نفذته طائرات حربية روسية.. مقتل عشرات المدنيين في قصف لمخيم النازحين في إدلب..الأسد يفاخر بستالينغراد السورية والأمم المتحدة لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب.. حلب تتنفس الصعداء بالتهدئة الجديدة ومجازر النظام تلاحق اللاجئين في إدلب..60 ألف سوري عالقون على الحدود الأردنية

ثلث ضحايا نزاعات العام الماضي سقطوا في الحرب السورية...روسيا عطلت دعوة في مجلس الأمن إلى التقيد الفوري بالهدنة..الأسد يسعى إلى «الإنتصار النهائي»

تاريخ الإضافة الجمعة 6 أيار 2016 - 6:05 ص    عدد الزيارات 1839    القسم عربية

        


 

الأسد يفاخر بستالينغراد السورية والأمم المتحدة لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب.. حلب تتنفس الصعداء بالتهدئة الجديدة ومجازر النظام تلاحق اللاجئين في إدلب
 («اللواء» - وكالات)
بدت التهدئة التي اعلنتها واشنطن وموسكو وتعهدت دمشق بالالتزام بها، متماسكة في مدينة حلب في شمال سوريا حيث عادت الحركة الى الشوارع بعد حوالى اسبوعين على تصعيد عسكري عنيف، بينما قال الرئيس بشار الأسد إنه لا يزال يسعى لتحقيق «انتصار نهائي» على مقاتلي المعارضة في البلاد.
وفي وسط سوريا، قتل عشرة مدنيين على الاقل واصيب اربعون آخرون بجروح في تفجيرين استهدفا بلدة قريبة من مواقع تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر امس على حقل الشاعر للغاز في محافظة حمص.
وتشهد مدينة حلب بأحيائها الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة والغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، هدوءا، ولم تسجل اي غارات جوية اليوم، كما لم تسمع اصوات رصاص وقذائف.
وعادت الحركة الى شوارع المدينة، وقرر الكثيرون فتح محالهم التجارية في الشطر الشرقي بعدما اغلقوها لأيام عدة تحت وطأة القصف.
كما فتحت اسواق الخضار التي كانت تعرضت احداها لغارات جوية اسفرت عن مقتل 12 شخصا في 24 نيسان.
واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يستند الى شبكة واسعة من المندوبين في كل انحاء سوريا، ان الهدوء يسيطر على مدينة حلب بالكامل، مشيرا الى مقتل مدني واحد في قصف للفصائل المعارضة على الاحياء الغربية بعد دقائق فقط على دخول التهدئة حيز التنفيذ الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي (22،00 ت غ ليل الاربعاء).
وأجرت واشنطن وموسكو منذ بداية الاسبوع مفاوضات لاحياء اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي بدأ سريانه في سوريا قبل شهرين، لكنه انهار في مدينة حلب التي شهدت تصعيدا عسكريا منذ 22 نيسان اسفر، بحسب حصيلة للمرصد السوري، عن مقتل اكثر من 285 مدنيا بينهم نحو 57 طفلا.
وبعد مفاوضات مكثفة، اعلنت واشنطن وموسكو مساء الاربعاء اتفاق تهدئة في حلب لمدة 48 ساعة.
واعتبر سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، ان «وقف اطلاق النار يجب ان يشمل كامل سوريا، وحلب ضمنا، من دون استثناء. والا فانه لن ينجح».
واضاف ان «المعارضة السورية ملتزمة بانهاء معاناة شعبنا، والسوريون في كل مكان يستحقون وقفا لاطلاق النار».
وأكد القيادي في فصيل «جيش الاسلام» في مدينة حلب احمد سندة الالتزام بالتهدئة.
وقال «نحن مع اي مبادرة تخفف من معاناة المدنيين وتحقن دمائهم وسنلتزم بها». ولكنه اضاف ان «النظام بعد خمس سنوات من الثورة لم يعد بإمكانه الالتزام بأي هدنة او تهدئة معلنة».
وقال خافيير تيسير مدير منظمة (ميرسي كوربس) للإغاثة في شمال سوريا «على الرغم من أننا لاحظنا تراجع القتال اليوم .. فالهجمات الضارية التي دارت على مدار الأسبوعين الماضيين ستجعل أي وضع تقريبا يبدو وكأنه تحسن».
وأضاف «لن نحتفل باستراحة مؤقتة في الهجمات الموجهة للمدنيين وعمال الإغاثة. يجب أن يصمد وقف الاقتتال على المدى الطويل».
ويقول مقاتلو المعارضة أيضا إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على منطقة الراشدين الجنوبي التي تقع شمال غربي حلب وبالقرب من منطقة جمعية الزهراء التي شهدت هجوما بريا كبيرا لمقاتلي المعارضة تم صده الأربعاء.
وتم التوصل قبل ذلك الى اتفاق تهدئة آخر في اللاذقية (غرب) والغوطة الشرقية في ريف دمشق استمر اياما وانتهى مفعوله امس. وتعرضت الغوطة الاربعاء لـ22 غارة نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري على الأرجح.
وافادت التقارير عن هدوء امس في الغوطة الشرقية وريف اللاذقية الشمالي على حد سواء.
غير ان التهدئة في حلب قابلتها مجزرة مروعة بحق اللاجئين من ادلب وريفها. فقد قتل 28 شخصا على الاقل في قصف شنته طائرات حربية على منطقة تضم مخيما للنازحين شمال سوريا قرب تركيا، بحسب ما افاد المرصد.
وقال المرصد ان عدد القتلى «ارتفع إلى 28 على الأقل بينهم نساء وأطفال (..) جراء مجزرة نفذتها طائرات حربية واستهدفت منطقة مخيم للنازحين بالقرب من بلدة سرمدا في ريف ادلب الشمالي عند الحدود مع لواء اسكندرون» التركي، مؤكدا ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب اصابة عدد من الجرحى بجروح خطيرة.
