أخبار لبنان..واشنطن بوست: التصعيد المتنامي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يهدد بحرب أكبر..نيران الجنوب تُعطّل الإتصالات وتتخطّى الليطاني و"الحزب" يُطَمئن "الخائفين"..إسرائيل: حزب الله يستنزفنا شمالاً..إسرائيل استهدفت قطاع الاتصالات اللبناني و«حزب الله» أوْجَعَها تحت غطاء..العاصفة..غالانت: «حزب الله» أطلق أكثر من 1000 صاروخ لكنه «يدفع ثمناً باهظاً»..«حزب الله» يقفل الطريق على أي نقاش لبناني بسلاحه..هل لبنان في مأمن من انزلاقه لحرب مع إسرائيل؟..«الثنائي الشيعي» يحاول استيعاب الحملة على البطريرك الماروني..
الإثنين 20 تشرين الثاني 2023 - 3:52 ص 842 0 محلية |
واشنطن بوست: التصعيد المتنامي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يهدد بحرب أكبر..
الحرة / ترجمات - واشنطن, فرانس برس... أثار تصاعد وتيرة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، خلال اليومين الماضيين، المخاوف من اتساع حرب غزة إلى لبنان، خاصة بعد حادثة استهداف حزب الله طائرة مسيّرة إسرائيلية بصاروخ "أرض جو" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ثم ما تبع ذلك بإعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض قواته لصاروخ أطلق من الأراضي اللبنانية على مسيّرة إسرائيلية. وأعلنت شركة "ألفا" للاتصالات الخلوية في لبنان، الأحد، أن إحدى محطاتها في جنوب لبنان تعرضت لتدمير جزئي نتيجة قصف إسرائيلي، ما أدى إلى تعطل المحطات الست وانقطاع الخدمة عن كامل المناطق التي تتغذى من هذه المحطات"، بحسب وكالة "فرانس برس". يأتي ذلك في وقت يستمر فيه القصف بشكل عنيف لعدة بلدات في جنوب لبنان، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، الأحد. من جهته، أعلن حزب الله، الأحد، أنه هاجم نحو عشرة مواقع إسرائيلية حدودية. والسبت، استهدفت غارة إسرائيلية مصنعًا للألمنيوم في منطقة النبطية يقع على بعد حوالي 15 كيلومترًا من الحدود بين البلدين في ضربة نادرة في عمق الأراضي اللبنانية منذ بدء التصعيد على وقع الحرب في غزة. وقال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الأحد، إن التنظيم "سيبقى على أعلى جهوزية وفي استعداد دائم وهو يقوم بإشغال العدو وإرباك العدو وإيقاع الخسائر فيه ومنعه من استخدام كل قوته في مكان آخر". ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية قصفا يوميا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى، ما خلّف قتلى وجرحى على طرفي الحدود. وترى صحيفة "واشنطن بوست" أن الصراع الثانوي الذي اندلع على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالتزامن مع حرب غزة يتزايد نطاقه وشدته تدريجيا، بعدما شهد، السبت، قيام طائرات إسرائيلية بضرب مصنع للألمنيوم في بلدة النبطية اللبنانية، على بعد 12 ميلاً شمال الحدود، وهو ما يتجاوز المنطقة التقليدية التي يعتبر فيها الجانبان إطلاق النار الانتقامي مقبولاً. ووفقا للصحيفة، بدأ الجانبان باستخدام أسلحة أكثر فتكا. وتقوم إسرائيل الآن بإرسال طائرات مقاتلة بشكل منتظم لضرب أهداف حزب الله، وينشر حزب الله طائرات بدون طيار وصواريخ من العيار الثقيل. وأعلنت الجماعة اللبنانية، السبت، أنها أسقطت طائرة إسرائيلية بدون طيار، وهو ما نفته إسرائيل التي ردت، في وقت لاحق من السبت، باستهداف ما وصفته بنظام صاروخي أرض-جو متطور. وذكرت الصحيفة أنه في شكل أشبه بالروتين وفي كل يوم على مدى الأسابيع الستة الماضية، هاجمت إسرائيل لبنان وهاجم حزب الله إسرائيل، وهو النمط الذي بدأ كأسلوب ثأري ثم تحول الآن إلى تبادل مستمر لإطلاق النار. وأوضحت الصحيفة أنه في أغلب الأحيان تقريبًا، تكون الضربات على مسافة تتراوح بين 4 إلى 5 أميال من الحدود على كلا الجانبين، وهي معايرة متعمدة تهدف إلى احتواء العنف وتجنب حرب أكثر تدميراً بكثير. لكن الصحيفة ترى أن المسؤولين الإسرائيليين يصعدون حاليا من لهجتهم، إذ قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، الأسبوع الماضي: "سيتحمل المواطنون اللبنانيون تكلفة هذا التهور وقرار حزب الله أن يكون المدافع عن حماس وداعش". لدى الجيش الإسرائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني في الشمال"، بحسب الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن أديبا فناش، 65 عاماً، وهي واحدة من بين 12 شخصاً فقط بقوا في قرية دهيرة الحدودية، على الحدود الإسرائيلية، إنه في الأسابيع الأولى من القتال، كانت إسرائيل تقصف فقط في المساء. وقالت لـ"واشنطن بوست" أثناء زيارتها لصور لشراء الإمدادات: “الآن القصف يمتد من الصباح حتى الليل. ويتصاعد يوما بعد يوم". وذكرت الصحيفة أن هذه التصعيدات المتفرقة لم تشعل بعد الحريق الذي يخشاه كثيرون، لكن كل انتهاك للاتفاق غير المعلن بين حزب الله وإسرائيل يجعلهم أقرب إلى حافة الهاوية. وأسفرت الحرب الأخيرة، في عام 2006، عن مقتل أكثر من 1200 شخص في لبنان و165 في إسرائيل، وتركت مساحات واسعة من هذا البلد المحاصر في حالة خراب. وقد حذر الجانبان من أن أي صراع واسع النطاق الآن سيكون أكثر تدميراً بكثير، وأشار كلاهما إلى أنهما لا يرغبان في خوض مثل هذه الحرب. ونقلت الصحيفة عن أندريا تينينتي، المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وهي قوة حفظ السلام التي تراقب النشاط على الجانب اللبناني من الحدود، إنه مع مرور الأسابيع وتطاير الصواريخ، يتزايد خطر أن يخطئ أي من الجانبين في الحسابات أو يتجاوز الحدود. وقال: "أي شيء يمكن أن يفعله أحد الطرفين، يمكن للآخر أن يقرر أنه تم تجاوزه" ويسمح بمعركة أكبر. وفي مدينة صور القديمة، وهي مدينة ساحلية جذابة مليئة بالصيادين وشوارعها وأسواقها المرصوفة بالحصى، ترتفع المخاوف من انتشار العنف قريباً إلى بقية أنحاء لبنان. ومنحت السنوات السبعة عشر الماضية للجنوب أطول فترة سلام له منذ خمسة عقود، وقد ازدهرت هذه المدينة، ما جذب السياح إلى شواطئها وباراتها وفنادقها الفاخرة، وفقا للصحيفة. لكن "واشنطن بوست" أشارت إلى أن الحانات والفنادق فارغة الآن وهناك عدد قليل من العملاء في المطاعم . ويقول دبلوماسيون عرب وغربيون للصحيفة إن محادثات مكثفة تجري خلف الكواليس لمنع تكرار ما حدث عام 2006. وقد تركز اهتمامهم على حسابات حزب الله، الحزب الشيعي والجماعة المسلحة التي تمثل القوة السياسية والعسكرية الأكثر هيمنة في لبنان، وعلى كلمات حسن نصر الله، زعيم الجماعة القوي الذي يتمتع بعلاقات وثيقة وطويلة الأمد مع إيران. وذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" أن الولايات المتحدة تحاول التوسط بين الجانبين للخروج من هذا السيناريو الكابوسي، إذ تريد واشنطن تقليل احتمالية اندلاع حرب إقليمية وتستخدم كل نفوذها لتحقيق ذلك. وأوضحت المجلة أن الناس في لبنان يحاولون ممارسة حياتهم اليومية في ظل حالة الخوف الدائمة مع تفاقم الوضع في المنطقة الحدودية الجنوبية، لكن القتال الدائر بين حزب الله وإسرائيل يبقي الجميع على أهبة الاستعداد لحرب واسعة النطاق. وترى أن احتمال قصف الطائرات الإسرائيلية لبيروت وضرب صواريخ حزب الله الموجهة بدقة لتل أبيب لن يكون من الممكن تجنبه على الإطلاق. وقد اقترح البعض في لبنان سبلاً لتجنب المواجهة الكاملة مع إسرائيل. وتحدث اللواء عباس إبراهيم، الذي شغل منصب رئيس مديرية الأمن العام في لبنان، مع "ناشيونال إنترست" حول الوضع الحالي، قائلا "الولايات المتحدة تجري اتصالات بشكل رسمي وغير رسمي بأشخاص يعتقدون أن بإمكانهم إحداث فرق مع حزب الله، لأن الأميركيين يحاولون تقليل التصعيد على الحدود". ووفقا للمجلة، لعب اللواء إبراهيم في الماضي دور الوسيط لحزب الله والولايات المتحدة كلما احتاجا إلى التواصل. ومع ذلك، نفى بشكل قاطع وجود أي نقاش مباشر بينهما بشأن الصراع الحالي. وقال للمجلة: "أستطيع أن أقول إن حزب الله لا يشارك في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة. إنهم يركزون كل جهودهم على فلسطين. هناك محاولات عديدة لبناء هذه القناة بين حزب الله والولايات المتحدة، لكنها أثبتت عدم نجاحها حتى الآن". وأضاف أن أفضل ضمان لعدم اجتياح الحرب لبنان هو أن يوقف المجتمع الدولي الهجوم الإسرائيلي على غزة الآن.
