اخبار وتقارير..الحوثيون يقتربون من مطار صنعاء الأمم المتحدة تعزّز الأمن الغذائي لليمن...أردوغان يصف السيسي بأنه "طاغية"...كابوس التطرف المسلّح والتقارب الأميركي- الإيراني

«مجزرة علماء» في تحطم الطائرة الماليزية...مطالبات دولية بتحقيق «بلا عوائق»في إسقاط الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا

تاريخ الإضافة السبت 19 تموز 2014 - 9:28 ص    عدد الزيارات 2305    القسم دولية

        


 

«مجزرة علماء» في تحطم الطائرة الماليزية
الحياة...موسكو – رائد جبر { واشنطن – جويس كرم
كييف، برلين – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما ان الطائرة الماليزية التي تحطمت شرق أوكرانيا أول من امس وحدثت في «مجزرة علماء»، أسقطت استناداً إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية ورادارات للاستخبارات الأميركية بصاروخ أطلِق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يدعمهم بأسلحة ثقيلة وتدريبات». وقال: «ليس الوقت للدعاية السياسية والألاعيب، وما حصل نداء صحوة للأوروبيين»، داعياً بوتين إلى العمل لحل سياسي ووقف دعم الانفصاليين في أوكرانيا. (
وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل من أن الوضع في شرق أوكرانيا بات «أكثر تعقيداً» وسط تبادل الاتهامات بين كييف وموسكو بالمسؤولية عن إطلاق صاروخ أرض- جو على الطائرة الماليزية في قرية غرابوف بمنطقة دونيتسك أول من امس. وأدى الحادث إلى مقتل 298 شخصاً كانوا على متن الطائرة، بينهم غلين توماس الناطق باسم منظمة الصحة العالمية وحوالى مئة عالم وباحث في ميادين الطب كانوا سيشاركون في مؤتمر حول مرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز) في مدينة ملبورن الأسترالية غداً.
واعتبرت مركل أن «من المبكر جداً الحديث عن فرض عقوبات صارمة على روسيا التي نريد إبقاء باب التواصل مفتوحاً معها، على رغم مؤشرات إلى امتلاك الانفصاليين الموالين لها أسلحة ثقيلة جاءت عبر الحدود». وطالبت بتحقيق مستقل في حادث الطائرة بعد الاتفاق على وقف النار، والذي أيده مجلس الأمن في اجتماع عاجل لاحقاً، معلناً أن جيفري فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، سيتوجه إلى كييف وموسكو خلال أيام لإجراء محادثات.
وأبلغ فيلتمان مجلس الأمن أن بان يشعر بالانزعاج من تقارير «عدة وموثقة» عن استخدام صاروخ أرض- جو متطور لإسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا. أما السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور، فقالت إن الطائرة «أسقطت على الأرجح بصاروخ أرض – جو من طراز «أس إي 11» أطلِق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون».
وكان لافتاً إعلان وزارة الدفاع الروسية أن منظومة صواريخ «بوك أم 1» الأوكرانية كانت في يوم الحادث «مفعّلة» في محطة رادار كوبول التي لا تبعد كثيراً من موقع سقوط الطائرة، ما دعّم تحميل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلطات الأوكرانية مسؤولية الكارثة «لأنها واصلت العملية العسكرية في الشرق ولم تغلق الأجواء في منطقة المواجهات». وخلال تقديمه التعازي إلى رئيس الوزراء الهولندي مارك روته بسقوط 154 من مواطنيه كانوا على متن الطائرة، طالب بوتين بـ «تحقيق محايد وتسوية سريعة لأزمة أوكرانيا بعد المأساة».
وردت كييف بأن «موسكو سلّمت الانفصاليين منظومة بوك الصاروخية قبل استخدامها لإسقاط طائرة شحن من طراز أنطونوف ومقاتلة سوخوي 25، ثم الطائرة الماليزية التي اعتقدوا بأنها مقاتلة أوكرانية». وبث الجيش الأوكراني تسجيلاً لمكالمة هاتفية أبلغ فيها قائد انفصالي في دونيتسك مسؤولاً عسكرياً روسياً بإسقاط «مقاتلة أوكرانية جديدة»، ثم لمكالمة أخرى بعد نصف ساعة قال فيها الانفصالي إن الطائرة «مدنية».
وسعى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بعد اتصال هاتفي مع الرئيس أوباما، إلى حشد الرأي العام العالمي، قائلاً: «العدوان الخارجي على أوكرانيا ليس مشكلتنا وحدنا، بل خطر يهدد أمن أوروبا والعالم».
وعلى رغم الدعوات الغربية إلى التهدئة من أجل السماح بفتح تحقيق في حادث سقوط الطائرة، لوّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصعيد إذا تعرضت منشآت حدودية روسية لهجمات أوكرانية. وقال: «حذرنا سابقاً من أننا سنرد على إطلاق صواريخ أوكرانية على مواقعنا، وذلك بتدمير نقطة إطلاق هذه الصواريخ».
 