حمص والشاعر
وبعيدا عن التهدئة أيضاً، قتل عشرة مدنيين واصيب اربعون آخرون بجروح امس في تفجيرين، احدهما بسيارة مفخخة والثاني انتحاري، استهدفا بلدة المخرم الفوقاني التي تبعد نحو 30 كيلومترا عن مدينة حمص، وفق المرصد السوري.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على بلدة جب الجراح القريبة من المخرم الفوقاني، وكان شن قبل ايام هجوما في المنطقة اسفر عن مقتل 16 عنصرا من قوات النظام. ويأتي هذان التفجيران بعد ساعات على سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على حقل الشاعر للغاز، وهو احد آخر ابرز حقول الغاز في محافظة حمص.
واعتبر عبد الرحمن ان سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على حقل الشاعر تظهر ان «قوات النظام ليست قادرة على تثبيت مناطق سيطرتها، كما ان تنظيم الدولة الاسلامية مصمم على التقدم في حمص برغم طرده من مدينة تدمر الاثرية».
ومنذ تموز 2014، تتنازع قوات النظام وتنظيم الدولة الاسلامية السيطرة على حقل شاعر.
ستالينغراد الأسد
وسط هذه التطورات المتسارعة، نقلت وسائل إعلام سورية عن رئيس النظام السوري بشار الأسد قواه امس إن بلاده لن تقبل بأقل من «الانتصار النهائي» على مقاتلي المعارضة في أنحاء البلاد.
وفي برقية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكر فيها موسكو على دعمها العسكري قال الأسد إن الجيش لن يقبل بأقل من «تحقيق الانتصار النهائي» و«دحر هذا العدوان».
كما قال الأسد إن «حلب تعانق ستالينغراد» في إشارة منه إلى انتصار الجيش الروسي الأحمر، في الحرب العالمية الثانية، على الجيش النازي. حيث شهدت هذه المدينة، ستالينغراد، أقسى معارك ما بين الجيش الأحمر وجيش هتلر النازي.
وقال الأسد في برقيته التي شبّه فيها حربه على المعارضة السورية بحرب الروس ضد النازية، إن «مدينة حلب تعانق ستالينغراد البطلة وتعاهدها أنها رغم شراسة الأعداء، وقساوة العدوان، فإن جيشنا لن يقبل بأقل من دحر هذا العدوان».
«جرائم حرب»
 غير ان للأمم المتحدة رأي مخالف لما يحدث في سوريا. فقد حذر مسؤولان كبيران في المنظمة الدولية من أن الهجمات ضد المستشفيات وعمليات الحصار التي أدت إلى مجاعات في حلب تشكل جرائم حرب ويجب أن يساق مرتكبوها إلى العدالة.
وعقدت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا لبحث الوضع في حلب حيث تدور معارك ضارية بين قوات النظام والفصائل المقاتلة.
 وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان «أريد أن أكون واضحا تماما مرة جديدة: الهجمات المتعمدة والمباشرة ضد المستشفيات هي جرائم حرب». وأضاف أن «استخدام التجويع كسلاح في النزاع هو جريمة حرب».
ورأى فيلتمان أنه يجب على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أن تحقق في جرائم حرب محتملة في البلاد.
من جهته، أدان رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين «الهجمات التي لا تغتفر، والمثيرة للقلق الشديد» على المؤسسات الطبية في حلب.
 وأكد أن على المسؤولين عن هذه الأعمال أن «يفهموا أن هذه الممارسات لا يمكن أن تنسى، ولن تنسى»، داعيا إلى تقديم الجناة للعدالة.
اقتتال المعارضة
على صعيد آخر، قال محمد علوش المعارض السوري البارز إن جماعات المعارضة الرئيسية أنشأت قوة مهام لنزع فتيل التوتر الذي أدى إلى أعمال عنف واسعة النطاق بين الفصائل المتنافسة مما أسفر عن مقتل العشرات في الأسابيع الأخيرة في الضواحي الخاضعة لسيطرة المعارضة في دمشق.
وتضم القوة المشكلة حديثا عددا من أكبر الألوية التابعة للجيش السوري الحر مثل الجبهة الشامية وحركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام وجيش المجاهدين وجيش الإسلام الذي يضم آلاف المقاتلين في صفوفه الكثير منهم يتم تمويلهم وتسليحهم من الخارج.
وقال علوش القيادي البارز بجماعة جيش الإسلام وهي الجماعة الرئيسية في ضواحي دمشق الشرقية إن جماعته انضمت إلى القوة الجديدة للحيلولة دون اتساع نطاق الاقتتال بين فصائل المعارضة المسلحة.
وأدى الاقتتال العنيف بين جيش الإسلام وجماعة فيلق الرحمن المنافسة وهما أقوى جماعتين للمعارضة المسلحة في ضواحي دمشق إلى مقتل العشرات هذا الأسبوع مما أتاح للجيش السوري تحقيق مكاسب فضلا عن إثارة المخاوف من صراع مميت على نطاق واسع بين الجماعات المتنافسة في أماكن أخرى في سوريا.
مجزرة بقصف مخيم للنازحين في إدلب
لندن، نيويورك، واشنطن، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
قتل وجرح العشرات في غارات، لم تعرف إذا ما كانت روسية أو سورية، على مخيم للنازحين في ريف إدلب قرب تركيا بالتزامن مع إلقاء مروحيات النظام «براميل متفجرة» على ريف حلب الذي شهد معارك مع مقاتلي المعارضة، في وقت بدت أمس، التهدئة التي أبرمها الجانبان الأميركي والروسي متماسكة في مدينة حلب. وأكد الرئيس بشار الأسد عزمه على تحقيق «الانتصار النهائي..
