إسرائيل وأكبر تآكل في محيطها الإستراتيجي

تاريخ الإضافة الخميس 15 كانون الأول 2011 - 7:14 ص    عدد الزيارات 787    التعليقات 0

        

 

إسرائيل وأكبر تآكل في محيطها الإستراتيجي
توماس فريدمان... نيويورك تايمز...
 تواجه إسرائيل أكبر تآكل في محيطها الاستراتيجي منذ تأسيسها· فهي قد ابعدت عن حليفتها القديمة تركيا· ويشتبه في أن عدوتها اللدودة إيران تقوم بتطوير قنبلة نووية كما ان أقوى دولتين على حدودها - سوريا ومصر - تهزهما الثورات· كما ان حزب الله وحماس تسيطران على اضعف دولتين تطلان على حدوها وهما غزة ولبنان·
وفي هذا السياق ظهر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنيست يوم الاربعاء الماضي وقال بأن الصحوة العربية تحرك العالم العربي <الى الخلف>، وتتحول إلى موجة غير ديمقراطية <اسلامية، معادية للغرب ومعادية لليبرالية، ومعادية لإسرائيل> وقال ان التخلي عن أراض للفلسطينيين هو أمر ليس من الحكمة في مثل هذا الوقت وقال: <نحن لا نعرف الى اين سينتهي الحال بأية قطعة من الارض التي نتنازل عنها>·
ونقل فريدمان عن نتنياهو قوله <في فبراير، عندما احتشد الملايين من المصريين في الشوارع في القاهرة، قال المعلقون وبعض افراد المعارضة في اسرائيل بأننا نواجه مرحلة جديدة من التقدم والليبرالية: وقالوا بأنني احاول تخويف الجمهور وانني أقف على الجانب الخطأ من التاريخ، ولا ارى اتجاه سير الامور <ولكن>، وكما قال امام الكنيست، فان <الأحداث أثبتت صحة موقفي>· وكرر نتنياهو قوله أنه عندما حذر الرئيس أوباما والزعماء الغربيين الآخرين من دعم انتفاضة ضد الرئيس المصري في ذلك الحين الرئيس حسني مبارك، قيل له بانه لا يفهم حقيقة الحال: <وأنا اسأل اليوم، من هنا لا يفهم حقيقة الواقع؟> ولقد كان تحليل نتنياهو للمخاطر التي تواجه اسرائيل تحليلا صحيحا، والأمور قد تزداد سوءا· ولكن الخطأ الذي وقع فيه نتنياهو هو تشخيصه لكيفية حدوث الامر ووصفه لما يمكن عمله حيال ذلك - وتلك البقع العمياء يمكن أيضا أن تكون خطيرة جدا بالنسبة لاسرائيل·
التشخيص: من البداية أصرّ المسؤولون الاسرائيليون على أن أوباما ساعد على دفع مبارك للخارج بدلا من إنقاذه· وهذا هراء· لان من طرد الديكتاتوريين العرب هي شعوبهم نفسها، ولم يكن هناك مجال لانقاذهم· في الواقع، كان لدى مبارك ثلاثة عقود لتطوير السياسة المصرية تدريجيا، وإنقاذ نفسه· فما الذي فعله؟ في العام الماضي، أجرى الانتخابات الأكثر تزويرا في التاريخ المصري· وحصل حزبه على 209 من أصل 211 مقعدا· ومن المدهش أن الانتفاضة لم تحدث بعد تلك الانتخابات· لا يمكن انكار خوف اسرائيل من استيلاء الإسلاميين على السلطة· لكن وجود مثل هذا الاحتمال على وجه التحديد هو بسبب السنوات الـ 50 الماضية من الديكتاتورية العربية، حيث كان يسمح للاسلاميين فقط بالتنظيم داخل المساجد في حين لم يكن يسمح للحركات العلمانية المستقلة، والأحزاب الديمقراطية بأن تتطور في الساحة السياسية· وهذا ما