحتجون قد اعتصموا فيه واحتلوه منذ بداية الأزمة، فقد قالت الداخلية البحرينية إن قوة أخرى قامت بتطويق المجمع بإخلائه «من المحتلين الذين قاموا بغلقه ولحام الأبواب ووضع المتاريس وسيارات الإسعاف خلفها لعرقلة تقدم القوة إلا أنها تمكنت من دخول المستشفى وإزالة الخيام وكافة مظاهر الفوضى».

كما أعلن المتحدث الرسمي باسم قوة دفاع البحرين (الجيش) البيان رقم 4 لقوة الدفاع بشأن إعلان حظر التجول في البحرين، والذي فرض منع التجول اعتبارا من يوم أمس وحتى إشعار آخر، على أن يسري المنع من الساعة الرابعة مساء ولغاية الرابعة صباحا وذلك في عدد من المناطق التي كانت محل اضطرابات في العاصمة المنامة.

كما منع بيان الجيش «التجمهر أو التجمع أو عقد المسيرات أو الاعتصامات في كافة أنحاء مملكة البحرين وحتى تعود الأمور إلى طبيعتها».

وعرض التلفزيون المحلي مشاهد مصورة لقيام قوات الأمن البحرينية بعملية تطهير مجمع السلمانية الطبي ممن سماهم «الخارجين على القانون». وأظهرت المشاهد قيام قوات الأمن بإزالة كافة الخيام التي نصبها هؤلاء والتي تسببت في تعطيل تقديم الخدمات الطبية إلى المرضى والمصابين فضلا عن استخدامها كمنبر غير شرعي لبث التحريض الطائفي، كما تقول الحكومة البحرينية.

كما عرض التلفزيون مشاهد تلفزيونية تظهر قيام قوات الأمن بتطهير دوار مجلس التعاون وفرار المعتصمين من الدوار «وهم يحملون السيوف والأسلحة البيضاء، وقد فتحت قوات الأمن لهم كافة المنافذ للخروج من الدوار دون الالتحام بهم داحضة التقارير والمزاعم في وسائل الإعلام المشبوهة التي تحدثت عن استخدام طائرات وأسلحة في عملية التطهير الأمني». بحسب بيان الداخلية البحرينية.

وقال البيان إن المعتصمين قاموا «بحرق الخيام في دوار مجلس التعاون لعرقلة حركة رجال الأمن والإضرار بهم مما يكشف زيف ادعاءاتهم بالسلمية».

من جهتها، استنكرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامي، التي تمثل التيار العريض من الشيعة في البحرين، و6 جمعيات سياسية أخرى متحالفة معها، ما سمته «الهجوم الوحشي المتعمد» الذي قامت به قوات الأمن، معتبرة أن هذه القوات استخدمت «كافة أنواع الأسلحة من طائرات الأباتشي والدبابات والرصاص الحي والانشطاري (الشوزن) صباح هذا اليوم (أمس)، وهو الهجوم الذي تم من دون سابق إنذار للمعتصمين وبعد عودة المعتصمين إلى الدوار بعد مجزرة الخميس الدامي وتعهد الأمير سلمان بن حمد ولي العهد بعدم التعرض للمعتصمين كأولوية لتهيئة الأجواء المناسبة للحوار الوطني».

ودعت الجمعيات السياسية كافة أبناء الشعب البحريني «إلى الصمود والمقاومة السلمية وإلى أخد الحيطة والحذر وتؤكد على حق الجماهير في التعبير عن آرائها السياسية والتظاهر السلمي كما تدعو المجتمع الدولي والدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه شعب البحرين بالتحرك العاجل لوقف هذا الهجوم الوحشي على أبناء شعبنا الأعزل».

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية في رسالة نشرت في الأصل باللغة العربية على موقع «تويتر» إن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن الحل للأزمة في البحرين هو الإصلاح السياسي الحقيقي لا الإجراءات الأمنية الصارمة التي تهدد بإشعال الموقف.

وأضافت أنه على الرغم من الشائعات المناقضة لذلك ظلت الولايات المتحدة تدعم بوضوح في السر والعلن العملية السياسية السلمية التي تفي بآمال وتطلعات الشعب البحريني.

وعارضت واشنطن ما سمته «القوة المفرطة والعنف» اللذين استخدما ضد المحتجين في البحرين وقالت إنها أوصلت مخاوفها مباشرة للحكومة البحرينية.

وأضافت وزارة الخارجية الأميركية «نعارض القوة المفرطة والعنف ضد المحتجين. وأثرنا مخاوفنا مباشرة اليوم مع البحرين».