وساد الهدوء مدينة حلب أمس. ولم تسجل أي غارات، كما لم تسمع أصوات رصاص وقذائف. وعادت الحركة إلى شوارع المدينة، وقرر الكثيرون فتح محالهم التجارية في الشطر الشرقي، بعدما أغلقوها لأيام عدة تحت وطأة القصف. كما فتحت أسواق الخضار التي كانت تعرضت إحداها لغارات جوية أسفرت عن مقتل 12 شخصاً في 24 نيسان (أبريل) الماضي. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن الهدوء يسيطر على مدينة حلب بالكامل.
وإذ اعتبر سالم المسلط، الناطق باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة أن «وقف إطلاق النار يجب أن يشمل كامل سورية، وحلب ضمناً، من دون استثناء وإلا فإنه لن ينجح»، مع تأكيده التزام «المعارضة بإنهاء معاناة شعبنا»، اأفاد «المرصد» عن وقوع معارك عنيفة «بين الفصائل الإسلامية وتنظيم جند الأقصى وجبهة النصرة وفصائل مقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين من طرف آخر في محيط البلدة وقرية الخالدية ومواقع أخرى قريبة منها في ريف حلب، إثر هجوم للفصائل في محاولة للتقدم واستعادة السيطرة على البلدة، وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف بين الطرفين، وسط استهداف الفصائل آليتين لقوات النظام، ما أسفر عن تدميرهما»، لافتاً إلى «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية أم الكراميل في ريف حلب الجنوبي، بالتزامن مع قصف قوات النظام على مناطق في محيط العيس والزربة وقرى قربها». كما نفذ الطيران السوري غارات على بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي.
وفي ريف إدلب المجاور، نفذت الطائرات الحربية السورية ضربات جوية استهدفت مخيم للنازحين قرب بلدة سرمدا قرب حدود تركيا و «أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى من ضمنهم 7 على الأقل معظمهم من الأطفال تأكد استشهادهم. كما قصفت قوات المناطق في أطراف بلدة بداما في ريف جسر الشغور الغربي».
وقتل عشرة مدنيين وأصيب أربعون آخرون بجروح الخميس في تفجيرين، أحدهما بسيارة مفخخة والثاني بهجوم انتحاري، استهدفا بلدة المخرم الفوقاني التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن مدينة حمص (وسط)، وفق «المرصد» الذي أشار إلى أن التفجيرين حصلا بعد ساعات على سيطرة تنظيم «داعش» على حقل الشاعر للغاز، وهو أحد آخر أبرز حقول الغاز في محافظة حمص.
ونقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن الأسد قوله في برقية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شكر فيها موسكو على دعمها العسكري، إن الجيش النظامي السوري لن يقبل بأقل من «تحقيق الانتصار النهائي» و «دحر هذا العدوان» في معركته مع المقاتلين في حلب وغيرها من المدن السورية.
وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك رداً على سؤال عن تصريح الأسد، إن «موقف الأمين العام بان كي مون لا يزال متمسكاً بأن ما من حل عسكري بل فقط سياسي». وأضاف نقلاً عن بان أن «على الجميع إعادة إحياء وقف الأعمال القتالية لتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية وتهيئة الظروف المواتية للمحادثات السياسية».
إلى ذلك، قاد قائد الأوركسترا الروسي الشهير فاليري غيرغياف مساء أمس، حفلاً سمفونياً في مسرح مدينة تدمر الأثرية التي استعادها جيش النظام بدعم من قوات خاصة وطائرات روسية في نهاية آذار (مارس) الماضي.
 
كيف تراقب روسيا الهدنة الهشّة في سوريا
اللواء.. (ا.ف.ب)
يجلس عشرة جنود روس بزيهم العسكري الرملي اللون بجوار هواتف وشاشات كومبيوتر في قاعدة حميميم الجوية السورية قرب اللاذقية لتسجيل اي انتهاك لوقف اطلاق النار الذي فرضته موسكو باتفاق مع واشنطن.
ويشير رئيس المركز الروسي لمراقبة الهدنة سيرغي كورالنكو الى احد الهواتف في غرفة المراقبة، قائلا «هذا خط الهاتف المباشر مع عمان».
ومن ثم ينظر الى هاتفين أخريين مضيفا «هذان الهاتفان مخصصان لاتصالات سكان سوريا ومن كافة العالم ايضا».
وتتولى القوات الروسية في سوريا انطلاقا من قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية، مسؤولية مراقبة الهدنة الهشة التي تنتهك يوميا بعدما دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط.
وتقوم روسيا بهذا العمل بالتنسيق مع مركز اميركي يتولى المسؤولية ذاتها ومقره عمان.
 وفيما كان كورالنكو يطلع صحافيين، يشاركون في جولة نظمتها وزارة الدفاع الروسية، على صور لاقمار اصطناعية تظهر اطلاع روسيا على مدى التقيد بوقف اطلاق النار، كانت مدينة حلب تشهد اعمال عنف اثر غارات شنتها الطائرات الحربية السورية على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة التي ردت بقصف الاحياء الغربية بالقذائف.
واتهم كورالنكو الفصائل المقاتلة في حلب بانتهاك وقف اطلاق النار وليس قوات النظام السوري.
 كما كان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف اتهم صباح الاربعاء جبهة النصرة بالوقوف حائلا امام تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في حلب.
لكنه بدا متفائلا حيال صمود التهدئة في الغوطة الشرقية واللاذقية، رغم تعرض الغوطة الاربعاء لـ22 غارة نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري على الارجح.
وتبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية في حلب بوجود جبهة النصرة غير المشمولة بوقف اطلاق النار، مثلها مثل تنظيم الدولة الاسلامية.
