عشرات القتلى بانفجارات ضخمة في عدن ومواجهات شرسة في أبين ولحج....عسكريون موالون لصالح يسهلون للحوثيين السيطرة على الشريط الساحلي في الحديدة

الحوثيون يستخدمون مدنيين دروعاً بشرية....«عاصفة الحزم»: قدرات الحوثيين أصبحت ضعيفة ويستهدفون اليمنيين بـ«الهاون»...أسلحة معسكرات عدن متروكة للنهب وتكثيف الغارات على ألوية الصواريخ

تاريخ الإضافة الإثنين 30 آذار 2015 - 7:50 ص    عدد الزيارات 2202    القسم عربية

        


 

الحوثيون يستخدمون مدنيين دروعاً بشرية
الحياة....الرياض - أحمد غلاب وخالد العمري وعيسى الشاماني
دخلت عملية «عاصفة الحزم» يومها الثالث أمس، وهي تُحقِّق الأهداف المرسومة لها كما أكدت وزارة الدفاع السعودية، التي شدّدت على أن القوات المتحالفة لا تزال تُحكِم السيطرة على كامل الأجواء اليمنية. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل ليل الجمعة- السبت بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجدد دعمه عملية «عاصفة الحزم».
وقال المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري في إيجازه الصحافي اليومي أمس، إن غارات اليوم الثالث استهدفت قواعد جوية ومراكز للقيادة والسيطرة، وبطاريات صواريخ باليستية، ومستودعات للذخيرة والأسلحة، وطاولت تحرُّكات عناصر الميليشيات الحوثية باتجاه الجنوب اليمني، خصوصاً عدن، ومن صعدة (شمالاً) باتجاه الحدود الجنوبية للسعودية. وأكد أن غارات التحالف دمّرت معظم الصواريخ التي في حوزة الحوثيين. وكرَّر أن الهجمات الجوية تحرص على مراعاة عدم استهداف المدنيين اليمنيين، الذين اتّهم الميليشيات الحوثية باستخدامهم دروعاً. وزاد أن مروحيات «أباتشي» السعودية والمدفعية ستواصل استهداف أي تجمُّع للحوثيين يتحرك باتجاه جنوب المملكة.
واتهم عسيري الحوثيين بتحصين ميليشياتهم في المساكن والمناطق المأهولة، إذ يضعون مضادات للطيران لاستدراج طائرات تحالف «عاصفة الحزم» لقصفها وإيقاع ضحايا مدنيين.
وأكد أن البحرية السعودية نفّذت عملية ناجحة لإجلاء 86 ديبلوماسياً وإعلامياً من 12 جنسية، بينهم سعوديون، من عدن. وزاد أنهم وصلوا إلى ميناء جدة (غرب السعودية)، موضحاً أن سفناً ومروحيات وقوات «كوماندوس» استُخدِمت في الإجلاء.
وفي شأن الحادثة التي تعرّضت لها مقاتلة سعودية من طراز «إف- 15» فوق خليج عدن، ذكر عسيري أن أحد طيارَيْها عاد لمزاولة مهماته، فيما أصيب الآخر في يده.
وفي شأن إصرار الميليشيات الحوثية على التحرك إلى عدن، قال المستشار العسكري السعودي إن قوات التحالف «تواجه ميليشيات بلا تشكيلات ميدانية كالتي لدى الجيوش النظامية، وتحديد الأهداف يتطلّب جهوداً وصبراً، لكننا سنحقق أهدافنا في الوقت المحدد». واتهم الحوثيين بإعاقة إجلاء موظفي الأمم المتحدة من اليمن، مكرراً أن تحالف «عاصفة الحزم» لن يسمح بإمدادات للحوثيين ونبّه إلى أن قدراتهم تضعُف يوماً بيوم، فيما الباب مفتوح أمام انضمام مزيد من الدول إلى التحالف.
ورداً على سؤال عن الكلفة المالية لـ «عاصفة الحزم»، قال عسيري: «أمن اليمن وسلامته أهم لدينا من فاتورة العمل العسكري» لحماية الشرعية. وأكد عدم وجود إصابات في صفوف الجنود السعوديين المشاركين في العمليات. ونفى مجدداً وجود أي خطة لشن هجوم بري، مؤكداً أن القوات السعودية والمتحالفة جاهزة لأي طارئ.
وكانت وكالة الأنباء السعودية ذكرت أن إجلاء الديبلوماسيين والإعلاميين من عدن نُفِّذ صباح الأربعاء، على متن سفينتي الملك «الدمام» و «ينبع»، بمشاركة طيران البحرية وعناصر من وحدات الأمن الخاصة. ووصل الأشخاص الذين أُجلوا إلى جدة صباح أمس.
وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن ديبلوماسي خليجي قوله أمس إن التحالف العربي كان يخطط في البداية لحملة تستمر شهراً، لكنها قد تستغرق بضعة أشهر. وحذّر من أن إيران الحليف الرئيسي للحوثيين سترد على الأرجح في شكل غير مباشر، من خلال تشجيع موالين لها على تنفيذ هجمات في دول عربية.
وشدد على أن ضربات التحالف ستتواصل الى ان يتمكن اليمن من استئناف عملية الانتقال السياسي. وذكر أن قلق دول الخليج العربية من نفوذ الحوثيين في اليمن تزايد في كانون الثاني (يناير) الماضي، حين أظهرت صور التُقِطت بالأقمار الاصطناعية نشر قواتهم صواريخ «سكود» في المناطق الشمالية القريبة من الحدود مع السعودية. ويتراوح مدى هذه الصواريخ بين 250 و650 كيلومتراً موجّهة شمالاً.
وتابع الديبلوماسي أن الجيش اليمني كان يمتلك نحو 300 صاروخ «سكود»، ويُعتقد بأن الجزء الأكبر منها بات في يد جماعة الحوثيين والوحدات العسكرية المتحالفة معهم، الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأضاف أن حملة التحالف دمّرت 21 منها، مشيراً إلى أن الجماعة تتلقى التدريب والدعم على الأرض من حوالى 5 آلاف خبير من إيران وحلفائها في المنطقة، «حزب الله» في لبنان ومجموعات شيعية عراقية.
قاعدة الصواريخ
وفي شرم الشيخ، حيث تُعقد القمة العربية، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول يمني قوله أمس، إن عملية «عاصفة الحزم» استهدفت قاعدة نصب فيها الحوثيون صواريخ بعيدة المدى، ووجهوها صوب مدينة عدن ودول مجاورة. وأضاف أن السلطات اليمنية تلقّت معلومات تفيد بأن خبراء إيرانيين أحضروا قطع غيار للصواريخ في القاعدة الواقعة جنوب صنعاء.
طهران
وبثت «قناة العالم» أن ايران أعلنت استعدادها لإرسال مساعدات طبية وفرق طبّية إلى اليمن. وخلال اجتماع عُقِد الجمعة وضم وزير الصحة ورئيس جمعية «الهلال الأحمر» ومسؤولي القطاعات الصحية في إيران، أعلن استعداد الجمهورية الإسلامية لإرسال هذه المساعدات إلى اليمن. وأعلن عدد من مستشفيات طهران استعداده لمعالجة جرحى يمنيين.
فابيوس
في غضون ذلك (أ ف ب)، لفت وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة بثّتها قناة «فرانس 24» إلى عدم وجود رابط بين أحداث اليمن ومفاوضات الملف النووي الإيراني. لكنه لاحظ أن «إيران تعلن أنها قوة سلام، فيما نرى ما يحصل في اليمن. ليس مشروعاً أن تقدّم هذا الدعم (للحوثيين)، في حين هناك رئيس للبلد، لا يمكن طرده بهذه الطريقة». وزاد: «من الممكن أن يصل كل ذلك إلى مجلس الأمن، لذلك لا بد من إعادة الرئيس (عبدربه منصور هادي) الشرعي (إلى الحكم)، وإجراء محادثات من أجل إيجاد حل».
 
