المبعوث الجديد أكد من صنعاء أن حل الصراع لن يكون إلا بالحوار...الجبير: نبحث في كيفية مواجهة تدخلات طهران في اليمن والعراق وسورية ولبنان

لبنان وسوريا واليمن على طاولة القمة الأميركية ـ الخليجية.. الرياض: «كامب ديفيد» تركز على العدوانية الإيرانية ...البنتاغون يحذر طهران من «أي لعبة خطرة» تهدّد هدنة اليمن

تاريخ الإضافة الخميس 14 أيار 2015 - 6:17 ص    عدد الزيارات 1687    القسم عربية

        


 

المبعوث الجديد أكد من صنعاء أن حل الصراع لن يكون إلا بالحوار
اليمن: الأمم المتحدة تستعد لعملية إنسانية واسعة بالتزامن مع الهدنة
السياسة...عواصم – وكالات: تستعد الوكالات الانسانية التابعة للأمم المتحدة لتنفيذ عملية انسانية واسعة النطاق في اليمن بالتزامن مع الهدنة المقررة لخمسة أيام.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي اليزابيث بيرز, خلال مؤتمر صحافي في جنيف, أمس, إن هذه المنظمة “مستعدة لتقديم حصص غذائية طارئة لنحو 750 ألف شخص في المناطق المتضررة جراء النزاع”.
وسيستفيد برنامج الأغذية العالمي أيضاً من الهدنة كي يودع في البلاد مخزونات من المساعدة الغذائية, حيث كانت المعارك والقيود على الواردات تعرقل بشدة العمليات الانسانية.
من جهته, قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أدريان ادواردز, إن الوكالة “تضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات كي تقيم جسراً جويا كبيراً” على أن تنقل ثلاث طائرات في بادىء الأمر 300 طن من المساعدات.
وأضاف ادواردز إن “مئات آلاف الأشخاص يواجهون صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية وهم بحاجة ماسة إلى المساعدة”.
وتعتزم المفوضية الاستفادة من الهدنة التي من المفترض ان تكون بدأت قبيل منتصف ليل أمس لمدة خمسة أيام قابلة للتمديد, وذلك لنقل وتخزين مساعدات في صنعاء وعمران وعدن, فيما أبدت منظمة الصحة العالمية أيضا استعدادها “لزيادة أنشطتها” وارسال تجهيزات طبية الى المناطق المتضررة جراء النزاع التي لم تتلق بعد مساعدات.
ونزح نحو 300 ألف مدني داخل اليمن جراء أعمال العنف فيما كان هناك نحو 330 ألف نازح قبل بدء الأزمة الحالية.
وذكرت منظمة الهجرة الدولية, أمس, أن نحو 14500 شخص بينهم يمنيون لكن أيضا من مواطني دول أخرى, فروا منذ منتصف مارس الماضي وغالبيتهم عبر سفن نحو القرن الافريقي فيما وصل نحو 9700 إلى جيبوتي ونحو 4820 إلى الصومال.
في سياق متصل, أعلن مصدر في الحكومة اليمنية أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ, وصل إلى صنعاء, أمس, في أول زيارة له منذ تعيينه خلفا لجمال بن عمر.
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التي يسيطر عليها الحوثيون, قال ولد الشيخ إنه سيبحث موضوع الهدنة الإنسانية والعمل على التحضير لها, إضافة إلى البحث في جلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار بهدف الوصول إلى حل سياسي.
وأضاف إن “الهدنة يجب أن تكون غير مشروطة لتتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات لكل اليمنيين في كل المناطق اليمنية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب”.
وأشار ولد الشيخ إلى أن هناك فريقا من المنظمات الإنسانية مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” ومنظمة الصحة العالمية, ومنظمات أخرى ستصل لاحقا إلى صنعاء.
وأضاف “مقتنعون أنه ليس هناك حلا للمشكلة اليمنية إلا من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنياً”.
ميدانياً, أعلنت مصادر محلية يمنية, أمس, أن مسلحين من المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي شنوا هجومين على دوريتين عسكريتين تابعتين للقوات الحوثية, حيث كان الهجوم الأول في جولة الصدفة شمال الحديدة واستهدف دورية على متنها مسلحين حوثيين, ما أسفر عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.
وأضافت إن هجوما آخر بقنبلة يدوية استهدف مسلحين حوثيين على متن دورية عسكرية في شارع صنعاء وسط الحديدة أعقبه إطلاق نار كثيف, مؤكدين سقوط قتلى وجرحى من مسلحي الحوثي.
إلى ذلك, استهدفت طائرات التحالف مجدداً مخزن أسلحة تابع للمتمردين في جبل نقم قرب صنعاء ما أدى إلى سلسلة انفجارات ومقتل خمسة أشخاص وإصابة 20 آخرين.
وفي مدينة تعز بالوسط, سقط قتلى وجرحى, في اشتباكات بين المقاومة الشعبية ومسلحين حوثيين في أحياء عدة, كما قتل خمسة مدنيين في قصف مدفعي طال متجرا ومنزلا ومسجداً.
وفي عدن بالجنوب البلاد, تواصلت المعارك الليلية بين المتمردين ومناصري هادي, ما أدى إلى مقتل ستة اشخاص, بينهم خمسة مدنيين, واصابة 52 آخرين أول من أمس.
 
لبنان وسوريا واليمن على طاولة القمة الأميركية ـ الخليجية.. الرياض: «كامب ديفيد» تركز على العدوانية الإيرانية
المستقبل.. (واس)
أكدت السعودية أن مواجهة التحركات العدوانية لإيران وتدخلاتها في شؤون لبنان وسوريا واليمن وأنحاء أخرى من المنطقة، ستكون واحداً من ثلاثة محاور رئيسية على طاولة القمة الأميركية ـ الخليجية في كامب ديفيد.

وفي ساعة متقدمة ليل امس، اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيلتقي اليوم، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وفي لقاء مع صحافيين في السفارة السعودية في واشنطن، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان قمة كامب ديفيد التي ستبدأ أعمالها اليوم وتستمر حتى الغد، ستركز على ثلاثة محاور رئيسية تتناول: التعاون العسكري، ومكافحة الإرهاب، ومواجهة التحديات الإقليمية ومن ضمنها التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة.

ورأى أن الهدف من القمة هو الانتقال بالعلاقات القوية والاستراتيجية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة إلى مستوى أعلى .

وقال الجبير ان «تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي يتضمن تسهيل نقل التقنية والسلاح والتدريب والتمارين المشتركة، وتعزيز القدرات العسكرية لدول الخليج بالإضافة إلى عدد من الموضوعات الفنية في هذا السياق». وأضاف ان «المحور الثاني يتناول مكافحة الإرهاب ومناقشة المزيد من الإجراءات لتعزيز العلاقات الثنائية في هذا الجانب».

أما المحور الثالث فيتعلق بكيفية مواجهة التحديات الإقليمية، وكيفية المضي قدما في ما يتعلق بالأوضاع في لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا، وتعزيز جهود الجانبين بخصوص تحقيق الاستقرار في هذه الدول، وكيفية مواجهة تدخلات إيران في شؤون المنطقة في كل من لبنان وسوريا واليمن وفي أماكن أخرى من المنطقة .

وقال: «نرى دعمًا إيرانيًا لمنظمات إرهابية وتسهيلًا لأعمال منظمات إرهابية، لذلك سيكون التحدي هو في كيفية تنسيق الجهود الأميركية ـ الخليجية بشكل جماعي من أجل مواجهة هذه التحركات العدوانية من جانب إيران«.

وأشار إلى أن الجانب الأميركي سيقدم للجانب الخليجي شرحًا عن مباحثات الملف النووي الإيراني.

