استنفار قبل افتتاح توسعة قناة السويس

تاريخ الإضافة الخميس 23 تموز 2015 - 7:10 ص    عدد الزيارات 2730    القسم عربية

        


 

استنفار قبل افتتاح توسعة قناة السويس
القاهرة - أحمد مصطفى 
استنفرت السلطات المصرية مع اقتراب موعد افتتاح توسعة الممر الملاحي لقناة السويس المقرر في السادس من الشهر المقبل، والذي يمثل أول المشاريع الكبرى التي ينفذها الرئيس عبدالفتاح السيسي. ورفعت أجهزة الأمن مستوى استعداداتها تحسباً لأعمال عنف، فيما يتوقع أن يشهد الاحتفال الذي يقام على جانبي الممر الملاحي للقناة، حضوراً دولياً كبيراً.
واعتبر رئيس الحكومة إبراهيم محلب في تصريحات من غينيا الإستوائية أن «العالم سيشهد على نجاح مصر في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة التي تمت في وقت قياسي كهدية للعالم أجمع».
وأكد رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش أن أعمال الحفر «سيتم الانتهاء منها بالكامل الجمعة بنسبة 100 في المئة قبل الموعد المحدد، بعدما تم الانتهاء (حتى صباح أول من أمس) من عمليات الحفر في المشروع بنسبة 97.2 في المئة». وأوضح أن المشروع «ليس عبارة عن عملية حفر فقط، وإنما يجري خلاله تجهيز المجرى بالعلامات الملاحية والخرائط وأجهزة الملاحة الإلكترونية فضلاً عن تدريب المرشدين، إذ لا يسمح لأي سفينة بالعبور قبل تأمينها ملاحياً، وكل هذا يتم بالتوازي والتنسيق الكامل مع الهيئة الهندسية».
ولفت إلى أن المشروع «تم بتمويل وحفر وتخطيط مصري خالص. قناة السويس الجديدة ليست لمصر وحدها، وإنما هي لخدمة مناطق العالم كلها». وقال إن «المصري يقوم بالعمل في القناة على قدم وساق، ليثبت للعالم أجمع أنه يعود إلى الريادة وقادر على التحدي والإنجاز والإعجاز». ورأى أن «مصر تعود من خلال قناة السويس إلى خريطة الاستثمار العالمي من طريق مشروع التنمية في القناة»، لافتاً إلى أن كلفة الحفل «موجودة وبعيدة من أي مساس بخزانة الدولة المصرية، إذ تم جمعها من خلال تبرّعات المصريين على رقم حساب القناة في البنوك المصرية».
وفي ما يتعلق باستعدادات الاحتفال بافتتاح المشروع، قال مميش إن «عنصر الأمن يحتل المرتبة الأولى، إضافة إلى وجود استعدادات لوجستية كبيرة لتأمين الاحتفال، وذلك بالتنظيم والتعاون مع كل الجهات السيادية في الدولة، إلى جانب الجهات الأمنية».
وأكد لـ «الحياة» مسؤول أمني رفيع أن أجهزة الأمن «رفعت مستوى استعداداتها إلى الدرجة القصوى تحسباً لأي أعمال عنف»، متوعداً بـ «رد حاسم وقاسٍ على أي محاولات لعرقلة الاحتفال». وأشار إلى أن «تنسيقاً يجري بين قوات الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية لتأمين البلاد خلال تلك الفترة».
وأعلن الجيش أمس وصول ثلاث طائرات مقاتلة من طراز «رافال» ضمن الصفقة التي وقعتها مصر مع فرنسا. ومن المقرر أن تشارك الطائرات الثلاث، إضافة إلى فرقاطة من طراز «فريم» تسلمتها مصر أيضاً من فرنسا، في حفل افتتاح توسعة القناة.
وقال الجيش في بيان إن المقاتلات الثلاث تصاحبها مقاتلات مصرية أخرى، حلقت فوق مناطق الهرم ومدينة الإنتاج الإعلامي وماسبيرو ونهر النيل، «لمناسبة احتفال مصر وقواتها المسلحة بانضمام طائرات رافال إلى الخدمة في سلاح الطيران».
وكان رئيس الحكومة قال خلال لقاء بأفراد من الجالية المصرية في غينيا الإستوائية التي وصل إليها أول من أمس، إن «العالم سيشهد على نجاح مصر في حفل افتتاح القناة التي تمت في وقت قياسي، كهدية للعالم أجمع، إذ تمنح ميزة كبيرة لتطوير منطقة قناة السويس وانطلاق تنميتها صناعياً وتجارياً، وستكون جاذبة للاستثمارات في العالم».
وأكد محلب أن «مصر تغيّرت، ولن يستطيع أحد أن يحجب الشمس عنها لأن هناك إرادة شعب رفض تغيير هويته أو إحداث الانقسام بين أبنائه»، مؤكداً أن «الشعب أملى إرادته وحافظ على بلده من الاختطاف». وقال إن «هناك تقدماً في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية كافة التي نحقق فيها خطوات مهمة، ولن يستطيع أحد أن يكسر مصر»، مؤكداً أن «الوضع آمن في سيناء، ويتم تطهير كل شبر فيها من الإرهاب».
