خلافات داخل الأحزاب الشيعية والسنية على اختيار وزيري الداخلية والدفاع وعلاوي يدعو الى منح سنّة العراق دوراً أساسياً في مكافحة «داعش» ..

عبادي يطالب الأكراد باتخاذ قرارات صعبة من أجل حل مشاكلهم مع بغداد وبارزاني يناشد المجتمع الدولي التحرك لحماية مدينة كوباني من «داعش»

تاريخ الإضافة الأحد 21 أيلول 2014 - 6:47 ص    عدد الزيارات 1969    القسم عربية

        


 

عبادي يطالب الأكراد باتخاذ قرارات صعبة من أجل حل مشاكلهم مع بغداد وبارزاني يناشد المجتمع الدولي التحرك لحماية مدينة كوباني من «داعش»

جريدة الشرق الاوسط... أربيل: دلشاد عبد الله ... طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأكراد باتخاذ قرارات صعبة من أجل حل المشاكل العالقة بين الإقليم وبغداد، فيما أبدى استعداده لإصدار قرارات حاسمة تسهم في حل الأزمة بين أربيل وبغداد، وفي الوقت ذاته دعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أكراد سوريا من تنظيم داعش.
ونقل الموقع الرسمي للاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، عن العبادي قوله «نتمنى أن تكون هذه الزيارة إلى مدينة السليمانية بادرة خير للتفاهم حول العديد من القضايا وحل المشاكل بين الحكومة الاتحادية والإقليم، وأنا حريص جدا على اتخاذ قرارات أساسية صعبة».
وطالب العبادي حكومة الإقليم باتخاذ قرارات صعبة في سبيل حلحلة المشاكل، ومنها الاتفاق حول النفط، مشددا بالقول «اإ شاء الله يكون ذلك في مصلحة الشعب العراقي برمته ومنهم أبناء شعبنا الكردي».
بدوره، قال آريز عبد الله، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني والنائب في مجلس النواب العراقي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «زيارة العبادي إلى مدينة السليمانية أمس كانت لعقد اجتماع مع المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، وزيارة الأمين العام للاتحاد جلال طالباني وبعض القادة الكردستانيين، لبحث كل الأوضاع الجارية في العراق والمنطقة، وكيفية إيجاد حل للمشاكل العالقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية، والتحالف الدولي لمواجهة (داعش)». وتابع عبد الله «الجانبان أكدا على ضرورة تقوية المواقف الموحدة في مواجهة (داعش)، مع الأخذ بنظر الاعتبار المخاطر التي يواجهها العراق في هذه المرحلة، وحل كل المشاكل العالقة بين الإقليم وبغداد بأسرع وقت من الحوار والعلاقات الأخوية»، مشيرا إلى أن العبادي أكد للجانب الكردي أنه سيحاول حل مشكلة ميزانية الإقليم بأسرع وقت.
وأشار عبد الله إلى أن العبادي، ومن خلال زيارته هذه، برهن على أنه يبحث عن حل لمشاكل العراق، وهو يحاول الحصول على وجهة نظر القيادة الكردستانية والأحزاب الكردية ومعرفة ملاحظاتها حول الوضع الراهن في العراق والمنطقة.
وفي إطار زيارته إلى السليمانية، اجتمع رئيس الوزراء العراقي مع نوشيروان مصطفى، زعيم حركة التغيير الكردية، في المقر العام للحركة وسط السليمانية. وذكر مصدر في الحركة، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «الاجتماع بين زعيم الحركة وحيدر العبادي كان إيجابيا. الجانبان ناقشا الأوضاع الراهنة في العراق والمنطقة، والإسراع في حل كل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد».
من جهة أخرى، وجه رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أمس، رسالة إلى الأطراف السياسية الكردية والمجتمع الدولي من أجل نجدة مدينة كوباني الكردية في سوريا وحمايتها من هجوم تنظيم داعش. وناشد بارزاني، في الرسالة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، المجتمع الدولي قائلا «نناشد المجتمع الدولي أن يتخذ الإجراءات الضرورية العاجلة لحماية كوباني وشعب غرب كردستان من خطر الإرهابيين، لأنهم أينما كانوا لن يتوانوا عن ارتكاب الجرائم والفظائع، لذا يجب ضربهم ودحرهم في أي مكان وجدوا».
ودعا بارزاني القوى الكردية إلى وضع خلافاتها جنبا وحماية كوباني، وأضاف «ندعو جميع القوى الكردستانية إلى أن تضع خلافاتها جانبا وتتوحد للدفاع عن كرامة وأرض وحياة مواطني كوباني، لأن الدفاع عن أرض وشعب كردستان هو واجب يقع على عاتقنا جميعا ويعلو على كل الواجبات الأخرى».
وتواصلت خلال الأيام الماضية المعارك بين وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا ومسلحي داعش قرب مدينة كوباني الاستراتيجية، فيما سيطر مسلحو «داعش» مساء أول من أمس على 21 قرية كردية بالقرب من مدينة كوباني. وذكر مصدر مطلع في اتصال بـ«الشرق الأوسط» من كوباني «خطر داعش وتقدمه باتجاه المدينة دفع أكثر من 4000 مواطن كردي إلى النزوح باتجاه الحدود بين سوريا وتركيا، خوفا من التنظيم».
 
البيشمركة تتهيأ لبدء عملية عسكرية موسعة ضد داعش وواصلت تقدمها في سهل نينوى واقتربت من مشارف بعشيقة وبرطلة والحمدانية