مطالبات دولية بتحقيق «بلا عوائق»في إسقاط الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا
الحياة....كييف، موسكو، واشنطن، برلين - أ ف ب، رويترز -
طالب قادة دول بإجراء تحقيق دولي في اسقاط طائرة الركاب الماليزية بصاروخ ارض - جو رجح خبراء انه من طراز «اس اي 1» المصنع في الحقبة السوفياتية، خلال تنفيذها رحلة من امستردام الى كوالالمبور فوق بلدة غرابوف بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا الانفصالي اول من امس، وعلى متنها 298 شخصاً.
وأعلن رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ديدييه بوركهالتر ان الانفصاليين الموالين لروسيا وافقوا على فتح «ممر» آمن للمحققين الدوليين كي يستطيعوا الوصول الى موقع تحطم الطائرة. وكانت كييف شكت من أن الانفصاليين يمنعون المسؤولين الأوكرانيين من الوصول الى الموقع.
وأكد بوركهالتر ان احد الصندوقين الأسودين لطائرة «بوينغ 777» الماليزية في يد الانفصاليين، من دون تحديد إذا كان الجهاز يتضمن تسجيل محادثات افراد الطاقم او المعطيات التقنية للرحلة. وعثر رجال الإنقاذ على الصندوق الثاني لاحقاً، لكن خبراء يقولون إن «أياً من الصندوقين لن يسمح بتحديد مصدر الصاروخ المفترض الذي تتبادل السلطات الأوكرانية والانفصاليون الاتهامات بإطلاقه».
وشدد الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو في محادثة هاتفية بعد الحادث على ضرورة ابقاء كل الأدلة من الطائرة الماليزية التي اسقطت في موقع الحادث كي يستطيع المحققون الدوليون فحص كل جوانب الكارثة»، علماً أن أوباما عرض مساعدة خبراء أميركيين فوراً في التحقيق.
وفي اتصال هاتفي آخر مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الذي قضى 154 من رعايا بلاده على متن الطائرة، طالب أوباما بإجراء تحقيق «سريع وذي صدقية وبلا عوائق»، داعياً الى وقف فوري للنار من اجل ضمان وصول المحققين الدوليين في شكل آمن وبلا عراقيل الى مكان الحادث، وتسهيل استعادة الجثث التي اعلن اندريه سيبيغا، المسؤول في وزارة الخارجية الأوكرانية، احتمال نقلها إلى مدينة خاركوف التي تسيطر عليها الحكومة المركزية، علماً أن أقارب للضحايا يستعدون للانتقال من امستردام الى كييف بمبادرة من شركة الخطوط الماليزية.
استراليا تتهم الانفصاليين
وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الحاجة إلى هدنة لإجراء تحقيق مستقل في أسرع وقت. لكن الانفصاليين استبعدوا التوصل الى وقف للنار. وقال «رئيس حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد الكسندر بوروداي أن: «وقف النار غير مطروح»، فيما حمّلهم رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت مسؤولية اسقاط الطائرة التي تواجد 28 أسترالياً أيضاً على متنها بينهم اثنان من اصل لبناني هما ألبير رزق وزجته ماري، اضافة الى وفد من مئة باحث وعاملين في المجال الطبي وناشطين أرادوا حضور مؤتمر دولي مهم عن مرض نقص المناعة المكتسب (إيدز) ستستضيفه ملبورن غداً.
وتواجد ايضاً على متن الطائرة 43 ماليزياً (15 منهم من افراد الطاقم) و12 اندونيسياً و9 بريطانيين و4 ألمان و5 بلجيكيين و3 فيليبينيين وكندي، اضافة الى عدد من الفرنسيين.
