أخبار لبنان..وتحطمت أهداف العدوان عند الفجر: عودة النازحين..استفزازات إسرائيلية عند الحدود..والجيش اللبناني يبدأ تعزيز انتشاره..قائد الجيش لا يطلع الوزراء على التفاصيل! خطة انتشار الجيش جنوباً..سرية!..غالبية إسرائيلية لا تعتقد بهزيمة «حزب الله» ولا عودة قريبة لمستوطني الشمال..العائدون إلى «الخراب الكبير»..رايات مرفوعة فوق قلوب مكسورة..هدنة الـ 60 يوماً في لبنان..ما كُتب قد كُتب أم «استراحة بين عاصفتين»؟..«حزب الله» يرفض الانسحاب ويعد استعراضاً للقوة في تشييع نصرالله..حزب الله بعد وقف إطلاق النار في لبنان: انتصرنا على إسرائيل..ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»..
الخميس 28 تشرين الثاني 2024 - 5:36 ص 0 محلية |
.. وتحطمت أهداف العدوان عند الفجر: عودة النازحين...
استفزازات إسرائيلية عند الحدود.. والجيش اللبناني يبدأ تعزيز انتشاره..
27 ت2 2024 محطة زمنية للتاريخ في لبنان وعلامة تحفر في الزمن عن قوة الانتماء وأصالة الهوية الوطنية لكل طوائف البلد.
اللواء....باكر الجنوبيون، والبقاعيون، وسكان الضاحية بالعودة الى منازلهم، ولو على الأنقاض، مع دخول وقف النار عند الرابعة من صباح اليوم، من دون استئذان، ملوحين بالآمال في أن تكون العودة ثابتة، مطمئنة، ترسّخ هوية انتمائهم الوطني، وتجعل من اتفاق الهدنة، مفتوحاً على الاستدامة، في ضوء ترتيبات انتشار الجيش اللبناني وفقاً لخطة وصفتها قيادته، مواكباً العودة بالتعليمات والتوجهات، لتدارك القنابل والألغام والمتفجرات، او الاصطدام بجنود الاحتلال في القرى الأمامية. وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن قرار تعزيز عناصر الجيش والقوى الأمنية لأنتشارها في منطقة جنوب الليطاني يعود إلى الحكومة وهذا ما تمت الأشارة إليه في جلسة الحكومة. ورأت المصادر أن الدور الأكبر في المرحلة المقبلة بعد إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل هو للجيش في ما خص بسط سلطته على مساحة الوطن وتعزيز حضوره في الجنوب وفق كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مجلس الوزراء، واعربت عن اعتقادها ان وقف إطلاق النار يبقى خاضعا للأختبار بفعل النقاط الواردة فيه وهو ينطلق من التشديد مجددا على الألتزام بتنفيذ القرار ١٧٠١ بمندرجاته كافة . وقالت انه يوما بعد يوم تتظهر الدوافع الأساسية وراء هذا الأتفاق. إلى ذلك اعتبرت أن زيارة الموفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان تعد مؤشرا لتحريك الملف الرئاسي دون تحديد موعد حاسم لدخوله في فلك التنفيذ، على أن الكلام عن إنجازه يعني وجود رغبة لذلك لاسيما بعد قرار وقف اطلاق النار. وسيعقد اجتماعا مع سفراء مجموعة الخماسية العربية - الدولية لإطلاق مسار الاستحقاق الرئاسي مجدداً وبدعم اميركي فرنسي بعد الدعم الذي نتج عنه قرار وقف الاعمال العسكرية في الجنوب وتنفيذ القرار 1701. وافادت ان لودريان سيعقد لقاءات اليوم الخميس مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون وعدد من القيادات السياسية، وان البحث يجري في امكان انجاز الاستحقاقات من ضمن سلة واحدة، فيتم انتخاب رئيس جمهورية في اسرع وقت، وتُشكل حكومة تضع خطة اطلاق الاصلاحات المطلوبة دوليا لمساعدة لبنان.
مجلس النواب
ويعقد مجلس النواب اليوم جلسة تشريعية وعلى جدول اعماله 5 نقاط فقط، ابرزها التمديد لقائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية، على غرار ما حصل في العام 2023. واعلنت القوات اللبنانية انها ستشارك فقط في التمديد للعماد عون وقادة الاجهزة. عملياً، بدأ لبنان تطبيق بنود الاتفاق، بعد اقرار خطة وضعتها قيادة الجيش في مجلس الوزراء حيث شارك في الجلسة وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون. ولاحقاً، اعلنت قيادة الجيش انه باشر تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، وذلك استنادًا إلى «التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار ١٧٠١ الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة، ولا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني». في هذا السياق، تُجري الوحدات العسكرية المعنيّة عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني، حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها. إذاً، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الإسرائيلي فجر الأربعاء وفي تمام الساعة الرابعة، حيز التنفيذ. وباشر الجيش اللبناني انتشاره وفق الخطة المحددة في قرى الحدود الجنوبية بالتنسيق مع قوات اليونيفيل التي باشرت ايضا تسيير دوريات لها. فيما اقر مجلس الوزراء وبحضور الوزراء المقاطعين للجلسات العادية- الاتفاق الذي تسلمه لبنان باللغة الانكليزية. وسألت «اللواء» وزير السياحة وليد نصار عن قراءة الحكومة للإتفاق وما يتضمنه من ايجابيات أوثغرات اوملاحظات عليه؟ فقال: اولا انه ليس اتفاقاً ليقره مجلس الوزراء لأننا حكومة تصريف اعمال بغياب رئيس للجمهورية.ولا احد يمكنه عقد الاتفاقات او لمعاهدات الدولية إلا رئيس الجمهورية حسب الدستور.ما بحثناه اليوم إعلان عن آلية لتطبيق القرار 1701، وجرى نقاش بين الوزراء وبحضور قائدالجيش واتخذنا قرارا بالسير بتنفيذ القرار 1701 معطوفاً على التدابير التي تقررت في الإعلان الاميركي – الفرنسي بين الرئيسن بايدن وماكرون في ايلول الماضي، وعلى اساسه سنمشي بآلية التنفيذ. وعما اذا اتفاق وقف اطلاق النار قد تضمن ثغرات او ملحقات سرية لا سيما بين الاميركي والاسرائيلي لا سيما حول حرية تحرك جيش الاحتلال عسكرياً بحجة الدفاع عن النفس ؟ قال الوزير نصار: لا..لا. هذا ما قرأناه والجميع قرأه، اما ماذا حصل بين الاميركي والاسرائيلي سيظهر والعبرة في التنفيذ. وآلية التنفيذ تتضمن في البندين الاول والثاني ان اي جهة لها حق الدفاع عن النفس ان كان من لبنان ام من الجهة الاخرى. ومن سيتولى الدفاع عن لبنان الجيش اللبناني ؟ اجاب نصار: طبعا الجيش... ماذا ينقصه جيشنا؟ عندما ينتشر الجيش في كل مناطق الجنوب ويكون مدعوما من الدول الصديقة باعتاد والعديد هو سيتولى الدفاع عن لبنان ويفرض سلطته عل كل الاراضي اللبنانية. وحول ضعف امكانات الجيش حالياً، قال الوزير نصار: عندما يتوافر القرار السياسي يصبح للجيش فوراً الامكانات من عتاد وعديد. وقال الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين: لسنا امام هدنة لـ60 يوماً، بل امام وقف دائم للنار، لكن امام الجيش اللبناني 60 يوماً للإنتشار جنوباً. واكد هوكشتاين ان على اللبنانيين ان يقوموا بدورهم، وعلى المجلس النيابي ان يجتمع لانتخاب رئيس، ومن ثم تمثل كل الطوائف بتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات واعداً بتقديم الدعم الاقتصادي للبنان بهدف ازدهاره.
مجلس الوزراء
وكان اخذ مجلس الوزراء أخذ علما بمضمون الاتفاق لوقف اطلاق النار واعلن الموافقة عليه، كجزء من الإلتزام بمندرجات القرار 1701، وأكد الرئيس نجيب ميقاتي اننا « نعيش لحظات استثنائية، والمسؤولية كبرى علينا جميعا، ولفت إلى أننا «ملتزمين بتطبيق قرار 1701 وتعزيز حضور الجيش في جنوب لبنان»، مطالبا «إسرائيل بالانسحاب من كل المناطق التي احتلتها». رأس ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي، شارك فيها وزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، الدفاع موريس سليم، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الشؤون الادارية نجلا رياشي، السياحة وليد نصار، الاتصالات جوني القرم، البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الاشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين والاقتصاد أمين سلام، كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية. وشارك في جانب من الجلسة قائد الجيش العماد جوزاف عون. ووزع ميقاتي على الوزراء نسخة عن اتفاق وقف إطلاق النار لمناقشته. وفي بداية الجلسة، نوّه رئيس الحكومة بالتضامن الوطني ثم وزع نسخة من تفاهم وقف إطلاق النار على الوزراء باللغة الانكليزية كما تلقاها بالأمس. وطلب من قائد الجيش خلال جلسة مجلس الوزراء عرض الخطة لاستكمال انتشار الجيش اللبناني في الجنوب مشدداً على عبارة «استكمال» وليس «بدء»، وبدوره اشار العماد عون الى ان عدد شهداء الجيش جراء العدوان الاسرائيلي وصل إلى 46. وصدر حضر جلسة مجلس الوزراء، وتم التشديد على الالتزام بتنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة. كما أكد المجلس مجددًا على قراره رقم 1 تاريخ 11/10/2023 في شقّه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 تاريخ 11 آب 2006 بمندرجاته كافة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني وفقًا للترتيبات المرفقة، والتي تمّت بمشاركة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من هذا القرار من حيث أخذ المجلس علمًا بها والتوافق على مضمونها. كما واستنادًا إلى خطة عمليات تضعها قيادة الجيش وفقًا للاصول إلى مجلس الوزراء. وأكد الوزير سليم من السرايا الحكومية حيث شارك في الجلسة ان «الكلام عن حرية التحرك للعدو الاسرائيلي في لبنان يناقض مضمون ما نشر في الاتفاق المؤلف من ثلاثة عشر بندا، والذي لا ينص على هذا الموضوع».
ميقاتي للعائدين: عدم التسرع
وقال الرئيس ميقاتي في بيان له امس: تابعت منذ فجر امس مشاهد قوافل النازحين العائدين الى قراهم وبلداتهم في مختلف المناطق اللبنانية، ولا سيما في الحنوب، وهي تؤكد تمسك اللبنانيين بارضهم وترابهم وقيمهم. وإننا نتطلع في الايام المقبلة الى البدء بتنفيذ خطة الجيش لتعزيز انتشاره في الجنوب بما يمكّن جميع النازحين من العودة التدريجية الى منازلهم وقراهم. وفي هذه المناسبة فاننا نناشد جميع العائدين كما الذين لا يزالون صامدين في منازلهم، عدم التسرع وانتظار توجيهات قيادة الجيش حفاظا على أمنهم وسلامتهم.
