مصدر في "حزب الله": اعتقلنا الجراح بعد أن خذلتنا دمشق وسلمته إلى مراد
الثلاثاء 18 تشرين الثاني 2008 - 9:23 ص 6588 0 محلية |
كشف مصدر قيادي في "حزب الله" عن معلومات خطيرة تتعلق بشبكة "علي الجراح" التجسسية التي فككتها مخابرات الجيش اللبناني وجهاز أمن "حزب الله" أخيرا, مؤكدا أن الجراح كان في زيارة لدمشق قبيل اعتقاله في لبنان, حيث التقى هناك ضباطا في المخابرات السورية وقيادات عليا في بعض المنظمات الفلسطينية.
ونقل موقع "الحقيقة" السوري على شبكة الانترنت, امس, عن المصدر توضيحه, أن الجراح "اعتقل من قبل المخابرات السورية خلال زيارته, بناء على برقية عاجلة من الجهات المعنية في "حزب الله" تضمنت معطيات تؤكد أن وضعه مشبوه وأنه تحت رقابة مشددة من قبل جهاز أمن الحزب منذ بضعة أشهر".
وأضاف المصدر في حديث خلال مروره في بروكسل, " لقد فوجئنا, رغم برقيتنا, أن المخابرات السورية أطلقت سراحه بعد ثلاثة أو أربعة أيام من الاعتقال, وأهملت محتوى برقيتنا, وعمدت إلى تسليم الجراح إلى النائب السابق عبد الرحيم مراد, المعتبر من أقرب حلفاء النظام السوري وأجهزته الأمنية في لبنان, والذي كان ذهب إلى دمشق للتوسط من أجله", مؤكدا ما كشفته "السياسة" في عددها الصادر في الرابع من نوفمبر الماضي, ان الجراح وشقيقه محسوبان على عبد الرحيم مراد.
واستطرد المصدر قائلا "لقد أبلغنا السوريين على نحو واضح بأن الرجل ( الجراح) تحت مراقبتنا المشددة منذ فترة, وأن هناك معطيات قوية جدا لجهة أنه يعمل لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي, وان جميع المعطيات المتوافرة حتى الآن تشير إلى علاقته المؤكدة باغتيال عماد مغنية وبجرائم أخرى, إلا أن الاخوة السوريين ضربوا عرض الحائط ببرقيتنا العاجلة, وكانت مفاجأتنا الكبرى أن مراد ذهب إلى دمشق واستلم الجراح مباشرة من المخابرات السورية ونقله إلى منزله في قريته المرج بالبقاع الغربي بسيارته الخاصة".
وأضاف المصدر "بعد أن أفرجت عنه المخابرات السورية سقط في يدنا, ولم يكن بإمكاننا سوى استدراجه إلى بيروت, وعلى الطريق الدولي بالقرب من بحمدون كان كمين لجماعتنا بانتظاره, حيث اعتقل بتاريخ 3 يوليو الماضي ونقل إلى مقر أمن الحزب, ولم نعلم مخابرات الجيش اللبناني ولا أي جهة أخرى بالأمر, بما في ذلك أهله والمخابرات السورية, كي لا نتعرض لضغوط من أجل إطلاق سراحه قبل الحصول منه على كل ما نريده, وهذا ما حصل, حيث بقي معتقلا لدينا تحت التحقيق حوالي أربعة أشهر استنزفنا خلالها ما أمكننا من المعلومات المتوافرة لديه".
وأوضح المصدر قائلا "إن ما يلفت انتباهنا هو أن جميع الشبكات التجسسية والأصولية التي تم تفكيكها حتى الآن لها علاقة بمنظمات فلسطينية تدعمها سورية, وبجهات لبنانية كانت أو لاتزال على علاقة أمنية بسورية".
المصدر: جريدة السياسة الكويتية