جريدة الشرق الاوسط..... أربيل: دلشاد عبد الله ... أعلن مسؤول كردي أمس أن قوات البيشمركة تمكنت استعادة السيطرة على قرية الأسود، إحدى أكبر القرى شرق الموصل في هجوم بري سبقه قصف جوي أميركي على مواقع لتنظيم داعش في هذه القرية.
وقال سعيد مموزيني مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت قوات البيشمركة فجر الأمس هجوما موسعا على المناطق التي يسيطر عليها داعش في محور خازر شرق الموصل».
وتابع مموزيني: «بعد قصف جوي مكثف من قبل الطائرات الأميركية وقصف مدفعي لقوات البيشمركة على مواقع تنظيم داعش في قرية الأسود، التي هي واحدة من القرى الكبيرة شرق الموصل، تقدمت قواتنا واستطاعت بعد معركة امتدت لعدة ساعات أن تسيطر على القرية التي كانت تضم عددا من مقرات داعش، بعد فرار عناصر التنظيم المتشدد ناحية برطلة شرق الموصل».
وأضاف مموزيني: «قوات البيشمركة أبطلت أمس هجوما انتحاريا لداعش، حيث حاول أحد مسلحي التنظيم تفجير سيارته الملغومة بإحدى نقاط قوات البيشمركة في قرية حسن شام بمحور خازر، إلا أن البيشمركة أطلقت النار على السيارة واستطاعت أن تفجرها قبل أن تصل النقطة».
بدوره قال أحد ضباط البيشمركة في محور خازر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «وصلت قواتنا في شرق الموصل إلى مشارف ناحية بعشيقة وبرطلة وقضاء الحمدانية، وهي في أهب الاستعداد لدخول هذه المناطق، لكنها تنتظر أوامر القيادة السياسية الكردية للبدء بالتقدم لاستعادة هذه النواحي، إلى جانب أن تنظيم داعش يلغم كل شبر من المناطق التي ينسحب منها، وهذا يؤدي إلى تأخير قوات البيشمركة، نحن نريد استعادة هذه المناطق دون تقديم خسائر كبيرة، لذا تطهر قوات الهندسة العسكرية هذه المناطق أولا ومن ثم تدخلها قوات البيشمركة»، مبينا أن البيشمركة ستستعيد قريبا هذه المناطق، مؤكدا في الوقت ذاته أن عناصر داعش فقدوا معنوياتهم وهم في تراجع مستمر أمام البيشمركة.
من جانبه قال اللواء صلاح فيلي الخبير العسكري إن «الغارات الأميركية أثرت بشكل كبير على ساحة المعركة، فكلما ازداد القصف الجوي على مواقع داعش، كان التقدم البري أسهل في هذه المناطق، رغم أن الغارات الحالية هي غارات متقطعة لكن مع بدء العملية العسكرية الدولية الواسعة ضد داعش ستكون هناك غارات جوية مستمرة ومكثفة وهذا الأمر سيساهم في تقدم قوات البيشمركة بسرعة لاستعادة السيطرة على هذه المناطق، فكما نعلم أن القصف الجوي يحسم الكثير من المعركة»، مبينا أن الأسلحة الثقيلة التي وصلت من خلال المساعدات الدولية إلى إقليم كردستان هي الأخرى ساهمت وبشكل فعال في تغيير مسار المعركة من دفاعية إلى هجومية.
وكشف فيلي إن العمليات العسكرية الأخيرة لقوات البيشمركة في شرق الموصل وسيطرتها على عدد من القرى كان بهدف الاقتراب من مراكز مدن برطلة والحمدانية وتلكيف، كتهيئة لبدء الهجوم الدولي الموسع على داعش في الموصل وسهل نينوى.
 
داعش يفشل في اقتحام سجن الكاظمية ويمطر بغداد وكركوك بالقذائف واعتداءات إرهابية تسفر عن مقتل وإصابة العشرات

جريدة الشرق الاوسط... بغداد: حمزة مصطفى أربيل: دلشاد عبد الله .... في وقت يتابع فيه العراقيون أخبار الحشد الدولي ضد تنظيم «داعش» وما أوقعته الضربات الجوية بين صفوفه وابتعاده عن العاصمة بغداد فقد فوجئ العراقيون مساء أول من أمس الخميس وصباح أمس الجمعة بوابل من قذائف الهاون على مناطق شمالي بغداد (الكاظمية والأعظمية والكريعات) بالإضافة إلى انفجار عدد من السيارات المفخخة في محيط مدينة الكاظمية مع محاولة لاقتحام سجن العدالة بهدف تهريب قادة من تنظيم داعش فيه.
وبينما كانت الأجهزة المختصة تحصي أعداد الضحايا من القتلى والجرحى وتقوم بقطع الطرق في عدد من المدن والأحياء توالت الانفجارات بالسيارات المفخخة في أحياء الكرادة وسط بغداد وقضاء المحمودية جنوبا.
من جهتها أعلنت قيادة عمليات بغداد أن القوات الأمنية أحبطت محاولة لاقتحام سجن العدالة في مدينة الكاظمية. وقال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد سعد معن في بيان له أمس الجمعة إن «معسكر العدالة تعرض لسقوط قذائف هاون في وقت انفجرت فيه عجلة مفخخة في ساحة الجواد، كما سيطرت القوات الأمنية على مفخخة أخرى في شارع المحيط»، متابعا أن «قذيفتي هاون سقطتا على الجسر العائم في منطقة الكريعات، وسقطت 3 قذائف هاون أخرى بالقرب من الوقف السني، وعدد من القذائف على معسكر العدالة في مدينة الكاظمية». وأضاف معن أن «القوات الأمنية استطاعت السيطرة على الأوضاع وأن هذه الاعتداءات الإرهابية أسفرت عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة 60 آخرين بجروح كحصيلة أولية».
على صعيد متصل تعرضت منطقة الكرادة إلى تفجير بسيارة مفخخة بالقرب من أحد المطاعم الشعبية في منطقة الكرادة داخل وسط بغداد، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 19 آخرين بجروح متفاوتة.
من جهة أخرى فإنه في الوقت الذي تظاهر فيه العشرات من أهالي مدينة الأعظمية التي تقع في الجهة الشرقية من نهر دجلة قبالة الكاظمية استنكارا للهجمات التي تعرضت لها الكاظمية فإن الأجهزة الأمنية أغلقت جميع المحال التجارية في منطقة الأعظمية شمال شرقي بغداد، تحسبا من حدوث هجمات مسلحة في المنطقة.
من جهته أكد الخبير الأمني الدكتور معتز محيي الدين مدير المركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الكثير من العمليات التي يقوم بها تنظيم داعش تأتي في سياق لفت النظر إليه لأسباب تتصل برفع المعنويات أمام أتباعه خصوصا في ظل الحشد الدولي ضد هذا التنظيم». وأضاف محيي الدين «وهناك مسألة أخرى ذات أهمية وهي إنه كلما حوصر في منطقة أو هزم فيها سعى إلى فتح جبهة في مكان آخر لتخفيف الضغط عليها». وأوضح أن «العودة إلى أسلوب العمليات الانتحارية أو اللجوء إلى التفخيخ أو محاولة تهريب سجناء باعتبار أن هذه العملية ترفع المعنويات التي بدأت تتراجع لدى أفراد التنظيم».
ومن جهة ثانية، أكد مصدر أمني في كركوك أمس أن انتحاريا كان يقود دراجة نارية فجر نفسه في سوق بمنطقة الحصيرة وسط المدينة أدى إلى مقتل 8 وإصابة 22 شخصا من بينهم عناصر من قوات الآسايش (الأمن الكردي) وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالأبنية والسيارات القريبة من موقع التفجير.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «فجر انتحاري يقود دراجة نارية ثلاثية العجلات - المعروفة محليا بـ(الستوته) - نفسه قبل ظهر أمس في سوق لبيع السلاح في منطقة الحصيرة وسط كركوك، وأسفر الانفجار عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 14 آخرين من بينهم عناصر من قوات الآسايش، كانوا ينفذون واجباتهم اليومية في السوق».
وتابع المصدر إن 15 سيارة مدنية تضررت جراء الانفجار مع تدمير عدد من المباني القريبة من موقع الحادث. وأضاف أن سيارات الإسعاف نقلت المصابين إلى مستشفى آزادي لتلقي العلاج، فيما سلمت جثث القتلى لدائرة الطب العدلي في كركوك، فيما أغلقت قوات الشرطة منطقة الانفجار وبدأت التحقيق في الحادث فورا.
 