بري: اللحظة ليست للمحاكمة
وقال الرئيس نبيه بري ان اللحظة ليست لمحاكمة مرحلة، اللحظة هي امتحان لكل لبنان، وللشيعي قبل اي لبناني آخر، ودعا الى الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية لا يكون تحدياً لاحد، بل يجمع ولا يفرق، مشيراً الى ان «شعبنا تمكن من إبطال مفاعيل العدوان الإسرائيلي الذي توقفت اليوم كرة ناره لندخل في مرحلة جديدة». وتوجه "بالشكر إلى البيئة الحاضنة للنازحين لتجسد وجه بلحمته وتضامنه والذي كان بلدنا بأمس الحاجة إليه”، مؤكدا ان «هذه المرحلة كانت الأخطر على لبنان الذي هدده العدوان بكل مقوماته وحانت لحظة الحقيقة لوحدة لبنان»، مشيرا إلى أن «الدماء الغالية جداً التي سالت تستدعي حفظ لبنان واحداً قادراً على الخروج أكثر ثباتاً ومنعة ووحدة». كما دعا «كل أهلنا النازحين الذين قاوموا المخرز صموداً في كل مناطقنا والدول الشقيقة التي استضافتهم إلى العودة»، مضيفا: «عودوا إلى مناطقكم وأرضكم «وديعة الشهداء» التي انغرست قاماتها فيها فأينعت نصراً ليعود المجد إليها». وحظي وقف النار بدعم عربي ودولي واسع، فقالت الخارجية السعودية: نأمل في تنفيذ القرار 1701 وحفظ سيادة وأمن واستقرار لبنان، وامل وزير خارجية إيران «أن يصمد اتفاق وقف النار في لبنان ويصبح دائمًا».
عودة النازحين وفتح الطرقات
وعمّت الاحتفالات منطقة الضاحية الجنوبية ابتهاجاً بعودة اهاليها اليها، واطلقت العيارات النارية والمفرقعات ورفعت الاعلام وجابت مسيرات كبيرة بالدراجات لنارية احياء المنطقة وحمل سائقوها وراكبوها اعلام المقاومة وهم يُكبّرون ويهتفون بالنصر. كما أطلق أهالي النبطية صباح اليوم الأربعاء، المفرقعات النارية في ساحة المدينة، احتفالاً بالعودة. وفور بدء تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في الرابعة من صباح اليوم، وكما في العام 2006، انطلق الاف الجنوبيين الى مدنهم وقراهم، رجال ونساء واطفالا،غير آبهين بإنذار جيش الاحتلال لهم بعدم العودة. من صيدا بوابة الجنوب، الى صور وقراها، والناقورة وقرى المواجهة في البياضة واللبونة وقرى القطاع الغربي، الى النبطية وقراها، بنت جبيل، الى كفر كلا وبوابة فاطمة رمز الارادة التي لا تقهر، ثم الى الخيام التي تراجع عن مداخلها العدو. وتفقد وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميه صباح امس الباكرمنطقة الضاحية الجنوبية انطلاقا من جسر حارة حريك، واعلن أن ورش الاشغال بدأت عند الساعة السابعة من صباح اليوم، بالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، فتح الطرق بدءا من جسر حارة حريك. كما بدأت قوافل سيارات العودة بالتوافد من مناطق النزوح والإيواء والإستضافة، الى مدن وبلدات منطقة بعلبك وقرى البقاع الاخرى منذ الصباح الباكر. وعلى الرغم من سلسلة غارات العدو التي تواصلت على مدى أكثر من 12 ساعة وحتى مشارف الموعد المحدد لوقف إطلاق النار.
فتح طريق والبقاع المصنع
وبالتوازي امام المد البشري العائد، تفقد الوزيرحمية عند الأولى من بعد الظهر، أعمال ورش متعهدي الوزارة على طريق المصنع المعبر الحدودي اللبناني السوري. وقال: ان ورش متعهدي وزارة الأشغال العامة والنقل بدأت العمل على ترميم طريق المصنع لإعادة حركة السير عليه. كذلك بدأت ورش الوزارة بالكشف على المعابر الحدودية البرية في الشمال، العبودية، العريضة، البقيعة لتقييم اوضاع الجسور التي أصبحت خارج الخدمة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، للبدء بالإجراءات اللازمة. واعطى حميه التوجيهات لمراكز جرف الثلوج بفتح الطرق ليتسنى للمواطنين التوجه إلى بلداتهم وقراهم الى منطقة بعلبك الهرمل والمناطق اللبنانية كافة. وقال حمية: إن وزارة الأشغال العامة تقوم بإعادة فتح الطرق على كامل الجغرافيا اللبنانية كي لا تبقى أوصال الوطن مقطعة، وإفساحاً في المجال أمام عودة النازحين. واوضح ان النازحين اللبنانيين إلى سوريا بدأوا بالعودة إلى لبنا، وان ما ينطبق على المطار ينطبق في الأساس على المعابر البرية والبحرية. وفي الخيام تعرض الاهالي في بلدة الخيام الحدودية والذين توجهوا صباحاً لتفقد منازلهم لاطلاق نار مباشر من قبل جنود اسرائيليين، لا يزالون في البلدة. وقالت اليونيفيل في بيان لها سنواصل اداء المهام المنوطة بنا، وبدأنا في تعديل عملياتنا بما يتلاءم مع الوضع الجديد. وخرق العدو الاسرائيلي ظهر امس إتفاق وقف اطلاق النار، بقصف مدفعي طال بلدة عيتا الشعب الحدودية، للمرة الأولى من إعلان وقف اطلاق النار بحسب اتفاق الهدنة. وافيد بعد الظهر ان القوات الاسرائيلية في بلدة الخيام اطلقت النار على مجموعة من الصحافيين خلال تغطيتهم عودة الأهالي والانسحاب الاسرائيلي من البلدة، مما ادى الى اصابة اثنين من المصورين بجروح مختلفة، وقد ونقلا إلى مستشفى حاصبيا لتلقي العلاج. وفي هذا الشأن، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية بأنّ «ثماني مركبات تابعة لحزب لله، ودراجة نارية، وصلت إلى قرية كفركلا، حيث المباني المهدّمة، وأطلق الجيش الاسرائيلي طلقات تحذيرية لإبعادهم». وقال الجيش الإسرائيلي: «أطلقنا النار على مركبات في لبنان مع مشتبه بهم في منطقة محظورة». كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عصر امس الأربعاء، اعتقال 4 لبنانيين «مشتبه بهم اقتربوا من قواته جنوبي لبنان». وقالت القناة 13 الإسرائيلية:أن الجيش الإسرائيلي قتل عددا من المشتبه بهم بعدما اقتربوا من قواته في جنوب لبنان. اضافت:الجيش لن ينسحب في هذه المرحلة وسيواصل العمل في نفس المواقع وفق الاتفاق، ولا نزال نبحث عن الوسائل القتالية جنوب لبنا.ن ونواصل عمليات هندسية. وقال المتحدث باسم جيش العدو: أن قوات الفرقة 146 تنتشر في جنوب لبنان وتراقب أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار وأعلن مكتب بنيامين نتنياهو، أنّ «رئيس الوزراء الإسرائيليّ ووزير الدفاع أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيليّ بعدم السماح للسكان بدخول القرى القريبة من الحدود في جنوب لبنان». وأضاف مكتب نتنياهو: «أنّ الجيش الإسرائيلي اعتقل 4 من عناصر حزب لله منهم قائد محلي بعد أن دخلوا منطقة محظورة». وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان تعطيل كاتس (وزير الدفاع الاسرائيلي) الدراسة في الشمال اليوم جاءت رداً على اغتيال الجيش الاسرائيلي عناصر من حزب لله اليوم، تقدموا الى القرى الأمامية.
شكوك في اسرائيل
وفي الداخل الفلسطيني المحتل، ذكرت «القناة 12» العبرية: ان اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان والوضع الحالي في الميدان يزيلان النوم من عيون سكان الشمال وهناك شك في عودتهم وشعورهم بالأمان في هذا الوضع. بالمقابل اكدت المقاومة الاسلامية ان مجاهديها، ومن مختلف الاختصاصات العسكرية سيبقون على أتم الجهوزية للتعامل مع اطماع العدو الاسرائيلي واعتداءاته، وان اعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوات العدو الى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد، دفاعاً عن سيادة لبنان. كما اكدت المقاومة الاسلامية استمرار وقوفها الى جانب المظلومين والمستضعفين والمجاهدين في فلسطين بعاصمتها القدس الشريف.
قماطي: تشييع السيدين استفتاء
زار نائب رئيس المجلس السياسي في حزب لله محمود قماطي، بعد ظهر اليوم، ميدان الشهداء في الضاحية الجنوبية تحت جسر اوتوستراد الشهيد هادي نصر لله، وتحدث موجها تحية الى «روح الشهيد السعيد المقدس السيد نصر لله والشهيد السيد هاشم صفي الدين والشهيد الشيخ نبيل قاووق والقادة الجهاديين». وقال في كلمته: انتصرنا حيث أن العدو لم يحقق أي هدف من أهدافه، ولم يستطع أن يتقدم عند الحدود الأمامية في الجنوب، ان صمود المقاومة في الجنوب أفشل العدوان ليس عن لبنان فقط بل عن الشرق الأوسط. ووجه قماطي تحية الى «بيئة المقاومة التي سنكون أوفياء لها»، مؤكدا اننا «سنعيد إعمار ما تهدم في كل لبنان». وقال: اننا نُحضّر لتشييع السيدين نصر لله وصفي الدين وسيكون استفتاء سياسيا ورسميا وشعبيا لتبني المقاومة. واوضح قماطي: ان موضوع الأسرى، موضوع جدي وأساسي وسنتابعه باهتمام وردا على سؤال، قال:»نركز اليوم على وقف العدوان على لبنان وقد توقف وشروطنا قد فرضت أيضا. أما ما يتعلق بمواضيع أخرى سنعطي رأينا بها لاحقا. وأعلن «اننا نمد أيدينا الى شركائنا في الوطن لنبني لبنان أجمل مما كان»، وقال: فلسطين قضيتنا الأساسية وقضية العرب ولن نتركها».
إصلاح اعطال الكهرباء
وفي اطار العودة الى الحياة الطبيعية دعت مؤسسة كهرباء لبنان المجتمعين الدولي والعربي، ومؤسسات التمويل الدولية وصناديق التمويل العربية، الى تقديم الدعم للاسراع في عمليات الاصلاح، واعادة تأهيل الشبكة الكهربائية على مستوى البلاد. وكانت المؤسسة اعلنت انه مع توقف الاعمال العدائية للعدو الاسرائيلي، بدأت على الفور باطلاق عمليات اصلاح ومسح شاملة في مختلف المناطق المتضررة وتقييم حجم الاضرار التي لحقت بالشبكة. وأكدت المؤسسة ان هدفها الأساسي كان ولا يزال في هذه المرحلة الصعبة والحساسة هو الحفاظ على استمرارية التغذية لأطول فترة ممكنة بحدود 4 إلى 6 ساعات يوميا، وتزويد المرافق الحيوية الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، مراكز إيواء وإغاثة، مستشفيات، إدارات رسمية...) في الطاقة الكهربائية لتسيير شؤون البلاد بما يسمح بعبور وتخطي المرحلة في أقل الخسائر الممكنة.