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مقابلة تلفزيونية أمس إن البحرين وحلفاءها الخليجيين الذين أرسلوا قوات لمساعدتها في إخماد احتجاجات مناهضة للحكومة يتبعون مسارا خاطئا.

وأضافت في مقابلة مع شبكة «سي بي إس»: «نرى ما يحدث في البحرين مثيرا للقلق. نعتقد أنه لا توجد إجابة أمنية على تطلعات ومطالب المحتجين». ودعت البحرين للتفاوض من أجل حل سياسي مع المحتجين.

وتابعت في المقابلة «كما أوضحنا بشكل تام لشركائنا في الخليج الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي الذين أرسل أربعة منهم قوات لدعم الحكومة البحرينية أنهم يتبعون مسارا خاطئا».

وقالت كلينتون «أوضحنا بجلاء للحكومة البحرينية وعلى أعلى المستويات أننا نتوقع منهم أن يمارسوا ضبط النفس وسنذكرهم بالتزاماتهم الإنسانية بالحفاظ على المنشآت الطبية مفتوحة وتسهيل علاج المصابين والعودة إلى طاولة الحوار».

مركز حكومي إماراتي يحذر من تصوير مهمة «درع الجزيرة» في البحرين على غير حقيقتها

قال إن أي تلاعب طائفي يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية

 
دبي: محمد نصار
اعتبر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الذي يترأسه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، أن التركيبة المذهبية الحساسة في البحرين لا تتحمل أي تلاعب طائفي يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية، كما أنها لا تتحمل أي تراخ أو تساهل في مواجهة أي محاولة لإثارة الفتنة الطائفية، معتبرا أن تدخل قوات «درع الجزيرة» التي وصلت إلى البحرين أو التي ستصل إليها جاء بعد أن بدأت الأمور تأخذ اتجاهات خطرة وبدا المجتمع البحريني ثنائي المذهب معرضا لصدام طائفي مقيت بعد أن تعثرت محاولات الحكومة كلها من أجل إقامة حوار وطني على الرغم من أنها قدمت الضمانات الكافية لنجاح هذا الحوار.

ولفت المركز في تقرير أصدره أمس، إلى أن محاولة تصوير مهمة قوات «درع الجزيرة» في البحرين على غير حقيقتها أو تحميلها ما ليس فيها، تنطوي على تحريض خطر عليها، وتحمل القضية برمتها أكثر مما تحتمل، معتبرا أن أي خطر يتهدد دولة من دول مجلس التعاون يجري التعامل معه على أنه خطر يستهدف الجميع.

وأشار المركز الذي يعتبر مؤسسة بحثية مستقلة ويعبر عن الرأي شبه الرسمي للإمارات في نشرته إلى أن التركيبة المذهبية الحساسة في البحرين لا تتحمل أي تلاعب طائفي يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية، كما لا تتحمل أي تراخ أو تساهل في مواجهة أي محاولة لإثارة الفتنة الطائفية أو تهديد كيان المجتمع وأمنه واستقراره، خاصة أن المنطقة العربية قدمت وتقدم أكثر من مثال على الثمن الكبير الذي تدفعه الشعوب جراء إثارة النعرات الطائفية أو استخدامها سياسيا أو التأخير في مواجهتها والتصدي لها.

وتحت عنوان «الأمن الخليجي المشترك»، قال المركز إنه بعد أيام قليلة من قرار «المجلس الوزاري الخليجي» إنشاء «برنامج التنمية الخليجي» الذي يخصص عشرين مليار دولار مناصفة لدعم التنمية في كل من البحرين وسلطنة عمان على مدى عشر سنوات، أقدم مجلس التعاون لدول الخليج العربية على خطوة أخرى في تأكيده على الأمن الخليجي الجماعي المشترك وإيمانه الراسخ به بالقول والعمل، حيث وصلت أول من أمس إلى الأراضي البحرينية طلائع قوات «درع الجزيرة» التابعة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تجاوبا مع طلب البحرين، وذلك للمساهمة في حفظ الأمن في البلاد ومنع تطور الأمور إلى منزلقات طائفية خطرة في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد منذ منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي.

وشدد المركز على أن أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستقرارها كل لا يتجزأ، ومن ثم يتم التعامل مع أي خطر يتهدد دولة من دوله على أنه خطر يستهدف الجميع، معتبرا أن محاولة تصوير مهمة قوات «درع الجزيرة» في البحرين على غير حقيقتها أو تحميلها ما ليس فيها تنطوي على تحريض خطر عليها ويحمل القضية برمتها أكثر مما تحتمل، مؤكدا أن المراهنة دائما تكون على الشعب البحريني الواعي والمدرك حقيقة الخطر الذي تتعرض له مكتسباته.