عشرات القتلى بانفجارات ضخمة في عدن ومواجهات شرسة في أبين ولحج
صنعاء، عدن، صعدة - «الحياة»
تابع اليمنيون بكل اتجاهاتهم القمة العربية في شرم الشيخ، على رغم تكثيف الضربات الجوية لعملية «عاصفة الحزم»، ومواصلة الحوثيين محاولاتهم تشديد الطوق حول عدن.
وينقسم اليمنيون بين متخوف من إطالة أمد العملية، وبين مؤيد لها على أمل أن تُسفر الضربات الجوية عن انهيار مواقع الحوثيين وإمكاناتهم العسكرية، وإخضاعهم للحوار لتسوية الأزمة وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والاعتراف بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته.
ولم تعطِ جماعة الحوثيين بعد، أي مؤشر إلى استعدادها للعودة إلى طاولة التفاوض، علماً أن المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر غادر صنعاء أمس برفقة بعثة الأمم المتحدة، بعد موافقة قيادة التحالف الخليجي- العربي على فتح الأجواء اليمنية لعبور خمس طائرات تجارية نقلت البعثات الدولية من صنعاء إلى جيبوتي وأثيوبيا.
وصَعّد الحوثيون خطابَهم السياسي والإعلامي ضد عملية «عاصفة الحزم»، وطالبوا كل الدول والمنظمات الدولية والإقليمية بالتدخل لوقفها. وتوعّدوا بالرد والمواجهة، و «الصمود أمام التحديات التي تستهدف اليمن وإرادة شعبه في الحرية والتغيير والسيادة الوطنية».
وكثّف التحالف الغارات الجوية أمس، وقصف مناطق في محافظة صعدة، كذلك مطارها ومحطة الغاز في منطقة سحار. كما تكثّفت الضربات الجوية على منطقة مطره والشعب في خولان بن عامر، ومنطقة العند المجاورة لمدينة صعدة. واعلن مساء عن قصف مقر الحرس الجمهوري في صنعاء.
وكانت العاصمة صنعاء وضواحيها شهدت ليل الجمعة- السبت أعنف الغارات منذ بدء عملية «عاصفة الحزم»، وطاول القصف معسكر الصواريخ في فج عطان وقاعدة الديلمي بمطار صنعاء، ومبنى كلية الطيران والدفاع الجوي المجاورة لمنزل الرئيس هادي في شارع الستين الغربي ومعسكر 48 التابع لقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري).
انفجارات جبل حديد
إلى ذلك روى شهود في محافظة عدن أن المدينة تعيش حالاً من الفوضى الشاملة، في ظل غياب المؤسسات الأمنية ومؤسسات الدولة في شكل شبه كامل في معظم شوارع المدينة وضواحيها. وناشد محافظ عدن ومدير الشرطة المواطنين الحفاظ على الأمن، والتصدي لعمليات نهب المؤسسات العامة والخاصة، في حين دوّت ظهر أمس انفجارات ضخمة في مستودعات السلاح والتموين العسكري في جبل حديد وسط عدن، بعد دخول مئات من المواطنين لنهبها. وذكرت مصادر أن الانفجارات داخل مستودعات الذخائر والأسلحة كانت لا تزال مستمرة حتى مساء أمس، ورجّحت سقوط عشرات بين قتيل وجريح.
وقالت مصادر لـ «الحياة» إن قوات من الجيش يدعمها مسلحو الحوثيين سيطرت على عدد من المناطق والمواقع العسكرية والأمنية في محافظتي أبين ولحج (جنوب البلاد). وأشارت إلى أن هذه القوات تخوض مواجهات مع مسلحي «اللجان الشعبية» الجنوبية، وتحدّثت عن مواجهات شرسة مع مسلّحين يُعتقد بأنهم ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» المتواجد في تلك المناطق.
من جهة أخرى بثت قناة «العربية» أمس ان أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق، زار الرياض سراً قبل يومين من بدء عمليات «عاصفة الحزم» ونقل عرضاً من والده باستعداده للإنقلاب على الحوثيين وتحريك قوات لقتالهم في مقابل انهاء العقوبات ضده. وقالت ان وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان رفض عرض أحمد علي صالح، القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري، وشدد على ضرورة التزام المبادرة الخليجية وعودة الرئيس هادي الى ممارسة صلاحياته كرئيس شرعي لليمن.
 