وبعد اجتماع أزمة للحكومة البريطانية شدد رئيس الوزراء ديفيد كامرون على ضرورة تقديم المسؤولين عن الكارثة للعدالة، وقال: «اذا تبين كما يبدو ان الطائرة أسقطت يجب محاسبة المسؤولين من دون اضاعة الوقت».
وأضاف، بعدما اجرى اتصالات هاتفية مع نظيريه الهولندي والأسترالي: «أثار الحادث المروّع صدمة كبيرة، ولا يمكن التساهل معه، ولا بدّ من أن تتعاون الحكومات بكل الوسائل التي تملكها للتأكد من تفتيش الموقع بدقة».
كذلك طالب رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق في مؤتمر صحافي بضرورة مثول مرتكبي الحادث امام العدالة في اقرب وقت، وقال: «انه يوم مأسوي وعام مأسوي لماليزيا» التي شهدت ثاني انتكاسة مدمرة لخطوطها خلال أشهر بعد اختفاء طائرة ركاب في آذار (مارس) الماضي على متنها 239 شخصاً لدى تنفيذها رحلة من كوالالامبور الى بكين.
ولفت اعلان الخطوط الجوية الماليزية ان المنظمة الدولية للطيران المدني التابعة للأمم المتحدة (ايكاو) كانت اعلنت ان المسار الذي اتبعته الطائرة المنكوبة فوق شرق اوكرانيا «آمن ولا يخضع لقيود».
وأغلقت «إيكاو المسار فوق أوكرانيا بعد الحادث، فيما حظرت الإدارة الفيديرالية للملاحة الجوية الأميركية التحليق في اجواء شرق اوكرانيا، خصوصاً منطقتي سيمفروبول (شبه جزيرة القرم) ودنيبروبتروفسك.
مشاهد الكارثة
في موقع الكارثة في منطقة ريفية حول قرية غرابوف، تقدم رجال الإنقاذ بخطوات بطيئة حاملين عصياً مزودة بأقمشة بيض في رؤوسها لتحديد اماكن الأشلاء البشرية داخل حقل قمح شوهد فيه ايضاً قطعة من ذيل الطائرة المنكوبة وعليها شعار الخطوط الجوية الماليزية، وحقائب الركاب وممتلكات شخصية اخرى.
واصطف أكثر من عشر شاحنات لفرق الإطفاء في هذه المنطقة حول خيمتين نصبتا لتكونا مقر قيادة فرق الإنقاذ، فيما حذر احد المقاتلين الانفصاليين من ان المنظر «ليس جميلاً»، مشيراً الى ان حطام الطائرة التي تفتت في الجو، وصل الى قرية قريبة تبعد عشرة كيلومترات عن مكان تحطم الطائرة.
وروت كاتيا (62 سنة) التي تسكن في غرابوف انها سمعت دوياً ضخماً، وحصل اهتزاز كأنه هزة ارضية، وسقطت قطعة من هيكل الطائرة وإحدى عجلاتها في حقل القمح امام مزرعة حيث فاحت رائحة الكيروسين.
وقالت نتاليا (26 سنة): «اختبأت مع طفلي في القبو». وأبدت حزنها «لمقتل هؤلاء المساكين الذين قد لا يعرفون شيئاً عن هذه الحرب في اوكرانيا والتي لا نفهمها نحن».
وكان سكان غرابوف بقوا في منأى عن المعارك الدائرة بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية. ولكن مع اقتراب المعارك في الأيام الأخيرة من المدن القريبة من الحدود مع روسيا، استطاعوا مشاهدة الطائرات الحربية الأوكرانية.
وأفادت تقارير بأن أولى قوافل الإغاثة وصلت بعد عشرين دقيقة على الحادث، ولكن من دون اي امل بإيجاد ناجين. وظهر ضعف رجال الأطفاء امام كارثة ضخمة بهذا الشكل. ثم هبط الليل من دون وضع مولدات كهربائية ولا إضاءة في المكان، فعمد رجال الإطفاء الى إضاءة مصابيح شاحناتهم، فيما انتشرت جثث ضحايا الطائرة الماليزية في الحقول.
 