وعبر المركز عن ثقته في الشعب البحريني «الواعي والمدرك حقيقة الخطر الذي تتعرض له مكتسباته وقيم التعايش والتعاون والتعاضد بين أبنائه في ظل الظروف الحالية، والمقدر مسارعة أشقائه إلى مساندته استجابة للإحساس بوحدة المصير، وتنفيذا للمواثيق والمقررات التي تحكم مسيرة العمل الخليجي المشترك».

نجاد منتقدا قوات «درع الجزيرة»: عمل مشين سيفشل.. وحزب الله والصدر يدعوان لتجمعات تضامنا مع المتظاهرين

السيستاني والمالكي يعبران عن قلقهما من أن تؤدي الخطوة إلى تأجيج العنف الطائفي في البحرين

 

 

لندن: «الشرق الأوسط»
وجهت إيران وحلفاؤها في المنطقة، إضافة إلى زعماء شيعة، أمس، انتقادات إلى قوات «درع الجزيرة» بسبب دخولها إلى البحرين، بناء على طلب المنامة بهدف حفظ الأمن. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن دخول القوات الخليجية إلى البحرين هو «عمل مشين سيبوء بالفشل»، على ما نقلت عنه وكالة «إرنا» الرسمية.

وقال نجاد بعد اجتماع مجلس الوزراء إن «هذا التدخل العسكري عمل مشين سيبوء بالفشل، وشعوب المنطقة تعتبره من صنع الولايات المتحدة». وأضاف أن «الولايات المتحدة تسعى إلى إنقاذ النظام الصهيوني وعرقلة حركة الشعوب، ولهذا السبب تساند بعض الحكومات». وتابع الرئيس الإيراني قائلا «للأسف، هناك تحرك اليوم في البحرين ضد الشعب، وهذا عمل مشين وغير مبرر وغير مفهوم».

ووجه نجاد تحذيرا مبطنا إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين أرسلتا الاثنين الماضي قوات لمساعدة السلطات البحرينية على نشر الأمن، وقال: «أقول للبعض الذين أرسلوا قوات مسلحة إلى البحرين، إن بعض دول المنطـــقة أرسلت في الماضي قوات إلى دول مجاورة، وإنه يجب استخلاص العبر مما حصل لصدام» حسين، مشيرا بذلك إلى الغزو العراقي للكويت في أغسطس (آب) 1990. وأضاف أن «الولايات المتحدة ليست صديقا وفيا، وفي الماضي ضحت بأصدقائها، خصوصا صدام».

وطلب الرئيس الإيراني من القادة البحرينيين تلبية المطالب «المشروعة» للمعارضة التي يشكل الشيعة غالبيتها. وقال: «من أصل 700 ألف نسمة يحتج 600 ألف ويطالبون بالتغيير. يجب احترام الشعب وإجراء إصلاحات. فكروا في مستقبلكم».

من جهته، قال مساعد قائد حرس الثورة الجنرال يد الله جواني المكلف الشؤون السياسية، إن «واشنطن ستدفع ثمنا باهظا لدعمها قمع الشعب البحريني وشعوب مسلمة أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وأضاف هذا المسؤول في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن «إرسال قوات عسكرية من السعودية والإمارات إلى البحرين تم بدعم وتنسيق من الولايات المتحدة». وتابع أن «حركة الاحتجاج في البحرين تعرض للخطر مصالح واشنطن» التي «يمكنها أن تخسر قاعدة مهمة في المنطقة، في إشارة إلى وجود مقر الأسطول الخامس الأميركي المكلف مراقبة الخليج خصوصا في هذا البلد.

وانضم حليف إيران في بيروت، حزب الله، إلى نجاد في انتقاداته لقوات «درع الجزيرة»، واعتبر أن هذه الخطوة «تعقد الأمور» في المملكة الخليجية و«لا توصل إلى نتيجة». كما دعا إلى التجمع أمام الاسكوا، في بيروت أمس، للتعبير عن التضامن مع المتظاهرين في البحرين. وقال حزب الله في بيان أصدره مساء أول من أمس، إن «التدخل العسكري واستخدام العنف في مقابل حركة شعبية سلمية لا يوصل إلى نتيجة وإنما يعقد الأمور ويلغي فرص الحل». وعبر عن «قلقه البالغ واستنكاره الشديد لاستهداف المدنيين المسالمين»، وإزاء «دخول قوات من بلدان عربية مجاورة إلى الأراضي البحرانية واستخدام العنف مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى».