واعتبر الجبير أن مشاركة ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حدث خارج المملكة في الوقت نفسه، أمر غير مسبوق ودليل على الأهمية التي توليها المملكة لقمة كامب ديفيد .

وأوضح أن «مجالات المحادثات خلال القمة وهي الشؤون الأمنية والعسكرية والمحاور الأخرى التي أشرت إليها، هي من مسؤوليات ولي العهد وزير الداخلية المسؤول عن الأمن ومكافحة الإرهاب ووزير الدفاع المسؤول عن الشؤون العسكرية، وعقد القمة يعبر عن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في ما يتعلق بنقل العلاقات بين أميركا ودول الخليج العربي إلى مستوى مختلف«.

وأكد الجبير في رد على أسئلة أن القمة ستركز على استكشاف وسائل تعزيز العلاقات الأميركية - الخليجية ونقلها إلى مستوى أعلى مما كانت عليه في الماضي، مشيرًا إلى توقعه وجود مجموعات عمل ضمن القمة تعمل على عدد من القضايا مثل العسكرية والأمنية ونقل التقنية وتكثيف التدريبات العسكرية والتمارين المشتركة .

وأضاف «لدى المملكة العربية السعودية علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة منذ العام 1945 وتزداد قوة ومتانة مع الوقت، ولا يوجد لدينا شك في التزام الولايات المتحدة بأمن المملكة«.

وفي رد على سؤال عن طرق مواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، أوضح الوزير السعودي أن «كلا الجانبين السعودي والأميركي، ينظران إلى أفضل ما يمكن أن يقوما به معا لمواجهة أنشطة إيران السلبية في الشرق الأوسط. وما الذي يمكن أن نقوم به لمواجهة ما تقوم به إيران في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن. لدينا بعض الأفكار التي سنقدمها، وأنا متأكد من أن الإدارة الأميركية لديها أيضا بعض الأفكار التي ستقدمها في قمة كامب ديفيد».

الى ذلك، استقبل الأمير سعود الفيصل، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين المشرف على الشؤون الخارجية، أمس، في مقر إقامته في باريس، الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، وأطلعهما على الاتصالات التي أجراها في سياق قمة كامب ديفيد.

وكان الاميران محمد بن نايف ومحمد بن سلمان وصلا الى باريس أول من أمس وغادراها امس الى الولايات المتحدة لحضور قمة كامب ديفيد الخليجية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
 
خادم الحرمين وأوباما أكدا في محادثات هاتفية عمق العلاقات التاريخية والستراتيجية
الجبير: نبحث في كيفية مواجهة تدخلات طهران في اليمن والعراق وسورية ولبنان
الهدنة الإنسانية في اليمن قابلة للتمديد إذا لم ينخرط الحوثيون وحلفاؤهم بأنشطة عدائية
السياسة...الرياض, واشنطن – وكالات: يستضيف الرئيس الأميركي باراك أوباما قادة دول مجلس التعاون الخليجي, في قمة على مدى يومين في البيت الأبيض وكامب ديفيد, لإجراء محادثات تركز على تعزيز التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب والتحديات الاقليمية, في مقدمها التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة.
وعشية القمة, أجرى أوباما محادثات هاتفية مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز, الذي سيمثله في المحادثات ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقال مستشار الرئيس الأميركي بن رودس إن أوباما وخادم الحرمين تباحثا في “القمة المقبلة” التي ستجمع في منتجع كامب ديفيد الرئيس الاميركي وقادة دول مجلس التعاون الخليجي, مقللاً من أبعاد قرار الملك عدم المشاركة في القمة.
وأوضح أن أوباما سيستضيف قادة دول مجلس التعاون على العشاء في البيت الأبيض مساء اليوم, على أن تعقد القمة في كامب ديفيد غداً.
بدوره, نفى المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ما اشيع عن ان عدول الملك سلمان عن المشاركة في القمة هدفه توجيه رسالة الى واشنطن.
وقال “إذا كان الامر كذلك فإن الرسالة لم تصل”, مضيفا ان “خطط السفر لا علاقة لها البتة بجدول الأعمال المقرر لقمة كامب ديفيد”.
من جهتها, ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية “واس” انه خلال الاتصال, الذي جرى ليل اول من امس, “أكد القائدان على تطلعهما لتحقيق نتائج إيجابية في قمة كامب ديفيد وأن تؤدي إلى نقلة نوعية في العلاقات بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة”.
واضافت ان العاهل السعودي والرئيس الاميركي عبرا “عن أملهما في أن تؤدي محادثات (دول) 5+1 مع إيران إلى منعها من الحصول على السلاح النووي”, وأبديا “تطلعهما للاجتماع في وقت قريب من أجل التشاور والتنسيق حيال الأمور ذات الاهتمام المشترك”.
كما أكدا “متانة وعمق العلاقات الستراتيجية والتاريخية بين البلدين الصديقين … وحرصهما على بذل المزيد من العمل من أجل تكريسها وتعزيزها على كافة المجالات”.
كما نقلت الوكالة السعودية عن الرئيس الاميركي “ترحيبه باستقبال” الاميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان و”تأكيده على التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن أمن المملكة من أي اعتداء خارجي”.
في سياق متصل, اعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن قمة كامب ديفيد ستركز على ثلاثة محاور رئيسية تتناول التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الإقليمية ومن ضمنها التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة, مؤكداً أن مشاركة ولي العهد وولي ولي العهد في حدث خارج المملكة في الوقت نفسه هو أمر غير مسبوق ودليل على الأهمية التي توليها المملكة لقمة كامب ديفيد.
وفي لقاء مع الصحافيين في السفارة السعودية بواشنطن, ليل اول من امس, أوضح الجبير أن الهدف من القمة هو الانتقال بالعلاقات القوية والستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة إلى مستوى أعلى.
وأضاف ان القمة تتناول “تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي وهذا يتضمن تسهيل نقل التقنية والسلاح والتدريب والتمارين المشتركة وتعزيز القدرات العسكرية لدول الخليج بالإضافة إلى عدد من الموضوعات الفنية في هذا السياق”.
وأوضح ان “المحور الثاني يتناول مكافحة الإرهاب ومناقشة المزيد من الإجراءات لتعزيز العلاقات الثنائية”, فيما يتعلق المحور الثالث بكيفية مواجهة التحديات الإقليمية وكيفية المضي قدماً في ما يتعلق بالأوضاع في لبنان وسورية والعراق واليمن وليبيا وتعزيز جهود الجانبين بخصوص تحقيق الاستقرار في هذه الدول, “وكيفية مواجهة تدخلات إيران في شؤون المنطقة في كل من لبنان وسورية واليمن وفي أماكن أخرى من المنطقة”.
وأضاف الجبير “نرى دعماً إيرانياً لمنظمات إرهابية وتسهيلاً لأعمال منظمات إرهابية, لذلك سيكون التحدي هو في كيفية تنسيق الجهود الأميركية – الخليجية بشكل جماعي من أجل مواجهة هذه التحركات العدوانية من جانب إيران”, مشيراً إلى أن الجانب الأميركي سيقدم للجانب الخليجي شرحاً عن محادثات الملف النووي الإيراني.
وأكد أن “مجالات المحادثات خلال القمة وهي الشؤون الأمنية والعسكرية والمحاور الأخرى … هي من مسؤوليات ولي العهد ووزير الداخلية المسؤول عن الأمن ومكافحة الإرهاب ووزير الدفاع المسؤول عن الشؤون العسكرية”, مشيراً إلى أن “عقد القمة يعبر عن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في ما يتعلق بنقل العلاقات بين أميركا ودول الخليج العربي إلى مستوى مختلف”.
وأشار إلى وجود مجموعات عمل ضمن القمة تعمل على عدد من القضايا مثل العسكرية والأمنية ونقل التقنية وتكثيف التدريبات العسكرية والتمارين المشتركة, مضيفاً ان لدى المملكة علاقات ستراتيجية مع الولايات المتحدة منذ العام 1945 “وتزداد قوة ومتانة مع الوقت ولا يوجد لدينا شك في التزام الولايات المتحدة بأمن المملكة العربية السعودية”.
وبشأن طرق مواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة, قال الجبير “كلا الجانبين السعودي والأميركي ينظر إلى أفضل ما يمكن أن يقوما به معا لمواجهة أنشطة إيران السلبية في الشرق الأوسط. وما الذي يمكن أن نقوم به لمواجهة ما تقوم به إيران في كل من لبنان وسورية والعراق واليمن. لدينا بعض الأفكار التي سنقدمها وأنا متأكد من أن الإدارة الأميركية لديها أيضا بعض الأفكار التي ستقدمها في قمة كامب ديفيد”.
وفي الشأن اليمني, قال وزير الخارجية إن وقف إطلاق النار في اليمن لمدة خمسة أيام لإيصال المساعدات الإنسانية “قابل للتمديد إذا نجح وإذا لم ينخرط الحوثيون وحلفاؤهم في أنشطة عدائية”.
الدوحة تدعو لتسويات عادلة لأزمات المنطقة
 الدوحة – الأناضول: انتقدت قطر, مجلس الأمن الدولي بشأن قدرته على حسم المنازعات, داعية إياه إلى “تسويات عادلة” لأزمات الشرق الأوسط.
جاء ذلك في افتتاح أعمال “منتدى الدوحة” الذي انطلقت فعالياته, مساء أول من أمس, في الدوحة, بحضور نائب أمير قطر الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني, ورئيس الوزراء ووزير الداخلية بقطر الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني ونائب الرئيس العراقي إياد علاوي , ورئيس الوزراء الصومالي عمر شرماركي, والرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي.
وقال الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة, إن “عدم قدرة مجلس الأمن على حسم كثير من المنازعات قد أسفر عن إخفاق نظام الأمن الجماعي, ما من شأنه أن يؤدي إلى خلق بيئة تفضي إلى العنف وعدم الاستقرار”.
وأشار إلى أن الأمن والاستقرار المنشودين لمنطقة الشرق الأوسط لن يتحققا سوى ب¯”تسوية عادلة للنزاعات والأزمات الإقليمية المزمنة”. ويعقد المنتدى على مدى ثلاثة ايام بمشاركة 500 شخصية من قادة الرأي العالمي والمفكرين.
 
