«الإخوان» وروسيا

تاريخ الإضافة الجمعة 24 آب 2012 - 6:48 ص    عدد الزيارات 747    التعليقات 0

        

 

 
«الإخوان» وروسيا
يتجلى التوجه العام حالياً نحو تعزيز دور الإسلام السياسي على الساحة الدولية. ولهذه الظاهرة أسبابها الوجيهة. لكنني أعتقد أنه يجب أن نتوقف عند عاملين مهمين.
الأول، هزيمة الجيوش العربية أمام إسرائيل في العام 1967، حين سادت تدريجياً لدى الرأي العام العربي، مشاعر المذلة. وتأثرت النخب المثقفة العربية بالهزيمة. فقد ردّها البعض إلى أن العرب تحولوا بعيدا عن الله، بعدما كانوا قد بنوا أحلامهم على نظريات مستوردة لادينية كالاشتراكية، والعروبة، والقومية. بينما الإحياء الحقيقي للحضارة العربية والإسلامية لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق العودة إلى القيم الأساسية للإسلام.
أما العامل الثاني، فهو الرغبة الجماعية بإطاحة النخبة، التي استخدمت الأساليب الاستبدادية، محاولة جرّ تلك الدول نحو الغرب. فقد بات واضحاً أنه مع وصول القوى الإسلامية إلى السلطة، ستعمل جاهدة لبناء نموذجها الخاص للتنمية، الذي لن يستبعد بالضرورة العلاقات مع الغرب. وقد أحدثت موجة «الربيع العربي» تغييرات عميقة في البنية السياسية. ويمكن أن نخلص إلى أن أربع مجموعات رئيسية تتصدر الحياة السياسية. ويمكن تقسيمها إلى:
المنظمات الإسلامية المعتدلة، أي الحركات التي تناضل من أجل تطوير المجتمع، ليس وفق النموذج الغربي، ولكن على أساس القيم والمعايير الأخلاقية الإسلامية.
المجموعات الإسلامية الراديكالية «السلفية»، التي حددت هدفها بإقامة الدولة الإسلامية وفق الشريعة.
أما المجموعتان المتبقيتان فيمكن وصفهما بـ«العلمانية»، إذ أنهما ترفضان بناء الدولة على أسس دينية. الأولى، تتمثل بالجيش والفئات التي ترتبط مصالحها به. والثانية، القوى المجتمعية التي كانت المبادرة إلى الثورات ضد الأنظمة. وهي تتألف من ليبيراليين وديموقراطيين، ويغلب عليها العنصر الشاب.
والأوضاع المتحركة اليوم في المنطقة لا تزال بالغة الصعوبة. وتعتمد طبيعة الحكومات المقبلة اعتمادا كبيرا فيها، على توازن القوى بين تلك الجماعات. وأهمية ذلك تكمن في التحالفات والتيارات التي نشأت أو ستنشأ ومدى ثباتها، ومواقف الأطراف غير المشاركة منها. فهي التي تحدد تموضع القوى في كل مرحلة.
ويستبعد عدد من المحللين السياسيين أن يكون لـ«قطار الربيع العربي»، الذي بدأ من تونس ومصر، محطات في دول أخرى. إلا أنه، في ظل الظروف الراهنة، من المهم إقامة حوار مع «المصلحين الإسلاميين الجدد». حوار قائم على سبر الأغوار، لأنه من الصعب جداً فصل ظاهر الإسلام السياسي عن باطنه. والأهمية العملية لذلك، تكمن في التقييم الصحيح للإسلاميين. فالحياة تلزمهم بالتخلي عن التطرف، والتعامل مع قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ورفع مستويات المعيشة.
في بلادنا المتعددة الثقافات والأديان، يعيش نحو 20 مليون مسلم. ومن غير الطبيعي افتراض أن التغيرات الكبرى في البلدان الإسلامية لن تؤثر عليهم. وبالنسبة إلينا، من المهم، ونحن نصوغ توجهنا العام في علاقاتنا مع تلك البلدان، أن نعتمد على خلاصات الممارسات العملية ونتائج بحوث علماء الدراسات الإسلامية، وهي ليست وافرة لدينا. وتغدو هذه المسألة أكثر إلحاحاً نظراً للتغيرات المتسارعة من حولنا، حتى أن كثيراً من السياسيين باتوا لا يملكون الوقت الكافي للتفاعل معها. ومن أجل مواكبة الأحداث، من الضروري أن توضع سيناريوهات للمستقبل، والأهم من ذلك، تقديم توصيات لاتخاذ إجراءات وقائية فعالة. وبطبيعة الحال، تلك الإجراءات إن وضعت من دون الاعتماد على الخبرات العلمية فلن تبصر النجاح.
فينيامين بوبوف ـ مدير «مركز شراكة الحضارات ـ موسكو»
فينيامين بوبوف، عن «نيزافيسيمايا غازيتا»

Iran: Death of a President….....

 الأربعاء 22 أيار 2024 - 11:01 ص

Iran: Death of a President…..... A helicopter crash on 19 May killed Iranian President Ebrahim Ra… تتمة »

عدد الزيارات: 158,002,822

عدد الزوار: 7,087,520

المتواجدون الآن: 81