كما انتقد حزب الله الموقف الأميركي الداعي إلى الحوار في المملكة الخليجية الاستراتيجية التي تحكمها أقلية سنية وتسكنها غالبية شيعية، واصفا هذا الموقف بأنه «مريب جدا ويعبر عن السياسة الحقيقية للإدارة الأميركية تجاه حركة الشعوب».

وفي العراق، أبدى المرجع العراقي الشيعي الأبرز آية الله علي السيستاني «قلقه الشديد» حيال الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البحرينية، داعيا إياها إلى وقف العنف ضد «المواطنين العزل».

وقال حامد الخفاف المتحدث باسم المرجعية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن السيستاني «أبدى قلقه الشديد من الإجراءات التي اتبعتها الحكومة البحرينية في الأيام الأخيرة»، في إشارة إلى دخول قوات خليجية إلى المنامة للمساعدة في حفظ الأمن. وأضاف أن المرجع الأعلى «وجه نداء عاجلا إلى السلطات البحرينية لوقف العنف ضد المواطنين العزل، ويشدد على ضرورة اتباع الأساليب السلمية لحل المشكلات العالقة في البلد».

بدوره، أبدى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «قلقه حيال ما يجري» في البحرين. وأكد بيان صدر في ختام لقائه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، أن المالكي «أبدى قلقه لما يجري في البحرين من تدخل قوات خارجية تساهم في تعقيد الأوضاع في المنطقة بدلا من حلها وقد تؤدي إلى تأجيج العنف الطائفي».

كذلك، انضم إلى المستنكرين، الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المقيم في إيران، ودعا أتباعه في العراق إلى التظاهر لـ«نصرة الشعب البحريني»، بعد دخول قوات خليجية المنامة للمساعدة في حفظ الأمن. وأعلن القيادي البارز في التيار الصدري حازم الأعرجي أن الصدر «يدعو إلى مظاهرات حاشدة عصر اليوم في بغداد والبصرة لنصرة الشعب البحريني على أن تكون هناك مظاهرات أخرى الجمعة في عموم العراق». كما حذر رجل الدين بشير النجفي، أحد المراجع الأربعة في النجف، من حدوث «ما لا تحمد عقباه» في البحرين.

وقال في بيان «تفاجئنا الحكومة (البحرينية) بقدوم قوات مسلحة من دول الجوار والأدهى والأمر قيام هذه القوات بمداهمة القرى والتعدي على المواطنين العزل بكافة أنواع الأسلحة وإراقة الدماء المحرمة». وأضاف «نشجب ونستنكر هذا التصرف اللامسؤول ونحمل المسؤولية لما حدث ويحدث لمن بدر الأمر عنه (..) إن الاستمرار في هذا النهج يستدعي الوصول لما لا تحمد عقباه قبل فوات الأوان».

وفي وقت لاحق، تظاهر نحو ألفي شخص في مدينة الصدر في شرق بغداد رافعين أعلام البحرين والعراق، وفقا لمصور وكالة الصحافة الفرنسية. كما حملوا لافتات كتب عليها «البحرين حرة حرة يا ظالم اطلع برة». وقال مهند الغراوي مدير مكتب الصدر في جانب الرصافة، شرق نهر دجلة، إنه على «الحكام العرب أن يعلموا أن الحكومات لا تقصي الشعوب بل العكس». وأضاف «ماذا يعني درع الجزيرة؟ وكم يعادل من أفواجنا إذا أمر الصدر بالتطوع للبحرين فسأكون أولهم».

وفي النجف (160 كلم جنوب)، تظاهر نحو مائتي شخص من التيار الصدري منددين بـ«الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين العزل». وفي البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، تظاهر نحو خمسمائة شخص من أنصار الصدر في منطقة التميمية رافعين أعلاما عراقية وصورا لمقتدى الصدر ووالده محمد الصدر. كما رفعوا لافتات تطالب بـ«عدم التدخل العربي والأجنبي في شؤون البحرين»، وهتفوا «البحرين حرة حرة، درع الجزيرة برة».

وفي الكويت، حيث يشكل الشيعة نحو ثلاثين في المائة من السكان البالغ عددهم نحو 1.2 مليون نسمة، رفعت 10 نساء تجمعن أمام سفارة البحرين أمس لافتات تندد بتفريق المتظاهرين بالقوة في المنامة. كما انتقد النائب في مجلس الأمة صالح عاشور تدخل قوات خليجية في البحرين قائلا إنه سيستدعي رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد إلى جلسة استجواب إذا قررت الحكومة إرسال جنود إلى هناك. وفي المقابل، أعلن نواب سنة تأييدهم للخطوة، مطالبين الحكومة بإرسال جنود.