«عاصفة الحزم»: قدرات الحوثيين أصبحت ضعيفة ويستهدفون اليمنيين بـ«الهاون»
عسيري: المتمردون يضعون المضادات فوق أسطح المباني لتصيّد مقاتلات التحالف
الشرق الأوسط...الرياض: ناصر الحقباني
أعلنت قوات التحالف في «عاصفة الحزم»، أمس، أنها على معرفة تامة بمواقع مخازن الأسلحة والصواريخ «الباليستية» التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وأن العمليات الاستخباراتية مستمرة، وأن قدرات الحوثيين تضعف يوما بعد يوم، وذلك خلال اليوم الثالث من العمليات الجوية المستمرة، مشيرة إلى أن المتمردين يحاولون جر قوات التحالف من خلال وضعهم مضادات أرضية وكذلك مضادات للطيران فوق أسطح المباني داخل التجمعات السكنية، من أجل استهداف ضحايا في صفوف المواطنين.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي، أن العمليات الجوية لا تزال تحقق أهدافها منذ اليوم الأول، ولم يكن بحوزة الميليشيات الحوثية أي طائرات بعد أن سيطروا عليها من الجيش اليمني، كما لم يعد لديهم تحكم على القيادة والسيطرة سواء داخل القواعد الجوية أو خارجها.
وقال العميد عسيري، خلال الإيجاز العسكري اليومي في مطار القاعدة الجوية بالرياض، أمس، إن قوات التحالف استهدفت خلال الساعات الـ24 الماضية قواعد الصواريخ الباليستية (صواريخ أرض أرض)، حيث تم تدمير جزء كبير منها، مؤكدا أنه لا يستبعد تخزين الميليشيات الحوثية لجزء كبير منها، وأن العمل جار على استهدافها. وأشار مستشار وزير الدفاع السعودي إلى أن قوات التحالف تستهدف أيضا تجمعات ومخازن الذخيرة ومواد التموين وتحركات القوات الحوثية بين المناطق، وذلك للقضاء على العمليات العسكرية المستمرة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية سواء باتجاه الجنوب المملكة أو باتجاه عدن.
ولفت العميد عسيري إلى أن العمليات الجوية استهدفت، أمس، مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الذخيرة والأسلحة، مؤكدا دقة هذه العمليات وتركيزها في استهداف المواقع التي تتحصن فيها قيادات الميليشيات الحوثية بشكل أساسي أو تجمعات الأفراد التي تتم على الحدود بين السعودية والجمهورية اليمنية.
وعرض مستشار وزير الدفاع، خلال المؤتمر الصحافي، عددًا من الشرائح تبين المواقع التي تم استهدافها من قبل قوات التحالف، مؤكدا خلالها على أن العمليات كانت تتحاشى أن تكون هناك أي إصابات جانبية. وشدد على أن العمليات سوف تستمر خلال الأيام المقبلة لمنع تحرك القوات ونقل الإمداد والتموين وتحريك الأرتال والعربات والآليات، مبينا أنه تم رصد تحركات وحشود لأرتال وعربات حوثية بشكل مستمر سواء باتجاه جنوب اليمن أو تحركات من محافظة صعدة باتجاه الحدود الجنوبية للسعودية.
كما تطرق إلى استهداف أحد المباني التي تحتوي على مخابئ للذخيرة أو أسلحة أو المعدات بإصابة مباشرة للمبنى دون إصابة المباني المجاورة، بحيث إن المبنى المستهدف يقع في المنتصف، فيما تم استهداف عربة لأحد القيادات الحوثية بعد التأكد من وجوده فيها.
وأكد العميد عسيري أن الميليشيات الحوثية تتحصن داخل المساكن والمناطق المأهولة بالسكان، ويضعون المضادات الأرضية، وكذلك مضادات الطيران فوق أسطح المباني، وأيضا داخل التجمعات السكنية، بهدف جر التحالف إلى قصف هذه المواقع لإحداث ضحايا في صفوف المواطنين الأبرياء، مؤكدا أن قوات التحالف تسعى لتقليل هذا النوع من الإصابات حتى لو تطلب الأمر الانتظار على الهدف إلى أن يصبح خاليا من وجود المواطنين. وأضاف أن «الميليشيات الحوثية والجماعات الموالية لها تستهدف مساكن المواطنين بقذائف الهاون، لإيهام المواطنين اليمنيين بأن قوات التحالف تقصفهم، ولكن أي عاقل يعرف أن هناك فرقا بين قذيفة الهاون والقذائف التي تلقيها الطائرات».
وأكد مستشار وزير الدفاع أن استهداف مخازن الذخيرة أو الأسلحة أصبح مكثفًا بشكل كبير بعد أن انتهت قوات التحالف من مهاجمة الصواريخ المضادة للطائرات والمدافع المضادة للطائرات، وأن الميليشيات الحوثية خلال هذه الفترة مستمرة في تحريك عناصرها باتجاه جنوب المملكة، والقوات البرية السعودية تقوم بدورها في هذا الجانب. وأضاف «استهدفت القوات البرية أكثر من تجمع خلال الفترة الماضية في قطاعي جيزان ونجران باستخدام مدفعية الميدان، وطائرات القوات البرية (الأباتشي)ن لمنع الميلشيات الحوثية من الحشد أمام الحدود الجنوبية للمملكة، مع استمرار هذه العمليات لهذا الحشود».
وفي الجانب البحري، أوضح العميد عسيري أن القوات الملكية السعودية نفذت خلال اليومين الماضيين عملية أطلق عليها «خطة الإعصار»، وشاركت فيها القوات البحرية بجميع مكوناتها من سفن وطائرات مروحية وكوماندوز، لإجلاء المواطنين السعوديين والهيئات الدبلوماسية من محافظة عدن باتجاه المملكة، وأجلت ما يعادل 86 شخصًا من 12 جنسية مختلفة، منهم إعلاميون ودبلوماسيون، ووصلوا صباح أمس لمدينة جدة بسلام. وأضاف «المجال الجوي في اليمن يقع تحت سيطرة عمليات (عاصفة الحزم)، وأي طيران يحاول الدخول إلى المجال الجوي لا يدخل إلا بإذن قوات التحالف وإلا سيتعرض للقصف، وأن من أعاق عملية إجلاء المواطنين السعوديين، وآخرين من الهيئات الدبلوماسية، هم الحوثيون، إلا أن قوات التحالف قامت بواجبها، وسمحت بالإخلاء في الوقت المناسب».
وأكد مستشار وزير الدفاع السعودي أن العمليات الجوية لـ«عاصفة الحزم» في اليوم الثالث لم تتعرض لأي مقاومة، ويأتي هذا النجاح بسبب الخطة المدرسة في الهجمات التي نفذت في أول 15 دقيقة في اليوم الأول.
وحول وجود الميليشيات الحوثية لليوم الثالث على التوالي بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية، واستخدام التدخل البري، قال العميد عسيري «أي عملية عسكرية برية أو جوية أو بحرية يسبقها تقدير للموقف وتقييم للمعلومات، ومن ثم تنفذ أي طلب لأي عملية حسبما هو مناسب، أما في الوقت الحالي فإن القوات البرية تقوم بدورها باستخدام مدفعيات الميدان، وطائرات الأباتشي، وبالتالي يتوازن ذلك مع حجم الحشود الحوثية، التي توجد على الحدود، ولكن إذا تطلب الموقف جديدا فسيقيم في وقته ويتخذ الإجراء المناسب».
وأكد مستشار وزير الدفاع أن قوات التحالف لديها معرفة تامة بالتعامل مع الميليشيات الحوثية، وبالتالي تستمر العمليات بناء على الخطط الموضوعة، ويتم الاستهداف على مراحل الحملة، وقوات التحالف على معرفة تامة بمواقع مخازن الأسلحة والصواريخ، والعمليات الاستخباراتية مستمرة، وأن أمن وسلامة اليمن يساويان أكثر من العمل العسكري. وقال «قدرات الحوثيين يوما بعد يوم تصبح ضعيفة، والميليشيات باتت تتكبد خسائر حتى الآن، بعد أن قامت على القهر وظلم الشعب اليمني، ولن تستطيع أن تعمل على التأثير على الشعب اليمني كما كانت في السابق».
 
