تركيا تختار رئيسها اليوم...
تركيا تختار رئيسها اليوم...
تركيا تختار اليوم بين إردوغان وكليتشدار أوغلو
الشرق الاوسط..أنقرة: سعيد عبد الرازق.. تحسم تركيا، اليوم الأحد، اختيار رئيسها الـ13 بعد ماراثون انتخابي مرهق من خلال جولة إعادة غير مسبوقة في تاريخ انتخاباتها. ويصوّت الناخبون وسط أجواء استقطاب حاد سيطرت على البلاد منذ الجولة الأولى التي جرت في 14 مايو (أيار) الحالي، لاختيار أحد المرشحين المتنافسين، الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان أو مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو. وحصل إردوغان في الجولة الأولى على نسبة أصوات بلغت 49.52 في المائة، بينما نال كليتشدار أوغلو 44.88 في المائة. وفيما تبدو حظوظ إردوغان أعلى نظراً إلى نسبة ما حصده من أصوات في الجولة الأولى، يراهن خصمه كليتشدار أوغلو على تحقيق «مفاجأة» بعدما تمكن من ضمان كتلة من القوميين والأكراد، كما أنه يأمل في جمع أصوات من كتلة كبيرة قاطعت الجولة الأولى وتقدّر بأكثر من 8 ملايين ناخب. ويحق لأكثر من 60 مليون ناخب التصويت في 191 ألف مركز اقتراع. وانتهى التصويت في الخارج يوم الخميس الماضي بمشاركة نحو مليون و900 ألف ناخب من بين 3.4 مليون شخص يحق لهم التصويت. وخلال الحملة الانتخابية الحامية قفز ملف ترحيل اللاجئين السوريين والمهاجرين من جنسيات أخرى إلى قمة أجندة الانتخابات.
أردوغان يزور ضريح عدنان مندريس عشية الدورة الثانية من الانتخابات..
الراي... عشية الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا، اختار الرئيس رجب طيب اردوغان السبت زيارة ضريح رئيس الوزراء القومي الاسلامي السابق عدنان مندريس الذي أعدمه العسكريون، ويشكل مصدر إلهام له في السياسة، في محاولة لحشد تأييد القاعدة المحافظة. يعتبر الرئيس التركي المنتهية ولايته (69 عاما) الأوفر حظا للفوز في الدورة الثانية في مواجهة مرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو (74 عاما). وكان عدنان مندريس الشخصية البارزة لدى اليمين المحافظ التركي أنهى في 1950 حكم حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، قبل ان يعدمه العسكريون. وقال الرئيس التركي «لقد ولّى زمن الانقلابات والمجالس العسكرية: غداً سيكون يوماً خاصاً لنا»، داعياً أنصاره للتصويت في الذكرى السنوية لانقلاب 27 مايو 1960. أثار اردوغان الذي وُصف بأنّ الأزمة الاقتصادية انهكته وكذلك تداعيات زلزال 6 فبراير، مفاجأة بحصوله على 49،5 في المئة من الأصوات في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 14 مايو مقابل 45 في المئة لمنافسه. منذ ذلك الحين، حاول كمال قليجدار اوغلو، مرشح تحالف من ستة احزاب من اليمين القومي وصولا الى اليسار، عبثا تعبئة مؤيديه بما يشمل اليمين. وانتشر أنصاره في شوارع المدن الكبرى لتعليق منشورات على المباني تطالب السكان بالتصويت الأحد وكتب عليها «أيها الجيران، لا تنسوا الدورة الثانية في 28 مايو». ولكن خلافا للرئيس المنتهية ولايته الذي كان حاضرا في كل مكان على المدرجات وعلى شاشات التلفزيون، كان على كمال قليجدار أوغلو أن يخوض معركة قوية لإيصال صوته في مختلف أنحاء البلاد.