السيستاني يؤيد تدخلا دوليا مشروطا لمحاربة «داعش».... دعا عشية بدء أولى الغارات الفرنسية إلى استقلالية القرار العراقي

جريدة الشرق الاوسط.... بغداد: حمزة مصطفى ... دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني إلى أهمية حشد الجهد الدولي لمحاربة تمدد «داعش»، فيما طالب بأن يكون هذا التدخل مشروطا في العراق لكي لا يتحول إلى ذريعة لتدخل أميركي جديد ومساس بالسيادة الوطنية. وقال ممثل السيستاني في كربلاء أثناء صلاة الجمعة أمس إن «تمدد تنظيم داعش الإرهابي إلى أكثر من دولة وبشاعة جرائمه التي لا يستثني أحدا منها يستدعيان مشاركة دولية في الحرب عليه»، داعيا إلى «معالجة المناشئ الفكرية والثقافية للإرهابيين وقطع منابع دعم وإعلام أنشطتهم وإيقاف تأثيرها».
وأضاف الكربلائي أن «على القيادات السياسية العراقية الحذر والوعي وعدم جعل المساعدات الخارجية للعراق في الحرب ضد الإرهاب مدخلا للمساس بالقرار العراقي وأن لا تكون ذريعة للهيمنة على مجريات الأحداث فيه خصوصا المجريات العسكرية الميدانية». وأوضح أنه يتوجب «الحفاظ على سيادة واستقلالية القرار العراقي، حتى وإن كان بحاجة إلى مساعدة الأشقاء والأصدقاء في حربه ضد الإرهاب»، مشيرا إلى أن «الحاجة إلى التعاون الدولي في محاربة الإرهاب لا تعني عدم قدرة العراق وقواته المسلحة على ذلك».
وأكد السيستاني أن «الجهد العسكري وإن كان مؤثرا، فإنه ليس كافيا للقضاء على الإرهاب وفكره المتطرف الذي يقصي الآخر ولا يقبل التعايش السلمي ويحلل دماء الآخرين»، مطالبا: «الأجهزة الأمنية والعسكرية بالإسراع ودعم ونصرة أهالي ناحية الضلوعية وفك الحصار عنهم ومنع استباحة هذه الناحية من قبل الإرهابيين». كما دعا إلى «ضرورة تعزيز معنويات قوات الجيش العراقي والمتطوعين والتأكيد على أنهم هم الأساس في هذه الحرب وأن أي جهد آخر هو عامل مساعد لتحقيق النصر»، موضحا أن «المجاميع الإرهابية بدأت تتبع طرقا جديدة في عملياتها بهدف إرباك القوات الأمنية، كما حصل أمس في مدينة الكاظمية، ولا بد من وضع خطط أمنية فاعلة لجميع المدن وعدم الاقتصار على المناطق الساخنة». ويأتي موقف السيستاني، الذي غالبا ما يكون له تأثير في الداخل، بعد مؤتمري جدة بالمملكة العربية السعودية وباريس بفرنسا، واللذين حشدا الدعم الدولي ضد تنظيم داعش. كما يجيء موقفه بعد اتخاذ عدد من القوى والفصائل الشيعية ومنها منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله والتيار الصدري موقفا رافضا للتدخل الأجنبي في العراق وهو الموقف الذي ينظر إليه العديد من المراقبين السياسيين في العاصمة العراقية بغداد بأنه جاء على أثر إصرار الولايات المتحدة الأميركية على عدم دعوة إيران إلى المشاركة في الحشد الدولي وهو يكاد يكون نقطة الخلاف الوحيدة بين واشنطن وبغداد. من جانبه أكد رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية والخبير في شؤون المرجعية الشيعية عدنان السراج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المخاوف التي عبر عنها عدد من الفصائل والقوى السياسية الشيعية إنما يأتي في سياق الخوف من إمكانية أن تكون الحرب ضد (داعش) بمثابة ذريعة لاحتلال العراق ثانية وهو ما يعني العودة إلى المربع الأول خصوصا أن العراق نال سيادته كاملة وخرج من بنود الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».
وأضاف السراج أن «ما تعلنه الولايات المتحدة من أنها سوف تستمر في توجيه الضربات الجوية ضد مواقع تنظيم داعش لن يكون كافيا لحسم المعركة دون تدخل بري وهو ما يعني أن هناك إمكانية لتدخل بري في وقت لاحق على الرغم من الإعلان الأميركي أنه لن يكون هناك مثل هذا التدخل» لافتا إلى أن «الأميركان بدأوا أول الأمر بالاهتمام بالقضايا الإنسانية ومن ثم حماية الأقليات ومن بعدها تسليح الأكراد ومن بعدها وسعوا نطاق ضرباتهم جوا باتجاه بغداد والمناطق الغربية من البلاد كما أن أوباما عين منسقا للعمليات ضد (داعش) كان من كبار الجنرالات الذين أسهموا عام 2006 في تأسيس الصحوات العشائرية».
وأشار إلى أن «الغموض الذي يلف الاستراتيجية الأميركية يستدعي القلق من أوساط كثيرة وهو ما حدا بالمرجعية الدينية أن توضح ذلك بحيث يتعين على الحكومة العراقية الانتباه إلى هذه القضية والتعامل بحذر مع هذا الدعم مع أهميته بالتأكيد من منطلق أن القضاء على (داعش) يتطلب مواجهة عالمية». في هذا السياق أعلنت فرنسا أن طائراتها شنت غارات داخل العراق أمس الجمعة للمرة الأولى منذ تعهدت بالانضمام إلى الحملة العسكرية على متشددي تنظيم داعش الذين سيطروا على أجزاء من البلاد. وقال بيان من مكتب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: «هذا الصباح في الساعة 9:40 صباحا (07:40 بتوقيت غرينتش) شنت طائرات رافال أول هجوم على مستودع إمدادات تابع للإرهابيين». وكانت الرئاسات الثلاث في العراق عقدت مساء أول من أمس اجتماعا في مقر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم جرى فيه التأكيد على أن العراق يرحب «بالدعم الدولي لمواجهة (داعش) على أن لا يؤثر ذلك على سيادة العراق ووحدته، وبالاتفاق مع الحكومة العراقية ولا يربط العراق بتكتلات سياسية إقليمية أو دولية».
 
