أخبار سوريا..والعراق..تركيز على «سلامة وأمن الأقليتين الصديقتين الدرزية والكردية»..إسرائيل تقترح مؤتمراً دولياً لتقسيم سورية إلى كانتونات..تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»..ومحاولات أميركية لمنعها..الأكراد يطالبون بقوات أميركية - فرنسية لتأمين حدود سورية الشمالية مع تركيا..سوريون اندمجوا في ألمانيا مرتبكون أمام تحدي العودة..السعودية: 3 آلاف متطوع مستعدون لدعم القطاع الصحي السوري..طهران ترمي كرة حل «الحشد» وتوابعه في ملعب بغداد..المشهداني يبدأ أولى خطوات توحيد «البيت السني» ويذكّر «الشيعة» بالتسوية الوطنية..إسرائيل تحشد دعماً دولياً لتحرير امرأة يعتقد أنها مخطوفة في العراق..

تاريخ الإضافة الجمعة 10 كانون الثاني 2025 - 1:50 ص    عدد الزيارات 286    التعليقات 0    القسم عربية

        


تركيز على «سلامة وأمن الأقليتين الصديقتين الدرزية والكردية»..إسرائيل تقترح مؤتمراً دولياً لتقسيم سورية إلى كانتونات..

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- تل أبيب وواشنطن تفحص «اليوم التالي» في سورية

- معهد بحوث إسرائيلي: الأردن اللاعب المحوري في المعادلة

- أوستن يؤكد بقاء القوات الأميركية في سورية

كشفت محافل سياسية واستخبارية، عن مداولات سرية بين الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية حول «اليوم التالي» في سورية ومستقبلها، بينما تحدثت صحيفة «يسرائيل هيوم»، عن اجتماع سري محدود في الحكومة الإسرائيلية، انتهى باقتراح عقد مؤتمر دولي لتقسيم سورية إلى كانتونات. وقالت المحافل أمس، إن «وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، قاد مداولات كابينيت ضيقة قبل أيام، تمهيداً لمداولات ستجري في الأيام القريبة المقبلة برئاسة بنيامين نتنياهو وأخرى في ولاية فلوريدا (مقر إقامة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حالياً). وقد تم التركيز خلالها على التدخل التركي في سورية ودور إسرائيل الأقليمي»، وفقاً لصحيفة «إسرائيل اليوم». وأوضحت أن «مداولات الكابينيت تناولت التغييرات الحاصلة في سورية، مع التركيز على الشكوك المتعلقة، بالهيئة العسكرية الجديدة، وبالجولان، والخوف على سلامة الأقليتين الدرزية والكردية في المنطقة. وفي إطار تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط». واقترح الوزير وعضو «الكابينيت» إيلي كوهين، العمل على عقد مؤتمر دولي في شأن سورية. ووفقاً لكوهين، فإن «الهدف من المؤتمر هو ضمان أمن الحدود الشمالية لإسرائيل وتمكينها من الدفاع الفعّال ضد التهديدات التي تُشكّلها المنظمات الجديدة في سورية غير الملتزمة باتفاقات فصل القوات». ووفق المحافل الاستخبارية والعسكرية تم التطرّق في المداولات إلى المبادرة التي بحثها مسؤولون رفيعو المستوى في المستويين السياسي والأمني منذ سقوط بشار الأسد، وتتعلق بـ «تقسيم سورية إلى كانتونات لضمان الأمن والحقوق لكل الجماعات الإثنية». وأشار كوهين إلى أن هذا الموضوع سيتم فحصه في المؤتمر المزمع عقده. ومع ذلك، فإن التخوّف الأساسي هو أن فكرة تقسيم سورية قد لا تلقى تأييداً داخلياً، ولذا فإن هذه المداولات تظل سرية. وتفيد مصادر أمنية بأن ليس لدى إسرائيل نية للبقاء في سورية، لكنها أيضاً لا تنوي الانسحاب من المناطق التي استولت عليها حتى يتحقق الاستقرار في سورية ولبنان والدول المجاورة. وقالت «يُعتبر عقد مؤتمر كهذا أحد الطرق الممكنة لإعادة تصميم سورية وحدودها، مما يُمكّن إسرائيل من سحب قواتها من دون تعريض أمنها للخطر. كما يُشير المسؤولون العسكريون في كل المستويات، إلى أن هذا الأمر يحتاج تدخلاً من واشنطن والدول المعتدلة في المنطقة». وفي سياق متصل، أكد معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي، أن «استقرار النظام الجديد في سورية قد يؤدي إلى جعل الأردن جسراً دبلوماسياً حيوياً بينه وبين الدولة العِبرية. من ناحية أخرى، فإن استمرار عدم الاستقرار في سورية والتهديدات المتزايدة التي يتقاسمها الأردن وإسرائيل من أراضيها، سيتطلب تعميق التعاون الأمني والاستخباراتي والإنساني بين تل أبيب وعمان». وتابع معهد البحوث أنه «منذ سقوط الأسد، يعمل الأردن على وضع نفسه كدولة محورية تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل مستقبل سورية، حيث يرى أن استقرار سورية كدولة ذات سيادة وآمنة سيساهم أيضاً في استقراره». وأضاف «كانت الخطوة الدبلوماسية الأولى التي اتخذتها الأردن، هي استضافة اجتماع العقبة في ديسمبر 2023، والذي حضره وزراء خارجية دول عربية عدة. كان الهدف من الاجتماع خلق إجماع إقليمي ودولي حول مستقبل سورية». وأوضح التقرير المكوّن من 59 صفحة «يتشارك الأردن وإسرائيل في مصالح مشتركة في الساحة السورية، مثل تحقيق الاستقرار الأمني وإحباط النشاط الإرهابي. يمكن للأردن أن يعمل كوسيط فعّال بين إسرائيل والنظام السوري الجديد، مما يسهم في كبح تهريب الأسلحة وإزالة العناصر الإرهابية من الحدود. ويتعين على إسرائيل والأردن العمل على تضييق الفجوة بين الجوانب العلنية والخفية لعلاقاتهما». علماً ان العلاقات الإسرائيلية - الأردنية في وضع مضطرب نظراً للعديد من الملفات التي دفع بها اليمين الإسرائيلي المتطرف في مقدمتها الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى في القدس وعدم التزام حكومة نتنياهو التعهدات التي قطعتها، عبر علاقات متوترة منذ تأسيس الائتلاف اليميني الحاكم».

القوات الأميركية

وفي برلين، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه «لاتزال هناك حاجة لوجود قوات أميركية في سورية». وصرّح خلال مشاركته في اجتماع«مجموعة الاتصال بخصوص أوكرانيا»في قاعدة رامشتاين الأميركية - ألمانيا، بأنه لاتزال هناك حاجة لوجود قوات أميركية بهدف«ضمان أمن السجون التي يقبع فيها عشرات آلاف المقاتلين من داعش»، معرباً عن اعتقاده بأن مقاتلي التنظيم«سيصبحون التيار الرئيسي في سورية إذا تركت البلد من دون حماية». وتنشر الولايات المتحدة نحو 2000 جندي في سورية لمواجهة«داعش»...

بايدن يُحيل على ترامب ملف تصنيف «تحرير الشام»

الراي... قررت الإدارة الأميركية الإبقاء على تصنيف «هيئة تحرير الشام» «منظمة إرهابية» لبقية فترة ولاية الرئيس جو بايدن، تاركة قراراً حاسماً بشأن الهيئة وزعيمها أحمد الشرع، لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفقاً لما قاله ثلاثة مسؤولين أميركيين مطلعين لصحيفة «واشنطن بوست». ويعتبر تصنيف الهيئة، كمنظمة إرهابية عقبة رئيسية أمام الجدوى الاقتصادية لسورية على المدى الطويل، لكن المسؤولين الأميركيين أوضحوا أن «الإسلاميين الذين أذهلوا العالم أواخر العام الماضي بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد يجب أن يثبتوا أنهم قطعوا علاقتهم بالجماعات المتطرفة، خصوصاً تنظيم القاعدة، قبل رفع التصنيف». ورفض براين هيوز، الناطق باسم عملية انتقال ترامب، التطرق إلى تفاصيل التصنيف، لكنه قال إن ترامب «ملتزم بتقليل التهديدات للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط وحماية الأميركيين هنا في الوطن». وبينما أبقت إدارة بايدن على تصنيف المنظمة، خففت يوم الإثنين العديد من القيود الرئيسية على سورية بهدف تحفيز التعافي وبناء حسن نية مع حكومتها الموقتة.