الطقس البارد لم يخفِّف حرارة الاشتباك المتصاعد جنوباً...
المجاري عجزت عن استيعاب المتساقطات والثلوج في أعالي الضنية
اللواء.. لا خلاف أن مشاهد القتل والمجازر والدمار، والتسابق على قطع المياه والدواء والغذاء والخبز، وهي أيضاً حقوق الانسان، ليس هي الصورة الوحيدة في المشهد الملتهب منذ 7 ت1، مع مرور ما يقرب من 46 يوماً على طوفان الأقصى، بل خسائر اسرائيل في البر والجو والبحر، من حدود لبنان الى ارض الصمود والبطولة في غزة، وصولاً الى البحر الأحمر. ومع هذا الاحتدام للمعارك، ومضي اسرائيل، عبر مجلس الحرب فيها بالهروب الى الأمام، بقي الترصد لما يمكن أن يقدم عليه حزب الله، في الأيام أو الأسابيع المقبلة، إذا استمرت الحرب، ومضي الجيش الاحتلال في قصف القرى الجنوبية من عيتا الشعب الى كفركلا والعديسة والخيام وقرى العرقوب. وإذا كان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي تجاهل تطورات الموقف عند الحدود الشمالية مع لبنان، واعداً المستوطنين الذين نزحوا عن المستوطنات قبالة الجنوب باعادتهم بعد اعادة الأمن، قال حزب الله، على لسان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان الحزب «سيبقى على اعلى جهوزية، وفي استعداد دائم، وهو يقوم باشغال العدو وارباكه وايقاع الخسائر في صفوفه، ومنعه من استخدام كل قوته في مكان آخر، بل وجعله في حالة قلق، وسيبقى كذلك. وسط حالة الترقب هذه، بات احتمال عقد جلسة لمجلس الوزراء اليوم معرضاً للإهتزاز، مع استمرار الخلاف حول اي حل يمكن اعتماده، ويحظى بقبول ما يزيد على الثلثين من الوزراء، عبر جلسة يشارك فيها الجميع بشأن مصير قيادة الجيش... منعاً لحدوث الفراغ على رأس المؤسسة العسكرية. وحسب مصادر قريبة من السراي الكبير، فإنه لم يكن هناك موعد لجلسة تعقد اليوم الاثنين. واستبعدت مصادر وزارية انعقاد مجلس الوزراء بداية هذا الأسبوع لوجود عدد من الوزراء غير المقاطعين، والذين يشاركون بالجلسات ويبلغ عددهم ما يقارب الاربعة خارج لبنان، ما يعني تأجيل طرح موضوع البت بموضوع التمديد لقائد الجيش لعام اضافي الى موعد لاحق بعد ان يكون قد تم التفاهم على الصيغة القانونية، التي ستعتمد لطرحها على المجلس، وان تكون صيغة تأجيل التسريح لعام كامل بسبب الظروف الاستثنائية السائدة حاليا ،هي التي تتقدم على ما عداها حتى اليوم من الصيغ الاخرى. واشارت المصادر إلى ان اعتماد صيغة تأجيل تسريح قائد الجيش لعام كامل على طرح تعيين قائد جديد للجيش في مجلس الوزراء، تم بعدما حصلت اعتراضات ورفض من قبل البطريرك الماروني الراعي على هذا الطرح بغياب رئيس الجمهورية، وقد تم إبلاغ هذا الرفض إلى رئيس الحكومة، ما أدى إلى استبعاد البحث فيه او طرحه كليا على مجلس الوزراء، في حين لوحظ تشدد بوجوب التمديد لقائد الجيش عام كامل لتفادي الفراغ بقيادة الجيش، في ظل عدم وجود رئيس للاركان، وتمنع حصول اي خلل او اهتزاز بوضعية الجيش اللبناني ككل. وكشفت المصادر ان الصيغة قد تشمل أيضا التمديد للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي يحال على التقاعد في الربيع المقبل، بعد مطالبة العديد من النواب السنّة وغيرهم، انطلاقا من ضرورة المساواة ومنع اي خلل في مهمات قوى الأمن الداخلي بالحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد. وفي اطار المواقف من التعطيل، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: لا يحق ان تتلاعبوا باستقرار المؤسسات، وعلى رأسها مؤسسة الجيش، بروح الكيدية والحقد والانتقام، داعيا الى وقف المغامرة بالدولة، مطالبا بالذهاب الى مجلس النواب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. واستناداً الى مصادر اعلامية (M.T.V) فإن البطريرك الراعي بعث بموفد الى حزب الله، معلناً معارضته تعيين قائد جديد للجيش، معتبرا ان اي مسّ بالقيادة في الظروف الحالية، هو انتهاك لميثاقية، مما يعني ان بكركي مع التمديد للعماد جوزاف عون. قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن موقف البطريرك االراعي بشأن قيادة الجيش ليس الأول ولن يكون الأخير لجهة رفضه المساس بهذه القيادة قبل انتخاب رئيس الجمهورية، معلنة أن ما من داع لتفسير ما يرغب به البطريرك الماروني الذي يعارض أي تعيين جديد. ورأت هذه المصادر أن هذا الموقف يفترض به أن يتفاعل ويعيد الزخم لملف التمدبد بعدما فرمل نتيجة ضغط التيار الوطني الحر وتقدم خيار التعيين، مشيرة إلى أن هذا الملف يحتاج إلى سلسلة اتصالات بين الكتل النيابية مع العلم أن التيار لن يسكت في الفترة المقبلة ومن هنا فإن عودة البحث في هذا الملف قد تفتح باب المناوشات السياسية بين الأفرقاء.
