اليوم العالمي للحريات الصحافية: "الصيادون" يسقطون وارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين اللبنانيين
الجمعة 6 أيار 2011 - 6:33 ص 3914 0 دولية |
اليوم العالمي للحريات الصحافية: "الصيادون" يسقطون وارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين اللبنانيين
مر اليوم العالمي للحريات الصحافية في لبنان "مرور الكرام"، فلا الصحافيون انتبهوا الى الامر ولا اكترثوا له وكذلك الامر المجتمع المدني، رغم ان العام الفائت سجل ارتفاعاً كبيراً في عدد الاعتداءات التي تعرض لها الصحافيون والاعلاميون في لبنان في مختلف القطاعات وعلى كل المستويات، فلا يكاد يمر يوم من دون خبر تعرض لمصورين صحافيين او الاعتداء باشكال عدة على صحافيين سواء بالضرب او بتحطيم ممتلكاتهم او الادعاء عليهم وما الى ذلك من ضروب العنف. جمعية "اعلاميون ضد العنف" اصدرت نحو 100 بيان على امتداد العام الفائت تناولت فيها بالتنديد والادانة اعتداءات مختلفة طاولت حرية التعبير والاعلام وفي مختلف القطاعات، والناشطون في الجمعية يؤكدون انهم لا يخشون البطالة في لبنان بسبب ازدياد الانتهاكات ضد الصحافة والاعلاميين، وعدم محاسبة من ينتهكون حرية الصحافة ويتعرضون لها بوسائل عدة. اما مركز "سكايز" (عيون سمير قصير) فأحصى في لبنان 40 دعوى قضائية ضد وسائل الاعلام، 12 اعتداءً ومضايقة وتعرض للصحافيين والاعلاميين، 14 حالة فرض رقابة اعلامية وسجن واحتجاز حرية واستدعاء واستجواب، اضافة الى 8 حالات رقابة الكترونية. ويقول مدير المركز سعد كيوان: "ان الصحافة مستهدفة في لبنان رغم كل الكلام عن مناخ الحرية". ويشير الى ارتفاع عدد الدعاوى المرفوعة على الصحافيين ووسائل الاعلام المختلفة لتأكيد صحة كلامه. وفي رأيه ان ما يجري امر غير مقبول وان احكام محكمة المطبوعات "غريبة وعجيبة وتتحمل الازدواجية وشكلاً من الاستنسابية في التعاطي مع الدعاوى (...)".لكن المشكلة الاكبر في رأي "اعلاميون ضد العنف" و"سكايز" هي فقدان التضامن بين الصحافيين وغياب اطر العمل النقابي في ظل تخلي نقابة المحررين عن القيام بواجباتها في الدفاع عن الصحافيين واقفال ابوابها امام اي عمل نقابي حقيقي يؤدي الى حماية الصحافيين والدفاع عنهم (...).
صيادو الصحافة يسقطون
هذا في لبنان. أما في العالم، فلقد اعتبر "مراسلون بلا حدود" في تقرير لمناسبة اليوم العالمي للصحافة ان "صيّادي الصحافة في الشرق الاوسط يسقطون الواحد تلو الآخر"، وحددت الصيادين بأنهم: "زعماء عصابات تسترسل في القمع، أو مسؤولون سياسيون في نظام معادٍ للحريات، أو منظمو حملات لإشاعة العنف ضد الصحافيين ومطاردتهم وقتلهم". واحتلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرتبة "الشرف" بقمعها للصحافة. ورغم ان بعض الصيادين سقطوا، وأولهم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الا ان التقرير اشار الى لائحة انتهاكات ترتكب ضد الصحافة خلال ما يسمى "ربيع العرب" في اربعة بلدان (سوريا، ليبيا، البحرين، اليمن)، والتي بلغت حد القتل كما حلّ بالصحافي محمد النبوس الذي سقط في 19 آذار برصاص قنّاصي النظام في بنغازي. وأحصيت في ليبيا أكثر من ثلاثين حالة من حالات الاحتجاز التعسفي والترحيل التي وقع ضحيتها مراسلون أجانب. واعتُمِدت الأساليب نفسها في سوريا والبحرين واليمن حيث تكثّف السلطات الجهود لإبقاء الصحافة بعيداً من أعمال القمع بغية منعها من بث صورها. واعتبر التقرير ان الانظمة القمعية معادية تقليدياً لحرية الصحافة بهدف السيطرةَ على القطاع الإعلامي لانه سر بقائها على قيد الحياة. واشار الى أثر الصدمة التي خلّفها "ربيع العرب" جلياً على سياسة الصين التي تخشى العدوى، فعمدت سلطاتها الى تكثيف القمع ضد المعارضين والصحافيين وسجنت الناشطين على فايسبوك.وتطرق التقرير الى من وصفه بـ"صياد حرية الصحافة الإيرانية" الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي عده من أسياد القمع الذي لا هوادة فيه، وتخلل فترة حكمه، منذ حزيران 2009، إلقاء القبض على أكثر من 200 من الصحافيين والمدونين ولا يزال 40 منهم في السجن واضطر ما يقرب من 100 الى الفرار من البلاد. ويعاني 3000 من الصحافيين البطالة حالياً نظراً إلى وقوعهم ضحايا تعليق الصحف أو منع أسر تحريرهم عن إعادة توظيفهم. كما اشار الى "صيادين آخرين مثل الرؤساء وقربان قولي بيردي محمدوف في تركمانستان وكيم جونغ - إيل في كوريا الشمالية الذين يقودون أسوأ الأنظمة التوتاليتارية في العالم ولا مثيل لقسوتهم".
بيار عطاالله
([email protected])
المصدر: جريدة النهار