«حرب اتهامات» قُبيل «ساعات الحسم» في تركيا
أردوغان وقليجدار أوغلو... الرئاسة لمَنْ؟
أردوغان وقليجدار أوغلو... مَنْ يحسم معركة الرئاسة؟
الراي... عشية «جولة الحسم» الرئاسية في تركيا، اليوم، اختار الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، زيارة ضريح رئيس الوزراء القومي الإسلامي السابق عدنان مندريس، مصدر إلهامه في السياسة، وذلك في محاولة لحشد تأييد القاعدة المحافظة، بينما اتهمه منافسه كمال قليجدار أوغلو، بممارسة كم الأفواه من خلال منعه من إرسال رسائل نصية للمواطنين لشرح وعوده الانتخابية. وكان مندريس الشخصية البارزة لدى اليمين المحافظ، أنهى في العام 1950 حكم حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، قبل أن يعدمه العسكريون. وقال اردوغان «لقد ولّى زمن الانقلابات والمجالس العسكرية: غداً (اليوم) سيكون يوماً خاصاً لنا»، داعياً أنصاره للتصويت في الذكرى السنوية لانقلاب 27 مايو 1960. ومساء الجمعة، وجّه أردوغان، انتقادات لزعيم المعارضة، قليجدار أوغلو، المتعلقة باللاجئين السوريين، وأكد أنه لن يلجأ إطلاقاً إلى «خطاب الكراهية»، متهماً رئيس حزب الشعب الجمهوري بأنه ينتهج خطاباً لا يقل حدة عن «الحقبة النازية». وأثار أردوغان الذي وصف بأنه منهك وان الأزمة الاقتصادية انهكته وكذلك تداعيات زلزال 6 فبراير، مفاجأة بحصوله على 49،5 في المئة من الأصوات في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 14 مايو مقابل 45 في المئة لمنافسه. ومنذ ذلك الحين، حاول قليجدار اوغلو، مرشح تحالف من ستة احزاب من اليمين القومي وصولاً الى اليسار، عبثاً تعبئة مؤيديه بما يشمل اليمين. وانتشر أنصاره في شوارع المدن الكبرى لوضع منشورات في المباني تطالب السكان بالتصويت اليوم، وكتب عليها «أيها الجيران، لا تنسوا الدورة الثانية في 28 مايو». وخلافاً للرئيس المنتهية ولايته الذي كان حاضراً في كل مكان على المدرجات وعلى شاشات التلفزيون، كان على قليجدار أوغلو أن يخوض معركة قوية لإيصال صوته، قائلاً «لقد حجبوا (الرسائل النصية) لأنهم خائفون منا». وفي حديث مباشر مع شبكة «فوكس»، مساء الجمعة، اتهم قليجدار أوغلو، هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحجب رسائله النصية إلى ناخبيه «بأمر من أردوغان». وقال إن معسكر الرئيس «يحاول بكل الوسائل البقاء في السلطة»، مضيفاً «لقد سيطروا على كل المؤسسات التي تخص 85 مليون شخص ولا تعود لرجل واحد». وكتب في تغريدة «اسألك يا أردوغان، ألا تريدني أن أخوض هذه الانتخابات». وبحسب منظمة «مراسلون بلا حدود»، فإن التلفزيون العام «تي ار تي» أعطى أردوغان «وقت بث بمعدل 60 مرة أكثر مما منحه» لمنافسه خلال الحملة. وأجرى التلفزيون الرسمي، الجمعة، مقابلة مع أردوغان استمرّت أكثر من ساعة. في الوقت نفسه، اتهم أردوغان، «وسائل الاعلام الغربية بأنها لا تزال تسعى الى فبركة أخبار كاذبة». من جانبه، كرر حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد، دعمه غير المشروط لأوغلو رغم تقاربه المريب مع مجموعة قومية متشددة صغيرة مناهضة للاكراد ومعادية للأجانب. وقالت بروين بلودان، المسؤولة في حزب الشعوب الديموقراطي، «ارودغان لم يكن أبداً خيارا لنا»، فيما كتب أحد رموز الحزب صلاح الدين دميرتاش المسجون، على «تويتر»، «ليس هناك دورة ثالثة! فلنجعل قليجدار أوغلو الرئيس ولندع تركيا تتنفس. توجهوا الى صناديق الاقتراع وصوتوا!». وتفتح مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحاً (5.00 ت غ) حتى الساعة 17.00 (14.00 ت غ) وستُعرف النتائج الأولية مساء. لكن هذه المرة يعتزم حزب الشعب نشر «خمسة مراقبين لكل صندوق اقتراع، أي نحو مليون شخص لضمان أمن» التصويت.