ومن المقرر أن تقيم الحكومة احتفالات في المحافظات تتزامن مع افتتاح توسعة القناة. وأعلنت وزارة الآثار أنها ستنظم لهذه المناسبة الشهر المقبل ثلاثة معارض فوتوغرافية وأثرية «تروي جوانب من ذاكرة مصر خلال حفر القناة في ستينات القرن التاسع عشر».
وقال وزير الآثار ممدوح الدماطي في بيان أول من أمس إن «الوزارة ستنظم نشاطات بما يتماشى مع هذا الحدث المهم الذي يعد نقطة تحول في تاريخ البلاد» من خلال ثلاثة معارض تستمر مدة شهر في ثلاثة متاحف في القاهرة والسويس والإسماعيلية.
وأضاف أن «قطعاً أثرية مهمة» اكتشفتها البعثات الفرنسية أثناء حفر قناة السويس بين العامين 1859 و1869 ستعرض في متحف الإسماعيلية الذي كان أول متحف إقليمي تم إنشاؤه في مصر أثناء حفر القناة بتمويل شركة قناة السويس العالمية.
وإضافة إلى توسعة قناة السويس، تعوّل الحكومة على إقامة مشاريع اقتصادية على الممر الملاحي لجذب رؤوس الأموال وتشغيل المتعطلين. ووفقاً لمميش، فإنه يفترض أن تزيد التوسعة الجديدة التي ستسمح بمرور السفن الضخمة في اتجاهين عائدات القناة من نحو 5 بلايين دولار إلى 15 بليون دولار بحلول العام 2023.
وكانت الحكومة المصرية أوكلت إلى تحالف «دار الهندسة» وضع المخطط العام لتنمية الممر الملاحي للقناة الذي أعلن في آذار (مارس) الماضي. وأكد لـ «الحياة» المدير التنفيذي للتحالف يحيى زكي أن افتتاح القناة الجديدة «يدعم مشاريع التنمية على جانبي الممر الملاحي». وأوضح أن «مشاريع عدة جاهزة لإعلان تنفيذها ضمن مخطط التنمية مرتبطة بالأساس بمنطقة شرق بورسعيد، وتندرج تحتها مرحلة توسعات في ميناء شرق بورسعيد، ونشاطات لوجستية وتجارة حاويات، إضافة إلى مشاريع البنى التحتية».
وأشار إلى أن «تنفيذ تلك المشاريع سيتم عبر ثلاثة أشكال، فمنها ما ستنفذه الدولة، وهناك ما سيتم طرحه للاستثمار، ونوع ثالث بالمشاركة بين الدولة والمستثمرين». وأضاف أن «هناك مشاريع أخرى مرتبطة أيضاً بميناءي العين السخنة والأدبية». وأوضح أن دور شركته «انتهى بإعداد المخطط العام لتنمية الممر الملاحي، ونحن الآن نعاون هيئة قناة السويس إلى حين إعلان تأسيس هيئة مسؤولة عن مخطط التنمية».
ويرى الخبير السياسي عبدالمنعم سعيد أن افتتاح القناة الجديدة «يرسخ شرعية الإنجاز، إذ إن الرئيس السيسي طرح بعد أيام من توليه المسؤولية مشروعاً عملاقاً ونفذه في الموعد المحدد، كما أن المشروع نُفذ مصرياً وليس بقروض من الخارج». وقال لـ «الحياة» إن «هذا المشروع كان متداولاً منذ العام 1996، والإدارات المتعاقبة تحدثت عنه ولم تبدأ في تنفيذه، وهو جزء من تنمية المحور، والافتتاح يأتي بعد فترة من الأخبار غير السعيدة للمصريين».
واعتبر أن «افتتاح هذا المشروع يمثل صفعة لقوى الإرهاب، إذ إن أهم انتصار على الإرهاب أن تمضي الحياة، كما أن استمرار الشعب المصري في الحياة صفعة للإرهاب. معركة الإرهاب الأساسية هي وقف الحياة وخلق الخوف والرعب ووضع البلد تحت الحصار، وهو ما لم يتحقّق، فخلال عام حقّقت مصر نمواً اقتصادياً، وزاد توافد السياح، وانخفض العجز في الموازنة العامة، حتى أن معدلات الزواج زادت. ورغم كل الأحداث لا يعاني البلد أزمات معيشية متفاقمة، والمشاكل الأساسية تمّت مواجهتها». لكن سعيد ينبه إلى أن «هذا لا يعني أننا انتهينا من مشاكلنا. المشكلة لدينا أننا في بعض الأحيان عندما ننجز شيئاً يتولد لدينا شعور بالأريحية والاطمئنان وننسى التحديات».
أما المستشار القانوني لتحالف «دار الهندسة» الخبير المالي هاني سري الدين فقال إن افتتاح المشروع «ليس هدفه قضية ترسيخ شرعية الرئيس التي ليست على المحك ولا محل اختبار لدى غالبية قطاعات المصريين، وإنما هي رسالة بأن الدولة لا تزال موجودة وقادرة على البناء».
وقال لـ «الحياة» إن المشروع «رسالة إيجابية بأنه يمكن خلال عام بناء مشاريع قومية في أوقات قياسية وبتمويل مصري، كما أنها رسالة إلى العالم بأننا جادون في إعادة البناء، وتنمية الممر الملاحي للقناة الذي يمثل منطقة ارتكاز للتجارة الدولية، وآن الأوان أن تكون هناك استثمارات جادة وصناعات تخلق فرص عمل».
 