قائد الجيش لا يطلع الوزراء على التفاصيل! خطة انتشار الجيش جنوباً..سرية!..
الأخبار.....بعد ساعات على سريان وقف إطلاق النار عند الرابعة فجر أمس، أقرّ مجلس الوزراء «الصيغة الإجرائية» للاتفاق، بعدَ اجتماع للحكومة صباحاً، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي بعده «التزام الحكومة اللبنانيّة تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بمُندرجاته كافّة، ولا سيّما ما يتعلّق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني، وفقاً للترتيبات المُرفقة ربطاً، والتي صدرت ببيان مشترك عن الولايات المُتحدة وفرنسا، بعد أن أخذ المجلس علماً بها ووافق على مضمونها، واستناداً إلى خطة عمليات تضعها قيادة الجيش وترفعها وفقاً للأصول إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المُباشرة بتنفيذها». وأكّد ميقاتي التمسك بسيادة لبنان على كل أراضيه براً وبحراً وجواً، مشدّداً على «المرجعية الأمنية للجيش في الجنوب، ما يُسقط الحجج التي يرتكز عليها العدو». وكانَ الوزراء تلقّوا دعوة إلى جلسة من دون جدول أعمال، لكنهم لم يكونوا يعلمون بأن قائد الجيش العماد جوزف عون سيكون حاضراً. وعلى عكس ما أُشيع عن شرحه خطة الجيش للانتشار في الجنوب، فوجئ الوزراء بأنه قال أقل بكثير مما كانَ متوقّعاً. وقال أكثر من وزير إن عون اكتفى بعرض مقتضب جداً، ولم يشرح أي تفصيل حول مراحل الخطة ولا مراكز الثكنات. وحينَ طالبه الوزراء بخطة تفصيلية أجاب بـ«أن الخطة سرية ولا يُمكن توزيعها»، مستعيداً لواقع الجيش في الجنوب وكيف أنه في كل السنوات الماضية لم يسجل أي خلاف مع المقاومة في المنطقة ولا يمكن أن تحصل مواجهة بينهما. وفيما أكّد وزراء الثنائي حزب الله وحركة أمل على العلاقة المتينة مع المؤسسة العسكرية والثقة بها، إلا أن ذلك لم يمنعهم من تذكير عون بأن «الاتفاق الذي وصل إليه لبنان الرسمي ينص على تنفيذ القرار 1701، وأن الحكومة ستمنح كل السلطات اللازمة، بما في ذلك حرية الحركة، للقوات العسكرية والأمنية الرسمية في لبنان، وتوجيهها، بما يتماشى مع القرار 1701 والقرارات السابقة له»، ما يعني أن الحكومة هي المخوّلة إعطاء التوجيهات للجيش ولا يمكن للقيادة العسكرية أن تقوم بإجراءات من تلقاء نفسها، فانتشار الجيش هو قرار سياسي وتحتاج آلية تنفيذه إلى مواقفة من الحكومة بناءً على خطة يقدّمها الجيش بتفاصيلها كونه هو من يعرف ما يحتاج إليه وما يستطيع أن يفعله». وغادر عون الجلسة على وعد بالعودة إلى الحكومة مع تفاصيل الخطة، وهو أمر استبعده مرجع كبير قائلاً: «مع الأسف، لا يعتقد عون بأنه بحاجة إلى التعاطي مع الحكومة». ولدى التطرق إلى ملف عودة النازحين، رأى قائد الجيش أنه «حرام يطلعوا لأن هناك قنابل عنقودية وجثثاً متحللة تحت الأنقاض».
العميد إدغار لاوندس سيمثّل لبنان في اللجنة المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار
الجلسة التي حضرها من الوزراء المقاطعين، وزير الدفاع موريس سليم ووزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار تناولت الاتفاق من زاوية أنه «لا يُمكن تجيير صلاحيات الحكومة لأحد». وقال حجار إن حضوره هو بهدف الاطّلاع على نص الاتفاق، فقال له ميقاتي: «إذا لم توافق سنسجل في المحضر أنك غير موافق على خطة وقف إطلاق النار»، فأجاب حجار: «وافقت ولم أتحفّظ». وفي الوقت الذي أعلن الجيش أنه باشر تعزيز انتشاره جنوب الليطاني وبسْط سلطة الدولة بالتنسيق مع اليونيفل، استناداً إلى «التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار 1701 بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة، علمت «الأخبار» أن «العميد إدغار لاوندس، سيكون ممثّلاً لبنان في اللجنة المشتركة التي تضم فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل والأمم المتحدة، باعتباره قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش». وفي الوقت الذي كان لبنان يترقّب وصولَ الموفد الفرنسي جان – إيف لودريان مساء أمس لمتابعة آليات تنفيذ الاتفاق التي ستشرف عليها اللجنة الخماسية العسكرية، ومتابعة ملف رئاسة الجمهورية، نقلت شبكة أميركية عن الموفد الأميركي عاموس هوكشتين، أن «علينا دعم الجيش اللبناني والاقتصاد والشعب وإن لم نفعل ذلك فسنعود إلى هذا الصراع»، لافتاً إلى أن «الجيش اللبناني غير مجهّز للانتشار منذ اليوم الأول وتوفير قوة ضخمة تتيح تحقيق أهدافه». وقال هوكشتين ان «القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وأنصح المدنيين بالاستماع إلى أجهزة الأمن التابعة للجيش اللبناني». واضاف في حديث لـ «الجديد»: «سيكون على الجيش اللبناني الانتشار في الجنوب فوراً، وحزب الله انتهك القرار 1701 لمدة أكثر من عقدين وإذ انتُهكت القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك، وعلى حزب الله وبقية الأطراف احترام دولة القانون ووقف إطلاق النار فرصة للبنان واللبنانيين». واكد «اننا سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له كما سنعمل مع المجتمع الدولي جنباً إلى جنب، وليس هناك أي مستند يتعارض مع اتفاق وقف إطلاق النار وكل الضمانات التي قدمناها للبنان موجودة داخل هذا الإتفاق». وقال إن «ملف الاسرى لم يتم تغطيته في المفاوضات، وسنرى كيفية حل المشكلة».
غالبية إسرائيلية لا تعتقد بهزيمة «حزب الله» ولا عودة قريبة لمستوطني الشمال
| القدس - «الراي» |... سادت أمس، حالة من الغضب في الإعلام العبري، بسبب مشاهد عودة اللبنانيين إلى قراهم وبيوتهم، قبل مستوطني الشمال، بينما قال أحد الوزراء إن لا قرار بعودة سكان الشمال لمنازلهم، في الأشهر المقبلة. وتساءلت مصادر عبرية «إذا كنا وجّهنا إليهم ضربة قاضية لماذا هم يعودون ونحن لا»؟
ويبلغ عدد المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من الشمال والجنوب، نحو 125 ألفاً. يذكر أن الجيش أعلن في أكتوبر الماضي مستوطنات عدة في الشمال «منطقة عسكرية مغلقة». وفي السياق، أظهر استطلاع رأي لقناة 13، أن غالبية كبيرة من الإسرائيليين تعتقد أن بلادهم لم تهزم «حزب الله». ويرى 60.8 في المئة من المستطلعة آراؤهم، أن إسرائيل لم تحقق النصر، فيما يتحدث 25.8 في المئة فقط عن انتصار، و13.4 في المئة غير متأكدين. وأيد 44 في المئة إنهاء الحرب، فيما عارض 37 في المئة التسوية مع «حزب الله». وبشأن جبهة غزة، أظهر الاستطلاع أن 65.7 في المئة يعتقدون أنه يجب إنهاء الحرب في القطاع والسعي للتوصل إلى صفقة تعيد الرهائن الإسرائيليين. وأيّد 67.4 في المئة إنشاء لجنة تحقيق حكومية في ما يعتبرونه فشلاً لتل أبيب في 7 أكتوبر 2023 مع إطلاق حركة «حماس» معركة «طوفان الأقصى» التي كبّدت البلاد خسائر بشرية كبيرة. إلى ذلك، ذكرت القناة 12 العبرية، أن الحرب مع «حزب الله» أسفرت عن مقتل 124 إسرائيلياً، بينهم 79 جندياً، منذ تصعيد المواجهات في سبتمبر الماضي، بينما أشارت إذاعة الجيش إلى أن صافرات الإنذار دوت 22715 مرة، منها 16198 بسبب القصف الصاروخي، و6517 بسبب الطائرات المسيّرة. كما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بأن بيانات من ضريبة الأملاك تشير إلى أن أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف مركبة تعرضت للتدمير الكامل في شمال إسرائيل. ودفعت الحكومة حتى الآن 140 مليون شيكل (38.4 مليون دولار) تعويضات للأضرار، وسط توقعات بزيادة الرقم بسبب الإصابات غير المبلغ عنها. ووفق معطيات دائرة الضرائب، هناك إصابات كثيرة في الشمال لم يتم الإبلاغ عنها بعد، ويعود ذلك إلى إخلاء المستوطنين أو لأن الإصابات في المناطق التي لا يُمكن دخولها بناءً على تعليمات الجيش.
العائدون إلى «الخراب الكبير»..رايات مرفوعة فوق قلوب مكسورة..
هدنة الـ 60 يوماً في لبنان..ما كُتب قد كُتب أم «استراحة بين عاصفتين»؟
الجيش اللبناني يباشر تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني
الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- تحريات عن البنود «المخفية» في كتاب الضمانات الأميركية لإسرائيل
- الجيش الإسرائيلي أعلن اعتقال 4 من «حزب الله» أحدهم «قيادي» لدخولهم منطقة محظورة جنوب لبنان
- «حزب الله»: نحن مقاومة سرية ولا سلاح ظاهراً أو قواعد لنا في جنوب لبنان ولا أحد يستطيع إخراج أبناء الحزب من قراهم
- إطلالة وجدانية جامعة لبري: للإسراع بانتخاب رئيس لا يكون تحدياً لأحد
- إيران خسرت «خط تماسها» مع إسرائيل و«حزب الله» سلّم بـ «وصاية» أميركية على تنفيذ الاتفاق؟
- لودريان في بيروت لـ «ضرب الحديد الرئاسي على الحامي»
لم تكن «الفرحة والدمعة» التناقضَ الوحيدَ في أول ساعاتِ ما بعد قفْل باب «حرب لبنان الثالثة» والذي عاشَه آلاف العائدين في قوافل سبقتْ حتى خطاب «عودوا لمسقط رؤوسكم الشامخة حتى لو كانت الإقامة فوق ركام المنازل» الذي وجّهه رئيس البرلمان نبيه بري... فإلى العواطف التي امتزجتْ فيها الحرقةُ على فقدٍ أو خسارةِ منزلٍ مع «الفوز» بانتهاء المعارك، حتى السياسة بدت قاصرةً عن «الرسو» على خلاصة واحدةٍ لوقف النار الذي أُعلن التوصل إليه ليل الثلاثاء ودخل حيز التنفيذ فجر أمس حيث تعاكستْ «رياح» الانتصار والانكسار تحت سقفِ وطنٍ كاد أن يُطْمر «حياً» بين حطامِ مواجهةٍ اقتيد إليها غداة «طوفان الأقصى» ووقَعَ في «حفرتها السحيقة» منذ 23 سبتمبر الماضي.
