لم تعد الدولة العبرية محميّة بذاكرة المحرقة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 آب 2014 - 8:02 ص    عدد الزيارات 545    التعليقات 0

        

 

لم تعد الدولة العبرية محميّة بذاكرة المحرقة
المصدر: ترجمة نسرين ناضر
جان دانيال... رئيس التحرير التنفيذي لمجلة "النوفيل أوبسرفاتور".
كان متوقّعاً حدوث ذلك. وقد حدث فعلاً. بات العالم بأسره معادياً لدولة إسرائيل. هل تتعرّض إسرائيل للهجوم؟ بالتأكيد، لكنها تعتمد أسلوباً كارثياً في الدفاع عن نفسها. تشير التقارير إلى أنه في غضون شهر واحد، "لقي أكثر من ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، مصرعهم في قطاع غزة". قبل بضع سنوات، كنّا لنقرأ أيضاً عن عدد الضحايا الإسرائيليين. لكن شيئاً ما تغيّر في الآراء كما في تقديم الوقائع. لم تعد الدولة العبرية محميّة بذاكرة المحرقة. فهي لم تعد شهيدة في عيون العالم.
لا يعني هذا أنه لمناسبة قصف غزة، يجب استحضار أوشفتيز. فهذا غير لائق واستفزازي. لكن الوقت يمر. وشبان اليوم سمعوا عن إبادات أخرى، في كمبوديا ورواندا والبوسنة.
بيد أن المفارقة الكبرى هي أنه في الوقت الذي تتلاشى فيه هذه الذاكرة على مر السنين، يسمع من هم أكبر سناً، بألم، أصداء الكراهية المعادية للسامية تتردّد في فرنسا، والمجموعة الكاملة للمصطلحات المبتذلة التي تسيء إلى فترة شبابهم.
نتكلّم عن الغضب، لا بل الكره. منذ متى؟ منذ الاستعمار؟ حرب الجزائر؟ الهجرة؟ إنها ثلاثة أحداث حاسمة بالتأكيد، لكنها لا تعلّل الالتقاء الفجائي والمتفجّر لهذه الظواهر النائمة.
لم يكن بالإمكان تفادي التضامن العاطفي والعفوي للجزائريين مع الفلسطينيين. توضيحاً لكلامي، غالباً ما أذكر رحلة قصيرة في السيارة قمت بها منذ فترة وجيزة مع صديق جزائري. وأطلب أن نضع أنفسنا مكان هذا الشاب الذي أشعل جهاز الراديو في سيارته وراح يستمع على مدار الساعة إلى بيانات عن الفلسطينيين الذين يسقطون تحت وابل القذائف الإسرائيلية.
كانت البيانات تُبَث بلا انقطاع إلى درجة أنه في الختام، وبما أنني كنت في تلك السيارة، شهدت على الأزمة التي انتابت هذا الشاب الجزائري. لم يكن الأمر يتعلّق بمعرفة من هو الفريق المحق، على الأقل بالنسبة إلي، فقد رأيت ببساطة كائناً يكاد يصاب بالصرع، ويتحوّل كيانه، لأنه وجد نفسه في هذا الوضع. لا يجعل هذا منّا أشخاصاً عادلين بامتياز، لكنه لا يحرمنا أيضاً من السلوك الإنساني. يقول أحد الوزراء إن التعاون الفرنسي-الإسرائيلي بلغ درجة الكمال. ينطبق الشيء نفسه على العلاقات الأميركية-الإسرائيلية. يعني ذلك أن هاتين الدولتين الكبريين تملكان أكثر من سواهما القدرة على ممارسة ضغوط حاسمة على المسؤولين في حركة "حماس" وإسرائيل.
بالانتقال إلى سير الأحداث في الوقت الراهن، يبدو أنه يمكن أن يؤدّي عدد من المحادثات، بفضل الأميركيين، إلى هدنة لفترة تطول أكثر فأكثر، لأن
كل فريق يعتقد أنه حقّق هدفه، لا سيما "حماس" التي كانت لا شيء، وأصبحت المنتصر الكبير في هذه الأزمة. وهذه كارثة لأن المسؤولين الحاليين في "حماس" يَظهرون منذ عشرين عاماً في صورة الأكثر تشدّداً بين الفلسطينيين، مع ما يترتّب عن ذلك من تداعيات بدءاً من إضعاف محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية.
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,785,953

عدد الزوار: 7,003,244

المتواجدون الآن: 84