البنتاغون يحذر طهران من «أي لعبة خطرة» تهدّد هدنة اليمن
المستقبل... (ا ف ب، رويترز، العربية، سي ان ان، سكاي نيوز عربية)
وجهت الولايات المتحدة أمس، تحذيراً إلى طهران من «أي لعبة خطرة» تتهدد الهدنة الإنسانية التي عرضتها المملكة العربية السعودية في اليمن، شرط عدم قيام ميليشيات الحوثيين الموالين لإيران بخرق هذه الهدنة، التي قال التحالف إنها دخلت حيز التنفيذ برغم قصف المتمردين للمنطقة الحدودية قبل دقائق من وقف اطلاق النار ليل أمس.

فمع تصريح الناطق باسم التحالف العربي العميد ركن احمد العسيري أن التحالف لن يسمح لأي سفينة بالوصول إلى الشواطئ اليمنية من دون التنسيق معه، وبأن السفن الايرانية المبحرة الى اليمن يجب ان تحصل على تصريح من الحكومة اليمنية او التحالف سواء رافقتها سفن حربية أم لا، حذرت الولايات المتحدة طهران من «أي لعبة خطرة» ومن أي «تحركات استفزازية»، وقالت انها تتابع تحركات سفينة شحن ايرانية متجهة الى اليمن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جيف راتكي للصحافيين «نتتبع بالتأكيد هذه القافلة عن كثب»، وأضاف «لا نشجع بالتأكيد على أي تحركات استفزازية».

وطالب مسؤولون اميركيون طهران، أمس، بتغيير خط سير السفينة التي تقول انها تحمل مساعدات، لتتوجه الى جيبوتي حيث تشرف الامم المتحدة على توزيع المساعدات الانسانية في البلد المضطرب.

وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الكولونيل ستيفن وارن للصحافيين بأن الجيش الاميركي يرصد السفينة بعد ان قالت طهران انها سترسل سفنا حربية لمرافقتها الى اليمن.

وتحركت سفينة «ايران شاهد» عبر مضيق هرمز واصبحت الآن في خليج عمان طبقا لموقع «مارينترافيك.كوم» الذي يرصد حركة السفن، الا ان السفينة لم تكن ترافقها اي سفن تابعة للبحرية الايرانية حتى الآن، بحسب وارن.

وقال الكولونيل الاميركي: «نحن نراقب السفينة الايرانية، وعلى علم بتصريحات الايرانيين انهم يخططون ان ترافقها سفن حربية».

وفي وقت سابق ذكرت وكالة الانباء الايرانية نقلا عن قائد البحرية الادميرال حسين ازاد قوله ان قوات البحرية «ستحمي» السفينة. وقال وارن إن «الايرانيين قالوا ان هذه سفينة مساعدات انسانية».

واضاف: «اذا كان الامر كذلك، فإننا بالتأكيد نشجع الايرانيين على تسليم تلك المساعدات الانسانية إلى مركز الامم المتحدة لتوزيع المساعدات الانسانية الذي اقامته المنظمة في جيبوتي».

وأضاف أن «ذلك سيتيح امكانية توزيع المساعدات بسرعة وفعالية لمن يحتاجون اليها في اليمن».

وأثارت تحذيرات واشنطن إمكانية وقوع مواجهة محتملة في البحر بعد التوتر في الأيام الأخيرة في مضيق هرمز.

وعززت البحرية الأميركية انتشارها في مياه الخليج بعد ان احتجزت ايران سفينة ترفع علم جزر المارشال في المضيق المهم، الا ان السلطات الايرانية اخلت سبيل السفينة وقالت ان سبب احتجازها خلاف مالي مع مجموعة «مايرسك» الدنماركية المستأجرة للسفينة.

وفي الوقت الذي عبرت فيه الخارجية الإيرانية عن رفضها لاتهامات أميركية بالعمل على «زعزعة المنطقة»، وقبل ساعات من بدء «الهدنة الإنسانية» المرتقبة في اليمن، كشفت طهران عن إرسال سفينة مساعدات لليمن، تحت حماية عدد من سفنها الحربية.

وقال المسؤول في البحرية الإيرانية الأدميرال حسين أزاد، إن السفينة «إيران شاهد» غادرت ميناء «الشهيد رجائي»، في بندر عباس، جنوبي إيران، الاثنين، في طريقها لليمن، تحت حماية مجموعة من سفن أسطول البحرية الإيرانية، وهي تتواجد بالفعل في منطقة خليج عدن ومضيق باب المندب، بالمدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر، علي أصغر أحمدي، فإن السفينة «إيران شاهد» تحمل 1700 طن من المواد الغذائية، إضافة إلى مواد إغاثية أخرى، وعلى متنها 45 شخصاً من موظفي الإغاثة أو من الفرق الطبية والإعلامية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية الثلاثاء، إن «مزاعم بعض المسؤولين الأميركيين، حول ما يسمونه الإجراءات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، هي مرفوضة جملة وتفصيلاً«.

وأعلن التحالف ليل أمس بدء سريان الهدنة الإنسانية في اليمن. وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن احمد عسيري ردا على سؤال عما اذا دخلت الهدنة المقررة لمدة خمسة ايام حيز التنفيذ في الموعد المقرر لها في الساعة الحادية عشرة، «بالتأكيد، (لقد بدأت) في الساعة الحادية عشرة».