طائرات «رافال» الفرنسية توجه أولى ضرباتها الجوية في العراق وهولندا وبلجيكا تساهمان بطائرات إف 16 المقاتلة في التحالف الدولي لمساعدة العراق

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم بروكسل: عبد الله مصطفى .... بعد أقل من 15 ساعة على إعلانه أنه قرر الاستجابة لطلب السلطات العراقية لتأمين دعم جوي لها ولقوات البيشمركة في الحرب التي تخوضها ضد «داعش»، قامت الطائرات الفرنسية من طراز «رافال»، مصحوبة بطائرة تزويد بالوقود وأخرى للرقابة، بأولى ضرباتها الجوية في شمال شرقي العراق، وكان هدفها الأول، وفق ما أعلنه الرئيس فرنسوا هولاند في تصريح قصير ظهر أمس: «مستودع لوجيستي جرى تدميره بالكامل».
وأضاف هولاند أن المستودع «كان يُستخدم للتحضير لعمليات إرهابية»، وأن عمليات أخرى «ستحصل في الأيام المقبلة، ومن أجل الهدف نفسه، وهو إضعاف هذا التنظيم الإرهابي (داعش)، وتقديم المساندة للسلطات العراقية أي الجيش (العراقي) والبيشمركة الكردية».
ومع هذه العملية الأولى، تكون فرنسا أول دولة تنضم إلى الولايات المتحدة الأميركية في تسديد ضربات جوية ضد «داعش» في العراق.
وبعكس واشنطن التي لا تستثني من عملياتها ضرب «داعش» في سوريا، فإن باريس وضعت 3 ضوابط لما تقوم به، وهي الاكتفاء بالضربات الجوية، والامتناع عن نشر قوات أرضية، وعدم المشاركة في أي عمليات عسكرية في سوريا.
وحرص هولاند، من جهة أخرى، على طمأنة مواطنيه وعلى تعليل قراره بالانضمام إلى واشنطن بسعيه إلى «حماية الفرنسيين»، وقال إنه يتعين على فرنسا «أن تشعر أنها محمية وبأمان»، مضيفا أن «الظروف» هي التي جعلت القوات الفرنسية تحارب على 3 جبهات، منذ بداية العام الماضي، في مالي وأفريقيا الوسطى، واليوم في العراق. ولمزيد من الطمأنة، شدد هولاند على أنه سعى لخفض المخاطر إلى أدنى حد ممكن.
المشاركة الفرنسية التي كانت متوقعة أصبحت ممكنة وفعلية، بعد أن وفرت لها باريس الغطاء القانوني، وهو تقدم السلطات العراقية بطلب رسمي إليها لتوفير المساندة الجوية. بيد أنها تعكس بالدرجة الأولى رغبة في عدم البقاء في الصفوف الخلفية، وفق مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الفرنسية، التي أشارت إلى أن باريس «تحولت إلى الحليف الأول لواشنطن، متقدمة بذلك على لندن، وذلك منذ العام الماضي، عندما بقيت متأهبة للمشاركة في توجيه ضربات للنظام السوري عقابا له على استخدام السلاح الكيماوي في الغوطتين الشرقية والغربية، في شهر أغسطس (آب) حتى تراجع أوباما نفسه».
وتنطلق الطائرات الفرنسية من القاعدة المتعددة الأغراض التي تشغلها الأركان الفرنسية في أبوظبي، التي زارها وزير الدفاع جان إيف لو دريان، يوم الاثنين الماضي.
وأمس، عقد الرئيس هولاند اجتماعا مع الجنرال بونوا بوغا، رئيس مكتبه العسكري، أعطى عقبه الضوء الأخضر للقيام بأولى الضربات الجوية. وبحسب الدستور الفرنسي، فإن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو الذي يمسك بمفاتيح استخدام القوة النووية الفرنسية الضاربة.
وأفادت مصادر وزارة الدفاع أن العملية جرت في منطقة الموصل، وقامت طائرتا الرافال اللتان تنتميان إلى الجيل الرابع من المقاتلات القاذفة بإلقاء صاروخين موجهين بأشعة الليزر. وقد سبق الضربة طلعات استكشافية جرت منذ بداية الأسبوع الحالي.
وبحسب هولاند، فإن باريس نسقت عمليتها العسكرية «بالتواصل مع السلطات العراقية والحلفاء»، المقصود بهم هنا الولايات المتحدة الأميركية.
وكان هولاند أعلن في مؤتمره الصحافي، عصر الخميس، أنه اتخذ قرار المشاركة في الحرب على «داعش»، عقب اجتماع لمجلس الدفاع الفرنسي الأعلى، الذي يضم رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية وقادة القوات المسلحة.
وفي حين أشاد الرئيس الأميركي بالمشاركة الفرنسية، حيث وصف، أمس، باريس بـ«الشريك الصلب في الحرب على الإرهاب»، فإن أوساط الدفاع عبرت عن حرصها على المحافظة على نوع من «الاستقلالية»، في تقرير مستوى ووتيرة مشاركتها والأهداف التي ستتولى التعامل معها. وتريد باريس التزام الحرص حتى لا توقع الضربات الجوية ضحايا مدنية بريئة، كما هو الحال في أفغانستان مثلا، الأمر الذي من شأنه تأليب الرأي العام ضد القوات المشاركة.