الادارة تهدّد مجدداً
وفي موقف مستجد، رفع مديرو المالية العامة، بعد اجتماع استثنائي عقدوه الصوت لانصاف «الموظف الاداري» الذي ترك لحاله، وطلب اليه أداء موجباته ويحاسب علي كامل الانهيار الحاصل في الادارة العامة، وتكال له الشتائم والاتهامات صعوداً ونزولاً، وكأن الاداريين لا يعانون بما فيه الكفاية.. وطالب المديرون الحكومة بالاسراع لمعالجة اوضاع الموظفين الاداريين، حتى لا يضطر الموظفون الى التوقف القسري عن العمل».
... وهيئة السير
وفي السياق، اعلن مستخدمو هيئة ادارة السير والآليات والمركبات «التوقف القسري» عن العمل بدءاً من اليوم، واعلان الاضراب المفتوح، من اجل «ايجاد صيغة قانونية يستحصل من خلالها المستخدم على نسبة «عادلة» وثابتة مما تجبيه الهيئة من بدلات الخدمات التي اقرت حديثا، ولم تتوضح الآن آلية صرفها، ويتساءلوا: هل يعقل ان يطلب الينا العمل تحت الضغط والقاء مقابل 50 دولاراً.
الوضع الميداني
وعلى الرغم من الطقس العاصف والماطر، وسيطرة الضباب، والعتمة صباحاً وعصراً، فإن جبهة الجنوب لم تهدأ، فبعد ان تخطى جيش الاحتلال حدود الاشتباك وقواعده، تجرأ على ضرب معمل للألمنيوم في منطقة غرب مدينة النبطية، كما ان استهدف منازل وسيارات لمدنيين وصحفيين أيضاً. وتولى حزب الله الرد على الاعتداءات. وليلاً، استمر التوتر، اذ قصف الجيش الاسرائيلي عند التاسعة مساء اطراف بلدة عيتا الشعب ومنطقة قطمون في خراج بلدتي رميش ويارون بقذائف حارقة مطلقاً قنابل مضيئة فوق عيتا الشعب.
نيران الجنوب تُعطّل الإتصالات وتتخطّى الليطاني و"الحزب" يُطَمئن "الخائفين"
الراعي يربط التمديد للقائد بـ1701: أيّها المعطّلون لا تتلاعبوا بالجيش
نداء الوطن...الربط بين قيادة الجيش والقرار 1701، كما فعل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس، هو الأول من نوعه في مرحلة صاخبة ترافق استحقاق المؤسسة العسكرية. فهذا الربط يأتي قبل 48 ساعة من انعقاد مجلس الأمن لتقييم مرحلة تطبيق القرار الذي يجتاز منعطفاً معقداً في المواجهات الدائرة على الحدود الجنوبية. فهل ثمة معطيات دعت الراعي الى رفع مستوى التنبيه من «التلاعب» بهذا الاستحقاق من خلال الذهاب الى تعيين قائد جديد للجيش؟.......في حدود المعلومات المتداولة، فإنّ الاهتمام الدولي بتفعيل تطبيق القرار 1701 يأخذ في الاعتبار دور الجيش الأساسي على هذا المستوى. وكان هذا الأمر واضحاً في التحضيرات التي قام بها ممثلو الأمم المتحدة خلال الأسابيع القليلة الماضية في لقاءات التشاور مع المسؤولين والقيادات السياسية. وفي هذا السياق، قال البطريرك الراعي في عظته أمس إنّ موضوع القيادة مرتبط بـ»حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانيّة والحدود، ولا سيما في الجنوب، بموجب قرار مجلس الأمن 1701»، وإنّ «أي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسّسة الجيش يحتاج إلى الحكمة والتروّي، ولا يجب استغلاله لمآرب سياسيّة شخصيّة». وحذّر الراعي «المعطّلين» فقال: «لا يحقّ لكم أن تتلاعبوا باستقرار المؤسّسات، وعلى رأسها مؤسّسة الجيش...». وفي سياق متصل، وضع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد التعقيدات التي ترافق بت ملف قيادة الجيش في إطار ما سمّاه «بعض الحساسيات والتنافسات الصغيرة». ومن ملف قيادة الجيش الى ملف الجنوب الذي كان حاضراً في موقف رعد الذي «طمأن» من سمّاهم «الخائفين» من التصعيد الجاري جنوباً، فقال إنه «محسوب». وفي سياق متصل، أعلنت أمس شركة «ألفا» للاتصالات الخلوية في لبنان على حسابها على انستغرام أنّ «محطة محيبيب الرئيسية في قضاء مرجعيون تعرّضت لتدمير جزئي نتيجة قصف إسرائيلي». وهي محطة تغذّي خمس محطات أخرى. وأدّى ذلك وفق الشركة إلى «تعطّل المحطات الست وانقطاع الخدمة عن كامل المناطق التي تتغذّى من هذه المحطات». ولاحقاً، أعلن المكتب الإعلامي لوزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم أنه «تمّ التعاون بين شركتي «تاتش» و»ألفا» لتفعيل خدمة التجوال المحلّي في ما يقارب عشرين موقعاً على طول الحدود الجنوبية، بهدف تلبية مستخدمي شركة «ألفا» الذين تأثرت الخدمة لديهم جراء الاعتداء على محطة «ألفا» في محيبيب، كما لتأمين اتصال بديل دائم لكل مستخدمي «تاتش» و»ألفا» في حال طرأ عطل آخر». وسبق هذا القصف الاسرائيلي الأول من نوعه، إغارة الطيران الاسرائيلي السبت الماضي على مصنع للألومينيوم بين بلدتي الكفور وتول في قضاء النبطية، ما أدى الى احتراقه بالكامل طوال ساعات. ويقع المصنع على بعد حوالى 15 كيلومتراً من الحدود الجنوبية، ما يعني أن الضربة وقعت في عمق الأراضي اللبنانية، وتحديداً شمال الليطاني، أي خارج منطقة عمليات القرار 1701. من جهته، أعلن «حزب الله» أمس أنه هاجم نحو عشرة مواقع إسرائيلية حدودية.