«فترة تجريبية»
ومنذ أن بدأ سريانُ وَقْفِ النار (الرابعة فجراً) الذي أُعلن من البيت الأبيض والإليزيه، وهما عرّابا الاتفاق و«الوصيّان» على تنفيذه كنسخةٍ تطبيقية «متأخِّرة» للقرار 1701، شخصتْ العيونُ على بنود الاتفاق المعلَنة كما «السرية» أو «المخْفية» في كتاب ضماناتٍ بين واشنطن وتل أبيب، وعلى مَراحل تَرْجمته وآلياتها العملية، كما على ميزان الربح والخسارة فيه، وأوّل الإشاراتِ الميدانية تفاعُلاً معه، من اسرائيل كما «حزب الله» باعتبار أنها تؤشّر إلى ما سيَحكم ما يشي بأنه «فترة تجريبية» لـِ 60 يوم هدنة:
إما يسير معها الاتفاق «وفق المرسوم» خصوصاً لجهة انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني مع الانسحاب التدريجي للجيش الاسرائيلي جنوب «الخط الأرزق»، وتفكيك منشآت «حزب الله» في «أرض الـ 1701» المعزَّز وتدمير جميع البنى التحتية ومصادرة الأسلحة العائدة له وإرساء نُظُم حاكمةٍ لمنع معاودة تكوين مخزونه العسكري سواء بـ «إنتاج» في الداخل أو بدخول عبر المعابر الشرعية أو غير الشرعية. وإما تنهار الهدنة وتكون «استراحة بين عاصفتين» بحال لم يُظْهِر لبنان جديةً في الالتزام بموجباتِ اتفاقٍ يرتكز في مقدمته على «عبارة تذكيرية» بأن القرار 1701 يدعو أيضاً إلى «التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن السابقة، بما في ذلك (نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان)، بحيث تكون القوات الوحيدة المصرح لها بحمل السلاح في لبنان هي الجيش اللبناني، قوات الأمن الداخلي، مديرية الأمن العام، المديرية العامة للأمن الوطني، الجمارك اللبنانية، والشرطة البلدية»، ويؤكد أن «حكومة لبنان ستتخذ خطواتٍ لمنْع حزب الله وكل الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان من تنفيذ أي عمليات ضد إسرائيل» (ابتداء من أمس)، واسرائيل لن تنفّذ أي هجمات عسكرية ضد أهداف لبنانية، مدنية أو عسكرية او للدولة على الأراضي اللبنانية في البر أو البحر أو الجو.
لودريان
وفي الوقت الذي كان لبنان يترقّب وصولَ الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان مساء أمس لمتابعة آليات تنفيذ الاتفاق التي ستشرف عليها لجنة خماسية برئاسة الولايات المتحدة ومشاركة فرنسا (ولبنان واسرائيل واليونيفيل) ويتعيّن عليها التصدي لأي انتهاكات مزعومة تبلغ عنها بيروت أو تل ابيب على أن يتم تباعاً تطوير«الإجراءات المناسبة للاستشارة والفحص وجمْع المعلومات والمساعدة لضمان تنفيذ الالتزامات»، وأيضاً لمحاولةِ«ضرب الحديد على الحامي»عبر إحياء مسارِ انتخاب رئيس للجمهورية كـ«مكّمل سياسي»مضمَر للاتفاق، تم التعاطي مع «أول نبضات» وَقْفِ النار على أنها مدجَّجة برسائل متعدّدة الاتجاه من اسرائيل كما «حزب الله» برسْم الأسابيع الثمانية ونيف المقبلة:
فتل أبيب التي كانت أغرقتْ الساعاتِ الأخيرةَ من الحرب بعمليةِ ترويعٍ جوي جَماعي حوّلتْ بيروت للمرة الأولى مستودعَ ذعرٍ مع غارات نُفذت تباعاً على بربور والنويري والخندق الغميق وزقاق البلاط وصولاً إلى قلب منطقة الحمرا، وأطْبق بعضها على المعابر البرية بين لبنان وسورية، حرصت مع سريان وقف النار على «تثبيت» ما يشي بأنه «قواعد اشتباك» لمرحلة الـ 60 يوماً وما بعدها تحت سقف الملحق الجانبي بينها بين واشنطن والذي يتيح لها«حرية التحرك في أي وقت ضدّ الانتهاكات للالتزامات» والتهديدات «الوشيكة»(على الحدود) كما تلك التي تشتمل على إدخال أسلحة غير مصرّح بها إلى لبنان عبر الحدود والمعابر أو إقامة بنى عسكرية غير نظامية ما لم يعالجها الجيش اللبناني و«اليونيفيل»مع تعهُّد بإبلاغ«الولايات المتحدة بذلك في كل حالة ممكنة». وإذا كان «إعصارُ الغارات» خصوصاً على بيروت وُضع في إطار رغبة تل أبيب في أن تكون صاحبة «الطلقة الأخيرة» المحمَّلة بتهديدٍ بأن أي عودة للحرب سيكون من حيث انتهتْ جولتها السابقة أي من قلب العاصمة، وفي ذلك «هزّ عصا» لمجمل قوى الداخل أيضاً بإزاء أي تَساهُلٍ في«التغطية»أو عدم«التصرف»السياسي مع «حزب الله»، فإنّ تعمُّدَ اسرائيل أمس فتْحَ النار أكثر من مرة أمس بالرصاص والقذائف على الحافة الحدودية، على بلدات أو عائدين أو صحافيين، كما الإبقاءَ على طلعاتِ المسيّرات التي أمكن رصْدها، خلافاً لمضمون «الملحق الجانبي» بأن تتحوّل الطلعات الجوية«غير مرئية»، على أنه في سياق تأكيدِ أن أي «خطرٍ وشيك» محكوم بالتصرّف المباشر معه ومن دون العودة إلى أي كان. وفي هذا الإطار وعلى وقع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن قواته«ستتصرف بحزم ودون تنازلاتٍ» في لبنان وضد «حزب الله»، كُشف أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على ما وصفه بأنه «آليات مشبوهة» في بلدة كفركلا الحدودية، مؤكداً«وجوب اعتقال أي عنصر من الحزب يقترب من المناطق الممنوع الوصول إليها»، في إشارة إلى القرى الحدودية التي لا يزال ينتشر فيها فضلاً عن غيرها من البلدات جنوب الليطاني والتي نص اتفاق وقف النار على انسحاب الحزب منها. وفي حين عبرتْ ثلاث دبابات ميركافا بوابة فاطمة عند الجدار الفاصل في بلدة كفركلا متجهة نحو منطقة تل نحاس، وتعرّضت بلدتا الخيام والعديسة لقصف مدفعي، فإنّ جانباً آخر من التشدد الاسرائيلي بدا موصولاً بالرغبة في الحفاظ على آلية الانسحاب التدريجي الذي يملأه على مراحل الجيش اللبناني وفق شروط اتفاق وقف النار، وتَفادي فوضى اختلاط عودة النازحين مع مَن تعتبرهم مقاتلين من «حزب الله». ولم يكن عابراً إعلان مكتب بنيامين نتنياهو أنّ «رئيس الوزراء ووزير الدفاع أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيليّ بعدم السماح للسكان بدخول القرى القريبة من الحدود في جنوب لبنان»، كاشفاً أنّ «الجيش الإسرائيلي اعتقل 4 من عناصر حزب الله بينهم قائد محلي بعد أن دخلوا منطقة محظورة»، وذلك بالتوازي مع تحذير وجّهه هذا الجيش الى اللبنانيين من«الانتقال جنوباً نحو القرى التي طالب جيش الدفاع بإخلائها أو نحو قوات جيش الدفاع في المنطقة». وفيما قال رئيس الأركان الإسرائيليّ هيرتسي هاليفي إنّ «عناصر حزب الله الذين يقتربون من قواتنا والقرى الواقعة في المنطقة التي حددناها في جنوب لبنان سيتعرّضون للأذى»، و«مصممون بشدّة على تطبيق بنود اتّفاق وقف النار وتكريس واقع مختلف تماماً لسكان شمال إسرائيل ونستعدّ لاحتمال عدم نجاح تطبيق الاتفاق في لبنان»، أكد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي انه«ابتداء من الساعة الخامسة مساء (17:00) وحتى صباح الخميس في الساعة السابعة صباحاً (07:00) يمنع بشكل مطلق الانتقال جنوباً من نهر الليطاني. ومن يتواجد شمال نهر الليطاني - ممنوع عليه الانتقال جنوباً. ومَن يتواجد جنوب الليطاني - عليه ان يبقى في مكانه. ونذكركم ان جيش الدفاع لا يزال منتشراً في مواقعه في جنوب لبنان وفق بنود اتفاق وقف النار حيث ستتعامل قواتنا مع كل تحرك ينتهك هذا الاتفاق وبحزم».