 لكن المرصد السوري لحقوق الانسان ومصادر الفصائل المقاتلة في حلب تؤكد ان القرار في المدينة ليس للجبهة. وفي المقابل، يتهم معارضون الطائرات الحربية السورية والروسية بخرق الهدنة.
 وفي قرية كوكب في ريف حماة الشمالي، يشارك رجال مسنون يعتمرون الكوفيات والى جانبهم ضباط روس في احتفال التوقيع على اتفاق يتيح للسكان العودة الى منازلهم.
وخلال الاحتفال، اعرب المشاركون عن فرحهم بالرقص الى جانب جنود سوريين يحملون بنادق من طراز كلاشينكوف. ورفع الاطفال الاعلام السورية وصور الرئيس السوري بشار الاسد.
وفي مكان غير بعيد، عمل جنود روس على افراغ شاحنات محملة بالمساعدات. وقال احمد مبارك، احد المسؤولين المحليين، «كان يعيش هنا عشرة آلاف شخص. لا اعلم كم بقي منهم اليوم، لكنني متأكد انهم سيعودون جميعا خلال اربعة ايام».
واستعادت قوات النظام قبل عام السيطرة على قرية كوكب من جبهة النصرة، ورغم ذلك خشي سكان من العودة الى منازلهم.
واضاف مبارك «قامت روسيا بدور بارز في العملية السلمية. وقد وفرت المساعدة الاكبر مقارنة بالدول الاخرى».
 وبدعم من روسيا، تم توقيع اتفاقات مصالحة في اكثر من 90 بلدة وقرية بين 52 فصيلا مقاتلا وقوات النظام السوري، بحسب كوناشينكوف.
 واوضح المتحدث العسكري ان حوالى سبعة آلاف مقاتل سلموا اسلحتهم في اطار هذه الاتفاقيات المحلية. واضاف: «هذا رقم كبير».
60 ألف سوري عالقون على الحدود الأردنية
السياسة...عمان – ا ف ب: أعلن حرس الحدود الاردني، أمس، أن نحو 64 ألف سوري عالقون حاليا على الحدود الاردنية بعد موجة العنف الاخيرة في مدينة حلب شمال سورية.
وفرض الاردن، الذي يستضيف اكثر من 630 الف لاجئ سوري، اجراءات امنية اضافية في منطقتي الركبان والحدلات قرب الحدود مع سورية في بداية العام الجاري ما ادى الى تجمع عشرات الالاف على طول الحدود.
وقال العميد صابر المهايرة “العدد في مركز الرقبان الآن 59 الفا والى ازدياد … هؤلاء اللاجئون لديهم الرغبة في الدخول للمملكة”، مشيراً إلى وصول “5490 لاجئ خلال 24 ساعة من حلب … دخلوا الى مراكز الاستقبال في الركبان”.
وطبقاً للعميد المهايرة، فإن السلطات تشتبه بأن “أعدادا محدودة مجندة لداعش … تقارب 2000 شخص”، متواجدون حاليا قرب الحدود.
وأكد ضبط أسلحة من بعض اللاجئين على طول الحدود مشيرا إلى أن “المواءمة بين الجانب الامني والانساني معادلة صعبة”.
وقال “في بداية الازمة لم يكن هناك جماعات ارهابية فكانت الاولوية للجانب الانساني ولذلك كانت الحدود مفتوحة امام اللاجئين … (لكن) عند ظهور الجماعات المتطرفة وداعش والنصرة وشهداء اليرموك اصبحنا نوازن بين الجانب الامني والجانب الانساني”.
وبحسب الأمم المتحدة، هناك نحو 630 الف لاجئ سوري مسجلين في الاردن، فيما تؤكد السلطات ان المملكة تستضيف نحو 1,4 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سورية منتصف مارس 2011.
ويعيش 80 في المئة من اللاجئين السوريين في الاردن خارج المخيمات، فيما يأوي أكبرها، مخيم الزعتري في المفرق على بعد 85 كيلومتراً شمال شرق عمان نحو 80 الف لاجئ.
هدنة في حلب... ومعارك وتفجيران في ريف حمص
لندن، واشنطن، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
بدت التهدئة التي أعلنتها واشنطن وموسكو وتعهدت دمشق بالالتزام بها، متماسكة في مدينة حلب في شمال سورية، حيث عادت الحركة الى الشوارع بعد حوالى أسبوعين على تصعيد عسكري عنيف، في وقت دارت معارك بين قوات النظام السوري و «داعش» وسط البلاد.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن مساء أول أمس ترحيبه باستئناف اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أصبح يشمل حلب الآن. وقال أنه يتوقع من جميع الأطراف، بما في ذلك قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة والحكومة الالتزام به.
وأضاف في مؤتمر صحافي مع منسقة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني: «نحن نتوقع من جميع الأطراف الالتزام الكامل بوقف الأعمال القتالية في حلب، وهذا يعني النظام والمعارضة على حد سواء».
وأضاف أن من المهم أن تضاعف روسيا الجهود للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للالتزام بالترتيب الجديد، في حين تقوم واشنطن بدورها مع قوات المعارضة السورية.
وتشهد مدينة حلب بأحيائها الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة والغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، هدوءاً، ولم تسجل أي غارات جوية امس، كما لم تسمع أصوات رصاص وقذائف.
وعادت الحركة الى شوارع المدينة، وقرر الكثيرون فتح محالهم التجارية في الشطر الشرقي، بعدما أغلقوها لأيام عدة تحت وطأة القصف. كما فتحت أسواق الخضار التي كانت تعرضت إحداها لغارات جوية أسفرت عن مقتل 12 شخصاً في 24 نيسان (ابريل).
وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن الذي يستند الى شبكة واسعة من المندوبين في كل انحاء سورية، أن الهدوء يسيطر على مدينة حلب بالكامل، مشيراً الى مقتل مدني واحد في قصف للفصائل المعارضة على الأحياء الغربية، بعد دقائق فقط على دخول التهدئة حيز التنفيذ الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي.
وأجرت واشنطن وموسكو منذ بداية الأسبوع مفاوضات لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي بدأ سريانه في سورية قبل شهرين، لكنه انهار في مدينة حلب التي شهدت تصعيداً عسكرياً منذ 22 نيسان أسفر، وفق حصيلة للمرصد السوري، عن مقتل أكثر من 285 مدنياً بينهم نحو 57 طفلاً.
وبعد مفاوضات مكثفة، أعلنت واشنطن وموسكو مساء الأربعاء اتفاق تهدئة في حلب لمدة 48 ساعة.
واعتبر سالم المسلط، المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، أن «وقف إطلاق النار يجب أن يشمل كامل سورية، وحلب ضمنا، من دون استثناء. وإلا فإنه لن ينجح». وأضاف أن «المعارضة السورية ملتزمة بإنهاء معاناة شعبنا، والسوريون في كل مكان يستحقون وقفاً لإطلاق النار».
وأكد القيادي في فصيل «جيش الإسلام» في مدينة حلب احمد سندة الالتزام بالتهدئة. وقال لوكالة فرانس برس: «نحن مع أي مبادرة تخفف من معاناة المدنيين وتحقن دماءهم وسنلتزم بها». ولكنه أضاف أن «النظام بعد خمس سنوات من الثورة لم يعد بإمكانه الالتزام بأي هدنة أو تهدئة معلنة».
وتم التوصل قبل ذلك الى اتفاق تهدئة آخر في اللاذقية (غرب) والغوطة الشرقية في ريف دمشق استمر أياماً وانتهى مفعوله أمس. وتعرضت الغوطة الاربعاء لـ22 غارة نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري على الأرجح.
وأفادت التقارير عن هدوء اليوم في الغوطة الشرقية وريف اللاذقية الشمالي على حد سواء.
وعقدت الدول الــ 15 الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً الأربعاء لبحث الوضع في حلب. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فلتمان: «أريد أن أكون واضحاً تماماً مرة جديدة: الاعتداءات المتعمدة والمباشرة ضد المستشفيات هي جرائم حرب». ورأى أن على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أن تحقق في جرائم حرب محتملة في سورية.
وأثار استهداف المستشفيات في الأحياء الخاضعة لسيطرة الحكومة والفصائل المقاتلة على حد سواء في حلب، غضباً دولياً. وأصيبت ستة مستشفيات على الأقل في القصف في الجهتين الشرقية والغربية للمدينة خلال الأيام الأخيرة. وطالب مجلس الأمن الثلثاء جميع الأطراف المتحاربة بحماية المستشفيات والعيادات الطبية في قرار تبناه بالإجماع.
وبعيداً من التهدئة، قتل عشرة مدنيين وأصيب اربعون آخرون بجروح الخميس في تفجيرين، أحدهما بسيارة مفخخة والثاني انتحاري، استهدفا بلدة المخرم الفوقاني التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن مدينة حمص (وسط)، وفق «المرصد السوري».
ويسيطر تنظيم «داعش» على بلدة جب الجراح القريبة من المخرم الفوقاني، وكان شن قبل أيام هجوماً في المنطقة، أسفر عن مقتل 16 عنصراً من قوات النظام.
ويأتي هذان التفجيران بعد ساعات على سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على حقل الشاعر للغاز، وهو أحد آخر أبرز حقول الغاز في محافظة حمص. واعتبر «المرصد» أن سيطرة تنظيم «داعش» على حقل الشاعر تظهر أن «قوات النظام ليست قادرة على تثبيت مناطق سيطرتها، كما أن تنظيم داعش مصمم على التقدم في حمص، برغم طرده من مدينة تدمر الأثرية».
ومنذ تموز (يوليو) 2014، تتنازع قوات النظام وتنظيم «داعش» السيطرة على حقل شاعر. وقتل التنظيم المتطرف لدى الاستيلاء عليه للمرة الأولى المئات من الجنود، بعضهم إعداماً. ثم استرجعته قوات النظام، قبل ان تخسره مجدداً في خريف 2014، ثم تستعيده في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014.
وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل الاسلامية والمقاتلة في الريف الشمالي وبينها الرستن وتلبيسة، وأخرى في الريف الشرقي تحت سيطرة تنظيم «داعش».
وأسفرت المعارك خلال ثلاثة أيام عن مقتل «34 عنصراً من قوات النظام و16 من تنظيم داعش». وأشار «المرصد» الى أن الغطاء الجوي الروسي «لم يكن بالكثافة المعتادة خلال اشتباكات حقل الشاعر». وتتواصل المعارك في محيط الحقل في مسعى من قوات النظام لاستعادة السيطرة.
الأسد يسعى إلى «الإنتصار النهائي»
الحياة..عمان - رويترز
نقلت وسائل إعلام سورية عن الرئيس بشار الأسد قوله الخميس إن بلاده لن تقبل بأقل من «الانتصار النهائي» على مقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وفي جميع أنحاء البلاد.
وفي برقية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شكر فيها لموسكو دعمَها العسكري، قال الأسد إن الجيش النظامي السوري لن يقبل بأقل من «تحقيق الانتصار النهائي» و «دحر هذا العدوان» في معركته مع المقاتلين في حلب وغيرها من المدن السورية.
وكان الجيش السوري قال أول من أمس إنه سيلتزم «بنظام التهدئة في حلب» في أعقاب اتفاق أميركي- روسي لتمديد اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي انهار تحت وطأة أعمال عنف استمرت نحو أسبوعين بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية، ما أسقط عشرات القتلى.