إسرائيل: حزب الله يستنزفنا شمالاً
الأخبار... واصلَ حزب الله تكثيف عملياته على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، مستهدفاً مواقع وثكنات وتجمّعات جيش العدو الإسرائيلي. ونفّذ خلال الساعة الـ48 الماضية 21 عملية ضدّ مواقع العدو على طول الحدود، وأصاب تجمّعات لأفراد وآليات، فضلاً عن إسقاط مُسيّرة من نوع «هيرميز 450» بواسطة صاروخ أرض - جو، وهي طائرة مُسيّرة قتالية متعدّدة المهام. أمام اتساع نطاق العمليات وكثافتها، قالت القناة 12 العبرية إن المستوطنات الشمالية التي تم إخلاؤها أصبحت ساحة معركة حقيقية، ما يعكس الجدل الدائر في الأوساط الإسرائيلية حيال التعامل مع الخطر القادم من الشمال. وفي ظل التسليم بأن الحرب الشاملة مع حزب الله تشكل تحدياً كبيراً لم تواجهه إسرائيل من قبل على الإطلاق، بدأت أصوات تتعالى مطالبة بأن يكون خيار التحرك العسكري في الشمال مطروحاً بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة، إذ إنه «سيكون من الخطأ الإستراتيجي الآن، عندما يكون الجيش الإسرائيلي مستعداً وجاهزاً، تفويت مثل هذه الفرصة». ورأى المراسل العسكري لموقع «واللا» أمير بوحبوط، أن قائد القيادة الشمالية اللواء أوري غوردين، يستخدم أسلوب «تجريد القدرة» لتحييد قدرات حزب الله في المنطقة الحدودية «من أجل عدم إشعال النار في القطاع الشمالي أثناء تواجد قواتنا في غزة». لكن كوبي ميروم في موقع «القناة 12» اعتبر أن حزب الله حقّق بعض الإنجازات الكبيرة على مستوى الوعي، مثل 70 ألف مستوطن تم إجلاؤهم من مستوطناتهم على الحدود الشمالية ومئات الآلاف الذين ما زالوا مهددين بنيرانه حتى خليج حيفا. وبعيداً عن آراء المحلّلين والمعلّقين العسكريين وغيرهم، تتعالى أصوات المستوطنين المهجّرين من المستوطنات الحدودية مع لبنان، فقد قال رئيس منتدى مستوطنات خط المواجهة موشيه دافيدوفيتش: «لن نوافق على عودة سكاننا إلى ديارهم دون أن يكون حزب الله وقتلته خارج نطاق القائمة على أقل تقدير (...) يقوم نصرالله فقط بزيادة وتيرة إطلاق الصواريخ والطائرات المُسيّرة والصواريخ المضادة للدبابات، ولا يبدو أنه متأثر بتصريحات رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الكابينت»، داعياً إلى أن «تكون هناك خطة منظّمة مثل تلك الموجودة في الجنوب، وتنفيذها على أرض الواقع، والتأكد من أن نصرالله لن يتمكّن من ردعنا بعد الآن». وتحت عنوان «إعادة الأمن لسكان الشمال»، تدور نقاشات كثيرة في الإعلام العبري عن الحلّ الأمثل لتحقيق ذلك. وبالتزامن مع الحديث عن «حلّ الدولتين» أو «إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية» كجزء من حلّ أوسع للمأزق الذي تواجهه إسرائيل في الجنوب (غزة)، يقترح البعض تفعيل الضغوط السياسية على الحكومة اللبنانية وإعادة الزخم لقرار مجلس الأمن 1701. ويتوقّع البعض في إسرائيل أنه مع انتهاء المعركة البرية في غزة والتوصل إلى اتفاق شامل بشأن الأسرى، فإن الجيش الإسرائيلي سيبدأ بحشد قواته في الشمال استعداداً لمعركة مع حزب الله، عندها يتعيّن على إسرائيل مطالبة لبنان بالتنفيذ الكامل للقرار 1701. بمعنى آخر، انسحاب قوات حزب الله إلى شمال الليطاني وإنشاء منطقة خالية من التواجد العسكري لحزب الله. وبالتأكيد ستدعم المقترح الإسرائيلي هذا الولايات المتحدة والعديد من الدول، بما في ذلك السعودية ودول الخليج.
سباق الأمتار الأخيرة بين التعيين والتمديد
الاخبار..المشهد السياسي.. كرر الراعي الدعوة إلى عدم المسّ بقيادة الجيش حتى انتخاب رئيس للجمهورية
لا قرار نهائياً بعد في شأن مصير قيادة الجيش مع إحالة العماد جوزف عون إلى التقاعد في العاشر من كانون الثاني المقبل، وهو ما عبّر عنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمام من التقاهم بأنه لن تكون هناك جلسة قريبة لاتخاذ قرار يتعلق بالتمديد لعون. وتشير وقائع المشاورات بينَ القوى السياسية إلى عدم حصول أي تبدّل في المواقف. ففي مقابل إصرار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على تعيين قائد جديد ورئيس للأركان ومديرين للإدارة والمفتشية العامة، بمرسوم جوّال يوقّعه كل الوزراء، تستشرس غالبية القوى السياسية، خصوصاً المسيحية وعلى رأسها حزب القوات اللبنانية وحلفاؤه، في التمديد لقائد الجيش. ولا يمانع حزب الله خيار التمديد بسبب الظروف الأمنية الحسّاسة، ولا التعيين الذي أظهر تجاوباً أكبر معه أخيراً، مؤيّداً تعيين مدير المخابرات العميد طوني قهوجي للمنصب. غير أن الحزب لا يتبنّى على الأرجح طرح باسيل كاملاً، خصوصاً في ما يتعلق بالمرسوم الجوّال. وبحسب مصادر مطّلعة، كان الحزب واضحاً بأن التعيين يكون بحضور وزير الدفاع موريس سليم جلسة لمجلس الوزراء، وتوقيعه على المرسوم ممثّلاً التيار. في المقابل، يثير موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري إرباكاً، إذ لم يعطِ موقفاً حاسماً بعد، وتذهب قوى أخرى وعلى رأسها الحزب التقدمي الاشتراكي إلى تحبيذ رفع سنّ التقاعد للعاملين في السلك الأمني والعسكري، وهو خيار يصطدم بعقبات عدة، كونه يحتاج إلى تشريع في مجلس النواب، الأمر الذي يرفضه بري، إضافة إلى اشتراط قوى سنية التمديد للمدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي يحال على التقاعد في أيار المقبل. في ضوء ذلك، تجزم مصادر مطّلعة أن التمديد عاد إلى التصدّر كـ«خيار الضرورة»، خصوصاً أن هناك ضغوطاً خارجية للدفع إليه، ولا سيما من واشنطن والدوحة، فضلاً عن «الموقف المسيحي العام» المؤيّد تحت غطاء من البطريرك بشارة الراعي. وقالت المصادر إن «باسيل في موقف حرج للغاية، خصوصاً أمام الرأي العام المسيحي الذي يسأل كيف يوافق على تعيين قائد للجيش في ظل الفراغ الرئاسي، بعدما قاد معركة ضد تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان واتّهم الحكومة الحالية بأنها ساقطة ولا شرعية لها وأن كل القرارات التي تتخذها غير دستورية؟». واعتبرت المصادر أن «خصوم باسيل في الشارع المسيحي قادرون اليوم على اتهامه بالعمل لتحقيق مصلحته الشخصية باإعاد قائد الجيش عن حلبة المنافسة الرئاسية، بعدما كان يرفض مبدأ قيام هذه الحكومة بإقرار تعيينات، فيما هو يقبل بذلك اليوم بحجّة الوضع الأمني الحساس». وفي السياق، تلفت المصادر إلى «حراجة وضع الفريق الحكومي. فحتى لو توافر نصاب الثلثين في مجلس الوزراء لإقرار التعيين، فالقرار سيواجه ردة فعل مسيحية كبيرة ستكون لها نتائج سلبية على التيار الوطني الحر الذي قد يضطر للتراجع عن فكرة التعيين في حال لم يستطع فرض آلية المرسوم الجوّال».
الدعم الأميركي وموقف الراعي هما الورقة الأقوى في يد العماد جوزف عون
وجدّد الراعي، في عظة الأحد أمس، موقفه الداعم لقائد الجيش، داعياً إلى «عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهورية ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسسات أخرى تجنّباً للفراغ فيها. فالأمر هنا مرتبط بحفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانية والحدود ولا سيما في الجنوب بموجب قرار مجلس الأمن 1701». ووصفت مصادر حكومية كلام الراعي بأنه «الورقة الأقوى في يد عون حالياً إلى جانب الدعم الخارجي»، مشيرة إلى أن السفيرة الأميركية دوروثي شيا «عادت في اليومين الماضيين إلى إبداء اهتمام استثنائي بالتمديد، وقد يؤدي هذا الضغط الداخلي والخارجي إلى السير بخيار التمديد في ربع الساعة الأخير».