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»..ومحاولات أميركية لمنعها..

أنقرة تعلن عودة نحو 53 ألف سوري إلى بلدهم خلال شهر

الشرق الاوسط..أنقرة: سعيد عبد الرازق.. أظهرت تركيا عبر تصريحات لمسؤولين سياسيين وعسكريين تمسكاً بعملية عسكرية شمال سوريا ضد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وأكبر مكوناتها «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تصنفها أنقرة إرهابية، وفي المقابل كثفت واشنطن من مساعيها لإقناع أنقرة بالعدول عن التصعيد، وأوفدت مبعوثاً للتباحث مع المسؤولين الأتراك حول الأمر. واتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في المعارك الدائرة على محور «سد تشرين» (شرق حلب)، وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن تنظيم «وحدات حماية الشعب الكردية» (أكبر مكونات «قسد») يستخدم «المدنيين الأبرياء دروعاً بشرية في منطقة (سد تشرين)، ويرسل مجموعات إرهابية إلى المنطقة».

خط الدفاع الأخير

وشدد المسؤول العسكري التركي، خلال إفادة صحافية أسبوعية لوزارة الدفاع، الخميس، على أنه «مع مراعاة احترام وحدة أراضي سوريا، فإن القوات المسلحة التركية عازمة على مواصلة عملياتها عبر الحدود ما لم تلقِ المجموعات الإرهابية (الوحدات الكردية - «قسد») أسلحتها». وقال إن سد تشرين على نهر الفرات، الذي يعدّ نقطة استراتيجية مهمة من حيث موارد المياه وإنتاج الطاقة والأمن الإقليمي في سوريا، تعدّه «قسد» خط الدفاع الأخير بالنسبة لها، مؤكداً أن القوات التركية عازمة على منع جهود «التنظيم الإرهابي» الرامية لزعزعة استقرار المنطقة باستخدام مثل هذه البنى التحتية الاستراتيجية. وأفاد «المرصد السوري» بمقتل ما لا يقل عن 322 شخصاً على مدى 29 يوماً من القتال بين الفصائل و«قسد». وقال «المرصد» في بيان، إن «5 مدنيين بينهم امرأة قُتلوا، وأُصيب 14 آخرون، جراء قصف نفذته طائرات مسيّرة تركية استهدف سيارة إسعاف وسيارة مدنية ضمن قافلة شعبية قرب سد تشرين، حيث يعتصم مدنيون جاءوا من عين العرب (كوباني) ومناطق أخرى احتجاجاً على تصعيد القوات التركية والفصائل». وفي الوقت ذاته، قُتل جندي من القوات التركية وأصيب آخر بجروح متفاوتة، جراء استهداف مسيرة تابعة لـ«قسد» قاعدة «العريشة» الواقعة ضمن منطقة «نبع السلام» بريف رأس العين جنوب شرقي الحسكة. ووقعت اشتباكات بين الجانبين بالأسلحة الثقيلة في عين عيسى وتل أبيض، وقرى في شمال غربي الحسكة.

عملية عسكرية تركية

ومع استمرار الاشتباكات الجارية على محوري «سد تشرين»، و«قره قوزاق»، وكذلك جنوب وجنوب شرقي منبج، التي سيطرت عليها الفصائل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ظهرت مؤشرات قوية على استعداد تركيا لشن عملية عسكرية جديدة ضد مناطق سيطرة «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا. وقال مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية وكي أكتورك، خلال الإفادة الأسبوعية للوزارة، الخميس، إننا «نرحب بالعملية الجديدة التي نشأت في جارتنا سوريا، سنستمر في الوقوف إلى جانب الشعب السوري وسنعمل على إرساء الأمن والاستقرار الدائمين في المنطقة، بالتعاون الوثيق مع الإدارة الجديدة وبصورة أقوى». وأضاف: «نؤكد مرة أخرى أننا لن نسمح مطلقاً لأي تنظيم إرهابي سواء (داعش) أو (الوحدات الكردية) بفرض أمر واقع في المنطقة». وشدد على أن «القوات المسلحة التركية عازمة على مواصلة عملياتها عبر الحدود، بحزم، من أجل ضمان أمن بلدنا وحدودنا، مع احترام وحدة أراضي سوريا، وستواصل قواتنا المسلحة حربها ضد الإرهاب في مصدره عبر عمليات متواصلة وشاملة، وإجراءات وقائية وتدميرية وهدامة، بتصميم لا يتزعزع وإصرار متزايد ما دام لم يلق الإرهابيون أسلحتهم».

استعدادات مكثفة

ونقلت صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية عن مصادر عسكرية أن القوات المسلحة التركية، وُضعت في حالة تأهب قتالي تحسباً لعملية محتملة ضد المسلحين الأكراد في سوريا، لافتة إلى أن الدبلوماسية نجحت حتى الآن في كسب الوقت، لكن العد العكسي للعملية العسكرية قد بدأ. وأشارت الصحيفة إلى أن قيادات «حزب العمال الكردستاني»، وكذلك «وحدات حماية الشعب» تسعى للمفاوضات. لكن الإدارة السورية الجديدة، وتركيا «ترفضان إجراء أي مفاوضات». وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أكد، الأحد الماضي، أن القيادة السورية الجديدة عاقدة العزم على اجتثاث «الانفصاليين»، وتظهر موقفاً حازماً للغاية في الحفاظ على وحدة أراضي البلاد وهيكلها الموحد. وأرسلت أنقرة إلى «الجيش الوطني السوري» (الموالي لتركيا)، أسلحة ثقيلة إلى خطوط الجبهة مع «قسد» في منطقة عملية «نبع السلام» في شمال شرقي سوريا. كما توجه مقاتلون مع عربات ودبابات أرسلتها «القوة المشتركة» للجيش الوطني السوري، إلى الخطوط الأمامية المطلة على مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب، وبلدة عين عيسى بالرقة، وبلدة تل تمر بالحسكة. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن قائد «القوة المشتركة» للجيش الوطني السوري في مدينة رأس العين بمنطقة عملية نبع السلام، أبو عبد الله محمد، أنهم رفعوا الجاهزية الكاملة، وأرسلوا تعزيزات إلى جميع الجبهات.

مساعٍ أميركية

في المقابل، تسعى الولايات المتحدة، التي ترى القوات الكردية حليفاً أساسياً في الحرب على «داعش» في سوريا، إلى إقناع تركيا بالعدول عن العملية العسكرية. وبدأ نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، جون باس، الخميس، مباحثات تستمر على مدار يومين، مع نائبي وزير الخارجية التركي، نوح يلماظ، وبرهان الدين دوران، تركز بشكل خاص على التطورات في سوريا والمنطقة، إلى جانب العلاقات التركية - الأميركية. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن باس «سيعرض خلال المباحثات وجهة نظر أميركا بشأن سوريا، وستركز المباحثات على تقييم متعدد الأوجه للوضع في سوريا، وعلى الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان الاستقرار والأمن في سوريا ودعم إنشاء حكومة وحدة وطنية وإدارة شاملة». وقدّرت المصادر أن «الجانب التركي سيؤكد، مرة أخرى بقوة، على ضرورة تطهير سوريا من التنظيمات الإرهابية التي تهدد استقرارها واستقرار المنطقة، ووقف الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية بدعوى دورها في الحرب على تنظيم (داعش)». ولفتت إلى أن «المباحثات تركز أيضاً على توسيع نطاق الإعفاءات المقدمة لتسهيل بعض المعاملات التجارية لدمشق، وضمان تقديم الخدمات العامة الأساسية عبر تخفيف العقوبات على سوريا». وذكر بيان للخارجية الأميركية، أن باس سيؤكد على أهمية الانتقال السياسي السلمي والشامل بقيادة وملكية سورية، استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وأهمية الاستقرار الإقليمي، ومنع استخدام سوريا قاعدةً للإرهاب، وضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم «داعش». وطالبت تركيا، مراراً، أميركا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بوقف دعمها «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تسيطر على مساحات شاسعة في شمال سوريا، وشنَّت ضدها عدداً من العمليات العسكرية.

