لتعلموا لماذا وصلت الدّولة إلى هنا...
لتعلموا لماذا وصلت الدّولة إلى هنا...
*ـ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة سعادة النّائب محمد رعد.
*ـ دولة رئيس مجلس النّواب الأستاذ نبيه بري.
*ـ دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.
بقلم.. كريم حمدان
بعد انتهاء حرب الإشغال والمساندة الّتي دامت عامًا وما يقارب الشّهرين.
منذ أكثر من شهرين على خوض الحرب بشكلٍ مباشر على لبنان، والّتي كلّفت ما يزيد عن خمسة عشر مليار دولار، وآلاف الضّحايا، وعشرات الآلاف من الجرحى، وتدمير أكثر من ثلاثين قرية وبلدة تدميرًا كليًّا، وآلاف الأبنية والشّقق والمزارع والمواشي والحقول... بعد كلّ هذه الأثمان الباهضة يقول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، سعادة النّائب محمّد بتاريخ 26/11/2024 بأنّ الضّمانة المثلى للشّعب اللّبناني هي في المعادلة نفسها الّتي أرغمت العدو على وقف عدوانه، وتيئيسه من إمكانيّة إخضاع إرادة اللّبنانيين وانتهاك سيادة بلدهم، إنّها معادلة الجيش والشّعب والمقاومة. ياصاحب السّعادة، عن أي تيئيس وإخضاع وإرادة تتحدّث، وأكثر من مليون وأربعمائة ألف نازح طافوا الأرض شرقًا وغربًا بين الدّول بما في ذلك في الدّاخل، في مراكز الإذلال، أي الإيواء، يفترشون الأرض ويلتحفون السّماء، وعلى شاطئ البحر، وفي الشّوارع والسّاحات تُركوا لمصيرهم؟! عن أيّة إرادة وعزّة تتكلّم، ونحن على مدى شهرين لم نسمع صوتك أو نراك حتّى عبر شاشات التّلفزة؟! على مدى شهرين، وأنتم تنصاعون لقرار النّاطق باسم جيش العدو الإسرائيلي "أفخاي أدرعي"؛ اذهبوا من هنا، وانزحوا من هناك. هذه نتيجة المعادلة العظيمة الّتي لطالما تغنّيتم بها على مدى سنوات.
*-سؤال لسعادة النّائب رعد:
لو لم تكن المقاومة موجودة، ماذا كان يمكن أن يفعل العدو الإسرائيلي أكثر مما فعل؟؟ !!
أنا أجيب عنك. لو لم تكن المقاومة موجودة، لما انخرط لبنان في هذه الحرب العبثيّة، ولم يكن ليحصل ما حصل، وجودكم العسكري داء وليس دواء، ويجب التّخلّص منه.
أنتم في حملتكم الانتخابيّة رفعتم شعار(نحمي ونبني)، أين حميتم؟! لم تستطيعوا أن تحموا أنفسكم، ولا قياداتكم، ولابيئتكم. أين بنيتم؟! أنتم دمّرتم البنيان والإنسان، والنّتائج واضحة للعيان عمّا اقترفت أياديكم. ومن لم يرها، إما أعمى أو متعامي.
صاحب السّعادة، نريد أن نقول لك: إنّ المعادلة الذّهبيّة الّتي تبني البلد هي (جيش و قضاء) بعيدان عن السّياسة وأهلها.
لم نعد نقبل بعد اليوم أن نكون وقودًا لمشروعكم الإقليمي الفارسي، ولا لمقاومة فارغة المضمون، ولن تخيفنا الأصوات العالية والبطون المنتفخة.
*- أمّا الغريب بالأمر، فهو الكلمة الّتي وجّهها دولة رئيس مجلس النّوّاب الأستاذ نبيه بري، إذ شكر الشّعب اللّبناني بكلّ أطيافه ومناطقه على احتضانه لإخواننا النّازحين، ولكن المستغرب بالأمر أنه ترحّم على شهداء حركة أمل، وجمعيّة الرّسالة، والمقاومة الإسلاميّة، والصّليب الأحمر، والدّفاع المدني، وأخيرًا ترحّم على شهداء الجيش اللّبناني؛ هذه المؤسّسة الضّامنة والجامعة لكلّ اللّبنانيّين، والّتي قدّمت في هذه الحرب ستّة وأربعين شهيدًا وعشرات الجرحى.
السّؤال لدولة الرّئيس برّي:
من هي المؤسّسة الشّرعيّة الّتي تمثّل لبنان بكلّ الّذين ذكرتهم؟ هل يعقل أن تترك شهداء الجيش اللّبناني للأخير حتّى تترحّم عليهم؟ هل هم جمعية كشّافة، أم الجيش الوطني والشّرعي؟ من المستَغرَب أن يصدر هذا الكلام عن رئيس مجلس النّوّاب، المؤسّسة الأم، وليس عن لسان رجل عادي أو (حزبي). من هنا، علمنا يا دولة الرّئيس بأنّ الدّولة ومؤسّساتها آخر اهتماماتكم، ونتيجة هذه التّصرّفات أوصلتنا إلى ما نحن عليه من خراب الدّولة ومؤسّساتها.
*- وأمّا بالنّسبة لما حصل في جلسة مجلس الوزراء من قبل وزراء حزب الله، فهو أمر غير طبيعي وغير لائق، وإن دلّ على شيء فإنه يدلّ على الذّهنيّة والنّظرة الّتي يتعامل بها هذا الفريق مع الجيش اللّبناني وقائده الّذي شهد العالم كلّه بوطنيّته، إذ يطلب معالي الوزير مرتضى مغادرة قائد الجيش الجلسة رغم أهمّيّة حضوره، وخاصّةً في هذه الجلسة بالتّحديد، كون المطلوب من الجيش الانتشار جنوب نهر اللّيطاني، وإذ بالوزير حميه أيضًا يتحفّظ بطرحه أمام مجلس الوزراء لحين مغادرة قائد الجيش. والأسوأ من هذا كلّه، تجاوُب دولة رئيس مجلس الوزراء الرّئيس ميقاتي، وطلبه من قائد الجيش المغادرة، وكأنّهم أكثر حرصًا منه على الوطن وشعبه. إلى متّى القبول بهذا التّعاطي الفوقي من قبل هؤلاء؟ !
فرغم كلّ ما سبّبوه للوطن وشعبه من مآسٍ وخراب ودمار، ومازالت الدّماء على الأرض ولم تجفّ بعد، لم يلبثوا يتعاطون وكأنّهم ليس لهم علاقة بكلّ ما حصل، وكما قيل: "إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا". هذا التّعاطي الفوقي غير مقبول، ويجب أن يتغيّر الأسلوب كي نشعر بأنّنا نعيش في دولة، وليس في مزرعة تحكمها المافيا، وإلّا فعلى الدّنيا السّلام، ولا نعلم الى أين ستودي بنا هذه التّصرّفات.
من هنا، نستنتج بأنّه لا تقوم دولة إلّا حين يكون على رأس مؤسّساتها رجال دولة.
في 28/11/2024