«مقاومة سرية»
في المقابل حاول «حزب الله»، بحسب أوساط سياسية، وعبر حركة العودة، التي اختلط فيها العفوي مع «المشجَّع» عليه، توجيهَ إشارات الى الاسرائيليين بأنه أولاً ما زال على الحافة الأمامية (وفق ما ظهّره ما قال إعلام اسرائيلي إنهم عناصر من حزب الله وصلوا إلى كفركلا قرب الحدود مع المطلة) وتالياً لم يتم إبعاده عنها «بالنار»، وبأنّه سيكون من الصعب على تل أبيب الفصلَ بين المدنيّ من العسكري في الحزب الذي يشكل أبناء القرى وأهْلُها بنيتَه القتالية. وبلْور نائبُ «حزب الله» حسن فضل الله أكثر هذا البُعد الذي يطلّ على موضوع تفكيك البنية العسكرية للحزب جنوب الليطاني بتأكيده «نحن مقاومة سرية ولا سلاح ظاهراً أو قواعد لنا في جنوب لبنان ولا أحد يستطيع إخراج أبناء الحزب من قراهم جنوب الليطاني»، في الوقت الذي كان النائب حسن عز الدين يعلن ان«حزب الله لا يزال قوياً ولم يتمكن العدو من اقتلاعه من أرضه او احتلالها للتفاوض عليها (...) سنرى مدى التزام العدو الإسرائيلي باتفاق وقف النار، وخصوصاً انه لا يزال تحت النار، وان حزب الله وسلاحه بقي موجوداً ولم تتمكّن اسرائيل من سَحْقه». وفي موازاة استعداد «حزب الله» لتشييع شعبي وسياسي غير مسبوقٍ لأمينه العام السابق السيد حسن نصر الله (اغتيل في 27 سبتمبر) ورئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين (اغتيل بعد اسبوع) «سيكون استفتاءً لتبني نهج المقاومة»، لم يكن عادياً أن ينطبع ربع الساعة الأولى بعد صمت فوهات المدافع بفتْح مناصرين له فوهات الرشاشات وخصوصاً في الضاحية الجنوبية لبيروت (سقط أحدهم بنار صديقة) وفي شكل هستيري تسبّب بترويعِ مناطق محيطة وسكانها وبلغت بعض رصاصاته مطار بيروت، الأمر الذي اعتبره خصوم «حزب الله» أبعد من مجرّد تعبير تلقائي عن فرحةٍ بـ«انتصار عدم الهزيمة»، وأنه ينطوي على رسائل أقرب إلى «ربط نزاع» مع المرحلة المقبلة وتحذيرٍ من أي «إساءة تقدير» بأن الحزب «كُسرت شوكته» أو أن بالإمكان «الاستفراد به» تحت عنوان تفكيك نفوذه السياسي في مفاصل السلطة والحُكم انطلاقاً خصوصاً من الملف الرئاسي.
«الاحتفالات الطائشة»
وبدا مشهد «الاحتفالات الطائشة» على موجة مختلفة عن مضمون الكلمة الوجدانية لرئيس البرلمان نبيه بري«الأخ الكبير» الذي أدار دفة التفاوض لوقف النار مفوَّضاً من«حزب الله» والذي وجّه أكبر تقدير لكل المناطق التي احتضنت المهجَّرين بلغة«يا كل الطوائف يا نعمة لبنان»، مؤكداً «ان اللحظة ليست لمحاكمة مرحلة ولا للقفز فوق الجراح، ولا للرقص فوق الدماء، ولا لتجاوز التضحيات الجسام الغالية والغالية جداً جداً والتي لا يعوضها إلا شيء واحد هو أن نحفظ لبنان واحداً قادراً على الخروج مما تعرّض له»، ومعتبراً «أن اللحظة هي امتحان لكل لبناني للشيعي قبل أي لبناني آخر، امتحان كيف ننقذ لبنان؟ كيف نبنيه؟ وكيف نعيد الحياة الى مؤسساته الدستورية وفي مقدمها الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية لا يكون تحدياً لأحد يَجمع ولا يفرّق (..)».
«اليوم التالي»
وجاء هذا المناخ وسط إطلالة مبكّرة من المعارضة عبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على «اليوم التالي» للحرب، معلناً وجوب«التطبيق الجدّي للقرارات الدولية 1701، 1559 و1680»، مشيراً إلى«أن لا عودة الى الوضع الذي كان سائداً في لبنان قبل السابع من اكتوبر، ولن نقبل بأي تسوية أو مساومة مع السلاح غير الشرعي بعد كل ما أدت اليه استراتيجية حزب الله الخاطئة من دمار وموت وتهجير وخراب على البلد».
وترافق ذلك مع «ميزانين»تم وضْع اتفاق النار فيه لبنانياً:
الأول عبّر عنه قريبون من «حزب الله» باعتبار أن الاتفاق جاء في «توازنه» نتيجة لصمود الميدان، وأن الحزب مَنَع اسرائيل من تحقيق أهداف كانت لتقلب الموازين وبينها إقامة منطقة عازلة على الحدود لو تمكّنت من «الثبات» في مثل هذه المنطقة واحتلالها، أو فرْض نزْع سلاح الحزب شمال الليطاني، وأنه بالتأكيد لن يسمح بأي «استضعاف» له سياسياً انطلاقاً من الاستحقاقات الدستورية، في الرئاسة أو تشكيل الحكومات أو...
والثاني، وعكسه خصوم الحزب، اعتبر أنه في البُعد الجيو – سياسي للاتفاق فإن إيران خسرت، ورقة جنوب لبنان كساحةِ تماسٍ مباشر مع اسرائيل في ضوء موافقة «حزب الله»على وقف الهجمات ضدّها، وإن الأخير تراجَعَ عن شرطٍ لم يكن يحيد عنه وهو عدم فَصْلِ جبهة لبنان عن غزة، وصولاً إلى تنفيذه تحت ضغط النار القرار 1701 في شقّه المتعلّق بعدم الحضور في جنوب الليطاني بعدما كان تبنّى وبلسان قيادته السابقة شعار بري «من الأسهل نقل نهر الليطاني إلى الحدود على نَقْلِ عناصر حزب الله إلى شمال النهر»، إلى جانب تسليم الحزب بلجنة إشراف «وصية»على تنفيذ الاتفاق برئاسة أميركية وعلى بنود تعكس ما يشبه «حصاراً عسكرياً» سيفضي الى «تجفيف»مصادر تسليحه، إنتاجاً وإدخالاً من الخارج. وإذ كان خصوم «حزب الله» يتوقّفون عند تقاطُع نتنياهو وبايدن في كلمتيهما ليل الثلاثاء على إعلان أن الأولوية الاسرائيلية في المرحلة التالية ستكون «التركيز على إيران»، ما عَكَسَ احتمال استعداد تل ابيب للانتقال الى مواجهة مباشرة مع«رأس التنين»ولا سيما تحت عنوان «التهديد النووي»، مع ما قد يعنيه ذلك ايضاً من تداعيات على الواقع اللبناني لا يمكن استشرافها ما دامت «الأرض متحركة» إلى هذه الدرجة، بدا لبنان الرسمي وكأنه«التقط أنفاسه»مع الوصول الى وقفِ النار رغم الإرباك الذي سبّبه «طوفان» العائدين ولا سيما الى الجنوب.
الجيش اللبناني
وفي الوقت الذي أعلن الجيش اللبناني أنه باشر تعزيز انتشاره جنوب الليطاني وبسْط سلطة الدولة بالتنسيق مع اليونيفيل، وذلك استناداً إلى «التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار 1701 بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة، ولا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في جنوب الليطاني» مؤكداً أن «الوحدات العسكرية المعنيّة تُجري عملية انتقال من مناطق عدة إلى جنوب الليطاني، حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها»، ناشد «المواطنين العائدين في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون إلى التجاوب مع توجيهات الوحدات العسكرية وعدم الاقتراب من المناطق التي تتواجد فيها القوات الإسرائيلية». وفي الإطار نفسه، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «أنني تابعت منذ الفجر مشاهد قوافل النازحين العائدين الى قراهم وبلداتهم في مختلف المناطق اللبنانية، ولا سيما في الحنوب، وهي تؤكد تمسك اللبنانيين بأرضهم وترابهم وقيمهم. وإننا نتطلع في الايام المقبلة الى البدء بتنفيذ خطة الجيش لتعزيز انتشاره في الجنوب بما يمكّن جميع النازحين من العودة التدريجية إلى منازلهم وقراهم». وقال: «في هذه المناسبة نناشد جميع العائدين كما الذين لا يزالون صامدين في منازلهم، عدم التسرع وانتظار توجيهات قيادة الجيش حفاظاً على أمنهم وسلامتهم». وكان ميقاتي ترأس جلسة لحكومة تصريف الأعمال تسلم خلالها الوزراء نص اتفاق وقف النار وأعلن بعدها «اليوم نبدأ مرحلة تعزيز حضور الجيش في الجنوب ومسيرة إعادة إعمار ما تهدم»، مشيراً إلى أن «الحكومة ملتزمة بتحقيق الاستقرار على الخط الأزرق»، وقال: «اليوم نعيش لحظات استثنائية، والمسؤولية كبرى علينا جميعاً، وعلى الجميع التكاتف للإصلاح وبناء الدولة وإعادة ثقة العالم بنا. ونحن ملتزمون بتطبيق قرار 1701 وتعزيز حضور الجيش في جنوب لبنان»، مطالباً «إسرائيل بالانسحاب من كل المناطق التي احتلتها». وصدر محضر جلسة مجلس الوزراء، وتم التشديد فيه على الالتزام بتنفيذ القرار 1701 بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة. كما أكد المجلس مجددًا على قراره رقم 1 تاريخ 11/10/2023 في شقّه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ الـ 1701 «لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في جنوب الليطاني وفقاً للترتيبات المرفقة، والتي تمّت بمشاركة من الولايات المتحدة وفرنسا وتعتبر جزءا لا يتجزأ من هذا القرار وأخذ المجلس علما بها والتوافق على مضمونها. كما استنادا إلى خطة عمليات تضعها قيادة الجيش وفقاً للاصول إلى مجلس الوزراء»....