إسرائيل استهدفت قطاع الاتصالات اللبناني و«حزب الله» أوْجَعَها تحت غطاء..العاصفة
| بيروت – «الراي» |.... تتصاعد وتيرة ونوعية المواجهات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية التي تشهد في شكل شبه يومي ارتقاءً في العمليات من «حزب الله» وفي الاستهدافات من الجيش الإسرائيلي. وفي اليوم 42 لـ «عمليات المشاغلة» التي أعلن «حزب الله» انطلاقها في 8 أكتوبر الماضي، شكّل الطقس العاصف «عنصر أفضلية» للحزب الذي مضى في استهدافاته لمواقع عسكرية في المقلب الإسرائيلي موقعاً في إحداها ما لا يقلّ عن 3 جنود وعدد من الجرحى، مستفيداً من تقييد «الطبيعة» لحركة المسيَّرات التي تحوّلت «عيْناً للعدو» على مدار الساعة. وفيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، «أن صاروخاً سقط بشكل مباشر بين الجنود خلال رشقة صواريخ من جنوب لبنان وهناك عدد من القتلى والجرحى»، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات استهداف مواقع إسرائيلية، من الجرداح مقابل الضهيرة، موقع الضهيرة، موقع حانيتا مقابل علما الشعب، مروراً بجل العلام عند حدود الناقورة، وصولاً إلى راميا، والمرج وموقع العباد وثكنة يفتاح وموقع المالكية. كما أكد تنفيذ عمليات ضد «تجمع لأفراد وآليات العدو قرب موقع المطلة بالأسلحة المناسبة وأوقعنا فيه إصابات مباشرة» و«تجمع لجنود الاحتلال في مركز سرية مستحدث في جل العلام بالأسلحة المناسبة». في المقابل، قصف الجيش الإسرائيلي عدداً كبيراً من البلدات الحدودية، واستهدف سيارة كانت تستقلها سناء حسين رسلان برفقة ابنها على طريق عام كفركلا - العديسة، فسقطت قذيفة مدفعية بالقرب منهما، فأصيبت سناء بجروح طفيفة. كذلك، أفيد بأن سيارة أخرى تعرّضت أيضاً للاستهداف على طريق كفركلا ولم يتعرّض مالكها وابنه للإصابة. لكن الأبرز، كان ما أعلنته شركة «ألفا» للاتصالات (الخلوية) من «تعرُّض محطة محيبيب الرئيسية في قضاء مرجعيون الى تدمير جزئي نتيجة قصف إسرائيلي تعرّضت له»، كاشفة «أن المحطة تغذّي بدورها محطات ألفا في ميس الجبل والدبية وحيان وحولا ومركبا، ما أدى إلى تعطّل المحطات الستة وانقطاع الخدمة عن كامل المناطق التي تتغذى من هذه المحطات». وهذه المرة الأولى يُستهدف قطاع الاتصالات، في توسيع جديد لـ «قواعد الاشتباك» يُنتظر أن يقابَل بردّ على قاعدة «التماثل» من جانب «حزب الله»...
تجدد القصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله» عبر حدود جنوب لبنان
تل أبيب – بيروت: «الشرق الأوسط»..قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الجيش رصد صباح اليوم الأحد إطلاق حوالي 10 قذائف هاون باتجاه منطقة شلومي في شمال إسرائيل، وسقطت جميعها في منطقة مفتوحة. وأضافت أن طائرات حربية ردت بضربات تستهدف مناطق الإطلاق في لبنان. وذكرت الوزارة أن الجيش الإسرائيلي قصف قبل قليل أيضا بنية تحتية لـ«حزب الله» في جنوب لبنان. وأعلن «حزب الله» أن مقاتليه استهدفوا صباح اليوم موقع الضهيرة ونقطة الجرداح بشمال إسرائيل «بالأسلحة المناسبة»، وذلك «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة». وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف مناطق في جنوب البلاد منها تلة حمامص وسهل مرجعيون، وأحراج الناقورة الجنوبية، والمنطقة الواقعة بين بلدتي دبل والقوزح في قضاء بنت جبيل. وتفجر قصف متبادل شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي من ناحية و«حزب الله» اللبناني وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من ناحية أخرى عبر الحدود، في أعقاب اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمس (السبت) إن الطيران الإسرائيلي قصف عدة أهداف لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، منها منظومة متقدمة لصواريخ أرض- جو. وأضاف أفيخاي أدرعي على منصة «إكس» أن هذا القصف جاء رداً على إطلاق صاروخ أرض- جو على طائرة تابعة للجيش الليلة الماضية؛ مشيراً إلى أنه تم اعتراض الصاروخ.
غالانت: «حزب الله» أطلق أكثر من 1000 صاروخ لكنه «يدفع ثمناً باهظاً»
تل أبيب: «الشرق الأوسط»..نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله، الأحد، إن إسرائيل تخوض حرباً «متعددة الجبهات» حتى لو تركزت في غزة. وأضاف غالانت أن «حزب الله» اللبناني أطلق أكثر من 1000 صاروخ على إسرائيل لكنه «يدفع ثمناً باهظاً» كل يوم، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي». وفيما يتعلق بالضفة الغربية، قال غالانت إن هناك محاولات كثيرة للقيام بعمليات ضد إسرائيليين يتم إحباطها من قبل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك). وانتقد غالانت إيران، ووصفها بأنها «سبب كل العداء ضد دولة إسرائيل». ومضى يقول: «رصدنا اتجاهاً متزايداً من إيران لتكثيف هجماتها عبر وكلائها في العراق وسوريا واليمن».
«حزب الله» يقفل الطريق على أي نقاش لبناني بسلاحه
جنبلاط يتمنى ألا يُستدرج لبنان إلى حرب
الراي.. قابل «حزب الله» مواقف خصومه الداعية للانسحاب من المنطقة الحدودية في الجنوب وتطبيق القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني، بإقفال الطريق على أي نقاش متصل بسلاحه، إذ قال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم إن «هذه المقاومة ليست للنقاش وليست للبازار السياسي»، فيما جدد الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط موقفه الداعي لعدم استدراج لبنان إلى الحرب. وتكرر قوى سياسية لبنانية معارضتها لدخول «حزب الله» في المعركة الدائرة في غزة، وتطالب بتطبيق القرار الأممي 1701 الداعي لعدم انتشار الأسلحة في منطقة جنوب الليطاني، باستثناء سلاح الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، وذلك في ظل معركة عسكرية يخوضها الحزب ضد الجيش الإسرائيلي ويتبادلان القصف على طول الحدود. وقال قاسم في حفل تأبين مقاتل في الحزب: «(حزب الله) سيبقى على أعلى جهوزية وفي استعداد دائم وهو يقوم بإشغال إسرائيل وإرباكها وإيقاع الخسائر فيها ومنعها من استخدام كل قوَّتها في مكان آخر، بل وجعلها في حالة قلق، وسيبقى كذلك». وأضاف: «نحن على أعلى جهوزية لأي احتمال يمكن أن يطرأ. كل هذه التهديدات التي تقولها إسرائيل لا قيمة لها بالنسبة إلينا. نحن نخوض في الميدان، ونعبِّر عن إيماننا وعن قناعتنا في الميدان، ونُوقع الخسائر الكبيرة لإسرائيل في منطقة الجنوب مقابل فلسطين المحتلة». وأكد قاسم أن «المقاومة هي الحلُّ الوحيد، وكل كلام غير المقاومة لا ينفع في مواجهة هذه التحديات، سواء على المستوى الدولي أو الإسرائيلي». وسأل: «هل تلاحظون كيف أنَّه في الفترات السابقة كانوا يقولون إنَّه ممنوع على المقاومة أن تملك سلاحاً معيناً، وممنوع أن يملك الأحرار إمكانات وقدرات للمواجهة، وممنوع أن تملك الدول الممانعة قدرات تفوق قدرات إسرائيل أو القوى الدولية، لماذا؟ لأنَّهم يريدوننا أن نبقى ضعفاء حتى يتمكنوا في أي لحظة يقررون فيها أن يَهزموا ويَقتلوا ويفرضوا الحلول التي يريدونها». وتابع نائب أمين عام «حزب الله»: «نحن نؤمن بأنَّ المقاومة هي الحل وعمِلنا على هذا الأساس وتسلَّحنا، وسنزداد دائماً، وسنبقى في الميدان، هذه المقاومة ليست للنقاش وليست للبازار السياسي، هذه المقاومة هي صونٌ وحماية للبنان وخياراتنا ومنطقتنا، وستبقى قويَّة عزيزة وستبادر في قوتها إلى أقصى حد، كل ما نستطيع أن نملكه وأن نتدرب عليه من أجل أن نكون أقوياء سنقوم به رغم كل الأصوات التي لا يعجبها ذلك».