«دور فرنسي»

بدورها، قالت الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية (الكردية) بشمال شرقي سوريا، إلهام أحمد، إننا مستعدون لأن تتولى أميركا وفرنسا مسؤولية تأمين المنطقة الحدودية في شمال سوريا. وأضافت أحمد في حديث إلى قناة «تي في5 موند» مساء الأربعاء: «نطلب من فرنسا إرسال قوات إلى هذه الحدود لتأمين المنطقة منزوعة السلاح، لمساعدتنا في حماية المنطقة وإقامة علاقات جيدة مع تركيا، بمجرد أن تتمكن فرنسا من إقناع تركيا بقبول وجودها على الحدود، عندها يمكننا أن نبدأ عملية السلام، نأمل أن تتم تسوية كل شيء في الأسابيع المقبلة». وأكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، منذ أيام أن بلاده لن تتخلى عن «قسد»، وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أثناء زيارته لدمشق، الجمعة الماضي، حيث التقى قائد الإدارة السورية أحمد الشرع، إنه يجب أن يكون للأكراد دور في بناء سوريا الجديدة.

عودة اللاجئين

على صعيد عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم، قال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، إن 52 ألفاً و622 سورياً عادوا إلى بلادهم خلال شهر من سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وقال يرلي كايا، خلال زيارته معبر جيلوا غوزو في بلدية الريحانية في ولاية هطاي جنوب تركيا (يقابله باب الهوى في الجانب السوري) إنهم بدأوا تطبيق نظام «المهاجر الرائد» منذ الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي، لأولئك الذين يريدون التحقق من أراضيهم ومنازلهم وحالة عملهم في سوريا قبل اتخاذ القرار النهائي بالعودة». وشرح أن نظام «المهاجر الرائد» يعني «السماح لأحد أفراد العائلة بالدخول والخروج 3 مرات خلال 6 أشهر»، وأفاد بأنه تم «إرسال 1766 مهاجراً رائداً منذ بداية الشهر الحالي». وقال كايا: «رغبتنا هي إرساء بيئة آمنة في سوريا في أقرب وقت ممكن، وسنقدم الدعم اللازم للإدارة السورية الجديدة في دمشق من أجل تحقيق هذا الهدف». من جانبه، قال وزير النقل والبنية التحتية، عبد القادر أورال أوغلو، إن تركيا إن أنقرة تعتزم بدء تسيير رحلات طيران إلى مطار دمشق الدولي في الأيام المقبلة بعد تشغيل أنظمة الرادار. وأضاف، في مقابلة تلفزيونية، الخميس: «عندما يتم الربط بين دمشق وإسطنبول، سنكون قد لبّينا احتياجاً كبيراً».

37 قتيلاً في معارك بين القوات الكردية والفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا

دمشق: «الشرق الأوسط»... قُتل 37 شخصاً، اليوم (الخميس)، في معارك استخدم فيها الطيران بين القوات الكردية والفصائل السورية الموالية لتركيا في منطقة في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومنذ سقوط حكم بشار الأسد، تتواصل المواجهات بين الطرفين. وقال المرصد: «وقعت معارك ضارية في ريف منبج... في الساعات الماضية بين قوات سوريا الديمقراطية (التي يعتبر الأكراد عمودها الفقري)، والجيش الوطني السوري (المدعوم من تركيا)، بتغطية جوية تركية، مما تسبّب بمقتل 37 شخصاً في حصيلة أولية، معظمهم من المقاتلين الموالين لتركيا».

«قسد»: اتفقنا مع السلطة الجديدة على رفض «مشاريع الانقسام»

الأكراد يطالبون بقوات أميركية - فرنسية لتأمين حدود سورية الشمالية مع تركيا

- 37 قتيلاً في المعارك بين «قسد» وفصائل موالية لتركيا

الراي....كشفت مسؤولة كردية سورية رفيعة المستوى، عن محادثات بشأن ما إذا كان بإمكان قوات أميركية وفرنسية تأمين منطقة حدودية في شمال سورية في إطار جهود رامية تهدف إلى نزع فتيل صراع بين تركيا وقوات كردية مدعومة من الغرب. ونقلت قناة «تي.في5 موند» عن إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لدائرة الشؤون الخارجية في الإدارة الكردية بالأراضي الشمالية الواقعة خارج سيطرة الحكومة المركزية، أن «الولايات المتحدة وفرنسا يمكنهما بالفعل تأمين الحدود بالكامل. نطلب من الفرنسيين إرسال قوات إلى هذه الحدود لتأمين المنطقة منزوعة السلاح، لمساعدتنا في حماية المنطقة وإقامة علاقات جيدة مع تركيا». ومن غير الواضح مدى تقبل تركيا لمثل هذه المبادرة نظراً لأن أنقرة عملت لسنوات على تأمين حدودها في مواجهة التهديدات القادمة من سورية، وتعهدت تدمير «وحدات حماية الشعب الكردية». في سياق متصل، أكد مظلوم عبدي، قائد قوات سورية الديمقراطية (قسد)، الاتفاق مع السلطة الجديدة على رفض «أي مشاريع انقسام» تهدد وحدة سورية. وفي تصريح مكتوب لـ «فرانس برس»، قال قائد الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سورية، الأربعاء، إن لقاء «إيجابياً» جمع قيادتي الطرفين نهاية ديسمبر الماضي في دمشق، مضيفاً «ناقشنا معاً المرحلة المستقبلية بعد سقوط نظام (بشار) الأسد وكيفية النهوض مجدداً بسورية مبنية على ركائز متينة». وأكد «دعم مساعي الإدارة الجديدة لأن يكون هناك استقرار من أجل تهيئة الأجواء لحوار بناء بين السوريين»، معتبراً أنه «يقع على عاتق الإدارة الجديدة التدخل من أجل وقف إطلاق النار في عموم سورية». ميدانياً، قتل 37 شخصاً في معارك استخدم فيها الطيران، بين القوات الكردية والفصائل السورية الموالية لتركيا في منطقة في شمال سورية. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، سقوط 26 عنصراً من الفصائل، و6 من «قسد»، و5 مدنيين في حصيلة غير نهائية. وأفاد بأن معارك عنيفة دارت و«استخدمت الفصائل فيها الأسلحة الثقيلة بغطاء جوي تركي في محاولة للسيطرة على مواقع إستراتيجية وحيوية» في المنطقة. وأشار إلى تراجع الفصائل عقب «عملية تمشيط نفذتها قسد... بمساندة طائرات مسيرة». وأعلن المرصد، مقتل 322 شخصاً على الأقل في حصيلة إجمالية للمعارك في ريف منبج منذ ديسمبر الماضي.

مساعدات طبية أوروبية تدخل سورية عبر تركيا

55 طناً من الإمدادات تدخل إدلب وحلب لدعم نظام الرعاية الصحية المتضرر

الجريدة.... AFP ..أفادت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية، الخميس، بأن 55 طناً من المساعدات الطبية المموّلة من الاتحاد الأوروبي وصلت إلى شمال غرب سورية عبر تركيا. وقالت مريناليني سانثانام، المتحدثة باسم مكتب منظمة الصحة العالمية في غازي عنتاب، إن الإمدادات دخلت عبر نقطة جيلفيغوزو الحدودية جنوب تركيا ونُقلت إلى مستودع في مدينة إدلب، في إطار جسر جوي أعلن الاتحاد الأوروبي إقامته لدعم النظام الصحي المتضرر. وأوضحت سانثانام أن «هناك جسراً جوياً إضافياً مخطّطاً له في فبراير»، مشيرة إلى أن المحادثات جارية لتحديد حجم الإمدادات المستقبلية. تشتمل الشحنة على ثمانية آلاف حزمة مستلزمات جراحية، وإمدادات تخدير، وسوائل وريدية، ومواد تعقيم، وأدوية لمنع تفشي الأمراض. يأتي ذلك بعد إعلان الاتحاد الأوروبي عن الجسر الجوي في ديسمبر الماضي لدعم المناطق المتضررة من النزاع الذي تسبب منذ اندلاعه في عام 2011 بانهيار النظام الصحي، حيث إن نحو نصف المستشفيات السورية أصبحت خارج الخدمة وفق تقارير منظمة الصحة العالمية. من ضمن الشحنة، تم نقل 50 طناً من دبي تضمنت حزم مستلزمات لعلاج الصدمات والجراحات، بينما الأطنان الخمسة المتبقية، القادمة من مخزون في الدنمارك، شملت مستلزمات للطوارئ الصحية، وملابس للشتاء، وأقراص لتنقية المياه. الإمدادات الطبية ستُوزع على مراكز الرعاية الصحية في منطقتي إدلب وحلب، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأعباء الصحية في هذه المناطق.