روسيا عطلت دعوة في مجلس الأمن إلى التقيد الفوري بالهدنة
نيويورك - «الحياة» 
عطلت روسيا صدور دعوة عن مجلس الأمن الى كل الأطراف في النزاع السوري الى التقيد الفوري بوقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين من العمليات العسكرية وخصوصاً في حلب شمال سورية.
وطرحت بريطانيا مشروع بيان صحافي في جلسة خصصت لبحث الوضع في حلب مساء الأربعاء، عبّر عن موقف مشترك خصوصاً مع فرنسا لجهة تحميل «السلطات السورية» مسؤولية التصعيد الأخير في حلب من خلال «الهجوم العسكري في نهاية» الشهر الماضي.
ووصف السفير الروسي فيتالي تشوركين المشروع البريطاني بأنه «انقلاب دعائي»، معتبراً أنه «كان الأجدى والأكثر جدية بالبعثة البريطانية أن تبحثه أولاً مع رئيسي المجموعة الدولية لدعم سورية، روسيا والولايات المتحدة، اللذين يعملان لصيانة وقف الأعمال القتالية».
وقال تشوركين إن القوات الحكومية السورية في حلب «تواجه هجوماً واسع النطاق لمجموعات جهادية». وأضاف: «كنا وعُدنا بأن الوحدات المسلحة المسماة معارضة معتدلة ستقطع كل صلاتها مع جبهة النصرة وتنسحب من مناطق سيطرتها وأن تعلن بوضوح استعدادها المشاركة في التسوية السياسية، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن ما يطرح السؤال عن الإرادة السياسية لدى أصحاب النفوذ على هؤلاء». ودعا الى تركيز الدعم على «الجهود الأميركية - الروسية ومواصلة العمل الجدي جداً حول تسوية سلمية سورية» والى «الإعلان بوضوح الحاجة الى إنهاء كل الاستفزازات ووقف تلقي الإرهاب الدعم الخارجي خصوصاً عبر الحدود التركية».
وتوقع تشوركين استئناف المفاوضات الشهر الجاري، داعياً جميع الأطراف الى «المشاركة البناءة في الحوار والامتناع عن التهديدات والتخريب». وقال: «لن يكون مسموحاً للمجموعات الإرهابية إعادة تجميع نفسها»، مشيراً الى «تقارير جدية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن استخدام المجموعات الإرهابية غاز الخردل» في هجمات عسكرية.
وحملت السفيرة الأميركية سامنتا باور من جهتها، «النظام السوري» مسؤولية استهداف حلب والمدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليها. وشددت على أن المسارات الثلاثة، العسكري والسياسي والإنساني «مرتبطة ولا يمكن فصل أحدها عن الآخرَين، وهي جميعها الآن في خطر بسبب طرف محدد هو النظام السوري».
وقالت إن القوات الحكومية نفذت «أكثر من ٣٠٠ غارة في الأسابيع الأخيرة» وإن الولايات المتحدة وروسيا تعملان مع المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا لـ «اعادة تأطير وقف الأعمال القتالية». وأضافت أن «النظام وداعميه يزعمون أحياناً أنهم يهاجمون تنظيم داعش أو النصرة، لكن الأهداف تظهر غير ذلك». وقال إن على روسيا وإيران أن «تضغطا على النظام السوري ليتحمل مسؤوليته» ووقف التصعيد. وأضافت أن «المجموعة الدولية لدعم سورية» ستكون جزءاً من إعادة تفعيل وقف الأعمال القتالية في حلب بموجب الاتفاق الأميركي الأخير.
وحمّل السفير البريطاني ماثيو ريكروفت «نظام الأسد» مسؤولية التصعيد العسكري، معتبراً أن هذا النظام «أثبت أن ليس لديه أي التزام بالتسوية السياسية وجلب السلام الى سورية، وأنه ما من سلام ممكن مع استمراره في السلطة». واتهم النظام السوري بأنه يتعمد قصف المستشفيات والأهداف المدنية الأخرى، داعياً الى إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة «مرتكبي جرائم الحرب البربرية».
وشبه السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر مدينة حلب بساراييفو بالنسبة الى البوسنة، متهماً «النظام السوري بتعمد كسر وقف العمليات القتالية في حلب». وقال ديلاتر إن الاتفاق الروسي - الأميركي «هش، ورغم أنه مؤشر جيد إلا أن العبرة في تطبيقه ميدانياً». وقال إن فرنسا دعت الى اجتماع وزاري «لمجموعة دول ذات تفكير متشابه» في باريس الإثنين المقبل لإعادة التأكيد على وقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين واستئناف المفاوضات» والتأكيد على أسس المسار السياسي السابقة.
ودعمت مصر، ممثلة الدول العربية في المجلس، الرأي الروسي بضرورة انفصال المجموعات المعارضة عن «جبهة النصرة»، وشدد السفير المصري عمرو أبو العطا على أنه «من غير المقبول السماح لجبهة النصرة (في حلب) احتواء فصائل مسلحة أخرى لم تدرج على لوائح المنظمات الإرهابية». وقال إن «استثناء الجماعات الإرهابية من وقف إطلاق النار قوبل بتسييس غير مفهوم أدى الى نجاح جبهة النصرة في استغلال وقف الأعمال القتالية للسيطرة على مزيد من الأراضي السورية، لا سيما في حلب، وتمكنت من زيادة معدل التجنيد في صفوفها واحتواء فصائل أخرى». ودعا أبو العطا الرئاسة المشتركة الأميركية - الروسية لـ «مجموعة الدعم الدولية» الى «حسم هذا التلكؤ لأن جبهة النصرة وحلفاءها لا يقلون خطورة عن داعش ولن يقبلهم الشعب السوري ولا شعوب المنطقة».