عسكريون موالون لصالح يسهلون للحوثيين السيطرة على الشريط الساحلي في الحديدة
مظاهرات شعبية مؤيدة للتحالف ومناهضة للحوثيين في إب وتعز
الشرق الأوسط..اليمن (الحديدة): وائل حزام
شهدت عدة محافظات يمنية أمس مسيرات حاشدة لمناهضة الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأكدوا تأييدهم لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولعملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين، وحلفائهم، ورفع المتظاهرون في محافظتي إب وتعز، وسط البلاد، أعلام اليمن ودول التحالف، وصور ملوك وأمراء الدول المشاركة في التحالف العربي ضد الحوثيين، فيما أكدت مصادر عسكرية سيطرة الحوثيين وقوات موالية لصالح، على القطاع الساحلي التابع لمنطقة المخا، القريبة من باب المندب والتابعة إداريا لمحافظة تعز.
وطالب المتظاهرون باستعادة جميع مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المسلحة، تأكيدا لوقوفهم مع شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، حيث شهدت مدينة تعز مظاهرات حاشدة تأييدا لعملية «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية التي تستهدف المقار العسكرية لجماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح، ولإعادة الشرعية إلى البلاد. ورفع المتظاهرون أعلام اليمن والسعودية، وصور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والملك سلمان بن عبد العزيز، مطالبين التحالف بوضع حد للانقلابيين الحوثيين وحلفائهم.
وإلى ذلك، أكد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أن جماعة الحوثي تمكنت من السيطرة على القطاع الساحلي في منطقة المخا، بعد اشتباكات مع قوات اللواء 35، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وأكد أن الحوثيين باتوا يسيطرون بالكامل على القطاع بعد تسهيل قيادات عسكرية موالية لصالح لدخولهم، بمعدات عسكرية ثقيلة، مما سهل لهم السيطرة على الميناء ومحطة توليد الكهرباء في المخا.
وكانت اللجنة الأمنية في محافظة تعز عقدت أمس اجتماعا برئاسة نائب المحافظ، أمين عام المجلس المحلي محمد الحاج، وأقرت إعادة جاهزية الحملات الأمنية من مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية للقيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار بالمحافظة وسحب جميع الاستحداثات من مركز المدينة وأي مديريات أخرى وعدم استحداث أي نقاط أمنية جديدة إلا بعد موافقة اللجنة الأمنية، وأكدت اللجنة الأمنية على ضرورة الالتزام بواحدية اتخاذ القرارات وضرورة مساندة الجهود الأمنية باعتبار أن الأمن مسؤولية مشتركة لا يقتصر على رجال الأمن، مشددة على ضرورة النأي بالمعسكرات والأجهزة الأمنية عن المماحكات السياسية والحزبية وتفويت الفرصة أمام المتأبطين شرا بالمحافظة وأمنها واستقرارها باعتبار أن ممتلكات الجيش والأمن ملك لجميع المواطنين، وعدم السماح بأي اختراقات أمنية تحاول جر المحافظة إلى مربع الصراع والعنف والفوضى وتحويلها إلى ساحة حرب وعدم السماح بتكوين أي ميليشيات مسلحة كسلطة ثنائية بالمحافظة وإخضاع كل الوحدات الأمنية والعسكرية لتوجيهات اللجنة الأمنية.
من جهة أخرى، قمع مسلحو الحوثي مظاهرة شعبية مناهضة لهم في محافظة الحديدة غرب اليمن، مستخدمين الرصاص الحي والهراوات، وشارك الآلالف من اليمنيين في مسيرات احتجاجية نظمها الحراك التهامي السلمي، وجابت المسيرات شوارع مدينة الحديدة رافعين فيها لافتات تؤيد عملية «عاصفة الحزم»، ومناهضة للحوثي، مؤكدين وقوفهم مع شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقد أغلقت جماعة الحوثي المداخل المؤدية لمدينة الحديدة بأطقم مسلحين لمنع التحاق الآلاف من أبناء الريف التهامي القادمين من شمال وشرق المدينة للمشاركة في المسيرات المؤيدة والمطالبة بطرد الحوثيين من تهامة، وقال أحد المشاركين في المسيرة لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحوثيين اعتدوا علينا بالضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وأطلقت الرصاص الحي علينا بينما كنا في مسيرة مؤيدة لعمليات (عاصفة الحزم) رفضا لاحتلال تهامة من قبل ميليشيات الحوثي المسلحة والتأكيد على التمسك بإقليم تهامة دون هيمنة أو وصاية تأييدا لعاصفة الحزم»، مضيفا: «نحن مستمرون بمسيراتنا المطالبة بطرد جميع الميليشيات المسلحة من تهامة واستعادة الأمن والسلام للمحافظة المسالمة وطرد المسلحين الحوثيين من قلعة الكورنيش التاريخية أمام ساحل البحر الأحمر التي تحتلها جماعة الحوثي المسلحة منذ أشهر لتكون عاصمة (إقليم) تهامة دون المسلحين الحوثيين، وطردهم أيضا من جميع المرافق الحكومية بما فيها المطار وميناء الحديدة».
وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن «جماعة الحوثي المسلحة قامت بنهب مخازن السلاح من معسكر مدرسة القتال التابع للقوات الخاصة بمديرية الضحى، إحدى مديريات محافظة الحديدة الواقعة في الشمال الشرقي للحديدة، بعد توجيهات من قيادة معسكر القوات الخاصة ونقلها إلى مكان مجهول، ونهب بعض الأسلحة التي كانت في مخازن المؤسسة الاقتصادية بمدينة الحديدة».
في المقابل، طالب المتظاهرون في محافظة إب، جنوب العاصمة صنعاء، وحدات الأمن والجيش بإعلان ولائها الوطني للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يمتلك الشرعية وعدم تقديمها للمسلحين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح. مؤكدين رفضهم للتمرد الحوثي وحربهم، التي وصفوها، بالظالمة والعدوانية ضد أبناء اليمن في المحافظات الجنوبية والشرقية والوسط، واستمرارهم في المسيرات الجماهيرية السلمية المطالبة برحيل جماعة الحوثي المسلحة من كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.
وكان أبناء محافظة إب خرجوا بمسيرات جماهيرية حاشدة أعلنوا فيها استنكارهم لجرائم من سماهم بتحالف الشر «الحوثعفاشي» (الحوثي والعفاشي)، وتأييدهم لعملية «عاصفة الحزم» ورفضهم كل الإجراءات التي تقوم بها جماعة الحوثي المسلحة من أعمال عدائية متمثلة في عرقلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ومن ثم مسودة الدستور واقتحام العاصمة ومحاصرة الرئيس ثم وضعه مع الحكومة تحت الإقامة الجبرية.
 