الحوثيون يقتربون من مطار صنعاء الأمم المتحدة تعزّز الأمن الغذائي لليمن
النهار..المصدر: (رويترز، أ ش أ)
نسبت صحيفة "عكاظ" السعودية امس الى مصادر محلية يمنية أن لجنة الوساطة الرئاسية لإنهاء التوتر بين المسلحين الحوثيين والجيش المدعوم بعناصر قبلية في محافظة الجوف بشمال شرق اليمن بدأت مهماتها واتصالاتها مع الأطراف المتصارعين في منطقة الصفراء.
ونقلت عن مصادر قبلية ان اللجنة المعنية بالمفاوضات مع جماعة الحوثي التي تسيطر على محافظة عمران منذ أكثر من أسبوعين فشلت في التوصل إلى حلول نهائية، موضحة أن الحوثي أعلن قبوله بالانسحاب لكنه رفض تنفيذه على أرض الواقع ومتمسكاً ببقاء مسلحيه القادمين من خارج المحافظة.
وأشارت إلى أن مجاميع مسلحة سيطرت على منطقة ضروان التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن مطار صنعاء الدولي. وقالت إنه استناداً الى شهود عيان، انسحبت قوات الجيش الى مسلحين قبليين من مواقعهم بناء على توجيهات لجنة الوساطة، لكن مسلحي الحوثي توسعوا وسيطروا على مواقع الجيش والمسلحين القبليين المناوئين لهم في المنطقة.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" ان الحكومة اليمنية وقعت اتفاقاً مع برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة لتمويل مشروع تعزيز الأمن الغذائي في البلاد ومساعدتها في مواجهة التحديات المتعلقة بشح الغذاء. وبموجب الاتفاق يقدم برنامج الغذاء منحة مالية لليمن قيمتها 500 مليون دولار.
واكد ممثل البرنامج في اليمن بيشو برجول حرص هذا البرنامج على مواصلة تقديم كل أوجه الدعم اللازمة لمساعدة اليمن على تجاوز تحديات المشكلة الغذائية في البلاد.
وأشاد وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني محمد السعدي بمساهمات برنامج الغذاء العالمي في دعم وتعزيز الجهود الحكومية اليمنية الهادفة إلى مواجهة التحديات المتعلقة بشح الغذاء ومساندة الجهود الرامية الى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في اليمن.
وكشف البرنامج هذا الاسبوع أن 40 في المئة من سكان اليمن يعانون "انعدام الأمن الغذائي ولا يحصلون على وجبات غذائية متكاملة بدرجة تستدعي إمدادهم بمساعدات خارجية بوجه عام".
وأصدر مكتب البرنامج في صنعاء بياناً صحافياً عن نتائج مسح شامل للأمن الغذائي في اليمن جاء فيه "أنه على رغم تحسن معدلات الأمن الغذائي في بعض المناطق اليمنية إلا أن هناك أكثر من 10 ملايين مواطن لا يعرفون كيف يدبرون وجبتهم التالية... وأن خمسة ملايين آخرين يعانون بشدة انعدام الأمن الغذائي والجوع بدرجة كبيرة".
وحذر البرنامج من أن معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن بلغت حد الخطر في معظم أنحاء البلاد وارتفعت نسبتها في بعض المناطق لتصل إلى حد ضرورة التدخل العاجل. وتظهر تقديرات البرنامج أن اليمن من أكثر الدول معاناة لمشكلة الأمن الغذائي في العالم العربي .
 