ودعم السفير الإسباني رومان مارتشيزي المقترح البريطاني، داعياً الى تقيد كل الأطراف في النزاع بقرارات مجلس الأمن والعودة الى طاولة المفاوضات لتحقيق الانتقال السياسي.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جفري فلتمان إن مدينة حلب تتعرض الى «تدمير ممنهج»، معتبراً أن الغارات التي شنتها الحكومة خلال الأسبوعين الماضين من «أسوأ ما شهدته الحرب» محذراً من أن استمرار هذه الهجمات والهجمات المضادة ستدمر حلب».
وأضاف فلتمان باسم الأمين العام بان كي مون أن على الأطراف «التقيد الكامل» بالاتفاق الأميركي - الروسي في شأن الأعمال القتالية في حلب، مشدداً على ضرورة وقف «استخدام التجويع كسلاح الذي يعد واستهداف المستشفيات جريمتي حرب»، مجدداً الدعوة الى «إحالة سورية الى المحكمة الجنائية الدولية». وقال إن «إعلان مجموعات أطراف في وقف الأعمال القتالية عمليات عسكرية مشتركة مع مجموعات من خارجه على غرار جبهة النصرة يمثل تحدياً كبيراً لجهود إعادة الاستقرار».
وفي الوقت نفسه، قال إن محاربة الإرهاب أولوية قصوى «لكنها لا يجب أن تحيد التركيز عن عملية الانتقال السياسي»، داعياً الى «إعادة وضع وقف الأعمال القتالية على مساره الصحيح من جميع الأطراف».
كما قدم مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين إحاطة في الجلسة نفسها، شدد فيها على خطورة التصعيد الميداني على العمليات الإنسانية. ودعا أوبراين الى دعم إيصال المساعدات الإنسانية الى «كل المناطق المحاصرة والمحتاجين من دون معوقات» مشيراً الى استمرار الحكومة السورية مصادرة المواد الطبية من المساعدات.
المشروع البريطاني
ونص مشروع البيان الصحافي الذي أعدته بريطانيا على أن المجلس «يدين زيادة العنف في حلب بسبب الهجوم العسكري من السلطات السورية في أواخر» الشهر الماضي «ويعرب عن التخوف البالغ حيال المعاناة الظالمة والقتل والتدمير التي أودت بحياة ٢٨٠ مدنياً في ١٢ يوماً». كما دعا «الأطراف السوريين الى إعادة التزام وقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين فوراً» مديناً كل الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية والمنشآت الطبية بينها مستشفى القدس «التي دمرت بغارات جوية» ومستشفى «الدبت» والاعتداءات والتهديدات للمصابين والجرحى والعاملين الطبيين.
وجدد التأكيد على أن استهداف المستشفيات هو جريمة حرب بموجب القانون الدولي. وطلب من «كل أطراف وقف الأعمال القتالية التقيد الكامل بالتزاماتهم وحث كل الدول لا سيما أعضاء مجموعة الدعم الدولية لسورية على استخدام نفوذهم على ملتزمي الاتفاق ودعم جهود إيجاد ظروف مواتية لوقف إطلاق نار دائم».
ثلث ضحايا نزاعات العام الماضي سقطوا في الحرب السورية
الحياة....لندن – كميل الطويل 
اعتبر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في تقرير أمس، أن العام 2015 كان «عام الهجوم المضاد» الذي قامت به حكومات عديدة حول العالم، رداً على تصاعد نفوذ جماعات المعارضة المسلحة. وأشار المعهد في تقريره السنوي «مسح النزاعات المسلحة» إلى أن سورية لوحدها شكّلت أكثر من ثلث الخسائر البشرية في كل النزاعات في العالم، إذ بلغ عدد الضحايا فيها خلال العام الماضي 55 الف قتيل من بين 167 ضحية في العالم كله. وأضاف أن رقم الضحايا هذا في سورية أقل من ضحايا العام 2014، لكنه «يشكّل 66 في المئة من مجموع الضحايا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و33 في المئة من مجموع الضحايا عالمياً».
وقال المدير العام للمعهد الدكتور جون تشيبمان في تقديمه للتقرير، خلال مؤتمر صحافي في لندن أمس، أن 2015 كان العام الذي ردت فيه الحكومات - بهجمات مضادة - «على المكاسب في الأراضي التي حققها تنظيم داعش». وأضاف: “2015 كان العام الذي ردت فيه الحكوماتللأحسن أو الأسوأ – في كثير من النزاعات المسلحة حول العالم، محققة مكاسب في الأرض في مواجهة مقاومة لا يُستهان بها». وسمى تشيبمان سورية والعراق ونيجيريا والصومال واليمن كأمثلة على هذا الرد العسكري من الحكومات على الفصائل المسلحة. لكنه لفت إلى أن مكاسب الحكومات في «هجماتها المضادة» لم تكن لتتحقق لولا «الحلفاء الأجانب»، مشيراً إلى التدخل الروسي في سورية، ودور القوات الإيرانية في العراق، والهجوم الذي تشنه قوات الاتحاد الأفريقي في نيجيريا (ضد بوكو حرام) والصومال (ضد حركة الشباب).
وقال تشيبمان أن «إحدى نتائج الضغط العسكري المتزايد على داعش في سورية والعراق» تمثّلت في دفع التنظيم إلى البحث عن مكان آخر، مشيراً تحديداً إلى ليبيا «حيث بات داعش يحظى بموطئ قدم متزايد». لكنه قال أن التنظيم لم يستطع أن يحقق في ليبيا نتائج كتلك التي حققها في سورية والعراق، مضيفاً أن المجتمع الليبي لا يعاني من انقسامات طائفية كتلك الموجودة في سورية والعراق والتي يستغلها التنظيم لمصلحته. وأشار إلى أن «داعش» تعرض أخيراً لانتكاسة عندما طردته جماعات جهادية محلية من مدينة درنة في الشرق الليبي، على رغم أنه ثبّت أقدامه في مدينة سرت التي باتت بمثابة «رقّة ثانية»، في إشارة إلى العاصمة الفعلية لـ «داعش» في شمال شرقي سورية.