ولكن العميد عسيري حذر الحوثيين من ان التحالف سيستأنف غاراته الجوية في حال انتهكوا الهدنة التي تم اعلانها الجمعة وستستمر لخمسة ايام قابلة للتجديد. واضاف الضابط السعودي «نحن نتعهد احترامها»، مشددا في الوقت نفسه على ان التحالف سيواصل عمليات «الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة» تحسبا لأي انتهاك محتمل. وتابع عسيري «سنكون جاهزين للرد على اي انتهاك للهدنة»، مضيفا «نحن واضحون جدا: اذا لم يحترموا (الهدنة) سنواصل».

وقال شهود عيان إن بدء سريان الهدنة تزامن مع توجه تعزيزات عسكرية من ألوية الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي صالح إلى مأرب. وقالت مصادر إن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح ترسل أيضا تعزيزات من محافظة ذمار إلى تعز.

ويشكك كثيرون في التزام الحوثيين بالهدنة في ظل تصاعد الاشتباكات على الأرض وتزايد اعتداءاتهم، وآخرها قصفهم لمدينة نجران الذي أدى إلى إصابة مدرسة ومنزل سكني، الأمر الذي أسفر عن مقتل مقيم باكستاني وجرح طفلة سعودية وثلاثة مقيمين.

وقال العميد ركن أحمد عسيري إن على ميليشيات الحوثي تحمل المسؤولية والتحلي بالحكمة والتعاطي بإيجابية مع الهدنة الإنسانية.

وأفادت مصادر «سكاي نيوز عربية»، امس، بمقتل عدد من المدنيين في محافظات اليمن الجنوبية في قصف لميليشيا الحوثيين، في الوقت الذي أغار طيران التحالف العربي على أهداف عسكرية للميليشيات الحوثية في مدن الجنوب أيضا.

فقد قتل 9 مدنيين، من بينهم 3 نساء، وأصيب 40 آخرون في قصف شنه متمردون حوثيون مدعومين بميليشيات علي صالح على أحياء سكنية في مدينة تعز، جنوبي اليمن. وأفادت مصادر محلية وشهود عيان أن القذائف سقطت بشكل عشوائي على عدة أحياء في المدينة، من بينها الروضة وعصيفرة والشعب والإخوة والنسيرية وغيرها.

وأضافت المصادر أن قذيفة دبابة أطلقت على حافلة كانت تقل أسرة نازحة في طريقها لمغادرة المدينة، وتعرض أفرادها لإصابات خطيرة، كما تحدثت عن سقوط قتلى برصاص قناصة يتمركزون في مبنى الأمن السياسي بالمدينة.

وتجددت الاشتباكات في مناطق حوض الأشراف وحي المرور وصينة ووادي المعسل القريب من قلعة القاهرة، التي عاود طيران التحالف قصفها بعد أن حولها الحوثيون ومسلحو صالح إلى ثكنة عسكرية. وقتل 3 من مسلحي الحوثي واثنان من المقاومة الشعبية في اشتباكات في صبر في تعز، في حين قصف طيران التحالف تجمعات للحوثيين في صعدة ومنطقة عبس في محافظة حجه الحدودية.

كما أفاد مراسل «سكاي نيوز عربية» في اليمن، بسقوط عدد من القتلى والجرحى في قصف للحوثيين على أحياء سكنية في مدينة الحوطة بمحافظة لحج، جنوبي البلاد.

في غضون ذلك قتل 9 مسلحين، من بينهم 5 حوثيين في مواجهات عنيفة مع المقاومة الشعبية في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج.

وأظهرت صور نُشرت لانفجارات مخازن أسلحة لميليشيات صالح والحوثي في جبل نقم شرق صنعاء، الحجم الكبير للأسلحة المخزنة في ذلك الجبل، ليس هذا فحسب بل إن بعض تلك الأسلحة تطايرت عشوائيا لتضرب المنازل القريبة من المخازن الموجودة في المناطق الآهلة بالسكان. وأظهرت انفجارات جبل نقم الكمية الهائلة للأسلحة المخزنة في مناطق السكن.

الصور التي التقطها سكان في الأحياء القريبة من جبل نقم «الحاضن لمخازن أسلحة» والذي استهدفته قوات التحالف تُظهر كمية الأسلحة الهائلة المخزنة في ذلك الجبل. وتسببت ضربات الطيران على تلك المخازن أيضا في تطاير عدد كبير من الأسلحة والصواريخ واتجاهها إلى منازل المدنيين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. هذا التأثر بانفجار تلك المخازن لم يكن ليحدث لولا المسافة القريبة بين المواقع العسكرية والتجمعات السكنية التي لا تتجاوز الكيلومترين في حالة جبل نقم مثلا.

وقال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين اليمنيين أمس، ان سقوط المقاتلة اف-16 المغربية في اليمن يعود الى خلل فني او خطأ بشري، نافيا ان يكون المتمردون اليمنيون اسقطوها.

وقال العميد عسيري «نحن متأكدون تماما انه لم يتم اسقاطها». واضاف ان الطيار المفقود كان يتحرك مع طائرات اخرى ولم يسجل قادة هذه الطائرات «اي اطلاق نار من الارض» باتجاه طائرة الـ»اف 16». وتابع «نطلب من الميليشيات الحوثية ان تتحلى بحس المسؤولية اذا كان الطيار حيا، او ان تسلم جثته اذا كان قد توفي».

ودعت القوات المسلحة الملكية المغربية صباح الاثنين في بيان الى عدم الاسراع في استخلاص النتائج وان العمل جار للتحقق من المعلومات المتوافرة.
 
هل يسمح الحوثيون في إنجاح الهدنة الإنسانية في اليمن؟
المستقبل...صنعاء ـ صادق عبدو
بدأ منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء مبدئيا سريان هدنة إنسانية في اليمن اقترحتها قوات التحالف العربي، التي تقودها المملكة العربية السعودية، وذلك للسماح بدخول مواد الإغاثة والمشتقات النفطية للسكان الذين يعانون من استيلاء جماعة الحوثيين الموالية لطهران على العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من أيلول المنصرم، وبدء اجتياحهم المناطق الجنوبية بالتحالف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

ويأمل السكان في مناطق البلاد كافة أن تستجيب قوات الحوثي وصالح للهدنة وأن تشرع في ترجمة ذلك على الأرض، لتهيئة الأجواء لإعادة تزويد المواطنين بالمستلزمات الضرورية لاستئناف حياتهم ولو بحدها الأدنى، غير أن المؤشرات التي أرسلها المتمردون لا تدل على رغبة وجدية في تهدئة الأوضاع التي أشعلتها بالاجتياح الشامل للمناطق الجنوبية من البلاد.

النتيجة الماثلة للعيان في الجانب العسكري بمجملها، أكانت المتصلة بغارات طيران التحالف على معسكرات وتجمعات وتحركات قوات التمرد على الشرعية، أو تلك المتصلة بالمقاومة الشعبية ضد تلك القوات، تفيد بان قوات صالح العسكرية وميليشيا جماعة الحوثي خسرت الكثير، وخاصة في مواقعها في المحافظات الشمالية، بينما لم تؤثر خسارتها في المحافظات الجنوبية على استمرار تقدمها واحتلال البلدات والمدن التي وصلت اليها باستخدام العنف المفرط والقصف العشوائي على الأحياء السكنية.