50 ألف سوري عادوا من تركيا إلى وطنهم خلال شهر

وزير الداخلية التركي: عودة طوعية بأمن وكرامة

الجريدة....أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا أن أكثر من 50 ألف لاجئ سوري اجتازوا الحدود التركية عائدين إلى بلدهم خلال شهر. وأوضح الوزير، في إحاطةٍ إعلاميةٍ من معبر جيلوة غوزو الحدودي بمحافظة هاتاي، أن «52622 سورياً عادوا طوعاً إلى بلدهم بأمنٍ وكرامةٍ خلال شهر». وكانت السلطات التركية قد أفادت في وقتٍ سابقٍ بأن 30663 سورياً غادروا تركيا عائدين إلى بلدهم بعد 17 يوماً من سقوط نظام بشار الأسد. وأشار الوزير إلى أن من بين العائدين، 41437 شخصاً عادوا مع عائلاتهم، بينما اجتاز 11185 فرداً الحدود إلى بلدهم بشكلٍ منفردٍ. وتستقبل تركيا حوالي 2.92 مليون لاجئٍ سورياً على أراضيها، فروا من الحرب التي عصفت ببلدهم منذ عام 2011. وتتيح السلطات التركية لفردٍ واحدٍ من كل عائلةٍ لاجئةٍ زيارة سورية والعودة ثلاث مراتٍ حتى الأول من يوليو 2025، في إطار خطةٍ تهدف إلى إعادة توطين اللاجئين تدريجياً، واحتواء المشاعر المعادية للاجئين التي تتزايد بين السكان.

جيل اللجوء السوري في ألمانيا مشتت تجاه العودة

صغار شبوا مُغتربين... فتعلقوا ببرلين ودمشق

الشرق الاوسط..برلين: راغدة بهنام... لم تتوقف فاتورة حكم نظام بشار الأسد في سوريا يوم رحيله عن السلطة؛ إذ لا تزال تداعياتها المُربكة ممتدة حتى خارج البلاد. فالسوريون من أبناء جيل اللجوء الذين بدأوا في الانتقال صغاراً للعيش في ألمانيا قبل سنوات وشبوا مغتربين، مشتتون تجاه قضية عودتهم. وتحدث شباب سوريون مقيمون في ألمانيا إلى «الشرق الأوسط» عن تعقيدات اجتماعية واقتصادية وعائلية بل ولغوية لدى أبنائهم، تحاصر فكرة رجوعهم إلى بلادهم. واحد من هؤلاء، أنس معضماني، الذي حظي بشهرة واسعة قبل 12 سنة، عندما التقط صورة بطريقة «السيلفي» مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه مع غيره يواجهون قراراً صعباً: «هل نعود إلى سوريا أو نبقى في ألمانيا؟». ومعضماني، واحد من نحو 260 ألف لاجئ سوري حصلوا على الجنسية الألمانية، فيما يتبقى أكثر من 700 ألف من مواطنيه يعيشون وفق أوضاع مؤقتة يمكن أن تتغير عندما يستقر الوضع ببلادهم. ويُفكر معضماني بأن يُقسّم وقته بين ألمانيا وسوريا، ويفتتح مشاريع في البلدين. ويضيف كما لو أنه يبرر ذنباً ارتكبه: «دمشق أجمل مدينة على الأرض، ولكنني أحب ألمانيا، وبرلين أصبحت مدينتي الثانية».

سوريون اندمجوا في ألمانيا مرتبكون أمام تحدي العودة..

تعقيدات المغادرة منها الاجتماعي والاقتصادي واللغوي والأمني..

الشرق الاوسط...برلين: راغدة بهنام.... بعد 12 عاماً على صورته بطريقة «السيلفي» مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل، يبدو اللاجئ السوري الأكثر شهرة في ألمانيا، أنس معضماني، مُرتاحاً في وطنه بالتبني. ورغم أنه لم يكن يعرف من هي ميركل حينما التقط معها الصورة وهي تزور مركز اللجوء الذي كان فيه؛ فإنه بات اليوم معلقاً بألمانيا قدر ارتباطه بوطنه الأم سوريا. مثل باقي السوريين الذين وصلوا لاجئين إلى ألمانيا بعد شرارة الثورة في بلادهم عام 2011، يواجه أنس وغيره من أبناء جيل اللجوء، قراراً صعباً: هل نعود إلى سوريا أم نبقى في ألمانيا؟ ....... وخلال فترة ما بعد سقوط الأسد، يبدو أن خطط أنس بدأت تتضح معالمها: يريد الشاب المتحدر من داريا في ريف دمشق، العودة إلى سوريا لزيارة أهله، ومساعدتهم على إعادة بناء منزلهم كخطوة أولى. بعدها، يقول أنس لـ«الشرق الأوسط»، إنه يريد أن يُقسّم وقته بين ألمانيا وسوريا، ويفتح مشاريع في البلدين. وكما لو أنه يبرر ذنباً ارتكبه يستدرك: «دمشق أجمل مدينة على الأرض، ولكني أحب ألمانيا وبرلين أصبحت مدينتي الثانية». في ألمانيا، بات أنس مثالاً للاجئ السوري المندمج؛ فهو تعلم اللغة، وحصل على الجنسية ودخل سوق العمل، حتى إنه تعرف على فتاة أوكرانية تُدعى آنا، ويخططان لمستقبلهما معاً. ولعل مسألة حصول أنس على جواز سفر ألماني هي ما يسهل قراره بالعودة وإن كانت جزئية إلى سوريا؛ فهو يعلم أنه يمكنه التحرك بحرّية بين الجانبين من دون أن يخشى خسارة أوراقه أو إقامته. وأنس واحد من قرابة 260 ألف لاجئ سوري حصلوا على الجنسية الألمانية، فيما يتبقى أكثر من 700 ألف من مواطنيه يعيشون بإقامات لجوء، أو إقامات حماية مؤقتة يمكن أن تُسحب منهم عندما يستقر الوضع في سوريا.

الارتباك للجميع

غير أن الارتباك لم يكن من نصيب اللاجئين السوريين فقط؛ فالتغيير السريع للوضع في دمشق أربك أيضاً سلطات الهجرة في ألمانيا، ودفعها إلى تعليق البت في 47 ألف طلب لسوريين راغبين في الهجرة... الجميع ينتظر أن تتضح الصورة. ولقد كان الأساس الذي تعتمد عليه سلطات اللجوء لمنح السوريين الحماية، الخوف من الحرب أو الملاحقة في بلادهم. وبعد انتفاء هذه المخاوف بسبب سقوط النظام، ربما سقط السند القانوني. وامتد هذا الإرباك بشأن وضع اللاجئين السوريين إلى السياسيين الذين سارعوا بالحديث عن «ترحيل السوريين» إلى بلادهم بعد ساعات قليلة على سقوط الأسد. ولم تصدر تلك الدعوات من الأحزاب اليمينية فقط، بل أيضاً من الحزب الاشتراكي الذي يقود الحكومة، ووزيرة الداخلية نانسي فيزر المنتمية للحزب، والتي تحدثت عن المساعي لتغيير قواعد اللجوء للسوريين، والعمل على إبقاء «المندمج ومن يعمل» وترحيل المتبقين. ولكن الترحيل ليس بهذه البساطة. والكثير مما يتردد عن ترحيل السوريين قد تكون أسبابه انتخابية قبل أسابيع قليلة عن الانتخابات العامة المبكرة التي ستجري في 23 فبراير (شباط) المقبل. وصحيح أنه من حيث المبدأ، يمكن سحب الإقامات المؤقتة من حامليها؛ لكن ذلك يتطلب أن تصنف وزارة الخارجية سوريا «دولة آمنة ومستقرة»، وهو ما قد يستغرق سنوات.

نيات البقاء والمغادرة

وحتى مع تأخر التصنيف الألماني لسوريا آمنة ومستقرة، لا يبدو أن الكثير من اللاجئين متشجعون للعودة. وبحسب «المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين» الذي يجمع معلومات دورية حول نيات اللاجئين بالبقاء أو المغادرة، فإن 94 في المائة من السوريين قالوا قبل سقوط الأسد إنهم يريدون البقاء في ألمانيا. ورغم أنه ليست هناك إحصاءات جديدة منذ سقوط الأسد بعد، فإن المكتب يشير إلى أنه في العادة تزداد نيات البقاء مع زيادة فترة وجود اللاجئ في البلاد. وكلما طالت فترة وجوده، ازدادت إرادة البقاء. وصل معظم السوريين إلى ألمانيا قبل أكثر من 5 سنوات، جزء كبير منهم قبل عقد من الزمن، وهذا يعني، حسب المركز، أن تعلقهم بألمانيا بات قوياً. وتنعكس هذه الدراسة فعلاً على وضع اللاجئين السوريين في ألمانيا. سيامند عثمان مثلاً، لاجئ سوري كردي، وصل إلى ألمانيا قبل 11 عاماً، يتحدر من القامشلي، وهو مثل مواطنه أنس، تعلم اللغة، وحصل على جواز ألماني، وما زالت معظم عائلته في القامشلي. ومع ذلك، لا يفكر بالعودة حالياً. يقول عثمان لـ«الشرق الأوسط» إن الوضع في مناطق الأكراد «صعب في الوقت الحالي، وما زال غير مستقر»، ولكنه يضيف: «أنا أحب العودة وهذه أمنيتي، فأهلي هناك، ولكن أتمنى أولاً أن تتفق كل الأطراف في سوريا، ويصبح هناك أمان في منطقتنا». أكثر ما يخيف سيامند هو عودة الحرب في سوريا، يقول: «تخيلي أن أترك بيتي هنا وأسلم كل شيء وأبيع ممتلكاتي وأعود إلى سوريا لتعود معي الحرب بعد أشهر وأضطر للنزوح مرة جديدة». ومع ذلك فهو مصرّ على أنه سيعود عندما تستقر الأمور.