هجوم محدود على كنيسة في الإسكندرية
القاهرة - «الحياة» 
رشق ملثمون مجهولون كنيسة كبيرة في مدينة الإسكندرية شمال مصر بزجاجات حارقة، وفروا مستقلين دراجتين بخاريتين. لكن الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية.
وألقى الملثمون عدداً من الزجاجات الحارقة تجاه كنيسة الآباء في حي ميامي شرق الإسكندرية، ما سبب تلفاً في واجهتها، من دون سقوط قتلى أو جرحى. وتفقدت قيادات الأمن في المحافظة الكنيسة، وانتقل إلى موقع الهجوم فريق من محققي النيابة، استجوب حارس الكنيسة وعدداً من شهود العيان. وطلبت النيابة تفريغ محتوى كاميرات المراقبة في منطقة الهجوم.
وتعرضت كنائس لهجمات عنيفة في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) 2013، خصوصاً في الصعيد الذي شهد توزيع بيانات تحض على استهداف مصالح الأقباط. وقتل عدد من الأقباط في موجة العنف التي استهدفتهم بعد فض اعتصام «رابعة العدوية» في آب (أغسطس) 2013. ويعتقد أنصار مرسي بأن للأقباط دوراً مهماً في عزله، وبأن غالبيتهم شاركت في تظاهرات 30 حزيران (يونيو) 2013 التي انتهت بعزله.
وشددت السلطات من تأمينها للكنائس. وقتل قبل شهور شرطي من قوة تأمين كنيسة في القاهرة في هجوم استهدفها. ويخضع مقر البطريركية في العباسية لإجراءات أمن مكثفة، وتتولى قوة كبيرة من الشرطة حمايته، لكنه أغلق قبل أيام أمام زائريه بسبب أعمال تجديد.
وفي مدينة الفيوم (جنوب القاهرة) استهدف مجهولون محولاً للكهرباء في استمرار لاستهداف المنشآت الخدمية، خصوصاً في قطاع الكهرباء. وانفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع إلى جوار محول الكهرباء ما خلف أضراراً مادية بسيطة، من دون وقوع خسائر بشرية. وقامت قوات الحماية المدنية بتمشيط محيط التفجير، للتأكد من خلوه من عبوات أخرى.
ويستهدف مجهولون يعتقد بأنهم من أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» شبكة الكهرباء تحديداً، في محاولة لتعطيل المرافق الخدمية. وزاد أخيراً معدل التفجيرات في محافظة الفيوم التي تعد معقلاً لجماعة «الإخوان» وتيار الإسلام السياسي. وتعرض أفراد في الشرطة لاغتيالات ومحاولات اغتيال في شكل متكرر في المحافظة.
من جهة أخرى، أظهر مرشد جماعة «الإخوان» محمد بديع تماسكاً خلال حضوره أمس جلسة محاكمته في قضية أحداث العنف التي شهدتها محافظة الإسماعيلية بعد فض اعتصام «رابعة العدوية».
ويحاكم بديع وأكثر من 100 من أنصار الجماعة في القضية بتهم العنف والتحريض على العنف، خلال التظاهرات التي اندلعت في المحافظة، وسقط فيها قتلى وجرحى.
وردد بديع لفترة مع عدد من الحاضرين تكبيرات العيد، ملوحين بإشارات «رابعة»، وأظهروا عدم اكتراث بسير الجلسة التي شهدت سماع شهادات ضباط الأمن الوطني في القضية بعدما تم إخراج الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام من القاعة، حفاظاً على سرية شخصيات الشهود.
 

المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,883,302

عدد الزوار: 7,007,129

المتواجدون الآن: 70