أسلحة معسكرات عدن متروكة للنهب وتكثيف الغارات على ألوية الصواريخ
صنعاء، عدن- «الحياة»
لليوم الثالث، واصلت طائرات التحالف المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية، غاراتها على مواقع قوات الجيش اليمني الخاضعة لجماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح ودفاعاتها في كل المناطق، وبينها العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة (شمال)، كما وجّهت الطائرات ضربات لوحدات عسكرية حاولت تطويق عدن من الشرق.
وتواصلت في عدن الاشتباكات بين «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والمسلّحين الحوثيين، في ظل انفجارات ضخمة في مخازن السلاح، واستمرار نهب أسلحة المعسكرات والمواقع الأمنية من قبل أطراف مجهولة، يُعتقد أن من بينها عناصر موالية لتنظيم «القاعدة».
وضربت الغارات في يومها الثالث مناطق غرب صنعاء، حيث معسكر القوات الخاصة ووحدة مكافحة الإرهاب ومعسكر للتموين وألوية الصواريخ، وسُمِع فجراً دوي انفجارات هائلة يُعتقد أنها ناجمة عن إصابة مخازن للصواريخ في منطقة «فج عطان»، كما شوهدت ألسنة اللّهب تتصاعد لساعات فوق الموقع.
القصر الرئاسي
وتجددت الغارات على محيط القصر الرئاسي في منطقة السبعين، حيث معسكر الحماية الرئاسية، كما ضربت مطار صنعاء لليلة الثالثة، وامتدت نحو معسكرين في مديرية أرحب شمالاً قبل أن تستهدف نهاراً مواقع في محافظة الجوف، يسيطر عليها الحوثيون.
وأكدت مصادر عسكرية لـ «الحياة»، أن طيران التحالف كثّف ضرباته لمعسكرات في محافظة ذمار (100 كلم جنوب صنعاء) كما استهدف معسكر ضبوة عند مدخل العاصمة الجنوبي، وقصف مخازن للأسلحة في جبل نقم وفي معسكر قوات الاحتياط في منطقة حي السواد الذي كان يُعرف سابقاً بقيادة قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجل الرئيس السابق أحمد علي صالح.
وأعلنت جماعة الحوثيين إسقاط مقاتلة استهدفت مطار صنعاء، وعرضت وسائل إعلام موالية لها صوراً للحطام في منطقة الحتارش شرق العاصمة، كما أكّدت أسر الطيار وهو سوداني. لكن السودان نفى رسمياً سقوط أي مقاتلة له.
كما أعلنت مصادر قريبة من الجماعة المسؤولية عن إسقاط مقاتلة سعودية في البحر الأحمر، بعد تعرُّضها لنيران المضادات الجوية في منطقة العند. وكانت السعودية أكدت أن الطائرة وهي من طراز «أف 15» تعرّضت لعطل فني، ما اضطر الطيارين إلى القفز منها وأنقذتهما البحرية الأميركية.
إلى ذلك، أفادت مصادر في محافظة أبين (جنوب) أن قوات خاضعة للحوثيين وموالية لعلي صالح تعرّضت لقصف جوي أثناء توجهها إلى مدينة عدن عبر الطريق الساحلية من مدينة شقرة.
وأكدت قصف مواقع في محافظة صعدة، بينها المطار ومحطتا الغاز والكهرباء وموقع في مديرية مطرة وآخر في منطقة قحزة شرقي صعدة.
وأكد شهود انقطاع التيار الكهربائي كلياً في صعدة، وأفادوا باستمرار القصف على مواقع الحوثيين المتاخمة للشريط الحدودي مع السعودية من جهة الغرب، في ظل نزوح لسكان قرى إلى محافظة حجة.
وأكدت مصادر طبية في صنعاء مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، بعد غارة على معسكر قوات الاحتياط.
وسيطرت الجماعة أمس على معسكر «اللواء 25 ميكا» في مديرية عبس في محافظة حجة (شمال غربي صنعاء) بعدما رفض قادته تلقي الأوامر منها. وأكدت مصادر عسكرية أن مسلّحيها سيطروا أمس على كتيبة تتبع القطاع الساحلي في مدينة المخا على البحر الأحمر، ونصبوا مضادات للطيران على جبل النار في إحدى الجزر المجاورة.
وفي عدن تواصلت الاشتباكات بين أنصار هادي والحوثيين في ظل فوضى ونهب طاول معسكرات ومقار أمنية. وقالت مصادر محلية إن انفجارات متتالية سُمِعت، وحريقاً ضخماً اندلع في أكبر مخازن السلاح في جبل حديد بالمدينة.
وأكدت المصادر سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف مواطنين كانوا يحاولون نهب المخازن لليوم الثاني على التوالي، ولم يُعرف سبب الانفجارات، لكن بعض المصادر رجّح أن تكون ناجمة عن انفجار قذيفة داخل المخازن، أدت إلى الحريق.
ونقلت «فرانس برس» عن مدير دائرة الصحة في عدن الخضر الأصور قوله إنه تم أمس السبت سحب تسع جثث متفحمة من مخزن أسلحة للجيش في المدينة، ما رفع إلى أكثر من سبعين عدد القتلى فيها خلال ثلاثة أيام. وأضاف: «سحبنا حتى الآن تسع جثث متفحمة وهناك وفق معلوماتنا جثث أخرى داخل (المخزن) لم نتمكن من الوصول إليها جراء الانفجارات». والمخزن الواقع في قبو جبلي يعرف باسم «جبل الحديد» قرب ميناء عدن، يعود أصلاً الى الجيش اليمني لكن جنوده فروا منه هذا الأسبوع بسبب الفوضى التي تسود عدن وهروب قادتهم.
وكان العديد من الأشخاص في جبل الحديد عند حدوث الانفجارات، وفق شهود أفادوا بأن جثث لصوص كانت في المكان قبل الانفجارات.
وقال أحد السكان لـ «فرانس برس»: «كان هناك العديد من الجثث في القبو. قتل لصوص بأيدي آخرين لم يجدوا السلاح الذي يبحثون عنه».
وقال آخرون إن اللصوص قضوا مختنقين بغاز سام مصدره الذخيرة المخزنة فيما قتل آخرون طعناً. وتعذر التأكد من هذه المعلومات من السلطات.
وبمنأى من هذه الانفجارات، أوقعت المعارك في عدن خلال ثلاثة أيام 61 قتيلا و203 جرحى، بحسب حصلية جديدة أدلى بها الأصور. وكان المصدر ذاته أفاد سابقاً عن مقتل 54 شخصاً وإصابة 187 آخرين في المعارك الدائرة منذ الخميس في المدينة بين اللجان الشعبية للأحياء وميليشيات الحوثيين.
إجلاء موظفي الأمم المتحدة
وقررت الأمم المتحدة أمس إجلاء أكثر من مئة موظف من صنعاء بسبب تدهور الوضع، وكانت البحرية السعودية أجلت من مدينة عدن عشرات من أعضاء البعثات الديبلوماسية الموجودة في عدن، والذين أُعلِن أمس وصولهم إلى ميناء جدة.
ومع استمرار حملات التأييد في مناطق تعز وإب وشبوة ومأرب والحديدة لعملية «عاصفة الحزم» الرامية إلى ردع الحوثيين، أكد الحزب الاشتراكي في بيان للناطق باسمه، علي الصراري، رفضه الحرب والاقتتال. وشدد على أهمية «وقف تمدد المسلحين الحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها والخروج منها، بما في ذلك العاصمة صنعاء»، ووقف الضربات الجوية.
وفي أول موقف رسمي له دعا التنظيم الشعبي الناصري إلى «وقف كل العمليات القتالية وحقن دماء اليمنيين».
وطالب الحوثيين بالانسحاب «من دون قيد أو شرط وفي شكل فوري من كل المواقع والمحافظات، ورفع كل النقاط المسلحة غير التابعة للدولة، وإنهاء الهيمنة والسيطرة على المؤسسات، وتمكين الحكومة من القيام بمهامها، وممارسة صلاحياتها إلى أن يتم التوافق على تشكيل حكومة جديدة، تجنُّباً لقيام سلطتين وحدوث انقسام في المؤسسات».
وكان حزب التجمع اليمني للإصلاح أصدر بياناً تجنّب فيه تأييد أو رفض عملية «عاصفة الحزم»، مكتفياً بالترحم على أرواح القتلى، وداعياً إلى استئناف الحوار للتوصل إلى حل سلمي.
 