ماذا عن الاقتصاد؟

المخاوف من عدم الاستقرار ليست وحدها التي تجعل السوريين مترددين في العودة. فالوضع الاقتصادي يلعب دوراً أساسياً، وفق ما تُقدر آلاء محرز التي وصلت عام 2015 إلى ألمانيا. تقول لـ«الشرق الأوسط»، إنها «بنت نفسها من الصفر»؛ تعلمت اللغة، وعادت وتدربت على مهنتها (المحاسبة)، وهي الآن تعمل في هذا المجال، وحصلت على الجنسية الألمانية. ورغم تفاؤلها الكبير بمستقبل سوريا، فإن آلاء المتحدرة من حمص ما زالت تحمل تحفظات حول الوضع هناك، والمسار الذي قد تسلكه سوريا في السنوات المقبلة، وتخشى أن تترك وظيفتها ومنزلها في برلين وتعود من دون أن تجد عملاً مناسباً.

مصاعب العائلات

وإذا كان قرار فرد المغادرة أو البقاء صعباً، فإنه قد يكون أكثر صعوبة للعائلات السورية التي وصلت مع أبنائها الذين نسوا اللغة العربية وأضاعوا سنوات لتعلم الألمانية. يقول أنس فهد، المتحدر من السويداء، الذي وصل إلى ألمانيا قبل 3 أعوام تقريباً مع عائلته وابنه المراهق، إنه «ما زال يحمل إقامة حماية مؤقتة، ويعمل مهندساً كهربائياً». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «الوقت مبكر الآن لاتخاذ قرار بالعودة»، شارحاً أن ابنه أمضى عاماً من الدراسة يتعلم اللغة الألمانية، وهو يحقق نتائج جيدة جداً في المدرسة ببرلين، ومن الصعب إعادته إلى مدارس سوريا حيث سيضطر لإضاعة عام آخر لدراسة اللغة العربية.

«وصلت يوم سقط الأسد»

وحتى الواصلون الجدد لا يخططون للعودة. لعل أحدثهم باسل حسين الذي وصل إلى برلين يوم سقوط الأسد، بعد أن دفع أكثر من 13 ألف يورو ليدخل عن طريق التهريب، والذي يقول إنه لن يعود الآن وقد وصل للتوّ. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوضع ما زال غير واضح، وهناك قرارات جديدة كل يوم». يفضل باسل أن يستكشف مستقبله في ألمانيا حتى ولو كان ذلك يعني أن عليه البدء من الصفر، على أن يعود إلى مستقبل غير معروف. وليس فقط السوريون هم المترددين حيال العودة، بل إن الألمان يخشون خسارة كثير منهم دفعة واحدة، خصوصاً أولئك الذين دخلوا سوق العمل ويملأون فراغاً في مجالات كثيرة. ويعمل أكثر من 5 آلاف طبيب سوري في مستشفيات ألمانيا، ويشكلون بذلك الشريحة الأكبر من بين الأطباء الأجانب في ألمانيا. ويعمل المتبقون في مهن تعاني من نقص كبير في العمال؛ كالتمريض والبناء وقطاع المطاعم والخدمات. وبحسب معهد أبحاث التوظيف، فإن معدل دخول السوريين سوق العمل هو 7 سنوات لتعلم اللغة وتعديل الشهادات. ويشير المعهد إلى أن السوريين يملأون شغوراً في وظائف أساسية في ألمانيا، ومع ذلك فإن معدل البطالة مرتفع بينهم، خصوصاً بين النساء اللواتي تعمل نسبة قليلة منهن فقط. وقد حذرت نقابات الأطباء والعمل من الدعوات لتسريع ترحيل السوريين، لما قد يحمله ذلك من تأثيرات على سوق العمل في ألمانيا. وحذر كذلك مانفريد لوشا، وزير الصحة في ولاية بادن فورتمبيرغ في غرب ألمانيا التي يعمل بها عدد كبير من الأطباء السوريين، من النقاشات حول تسريع الترحيل، وقال: إذا غادر العاملون السوريون في قطاع الصحة «فستكون هناك ثغرة هائلة». وقالت نقابة المستشفيات في الولاية نفسها، إن «مغادرة كل طبيب أو عامل صحة سوري ستشكل خسارة لنا».

«داريا»... سُمّيت «أيقونة الثورة» وفيها تشكل أول مجلس عسكري

عودة تدريجية للمهجرين بعد الخلاص من النظام ورموزه

(الشرق الأوسط).... دمشق: موفق محمد... سُمّيت بـ«أيقونة الثورة»، وفيها تشكَّل أول مجلس عسكري للثورة، مقاتلوها أول مَن استهدف بالصواريخ قصر بشار الأسد رداً على استهدافه المدنيين وحراكهم السلمي... إنها «داريا» حيث تتواصل عودة الأهالي المهجَّرين إلى منازلهم بعد الخلاص من النظام ورموزه. كغيرها من المدن السورية، شهدت داريا، التي تقع على بُعد 8 كلم جنوب العاصمة دمشق وتُعد أكبر مدن غوطتها الغربية، إزالة آثار نظام الأسد بعد سقوطه في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. على مدخلها الشمالي الذي يمكن الوصول إليه من طريق الجسر المتحلق الجنوبي يُوجَد عدد من أفراد فصائل المعارضة، بينما رُفِعت الأعلام الجديدة في المكان، وبدت صور الأسد ممزقة. وجود الفصائل على الحاجز السابق للنظام ليس لفرض الإتاوات على القادمين للمدينة أو اعتقال الشبان وسَوْقهم للمعارك، كما كان تفعل حواجز النظام السابق، بل بهدف فرض الأمن، ويتعاملون مع الأهالي باحترام ولباقة. وبينما لا يزال مشهد الدمار طاغياً على جانبَي الطريق جراء غارات وقصف خلال سنوات الأزمة السورية، يلفت الانتباه تزايد عدد السيارات المارة مع رؤية أشخاص متوجهين إلى منازلهم، بعضهم يستقل دراجات هوائية أو نارية.

دوار غياث مطر

ومع الاقتراب من مركز المدينة يتراجع حجم الدمار نوعاً ما، ويظهر دوار تتفرع منه طرقات رئيسية تؤدي إلى أحياء عدة، منها «الثورة» و«النكاشات» و«الشاميات» و«شريدي». مراسل «الشرق الأوسط»، وبعد أن عرَّف عنه نفسه لمجموعة من الشبان كانوا متجمعين عند الدوار، استفسر عن الوضع في داريا بعد سقوط الأسد، ليقول أحدهم بفرح: «هذا الدوار أصبح اسمه (دوار الشهيد غياث مطر)، ابن داريا، وليس (دوار الباسل) كما كان يسميه النظام»، في حين علّق آخر: «أهم شيء أننا تخلصنا من النظام، وسوريا وُلِدت من جديد». يُذكر أن غياث مطر كان ناشطاً سلمياً اعتقلته أجهزة النظام الأمنية في 6 سبتمبر (أيلول) 2011، إثر مشاركته في تنظيم المظاهرات المطالبة بالحرية، رافعاً اللافتات وموزعاً الورود على رجال الأمن في داريا الذين شاركوا في المظاهرات التي عمت سوريا منذ مارس (آذار)، العام ذاته. وفي يوم الـ10 من سبتمبر (أيلول)، سُلّم جثمان غياث لذويه بعد وفاته جراء التعذيب أثناء الاعتقال.