جنوب لبنان: زحف للعائدين..والجيش يبدأ الانتشار اليوم الأول من وقف النار يُظهر ثغرات وعراقيل في آلية تطبيق الاتفاق
• ازدواجية أمنية بين القوات اللبنانية والإسرائيلية في جنوب «الليطاني»
• «حزب الله» يرفض الانسحاب ويعد استعراضاً للقوة في تشييع نصرالله
الجريدة - بيروت .... توقف صوت المدافع والغارات الجوية، الذي صمّ آذان اللبنانيين أسابيع طويلة من الدمار والمآسي، مع سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، في إطار الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، والذي يفترض أن يستمر ستين يوماً، على أن يتم خلالها إنجاز ترتيبات تكرس استقراراً طويل الأمد على جانبي الحدود. وبمجرد سريان وقف النار في الرابعة فجر أمس، تهافت عشرات آلاف من اللبنانيين الذين أُبعدوا عن الجنوب إلى قراهم وبلداتهم، في حين بدأ الجيش اللبناني عملياً بالانتشار في المنطقة، لتعزيز وجوده في إطار الاتفاق. وباستثناء خروقات بسيطة، صمدت الهدنة في يومها الأول من دون حوادث تُذكر، إلا أنها كشفت عن ثغرات وعراقيل تفصيلية حول آليات تطبيق الاتفاق الذي يلزم الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من المناطق التي توغل فيها بجنوب لبنان في مهلة ستين يوماً، من المفترض أن تشهد كذلك سحب «حزب الله» لسلاحه الثقيل وتفكيك بنيته العسكرية جنوب نهر الليطاني. وأطلق الجيش الإسرائيلي النيران في الهواء تحذيراً في عدة بلدات بينها كفركلا والخيام لمنع الأهالي من الاقتراب من قواته ودباباته التي لا تزال موجودة في المنطقة. واضطر الجيش اللبناني إلى إغلاق مداخل مدينة الخيام للحؤول دون حوادث خطيرة قد تتسبب في توتر، كما دعا سكان قرى المواجهة الأمامية إلى التريث في العودة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل 4 مواطنين لبنانيين اقتربوا من قواته وسط توجيهات من وزير الدفاع يسرائيل كاتس بالتعامل بشكل مباشر مع أي خطر، موضحاً أنه أعلن فرض حظر ليلاً على التنقل جنوب نهر الليطاني. ويعكس ذلك ازدواجية في القرار الأمني بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي قد تستمر طوال الشهرين المقبلين، وقد يتطلب ذلك تنسيقاً بينهما. على مستوى آخر، ورغم حجم الخسائر التي تكبدها خصوصاً على مستوى مقتل أبرز قياداته وقبوله الفصل بين جبهتي لبنان وغزة والانسحاب من جنوب الليطاني، فإن «حزب الله» كان واضحاً في اعتبار أن الحرب انتهت لمصلحته. وفيما بدا أنه رفض للانسحاب من جنوب الليطاني، قال النائب عن الحزب حسن فضل الله، إن جماعته تدعم بسط الدولة اللبنانية لسلطتها، مستدركاً: «نحن مقاومة سرية ولا سلاح ظاهراً أو قواعد لنا في جنوب لبنان، ولا أحد يستطيع إخراج أبناء الحزب من قراهم جنوب الليطاني». ويشير هذا التصريح إلى التحديات الكبيرة التي فرضها الاتفاق على لبنان، خصوصاً ماهية الآلية التي سيعتمدها الحزب للانسحاب إذا كان فعلاً سينسحب ودخول الجيش وانتشاره بالتنسيق مع الأميركيين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي. في غضون ذلك، كشف نائب رئيس المجلس السياسي للحزب محمود قماطي، أن الحزب يحضر لإقامة تشييع لأمينه العام السابق حسن نصرالله، الذي قتل بغارة إسرائيلية في سبتمبر الماضي «يكون استفتاءً لتبني المقاومة ونهج الفقيد»، مؤكداً أن الحدث «سيكون استثناءً واضحاً وقوياً وشعبياً ورسمياً وسياسياً». أما خصوم الحزب فيعتبرون أنه قد هُزم بفعل شروط الاتفاق الدولي، ويصفون ما يجري بأنه مرحلة جديدة يدخلها لبنان عنوانها تدويل الحالة العسكرية الأمنية للبنان، بمعنى أن أميركا هي التي ستكون صاحبة اليد العليا في السيطرة على الوضع العسكري، والفرض على الحزب الالتزام بمندرجات الاتفاق، بحكم ترؤسها للجنة الخماسية التي تضم لبنان وإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، والتي يُفترض بموجب الاتفاق أن تراقب وتضمن تنفيذ كل بنوده. من ناحيته، اعتبر لبنان الرسمي ما جرى إنجازاً وفرصة لتوحيد اللبنانيين، والمضي في بناء الدولة، وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إن البلد يستعد لإطلاق ورشة إعادة الإعمار، في حين شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس للجمهورية سريعاً، وهو ما يتلاقى مع الضغوط الدولية خصوصاً مع الزيارة السريعة التي يجريها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، واجتماعه بسفراء الدول الخمس المعنية بلبنان لفتح مسار انتخاب رئيس توافقي للجمهورية. وفي إسرائيل، بدت ردود الفعل متضاربة هي الأخرى، وكان لافتاً موقف الوزير اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش الذي اعتبر أن الاتفاق يضمن أمن إسرائيل «إلى الأبد»، بعد أن كان معارضاً له قبل أيام. ورأى رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان أن حكومة بلاده رفعت العلم الأبيض، بينما يستمر رفع أعلام «حزب الله» في بيروت. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن مشهد متناقض، مشيرة إلى أن النازحين الإسرائيليين من الشمال لم يعودوا إلى منازلهم على عكس ما جرى بسرعة قياسية في لبنان. ووسط هذا التضارب، رأت مصادر سياسية في بيروت، أنه لا قوة لأي اتفاق إلا بتوفير الظروف والتفاهمات السياسية له بالمعنى الإقليمي، وهي التي يفترض بها أن توفر الآلية التطبيقية بالمعنى الميداني في الجنوب اللبناني، وبالمعنى السياسي في داخل لبنان، مشيرة إلى الحاجة إلى تفاهمات أميركية - إيرانية - فرنسية مع دول عربية عدة حول المرحلة المقبلة لبنانياً، إذ لا يمكن للبنان أن ينهض بدون مثل هذه التفاهمات الخارجية والداخلية، لا سيما في ظل حاجته إلى رعاية الاستقرار وإعادة الإعمار. وفي تفاصيل الخبر: فور سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، في الرابعة من فجر أمس، زحف عشرات الآف اللبنانيين الذين أُبعدوا عن الجنوب باتجاه قراهم وبلداتهم، في حين بدأ الجيش اللبناني عملياً بالانتشار في المنطقة، حيث استدعى العسكريين الذين كانوا يخدمون هناك قبل بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية قبل أكثر من شهرين، للالتحاق فوراً بمواقع خدمتهم، على أن تنطلق عملية الانتشار التدريجية باتجاه الحدود، وصولاً الى نشر 10 آلاف جندي. وينص الاتفاق الذي أعلنه الرئيسان جو بايدن وإيمانويل ماكرون، كل على حدة، على أن وقف الأعمال العدائية لمدة 60 يوماً من المفترض أن يتم خلالها انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق اللبنانية التي دخلها، وانسحاب مقاتلي حزب الله وسلاحهم الثقيل إلى ما وراء نهر الليطاني على عمق 30 كيلومتراً، على أن ينتشر الجيش اللبناني في المواقع التي سيتركها الإسرائيليون وحزب الله لتأمين المنطقة وضمان تنفيذ الاتفاق، على أن تنضمّ الولايات المتحدة وفرنسا إلى الآلية الثلاثية التي تم إنشاؤها بعد حرب عام 2006 بين الطرفين، للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار. وتضم اللجنة حاليا إسرائيل ولبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل). جنود وأهالي وأجبرت الحرب نحو 900 ألف شخص في لبنان وعشرات الآلاف في إسرائيل على النزوح من منازلهم. ومع ساعات الصباح الأولى بدأت أرتال من السيارات والحافلات تنقل نازحين عائدين إلى الجنوب والبقاع «شرق» والضاحية الجنوبية لبيروت، وهي المناطق ذات الكثافة الشيعية التي تعرضت لدمار واسع جراء آلاف الغارات الجوية الإسرائيلية المركزة. في الضاحية، جال شبّان على متن دراجات نارية في الأحياء التي انتشرت فيها أكوام من ركام مبانٍ مدمّرة، حاملين رايات حزب الله الصفراء ومردّدين هتافات مؤيدة له ولأمينه العام السابق حسن نصرالله، الذي اغتيل بضربة جوية في 27 سبتمبر. كما شهد الخط الساحلي بين بيروت والجنوب زحمة سير وسيارات وحافلات صغيرة محمّلة بفرش النوم وأكياس وحقائب وناس تتجّه جنوبا. وبدأ النازحون يتوجهون جنوباً، رغم تحذير من الجيش الإسرائيلي الذي لم تنسحب قواته بعد من مناطق حدودية دخلتها. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس متوجها الى اللبنانيين، «سنقوم بإبلاغكم عن الموعد الآمن للعودة إلى منازلكم». ودعا الجيش اللبناني من جهته المواطنين إلى «التريث» في العودة الى بلداتهم، مؤكداً أنه يعمل على «اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال الانتشار في الجنوب». وفي كفركلا والخيام وقرى أخرى أطلق الجنود الإسرائيليون النار في الهواء تحذيراً لوقف المواطنين اللبنانيين العائدين إلى منازلهم، والذين اقترب بعضهم من الدبابات الإسرائيلية لالتقاط الصور. الجيش الإسرائيلي يعتقل 4 لبنانيين اقتربوا من قواته في الجنوب ويفرض حظراً ليلياً على التنقل جنوب «الليطاني» وأشارت وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى أن «الوزير يسرائيل كاتس أوعز للجيش بالتحرك فوراً ضد كل من يعرّض قواتنا في جنوب لبنان للخطر وباعتقال أي عنصر من حزب الله يقترب من المناطق المحظورة». واعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال 4 لبنانيين اقتربوا من قواته، كما فرض حظراً ليلياً على التنقل جنوب الليطاني. وتسلط هذه الحوادث المحدودة الضوء على صعوبات وعراقيل قد تظهر خلال تنفيذ الاتفاق، مثل حدوث مواجهات بين الأهالي والجيش الإسرائيلي. واضطر الجيش اللبناني إلى إغلاق مداخل مدينة الخيام للحيلولة دون حوادث خطرة قد تتسبب في توتر. وفي تطور آخر، أعلنت وسائل إعلام سورية أن الطريق من سورية إلى لبنان عن طريق نقطة المصنع باتت سالكة بعد ساعات من ضربات إسرائيلية استهدفت 3 معابر حدودية بين شمال لبنان وسورية. بري وميقاتي وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، المحرك اللبناني للمفاوضات التي أوصلت إلى الاتفاق بتفويض من حزب الله، أول من يتحدث رسمياً عن الاتفاق من الجانب اللبناني، حتى قبل أن تعقد حكومة تصريف العمال برئاسة نجيب ميقاتي اجتماعاً غاب عنه الوزراء المسيحيون في التيار الوطني الحر للاطلاع على الاتفاق. وقال بري، الذي يتزعم كذلك حركة أمل الشيعية المتحالفة مع حزب الله: «إننا نطوي لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان هددت شعبه وتاريخه» وإن «لبنان تمكن من إحباط مفاعيل العدوان الإسرائيلي». وطالب في كلمة متلفزة وجهها إلى اللبنانيين بالإسراع في انتخاب رئيس جمهورية، ودعا النازحين إلى العودة لقراهم، حتى ولو على «ركام المنازل». من ناحيته، قال ميقاتي الذي استعرض قبل اجتماع الحكومة مع قائد الجيش العماد جوزيف عون خطة تعزيز انتشار الجيش في الجنوب، «نبدأ اليوم مسيرة إعادة ما تهدم ونعلق الأمل على الجيش لإعادة الأمن إلى الجنوب»، لافتاً إلى أنه «أكدنا التزام الحكومة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بكل بنوده». وأشار إلى أنه «علينا التكاتف لمواجهة التحديات التي تواجه لبنان بعد العدوان الإسرائيلي، ومتمسكون بسيادة لبنان على كل أراضيه براً وبحراً وجواً»، آملاً أن تؤدي الأيام المقبلة إلى انتخاب رئيس للجمهورية واستكمال المؤسسات الدستورية. «حزب الله» يتحدث عن انتصار ورغم حجم الخسائر التي تكبدها، خصوصاً على مستوى مقتل أبرز قياداته وقبوله الفصل بين جبهتي لبنان وغزة والانسحاب من جنوب الليطاني، فإن حزب الله كان واضحاً في اعتبار أن الحرب انتهت لمصلحته. وقال النائب عن الحزب حسن فضل الله، إن جماعته تدعم بسط الدولة اللبنانية لسلطتها لكنه في الوقت نفسه ستخرج من الحرب أقوى. وقال فضل الله «نحن حريصون دائماً على جيشنا الوطني وعلى قوته وتماسكه وهو موجود في الجنوب ويعزز انتشاره وهو السلطة الرسمية ونحن مع بسط سلطة الدولة». وأضاف «حزب الله سيخرج من هذه الحرب أكثر قوة والمقاومة باقية... سيكون هناك آلاف مؤلفة التي ستنضم للمقاومة... نزع سلاح المقاومة كان طرحاً إسرائيلياً وسقط». وقال النائب عن الحزب إبراهيم الموسوي، إن «العدو رفع شعارات كبيرة لسحق المقاومة فإذ به يتوسل لوقف إطلاق النار». وشدد على أن «أي اتفاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة لا تعنينا»، في إشارة إلى ورقة ضمانات أميركية ملحقة بالاتفاق تعطي إسرائيل حرية العمل في لبنان بحال تم انتهاك الاتفاق. أما نائب رئيس المجلس السياسي للحزب محمود قماطي فقد أشار إلى أن الحزب سيتابع مسألة مقاتليه الذين تمكن الإسرائيليون من أسرهم خلال المعارك، مشيراً إلى أن الحزب يحضّر لإقامة تشييع لأمينه العام السابق حسن نصرالله «يكون استفتاء لتبني المقاومة ونهج الفقيد»، مؤكداً أن الحدث «سيكون استثناء واضحاً وقوياً وشعبياً ورسمياً وسياسياً». في المقابل، بدت ردود الفعل في اسرائيل متضاربة. وكان لافتاً موقف الوزير اليميني المتشدد بتسلائيل سموتريتش الذي اعتبر أن الاتفاق قد يضمن أمن إسرائيل «إلى الأبد». في المقابل، رأى رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان أن «الحكومة الإسرائيلية ترفع العلم الأبيض بينما يستمر رفع أعلام حزب الله في بيروت». وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن مشهد متناقض مشيرة الى أن النازحين الإسرائيليين من الشمال لم يعودوا إلى منازلهم على عكس ما جرى بسرعة قياسية في لبنان. وكان لافتاً كذلك إعلان فرنسا أمس أنها تعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حصانة من مذكرة الاعتقال التي أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية بشبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. وكان نتنياهو رفض أن تكون فرنسا عضواً في اللجنة التي ستراقب تنفيذ الاتفاق، لكنه عاد ووافق على ذلك. ترحيب دولي ولقي وقف النار ترحيباً دولياً خصوصاً من الدول العربية وأطراف مثل الصين والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وسط دعوات الى استغلال زخمه لتحقيق خرق مماثل في قطاع غزة. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن وقف إطلاق النار سيساعد في وضع حدّ للنزاع المتواصل في غزة. ورحبت وزارة الخارجية الأردنية بالاتفاق واعتبرته «خطوة مهمة يجب أن تستتبع بجهد دولي يسهم في وقف العدوان على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة». كما رحبت دول الخليج العربية بالاتفاق وكذلك إيران.