أعطى هذه الاحزاب الاسلامية قفزة مبكرة - الديكتاتوريون العرب كانوا مريحين بالنسبة لاسرائيل والاسلاميين ? ولكنهم كانوا مميتين للتنمية العربية والتعليم· الآن وقد رفع الغطاء فأن عملية الانتقال ستكون وعرة· ولكنها كانت امراً حتمياً ولا مفر منه، والسياسات الجديدة هي مجرد بداية: الإسلاميون سوف يضطرون الآن إلى التنافس مع الاحزاب العلمانية المشروعة· أما وصفة نتنياهو فهي عدم القيام بشيء· وأنا أفهم عدم تنازل إسرائيل عن الأراضي في هذه الفترة غير الواضحة المعالم لحركة فلسطينية منقسمة· ولكن ما لا أستطيع فهمه هو عدم القيام بأي شيء· إسرائيل لديها صحوة عربية في ساحتها الخلفية في شخص رئيس الوزراء سلام فياض في السلطة الفلسطينية· لقد كان الزعيم العربي الأكثر تطرفا من بين الجميع· انه أول زعيم فلسطيني يقول: قاضوني بشأن أدائي في تحسين حياة شعبي، وليس على خطاباتي· وقد كان تركيزه على بناء المؤسسات - بما في ذلك وكما اعترف به الإسرائيليون انفسهم بأنه بنى قوات الأمن التي ساعدت على إبقاء إسرائيل امنة ? بحيث يكون الفلسطينيون جاهزين للتوصل إلى حل الدولتين· وبدلا من مكافأته، احتجزت اسرائيل 100 مليون دولار من عائدات الضرائب الفلسطينية التي يحتاجها فياض - لمعاقبة الفلسطينيين بسبب مطالبهم الملحة لاقامة دولة في الأمم المتحدة ? والتي تستخدمها للدفع لقوات الامن التي تساعد على حماية اسرائيل· هذا هو الجنون·
أفضل دفاع لاسرائيل هو تعزيز شرعية الفياضية كما اطلق عليها فريدمان بما في ذلك إعطاء أجهزة الأمن الفلسطينية المزيد من مجالات المسؤولية لزيادة شرعيتها والتوضيح بأنها لن تستمر الى الابد الحارس للاحتلال· هذا لن يساعد فقط في استقرار الفناء الخلفي لإسرائيل نفسها - ومنع انتفاضة أخرى من شأنها أن تنتشر كالنار في الهشيم في العالم العربي من دون وجود الطغاة القدامى ليقمعونها - ولكنه سوف يضع الأساس للتوصل إلى حل الدولتين وتحسين العلاقات مع الشعوب العربية· وتذكر، بأن تلك الشعوب العربية سيكون لديها الكثير من القول في كيفية حكمها ومع من ستعقد اتفاقات سلام· في هذا السياق، فإن إسرائيل ستكون أفضل حالا بكثير اذا قامت بتعزيز مسؤولية وديمقراطية القيادات الفلسطينية·
ان هذه لحظة حرجة وحساسة· وهي تتطلب الحكمة وبعد النظر من قبل القيادة الاسرائيلية· الصحوة العربية تتزامن مع آخر الامال بالتوصل إلى حل الدولتين بين الاسرائيليين والفلسطينيين· وسوف يميل اليمين الإسرائيلي الى عدم القيام بشيء، وعلى الاصرار بأن الوقت غير مناسب لاتخاذ المخاطر - ولن يكون أبدا - ولذلك تحتاج إسرائيل لاحتلال الضفة الغربية والفلسطينيين إلى الأبد· وهذا يمكن أن يكون أعظم خطر على اسرائيل: لتستيقظ ذات يوم، وتكتشف أنه، ردا على الفوضى واضطرابات الصحوة الديمقراطية العربية فقد ضحت الدولة اليهودية بطابعها الديمقراطي الخاص·

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,511,398

عدد الزوار: 6,994,011

المتواجدون الآن: 60