وجاء في تقرير المعهد أن «حزب الله» اللبناني لعب دوراً فاعلاً في القتال الذي ساعد القوات الحكومية السورية في استعادة جزء لا يستهان به من الأرض، من جماعات المعارضة العام الماضي. لكنه قال أن «حزب الله» مُني «بخسائر بشرية ضخمة وواجه انتقادات متزايدة في بلده، ما تركه منهكاً». وتابع أن التدخل العسكري الروسي لمصلحة النظام بدءاً من أيلول (سبتمبر) الماضي جاء عند «تقاطع مهم» في مراحل النزاع و «أراح حزب الله».
ولاحظ التقرير أن فصائل المعارضة السورية شهدت توحيداً لافتاً في قواها خلال العام 2015 بعدما كانت تعاني في السابق انقسامات كبيرة في ما بينها وانعداماً للتنسيق، معتبراً أن الانتصارات التي حققها «جيش الفتح» في إدلب خلال النصف الأول من العام الماضي كرّست هيمنة الفصائل الإسلامية على شمال غربي سورية. وضم «جيش الفتح» فصائل اسلامية عدة أبرزها «أحرار الشام» و «جبهة النصرة». لكنه لفت إلى سيطرة فصائل «معتدلة» أو علمانية على «الجبهة الجنوبية»، وبروز فصائل «الجبهة الشامية» في الشمال السوري. كما تحدث التقرير عن بروز الأكراد كقوة عسكرية رئيسية في مواجهة «داعش» في شمال وشمال شرقي سورية، مع إقراره بأن دعم الغرب للأكراد يثير مشكلة كبيرة مع تركيا، وفق ما قال البروفسور لورانس فريدمان.
أما الباحثة هبة الله طه والتي شاركت في تقديم «مسح النزاعات المسلحة» فقالت أنه لا يمكن تحقيق انتصار على «داعش» من دون الأخذ في الاعتبار ضرورة إشراك المكوّن السنّي في السلطة، متحدثة تحديداً عن العراق. وقالت أن الاعتماد على «الحشد الشعبي» في العراق يثير حساسيات كونه يضم عناصر شيعية، بينما المناطق التي يسيطر عليها «داعش» والتي يُعمل على طرده منها هي مناطق سنية. وأعربت هبة الله في حديث مع «الحياة» عن تشاؤمها من إمكان تحقيق ما يسعى إليه الروس من «فصل» بين فصائل المعارضة السورية «المعتدلة» وبين «جبهة النصرة» من أجل تحقيق الهدنة في حلب. وقالت أنه حتى ولو تحققت هذه الهدنة فعلياً فإنها لا يمكن أن تدوم من دون حل «المشكلة الأساسية» في سورية والتي تتمثل في رأيها في «عقدة رئاسة بشار الأسد» للبلد. وتابعت أن «ليس هناك أي فصيل سمعنا أنه يقبل بأن يبقى الأسد رئيساً... ولذلك فإن الحل للأزمة لا يمكن أن يتحقق طالما بقي الأسد في السلطة».
نفذته طائرات حربية روسية.. مقتل عشرات المدنيين في قصف لمخيم النازحين في إدلب
إيلاف...علي الإبراهيم
قال مراسل إيلاف إن الطيران الحربي الروسي ارتكب مجزرة في مخيم للنازحين في ادلب، حيث أدت غارات الطائرات إلى مقتل 30 مدنيًا واصابة العشرات.
ادلب: في مجزرة جديدة استهدفت مقاتلات حربية روسية وأخرى سورية مخيمًا للنازحين في ريف إدلب شمال سوريا بثلاث غارات جوية، قتل على أثرها أكثر من 30 مدنياً وأصيب العشرات، عصر اليوم الخميس، قرب مدينة سرمدا في ريف إدلب شمال سوريا.
وقال شهود عيان لـ"إيلاف": "إن عشرات المدنيين جلّهم من الأطفال والنساء من نازحي ريف حلب الجنوبي، قتلوا واحترقت عشرات الخيم، فيما قضى عشرات من القتلى حرقا".
وقال مدير مركز الدفاع المدني في منطقة سرمدا لـ "إيلاف": "أن الحصيلة الأولية هي 30 شهيداً وعشرات الجرحى، والعدد قابل للزيادة بسبب كثرة الحالات الحرجة للجرحى".
الامم المتحدة تريد تحقيقا
طالب منسق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين باجراء تحقيق فوري في الغارات الجوية التي اوقعت الخميس 28 قتيلا مدنيا في مخيم للنازحين في محافظة ادلب في شمال سوريا، معربا عن شعوره ب"الرعب والاشمئزاز" ازاء هذا الهجوم.
وقال اوبراين "اذا اكتشفنا ان هذا الهجوم المروع قد استهدف بشكل متعمد منشأة مدنية، فقد يشكل جريمة حرب".
واضاف "لقد شعرت بالرعب والاشمئزاز ازاء الانباء المتعلقة بمقتل مدنيين اليوم في غارات جوية اصابت منشأتين لجأ اليهما نازحون بحثا عن ملاذ".
وقتل 28 شخصا على الاقل بينهم نساء وأطفال في غارات جوية على مخيم للنازحين في شمال سوريا قرب الحدود التركية، في اخر مجزرة يشهدها هذا البلد الغارق في الحرب.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان الغارات استهدفت مخيم الكمونة القريب من بلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي الخاضعة بغالبيتها لسيطرة جبهة النصرة وحلفائها، مشيرا الى ان جميع الضحايا من المدنيين.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,796,776

عدد الزوار: 6,966,648

المتواجدون الآن: 65