وردا على الذين يتساءلون في فرنسا عن «السبب والغاية» من زج القوات الفرنسية في الحرب على «داعش»، بينما الأمم الأوروبية الأخرى إما ممتنعة أو مترددة، استعاد هولاند حجته الرئيسة، وقوامها أن «الإرهاب الذي نواجهه ليس مقصورا على الشرق الأوسط، بل إنه يهددنا».
ويربط الرئيس الفرنسي هذه الحجة بأخرى ثبتت صحتها، وهي أن المواطنين الفرنسيين أو المقيمين على الأراضي الفرنسية الذين التحقوا «أو ينوون الالتحاق» بـ«داعش» وبمنظمات جهادية أخرى يقارب عددهم الألف، وهم يمثلون خطرا على الأمن في الداخل، إذا ما عادوا إلى الأراضي الفرنسية.
وتقدم السلطات الأمنية في باريس الجزائري - الفرنسي مهدي نموش، الذي هاجم الكنيس اليهودي في بروكسيل نموذجا للمخاطر المترتبة على عودة جهاديين التحقوا بالتنظيمات المتطرفة، إذ إن نموش قاتل في سوريا في صفوف «داعش»، لا بل إنه كان مكلفا بحراسة الصحافيين الفرنسيين الذين اختطفهم التنظيم، كما أنه كان ينوي القيام بعملية إرهابية واسعة النطاق في باريس بمناسبة اليوم الوطني والعرض العسكري في 14 يوليو (تموز) الماضي. لكن مشروعه أجهض، لأنه أُلقي القبض عليه في مدينة مرسيليا لحظة نزوله من حافلة مقبلة من أمستردام.
وفي سياق متصل، أقر البرلمان الفرنسي مشروع قانون لمنع الجهاديين من الالتحاق بالمنظمات الإرهابية، وبملاحقة الخلايا النائمة، وفرض الرقابة على مواقع الشبكة الإلكترونية التي تمجد الإرهاب، أو تستخدم لتجنيد مقاتلين جدد.
وسينقل مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ لإقراره قبل أن يتحول إلى قانون نافذ.
وعلى صعيد آخر, صوت أعضاء البرلمان الأوروبي، لصالح قرار، يدين قتل تنظيم داعش للصحافيين جيمس فولي وستيفان سوتلوف، وأيضا عامل الإغاثة ديفيد هاينز، وجاء في القرار أنه على الاتحاد الأوروبي أن يستخدم كل الوسائل المتاحة لمساعدة السلطات الوطنية والمحلية في العراق لمكافحة داعش، بما في ذلك المساعدة العسكرية المناسبة، كما حث القرار، المجتمع الدولي على تجفيف موارد داعش وأيضا إيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا وعد أعضاء البرلمان الأوروبي أن إنشاء وتوسيع ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وأنشطة الجماعات المتشددة الأخرى في العراق وسوريا يشكل تهديدا مباشرا لأمن الدول الأوروبية وإيجاد حل سياسي حقيقي للصراع في سوريا وعلى المدى البعيد سوف يساهم في تحييد هذا التهديد.
وفي نفس الوقت شدد أعضاء البرلمان الأوروبي على أنه لا يجب أن يفلت من العقاب كل من تورط في هجمات ضد المدنيين أو استخدم الإعدام والعنف الجنسي في العراق وسوريا لأن مهاجمة المدنيين بسبب خلفياتهم العرقية أو السياسية أو الدينية، تشكل جريمة ضد الإنسانية.
وتضمن نص القرار، الذي صوت الأعضاء لصالحه، خلال جلسة انعقدت ضمن جلسات البرلمان الأوروبي التي اختتمت الجمعة في ستراسبورغ جنوب فرنسا، أنه لوقف الموارد المالية وغيرها عن تنظيم داعش لا بد من تنفيذ أكثر فعالية للحظر المفروض على الأسلحة وتجميد الأصول، وفرض عقوبات على التجار الذين يساهمون في بيع النفط المستخرج من المناطق التي يسيطر عليها داعش وأيضا قطع التدفقات المالية.
وعلى مستوى الدول الأعضاء قال وزير الدفاع البلجيكي بيتر دو كيريم، بأن بلاده على استعداد لتوفير 6 طائرات إف 16. وطائرات سي 130 لنقل المعدات، في إطار المشاركة في التحالف الدولي الذي تسعى الولايات المتحدة لإقامته لمواجهة تنظيم «داعش».
وفي الدولة الجارة هولندا، قالت وزارة الدفاع في لاهاي بأن كل الخيارات مفتوحة بشأن مشاركة هولندا في التحالف الدولي لمساعدة العراق على محاربة تنظيم داعش ونقلت وكالة الأنباء الهولندية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع القول: «كل الخيارات مفتوحة وفي انتظار القرار الحكومي النهائي» وفيما ذكرت وسائل الإعلام الهولندية أن الحكومة ستتخذ قرارا في غضون ساعات بالمساهمة في التحالف الدولي بإرسال طائرات إف 16 المقاتلة.
 