جنبلاط: شيء آت
ويأتي ذلك في ظل انتقادات للحزب، ومخاوف لبنانية من توسع رقعة الحرب من جنوب لبنان. وعبر النائب السابق وليد جنبلاط عن تلك المخاوف، بالإعراب عن أمنيته «ألا نُستدرج إلى الحرب»، وتابع: «لكن إن وقعت الواقعة فلا حول ولا قوة، إلا أنه لا يجب أن نُستدرج، والأمر يعود إلى الفريق المقاوم وإلى إسرائيل، وعندما نرى الكم الهائل من الأساطيل على المرء أن يحسب أن شيئاً آتياً. وعندما تبدأ الحرب ما من أحد يستطيع أن يمسك بزمام انتهائها. هذه قاعدة تاريخية». وقال جنبلاط خلال جولته إلى جانب رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، على قرى المتن الأعلى في جبل لبنان: «في الداخل، كان الأجدى لو هناك حد أدنى من الوحدة الوطنية وانتخب رئيساً أياً كان. اليوم الخلاف على تعيين قائد جيش، جيشنا صامد وكبير وضروري. لكن لا أفهم الخلافات لأجل رئاسة قد تأتي أو لا تأتي». وانتقد جنبلاط الإفراج عن عنصر في «حزب الله» متهم بقتل جندي آيرلندي ضمن عداد «اليونيفيل» مقابل كفالة مالية، وقال جنبلاط: «أقول بصراحة إن الإفراج عن المشتبه به أو المُتهم بمقتل الجندي الآيرلندي (من قوات اليونيفيل) في الحادثة التي جرت منذ سنة هو خطأ كبير، فإذا كان هناك شعب بأكمله بقادته وسياسييه يقف إلى جانب القضية الفلسطينية والعرب، فهو الشعب الآيرلندي».
«القوات» و1701
وانسحبت الانتقادات للقضاء العسكري على قوى سياسية أخرى، وقال رئيس كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب جورج عدوان في تصريح تلفزيوني: «إخلاء سبيل المُتهم بقتل الجندي الآيرلندي في اليونيفيل ستكون له سلبيات عدّة علينا ويستمر بإعطاء الصورة السيئة في القضاء وكيفية التعاطي مع اليونيفيل والاستقرار في الجنوب وتطبيق قرار الـ1701». وقال عدوان: «علينا المحافظة على المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة ولا يُمكننا المس بصلاحيات رئيس الجمهورية، ونُطالب بتطبيق القرار 1701»، معتبراً أن «المس بقيادة الجيش هو المس بالأمن القومي، ونحن مع التمديد لقائد الجيش».
إسرائيل تستهدف محطة بث للاتصالات الخلوية في جنوب لبنان
جيشها كثّف استخدام قذائف الفوسفور رداً على هجمات «حزب الله»
بيروت: «الشرق الأوسط»... نجا مدنيان لبنانيان من قصف إسرائيلي استهدف سيارة مدنية كانت تستقلّها امرأة وابنها على طريق كفركلا في جنوب لبنان، في ظل القصف المتبادل المتواصل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، وسجل، الأحد، أعنفها بالقصف بقذائف الفوسفور، بينما استهدفت إسرائيل محطة بث للاتصالات الخلوية للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب. وقالت وسائل إعلام لبنانية إن مدنيين اثنين نجوا بأعجوبة من قصف إسرائيلي استهدف سيارتهما في بلدة كفركلا المقابلة لمستعمرة المطلة الإسرائيلية، وذلك بعدما احتميا في أحد المنازل مع بدء القصف، قبل أن يعمل «الصليب الأحمر اللبناني» على إخراجهما من البلدة. وشهدت المنطقة الحدودية القصف الأعنف بالقذائف الفوسفورية التي استهدفت المناطق المأهولة في كفركلا وقرى حدودية أخرى، بينما استهدف الجيش الإسرائيلي محطة بث للاتصالات الخلوية. وأعلنت شركة «ألفا»، وهي إحدى الشركتين المشتغلتين لقطاع الاتصالات الخلوية في لبنان، تعرّض محطة محيبيب الرئيسية في قضاء مرجعيون إلى تدمير جزئي نتيجة قصف إسرائيلي تعرّضت له. وقالت الشركة في بيان: «هذه المحطة تغذّي بدورها محطات (ألفا) في ميس الجبل والدبية وحيان وحولا ومركبا، ما أدى إلى تعطّل المحطات الست، وانقطاع الخدمة عن كامل المناطق التي تتغذى من هذه المحطات». وأشارت إلى أنها تبقى «على تنسيق كامل مع الجيش اللبناني من أجل إيجاد الظرف المناسب لإصلاح محطة محيبيب، مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع عند الحدود». وأعلن «حزب الله»، الأحد، عن استهدافه 15 موقعاً إسرائيلياً بأسلحة منوّعة. وقال الحزب في بيانات متعاقبة إنه استهدف ثكنة يفتاح وموقع المالكية، بالأسلحة المناسبة، كما استهدف مقاتلوه موقع العباد «بالصواريخ الموجهة، وأصابوا التجهيزات الفنية المستحدثة فيه بشكل مباشر»، فضلاً على قصف تجمع لأفراد وآليات إسرائيلية قرب موقع المطلة بالأسلحة المناسبة، إلى جانب استهداف موقع جل العلام ومحيطه، وموقع حانيتا. هذا وتحدثت معلومات في بيروت عن استهداف نقطتين عسكريتين إسرائيليتين في كل من موقع راميا ومحيط موقع الراهب قرب الحدود. وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي الرد على مصادر إطلاق النار واستهداف بنى تحتية تابعة لـ«حزب الله». ودوت صفارات الإنذار في الجليل الغربي، عند الحدود الشمالية مع لبنان، ظهر الأحد. وقال الجيش الإسرائيلي إنه «رُصد إطلاق عدد من القذائف من الأراضي اللبنانية، باتجاه مناطق مختلفة على الحدود الشمالية، ولا يوجد ضحايا»، كما أعلن اعتراض 4 «أهداف جوية مشتبهة» في سماء الجليل الأعلى أُطلقت من لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الأحد: «رصدنا سقوط صاروخين في بلدتين بالجليل الأعلى دون اعتراضهما»، وذلك بعد إعلانه عن اعتراض «أهداف جوية مشتبهة» تسللت من لبنان نحو الجليل الأعلى. كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق قذائف (هاون) وصواريخ مضادة للدروع من لبنان نحو مواقع إسرائيلية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي، فضلاً على استهداف تلة حمامص وسهل مرجعيون بقصف مدفعي إسرائيلي، تزامن مع استهداف بلدة الطيبة بـ3 قذائف قرب مشروع الطيبة، و3 قذائف أخرى على طلعة القليعة بالقرب من مشروع 800، وطالت القذائف الإسرائيلية مناطق في حولا وميس الجبل وأطراف بلدة كفرشوبا وشبعا. وامتد القصف إلى القطاعين الأوسط والغربي باستهداف أطراف بلدتي مارون الراس وعيترون، ومنطقة اللبونة وأطراف طير حرفا والجبين والضهيرة. وأفاد الإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله» بأن غارة جوية استهدفت منزل رئيس بلدية الجبين في القطاع الغربي.