أردوغان يصف السيسي بأنه "طاغية"
النهار....المصدر: (و ص ف)
حمل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعنف امس على مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي الذي وصفه بأنه "طاغية".
ورداً على سؤال عن العملية البرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة، قال اردوغان إن السيسي "لا يختلف عن الآخرين، انه هو نفسه طاغية".
واتهم الادارة المصرية بالعمل "معاً" واسرائيل ضد حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي تدعمها الحكومة التركية.
وعرضت مصر اتفاق تهدئة بين اسرائيل و"حماس"، لكن الحركة اعتبرت انها لا تلبي مطالبها.
ورأى اردوغان ان "الادارة في مصر ليست شرعية"، متهما السلطات المصرية بانها تريد استبعاد "حماس" من أي اتفاق سلام في غزة.
وهاجم اسرائيل مجدداً واتهمها بارتكاب مجزرة، قائلاً إن "اسرائيل دولة تهدد السلام في العالم والشرق الاوسط".
 
كابوس التطرف المسلّح والتقارب الأميركي- الإيراني
الحياة...بشير عبد الفتاح
من تداعيات توغل تنظيم «داعش» في العراق وسورية، تلوح فرص لتسريع وتيرة التقارب الأميركي الإيراني، إذ أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الرئيس باراك أوباما يدرس الخيارات كافة في التعاطي مع الأزمة العراقية بما فيها إمكانية التنسيق مع طهران.
ومتنوعة هي العوامل المحفزة لتسريع ذلك التقارب الأميركي بالتزامن مع تنامي خطر تنظيم «داعش» ومن أبرزها:
فشل سياسة العقوبات ضد إيران، فقد أفضي إخفاق العقوبات، التي توصف بأنها الأقسى والأشمل عالميا، في إجبار النظام الإيراني على الانصياع للإرادة الدولية، إلى حض واشنطن على تبني المسار الآخر المتمثل في الحوار والتفاهم.
حزمة المكاسب التي تتطلع واشنطن إلى جنيها جراء التقارب مع إيران، من أبرزها الاستفادة من الفرص الاستثمارية المحتملة في السوق الإيرانية الواعدة بعد إنهاء العقوبات، وتوظيف نفوذ طهران الإقليمي المتعاظم وقوتها النووية المحتملة، المروضة أميركيا، لخدمة المشاريع الأميركية المستقبلية في المنطقة، علاوة على ابتزاز الدول العربية اقتصادياً واستراتيجياً، إضافة إلى الحصول على دعم إيران في الملفات الإقليمية العالقة والعصية كالمسألة السورية وقضية السلام وملفات العراق ولبنان، فضلاً عن أمن الطاقة ومشاريع استراتيجية أميركية في آسيا الوسطى والقوقاز.
- التآكل التدريجي للعزلة الدولية المفروضة على طهران مع انتخاب الزعيم المعتدل حسن روحاني رئيساً لإيران، ثم توقيع الاتفاق النووي المرحلي بين إيران والغرب في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وصولاً إلى تعاظم خطر «داعش» في العراق، حيث بدأ عدد من القوى الدولية والأطراف الإقليمية يتواصل مع إيران أخيراً.
نزوع واشنطن لاستثمار تنامي الخطر النووي الإيراني عبر تكثيف طهران مساعيها لامتلاك السلاح النووي، وذلك من خلال استنزاف موارد دول الخليج العربية وتعزيز التموضع الإستراتيجي الأميركي في تلك المنطقة المهمة والغنية بالنفط في إطار مبادرة أميركية لنشر مظلة أمنية دفاعية لمواجهة احتمال امتلاك طهران للسلاح النووي، وهو ما اعتبرته مصادر رسمية إسرائيلية استعداداً من إدارة أوباما لتقبل إيران نووية.