خلافات داخل الأحزاب الشيعية والسنية على اختيار وزيري الداخلية والدفاع
الحياة...بغداد – حسين علي داود
أدى الفشل في اختيار وزيري الداخلية والدفاع العراقيين إلى وقوع خلافات داخل الأحزاب الشيعية والسنية، قد ينتج منها انشقاقات في الكتل الكبيرة، فيما يتوقع زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني بغداد، بعدما زار رئيس الحكومة حيدر العبادي السليمانية أمس، حيث التقى الرئيس السابق جلال طالباني.
وعلمت «الحياة» أن كتلة «دولة القانون»، بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، قاطعت اجتماع «التحالف الوطني» الشيعي، فيما تسعى كتلة «الحل» إلى ترشيح أحد أعضائها لتولي حقيبة الدفاع من دون موافقة «اتحاد القوى الوطنية» السني.
وقال نائب شيعي في التحالف الشيعي لـ «الحياة» إن «دولة القانون قاطع اجتماعاً مهماً كان يفترض أن يرشح من يملأ الفراغ في وزارة الداخلية». وأضاف أن «كتلتي الأحرار والمواطن لمست خطوات غير مقبولة من العبادي بتخليه عن وعوده بتسمية مرشحي وزراء الداخلية والدفاع ورمى المسؤولية على الكتل السياسية».
ولفت إلى أن «آخر مستجدات المفاوضات أفضت إلى تراجع حظوظ كل من قاسم داود وموفق الربيعي، مقابل صعود مرشحي الأحرار والمواطن أحمد الجلبي، وقاسم الأعرجي مرشح دولة القانون». وأشار إلى أن «العبادي يدير الوزارتين بالوكالة كما منح كلف أحد الوزراء إدارة وزارة شاغرة بالوكالة، ونخشى تكرار سيناريو الحكومة السابقة».
إلى ذلك، قال النائب عن «تيار الإصلاح الوطني» توفيق الكعبي لـ «الحياة» إن «على العبادي اختيار وزيري الداخلية والدفاع بأسرع وقت»، وأشار إلى إن «التحالف الوطني لن يسمح ببقاء المسألة عالقة وسيعقد مفاوضات جديدة غداً (اليوم) مع باقي الكتل.
من جهة أخرى، بدأت كتلة «الحل» التابعة لـ»اتحاد القوى العراقية» (السنية) جمع تواقيع نواب للموافقة على تولي جابر الجابري حقيبة الدفاع من دون استشارة الاتحاد.
ويضم الاتحاد القوى كتل متحدون، و»العربية»، و»ديالى هويتنا»، إضافة إلى «الحل»، وقد فشل في اختيار مرشح لحقيبة الدفاع بعد رفض الكتل للجابري.
وقال نائب عن كتلة «ديالى هويتنا» لـ «الحياة» إن «اجتماعات الاتحاد الأخيرة كانت صاخبة وشهدت انسحاب بعضهم»، وأضاف إن «الخلافات اتسعت خلال اليومين الماضيين على ترشيح وزير للدفاع والكتلة التي ينتمي إليها الوزير أو المحافظة». وأشار إلى إن نواب محافظة نينوى البالغ عددهم 16 نائباً هددوا بعدم التصويت لأي مرشح من خارج المحافظة .
إلى ذلك، زار العبادي السليمانية أمس والتقى رئيس طالباني، وعقد اجتماعاً مع المكتب السياسي «للاتحاد الوطني الكردستاني». وقال القيادي في الحزب حسن جهاد في اتصال مع «الحياة» أمس إن «زيارة العبادي طالباني شخصية للاطلاع على صحته وتهنئته، كما عقد اجتماعاً مع أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني للبحث في الأوضاع السياسية والأمنية».
وأشار إلى أن «العبادي كان عقد الخميس اجتماعاً مع وزير المال روز نوري شاويس للبحث في مطالب إقليم كردستان مقابل التصويت للحكومة ودفع رواتب قوات البشمركة وموازنة الإقليم».
ورجح جهاد أن «يزور نيجرفان بارزاني بغداد الأسبوع المقبل لاستكمال مفاوضات مهمة تتعلق بمطالب كردستان والبدء في تنفيذها».
من جهة أخرى، اتفقت هيئة الرئاسة التي تضم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ونوابه (نوري المالكي وأسامة النجيفي وأياد علاوي) على توحيد خطابها والتنسيق بين السلطات التشريعية والتنفيذية لتمرير القوانين المهمة.
وجاء في بيان للرئاسة أمس أن «الاجتماع بحث في مجمل الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية وناقش السبل الكفيلة بتفعيل التعاون بين الرئاسات الثلاث وتوحيد الجهود من أجل خدمة أبناء الشعب وتوفير متطلبات العيش الكريم لهم».
واتفق المجتمعون على «ضرورة تكاتف الرئاسات الثلاث وتوحيد خطابها وجهودها لتذليل العقبات التي تعيق سير العجلة السياسية والتنسيق بين السلطات التشريعية والتنفيذية من أجل تمرير القوانين المهمة العالقة التي ترمي إلى تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد وتأمين مستلزمات تعزيز الوحدة والتماسك الوطني وإنجاح حكومة الوحدة والشراكة الوطنية وبما يؤكد الإحساس بالمسؤولية العليا تجاه الوضع الأمني خصوصاً في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة عصابات داعش الإرهابية».
وفي ما يتعلق بالدعم الدولي لمواجهة «داعش» رحب الاجتماع بهذا الدعم والإسناد على أن «لا يؤثر ذلك في سيادة العراق ووحدته وبالاتفاق مع الحكومة العراقية ولا يربط العراق بتكتلات سياسية، إقليمية أو دولية».
 