عودة المهجرين

شهدت دارّيا تزايداً ملحوظاً في عودة الأهالي إلى منازلهم، بعد تهجيرهم قسراً من قِبَل نظام الأسد. يبدو ذلك واضحاً من خلال المشهد اليومي لشاحنات محمَّلة بالأثاث المنزلي في الشوارع. يقول أحد السكان لـ«الشرق الأوسط»: «منذ سقوط النظام تتزايد تدريجياً أعداد العائلات التي تعود إلى منازلها؛ خصوصاً التي نزحت إلى مناطق قريبة، مثل، صحنايا، المعضمية وجديدة». يضيف: «يرمِّمون المنازل بحدها الأدنى الذي يساعد الآن على السكنى فيها. المهم بالنسبة لهم حالياً التخلص من أعباء الإيجارات التي أنهكتهم». الحال نفسها تُشاهد في الجادات المحيطة بمنطقة ثانوية البنات؛ إذ تشاهد في الطرقات مواد ومعدات بناء (رمل، بحص، بلوك، حديد) يقوم عمال بنقلها إلى الشقق السكنية. لكن عودة المهجرين في الشمال السوري من أبناء داريا لا تزال «أبطأ من المتوقَّع»، وفق صاحب محل لبيع الأثاث المنزلي في شارع الثانوية، الذي يوضح أن قسماً كبيراً من منازل الأهالي دمره النظام، خصوصاً منازل مقاتلي المعارضة. ويضيف: «من عاد سيسكن عند أهله وأقاربه، وهناك مَن عاد لاستطلاع وضع منزله، ومعرفة ما يحتاج إليه من تكاليف». في منطقة الخطيب (وسط المدينة)، وبينما كان صاحب محل تجاري منهمكاً بطلاء واجهة المحل بالعلَم السوري الجديد بعدما كان مطلياً بالعلم السابق الذي يرمز إلى حقبة نظام الأسد، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «متفائلون خيراً بانتصار الثورة، ونطالب الحكومة الجديدة بدعم إعادة إعمار البلد». في الجهة الجنوبية من منطقة الخطيب مقام «السيدة سكينة» (الذي لم يكن موجوداً قبل عام 2003، وفقا لتأكيدات كثير من الأهالي)، وقد بدا مُدمّراً. وسبق للنظام أن اتهم المعارضة بتدميره، لكن شخصاً من آل الخطيب لم يغادر المنطقة في السنوات الماضية يؤكد، لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام هو من دمره بالبراميل المتفجرة». خلال الحرب كثف نظام الأسد من قصفه على داريا، ودمَّر مناطق كثيرة فيها، مثل «منطقة الخليج» في شمالها الغربي المجاور لمطار المزة العسكري، وكانت تشتهر بمزارعها الجميلة. رجل سبعيني من أهالي «منطقة الخليج» عاد إلى منزله رغم الدمار الهائل المحيط به، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الله أكرم الناس بالخلاص من الظلم والقهر، وحالياً الوضع تحسَّن، وأياً كان من سيحكم، فسيكون أفضل من النظام المجرم». تلفت الانتباه قلة أعداد عناصر الفصائل المنتشرين في درايا حالياً، ولا يتجاوزون العشرات، وهم من أهالي المدينة الذين انتموا إلى «الجيش الحر» قبل تهجيرهم منها. ويوضح مقاتل منهم لـ«الشرق الأوسط»، أن معظم المقاتلين المَوجودين حالياً عادوا من إدلب ويتبعون «إدارة العمليات العسكرية»، مؤكداً أن الأخيرة ستعزز من وجودها في مدينة داريا قريباً. ويتخذ هؤلاء المقاتلون من قسم الشرطة في «شارع الثورة» مقراً لهم. ويشرح القائم حالياً على تسيير أموره، عامر خشيني، أنه «بعد 13 عاماً، تمكنّا من إسقاطه (نظام الأسد)، وعدنا نحن أبناء سوريا لنعمل من أجلها». ويقول خشيني الذي كان مسؤولاً في مكتب مهجَّري دمشق وريفها بادلب، لـ«الشرق الأوسط»: «المرحلة الحالية أصعب من المرحلة السابقة، لأن البلد مدمّر، وشبابه أغلبيتهم في الخارج، ونتمنى على السوريين في الخارج العودة، ونحن متفائلون، وإن شاء الله سوريا بفترة قصيرة ستصبح من أفضل الدول».

خلفية لا بد منها

انضمَّت داريا إلى الحراك السلمي بعد أيام من اندلاع المظاهرات، منتصف مارس (آذار) 2011، وسُمّيت حينها بـ«أيقونة الثورة». وقد دفع عنف النظام ضد المشاركين في الحراك وارتكابه المجازر، فصائل «الجيش الحر»، الذي كانت نواته قد تشكَّلت في المدينة، إلى الدفاع عن داريا وأهلها، وطَرْد قوات النظام منها. تلا ذلك شن حملة عسكرية مسعورة ضدها، وسيطر عليها في أغسطس (آب) 2016، عندما هُجِّر نحو ألفي مقاتل وعائلاتهم إلى الشمال السوري، بينما بلغ عدد الضحايا 2712 شخصاً، بحسب فريق التوثيق في داريا. وما خلق حساسية مفرطة لدى النظام من انضمام داريا البالغ عدد سكانها قبل 2011 نحو 250 ألف نسمة إلى الحراك السلمي، موقعها الاستراتيجي؛ إذ إنها على تماس مباشر من الشمال مع حي المزة في دمشق الذي يُسمى حي السفارات، ومع مطار المزة العسكري، ومقرات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة من الشمال الغربي.

وصول الطائرة السعودية الإغاثية الثامنة إلى مطار دمشق

دمشق: «الشرق الأوسط»... وصلت الطائرة الإغاثية السعودية الثامنة، التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، التي تحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية، إلى مطار دمشق الدولي؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمرُّ بها الشعب السوري حالياً. ويأتي ذلك امتدادًا لدعم المملكة المتواصل للدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات والمحن التي تمرُّ بها.

السعودية: 3 آلاف متطوع مستعدون لدعم القطاع الصحي السوري..

جسر المساعدات نقل 730 طناً من المواد الغذائية والصحية والإيوائية..

الرياض: «الشرق الأوسط»... في الوقت الذي يواصل فيه الجسر الجوي الذي أطلقته السعودية لمساعدة الشعب السوري نقل كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية بلغت 730 طناً، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تجاوز عدد المسجلين من الكوادر الطبية السعودية 3 آلاف شخص أبدوا رغبتهم في الانضمام إلى برنامج «أمل» الذي أتاحه المركز، لدعم القطاع الصحي في سوريا وتلبية احتياجاته العاجلة في أكثر من 20 تخصصاً. ومن المقرر أن يبدأ إرسال الكوادر الطبية المتطوعة لسد احتياجات القطاع الصحي لدى سوريا، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات، بعد الانتهاء من تقييم حالة القطاع الصحي في سوريا، من خلال الجولة الميدانية التي يجريها وفد سعودي في عدد من المستشفيات والمراكز الطبية السورية، ضمن خطة عمل وُضعت تفاصيلها بعد اجتماع عُقد الأسبوع الماضي بين وفد من المركز ومسؤولين من وزارة الصحة السورية في دمشق. وكان وفد من قسم التطوع في المركز زار مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق لتفقد حالة المشفى وتحديد الاحتياجات، برفقة أعضاء من وزارة الصحة السورية، ضمن الجولة الميدانية التي يقوم بها المركز، التي شملت حتى الآن أكثر من عشرة مستشفيات ومراكز طبية سورية لتلمُّس احتياجاتها من الكوادر والأجهزة الطبية والمؤن الدوائية. وعلى صعيد المساعدات العاجلة، حمل جسر المساعدات البري الإغاثي السعودي، الذي عَبَرَ (الأحد)، من معبر جابر الأردني نحو سوريا، معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو؛ مثل أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية والمقطعية، بالإضافة إلى حمولات دوائية مثل المضادات الحيوية وكميات من أدوية التخدير ومستلزمات العمليات الطبية، على أن تُنْقَل بعد وصولها لدمشق، إلى جميع المناطق السورية الأخرى المحتاجة، لتأمين احتياجات المشافي والمراكز الطبية السورية التي تضررت نتيجة الأحداث. وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة، إن المساعدات التي بلغت 730 طناً عبر الجسرين الجوي والبري، ستصل إلى كافة المناطق السورية المتاح الوصول إليها، وأكد في حديث مع «الشرق الأوسط» أن خطة التدخل الإنساني التي يعمل على أساسها المركز لتحقيق الاستقرار في قطاع الأمن الغذائي والقطاع الصحي في سوريا، رُسمت بعد لقاءات بين الجانبين، وزيارات ميدانية مستمرة لوفود من المركز لتقييم الوضع في سوريا، وذلك لتحقيق المستهدف بالوصول إلى مرحلة التعافي المبكر في سوريا.