التطور اللافت في العملية العسكرية خلال الايام الاخيرة، كان استهداف قيادات التمرد على الشرعية بصورة مباشرة، بدءاً من مساء الجمعة الفائتة بضرب مقرات قيادات جماعة الحوثي في محافظة صعدة، معقل الجماعة الرئيس، مروراً بضرب منزل الرئيس المخلوع علي صالح يوم الأحد الفائت، بالعاصمة صنعاء، وهي الرسالة القوية التي وصلته أخيراً بعد مناوراته وتضليله لقيادات دول الإقليم والعالم، التي تسعى الى حل الأزمة اليمنية.

حاول صالح أن يبدو متماسكاً وغير متأثر بضرب داره في محاولة للمراوغة وكسب التأييد وعدم خسارة انصاره، غير انه يدرك ان دور الثعلب الذي تقمصه لثلاثة عقود وأكثر من السنين، لم يعد يليق به، أو بالأحرى لم يعد قادراً على لعبه مجدداً، بعد ان استنفد كل الفرص لإعلان استجابة ما، لمتطلبات الواقع الراهن في اليمن والإقليم والعالم، فالرجل محمل بإرث من المظالم بحق شعبه، ناهيك انه صار اليوم محملا بعقوبات ومطلوب منه الانصياع لقرارات أممية، تعده معرقلاً للحياة السياسية في بلاده.

وعلى صعيد آخر، بات قادة جماعة الحوثي، في وضع لا يحسد عليه، فما تحقق لهم عسكرياً وسياسياً منذ أيلول وحتى نهاية آذار العام الجاري، ينهار أمامهم، بعد ان انخرطوا في تحالف ملغوم مع الرئيس المخلوع صالح، الذي خاض ضدهم ست حروب في صعدة وعمران للفترة الممتدة بين ( 2004 ـ 2010 )، وبفضل قواته العسكرية تمكنوا من التمدد بعد الاستيلاء على صنعاء واجتياح الجنوب بحجة ملاحقة تنظيم «القاعدة« و«داعش«، وهي الحجة التي لم تنطل على أحد.

جماعة الحوثي، المدعومة من ايران، والتي كانت بدأت بتمكين حضورها سياسياً منذ انعقاد مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء، مهددة اليوم بأن تخسر هذا المكسب، اذا استمرت في مكابرتها وغطرستها وعدم الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي، الذي ما زال يتيح لها فرصة لعب دور سياسي في المستقبل المقبل لليمن.

مع ذلك، فإن الطروحات المتفائلة للقيادة اليمنية الشرعية بحل الأزمة القائمة في البلاد، بالتوافق مع الرؤية الاقليمية والدولية، لا تتفق ومعطيات الواقع على الارض في انحاء البلاد، فهي تستند على ما يبدو الى نتائج الهزيمة العسكرية لتحالف صالح والحوثي، كما أنها تقوم على آلية معهودة للنخب السياسية اليمنية في معالجة أزماتها، والتي تعتمد على التسويات والتوافق، دون ملامسة جذرية لعمق العامل المسببة لتلك الأزمات، ما يترك في الحلول والمعالجات المقترحة منافذ لتجدد الأزمات لاحقا.

وحتى اللحظة، يغيب التصور العام الواضح لحل الأزمة، إلا من جهة التعاطي مع جماعة الحوثي والموقف القاطع والنهائي معها، فيما يبقى التصالح مع باقي قوى النفوذ السياسية والقبلية، أمراً قائماً، بغض النظر عن نصيبها في التسبب في الأزمة الراهنة.

وفي كل الاحوال، يبقى صمود الهدنة الانسانية المعلنة بوجهيها السياسي والعسكري، اختباراً لأطراف الأزمة، وخاصة لجماعة الحوثي وصالح، لجهة التعاطي الايجابي معها، على اساس تحويل الهدنة من مؤقتة الى دائمة على طريق الحل السياسي، وبالتالي اعلان صالح والحوثي الدخول في الحوار، ولهذا ليس من قبيل الصدفة ان يتم تزمين الهدنة بخمسة أيام، تنتهي مع بدء الحوار المقرر في العاصمة السعودية الرياض في السابع عشر من الشهر الجاري.

ويضع هذا الحصر الزمني جماعة الحوثي وصالح في آخر اختبار لجهة تحركهما سياسيا بالاستجابة والانصياع للحل السياسي، ان ارادا او بالاحرى استجابا لمطالب الحل المحددة في بنود قرارات مجلس الأمن ذات الصلة باليمن وآخرها القرار 2216، والذي يقضي بضرورة الالتزام بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة المشكلة في تشرين الأول المنصرم وإخراج الميليشيات من العاصمة صنعاء والمدن التي تم اجتياحها بقوة السلاح وتسليم الأسلحة المنهوبة من معسكرات الدولة قبل وبعد اجتياح العاصمة في أيلول الفائت.
 
«هيومن رايتس ووتش»: الحوثيون يكثّفون تجنيد الأطفال وتدريبهم وإرسالهم إلى القتال
 («المستقبل»)
 أعلنت «هيومن رايتس ووتش« أمس أن جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن كثفت عملياتها لتجنيد الأطفال وتدريبهم ونشرهم، في انتهاك للقانون الدولي.

فمنذ أيلول 2014، عند استيلاء الحوثيين، المعروفين أيضاً باسم «أنصار الله«، على العاصمة صنعاء، تزايد استخدامهم للأطفال ككشافة وحراس وسعاة ومقاتلين، مع تعريض بعض الأطفال للإصابة والقتل.

وقال فريد آبراهامز، المستشار الخاص في «هيومن رايتس ووتش«: «مع اشتداد القتال في اليمن، صعّد الحوثيون من عمليات تجنيد الأطفال. وعلى القادة من الحوثيين وغيرهم من الجماعات المسلحة أن يتوقفوا عن استخدام الأطفال وإلا فهم يخاطرون بالملاحقة على جرائم الحرب«.

وعلاوة على الحوثيين، تقوم الميليشيات الإسلامية والقبلية، وجماعات مسلحة مثل «القاعدة في جزيرة العرب«، بنشر جنود أطفال، بحسب «هيومن رايتس ووتش«.

وبحسب اليونيسف، يشكل الأطفال في صفوف الحوثيين وجماعات مسلحة أخرى ما يصل إلى ثلث جميع المقاتلين في اليمن. وقد جندت الجماعات المسلحة ما لا يقل عن 140 طفلاً في الفترة من 26 آذار إلى 24 نيسان 2015 وحدها، بحسب الوكالة الأممية.

وأفاد صحافيون في اليمن في الشهور الأخيرة بمشاهدة صبية بين الرابعة عشرة والسادسة عشرة يحملون البنادق والمسدسات ويقاتلون لحساب الحوثيين وغيرهم من الجماعات المسلحة. ووصف أحدهم رؤية صبي في السابعة في نقطة تفتيش تابعة للحوثيين في صنعاء ومعه بندقية هجومية عسكرية. كما قال ناشطان محليان يتابعان القضية في مدينة عمران، على بعد 50 كيلومتراً شمال غربي صنعاء، لـ«هيومن رايتس ووتش« إنهما شاهدا ما يصل إلى 30 جندياً طفلاً في أحد مراكز الحوثيين هناك، وبينهم بعض الصبية الذين تصل أعمارهم إلى 12 عاماً.

وفي آذار ، أجرت في عمران «هيومن رايتس ووتش« مقابلة مع الناشطين الاثنين، ومع مسؤول تجنيد حوثي، ومع سبعة من الصبية كان عمر أصغرهم 14 عاماً. وقال الصبية إنهم قاتلوا أو قاموا بمهمات عسكرية أخرى لحساب الحوثيين على مدار العام السابق. وأجمع الصبية على أنهم تطوعوا، لكن أربعة منهم تركوا الحوثيين بعد ذلك لأسباب مختلفة. وجُرح اثنان منهم في القتال.

