مصادر فلسطينية:
أي حرب إسرائيلية مقبلة وبغض النظـر عن نتائجها.. فسيكون لها ضحيتان القضية الفلسطينية والكيان الأردني
السبت 30 أيار 2009 - 6:38 ص 6052 0 عربية |
يواصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إطلاق تحذيراته من أن المنطقة قادمة على حروب فيما لو فشلت المساعي المبذولة دوليا وإقليميا من أجل ايجاد تسوية للصراع العربي الإسرائيلي، ولم يكتف الملك الأردني بتحذيراته فقط بل عمد الى تحديد فترة زمنية لنجاح المبادرات بستة أشهر، وبالتالي إما ان تدخل المنطقة بعدها في خيار التسويات وإلا فالحروب التي ستعيد خلط الأوراق.
وعن هذا الموضوع تؤكد مصادر فلسطينية قريبة من "السلطة" أن تحذيرات الملك عبد الله "ليست نابعة من فراغ بل تستند الى معلومات بحوزة العاهل الأردني لها صلة بما يحضر في المطبخ الاسرائيلي من خلال حكومة نتنياهو اليمينية"، مشيرةً في هذا السياق إلى "عودة الخيار الأردني كوطن بديل للفلسطنيين وهذا ما يفسر استدعاء الخارجية الأردنية للسفير الاسرائيلي في عمان هذا الأسبوع وتحميله احتجاجًا من الحكومة الأردنية على التصريحات والتسريبات من مسؤولين إسرائيليين بشأن هذا الخيار".
وتضيف المصادر نفسها ان "كل الفرقاء في المنطقة يواجهون مأزقًا، بدءا من إسرائيل إلى محور دمشق طهران، وصولا الى الادارة الأميركية التي باتت مقتنعة من أن أي تسوية للقضية الفلسطينية هي السبيل الوحيد لتبريد كل الملفات المفتوحة في المنطقة وفي افغانستان وباكستان، إضافة الى الملف النووي الايراني". وتؤكد هذه المصادر ان "الخيارات أمام إدارة أوباما ليست كثيرة خصوصا في ظل ضغط عامل الوقت، فإما ان تتحرك هذه الادارة بسرعة لطرح رؤيتها للحل وتسعى بالتالي الى تسويقها لدى الأطراف المعنية وخصوصا إسرائيل في ظل حكومة وضعت مجددا الحل الأردني على الطاولة بما يعني انتهاء القضية الفلسطينية".
وأوضحت المصادر الفلسطينية القريبة من السلطة أن "الأردن، الذي حاول ادخال بعض التعديلات على مبادرة السلام العربية من خلال تطويرها لتشمل العالمين العربي والاسلامي بغية اللعب على عامل إغراء اسرائيل بما يدفعها للقبول بمبدأ الدولتين، قد يتحول الى جائزة ترضية في حال واصلت حكومة نتنياهو رفضها الاعتراف بحقوق الفلسطنيين لجهة اقامة دولة مستقلة ذات سيادة". وبحسب هذه المصادر أنه "وبعد فشل الأردن في تسويق رؤيته بشأن مبادرة السلام العربية بسبب رفض طهران ودمشق للرؤيا الأردنية، فإنّ الخيارات كلها باتت مطروحة بما فيها الخيارات العسكرية"، مشيرة في الوقت عينه إلى أن "أي حرب مقبلة ستقوم بها اسرائيل سواء ضد ايران أو ضد "حزب الله" في لبنان وبغض النظر عن النتائج المتوقعة لهذه الحرب، فإنه سيكون لها ضحيتان القضية الفلسطينية والكيان الأردني".
وترى المصادر الفلسطينية انه "على الرغم من رفض واشنطن ولندن للتوجهات الاسرائيلية هذه، الا انه فيما لو تمكنت حكومة نتنياهو من جعل هذا الخيار أمرًا واقعًا، بعد الحرب المتوقعة، فإن هذه العواصم المعارضة قد لا تبقى على مواقفها، حتى أنها ستحاول تسويق مشروع اسرائيل دوليًا وفرضه على دول المنطقة، خصوصا في ظل الانقسام الذي ما زال قائما بين الدول العربية وعدم اتفاقها على رؤيا واحدة للسلام".
وتختتم المصادر الفلسطينية بالإعراب عن اعتقادها بأن تقرير "دير شبيغل" الذي اتهم "حزب الله" باغتيال الرئيس رفيق الحريري "قد يشكل حلقة اساسية قد يُبنى عليها في الأشهر المقبلة من أجل دفع المنطقة نحو الانفجار"، لافتة في هذا السياق الى "عدم المبالاة التي واجهت بها لندن وواشنطن هذا التقرير، حتى أن وسائل الإعلام في هاتين العاصمتين قد أهملته نهائيا باعتبار أنه قد يكون عنوانا لتفجيرات في الشرق الأوسط وهو أمر ترفضه إدارة أوباما، على الأقل حتى تتبلور الاستراتيجية التي ستعتمدها هذه الادارة اتجاه الملفات الساخنة في الشرق الأوسط وصولا الى باكستان وأفغانستان".
المصدر: موقع لبنان الأن