نحو التعافي المبكر

قال مركز الملك سلمان للإغاثة إن خطة التدخل الإنساني التي يعمل على أساسها المركز، منذ إعلان السعودية إطلاق جسرين إغاثيين جوي وبري إلى سوريا في الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي، تسعى إلى تحقيق الاستقرار في قطاع الأمن الغذائي والقطاع الصحي، والإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمرُّ بها الشعب السوري حالياً، والوصول إلى مرحلة التعافي المبكر في سوريا. وجرى حتى الآن، بالتنسيق مع منظمة «الهلال الأحمر السوري» ومنظمات وجهات محلية خلال المرحلة الأولى، توزيع المساعدات السعودية في قسم من المحافظات السورية، من بينها محافظة درعا، والعاصمة دمشق وريفها، ومدينة دوما، كما أُرسلت محتويات من الجسر الجوي إلى محافظتي اللاذقية وحمص، على أن يتم تغطية جميع المحافظات السورية خلال الأيام المقبلة. وتتضمن المساعدات المحملة على الجسرين السعوديين الجوي والبري، أطناناً من مادة الطحين، والسلال الغذائية، والأرز، وسلال المنظفات، ومواد إيوائية للسكن، بينها أدوات طبخ وأغطية وفرشات، وكل ما يحتاج إليه النازح للعودة إلى منزله، بالإضافة إلى تعزيز عمل المخابز داخل سوريا من خلال تأمين كميات الطحين والوقود اللازمة لتغطية الاحتياجات الغذائية الأولية وإنتاج الرغيف في المحافظات السورية. وجرى تهيئة السلة الغذائية لتحقق الاكتفاء لعائلة مكونة من ستة أفراد، مدة شهر كامل، وتضم كل سلة 70 كيلوغراماً من العناصر الغذائية المفضلة لدى السوريين، بالإضافة إلى مواد إيوائية مثل الملابس الشتوية التي تكفي ذات الأسرة، ومستلزمات خاصة بالبيت. وقضت خطة العمل التي تبناها المركز أن يتم استهداف أكثر الفئات احتياجاً، وتأتي الأرامل والأسر التي تعيلها امرأة على رأس القائمة، ثم الأسر التي ترعى مريضاً أو عاجزاً، ثم الذين يلونهم في درجة الاحتياج والضعف. وأكد مركز الملك سلمان للإغاثة أن المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية التي تصل على متن الجسرين الجوي والبري لا تمر على المستودعات، بل يتم توزيعها مباشرة إلى مناطق الاحتياج عبر فرق العمل الميدانية التي تضم أفراداً من مركز الملك سلمان، وشركائه المحليين في مختلف المحافظات السورية التي وصل إليها المركز حتى الآن.

طهران ترمي كرة حل «الحشد» وتوابعه في ملعب بغداد..

خامنئي يقر بتلقي ضربة غير متوقعة ويقبل بوساطة السوداني مع ترامب..

الجريدة... طهران - فرزاد قاسمي ...خلافاً لدعوة المرشد الإيراني علي خامنئي العلنية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الحفاظ على «الحشد الشعبي» وتقويته، وإنهاء الوجود الأميركي في العراق، أكد مصدر في مكتب الأول أنه وضع كرة التصرف مع فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بطهران وترفض الانضواء تحت لواء «الحشد الشعبي» في ملعب الضيف العراقي الذي طرح عليه موضوع طلب واشنطن منه حل الحشد. وحذر السوداني خامنئي من أن ظروف المنطقة حساسة جداً، وأن الفصائل غير منضبطة وتتصرف خارج إطار القرارات الحكومية، ويمكن أن تتسبب بأزمة مع الأميركيين والإسرائيليين. وأكد المصدر أن الأميركيين يضغطون لتمديد وجودهم في العراق بسبب تطورات سورية واحتمالية عودة «داعش»، وهو ما يرى أنه محق خصوصاً في ظل عدم إجراء انتخابات وتشكيل حكومة وحدة مقبولة من جميع الأطياف بدمشق. وأوضح أن خامنئي أطلع السوداني على نتيجة مشاورات قائد «فيلق القدس» بـ «الحرس الثوري» إسماعيل قآني الأخيرة مع قادة الفصائل العراقية المختلفة ببغداد، إذ أعربوا جميعاً عن رفضهم فكرة حل الحشد والفصائل الأخرى، خشية إحداث خلل في موازين القوى يغري «داعش» والجماعات المشابهة للعودة. وبحسب المصدر، نبه المرشد الضيف العراقي إلى عدم تكرار خطأ بشار الأسد الذي لم يستجب لدعوات طهران له للاستثمار في القوات الوطنية الخاصة، وهو ما أدى إلى سقوط جيشه السريع بمواجهة المعارضة المسلحة. وأشار المرشد إلى أنه يوافق السوداني الرأي بوجوب استمرار الحذر في موازاة عدم استقرار الأمور بسورية بشكل كامل رغم تطمينات أحمد الشرع قائد الإدارة الجديدة بدمشق زعيم «تحرير الشام» التي قادت الفصائل المسلحة لإسقاط الأسد، معتبراً أن الخطر لا يهدد بغداد وطهران فقط بل يشمل دولاً عربية. وذكر المصدر أن خامنئي بيّن أن بلده في مرحلة ترتيب داخلية للمرحلة المقبلة ولا تهتم كثيراً لما يقال في الخارج بشأن وضعها الإقليمي وجبهة المقاومة وكل ما يشاع عن خسارتها بمواجهة إسرائيل حيث لايزال هناك عشرات الآلاف من المتطوعين الذين يريدون الانضمام للمقاومة ضد الدولة العبرية. ولم يخف المرشد عن السوداني أنه لا ينكر تلقي بلاده ومحورها لضربة موجعة لم تكن في الحساب خلال الفترة الأخيرة رغم اعتقادها بأنها لم تخسر المواجهة وستنتصر في النهاية، مشيراً إلى أنه سمح بإجراء مفاوضات مع الأميركيين ولا يمانع في قيام السوداني بجهود وساطة مع الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب، معرباً عن أمله أن تصل المفاوضات إلى نتيجة إن عقدت.

خامنئي يدعو السوداني لـ«الحفاظ على الحشد وتقويته»

أكد رفضه التفاوض المباشر مع واشنطن

بغداد: حمزة مصطفى لندن - طهران: «الشرق الأوسط».. دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى الحفاظ على «الحشد الشعبي» وتقويته، وإنهاء الوجود الأميركي في العراق، واصفاً إياه بـ«غير القانوني». وقال خامنئي للسوداني الذي زار طهران، أمس، إن وجود القوات الأميركية «يتعارض مع مصالح الشعب والحكومة العراقية»، مشدداً على ضرورة التصدي لـ«محاولات الأميركيين تثبيت وجودهم وتوسيعه». وتابع خامنئي أن «(الحشد الشعبي) يُعدّ من أهم عناصر القوة في العراق، ويجب العمل على الحفاظ عليه وتقويته بشكل أكبر». وأشار إلى التطورات السورية، قائلاً إن دور «الحكومات الأجنبية في هذه القضايا واضح تماماً». جاء ذلك بعد ساعات من خطاب لخامنئي أكد فيه رفضه التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة حول الملف النووي، محذراً مسؤولي أجهزة صناع القرار في بلاده من «الانصياع» لمواقف أميركا وإسرائيل.

المشهداني يبدأ أولى خطوات توحيد «البيت السني» ويذكّر «الشيعة» بالتسوية الوطنية

مع إعلان ولادة «ائتلاف القيادة السنية الموحدة»

الشرق الاوسط...بغداد: حمزة مصطفى.. مع أنه انتظر سنة كاملة لكي يصل إلى منصبه، فإن خطوات رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني الأولى بعد توليه المنصب، بدت لافتة للنظر، سواء داخل القوى السنية، وللشركاء في البيت الشيعي. فالمشهداني كان الوحيد من بين المرشحين السنة لرئاسة البرلمان بعد شغور المنصب عقب إقالة محمد الحلبوسي بقرار من المحكمة الاتحادية العليا (أبرز هؤلاء المرشحين كان شعلان الكريم ثم سالم العيساوي) الذي دعمه «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي. ومع أن المشهداني تلقى دعماً من قبل طرف شيعي، فإن التنافس بقي قوياً مع الآخرين، لا سيما أن الحلبوسي سعى إلى أن يكون بديله من قبل حزب «تقدم» الذي يتزعمه. غير أن الخلافات السياسية التي حالت دون وصول مرشحه شعلان الكريم لمنصب الرئاسة، جعلت حظوظ العيساوي؛ مرشح «السيادة» بزعامة خميس الخنجر، ترتفع، بموازاة ارتفاع نسبي لحظوظ المشهداني، إلى أن جرى التوافق عليه بموافقة الحلبوسي نفسه.