وقال مسؤول التجنيد، وكان في أواخر الثلاثينات من عمره، لـ«هيومن رايتس ووتش« إنه نشط في تجنيد الأطفال لحساب الحوثيين في عمران لما يزيد على العام.

ولدى الحوثيين سجل طويل في ما يتعلق باستخدام الجنود الأطفال، وهو ما قامت «هيومن رايتس ووتش« بتغطيته منذ 2009. وفي تشرين الثاني 2012 تعهد زعيم الحوثيين، عبدالملك بدر الدين الحوثي، العمل على وقف استخدام الجماعة للأطفال.

ومنذ أيلول، حين استولى الحوثيون على صنعاء، شاهدت «هيومن رايتس ووتش« العشرات من المقاتلين الحوثيين المسلحين الذين يبدون في سن أصغر من 18 عاماً يعملون في نقاط تفتيش في المدينة، وفي محافظة عمران. كما تم نشر مراهقين مسلحين اثنين أمام وزارة حقوق الإنسان في كانون الأول.

وتجنيد الأطفال دون سن 15 عاماً واستخدامهم من جانب الأطراف في نزاع فهو جريمة حرب بموجب القانون الدولي، بما فيه نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية. والقادة الذين كانوا يعلمون، أو كان يجب أن يعلموا بهذا الانتهاك ولم يتخذوا أي إجراء فعال، تجوز مساءلتهم جنائياً على سبيل مسؤولية القيادة.
 
الحوثيون يستغلون بداية الهدنة للقيام بتعزيزات عسكرية
اللواء {33 مدرع} في الحرس الجمهوري يقصف الضالع عشوائيًا
الشرق الأوسط...جدة: محمد العايض
استغلت الميلشيات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والحوثيين فترة الهدنة التي بدأت مساء أمس الثلاثاء لإضافة تعزيزات عسكرية تابعة لهم في محافظة الضالع جنوب اليمن والمدن التابعة لها. وقالت مصادر يمنية في المحافظة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن قوات صالح والحوثيين تضيف تعزيزات عسكرية في مدينة قعطبة الحدودية التابعة لمنطقة سناح، بهدف الاستفادة منها سواء في خرق الهدنة، أو عقب انتهاء فترة الهدنة للاستفادة منها في مهاجمة محافظة عدن.
وفي الوقت ذاته، أكد مصدر إعلامي في جبهة الضالع أن المتمردين الحوثيين ما زالوا حتى وقت متأخر من مساء أمس يحاولون التسلل إلى مدينة الضالع عن طريق جمرك المدينة، مبينا «لكن شباب المقاومة فطنوا لذلك مبكرا، واستطاعوا إعادة الحوثيين مجددا إلى خارج المدنية بعد مناوشات عسكرية، دعمها طيران قوات التحالف، الذي ألحق خسائر بصفوف الحوثيين أول من أمس».
ميدانيا، قصفت قوات اللواء 33 مدرع، التابعة لقوات الحرس الجمهوري الموالية لعلي عبد الله صالح، بالإضافة إلى ميليشيات المتمردين الحوثيين، عصر أمس الثلاثاء، أحياء مدينة الضالع في محافظة الضالع. واستمر القصف عشوائيا في نهار أول يوم في فترة الهدنة الإنسانية التي اقترحتها السعودية. وخلف هذا القصف العشوائي سقوط وفيات وجرحى خاصة من الأطفال.
وقالت مصادر قبلية من داخل مدينة الضالع، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن ميليشيات صالح والحوثيين تستغل مواقع عسكرية في مرتفعات القشاع والخزان والمظلوم. وأشارت المصادر إلى أن ميليشيات صالح والحوثيين تعتبر أن فترة الهدنة الإنسانية التي بدأت مساء أمس الثلاثاء بمثابة محاولة جادة للمرور عبر مدينة الضالع تقدما نحو عدن التي لا يزال صالح يأمل كثيرا في السيطرة عليها.
وقال مصدر عسكري، لـ«الشرق الأوسط» أمس، في تعليقه على القصف العشوائي لمدينة الضالع من قبل قوات صالح والميليشيات الحوثية: «لن أتحدث كثيرا هنا عن ميليشيات الحوثي، فقضيتها معروفة وواضحة للجميع، وكذلك من يدعمها خارجيا بقيادة إيران، ولكن أود التأكيد هنا على أن علي عبد الله كان يوعز للحوثيين منذ بداية الأزمة بالإضافة إلى قواته الخاصة بالتركيز الكبير على محافظة عدن، ومدينة عدن على وجه الخصوص، كونها نقطة التحول في ما يدور في اليمن عامة، بجانب العاصمة صنعاء، بكل تأكيد، ولذلك كانت مدينة الضالع مرمى للضرب الطائش من قبل قوات صالح، وهذا لا يعني عدم وجود أهداف أخرى مرجوة من ضرب الضالع، ينتظرها صالح والمتمردون الحوثيون».
من جهته، قال صالح قائد، أحد سكان مدنية الضالع، في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، إن قوات اللواء مدرع 33 والتابع للحرس الجمهوري الموالي لصالح حاولت قصف مدينة الضالع بأكبر كمّ تستطيعه خلال الأيام الثلاثة الماضية التي تسبق فترة الهدنة المقترحة من السعودية. وبين «قوات صالح والحوثيين كانت موجودة في مواقع القشاع والخزان والمظلوم، وبدأت بالضرب بطريقة عشوائية هستيرية، بهدف إرعاب المواطنين العزل، والبحث عن ثغرات داخل الضالع باتجاه عدن، وللأسف هم ينجحون نوعا ما، لا سيما في ما يتعلق بجانب الرعب الذي لحق بالسكان، الأمر الذي اضطر البعض منهم لمغادرة منازلهم». وأشار شهود عيان إلى أن الميليشيات استخدمت أسلحة مختلفة في قصفها خصوصا الدبابات والمدفعية، ليضاف ذلك إلى حملاتهم التي شنوها في محافظة الضالع من خلال اختطاف النشطاء وقتل الكثير منهم لا سيما النشطاء الإعلاميين الذين ينشرون أخبار المحافظة ويكشفون خطط المتمردين.
وكانت قوات التحالف استهدفت أول من أمس الاثنين السجن المركزي بمنطقة سناح التابعة لمحافظة الضالع، حيث حول المتمردون الحوثيون السجن مركزا للإمداد العسكري لهم، وهو ما هيأ الوضع للمقاومة الشعبية في الضالع، للتقدم على المتمردين وإخلاء جزء كبير من المنطقة من وجودهم، قبل الهدنة الإنسانية التي تستمر 5 أيام بدءا من مساء أمس الثلاثاء.
وقال عبد الرحمن غالب، عضو المقاومة الشعبية في الضالع، لـ«الشرق الأوسط»: «حتى عصر الثلاثاء والميليشيات الحوثية وقوات صالح تضرب على أحياء مدينة الضالع، عشوائيا، ولا نعتقد أنهم سيلتزمون بالهدنة، بل على العكس، نتوقع أنهم سيخرقون الهدنة الإنسانية التي هي في الأصل للمواطنين الأبرياء، في صالحهم كتكتيك خاص بهم لاسترجاع قواهم وزيادة المؤنة العسكرية»، مضيفا «الهدنة التي طالبت بها السعودية كانت هربا من بطش الميليشيات الحوثية ضد المواطنين الأبرياء، لكننا نظن أنهم سيحاولون اعتبارها استراحة محارب، والاستئناف مجددا، ونحن نقول ذلك ونحن في الميدان وعلى الأرض، فهم الآن ينصبون نقطة عسكرية في مدخل منطقة سناح، ويعتقلون الكثير من المارين لا سيما الجنوبيين منهم». وأضاف نشطاء لـ«الشرق الأوسط» حول ذلك أن «المحتجزين الذين يعتقلهم المتمردون الحوثيون يؤخذون إلى معسكر الأمن المركزي بمدينة قعطبة، بهدف استخدامهم كدروع بشرية، في ظل أن المواقع مليئة بالآليات العسكرية، كما هو الحال أيضا مع منطق مريس الواقعة شمال قعطبة».
وكان الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني، قد شكك في التزام المتمردين الحوثيين وقوات صالح بالهدنة الإنسانية التي اقترحتها السعودية، متوقعا تجنب المتمردين الهدنة واستغلالها في تنفيذ بعض خططهم، مطالبا إياهم بالالتزام.
 
