"لوموند":عندما لا يحمي الأسد الأقلّيات بل يحتمي بها

تاريخ الإضافة الخميس 25 آب 2011 - 5:32 ص    عدد الزيارات 814    التعليقات 0

        

وصفت صحيفة "لوموند" الفرنسيّة النظام السوري بـ"المبدع" في تنويع أدواره، عبر إظهار نفسه ضرورة لتحقيق التوازن الداخلي والإقليمي.

وترى الصحيفة أنّ الرئيس بشّار الأسد قضى السنوات العشر الأولى من حكمه في "لعب دور المقاوم للمشاريع الإسرائيليّة، وبطل رفض تدخّلات الإمبرياليّة الجديدة، والناطق باسم الكرامة العربية، وحامي الفلسطينيين الذي يطمح لإعادة حقوقهم، كما يسعى لإثبات خطأ واشنطن في قلقها على المسيحيّين، بحرصه على الظهور بمظهر حامي الأقلّيات".

وأوضحت الصحيفة أنّ حقيقة حماية النظام السوري للأقلّيات "لا تحتاج وقتا كبيرا حتى تنجلي لأولئك الذين يغمضون عيونهم عن مجازر الأجهزة الأمنيّة السوريّة"، وهم يقولون إنّ "هذا النظام هو من يضمن حقوق المسيحيّين ليس في سوريا فحسب، بل في كامل الشرق الأوسط، متناسين أنّ معظم الضحايا من أغلبيّة السكّان، وهم المسلمون السنّة".

وقالت الصحيفة إنّ المثير هو "أنّ مسؤولا، مثل النائب اللبناني نبيل نقولا المقرّب من ميشال عون، أعلن في 23 أيّار الماضي أنّ سقوط النظام السوري يعني إبادة الأقلّيات في المنطقة".

لكن نقولا لم يذكر ضدّ من يحمي النظام السوري هذه الأقلّيات ويضمن مستقبلها، حسب الصحيفة. فإذا "كان هذا العدوّ هو الإخوان المسلمون يجب أن نعلم أنّهم ليسوا بالقوّة المخيفة، فهم محكوم عليهم بالإعدام منذ عام 1980، وأنّ رهان القوّة الذي دخلوا فيه مع النظام انتهى بتخلّيهم عن العنف. ومهما يكن الأمر"فإنّ الاحتجاجات في سوريا أثبتت أنّهم ليسوا هم من أطلقها، وهم لا يتحكّمون فيها ولا يوجّهونها، وأنّ حضورهم في الاحتجاجات ليس كبيرا".

وأوضحت الصحيفة "أنّ ما يخيف أصدقاء النظام السوري هو سقوط الأسد، وهو من الأقلّية العلويّة التي أحاطت نفسها بحزام أمنيّ لمواجهة الأغلبيّة المحرومة من أيّ حقّ سياسي، والقضيّة ليست دينيّة أبدا، بل كان الدين مجرّد أداة فقط". وخلافا لدعاية النظام، لا يوجد أيّ توجّه لطرد المسيحيّين إلى بيروت، أو وضع العلويّين في الأكفان أو إبادة الإسماعيليّين أو استئصال الدروز والبهائيّين واليزيديّين، بل العكس هو الصحيح، ففي عموم الأقلّيات والأغلبيّة السنّية المهمّشة "يوجد توجّه للوصول إلى نظام لا يعتمد الإقصاء".

ولفتت الصحيفة إلى"إنّ حافظ الأسد مثل بشّار اعتمد منطق الأقلّيات لصفّ التأييد للنظام، واستخدم وسائل كثيرة منها الأيديولوجيا لفئة، والإغراءات المادية لفئة أخرى، وتحقيق الطموح لفئة ثالثة، إضافة إلى جعله من الأغلبيّة السنّية التي تمثل نحو 80 في المئة من السكّان، بُعبعُاً لتخويف باقي الأقلّيات، خصوصا في السبعينيات وبداية الثمانينيات". واشتغلت دعاية النظام على مواجهة أيّ انفتاح سياسي على الإخوان المسلمين قد يوصلهم إلى السلطة، فتمّ تصويرهم بـ"المتعصّبين والدمويّين والرجعيّين وخونة بلادهم وعملاء الغرب".

وقالت الصحيفة إنّ النظام الذي يزعم الدفاع عن الأقلّيات يعمد إلى اضطهادها، فالآشوريون ومعهم السريان والكلدانيون، ويبلغون مليون نسمة، مضطهدون مثل الأكراد. كما أنّ الأرمن والشركس يتهمون بالانفصاليّة عندما يطالبون بحقوقهم، فلا يحقّ لهم التكلّم بلغتهم ولا تعليمها ولا استخدامها في أيّ مجال، حتى في العبادة.

وهكذا لا تكون ورقة حماية الأقلّيات سوى ذريعة لاستمرار تشديد القبضة على السلطة، وتخويف الأقلّيات، ثم ادّعاء حمايتها.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,684,119

عدد الزوار: 7,000,146

المتواجدون الآن: 61