ليس في سلة أحد

وفي حين بدا أن المشهداني، الذي يطلق على نفسه لقب «شايب المكون» تعبيراً عن أنه آخر القيادات السنية المسنة، سيكون في سلة كل من الحلبوسي «السني» والمالكي «الشيعي»، إلا إنه، طبقاً لتصريحاته، عازم على المضي بالقوانين المدرجة على جدول أعمال البرلمان؛ بما فيها «القوانين الجدلية» الثلاثة وهي: قانون العفو العام «سنياً»، والأحوال الشخصية «شيعياً»، وعقارات الدولة «كردياً». والذي لفت نظر المراقبين السياسيين أن المشهداني بدأ يتصرف من منطلق أنه باقٍ رئيساً للبرلمان لما تبقى من هذه الدورة التي تنتهي نهاية هذا العام وبعد إجراء الانتخابات البرلمانية خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بوصفه زعيماً سياسياً سنياً كان قد انخرط سابقاً في «التسوية الوطنية» عبر مشروع مشترك مع الشيعة. وفي غضون الأيام الأولى من توليه منصبه، وخلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أواخر العام الماضي، أعاد المشهداني تذكير شركائه الشيعة بما اتُّفق عليه تحت اسم «التسوية الوطنية» التي لم ترَ النور رغم ما حدث من تطورات. ومما قاله المشهداني في هذا الصدد إن «مشروع التسوية الوطنية جرى التوقيع عليه من قِبل زعماء الصف الأول من القيادات السياسية الشيعية والسنية، لكن للأسف جرى تسويف الموضوع». وأضاف: «جرى تسليم نسخة من المشروع إلى الأمين العام للأمم المتحدة في عام 2014 في مكتب رئيس البرلمان الأسبق، الدكتور سليم الجبوري، وكنا قد طالبنا بالتغيير، لكن لم يحصل هذا الدعم. وبعدها جاءت أحداث تشرين الأول (الانتفاضة الشعبية في أكتوبر 2018)؛ ما أجَّل التسوية الوطنية». وأكد أن «الحاجة لا تزال ماسّة إليها؛ على الأقل لمراجعة مشروع التسوية في ظل ما نشهده من خلافات وتحولات في المنطقة». وفي حين بدت هذه هي القنبلة الأولى التي فجرها المشهداني في وجه الشركاء الذين كانوا يتصورون أنه سيكون رئيساً إجرائياً للبرلمان، فإن القنبلة الثانية هي ترؤسه اجتماعاً لعدد من القيادات السنية انتهى بالإعلان عن تشكيل ائتلاف سُمي «ائتلاف القيادة السنية الموحدة» الذي ضم، بالإضافة إليه، كلاً من: خميس الخنجر زعيم «تحالف السيادة»، ومثنى السامرائي رئيس «تحالف عزم»، وأحمد الجبوري «أبو مازن» رئيس «تحالف الجماهير»، وزياد الجنائي رئيس «تحالف المبادرة»، بينما لم يحضر الحلبوسي زعيم حزب «تقدم» مع أنه يعدّ أحد أبرز داعمي المشهداني. وطبقاً لما جرى، فإن المشهداني بدا، عبر ما طرحه على صعيد «التسوية الوطنية» مع الشركاء الشيعة، وتوحيد البيت السني مع القيادات السنية، أنه ليس في سلة أحد، خصوصاً بعدما وُصفت تحركاته هذه بأنها «نوع من التمرد». وفي وقت أعلن فيه زعيم «تحالف عزم»، مثنى السامرائي، أن الدعوة لتشكيل الائتلاف السني الجديد كانت من رئيس البرلمان الدكتور المشهداني، فإنه، وطبقاً لما كشف عنه سياسي بارز، توجد جهود لضم الحلبوسي إلى هذا الائتلاف. زعيم سني بارز أكد لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الكشف عن اسمه، أن «هذا الائتلاف الجديد بمثابة خيمة للمكون السني بعد سنوات من التشتت والضياع. وفي وقت توجد فيه للشركاء الآخرين، وأقصد الشيعة والكرد، مرجعيات، يبدو البيت السني أوهن من بيت العنكبوت». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت لهذا الائتلاف علاقة بموعد الانتخابات الذي بدأ يقترب نسبياً، قال السياسي البارز إن «هذا الائتلاف ليس تحالفاً انتخابياً مطلقاً؛ بل هو مرجعية للمكون السني، بل وخيمة له». وبشأن غياب أبرز حزب سني عن هذا الائتلاف وهو حزب «تقدم» قال: «أؤكد لك أن هذا الائتلاف سوف يضم الجميع دون استثناء»، مبيناً أن «جهوداً كبيرة تبذل حالياً للتواصل مع (تقدم) وزعيمه الحلبوسي من أجل الانضمام إلى هذا الائتلاف».

إسرائيل تحشد دعماً دولياً لتحرير امرأة يعتقد أنها مخطوفة في العراق

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال مسؤول إسرائيلي كبير إن الحكومة تعمل مع الحلفاء في جهد متجدد لتحرير باحثة إسرائيلية - روسية يعتقد أنه تم خطفها في العراق قبل نحو عامين. وذكر المسؤول، اليوم الخميس، أنه تم طرح المسألة في اجتماع للمبعوثين الخاصين بشؤون الرهائن في القدس، الأسبوع الحالي. وقال إن المبعوثين التقوا بأسرة إليزابيث تسوركوف، وإن إسرائيل طلبت من المبعوثين، وهم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والنمسا وكندا، أن تضغط سفاراتهم في بغداد على الحكومة العراقية، وتبحث عن طريقة لبدء المفاوضات. وأشار إلى أنه يأمل في أن تساعد الدول الأخرى في هذا الصدد. ويشار إلى أنه لا توجد علاقات دبلوماسية بين العراق وإسرائيل. وأضاف المسؤول، متحدثاً شريطة عدم الكشف عن هويته: «إننا نعتمد على حلفائنا. وآمل في أن تقترح دول أخرى مساعدتنا لتحرير إليزابيث. وهناك العديد من الدول التي لديها سفارات واتصالات مع الحكومة العراقية». ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن خطف الباحثة، لكن إسرائيل تعتقد أن «كتائب حزب الله» تحتجزها.



السابق

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..إسرائيل تحشد دعماً دولياً لتحرير امرأة يعتقد أنها مخطوفة في العراق..الجيش الإسرائيلي: اعترضنا ثلاث مسيرات من جهة الشرق خلال ساعة واحدة..«النواب الأميركي» يصوّت بمعاقبة الجنائية الدولية بسبب إسرائيل..البابا يصف الوضع في غزة بأنه «خطير ومخزٍ للغاية»..توتر شديد بين الرئيس الأميركي المنتخب ورئيس وزراء إسرائيل..مقتل 21 فلسطينيا بغزة..وتزايد مؤشرات التقدم بمفاوضات وقف النار..«حماس» تكثف «حرب العبوات» وتخوض معارك «كرّ وفرّ» شمال غزة..

التالي

أخبار اليمن..ودول الخليج العربي..حديث حوثي عن غارات غربية استهدفت صنعاء وعمران والحديدة..الحارس الحوثي القضائي يشعل خلافات مع أجنحة الجماعة..غروندبرغ يغادر صنعاء ويحض الحوثيين على خفض التصعيد وإطلاق المعتقلين..ترحيب خليجي بانتخاب عون رئيساً وتمنيات لشعب لبنان بالمزيد من التقدم والازدهار..وصول الطائرة السعودية الإغاثية الثامنة إلى مطار دمشق..السعودية: 3 آلاف متطوع مستعدون لدعم القطاع الصحي السوري..الإمارات تتسلم القرضاوي من لبنان..

Key Decisions Loom as Syria Enters a New Era...

 الأربعاء 15 كانون الثاني 2025 - 2:26 م

...Key Decisions Loom as Syria Enters a New Era... The choices that the new Syrian authorities an… تتمة »

عدد الزيارات: 181,876,327

عدد الزوار: 9,291,997

المتواجدون الآن: 64