المقاومة تتقدم صوب قاعدة العند.. والميليشيات تحرق منازل قيادات في التواهي بعدن
«الأهلي» يتسلم ميناء المكلا من «القاعدة».. وقيادته تطمئن شركات الملاحة البحرية
الشرق الأوسط...عدن: محمد علي محسن
شهدت محافظات عدن وحضرموت ولحج والضالع، في جنوب اليمن، تطورات كثيرة على الصعيد العسكري والقتالي في جبهات عدن والضالع ولحج، وعلى صعيد تطبيع الحياة اليومية للمواطنين، في محافظة حضرموت، ففي جبهة العند شمال الحوطة عاصمة محافظة لحج الجنوبية اندلعت فجر أمس الثلاثاء في مثلث العند على مشارف القاعدة العسكرية (60 كم شمال عدن) مواجهات عنيفة بين المقاومة وميليشيات الحوثي وقوات صالح، وقال مصدر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة تمكنت أمس من اختراق الخطوط الأمامية لدفاعات الميليشيات وقوات صالح»، ولفت المتحدث لأن المقاومة تقدمت ثلاثة كيلومترات نحو القاعدة الجوية جنوب القاعدة، وأكد المصدر أنه وأثناء التقدم تمت السيطرة على الطريق الرئيسي الرابط بين محافظات عدن وتعز والضالع وقطع إمدادات الميليشيات، ونوه المصدر لأن المواجهات في هذه الجبهة مستمرة منذ ثلاثة أيام وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من كلا الطرفين المتقاتلين، وأضاف أن المقاومة التي تشكلت من التحام قوات من الضالع وردفان ويافع والمسيمير هي الآن تسيطر على الخط العام وحاليا تقوم بمحاصرة الميليشيات وقوات صالح الموجودة في القاعدة الجوية جنوب قاعدة العند.
وفي محافظة عدن أحبطت المقاومة الشعبية هجوما شنته صباح أمس الثلاثاء ميليشيات الحوثي المدعومة من القوات الموالية للرئيس السابق صالح، وقال مصدر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الموالية للحوثي وصالح المتمركزة في حي العريش شرق المطار بمدينة خور مكسر أطلقت نيران دباباتها ومدفعيتها الصاروخية صوب منطقة الممدارة وعبد القوي في أطراف مدينة الشيخ عثمان بدءا من فجر أمس الثلاثاء إلا أن المقاومة أحبطت محاولة تقدم هذه القوات الموالية لصالح والحوثي»، وأضاف المصدر أن المقاومة المنظمة والمعززة بالأسلحة الثقيلة قدر لها صد هجوم الميليشيات وإعادة قوات صالح والحوثي على أعقابه.
وفي مدينة التواهي غرب عدن شنت المقاومة هجوما صاروخيا على تجمعات الميليشيات في مدينة التواهي، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «بطاريات كاتيوشا المقاومة الموجودة في مدينة البريقة غرب التواهي شوهدت مساء أول من أمس ويوم أمس الثلاثاء وهي تطلق صواريخها على حي الفتح الذي يدخل في نطاقه مقر الرئاسة والمنطقة العسكرية الرابعة والتموين العسكري»، وأشار هؤلاء إلى أن الصواريخ ألحقت ضررا في منزلين فيما لا يعرف ماهية خسارة الميليشيات. إلى ذلك أقدمت الميليشيات على إحراق منازل من اعتبرتهم قيادات في المقاومة، وقال سكان في التواهي لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الموالية لصالح والحوثي شرعت في إحراق عدد من منازل قيادات المقاومة في المدينة». كما أوضح مصدر في مكتب الصحة بعدن لـ«الشرق الأوسط» أن الإصابات المسجلة ليوم أول من أمس الاثنين كانت 54 حالة من بينها أربعة أطفال وامرأة. فيما حالات الوفيات 6 حالات مسجلة.
وفي محافظة الضالع، شمال عدن، ﺃصيب 5 أطفال أول من أمس الاثنين ﺑﺠروح مختلفة ﺃﺛناء تعرضهم لقذيفة هاون أطلقتها ميليشيات الحوثي وصالح، ﻭﻗﺎﻝ ﻣسعفون لـ«الشرق الأوسط» إﻥ «الأطفال الخمسة أصيبوا أثناء وجودهم بالقرب من متجر وسط مدينة الضالع، ثلاثة منهم وهم أيمن كامل الشعيبي ونايف أمين القاضي وصالح علي تم نقلهم إلى المستشفى».
إلى ذلك، أقدمت ميليشيات الحوثي وصالح صباح أمس الثلاثاء على اعتقال نحو 15 شخصا من سوق سناح 20 كم شمال مدينة الضالع ومن الطريق العام واقتيادهم إلى السجن المركزي، وقال مصدر في منطقة سناح لـ«الشرق الأوسط» إن «اختطاف أكثر من خمسة عشر شخصا يأتي في سياق اعتقالات جماعية لجأت إليها الميليشيات كوسيلة لتفادي الضربات الجوية، إذ دأبت على استخدام هؤلاء كدروع بشرية، ولفت المصدر إلى أن اقتياد العشرات والمئات إلى السجن المركزي يأتي في ذات السياق المراد منه إثارة أهل الضحايا على دول التحالف بدلا من الميليشيات»، وأشار إلى أن غارة أول من أمس الاثنين كانت قد حررت نحو مائة وخمسين معتقلا بينما الميليشيات نجحت في إعادة نحو مائة إلى السجن الذي فروا منه عقب ضربة الطيران.
على صعيد آخر، وفي محافظة حضرموت، شرق عدن، تسلم المجلس الأهلي الحضرمي، أول من أمس، ميناء المكلا ومجمع التسهيلات السمكية المسمى (المشروع السمكي الرابع) ودار المحافظ، وقال مسؤول محلي في المكلا لـ«الشرق الأوسط» إن «تسلم هذه المنشآت يأتي في إطار البرنامج الزمني الذي تم الاتفاق عليه بين المجلس وأنصار الشريعة (أبناء حضرموت) لتسليم الكثير من المرافق الحكومية التي استولى عليها أنصار الشريعة في مدينة المكلا». وفي حفل التسليم طمأن رئيس المجلس المهندس عمر بن الشكل الجعيدي كل الشركات الملاحية التي ستصل بواخرها إلى ميناء المكلا بأن الميناء يدار بقيادة أمنية واحدة تابعة للمجلس الأهلي الحضرمي.
وقال الجعيدي: إن «حضرموت تمر بمرحلة تاريخية لاستعادة بريقها وإشراقها الذي عرفت به في أصقاع المعمورة»، مبينًا أن المجلس الأهلي يواصل تقديم كل الجهود لتعود الحياة إلى طبيعتها في المكلا تدريجيًا بإذن الله. من جانبه شكر القائم بتسيير أعمال مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية المسؤول المالي بالمؤسسة صالح سالم القعيطي المجلس الأهلي الحضرمي على هذه الخطوة المهمة وبهذا الاستلام سيكون العمل الأمني لميناء المكلا موحدا وتابعا لجهة واحدة بدلا من تعدد الجهات الأمنية كما كان من قبل وهو ما سيسهل العمل بالميناء ويؤدي لوصول عدد أكبر من البواخر كون العائق الكبير أمام الوكالات والمؤسسات التجارية هو الجانب الأمني. وأكد القعيطي أن الميناء في وضع آمن ومستعد لاستقبال أي بواخر، منوها بوصول أول باخرة قمح بها 10500 طن من القمح التابع لصوامع حضرموت.
من جهة ثانية وعلى صعيد رفع المعاناة عن السكان في محافظة حضرموت قال مسؤول محلي في حضرموت لـ«الشرق الأوسط» إن «قيادة المحافظة ممثلة بمحافظها سعت إلى توفير دعم أولي يقدر بمليون و200 ألف لتر من مادة الديزل وكذا 900 ألف لتر بنزين، وهذه الكمية سيذهب الجزء الأكبر منها لمحطة توليد الكهرباء بينما 300 ألف لتر سيتم توزيعها على المرافق الخدمية الحيوية». ولفت المسؤول المحلي لأن قيادة المحافظة عملت جاهدة على توفير المشتقات النفطية، كما وجهت بضرورة تنفيذ آلية صارمة لتوزيع مادة الديزل بصورة عادلة ومنظمة تضمن وصولها إلى الجهات المخصصة وفق الخطة المعدة لذلك، منوها لأن توافر المشتقات بدوره سيخفف العبء عن السكان الذين يعانون مشقة تكرار انطفاء التيار الكهربائي في ظل ارتفاع درجة الحرارة بمديريات الوادي والصحراء فضلاً عما سببه ذلك من عرقلة بعض أعمال المواطنين المعتمدة على الكهرباء، إضافة المرافق الخدمية والحيوية التي لها ارتباط مباشر بحياة المواطنين كالمستشفيات والمياه وغيرها من الخدمات الأساسية المهمة.