إجراءات احترازية في ديالى لمنع تمدد مسلحي «داعش»
الحياة...بعقوبة - محمد التميمي
اتخذت قيادة قوات الأمن وشيوخ عشائر في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) إجراءات لمنع تسلل مسلحي «الدولة الاسلامية» الى مناطقهم، فيما قتل وأُصيب العشرات بتفجير استهدف مواقع تجارية شمال محافظة كركوك.
وأكد رئيس مجلس ناحية الوجيهية (شمال شرقي بعقوبة) ويس التميمي في تصريح الى «الحياة» اتخاذ اجراءات «مهمة بالتنسيق مع العشائر للحيلولة دون تسلل مسلحي «داعش» وتفعيل العمل الاستخباراتي ومتابعة اي تحرك مشبوه».
وأضاف ان ادارته «اجتمعت بعدد من شيوخ ووجهاء العشائر والمخاتير وطالبتهم بعدم ايواء النازحين من دون التحقق من هوياتهم، وإبلاغ الجهات المختصة بأسمائهم». ودعا الناطق باسم عشائر ديالى الشيخ عدنان الملا جواد قوات الأمن والحكومة الى تنفيذ عمليات واسعة وعدم الاكتفاء بالنجاحات «الموقتة». وقال لـ «الحياة» ان «الحرب على «داعش» مفتوحة ولا يمكن اعلان الانتصار من دون تطهير معاقل المسلحين وتطهير الارض ونشر القوات الامنية وتفعيل دور العشائر أسوة بدورها في المحافظات الغربية».
وأضاف ان «عشائر ديالى، عقدت اجتماعاً موسعاً مع القيادات الأمنية والحكومة، وأقرت توصيات ومطالب، ابرزها الاسراع بعمليات عسكرية شاملة لطرد «داعش» من المحافظة بشكل نهائي، ودعم العشائر ومساعدتها في قتال التنظيم وطرده من مناطقها». وتابع ان «تنظيم «داعش» يعول حالياً على اثارة فتنة طائفية، الا ان شيوخ العشائر اكدوا عدم السماح بتمرير المؤامرات التي تستهدف التعايش الطائفي والعرقي بين مكونات ديالى». وشدد على ضرورة «حصول العشائر على السلاح والمال لمواجهة الارهابيين ومنعهم من التمدد».
وكانت عشائر ديالى من السنّة والشيعة، نجحت في انهاء الحرب الاهلية التي شهدتها المحافظة وأدت الى مقتل وتهجير 60 الف شخص بين 2006 و2008، بعد الاتفاق على ميثاق يمنع دعم التنظيمات المسلحة وتسليم المتورطين بسفك الدم وقتل الابرياء وتهجيرهم من مناطقهم.
 
علاوي يدعو الى منح سنّة العراق دوراً أساسياً في مكافحة «داعش» .. السيستاني ينضم إلى المشككين في التحالف الدولي والطائرات الفرنسية تبدأ أولى ضرباتها
المستقبل..بغداد ـ علي البغدادي
دخل التحالف الدولي مرحلة اختبار جدي لقدراته في محاربة وشل حركة الجهاديين المنتمين لتنظيم «داعش» من خلال شن هجمات جوية مؤثرة على معاقل عناصر التنظيم المنتشرين في مدن وبلدات شمال وغرب وشرق البلاد، تزامناً مع دعوات لزعماء عراقيين، منهم نائب الرئيس إياد علاوي، بضرورة عدم إغفال دور المجتمع العربي السني في نبذ المتطرفين من خلال إشراكهم بالحراك العسكري الجاري حالياً وعدم الاقتصار على قوات البشمركة أو المتطوعين الشيعة المرافقين لقوات الجيش العراقي.

وبينما تفتقر الحكومة الحالية التي يغلب عليها الشيعة لأي تعاطف من المجتمع السني الذي لم يجد على أرض الواقع حتى الآن الإصلاحات السياسية والأمنية والاجتماعية التي يُطالب بها منذ أشهر طويلة فإن هزيمة تنظيم «داعش» عبر الغارات الجوية تبدو صعبة في حال عدم وجود مساعدة من السنة.

وبينما حسم المجتمع الدولي أمره بالدخول في ساحة المعركة مع المتطرفين لكبح جماح تهديدهم للأمن والسلم الدوليين انتقلت مخاوف الفصائل والميليشيات الموالية لإيران والرافضة لأي تدخل أجنبي في العراق الى المرجعية الشيعية في النجف التي حذرت من الهيمنة الغربية على البلاد في وقت شن رجال دين سنة هجوماً لاذعاً على الدول العربية لموالاتها لواشنطن.

وأكد نائب الرئيس العراقي اياد علاوي عدم كفاية الهجمات الجوية في التخلص من تنظيم «داعش» وضرورة إشراك المجتمع المحلي في المدن السنية لمواجهة المتشددين .

وقال علاوي في تصريح صحافي إن «مؤتمر باريس مهم لكنه جاء متأخراً وتكمن أهميته في جمع الطاقات لمواجهة داعش» لافتاً أنه «عندما تكون المجتمعات المحلية مهيئة من دون قمع ومن دون تهميش ومن دون إقصاء ومن دون تمييز، سنستطيع تحريك تلك المجتمعات ضد هذه القوى المتطرفة الإرهابية مثل داعش والقاعدة».

وتابع علاوي أن «الضربات الجوية وحدها لا تكفي فهذه الضربات ممكن أن تقلل من قدرة داعش لكن لن تقضي عليه بل ستقلص قدراته وهو مهم مع تجفيف أمواله لكن القضاء على التنظيم يجب أن يتم بتحصين المجتمع من هذه القوى الإرهابية باستراتيجية بعيدة الأمد»، لافتاً الى أن «الضربات الجوية ما هي إلا خطوة أولى ممكن أن تسمى مرحلة تقليص قدرات داعش وليس تصفيتها، فالتنظيم يحتاج إلى وقت طويل لتصفيته باعتباره ظاهرة إرهابية مخيفة في المنطقة».

ويدرك قادة من العرب السنة أهمية اشتراكهم بتصفية المتطرفين، ومن هذا المنطلق أعلنت الحكومة المحلية في محافظة نينوى (شمال العراق) إكمال استعداداتها لتشكيل قوة من الأهالي لتحرير الموصل من تنظيم «داعش».

وقال محافظ نينوى ورئيس اللجنة الأمنية اثيل النجيفي في تصريح صحافي «سنبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة بتسجيل أسماء المتطوعين من أبناء الموصل لتحريرها من داعش». وأضاف أن «هؤلاء المتطوعون سيكونوا القاعدة الرئيسة للحرس الوطني المقبل».

وكانت محافظة نينوى قد خرجت عن سيطرة الحكومة العراقية منذ 9 حزيران الماضي بعد انسحاب أربعة فرق عسكرية وسيطرة «داعش» عليها لتتوالى بعدها سقوط المدن والبلدات في شمال وشمال شرق وغرب البلاد ليثير ذلك مخاوف كبيرة من تداعيات محتملة على أمن المنطقة، وهو الأمر الذي دفع بالدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي لمواجهة التنظيم المتشدد.

