اليمن:
شمال يحتفل بالوحدة وجنوب يتحرك نحو الانفصال
الجمعة 22 أيار 2009 - 6:30 ص 6071 0 عربية |
هيمن الانقسام على الشارع اليمني الذي احتفل أمس بالذكرى التاسعة عشرة للوحدة، بعرض عسكري شهدته صنعاء هو الأكبر من نوعه وحضره الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأركان حكومته، فيما شهدت ثلاث محافظات جنوبية تظاهرات احتجاج في مناسبة ذكرى "فك الارتباط 21 أيار" يوم إعلان نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض الانفصال بعد أيام من نشوب الحرب الأهلية صيف 1994.
وكانت محافظة عدن مسرحاً لمواجهات مسلحة بين محتجين وقوات الشرطة أوقعت أربعة قتلى و33 جريحاً، في أخطر موجة عنف تشهدها المدينة، على خلفية الاحتجاجات التي تعصف بالمحافظات الجنوبية منذ سنتين وترفع شعارات تنادي بانفصال الجنوب عن الشمال.
وروى شهود إن المواجهات بدأت بين المتظاهرين والشرطة عندما حاولت الأخيرة تفريق تظاهرة في منطقة الشيخ عثمان، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بينهم سبعة في حال الخطر.
وقال الحزب الاشتراكي اليمني المعارض أن قوات الأمن فتحت النار على المحتجين، الذين احتشدوا في تجمع سلمي، وألقت قنابل الغاز المسيل، مشيرا إلى أن ثلاثة من المواطنين قتلوا فوراً، فيما توفي رابع في المستشفى.
واحتشد المحتجون في مناطق سوق عدن والمنصورة وخور مكسر والقاهرة والشيخ عثمان وسيروا تظاهرات احتجاج وسط انتشار عسكري كثيف مرددين شعارات "عهدا عهدا للشهداء الموت الموت للجبناء"، "ثورة ثورة يا جنوب"، "برع ياستعمار برع"، كما احرقوا صورا للرئيس اليمني وعلم الجمهورية اليمنية.
ودارت المواجهات، بعدما رشق المتظاهرون دوريات الجيش بالحجار واحرقوا علم الجمهورية اليمنية وصور علي صالح.
ونشرت السلطات اليمنية دوريات عسكرية في محيط مدينة عدن منذ ليل الأربعاء، وأوقفت عشرات السيارات ليلا لمنع المواطنين من دخول المدينة، حيث كان مقررا تنظيم مهرجان جماهيري دعت اليه الفاعليات السياسية في ساحة الهاشمي إحياء للذكرى الخامسة عشرة لـ "فك الإرتباط " على حد قولهم.
وقال ناشطون سياسيون إن قوات الشرطة اعتقلت زهاء 130 ناشطا سياسيا من أعضاء ما يعرف بالحراك الجنوبي، فيما فرضت دوريات عسكرية حصاراً على المستشفيات التي نقل إليها المصابون واحد مقرات الحزب الاشتراكي اليمني المعارض.
ووصف مسؤول في الشرطة المتظاهرين بأنهم "خارجون على القانون" واتهمهم بالإعتداء على قوات الأمن"، مضيفا ان "قوات الشرطة حاولت تفريق المخربين لتجنب أعمال الفوضى والعنف".
كذلك شهدت مناطق في محافظتي أبين والضالع تظاهرات تلتها مواجهات بين المحتجين والشرطة لم تعرف حصيلتها.
وفيما احتفلت صنعاء بالذكرى الـ 19 للوحدة 22 أيار بعرض عسكري هو الأكبر من نوعه شارك فيه 60 الف جندي وضابط، اقيمت في المناطق الجنوبية احتفالات مختلفة بذكرى "فك الارتباط " وسط حال توتر شديد خلفه نشر الجيش وحدات من قواته في مداخل المدن ومراكزها وحظره التجمعات.
وتعهد علي صالح في خطاب وجهه في المناسبة "التصدي للتيارات الانفصالية"، ودعا "القوى السياسية الى الحوار تحت سقف الوحدة بعيداً من العنف، وتأليف اصطفاف وطني لحماية الوحدة".
لكنه أقر بمواجهة اليمن تحديات كبيرة، مشيراً الى "اعمال الشغب والتخريب من بعض العناصر الخارجة على الدستور والقانون" التي قال إن عناصر مأزومة تقودها "للنيل من الوطن وسلامته، واثارة الفتنة ونشر ثقافة الكراهية والشطرية والعنصرية".
واشتعلت سماء بعض المحافظات الجنوبية ليل امس بالرصاص المضيء الذي اطلقه مواطنون ابتهاجاً ببيان القاه البيض المقيم في منفاه بمدينة ميونيخ الالمانية.
ودعا البيض في خطاب أول له منذ 15 سنة، اليمنيين إلى الانقلاب على نظام الرئيس علي صالح سلمياً، وقال: "الوحدة بين شطري اليمن انتهت"، مشيرا إلى أن النظام الحاكم "أطلق النار على الوحدة واحتل الجنوب" في 7 تموز 1994.
وأتهم نظام صنعاء باحتلال الجنوب قائلاً: "سلطة سبعة يوليو (تموز) احتلت شعب الجنوب، وحولت الأرض والثروة والإنسان إلى غنائم حرب ومن شريك إلى محتل، وطبعت ممارساتها بجميع سمات الاحتلال المعروفة التي تمثلت بإقصاء أبناء الجنوب عن القرار السياسي الإداري بشكل قطعي، ووضع الجنوب الأرض والإنسان تحت قبضة عسكرية وأمنية صارمة، إلى حرمان شعب الجنوب من ثرواته واراضيه لصالح قوى الحرب والفساد". وأكد أنه سيقود انفصال الجنوب "وسنكون مع شعبنا وفي مقدمهم إلى أن نستعيد دولتنا".
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية ليلا، أن سلطنة عمان ابلغت الى صنعاء انها اسقطت الجنسية العمانية عن البيض لإخلاله بتعهده عدم ممارسة النشاط السياسي.
صنعاء - من ابوبكر عبدالله
المصدر: جريدة النهار