حرب استنزاف في الحديدة

مقاتلون مجهولون يواجهون الحوثيين.. والميليشيات تنتقم من عناصر الأمن في المحافظة
الشرق الأوسط....الحديدة: وائل حزام
تستمر المقاومة الشعبية التهامية بملاحقة جماعة المسلحين الحوثيين وتنفيذ عمليات اغتيالات واشتباكات بين الطرفين مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من جماعة الحوثي المسلحة، في حين حذرت المقاومة التهامية الشعبية، قبل أيام، جميع المتعاونين والذين يعملون مع جماعة الحوثي المسلحة وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح بأنهم سيكونون أهدافهم المشروعة القادمة التي سينفذونها في إقليم تهامة في حال استمروا في التعاون والعمل معهم ضد أبناء تهامة.
وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن «المقاومة الشعبية التهامية استهدفت، أمس، عناصر تابعة لجماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح، في هجوم شنه شباب المقاومة التهامية في دوار الصدف في مدينة الحديدة وسقط عدد من القتلى والجرحى الحوثيين، إضافة إلى مقتل مسلح حوثي وجرح آخر في مدينة العمال بالحديدة».
ويعيش المسلحون الحوثيون في مدينة الحديدة، غرب اليمن، حرب استنزاف حقيقية من خلال مواجهة المقاتلين من شباب المقاومة التهامية، المجهولون بالنسبة لجماعة الحوثي المسلحة، في حين تستمر الجماعة في ملاحقة واعتقال جميع الشباب المشتبه فيهم والمناوئين لهم والمؤيدين لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ويقول أحد شهود العيان لـ«الشرق الأوسط» أصبحت «جماعة الحوثي المسلحة تعيش حرب استنزاف حقيقية بسبب المقالتين المجهولين الذين يقاتلونهم باسم المقاومة الشعبية التهامية والذين يحققون انتصارات أولها خلق الرعب والمخاوف الشديدة عندهم خصوصا بعد سقوط عدد ليس بقليل من قتلى وجرحى من صفوف المسلحين الحوثيين».
وأكد شهود العيان: «ومع هذا صب المسلحون الحوثيون غضبهم ضد الجهات الأمنية في محافظة الحديدة، وهي الجهة التي تسيطر عليها أيضا، بحجة عدم استطاعة الجهات الأمنية كشف هوية شباب المقاومة الشعبية التهامية».
وتؤكد مصادر مقربة من المقاومة الشعبية التهامية لـ«الشرق الأوسط» أن عدد قتلى المسلحين الحوثيين قد «تجاوز المائة مسلح وإصابة أكثر من 300 مسلح حوثي وبعضهم إصاباتهم توصف بالخطيرة، وبات المسلحون الحوثيون يعيشون حالة نفسية خطيرة بسبب عدم توقعهم أن يخرج شباب مقاتل من أبناء تهامة المسالمة».
وأضافت المصادر: «هددت جماعة الحوثي المسلحة في مدينة الحديدة المحتجزين لديها بأنها ستلبسهم قضايا قتل وحرابة في حال استمرار امتناعهم بعدم الإدلاء عن معلومات توصلهم إلى قيادات الحراك التهامي التي تعمل ضدها وكذا من يقوم شباب المقاومة الشعبية التهامية».
وأشارت المصادر ذاتها: «أصبحت شوارع مدينة الحديدة تشهد انتشارا قليلا للمسلحين الحوثيين بعكس ما كنا نشاهده منذ سيطرتهم على المدينة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، متخوفين أن تطالهم أيدي شباب المقاومة مثلما طالت من كان قبلهم من المسلحين».
وكان مقاتلو المقاومة الشعبية التهامية قد أكدوا في وقت سابق، وفي بيان لهم حمل الرقم (1) حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أكدوا أن المقاومة مستمرة في عملياتها ضد المسلحين الحوثيين وجميع الميليشيات في تهامة حتى تتحرر كافة مناطق الإقليم من سيطرة من وصفتهم بـ«الحوافيش الإجرامية» واستعادة إقليم «تهامة» الحر إلى حريته وهدوئه وسكينته واستقراره.. داعية إلى «النفير العام ضد ميليشيات الحوثي، وسرعة إعلان جميع القيادات العسكرية والأمنية وكل الألوية والوحدات العسكرية العاملة بالإقليم، عودتها إلى حضن الشرعية وإلا فإنها ستكون عرضة لضربات المقاومة وقوات التحالف وقد أعذر من أنذر».
من جهة أخرى، قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة الشعبية بجبهة صرواح، غرب بمحافظة مأرب، سيطرت على موقع جديد، وأنها أحرزت تقدما وذلك بعد اشتباكات بين المقاومة الشعبية مسنودة بالجيش وبين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح».
وتشهد المنطقة هدوءًا حذرًا منذ الأمس، كما تشهد أيضا كما تشهد جبهة الجدعان مديرية مجزر اشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة.
وشن وكيل محافظة مأرب الدكتور عبد ربه مفتاح حملة إغاثة النازحين بتوزيع 500 سلة غذائية للأسر النازحة بسبب الحرب التي يشنها المسلحون الحوثيون على أطراف محافظة مأرب. وقال الوكيل مفتاح، في تصريح صحافي له، إن «النازحين يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة نتيجة الحرب التي أجبرتهم على الخروج من مناطقهم وقراهم، وأن حملة الإغاثة ستشمل كل النازحين بالمحافظة نتيجة الحرب التي تشهدها أطراف المحافظة في بعض المديريات».
وأكد الوكيل أن «التدشين شمل 500 أسرة نازحة من صرواح إلى منطقة ذنة غرب مدينة مأرب وتحتوي السلة على (كيس قمح وكيس سكر وزيت وشاي) مقدمة من شبكة النماء ومنظمة اليونيسيف وائتلاف الحياة والسلام».

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,742,903

عدد الزوار: 6,963,664

المتواجدون الآن: 77