وفي جديد التحالف الدولي ضد «داعش»، قال مصدر أمني مطلع إن «طائرات يُعتقد أنها أميركية وصلت إلى مطار قاعدة سبايكر في محافظة صلاح الدين». أضاف أن «الطائرات قد تشن هجمات على عناصر داعش في صلاح الدين ومواقع تواجدهم في المحافظة».

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أخيراً أنها ستستخدم مطارات عسكرية عراقية لانطلاق طائرات أميركية تمتاز بطلعات بمدى قصير وتحتاج الى التزود بالوقود والأسلحة ضمن جزء من خطة تأمين الخطط الاستراتيجية لمحاربة عصابات داعش الإرهابية كما أكدت أن خطة ضرب داعش تشمل توسيع الغارات الجوية على مواقع المسلحين.

وأمس أعلنت فرنسا إن طائراتها شنت غارات داخل العراق للمرة الأولى منذ أن تعهدت باريس بالانضمام إلى الحملة العسكرية على متشددي تنظيم داعش الذين سيطروا على أجزاء من البلاد.

وقال مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند أمس، بعد قليل من الغارات، «هذا الصباح (أمس) في الساعة 9:40 صباحاً شنت طائرات رافال أول هجوم على مستودع امدادات تابع للإرهابيين في شمال شرقي العراق».

وأشار البيان إلى أن المقاتلات «أصابت أهدافها بدقة ونجحت في تدمير المخزن» بكامله، لافتاً إلى أن الطائرات الفرنسية ستنفذ ضربات جوية مماثلة خلال الأيام المقبلة.

ونقل البيان عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قوله، إنه «خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته، (أول من) أمس أعلنت قراري الرد على طلب السلطات العراقية وتقديم الدعم الجوي الضروري لمحاربة الإرهاب». ولفت مكتب الرئاسة في بيان إلى أن» رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالز سيبلغ البرلمان، الأسبوع المقبل، شروط تدخل القوات الفرنسية إلى جانب القوات العراقية والبشمركة لإضعاف قوة داعش ولبسط نفوذ السلطات العراقية من جديد على المناطق التي خسرتها أخيراً.»

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكد أول من أمس أنه «أعطى موافقته على شن ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وأن فرنسا لن ترسل قوات على الأرض وستستهدف غاراتها التنظيم المتطرف داخل العراق حصراً».

وفي سياق ردود الأفعال داخل العراق على الحملة الدولية ضد «داعش»، حذر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني من استغلال الدعم الخارجي للعراق ضد التنظيم للهيمنة الخارجية والمساس باستقلال وسيادة العراق.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء أمس «أدعو القادة السياسيين للعراق بأن يكونوا على مستوى اليقظة والحذر للوقوف بوجه محاولات استغلال المساعدة الخارجية التي تقدم للبلاد لمحاربة داعش للمساس باستقلال القرار السياسي والعسكري للعراق وأن لا يتخذ التنسيق والتعاون مع هذا الجهد الدولي ذريعة لهيمنة القرار الأجنبي على مجريات الأحداث خصوصاً العسكرية والميدانية».

وأشار الكربلائي الى أنه «على رغم حاجة العراق لمساعدة الأشقاء والأصدقاء في محاربة ما يواجهه من الإرهاب إلا أن الحفاظ على سيادته واستقلال قراره يحظى بأهمية بالغة يجب الحفاظ عليها»، مشيراً الى أن «الحاجة الى التعاون الدولي لمحاربة داعش لا تعني عدم قدرة أبناء العراق وقواته على مواجهة هذا التنظيم فقد أثبتت الشهور الماضية أن أبناء هذا البلد قادرون على الوقوف بوجهه ودحره وإن طالت المعركة».

وشدد ممثل السيستاني على أن «الجهد العسكري وإن كان مؤثراً في الحد من الإرهاب إلا أنه لوحده ليس كافياً للقضاء عليه ولذلك لا بد من معالجة الجذور الأساسية لنشوء هذه الظاهرة واستفحالها في دول عدة»، منبهاً الى خطورة «تمدد رقعة هذا التنظيم الى أكثر من دولة وبشاعة جرائمه وانتهاكاته لجميع القيم الإنسانية والدينية وعدم استثنائه لأي أحد من أعماله المخزية ولا سيما الأقليات الدينية وإمكانية امتداداه الى دول ومناطق أخرى». ودعا في الوقت ذاته «الأجهزة الأمنية المكلفة الى وضع الخطط المناسبة لمواجهة العمليات الإرهابية وأن لا يقتصر اهتمامها على المدن الساخنة وإنما الى المدن الأخرى وبخاصة المقدسة منها المعرضة أيضاً لهذه الأعمال الإرهابية.»

وكان عدد من الفصائل والميليشيات الشيعية المسلحة قد أعلنت في موقف يتناغم مع طهران عن رفضها الاستعانة بالولايات المتحدة في مواجهة داعش أو نشر أي قوات أميركية في العراق.

بالمقابل شن إمام وخطيب الجمعة في الفلوجة كبرى مدن الأنبار (غرب العراق) هجوماً لاذعاً على الدول العربية واتهمها بالتحالف مع «إرهاب» أميركا «لإبادة أهل السنة والجماعة»، لافتاً الى أن الجيش و«الميليشيات والعصابات الإيرانية والعراقية» لا تمتثل لقرار العبادي بوقف القصف على المدن.

وقال الشيخ عبد الله الجميلي خلال الخطبة التي أقيمت في جامع الشهداء بمدينة الفلوجة إن «الدول العربية ومن تدعي الإسلام والقانون والإنسانية تحالفت مع إرهاب أميركا الدولي لإبادة أهل السنة والجماعة ولم تنتفض عندما ذبح أهل الفلوجة وقتل الأطفال والنساء من قبل الجيش والميليشيات الإيرانية»، مؤكداً أنها «وضعت يدها بيد الإجرام الذي يقتل يومياً مئات المدنيين من الأطفال والنساء في الفلوجة والأنبار والموصل وتكريت، بحجة مكافحة الإرهاب».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,937,624

عدد الزوار: 7,048,704

المتواجدون الآن: 79