معارك طاحنة بين رجال القبائل وجنوبيين ضد الحوثيين في ضالع
مئات القتلى والجرحى من المدنيين في انفجار مخازن للأسلحة في عدن
الشرق الاوسط..صنعاء: حمدان الرحبي
استمرت المواجهات العنيفة على عدة جبهات جنوبية وشرقية، أمس، في محافظات الضالع، وشبوة وأبين ومأرب، مع حشد الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين بأرتالهم العسكرية القادمة من محافظات تعز، والبيضاء، كما تحركت الوحدات العسكرية الموجودة في الجنوب والتي أعلنت رفضها الخضوع للرئيس هادي، فيما تخوض المقاومة الجنوبية مواجهات طاحنة بقيادة العميد ثابت جواس، قائد قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا) في عدن، والمعين بقرار جمهوري من الرئيس هادي.
وقتل ما لا يقل عن 10 عناصر من جماعة الحوثيين أمس السبت في كمين مسلح نصبته اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي في محافظة الضالع جنوب البلاد، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر قبلية قولها إن اللجان الشعبية و«المقاومة الجنوبية» الموالية لهادي نصبت كمينا مسلحا بين سناح، ومفرق خوبر في الضالع، مما أسفر عن مقتل 10 حوثيين وإصابة آخرين، مشيرة إلى أن حشودا من قبائل ردفان، والضالع، ويافع اتجهت إلى الضالع، للدفاع عنها، والوقوف إلى جانب المقاتلين لصد الهجمات.
وأكد مصدر محلي، أن الضالع تشهد في الوقت الراهن اشتباكات مسلحة بشكل متقطع ما بين اللجان الشعبية والمقاومة الجنوبية لمساندة لها من جهة، وجنود تابعين للواء 33 مدرع مسنودين بمسلحين حوثيين من جهة أخرى.
فيما ذكرت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط»، أن القبائل في محافظة أبين مسقط رأس الرئيس هادي، تصدت لمسلحي الحوثي، المسنودين بوحدات لواء المجد الموالي للرئيس السابق، المرابط في مكيراس، مشيرة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، وانتشر عشرات المسلحين الحوثيين في منطقة شقرة الساحلية التي تعتبر أول منطقة ساحلية جنوبية يسيطرون عليها، كما شهدت جبهة محافظة شبوة تقدما ملحوظا للحوثيين، بعد تلقيهم دعما عسكريا من المعسكرات الموالية لصالح، وقالت مصادر محلية في شبوة، إن الحوثيين تمكنوا من السيطرة على منطقة بيحان، في محاولة للسيطرة على المثلث الذي يربط محافظات شبوة، والبيضاء، ومأرب، مضيفة بأن موازين القوة تسير لصالح الحوثيين وحلفائهم، بسبب افتقاد القبائل للأسلحة الثقيلة التي تتمتع بها قوات الحوثيين واعتمادهم على الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
إلى ذلك، كشفت مصادر قبلية في مأرب عن حصولها على وثائق عسكرية مهمة وجدتها بحوزة قائد حوثي تم قتله في معارك منطقة «قانية» قبل يومين، وذكرت المصادر إلى أن الوثائق التي كانت بحوزة القيادي الميداني زكريا مطهر الحوثي، تحوي مستندات وخرائط عسكرية دقيقة وهامة، موضحة بأن الخرائط توضح سير خط حملتهم العسكرية للسيطرة على مأرب، مع تحديد مواقع لنصب نقاط تفتيش، وحصر لمراكز دينية ومنازل شخصيات قبلية بارزة، كما تضم الوثائق كشوفات بأسماء شخصيات متعاونة مع الحوثيين، وأسماء المعارضين لهم.
في غضون ذلك، أكدت مصادر طبية ومحلية في العاصمة الاقتصادية اليمنية عدن، سقوط عشرات القتلى والجرحى في انفجارات ضخمة لمخازن الأسلحة في جبل حديد بمديرية خور مكسر، الذي يعد من أكبر مخازن الأسلحة للجيش اليمني. وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحصيلة الأولية للانفجارات التي لم يعرف سببها، وصلت إلى أكثر من 300 قتيل وجريح من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وأضافت المصادر أن الحصيلة قد ترتفع إلى الضعف بسبب وجود أشخاص ما زالوا تحت ركام بعض المنازل التي دمرت، واستمرار الانفجارات وتطاير عدد كبير من الصواريخ وشظايا الأسلحة التي كانت تضمها تلك المخازن، وأكدت المصادر أن بعض المنازل سويت بالأرض، وتشققت عدد من العمارات السكنية في كل من خورمكسر والمعلا، مشيرة إلى عجز المستشفيات والمراكز الصحية عن التعامل مع ضحايا الانفجارات، وهو ما دعاها إلى إطلاق نداء استغاثة لتزويدها بالمعدات الطبية وطلبت من المواطنين التبرع بالدم. وأوضحت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»: «أن جبل حديد يضم مخازن متنوعة من ذخائر الأسلحة الثقيلة، والمتوسطة، من أهمها قذائف الدبابات وصواريخ الكاتيوشا، وقذائف مدفعية من مختلف العيارات»، وكانت المخازن تعرضت لأكثر من 3 أيام إلى أعمال نهب وسلب من قبل مسلحين، ومدنيين جنوبيين.
القبائل اليمنية تتصدى بشدة للحوثيين الذين يحاولون التوغل في أراضيها
أيدت «عاصفة الحزم» وتعهدت بالقبض على الرئيس المخلوع
الشرق الأوسط...جدة: أسماء الغابري
استطاعت قبائل يمنية، أعربت عن ممانعتها ورفضها للسيطرة الحوثية وامتلاكها للقوة اللازمة لخوض الحرب، جعل أرضها بمثابة «الجحيم» لمن تسول له نفسه من الحوثيين التعدي عليها، وإيمانا من هذه القبائل بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومعرفتهم بحجم الخطر الذي تقوده إيران للمد الفارسي، وقفت حاجزا منيعا للتصدي لأي تعدٍّ على أرضها وعرضها، مؤيدة ما قامت به قوات التحالف التي شنت ضرباتها ضد الحوثيين في اليمن من خلال «عاصفة الحزم». وشددت القبائل اليمنية في مأرب على أهمية استمرار «عاصفة الحزم» حتى تنتهي من أهدافها في وقف المد الفارسي، وإعادة الأمن لليمن.
من جهته أيّد الشيخ حمد وهيط شيخ قبيلة مأرب في الجوف دول الخليج ومصر التي قامت بضربة عسكرية على الحوثيين المنقلبين على الشرعية في اليمن، مؤكدا إجماع قبائل مأرب على تأييدهم لـ«عاصفة الحزم» التي انتظرها اليمنيون أكثر من 8 أشهر، ناشدوا فيها المجتمع الدولي لوقف المد الفارسي الذي تقوده إيران بمساعدة الحوثيين وعلي عبد الله صالح في اليمن.
ورأى أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح بمساعدة جيشه والحوثيين هو من تسبب في تصعيد الوضع والاضطرابات في اليمن من خلال استباحة 22 محافظة يمنية عاثوا فيها فسادا وجمعوا خلالها من يساندهم بقوة السلاح والتهديد وشراء الذمم.
وركز على أن أغلب قبائل اليمن حاربت الحوثيين وجيش علي عبد الله صالح وتصدت لهم، وكانت موالية للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي وداعمة له.
وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن القبائل اليمنية تترصد لعلي عبد الله صالح بالمرصاد، وتعمل على ملاحقته والقبض عليه في حال وجد في منطقتها، وأنهم مستعدون لصد أي هجوم حوثي مسلح.
من جهة أخرى ذهب الشيخ علي حسن غريب شيخ قبيلة آل شبوان عبيدة في مأرب إلى أن اليمنيين مترقبون منذ أشهر الإعلان عن وجود تحالف خليجي عربي لوقف جماح الحوثيين المستمدين قوتهم ودعمهم من إيران، وأن وجود هذا التحالف سيجعل إيران تعيد تفكيرها ألف مرة قبل التدخل في شأن أي دولة عربية.
ورأى أن قوات التحالف قطعت الطريق على المد الفارسي الذي تقوده إيران في الوطن العربي بقيادة مراجعهم الدينية التي تقود المد سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وأن التدخل العسكري جاء كحل جذري لوقف خطر هذا التمدد، وخلق هيبة للعرب.
وأوضح أن اليمن لا يواجه مشكلات بين السنّة والشيعة، ولكن المشكلة التي يواجهها هي المد الفارسي، من خلال فرض شيعته على الوطن العربي، وهو الأمر الدخيل على المجتمع اليمني والشرق الأوسط بأكمله.
ولفت إلى أن المد الفارسي دخل في لبنان وسوريا والعراق وأصبح حاضنا له، وفي طريقه لليمن، ولولا تدخل قوات التحالف لوقف امتداده لأصبح اليمن أحد محاضنه.
ووصف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالمدبر لكل ما يحدث في اليمن من اضطرابات ونزاعات، مشيرا إلى أن الحوثي يستمد قوته من علي عبد الله صالح، وهو من هيأ الأجواء لدخول إيران في اليمن وتنفيذ مخطط المد الفارسي، من خلال قواته الموالية له ولابنه أحمد.
من جهة أخرى بيّن لـ«الشرق الأوسط» الشيخ عبد الله طعيمان شيخ قبيلة طعيمان في اليمن أن دول الخليج بلغ صبرها حدّه، بعد أن أغلق الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيون كل الطرق المؤدية إلى الحلول، مما استدعى الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي مناشدة دول الخليج للتدخل العسكري لاستعادة الأمن لليمن.
وذهب إلى أن صالح والحوثيين ليسوا على دراية بالسياسة، وأنهم أضروا بأفعالهم وتجبرهم باليمن وكانوا سينقلون هذا الضرر إلى دول الخليج المجاورة، وهو ما استدعى السعودية ودول الخليج للقيام بعملية «عاصفة الحزم» لوقف مدهم وطغيانهم، واستعادة الأمل والأمان لليمن.
ووصف ما قامت به دول التحالف بـ«الواجب على الشقيق لشقيقه» بعد طلب الرئيس الشرعي لتدخلهم، مؤكدا أن تآمر الحوثيين والرئيس المخلوع على اليمن جاء نتيجة أطماع شخصية ودولية ساهم فيها غبائهم السياسي. وذهب إلى أن حقد الفرس على العرب والإسلام غرر بضعاف الإيمان أمثال الحوثيين وعلي صالح، بالذود من أرض اليمن وتسهيل الطريق للمد الفارسي ومحاربة وتدمير كل من يقف في وجه أطماعهم وأهدافهم العدوانية.
وركز على أن قبائل اليمن محافظة على أرضها وعرضها ولن تسمح بأي عوامل خارجية تقود أي تغير للمبادئ والقيم الإسلامية التي تعمل بها، وأنها كانت وما زالت شوكة في حلق كل من يريد النَّيل من الدين الإسلامي الصحيح أو أرض اليمن.
 
