الثوار يقتربون من سرت والخسائر 30 ألف قتيل و60 ألف جريح
القذافي ينفي فراره وأوكامبو يطلب مساعدة الأنتربول لاعتقاله
السبت 10 أيلول 2011 - 6:59 ص 4483 0 عربية |
القذافي ينفي فراره وأوكامبو يطلب مساعدة الأنتربول لاعتقاله
الثوار يقتربون من سرت والخسائر 30 ألف قتيل و60 ألف جريح
نفى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في رسالة صوتية جديدة ان يكون فرّ الى النيجر، مؤكدا أنه لا يزال في ليبيا ليواصل القتال ضد من وصفهم بـ"الجرذان والكلاب الضالة" لكن لم يرد في حديثه ما يمكن ان يشير الى مكان اختبائه فيما اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان عمليات الحلف ستستمر "ما دام هناك خطر" محتمل من قوات القذافي.
طلب مدعي محكمة الجزاء الدولية لويس مورينو - اوكامبو من الانتربول اصدار "بلاغ احمر" في حق القذافي ونجله سيف الاسلام ورئيس المخابرات عبدالله السنوسي، الذين اصدرت المحكمة مذكرات بتوقيفهم.
جاءت تعليقات القذافي التي اتسمت بالتحدي عبر قناة "الرأي" التلفزيونية التي تبث من سوريا، وقت سيطرت قوات "المجلس الوطني الانتقالي" على الوادي الاحمر مقتربة بذلك من سرت، احد المعاقل الاخيرة للموالين للقذافي.
وسعى الزعيم الليبي في اتصال هاتفي مع القناة الى حشد أنصاره رافضا الاستسلام. وقال: "شعبنا الليبي المكافح... ان الأرض الليبية ملك لكم والذين يحاولون نزعها منكم الآن هم الدخلاء، هم المرتزقة، هم الكلاب الضالة. يحاولون انتزاع أرضنا، أرض الأجداد، منكم ولكن هذا مستحيل. لن نترك أرض الأجداد". واضاف: "الشباب مستعدون في طرابلس الآن لتصعيد المقاومة على الجرذان والقضاء على المرتزقة".
وكانت قافلة عسكرية ليبية افادت مصادر عسكرية فرنسية ومحلية انها دخلت النيجر عبر الصحراء هذا الأسبوع، قد أثارت تكهنات بان القذافي على وشك الفرار.
ولكن في كلام يظهر بوضوح أنه كان يتحدث بعد هذا التطور، لفت القذافي الى "ارتال طالعة وماشية الى النيجر من البضائع والناس الداخلة والخارجة يقولون القذافي طالع الى النيجر وليست اول مرة تدخل وتطلع الارتال".
ولم يشاهد القذافي علنا منذ حزيران ومكانه لغز منذ اقتحم الثوار مقر إقامته في باب العزيزية بطرابلس قبل نحو اسبوعين. وبني وليد واحدة من بضع بلدات قد يكون لجأ اليها اذ لا تزال في ايدي انصاره.
واعلن مسؤولون من "المجلس الوطني الانتقالي" انهم أرسلوا تعزيزات بعد تقارير عن ان القذافي وجه نداء الى البلدة لتقاتل. وحملت قوة المقاومة التي تقدر بما بين 100 و200 من الموالين للقذافي بعض قادة "المجلس الوطني الانتقالي" على الاعتقاد ان القذافي نفسه قد يكون في المنطقة.
وصرح ناطق عسكري باسم الثوار عبد الله بن قطنش بان مقاتلي المجلس يتقدمون وانهم طوقوا البلدة وهم مستعدون لتحرير بني وليد، مشيرا الى ان جميع الطرق المؤدية اليها اقفلت ولا أحد يستطيع الفرار.
وشاهد مراسلون قافلة من الشاحنات الصغيرة متجهة الى بني وليد وتنقل عشرات الثوار الذين يحملون قذائف صاروخية.
غير ان كتائب القذافي اطلقت لاحقا نحو عشرة صواريخ من طراز "غراد" على مواقع الثوار على مسافة 20 كيلومترا شمال بني وليد.
وقال ناطق آخر باسم الثوار مصطفى بن درداف: "لقد سيطر رجالنا على الوادي الاحمر" على نحو 60 كيلومترا شرق سرت والذي يشكل احد خطوط الدفاع الرئيسية لمناصري القذافي.