هل لبنان في مأمن من انزلاقه لحرب مع إسرائيل؟
في ضوء الحديث عن خفض منسوب القلق جنوباً
الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير... يكاد انشغال القوى السياسية في لبنان بمقاربتها، من موقع الاختلاف، لملء الشغور في المؤسسة العسكرية بإحالة قائد الجيش، العماد جوزف عون، إلى التقاعد، في 10 يناير (كانون الثاني) المقبل، يطغى على المفاعيل السياسية والأمنية المترتبة على تصاعد المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل على امتداد الحدود اللبنانية الإسرائيلية، من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا المحتلّة؛ وكأن الجنوب في مأمن من الانزلاق في حرب شاملة معطوفة على تلك التي يشهدها قطاع غزة، مع دخولها يومها الثالث والأربعين. لكن ما يتناقله عدد من الوزراء والنواب عن رئيسي المجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، يفيد بأنه لا مخاطر على لبنان حتى الساعة، وأن المواجهة في الجبهة الشمالية لإسرائيل، وإن كانت آخذة إلى التصعيد، ستبقى تحت سقف التقيد بقواعد الاشتباك التي تتعرض لخروق من حين لآخر، لكنها تبقى تحت السيطرة. فالمواجهة في الجنوب اللبناني، وإن كانت تأتي في سياق إشغال «حزب الله» إسرائيل، للتخفيف من ضغطها على حركة «حماس» في قطاع غزة، فإنها تبقى في حدود استنزاف الحزب للجيش الإسرائيلي تحت سقف الاحتكام إلى معادلة توازن الرعب، دون أن يلوح في الأفق السياسي ما يفتح الباب أمام اتساع رقعة الحرب الدائرة في غزة لتشمل الجبهة الشمالية، خصوصاً أن إيران ليست في وارد الانجرار إلى توسعة الحرب، وإلا لكانت قد بادرت إلى التدخل في الوقت المناسب، بدلاً من أن تنتظر طويلاً، ما سمح لإسرائيل بالمضي في اجتياحها البري لغزة.
تجدد القصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله» عبر حدود جنوب لبنان
كما أن إيران، مع قيام «حماس» باجتياحها المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في النطاق الجغرافي لغلاف غزة، سعت لتمرير رسالة إلى المجتمع الدولي، وتحديداً إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما تولّاه وزير خارجيتها حسن أمير عبد اللهيان، في زيارته المبكرة لبيروت، فور حصول الاجتياح، بقوله، في لقاءاته التي جمعته بأركان الدولة اللبنانية، إن طهران لم تكن على علم مسبق بحصوله وليست ضالعةً فيه، وأن قيادة «حماس» أبلغتها لاحقاً بأن لديها القدرة على الصمود لأشهُر في وجه العدوان الإسرائيلي. والموقف نفسه عكَسه الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، مضيفاً أنه يبني موقفه على ما ستؤول إليه مجريات الحرب في الميدان، دون أن يستفيض في تحديد موقف الحزب؛ رغبةً منه باعتماد الغموض البنّاء الذي أوقع سفراء عدد من الدول الغربية المعتمَدين لدى لبنان في حيرة من أمرهم، ما حال دون تقديرهم ردّ فعله حيال تصاعد الحرب في غزة، وتحديداً لجهة إمكانية استدراج لبنان للدخول في هذه الحرب. حتى إن السفراء أنفسهم لم يتمكنوا من الحصول على أجوبة قاطعة حول إمكانية انزلاق لبنان نحو الحرب، وذلك في لقاءاتهم المفتوحة مع الرئيسين بري وميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، رغم أنهم نقلوا إليهم تحذير دولهم من انجرار لبنان إلى الحرب. لكن الرئيس ميقاتي بادر لاحقاً إلى خرق الصمت اللبناني الرسمي حيال إمكانية انخراط الحزب في الحرب، بقوله إن الحزب يتعاطى بواقعية وعقلانية في تحديد موقفه، ولم يكن يهدف إلى توريط الحزب في موقف لا يريده، وإنما للضغط على المجتمع الدولي؛ لمنع إسرائيل من جرّ لبنان إلى حرب لا يريدها؛ لأن قراره بيد تل أبيب، وليس في لبنان الذي يطالب بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة.
رئيس الحكومة اللبنانية مطمئن إلى عقلانية «حزب الله»
ومع أن منسوب القلق من أن تتوسع الحرب الإسرائيلية لتشمل الجبهة الشمالية، أخذ يتراجع تدريجياً، استناداً إلى ما يتناقله وزراء ونواب عن الرئيسين بري وميقاتي، اللذين يشددان، في الوقت نفسه، على حق لبنان في الدفاع عن النفس، فإن معظم هؤلاء يؤكدون، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحزب يقدّر الظروف الراهنة التي يمر بها البلد، سواء أكانت سياسية أم مالية، ويأخذها في الاعتبار، ولن يقدم على خطوة مرتجلة وغير مدروسة، ومن خارج حساباته الإقليمية، وتحديداً إيران. ويرى نواب ووزراء أن استدراج لبنان للدخول في حرب يقع على عاتق إسرائيل، ومن ثم فإن الجهود الدولية، التي تستخدم كل ثقلها السياسي لقطع الطريق على إيجاد الذرائع لإسرائيل لإشعال الجبهة الشمالية، يُفترض أن تشكل رافعة للضغط على تل أبيب، ما دام لبنان يلتزم بالقرار 1701 ويصر على تطبيقه ولن يسمح لإسرائيل بتغيير قواعد الاشتباك والإطاحة بها. لذلك فإن المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله» تبقى محكومة بالتقيد بقواعد الاشتباك، وأن مجرد خرقها سيضطر الحزب للرد عليها مباشرة، وهذا ما يكمن وراء ردّه على المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بين بلدتيْ بليدا وعيناتا الحدوديتين، وأدت إلى استشهاد ثلاث فتيات وجَدّتهن. فالحزب أعلن بصراحة أنه سيردّ، وبادر إلى قصف مستوطنة كريات شمونة والبنى التحتية في الجليل الأعلى، وهذا ما أبلغه إلى قيادة «يونيفيل» التي أبلغت بدورها إسرائيل بأن القصف جاء رداً على المجزرة، مع أنها اضطرت لاحقاً؛ أي إسرائيل، إلى تمرير رسالة للبنان، عبر مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوغستين، وفيها أنها أخطأت في استهدافها السيارة التي كانت تقلُّهم؛ ظنّاً منها أنها عسكرية. وما انسحب، بالنسبة لـ«حزب الله» على مجزرة عيناتا، انسحب لاحقاً على استهدافه مستوطنات إسرائيلية تقع في عمق فلسطين المحتلّة، في ردّه على توسيع الرقعة الجغرافية التي تدور فيها المواجهة، وصولاً إلى تجاوزها ما يسمى منطقة العمليات الواقعة في جنوب الليطاني، الخاضعة لسيطرة الجيش اللبناني و«يونيفيل».
ما الجديد في الخطاب الثاني لنصر الله؟
ورغم أن المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل تصاعدت، في الأيام الأخيرة، وبلغت ذروتها مع توغُّل الجيش الإسرائيلي في غزة، فإن مصادر دبلوماسية غربية تتعامل معها على أساس أنها تبقى تحت السيطرة، حتى لو خرجت على ما كان مألوفاً، في الأسابيع الأولى من انطلاقها، وهذا ما يفسر حصر النزوح بغالبيته الساحقة من الجنوب إلى الجنوب، وتحديداً من المناطق الساخنة، وعدم اضطرار آلاف العائلات التي كانت قد استأجرت أماكن بديلة لها في أكثر من منطقة جبلية، في حال توسّعت دائرة المواجهة، إلى صرف النظر حالياً عن الإقامة فيها، والبقاء مؤقتاً في عمق البلدات الجنوبية بضيافة أقارب لهم، أو في مراكز خُصّصت لإيواء النازحين، مع أنها بحاجة لتأهيل وتوفير الحد الأدنى من احتياجات المقيمين فيها. إلا أن تراجع نسبة المخاطر من اندلاع حرب غير محدودة في الجنوب لا يعني في المطلق عدم التحضير منذ الآن لمواجهة مرحلة ما بعد انتهاء الحرب في غزة؛ لأن أصحاب الرؤوس الحامية داخل الحكومة الإسرائيلية، وأولهم رئيسها بنيامين نتنياهو، لن يتردد لاحقاً - في حال لم يضطرّ للاستقالة أو الإقالة تحت مفاعيل التقصير الأمني والاستخباراتي بكشف مخطط «حماس» في اقتحامها المستوطنات الواقعة في نطاق غلاف غزة، وملاحقته قضائياً في ملف الفساد - في الالتفات إلى الجبهة الشمالية؛ تحسُّباً لمفاجأة يمكن أن يقوم بها «حزب الله». وبكلام آخر، لا بد من إدراج الوضع في الجنوب بوصفه بنداً أول على جدول أعمال الحكومة التي قد تكون عاجزة عن إعادة النظر فيه، وصولاً إلى ترتيبه تحسُّباً لأي عمل عدواني إسرائيلي، وهذا ما يستدعي إعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة على تحمل المسؤولية، وإلى أن يتحقق ذلك لا بد من التوصل لاتفاق لإنهاء الشغور في قيادة الجيش. وما يعزز الاعتقاد بإعادة تكوين السلطة وجود مخاوف مشروعة حيال المحاولات الرامية لإعادة النظر في خريطة الشرق الأوسط يستدعي التحضير لتأمين جلوس لبنان إلى طاولة المفاوضات، بدلاً من أن يُدرج اسمه على خانة الدول المشمولة بإعادة رسمها.