هادي دعا إلى استمرار «عاصفة الحزم» حتى تعلن «العصابة استسلامها»
شرم الشيخ (مصر) - «الحياة»
دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى استمرار عملية «عاصفة الحزم» حتى تعلن «العصابة استسلامها»، في إشارة إلى «الحوثيين».
وخاطب هادي القادة العرب في كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة أمس في منتجع شرم الشيخ: «لو تعلمون ما واجهته من صعاب وتحديات حتى أحضر معكم، ومن فقدتهم شخصياً من إخوة ورفاق جراء تعرضي لأكثر من هجوم أثناء رحلتي إليكم، إلا أنني كنت مصمماً على الحضور، ليس للحضور الشخصي ولكن لحضور اليمن بشرعيتها الدستورية ومشروعها الوطني الجامع، لهذه القمة المهمة ولإيصال صوت الشعب اليمني لأمته».
وأضاف أن الشعب يحلم بـ «دولة مدنية اتحادية حديثة» تستلهم أسسها من مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي انقلبت عليه «ميليشيات الحوثي وحلفاؤها في الداخل والخارج».
واستعرض هادي محطات الحوار اليمني وما تلاه من أحداث ميدانية هدفت إلى «تعطيل عمل المؤسسات الحكومية من خلال السيطرة المسلحة بدعم وشراكة وتأييد من أطراف محلية ناقمة وحاقدة وعابثة ومن أطراف إقليمية لا تريد لليمن والمنطقة العربية الأمن والاستقرار».
وأشار إلى أنه حين انتقل إلى عدن كان «عقد العزم على إنجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وصولاً إلى إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مدة زمنية محددة»، لكن «ميليشيات الانقلاب وحلفاءها بالداخل المصابين بهوس السلطة والاستبداد وحلفاءهم في الخارج الذين يريدون استخدام اليمن لإقلاق المنطقة والأمن والسلم الدوليين، أدمنت العنف الدمار»، داعياً «كل أبناء الشعب للالتفاف حول الشرعية الدستورية ومؤسساتها الرسمية، ومقاومة تلك المليشيات بشجاعة وإباء، والخروج للشوارع والساحات للتعبير في تظاهرات سلمية تعبر عن إرادة اليمنيين الحرة».
وأكد أن «إرادة الشعب» دفعته لطلب المساعدة الفورية بكافة الوسائل والتدابير بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المدمر، معتبراً أن عملية «عاصفة الحزم» تطبيق عملي للدعوة الجادة لـ»تشكيل قوة عربية مشتركة»، مؤكداً أن العملية هدفها الرئيسي والوحيد «حماية الشعب اليمني من عدوان غاشم يستهدف هويته العربية وقيمه الإسلامية وتراثه المجتمعي»، مضيفاً: «أقول لأولئك الذين يدغدغون مشاعر شعبنا بالحديث عن انتهاك السيادة، بأن من انتهك السيادة هم من فجر دور العبادة ودور تحفيظ القرآن ومن نهب المعسكرات والمؤسسات المدنية ومن احتل المدن والمحافظات ومن حاصر رئيس الدولة الشرعي بل وتجرأ على ضرب القصر الجمهوري في عدن بالطيران الحربي. قلنا مراراً وتكراراً إنها جماعة لا عهد لها ولا ذمة».
وهاجم هادي بشدة «الحوثيين». وقال ان «التهور من طباع الحمقى وعديمي المسؤولية، والمتهربين من تعهداتهم وواجباتهم الوطنية. وأقول لدمية إيران وألعوبتها ومن معه: أنت من دمر اليمن بمراهقتك السياسية وافتعالك للأزمات الداخلية والإقليمية. ومن يعتقد أنه بالزعيق والخطابة يمكن أن تبنى الأوطان فهو مخطىء ألف مرة، فأنت من انتهك السيادة وأنت من يتحمل مسؤولية كل ما جرى وكل ما سيجري إذا استمريت بمراهقتك السياسية وأحلامك الضيقة، فعد إلى رشدك أنت وحلفاؤك»، داعياً إلى استمرار عملية «عاصفة الحزم» حتى تعلن هذه «العصابة استسلامها، وترحل من جميع المناطق التي احتلتها في مختلف المحافظات وتغادر مؤسسات الدولة ومعسكراتها وتسلم كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة سواء التي نهبتها من معسكرات ومخازن الدولة أو التي سبق أن أمدتها بها إيران للحرب على الدولة والشعب اليمني على مدار الأعوام السابقة، وحتى يسلم قادة هذه العصابة أنفسهم للعدالة…. حتى يتوقفوا عن التآمر جهراً وسراً مع إيران ضد اليمن، وإعلان تخليهم عن إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية».
وقال إن «اليمن بحاجة لمشروع مارشال عربي حقيقي، فبدونه لا يمكن استعادة بناء الدولة التي قاموا بتدميرها».
وطالب الجيش اليمني بـ «الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية مؤسسات الدولة من النهب وحماية المواطنين وأعراضهم، وتنفيذ تعليمات القيادة الشرعية»، مؤكداً العزم «على إعادة بناء قوات الجيش والأمن على أسس وطنية وعلمية حديثة والاهتمام بها، حتى يكون جيشاً لكل الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه».
 
أمير قطر يطالب إيران بـ «حسن الجوار»
شرم الشيخ (مصر) - «الحياة»
طالب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إيران بالتزام «حسن الجوار»، وعدم التدخل في شؤون جيرانها.
وقال في كلمته أمام القمة العربية في شرم الشيخ: «ننظر بإيجابية تامة إلى الجهود الدولية لحل الخلافات مع إيران في شأن مشروعها النووي سلمياً، وأؤكد علاقة حسن الجوار مع إيران التي نعتبرها جزءاً لا يتجزأ من منطقتنا ومن أمتنا الإسلامية، ونؤكد أيضاً أن علاقة حسن الجوار تقوم على احترام سياسة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأن تعدد الطوائف والمذاهب في أمتنا العربية مصدر غنى ثقافي وحضاري، وليس سبباً للتدخل في شؤوننا».
وتناول الأوضاع في اليمن، فأكد أن «الأحداث الأخيرة التي قامت بها جماعة أنصار الله (الحوثيين) بالتنسيق مع الرئيس السابق، هي اعتداء على عملية الانتقال السلمي في اليمن، والأخطر من هذا أنها تزرع في اليمن بذور الطائفية السياسية». وحمل «ميليشيات أنصار الله» والرئيس السابق علي عبدالله صالح مسؤولية التصعيد الأخير، مشيراً إلى أنه بذل مساعي حثيثة لدعوة «المعتدين على عملية التحول السلمي» إلى الحوار في الرياض، «فرفض الحوثيون، ووضع صالح شروطاً مسبقة، ثم جرت بالتنسيق مع الرياض الدعوة إلى حوار في الدوحة، فرفضوا أيضاً، في سلوك حثيث لفرض الحقائق على أرض الواقع بقوة السلاح». ودعا الأطراف والقوى السياسية كافة إلى «احترام شرعية الرئيس منصور هادي، وسحب الميليشيات من مؤسسات الدولة واستكمال العملية السياسية».
وعن الأوضاع في سورية، قال: «لم يعد أمامنا إلا الوقوف سوياً وبحزم، من أجل إيقاف الحرب ضد الشعب السوري… علينا أن نوضح في شكل قاطع أن هذا النظام ليس جزءاً من أي حل».
وأكد دعم بلاده الحوار الوطني في ليبيا، مؤكداً أن «لا حل عسكرياً في ليبيا، والمخرج الوحيد من تداعيات الأزمة هو الحل السياسي… نساند جهود الأمم المتحدة ودول الجوار لتفعيل الحوار الوطني».
 