ماذا لو فاز إردوغان بالرئاسة لـ5 سنوات؟
سياسة خارجية تقليدية... اقتصاد متهالك... نهاية المعارضة
الشرق الاوسط....أنقرة: سعيد عبد الرازق... ماذا سيحدث إذا فاز الرئيس رجب طيب إردوغان بالرئاسة وبقي في حكم تركيا لمدة 5 سنوات مقبلة؟....... في ظل توقعات بأن يفوز إردوغان في جولة إعادة الانتخابات الرئاسية الأحد، أصبح هذا هو سؤال الساعة... حديث متصاعد عن السياسة الخارجية لتركيا، وعن الوضع الاقتصادي، ومصير المعارضة حال خسارة المعركة الأخيرة، والأوضاع الاجتماعية والحريات. السيناريوهات المتداولة داخل تركيا، ومن المراقبين خارجها، لا تعطي أولوية كبيرة للتغيرات التي ستطرأ على السياسة الخارجية لأنه من المتوقع أن تبقى ثابتة بشكل كبير، لكن السيناريوهات حول السياسة الداخلية تبدو رمادية إلى حدٍ بعيد.
* السياسة الخارجية
أعطى إردوغان خلال فترة الحملة الانتخابية لجولة الإعادة مؤشرات على سير السياسة الخارجية والنهج الذي سيتبعه حال فوزه بالرئاسة للمرة الأخيرة، حيث لا يحق له دستورياً الترشح للانتخابات مرة أخرى، مؤكداً أنه سيواصل تحسين العلاقات بدول الخليج ومصر وسوريا وترسيخ العلاقات بروسيا. أما موقفه مع الغرب فظل على حاله، فقد اتهم الغرب الذي يصفه بالإمبريالية، بدعم منافسه مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو. وذهب إلى أن الغرب لا يريد أن يراه مستمراً في حكم تركيا لأنه لا يريد تركيا قوية. قال إردوغان في تصريحات الأربعاء إن العلاقات بدول الخليج ستشهد تطوراً كبيراً بعد فوزه في الانتخابات، لافتاً إلى أن دولاً خليجية دعمت اقتصاد تركيا، وأودعت أموالاً ساهمت في تخفيف الضغط على البنك المركزي والأسواق لفترة، حتى وإن كانت قصيرة... «وسترون أن قادة هذه الدول سيأتون إلينا بعد يوم الأحد وسأقوم على وجه السرعة بزيارتهم لتقديم الشكر على دعمهم لنا». كما أكد إردوغان أن مصر دولة شقيقة مثل دول الخليج وستتطور العلاقات معها بشكل كبير. وبالنسبة لسوريا يبدو مسار التطبيع صعباً وسيستغرق وقتاً طويلاً، بسبب الخلاف حول نقطة الانسحاب العسكري التركي من شمال سوريا، ولا يتوقع أن يقبل إردوغان مسألة الانسحاب الكامل أو خروج جميع القوات من شمال سوريا. ويعول إردوغان كثيراً على علاقته المتميزة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في تحقيق صيغة تضمن تحقيق تقدم مع سوريا، لكن تمسك دمشق بالانسحاب قد يعرقل مسار التطبيع ويطيل أمده. وإذا فاز إردوغان فمن المتوقع أن يواصل سياسته في دعم أذربيجان ودعمها في النزاع مع أرمينيا في ناغورني قره باغ، وتعزيز العلاقات مع روسيا وإيران مع الحفاظ على التوازن في العلاقات مع حلف شمال الأطلسي (ناتو). وبالنسبة للعلاقات مع الغرب، لا يتوقع أن يطرأ تحسن عليها، وإن كانت تركيا لن تغفل محاولات إصلاحها، إلا أن بقاء إردوغان سيتسبب في استمرار الجمود والفتور سواء مع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، بسبب الموقف من وضع الديمقراطية وملف حقوق الإنسان والحريات في تركيا إردوغان. وبحسب المحلل السياسي التركي، سرهات إنجيرلي، لن تنضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو أكبر شريك تجاري لها، لأن التكتل غير راض عن استبداد إردوغان المتنامي، لكنه سيكون على استعداد للبدء من حكومة جديدة من غير إردوغان، مضيفاً: «إذا فاز إردوغان ستخسر تركيا».