حزب الله بعد وقف إطلاق النار في لبنان: انتصرنا على إسرائيل
مقاتلونا سيبقون على أتم الجهوزيّة للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته
الجريدة....اعتبر حزب الله في بيان مساء الأربعاء أنه حقّق «النصر» على اسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وعودة آلاف النازحين الى بلداتهم وقراهم لا سيما في جنوب لبنان. وأورد بيان للحزب متوجها فيه إلى جمهوره «كان النصر من الله تعالى حليف القضيّة الحقّة التي احتضنتموها وحملتموها عائدين إلى قراكم وبيوتكم بشموخ وعنفوان»، مؤكدا في الوقت نفسه أن مقاتليه «سيبقون على أتم الجهوزيّة للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته، وأن أعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوّات العدو إلى ما خلف الحدود»...
حزب الله: نُحضّر لإقامة جنازة شعبية لحسن نصرالله وهاشم صفي الدين
القماطي: سيكون بمثابة استفتاء شعبي وسياسي لتبني نهج المقاومة
الجريدة... قال مسؤول في حزب الله اللبناني اليوم الأربعاء إن الحزب يستعد لإقامة جنازة شعبية لزعيمه الراحل حسن نصر الله الذي اغتيل في غارة إسرائيلية في سبتمبر الماضي. وقال نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود القماطي خلال مؤتمر صحفي «نُحضّر اليوم لتشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، الذي سيكون استفتاءً شعبياً وسياسياً لتبني نهج المقاومة». ولم يتم تحديد موعد للجنازة، لكن مصادر قريبة من الحزب قالت إنها ستكون في وقت قريب. وقالت المصادر إن المنظمين أرادوا منح أنصار نصر الله الوقت الكافي للتأقلم مع الظروف الحالية بعد دخول وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ صباح اليوم الأربعاء، وقد تم إجبار الكثير منهم على مغادرة منازلهم وهم حالياً يعودون إليها.
ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» ..
الجريدة... AFP...اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله والذي دخل حيز التنفيذ فجراليوم الأربعاء يلقى ترحيباً دولياً واسعاً لقي اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله والذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء ترحيباً دولياً واسعاً. .. وفي ما يأتي أبرز ردود الفعل: الولايات المتحدة وفرنسا اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاتفاق سيحمي إسرائيل من تهديد «حزب الله»، ويوفر الظروف «لهدوء دائم». وقال بايدن وماكرون في بيان مشترك «إن الإعلان سيوقف القتال في لبنان ويحمي إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى العاملة من لبنان». وأضافا أن من شأن هذا الاتفاق أن «يوفر الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء الدائم والسماح للسكان في البلدين بالعودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق». ووصف بايدن التوصل إلى الاتفاق بأنه «نبأ سار»، شاكرا لماكرون مشاركته في الجهود التي بذلت ومؤكدا أنّ واشنطن «تعهّدت، بدعم كامل من فرنسا وحلفائنا الآخرين، العمل مع إسرائيل ولبنان لضمان التنفيذ الكامل لهذه الترتيبات - أي تنفيذ الاتفاق بالكامل». وشدّد بايدن على أن سكان قطاع غزة «أيضا يستحقون وضع حد للنزاع وعمليات النزوح. لقد عاشوا في جحيم». من جهته، رحّب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بـ«قرار دبلوماسي» سوف «يسمح لعشرات آلاف المدنيين اللبنانيين والإسرائيليين بالعودة إلى ديارهم بأمان تامّ، على جانبي الحدود، ووضع حدّ للعنف والدمار اللذين خلّفهما هذا النزاع». إسرائيل شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الأميركي دوره «في التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار». وأبلغ نتنياهو بايدن في اتصال هاتفي بأنه يقدّر له «تفهّمه أنّ إسرائيل ستبقي على حرية التحرك في تطبيقه»، بحسب بيان صادر عن مكتبه. وكان نتنياهو قال في وقت سابق إنّه «بالاتفاق الكامل مع الولايات المتحدة، نحتفظ بالحرية التامّة للتحرك عسكريا» في لبنان. وأضاف «إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول إعادة التسلح، سنهاجم»، مشيرا الى أنّ «مدة وقف إطلاق النار تعتمد على ما يحدث في لبنان». ورأى أنّ الاتفاق سيتيح لإسرائيل «التركيز على التهديد الإيراني»، وسيساهم في «عزلة» حركة حماس. وقال «عندما يخرج حزب الله من اللعبة، تبقى حماس وحدها. ستشتدّ ضغوطنا عليها، وهذا سيُسهم في (إتمام) المهمّة المقدّسة المتمثّلة في تحرير رهائننا» المحتجزين في قطاع غزة. الحكومة اللبنانية اعتبر رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أن وقف إطلاق النار هو «خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان». وقال في بيان إنّ «هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار... يُعتبر خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قراهم ومدنهم»، مجدداً «تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان». إيران رحّبت إيران الداعمة لحزب الله بـ«وقف العدوان» الإسرائيلي على لبنان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان الأربعاء إنّ الجمهورية الإسلامية «ترحّب بنبأ انتهاء عدوان الكيان الصهيوني على لبنان» و«تؤكّد دعمها الراسخ للبنان حكومة وشعبا ومقاومة». الأردن رحب الأردن ببدء سريان وقف إطلاق النار واعتبرت وزارة الخارجية الأردنية أن الاتفاق «خطوة مهمة يجب أن تستتبع بجهد دولي يسهم في وقف العدوان على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة». ونقل بيان عن الناطق باسم الوزارة سفيان القضاة تأكيده «دعم المملكة للبنان الشقيق وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل». العراق رحّبت وزارة الخارجية العراقية بوقف إطلاق النار وشددت على ضرورة «تكثيف الجهود الدولية لضمان تجنب تصعيد جديد» بين الطرفين. ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى «اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لوقف المجازر والاعتداءات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة». قطر رحبت قطر باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، معربة عن أملها في أن يؤدي إلى هدنة في غزة حيث لعبت دور الوسيط الرئيسي في جهود إنهاء الحرب في القطاع. وعبّرت الدوحة عن تطلعها «إلى التزام جميع الأطراف بالاتفاق ووقف العمليات العسكرية فورا، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701، وأن يمهد هذا الاتفاق إلى توافق أشمل يحقق السلام الدائم والاستقرار التام في المنطقة». السعودية أعربت السعودية عن أملها أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى «حفظ سيادة» لبنان وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701. وقالت إنها «تثمن جميع الجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن»، مضيفة أنها تأمل في أن «يقود ذلك إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن (1701) وحفظ سيادة وأمن واستقرار لبنان». السلطة الفلسطينية رحبت الرئاسة الفلسطينية بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، معربة عن أملها في أن يسهم ذلك في «وقف العنف في المنطقة». وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (وفا) «نأمل أن تسهم هذه الخطوة في وقف العنف وعدم الاستقرار اللذين تعانيهما المنطقة»، مشددة على «ضرورة الإسراع في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة». تركيا أعلنت تركيا استعدادها «لتقديم الدعم اللازم للبنان» ورحبت وزارة الخارجية التركية «بالنتيجة الإيجابية للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في لبنان وتأمل أن يكون دائما». ودعت المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لضمان التزامها بوقف النار «والتعويض عن الأضرار التي سببتها في لبنان»، مشددة على ضرورة «إعلان وقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة في أسرع وقت». الصين رحبت الصين ببدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ «ندعم كل الجهود الهادفة الى خفض التوترات وتحقيق السلام». ألمانيا رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك باتفاق وقف إطلاق النار، واصفة إياه بـ«شعاع من الأمل للمنطقة بأكملها». وقالت في بيان إن «الناس على جانبي الحدود يريدون العيش في أمان فعلي ومستدام»، معتبرة أن الاتفاق هو «نجاح للدبلوماسية». المملكة المتحدة رحّب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر باتفاق وقف إطلاق النار «الذي طال انتظاره» بين إسرائيل ولبنان، معتبرا أنّ من شأن هذه الهدنة أن «توفّر قدرا من الارتياح للسكان المدنيين» في كلا البلدين. ودعا ستارمر إلى «تحويل الهدنة إلى حلّ سياسي دائم في لبنان». كما تعهّد رئيس الوزراء البريطاني أن يكون في «طليعة الجهود الرامية إلى كسر حلقة العنف المستمرة وذلك بهدف تحقيق سلام طويل الأمد ودائم في الشرق الأوسط». الاتحاد الأوروبي رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بالاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ووصفته بأنه «نبأ مشجع للغاية»، وسيعزّز «الأمن الداخلي والاستقرار» في لبنان. واعتبرت فون دير لايين في منشور على منصة إكس أن الاتفاق محل ترحيب «في المقام الأول بالنسبة للشعبين اللبناني والإسرائيلي المتضررين من جراء القتال»، وأضافت «ستكون الفرصة متاحة للبنان لتعزيز الأمن الداخلي والاستقرار بفضل انحسار نفوذ حزب الله». الأمم المتحدة رحّبت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت باتفاق وقف إطلاق النار، معتبرة أن ضمان استدامته يتطلّب «الكثير من العمل». وقالت المنسّقة الخاصة إن «هذا الاتفاق المفصلي يمثّل نقطة انطلاق لعملية حاسمة» لضمان سلامة المدنيين على جانبي الخط الأزرق، وهو خط رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل، وإن «هناك الكثير من العمل يلوح في الأفق لضمان استدامة الاتفاق». سويسرا اعتبرت وزارة الخارجية السويسرية أن «الوقت حان لوضع حد لمعاناة المدنيين»، داعية «كل الأطراف الى احترام القانون الدولي وجعل الدبلوماسية أولوية للتوصل الى تهدئة في كل المنطقة». ورأت أن «وقف إطلاق نار في غزة والافراج الفوري وغير المشروط عن كل الرهائن (الإسرائيليين في القطاع) وزيادة المساعدات الانسانية هي مسائل عاجلة أيضا». هولندا اعتبر رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله هو «أمر جيد»، معتبراً أن «من الضروري أن تعمل كل الأطراف من الآن على تهدئة الوضع وإتاحة عودة المواطنين على جانبي الحدود الى منازلهم بكل أمان». وأكد أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة بهدف «الافراج عن كل الرهائن، وإيصال المساعدات الانسانية بشكل أفضل، وخفض العنف في كل المنطقة»...
هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب..
بيروت: «الشرق الأوسط».. أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله». وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك». وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة. وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات. وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني». وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها». كان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني». وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا». وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين. من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب. ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير موقع صواريخ استراتيجي لـ«حزب الله» قبل وقف النار
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، إنه دمر أحد مواقع الصواريخ الاستراتيجية المهمة التابعة لـ«حزب الله» قرب الحدود مع سوريا، وذلك قبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ. وذكر الجيش أن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت مجمعاً تحت الأرض يُستخدم في إنتاج صواريخ سطح - سطح وتخزين أسلحة دقيقة بمساعدة من إيران. وأضاف: «تم رصد الموقع في مجمع تحت الأرض قرب الحدود السورية. كان الموقع بسبب قربه نقطة مركزية يتم من خلالها تهريب الآلاف من مكونات الأسلحة، بل وأفراد إرهابيين، من سوريا ولبنان».
إسرائيل تفعل إجراءات أمنية في جنوب الليطاني مع دخول «وقف إطلاق النار» حيز التنفيذ
اعتقال 4 شبان وقيود على الحركة وإطلاق نار ضد صحافيين
بيروت: «الشرق الأوسط».. انتقل الجيش الإسرائيلي من الحرب العسكرية إلى تطبيق إجراءات أمنية في منطقة جنوب الليطاني بجنوب لبنان، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث اعتقل أربعة لبنانيين للتحقيق معهم، قال إنهم اقتربوا من قواته في الجنوب، وأطلق النار على صحافيين اثنين دخلا إلى منطقة الخيام، وفرض حظراً على تنقل السكان في جنوب الليطاني، وهدد باستهداف عناصر «حزب الله» في حال اقتربوا من منطقة الحدود. وسرت هدنة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن بدءاً من الرابعة فجر الأربعاء، ويفترض أن تضع حداً للنزاع. وباشر الجيش اللبناني تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني، وبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وذلك استناداً إلى «التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، ولا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني»، كما قال الجيش في بيان صادر عن «مديرية التوجيه». وأجرت الوحدات العسكرية المعنيّة عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني، حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها. وكانت قيادة الجيش أعلنت أن وحداته، ومع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال الانتشار في الجنوب وفق تكليف الحكومة اللبنانية، وتنفيذ المهمات بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ضمن إطار القرار «1701». ودعت قيادة الجيش المواطنين العائدين إلى القرى والبلدات الحدودية في الجنوب، وخصوصاً في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، إلى التجاوب مع توجيهات الوحدات العسكرية «وعدم الاقتراب من المناطق التي توجد فيها قوات العدو الإسرائيلي، حفاظاً على سلامتهم، لا سيما أنهم قد يتعرضون لإطلاق نار من القوات المعادية».
اعتقال وإطلاق نار
وكانت القوات الإسرائيلية أعلنت عن اعتقال أربعة لبنانيين اقتربوا من قواتها، وقالت إنهم يخضعون لتحقيقات ميدانية، كما أصيب مصوران صحافيان بجروح بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهما في جنوب لبنان الأربعاء، وذلك فيما كانا يقومان بالتصوير في الخيام قرب الحدود بين إسرائيل ولبنان التي شهدت معارك بين القوات الإسرائيلية و«حزب الله». وأفادت الوكالة الوطنية بأن «قوات العدو الإسرائيلي في بلدة الخيام أطلقت النار على مجموعة من الصحافيين خلال تغطيتهم عودة الأهالي والانسحاب الإسرائيلي من البلدة ما أدّى إلى إصابة اثنين بجروح مختلفة». وقال مصوّر الفيديو عبد القادر الباي إنه كان برفقة مصورين آخرين في الخيام حين أطلق النار عليهم وأصيب مع زميل آخر له بجروح. وأوضح الباي أنهم حين وصلوا إلى الخيام: «وجدنا أهالي في الداخل يتفقدون منازلهم وأمورهم، وكنا في الوقت نفسه نسمع أصوات الدبابات وهي تنسحب». وأضاف: «خلال عملنا بالتصوير، لاحظنا وجود جنود إسرائيليين داخل أحد المنازل (...) وفجأة أطلقوا النار باتجاهنا». وتابع: «كان من الواضح أننا صحافيون». وقال المصوّر علي حشيشو إنه وزميله الباي شاهدا طائرة مسيّرة فوقهما قبل أن يتم إطلاق النار عليهما. وتابع: «شاهدنا عتاداً عسكرياً مرمياً على الأرض»، قبل أن يشاهد جنوداً إسرائيليين على مقربة. وأضاف: «وعندما وضعت الكاميرا على عيني لأصور بدأت أسمع صوت الرصاص بين أقدامنا».
قيود على حركة السكان
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء فرض قيود على حركة السكان في جنوب لبنان خلال الليل. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان متوجهاً لسكان جنوب لبنان: «يحظر عليكم الانتقال جنوباً نحو القرى التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها أو نحو قواته في المنطقة... كل تحرك نحو هذه المناطق يعرضكم للخطر». وأضاف البيان: «ابتداء من الساعة الخامسة مساء الأربعاء، وحتى صباح الخميس في الساعة السابعة صباحاً، يمنع بشكل مطلق الانتقال جنوب نهر الليطاني». من جانبه، هدد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأربعاء، بأن الجيش «سيتعامل بكل حزم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وأن القوات ستضرب عناصر (حزب الله) الذين يقتربون منها أو من منطقة الحدود». ونقل بيان أصدره الجيش عن هاليفي قوله: «كانت عملياتنا في لبنان حازمة للغاية، وسيكون تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر حزماً». وأضاف: «وفقاً للتوجيهات التي أقرها وزير الدفاع ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء، سنضرب بكل حزم عناصر (حزب الله) الذين يقتربون من قواتنا ومن منطقة الحدود والقرى داخل المنطقة التي حددناها».
«اليونيفيل»
ورحبت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، وأعلنت أنها مستعدة لدعم لبنان وإسرائيل في تطبيق قرار مجلس الأمن «1701». وقالت «اليونيفيل» في بيان الأربعاء: «ترحب (اليونيفيل) بإعلان وقف الأعمال العدائية، والتأكيد على الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي (1701) بصفته الطريق نحو السلام. سوف نتعاون مع الشركاء المعنيين كافة لإنجاح وقف إطلاق النار». وأضافت القوة التابعة للأمم المتحدة أن «(اليونيفيل) وجنود حفظ السلام التابعين لها من نحو 48 دولة ظلوا في مواقعهم، وهم الآن على أهبة الاستعداد لدعم لبنان وإسرائيل في هذه المرحلة الجديدة، وفي تنفيذهما للقرار».
مراقبة ألمانية لتدفق السلاح
وتنص الآلية الجديدة على إشراف لجنة خماسية على تنفيذ الاتفاق، وتشمل الولايات المتحدة وفرنسا و«اليونيفيل» والجيشين اللبناني والإسرائيلي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في برلين، الأربعاء، إن ألمانيا ليست مشاركة في الآلية التي تم إنشاؤها لتنفيذ الاتفاق، لكنه أضاف أن جنوداً من ألمانيا يشاركون منذ فترة طويلة في مهمة المراقبة التابعة للأمم المتحدة التي لا تزال تضطلع بمأمورية مهمة، وهي مراقبة الأحداث على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، حيث تهدف هذه المهمة إلى دعم الجهود الأميركية والفرنسية الرامية إلى تهدئة الوضع على «الخط الأزرق» على المدى الطويل. وذكر المتحدث أن ألمانيا تقود حالياً الفرقة البحرية التابعة للبعثة الأممية باستخدام الفرقاطة «لودفيغسهافن»، مشيراً إلى أن المهمة الرئيسة لهذه الفرقة تتمثل في منع توريد الأسلحة إلى قوات «حزب الله». وأوضحت الخارجية الألمانية أن ألمانيا دعمت الجيش اللبناني كونه «عنصراً لنشر الاستقرار» بمبلغ 15 مليون يورو في العام الحالي.