الملك سلمان: «عاصفة الحزم» مستمرة حتى تحقق أهدافها
شرم الشيخ (مصر) - «الحياة»
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن «الواقع المؤلم الذي يعيشه عدد من بلداننا العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية»، مشيراً إلى أن هذا التحالف «تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في منطقتنا العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض دولنا».
وقال الملك سلمان في كلمته في افتتاح القمة العربية الـ26 في منتجع شرم الشيخ أمس إن التدخل الخارجي في اليمن الشقيق أدى إلى «تمكين الميليشيات الحوثية - وهي فئة محدودة - من الانقلاب على السلطة الشرعية واحتلال العاصمة صنعاء وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التي تهدف للحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره». وأوضح أن «تلبية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لعقد مؤتمر الحوار في الرياض تحت مظلة الأمانة العامة لدول المجلس» جاءت «من أجل الخروج باليمن مما هو فيه إلى بر الأمان بما يكفل عودة الأمور إلى نصابها في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تحظى بتأييد عربي ودولي».
وشدّد على أن «استجابة الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في «عاصفة الحزم» لطلب الرئيس اليمني للوقوف إلى جانب اليمن الشقيق وشعبه العزيز وسلطته الشرعية، وردع العدوان الحوثي الذي يشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها وتهديداً للسلم والأمن الدوليين ومواجهة التنظيمات الإرهابية جاءت بسبب استمرار المليشيات الحوثية، المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة، في تعنتها ورفضها لتحذيرات الشرعية اليمنية ومجلس التعاون ومجلس الأمن ولكل المبادرات السلمية» و»المضي قدماً في عدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية وتهديد أمن المنطقة».
وتابع: «وفي الوقت الذي لم نكن نتمنى اللجوء لهذا القرار، فإننا نؤكد أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للإجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها» و«بما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة».
وأعرب الملك سلمان عن أمله في «أن يعود من تمرد على الشرعية لصوت العقل، والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز، والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب». وأضاف ان «عملية عاصفة الحزم ستستمر حتى تتحقق هذه الأهداف لينعم الشعب اليمني - بإذن الله - بالأمن والاستقرار». وشكر الدول المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» والدول الداعمة والمؤيدة في جميع أنحاء العالم لـ»هذه العملية التي ستسهم بحوله تعالى في دعم السلم والأمن في المنطقة والعالم».
وشدّد على أن «القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا»، وقال أن «السعودية ترى أنه قد حان الوقت لقيام المجتمع الدولي بمسؤولياته من خلال صدور قرار من مجلس الأمن بتبني مبادرة السلام العربية ووضع ثقله في اتجاه القبول بها، وأن يتم تعيين مبعوث دولي رفيع تكون مهمته متابعة تنفيذ القرار الدولي ذي الصلة بالمبادرة».
وحذر من أن «آفة التطرف والإرهاب في قائمة التحديات التي تواجهها أمتنا العربية وتستهدف أمن بلداننا واستقرارها تستدعي منا أقصى درجات الحيطة والحذر والتضامن في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها واستئصال جذورها».
ولفت الى ان الأزمة السورية التي ما زالت «تراوح مكانها»، و«مع استمرارها تستمر معاناة وآلام الشعب السوري المنكوب بنظام يقصف القرى والمدن بالطائرات والغازات السامة والبراميل المتفجرة» و»يرفض كل مساعي الحل السلمي الإقليمية والدولية». وقال «إن أي جهد لإنهاء المأساة السورية يجب أن يستند إلى إعلان مؤتمر جنيف الأول، ولا نستطيع تصور مشاركة من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري في تحديد مستقبل سورية».
وعن الأزمة الليبية قال: «إننا مازلنا نتابع بقلق بالغ تطور الأحداث»، معرباً عن أمله في «أن يتحقق الأمن والاستقرار في هذا البلد العزيز».
وحول قضايا العمل العربي المشترك قال: «إن همومنا الاقتصادية والتنموية محل اهتمامنا وعنايتنا وتحتل مكاناً بارزاً في جدول أعمالنا»، داعياً في هذه القمة إلى «مراجعة ما تم تحقيقه في هذا المجال» و«إزالة عوائق تنفيذ منطقة التجارة الحرة العربية والاتحاد الجمركي العربي». واقترح «دمج القمتين التنموية والعادية» لـ»إعطاء مزيد من الاهتمام بالقضايا الاقتصادية والمتابعة السنوية لما يتخذ من قرارات في هذا الشأن وتنفيذها»، داعياً إلى «متابعة ما أسفرت عنه الجهود القائمة لإحداث نقلة نوعية في منهج وأسلوب العمل العربي المشترك، بما في ذلك إعادة هيكلة جامعة الدول العربية وتطويرها، وذلك على النحو الذي يمكنها من مواكبة المستجدات والمتغيرات وإزالة المعوقات ومواطن الخلل التي تعترض مسيرة عملنا المشترك».
 
بان: الحوثيون وصالح يقوضون جهود التسوية السياسية في اليمن
شرم الشيخ (مصر) - «الحياة»
دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجدداً محاولات الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح «تقويض جهود التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن بالقوة العسكرية»، معرباً عن قلق المنظمة الدولية من تردي الأوضاع هناك بالنظر إلى معاناة اليمنيين.
وأعرب بان في كلمته أمس أمام مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ أمس، عن أمله بـ «أن تتوصل القمة إلى مبادئ توجيهية واضحة تؤدى إلى حل سلمي للأزمة في اليمن». وأشار إلى البيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 22 آذار (مارس) الحالي الذي نص على تشجيع اليمنيين على العودة في أسرع وقت ممكن إلى عملية سياسية شاملة تجري بنوايا حسنة، مشدداً على أن «المفاوضات هي الفرصة الوحيدة لمنع صراع طويل الأمد في اليمن».
ورأى بان أن الوضع في قطاع غزة «يمثل عائقاً حقيقياً أمام السلم والأمن الدوليين»، مطالباً القيادة الفلسطينية بـ «ضرورة إنهاء انقساماتها». وقال إن لبنان «لا يزال يمثل نموذجاً للتعايش»، مطالباً بـ «معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف».
وعن الأزمة الليبية، قال إن «الأمم المتحدة تعمل على استمرار تشجيع الحوار بين أبناء الشعب الليبي»، مشيراً إلى أن «المحادثات تتواصل بين الجهات الليبية على طول مسارات عدة بتسهيل من ممثلي الخاص برناردينو ليون». وشدد على أن الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية «أمر ضروري».
وأشاد بدعم الجامعة العربية لحكومة العراق وشعبه في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وأكد أن «الإرهاب يستهدف السلام في المنطقة».
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,171,553

عدد الزوار: 6,981,618

المتواجدون الآن: 66