«الثنائي الشيعي» يحاول استيعاب الحملة على البطريرك الماروني
الراعي: 70% من سكان الشريط الحدودي نزحوا... ويطالبون بالأمن
الشرق الاوسط...بيروت: بولا اسطيح... يحاول «الثنائي الشيعي»، المتمثل بـ«حزب الله» وحركة «أمل»، استيعاب الحملة الكبيرة التي شُنت على البطريرك الماروني بشارة الراعي في الأيام الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي، على خلفية دعوته لجمع الأموال في الكنائس لإغاثة أهالي جنوب لبنان. واستنفر عدد من المحسوبين مباشرة على «الثنائي»، وانضم إليهم رجال دين، لانتقاد دعوة الراعي الذي استخدم تعبيراً مسيحياً بقوله «لمّ الصواني»؛ إذ يتم عادة في القداديس أيام الأحد التجوال بصينية بين الحاضرين الذين يضع الراغبون منهم مبالغ من المال تستخدم إما لتأمين حاجات الكنيسة ومصاريفها أو لدعم الفقراء. وعدّ منتقدو كلام الراعي الذين بمعظمهم لم يكونوا على ما يبدو مطلعين على هذه العادة التاريخية المسيحية، أن الراعي بدا وكأنه يدعو لشحذ الأموال لأهالي الجنوب، وأكد المنتقدون أن هؤلاء الأهالي ليسوا بحاجة لهكذا طريقة لتأمين المال، ملمّحين إلى أن احتياجاتهم مؤمّنة من قبل «حزب الله». وثمة الآلاف من المسيحيين يعيشون في عدة قرى حدودية في الجنوب، بينها رميش والقوزح وعين إبل ودبل والقليعة وجديدة مرج عيون وبرج الملوك، وينتمي بعضهم للطائفة المارونية. وتوقف الراعي، في عظة الأحد، عند معاناة أهالي الجنوب من دون أن يتطرق إلى الحملة السابقة. وأشار إلى أن وفداً من بلدات الشريط الحدودي «جاءوا إلينا وشرحوا لنا معاناتهم،»، لافتاً إلى أن «70 بالمائة نزحوا إلى بيروت وكسروان وجبيل وأقفلت المدارس، وهناك استحقاقات موجبة عدالة وإنسانية». وأضاف: «جاء الوفد يطلب مساعدات مدرسية واستشفائية وغذائية، ويطالب بالأمن في المنطقة وتجنب التوترات وتأمين تحرك السكان إلى عملهم، فالأمر يقتضي الكثير من ضبط النفس والحكمة وتجنب الحرب وويلاتها». ولفت إلى أنه «في هذا الجو ومن أجل الاحتفال باليوم العالمي للفقر، قرر مجلس البطاركة والأساقفة الذي انعقد بين 6 و8 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري أن تتبرع البطريركيات والرهبانيات بمبالغ مالية، وأن تخصص صواني الأحد بالإضافة إلى المبالغ المقدمة من البطريركيات لمساعدة أهالي الجنوب المنكوبين والفقراء»، عادّاً أن «جمع الصواني في الكنائس هو من صميم أفعال التقوى لله». ولطالما كانت العلاقة بين الراعي وجمهور «الثنائي» غير مستقرة، خاصة في ظل تمسكه بسياسة حياد لبنان التي لا يحبذها هذا الجمهور. ويعقد الراعي لقاءات دورية منذ سنوات مع موفدين من «حزب الله» بمحاولة للتخفيف من حدة الخلاف في مقاربة الكثير من الملفات. وعُقد أخيراً اجتماع بعيداً عن الأضواء بين المسؤول الإعلامي في البطريركية وليد غياض، وممثلين عن «حزب الله»، وهو جاء قبيل انطلاق الحملة على الراعي، كما يؤكد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، لافتاً إلى أنه يندرج بإطار اللقاءات المتواصلة مع «حزب الله» باعتبار أن القنوات غير مقطوعة معه. ويشير أبو كسم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بما يتعلق بالتواصل مع رئيس المجلس النيابي وحركة (أمل) نبيه بري فهو أسبوعي»، مؤكداً أن طرفي «حزب الله» و«أمل» غير راضيين عن الحملة الأخيرة التي استهدفت البطريرك ويضعانها في إطار الأعمال الفردية، وقد تم التفاهم على وضع حد للموضوع؛ لأن إشاعة جو أن هناك شرخاً مارونياً - شيعياً في هذه المرحلة لا يخدم المصلحة الوطنية العليا، وهو أصلاً غير موجود. ويشدد أبو كسم على أن «تصوير بكركي وكأنها مع الحرب على غزة تزوير وتشويه للحقائق؛ لأن مواقف البطريرك كانت واضحة منذ اليوم الأول وأدانت الحرب بكل حسم»، ويضيف: «أما بما يتعلق بالوضع جنوباً، فموقف البطريرك الراعي لم يتغير لجهة دعمه تطبيق القرار (1701) والدعوة لحياد لبنان... إلا إذا شُنت حرب علينا فعندها يكون مجبراً على الدفاع عن نفسه». ويؤكد أبو كسم أن «الكنيسة تقف مع رعاياها في جنوب لبنان، والكهنة لم يتركوا بلداتهم وهم إلى جانب الأهالي الذين قرروا البقاء في منازلهم بمقابل أكثرية قررت النزوح إلى بيروت»، لافتاً إلى أن «دعوة البطريرك للمّ الصواني لجمع الأموال التي قامت حملة ضدها، هي لدعم كل أهالي الجنوب». وبما يؤكد سعي «الثنائي الشيعي» لاستيعاب الحملة على الراعي، أعلن رئيس البرلمان نبيه بري الجمعة رفضه «حملات الافتراء على مقام البطريرك الراعي، حيال دعوته الصادقة إلى دعم النازحين اللبنانيين»، لافتاً إلى أن «دعوة غبطته لدعم النازحين تعبر عن موقف رسالي وطني جامع». وأضاف: «إنني إذ أنوه بدعوة غبطته في هذا المجال، نستنكر الحملة التي تعرض لها عن سوء فهم ليس إلا». ووقفت الأحزاب المسيحية إلى جانب الراعي في الحملة التي شُنت عليه. وتصدرت «القوات اللبنانية» الحملة الدفاعية، ورغم عدم الانسجام التام في المواقف بينه وبين جمهور «التيار الوطني الحر»، فإن هذا الجمهور وقف في صفه للدفاع عنه على وسائل التواصل الاجتماعي، كما فعل نواب عونيون.