الإرهاب.. من جماعات إلى جيوش

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 آب 2014 - 7:49 ص    عدد الزيارات 602    التعليقات 0

        

الإرهاب.. من جماعات إلى جيوش
روبرت سكالز ودوغلاس أوليفنت

من الصعوبة بمكان اكتشاف التحولات العسكرية، حيث إنها تحدث بشكل عام على مدى عقود من الزمن. وفي العادة يكون الجنود هم أول من يتعرف عليها، ولكن لإدراكها، هناك دلائل على وجود تغيير جذري يحدث في ميادين القتال اليوم.

في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، واجه الغرب الإرهابيين الذين ردوا بأفعال إرهابية؛ ففي العراق وأفغانستان، اعتمدت «القاعدة» على الكمائن والتفجيرات على جوانب الطرق ونيران القناصة، وبين الحين والحين أدى الهجوم بقذائف الهاون إلى إلحاق خسائر بالقوات الأميركية.

بيد أن الوضع اليوم أصبح مختلفا؛ فنرى مقاتلين أصبحوا أكثر مهارة. إن وجود «داعش» أسفل نهر الفرات يوضح نمطا حربيا يخلط بين القديم والجديد. اعتاد الجنود الأميركيون في العراق على قول «نحمد الله على أنهم لا يستطيعون إطلاق النار». حسنا، إنهم يستطيعون الآن. إنهم يستخدمون قذائف المورتر والصواريخ في عمليات قصف مميتة.

إننا نرى نشوء هذه الجيوش المشكلة حديثا في مختلف أنحاء بلاد الشام كذلك. يقر بعض المراقبين لذلك التحول بأن «حزب الله» الآن هو من بين أكثر المشاة الخفيفة مهارة على هذا الكوكب. والآن هناك حماس. لقد ولت مجموعات المقاتلين التي شهدناها خلال عملية الرصاص المصبوب في عام 2008؛ ففي غزة يقاتلون في مجموعات محكمة التنظيم تحت إشراف قادة مطلعين على ما يجري. تقف الوحدات وتقاتل من مخابئ. ينتظرون الإسرائيليين وهم يمرون بعد نصب الكمائن لهم؛ فهم مثل «حزب الله» و«داعش»، يحصلون على أسلحة جيدة من الجيل الثاني مثل الـ«آر بي جي 29» الروسي، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات موجهة سلكيا.

هؤلاء المقاتلون أصبحوا الآن مسلحين ومدربين تدريبا جيدا وتحت قيادة جيدة.

ويبرز هذا العصر الجديد المخيف بسبب الكثير من العوامل التي لم تتنبأ بها أميركا ولا القوات الإسرائيلية.. العامل الأول هو تأثير المقاتلين الأجانب. فالمستشارون الإيرانيون في جميع أنحاء الشرق الأوسط يطورون من حرفتهم. ويعمل المقاتلون المتطرفون الذين ترعرعوا في صراعات الشيشان والبوسنة معلمين لقوات «داعش». والآن تعلم الإرهابيون كيفية بناء وحدات قتال وطرق استخدام الأسلحة والتكتيكات بشكل جيد للغاية.

العامل الثاني هو الحرب السورية الدموية التي استُخدمت ساحة تدريب من الدرجة الأولى لـ«داعش» و«حزب الله». سمحت لهم بوتقة تلك الحرب الفظيعة بصنع قادة، وتشكيل تكتيكات ممارسة والتدريب على المناورة في ميدان المعركة في المناطق الحضرية، وبناء مؤسسات سياسية وعسكرية بطريقة شاملة ومرنة.

ثالثا: يوجد هناك حوار بين هذه الجيوش الجديدة، حتى وإن كان هناك بينهم في بعض الأحيان انقسامات عرقية وطائفية. كما خلقت وسائل الإعلام الاجتماعية والتسويات الاستراتيجية في سوريا ولبنان وغزة والعراق مجموعة من قادة وجنود ممن هم على علم جيد وقتالية عالية نظرا لتبادلهم الدروس المستفادة. العامل الرابع: في الوقت الذي تصبح فيه هذه الجيوش الجديدة أكثر حرفية، فإنها تحتفظ بالتخصص الإرهابي للقتل. ظلت عمليات القتل الإرهابية تنفذ في الغالب بطريقة عشوائية. ولكن الآن أصبحت عمليات القتل مدبرة في كثير من الأحيان، وإعدامات تنشر على وسائل الإعلام لجنود مستسلمين وقادة معارضين.

وما نراه في غزة وسوريا والعراق يجب أن يكون بمثابة حدث تحذيري لمن يدعو إلى عودة القوات الأميركية إلى العراق. وفي الوقت الذي تتحول فيه الجماعات الإرهابية إلى جيوش، فإن تدريب المتعصبين على مهارات تكتيكية جديدة، يجعل التدخل يكلف خسائر على نطاق واسع كما يحدث مع الإسرائيليين الآن.

* خدمة «واشنطن بوست»

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,782,671

عدد الزوار: 7,003,167

المتواجدون الآن: 72