«الحرس الثوري» لبزشكيان: توسيع حقل الدرة أهم من لقمة العيش...
«الحرس الثوري» لبزشكيان: توسيع حقل الدرة أهم من لقمة العيش...
الذراع الهندسية لـ «الحرس» تؤكد جاهزيتها لبدء تركيب معدات الحفر وتحذر الحكومة من التأخير
• مسعى إيراني لإقناع العراق بالتنقيب في حقول متنازع عليها بين بغداد وطهران والكويت
الجريدة... طهران - فرزاد قاسمي ....كشف مصدر في مكتب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الحرس الثوري بدأ مشاورات وضغوطاً مكثفة على الحكومة الإيرانية ووزارة النفط لإصدار قرار ببدء التنقيب في حقل الدرة (آرش بالفارسية)، الذي تؤكد الكويت ومعها دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة، في كل مناسبة، أنه يقع كاملاً في المياه الكويتية، وأن ثرواته ملك للكويت والسعودية حصراً. وفيما بدا أنه رد إيراني ضمني على البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الوزاري الخليجي في الرياض أمس الأول، والذي جدد التأكيد على ملكية الكويت والسعودية للحقل، قال اللواء عبدالرضا عابد، قائد «مقر خاتم الأنبياء»، الذراع الهندسية لـ «الحرس»، في تصريح أمس خلال لقائه بزشيكان، إن «توسيع حقل آرش الغازي هو أهم من لقمة العيش بالنسبة لنا، ولا يجب التفريط في حقوقنا في هذا الحقل المشترك (مع الكويت) ويجب أن نعمل بجد في هذا السياق». ويمتلك «مقر خاتم الأنبياء» داخل إيران وخارجها العشرات من كبرى الشركات الهندسية الضخمة، والتي تعمل على تنفيذ مشاريع في مجال استخراج النفط والغاز والطرق، وإنشاء المدن والسدود ومحطات الكهرباء والمياه. وبحسب المصدر، أكد عابد أن المؤسسة التي يرأسها «جاهزة لبدء تركيب أدوات الحفر على الفور، وأبراجها جاهزة لهذا الأمر، ويجب على الحكومة فقط أن تصدر الأوامر اللازمة، خصوصاً أن الكويتيين بدأوا بمساعدة شركة أرامكو وضمن مجموعة باسم شركة الخليج، العمل، ومعلوماتنا تفيد بأن الجيران فعالون بشكل جدي». وأضاف المصدر أن عابد قدم تقريراً مفصلاً عن حقل الدرة شدد خلاله على أن الحرس الثوري قام بجميع الإجراءات المبدئية اللازمة وينتظر فقط إشارة من الحكومة، محذراً من أنه إذا ترددت الأخيرة في إصدار قرار ببدء الحفر والتنقيب في الحقل، فإن «الحرس» سيبرئ ساحته أمام الشعب الإيراني وأمام التاريخ، إذ يعتبر أنه إذا لم تثبّت إيران «حقها المزعوم» في الحقل الآن فستكون عاجزة عن القيام بذلك في المستقبل. وفي خطوة أخرى لا تقل خطورة، أفاد المصدر بأن عابد قدم أيضاً تقريراً عن حقول مشتركة مختلف عليها بين إيران والعراق والكويت، واقترح على الرئيس الإيراني أن يقنع الجانب العراقي ببدء الحفريات في هذه الحقول عبر شركة ثنائية إيرانية - عراقية تتم دعوة الكويت للانضمام إليها لاحقاً، حتى لا تواجه إيران ظروفاً مشابهة لما حدث في حقل الدرة «حيث اتفقت الكويت مع الرياض ووضعتا طهران جانباً». وقال المصدر إن اللقاء بين اللواء عابد وبزشكيان كان مخصصاً لتسليم الأخير تقريراً عن المشاريع التي قام «مقر خاتم الأنبياء» بتنفيذها في العراق أو لا تزال قيد التنفيذ حالياً، إلى جانب الديون المتراكمة للعراق في هذا الشأن، لكي يقوم الرئيس الإيراني ببحثها مع الجانب العراقي خلال زيارته إلى بغداد اليوم، مبيناً أن الاجتماع لم يكن مخصصاً للحديث عن الكويت أو عن حقل الدرة. وأكد أن بزشكيان سيعرب لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن رغبته في أن يبدأ العراق وساطة بين إيران والولايات المتحدة على غرار الوساطة التي قامت بها بغداد بين إيران والسعودية قبل التوصل إلى اتفاق مصالحة برعاية الصين، وكذلك عن تطلعه لأن يلعب العراق دوراً بناء في إعادة العلاقات بين إيران من جهة، والأردن ومصر من الجهة الأخرى.