* الاقتصاد
يبرز ملف الاقتصاد كأسواء الملفات من حيث التوقعات إذا فاز إردوغان بالرئاسة مجدداً. يتوقع الخبراء والمحللون أن يتواصل التردي الاقتصادي الذي كبَّد تركيا خسائر كبيرة، أهمها تردي الليرة إلى مستويات غير مسبوقة ووصولها إلى مستوى 20 ليرة للدولار في الأسبوع الأخير، ونشوء سوق موازية يباع فيها الدولار عند مستوى 21 ليرة، فضلاً عن تآكل احتياطي النقد الأجنبي، وارتفاع التضخم في ظل تمسكه بخفض معدل الفائدة على الرغم من زيادة التضخم. ومع العجز عن زيادة الصادرات، وهروب المستثمرين الأجانب وانسحابهم من السوق التركية، بسبب مخاوفهم من حالة عدم الاستقرار في الأسواق، وإدارة ملف الاقتصاد، فإن إعادة الثقة ستستغرق وقتاً طويلاً جداً. وأدت السياسات غير التقليدية، بهدف تحفيز النمو، إلى هبوط قيمة الليرة بنسبة 80 بالمائة على مدى السنوات الخمس الماضية وتعميق مشكلة التضخم وانهيار ثقة الأتراك في العملة. وسادت حالة من الهلع قبل أيام من جولة الإعادة بسبب فرض البنك المركزي قيوداً على السحب النقدي ببطاقات الائتمان، أو استخدامها في شراء الذهب، وفرض حد على سحب العملات الأجنبية وتقييد الشركات بالسحب قبل الحادية عشرة صباحاً. ويعلق إردوغان آمالاً على الموسم السياحي والحصول على تدفقات جديدة من دول الخليج وروسيا لتعزيز الاحتياطي النقدي. وحذَّر رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم» علي باباجان، الذي تولى حقيبة الاقتصاد في بدايات حكم إردوغان لتركيا وحقق طفرة اقتصادية غير مسبوقة، من أن فوز إردوغان سيزيد الأوضاع سوءاً وسيجعل من الصعب الحصول على تمويل عبر الاستثمارات الأجنبية، وستحدث كارثة اقتصادية حقيقية. وقال باباجان إنه لا يتحدث بوصفه رئيس حزب معارض الآن بعد ترك حزب العدالة والتنمية الحاكم، بل بصفته مواطناً تركياً أدار اقتصاد البلاد لمدة 11 عاماً، من واجبه أن يقدم هذا التحذير.
* نكسة للديمقراطية
توقع الكاتب المحلل السياسي ياوز هالاط، صورة متشائمة لوضع الديمقراطية والحريات وتزايد الضغوط على المجتمع حال فوز إردوغان، وقال إنه في أول 6 أو 7 أشهر من فترة إردوغان الجديدة ستنتهي الحياة السياسية لكليتشدار أوغلو، وسيأخذ مكانه في ألبوم رؤساء حزب الشعب الجمهوري غير الناجحين للغاية، وسيحاول محرم إينجه ومصطفى صاري غول الحصول على رئاسة الحزب. وتوقع أيضاً أن تنتهي مسيرة ميرال أكشنار السياسية من دون تحقيق حلمها بأن تصبح رئيسة وزراء البلاد، وسينقلب عليها من ساروا خلفها وربما يعودون إلى حزب الحركة القومية، المتحالف مع إردوغان، لضمان الربح. أما أحمد داود أوغلو، رئيس حزب «المستقبل»، فقد ينتهي به الحال إلى العودة إلى مساره الأكاديمي وانتهاء مشواره السياسي، وكذلك رئيس حزب «السعادة» تمل كارامولا أوغلو، فقط سيحتفظ علي بابا جان بالأمل، نظراً لأنه لا يزال سياسياً شاباً لديه الفرصة لانتظار تطورات السياسة في ظل حظوظه للصعود. وبالنسبة لرئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، توقع هالاط، ألا ينتظر إردوغان موعد الانتخابات المحلية في مارس (آذار) 2024 للانتقام منه واستعادة إسطنبول، بل سيبادر إلى عزله وتعيين وصي على البلدية. وأضاف أنه ليس من الصعب التكهن بما سيحدث للحركة الكردية، فسيسعى إردوغان للانتقام من خلال وضع رموزها بالسجون بعدما قالوا: «لن نجعلك رئيساً»، على غرار ما فعل بالرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية، صلاح الدين دميرطاش. وقال: «ليس من الصعب رؤية ما يمكن لحكومة حزب العدالة والتنمية، التي ليس لديها بديل سوى استخدام الطائرات من دون طيار، أن تفعله في العراق وسوريا والمحافظات الكردية من أجل حل المشكلة الكردية». ورأى أنه بما أن إردوغان سيكون في ولايته الأخيرة، فإن ما سيحدث في عام 2028، غير معروف «لكنه لن يخشى ألا ينتخب مرة أخرى، ولذلك فلن يحاول إخفاء أي سمة من سمات شخصيته... سيحصل المجتمع بأسره وبكل طبقاته على نصيبه».