- تنامي الحديث عن احتمالات القيام بعمل عسكري أميركي أو دولي لتقويض تغلغل تنظيم «داعش» في العراق، فلما كان أي تحرك من هذا القبيل يتطلب تنسيقاً مع إيران لاعتبارات لوجستية وجيواستراتيجية، فقد تعززت احتمالات التفاهم الإيراني الأميركي بهذا الخصوص.
ولا يدخر الرئيس الأميركي وسعاً في العمل للحيلولة دون فرض مزيد من العقوبات على إيران بل وتخفيف بعضها وسط عدم ممانعة إسرائيلية، بعدما توصلت إسرائيل وواشنطن إلى تفاهم يلزم الأخيرة بتنسيق المواقف مع الأولى بصورة متواصلة في ما يتعلق بالمفاوضات النووية الإيرانية، وتأكيد مجموعة 5+1 أنه لن يتم إبرام اتفاق نهائي بغير تنازلات إيرانية ملموسة.
ويفصح تاريخ العلاقات الأميركية الإيرانية عن براغماتية تخولهما إبرام صفقات ناجزة وبلوغ تفاهمات مهمة في أحلك الظروف، فلكم حفل ذلك التاريخ بأمثلة شتى في هذا الشأن، كإبرام الجانبين صفقة مهمة أميط اللثام عنها في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1986 وعرفت إعلاميا بفضيحة «إيران غيت» أو «إيران كونترا»، حيث كشف النقاب عن قيام مبعوث للرئيس الأميركي وقتئذ رونالد ريغان بزيارات عدة لطهران، أبرم على إثرها اتفاقاً مع نظامها يقضي بتسليمها شحنة أسلحة أميركية متقدمة منها صواريخ «تاو» بمشاركة إسرائيلية، مقابل تدخل إيراني للإفراج عن رهائن أميركيين احتجزهم شيعة في لبنان، وتحويل ثمن الصفقة إلى حساب خاص في بنك سويسري، ومنه إلى ثوار «الكونترا» الموالين لواشنطن والمناهضين لحكومة نيكاراغوا.
وبمجئ إدارة أوباما، تواصلت الإشارات التفاهمية بين طهران وواشنطن عبر اتصالات قام بها أميركيون من أصول إيرانية. وخلال مؤتمر عالمي للغاز استضافته العاصمة البلغارية صوفيا في نيسان (أبريل) 2011، وافقت واشنطن بعد معارضة طويلة ومرهونة بتسوية الأزمة النووية الإيرانية، على ضخ إيران غازاً في خط «نابوكو»، الهادف إلى تقليص اعتماد أوروبا على روسيا في تأمين احتياجاتها من الغاز.
وشكلت الحرب الأميركية ضد ما يسمي بالإرهاب في أفغانستان وباكستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، فرصة لتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، في ظل المساعي الأميركية لإيجاد حلول إقليمية لمشكلة طالبان بعيداً من أي تدخل عسكري أميركي مباشر.
لم يكن قبول واشنطن التفاوض المباشر مع إيران حول ملفها النووي وليد اليوم وإنما جاء تتويجاً لسلسلة من الاتصالات السرية بين الجانبين تضمنت تفاوضاً في شأن سبل التعاون المشترك بملفات إقليمية شتى.
غير أن إصرار الرئيس الإيراني على رهن تعاونه مع واشنطن في العراق بتحقيق «تقدم» في المفاوضات النووية، إنما يهدد بتفخيخ وتعطيل مساعي التقارب الأميركي الإيراني، كونه سيقابل باستياء ورفض واضحين على المستويين الإقليمي والدولي، ما ينذر بنسف دواعي تقبل المجتمع الدولي لأي انفتاح على الجمهورية الإسلامية حالياً، خصوصاً إذا ما كان «التقدم» الذي تتوخاه إيران غير متناغم وتطلعات تلك الأطراف الإقليمية والدولية مجتمعة في شأن تسوية الأزمة النووية الإيرانية.

 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,243,814

عدد الزوار: 6,984,051

المتواجدون الآن: 67