عز الدين الضربة الإسرائيلية الثالثة لـ"حزب الله"

تاريخ الإضافة الأحد 6 أيلول 2009 - 10:04 ص    عدد الزيارات 4137    التعليقات 0    القسم محلية

        


 سيُكتب الكثير عن رجل الأعمال صلاح عز الدين والأرصدة الهائلة التي تبخّرت على يدي "الحاج الآدمي". نصف مليار دولار بل مليار ونصف، بل ملياران، والمجال مفتوح لمن يرغب في تناول "حزب الله" وماله "الطاهر" وأطروحاته عن فساد من لا يوافقونه في توجهاته. فهذا جزء من "عدة الشغل" في السجالات الكيدية. ولكن ماذا إذا كانت هذه الضربة القوية التي تلقاها الحزب جزءاً من حرب صامتة لا تزال مستمرة عليه منذ صيف 2006 ولم ينهها القرار 1701، خلافاً للإعتقاد السائد والذي لا يتوقف عند "الخروق" اليومية العلنية و"الطبيعية" لهذا القرار؟
ضربة عز الدين الذي يتبدى يوماً بعد يوم أنه الحافظ لأموال "حزب الله" والمكلف تشغيلها، هي بحسب عقل استخباراتي متابع بامتياز للتطورات "الثالثة الكبيرة" توجهها إسرائيل إلى التنظيم الذي يقلقها تسلحه وارتباطه العقائدي والتنظيمي بإيران ورؤيتها إلى نفسها ودورها في المنطقة.
الضربة الأولى كانت بالطبع اغتيال القائد السياسي والأمني للحزب عماد مغنية بتفخيخ سيارته في دمشق. والثانية تفجير مخزن الذخائر والصواريخ في خربة سلم.
وأساليب الحرب ليست واحدة. فهناك ذات الدوي القوي والمتوسط. وهناك المكتومة الصوت عبر الإنترنت وسجلات حركة الأموال.
يجب أن يكون المرء طيب القلب حقاً ليعتقد أو يطمئن في زمن التكنولوجيا التجسسية المتطورة والمستخدمة في عوالم الصناعة والتجارة والمضاربات المالية والصفقات الى أن أمواله لا يمكن كشفها ومتابعتها بدقة.
وإلا، ما معنى تزامن الضربة لعز الدين مع إبعاد عشرات رجال الأعمال اللبنانيين الشيعة من دولة خليجية تحت ستار إتهامات أمنية؟
وما معنى تزامنها بالأكثر مع إبعاد مؤيدين لحركة "حماس" حليفة الحزب من الدولة نفسها؟
وأبعد من الخليج، لماذا تزامنت الضربة مع قرارات تضييق وإبعاد في حق رجال أعمال ورجل دين مؤيدين للحزب نفسه في ساحل العاج وسييراليون (قضية قاسم تاج الدين المتهم بتمويل "حزب الله" وإنشاء شركات وهمية في أفريقيا لحسابه) وكذلك في الولايات المتحدة نفسها؟
ثم إن صلاح عز الدين، على ما أفادت الأنباء، كان يمارس تجارة الحديد والنفط والالماس. ومعروف في أوساط مالية لبنانية إن "اللوبي" اليهودي العالمي يتحكم بهذه الأسواق، وليس مستبعدا أن يكون ورّطه في صفقات مغرية، قيل إن قيمة إحداها تجاوزت 300 مليون دولار، وإنه عندما تبين "غرقه" فيها احتاج في صورة ملحة إلى مبالغ نقدية "سحبها" من جيوب نحو 11 ألف عائلة في الجنوب والمهجر، مستنداً إلى صيته الحسن بشفاعة "حزب الله" له وقربه منه، ومعطياً فوائد عالية دفعت بعض من أعطوه أموالهم إلى بيع عقاراتهم لتشغيل أثمانها عنده بصفة شركاء في "الربح"، وهو المرادف العملي للفائدة الخيالية التي كان يقدمها وبلغت أحياناً نحو 40 في المئة سنوياً.
قد لا يكون هذا ما جرى بالضبط لصلاح عز الدين، والتحقيق قد لا يكشف كل خفايا قضيته لأنها مرتبطة في شكل أو آخر بـ"سلاح المقاومة" مثل وزارة الإتصالات. لكن الأكيد هو أن الرجل لم يبتكر، بل كان يقلّد ظواهر سبقته في بيروت وضواحيها على هذا الطريق، أحداها من آل الداعوق، وآخرها من آل الصايغ. لكن ما يميزه عنهم إنهم لعبوها أفراداً مغامرين بسمعتهم الشخصية، أما هو فكان يتصرف بأموال ضخمة جدا لحزب أو تحت ستار حزب وحمايته وتشجيعه للناس على التعامل معه. فماذا سيقول لهم الآن عن "المال النظيف"؟ هل يتقبل فكرة تعويضهم خساراتهم ببيع الحزب بعض صواريخه للجيش اللبناني كي يساهم بها في الدفاع عن الوطن، وبفوائد معقولة طبعاً؟  إيلي الحاج


المصدر: جريدة النهار

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم..

 الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 - 4:36 ص

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم.. بين «فاغنر» و«صادات» وأجهزة دولية … تتمة »

عدد الزيارات: 178,855,732

عدد الزوار: 8,637,178

المتواجدون الآن: 35