تركيا حذرت إيران من مخاطر التدخل المباشر في الأزمة البحرينية

مستشار أردوغان لـ«الشرق الأوسط»: ما عناه بتحذيره من كربلاء ثانية في البحرين ضرورة عدم إراقة الدماء

 
بيروت: ثائر عباس
لم تتحرك تركيا بعد في اتجاه «مبادرة محددة» حيال ما يجري في العالم العربي، رغم أنها تعتبره «مسارا طبيعيا للأمور»، كما قال وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو أمس، ملقيا باللوم على «السياسات الاستعمارية في إضعاف الروابط بين الدول العربية». ورأى أن التغييرات التي تشهدها دول الشرق الأوسط ناتجة عن ضرورة اجتماعية، مشددا على وجوب ابتعاد الزعماء عن الوقوف أمام رياح التغيير.

غير أن تركيا، التي استفزتها «الدماء التي تراق في ليبيا والبحرين»، تحركت سريعا في اتجاه «ضبط الأمن»، خوفا مما سماه رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان «مخاطر كربلاء جديدة تزيد الانقسامات بين المسلمين».

وأتى أردوغان على ذكر «كربلاء أخرى» مرتين خلال اليومين الماضيين، الأولى خلال لقاء حزبي مغلق، والثانية قبيل مغادرته إلى روسيا في زيارة رسمية، وخلال دردشة مع الإعلاميين لم تتم ترجمتها إلى الإنجليزية على وكالات الأنباء الرسمية التي اكتفت بالنص التركي، مفسحة المجال أمام تعدد الاجتهادات. وقال أردوغان إن القوى الأجنبية هي التي تثير الفتن والاقتتال بين المسلمين دائما، وهو اقتتال لا يفيد إلا القوى الخارجية. وقال «نحن لا نريد المزيد من القتال بين المسلمين، لا نريد كربلاء أخرى تزيد من الانقسام بين المسلمين».

وكشفت المصادر أن الوزير التركي اتصل بنظيره الإيراني مرتين، الأولى قبيل مغادرته تركيا مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، والثانية خلال وجوده معه في زيارة رسمية إلى روسيا، موضحة أن داود أوغلو شدد في اتصاله مع صالحي على «محاذير أي تدخل إيراني مباشر في الأزمة»، منبها إلى أن هذا التدخل قد يستدعي عواقب وخيمة على الاستقرار في المنطقة، داعيا إلى «ضبط النفس، وعدم فتح المجال أمام تصعيد غير مدروس قد يزج بالمنطقة في أتون الصراعات الدولية».

وقد أجرى خلال وجوده في روسيا لاحقا مجموعة اتصالات شملت وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، والبحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وقالت معلومات تركية إن الوزراء الأربعة «تبادلوا المعلومات والآراء والمقترحات بشأن الأوضاع الراهنة في المنطقة، وعلى الأخص موضوع دخول قوات سلام سعودية وإماراتية إلى البحرين». وقالت المصادر التركية إن الوزير داود أوغلو دعا الوزراء الذين اتصل بهم إلى الحرص على كبح «الأفعال التي قد تؤدي إلى تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة»، مشيرة إلى أنه شدد على أن الأمن والاستقرار هما «حاجة ملحة للمنطقة المضطربة حاليا».

وقال كبير مستشاري الرئيس التركي، إرشاد هورموزلو، لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده مستعدة للعب دور للخروج من الأزمة القائمة في البحرين «إذا طلب منها هذا»، كاشفا أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «قد يجري محادثات ثنائية مع المسؤولين السعوديين عندما يزور جدة السبت المقبل للمشاركة في مؤتمر دولي كان مقررا موعده مسبقا». لكنه أشار إلى أنه «لا خطط معينة بعد لدى الجانب التركي للتحرك». وأوضح هورموزلو أن ما قاله أردوغان عن «كربلاء جديدة»، إنما يندرج في إطار التأكيد التركي على ضرورة عدم إراقة الدماء. وقال «نحن مع التغيير إذا كان الشعب يريده، لكننا لا نريد تغييرا تراق فيه الدماء كما هو حاصل في ليبيا الآن، أو كما يتهدد البعض بسبب الوضع في البحرين». وأضاف «نحن مع الحفاظ على النظام في الدول كافة، لأننا نريد الاستقرار أولا، ولا نريد أن نرى اضطرابات. فإذا كان الشعب يريد التغيير، فذلك يمكن أن يتم بهدوء وبالتفاهم».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,508,272

عدد الزوار: 7,031,108

المتواجدون الآن: 75