واوفد "المجلس الوطني الانتقالي" مبعوثين الى النيجر لمحاولة منع القذافي وأتباعه من الفرار عبر حدود صحراوية نحو دول افريقية صديقة.
وقالت واشنطن إنها اتصلت ايضا بحكومات النيجر ومالي وموريتانيا وتشاد وبوركينا فاسو، وهي مستعمرات فرنسية سابقة فقيرة كانت تستفيد من سخاء القذافي، وحضتها على تأمين حدودها.
وأصدرت محكمة الجزاء الدولية أمرا باعتقال القذافي وابنه سيف الإسلام بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، لكن الثوار الليبيين يقولون إنهم يريدون محاكمتهما اولا.
وقال مكتب المدعي العام في بيان انه "طلب من الانتربول اصدار بلاغ احمر لاعتقال معمر القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية مفترضة، اي القتل والاضطهاد". ورأى ان "توقيف القذافي مسألة وقت".
وفي لشبونة، صرح راسموسن في مؤتمر صحافي عقب لقائه وزير الخارجية البرتغالي باولو بورتاس بان عمليات الحلف في ليبيا "ستستمر ما دام هناك خطر، ولا دقيقة بعد ذلك". وقال ان القذافي ورجاله "يجب ان يدركوا انهم لن يكسبوا شيئا بمواصلة المعارك"، مشددا على ان "ليبيا في صدد طي صفحة".
وفي طرابلس، أكد مسؤول الصحة في "المجلس الوطني الانتقالي" ناجي بركات أن أكثر من 30 الف شخص قتلوا ونحو 50 ألفا جرحوا منذ بدء الانتفاضة. وأشار إلى أن أربعة آلاف شخص لا يزالون في عداد المفقودين.
وفي تونس، افاد مصدر حكومي ان امين اللجنة الشعبية العامة الخويلدي الحميدي المقرب من القذافي منع من مغادرة تونس عبر مطار قرطاج الدولي.
وكشف محافظ المصرف المركزي الليبي قاسم عزوز ان القذافي باع اكثر من 20 في المئة من احتياط الذهب في البلاد اي ما يعادل اكثر من مليار دولار. وقال ان ذهبا بقيمة 1,7 مليار دينار ليبي او نحو 29 طنا بيع لتجار محليين حين كان النظام السابق في حاجة الى سيولة " من اجل دفع الرواتب والحصول على السيولة في طرابلس خصوصا"، مشيرا الى ان مجمل احتياط المصرف يبلغ 115 مليار دولار بينها 90 مليارا في الخارج.
* في لندن، اوردت صحيفة "الانديبندنت" البريطانية ان مئات الصواريخ المضادة للطائرات نهبت، مما أثار مخاوف من إحتمال وقوعها في أيدي جماعات إرهابية. وقالت إن 480 صاروخاً روسي الصنع من طراز "إس إي 24" المصممة للإستخدام ضد الطائرات الحربية الحديثة، كانت بين الصواريخ التي تعرضت للنهب، فضلاً عن كمية من الطراز القديم لهذه الصواريخ القادرة على إسقاط الطائرات التجارية، والتي يسعى تنظيم "القاعدة" الى الحصول عليها.
* في نجامينا، افاد مصدر عسكري تشادي ان القوات المسلحة التشادية والسودانية موضوعة في "حال تاهب قصوى" بعد عبور متمردين سودانيين قاتلوا في ليبيا الحدود التشادية في اتجاه السودان.
* في الجزائر، أبدى الوزير المنتدب المكلف الشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل استعداد الجزائر للتعاون مع الحكومة الليبية المقبلة. وقال: "ننظر الى مستقبل من التعاون" مع ليبيا، "الجزائر ستعمل مع الحكومة الليبية التي ستتشكل".
وواجهت الجزائر، التي لا تعترف رسميا بـ"المجلس الوطني الانتقالي"، انتقادات كثيرة بسبب "حيادها التام". ولم تطالب يوما بتنحي القذافي، كما طالبت طوال الازمة الليبية بحل تفاوضي.
أ ب، و ص ف، رويترز، أ ش أ
المصدر: جريدة النهار