روسيا توقّع مع إسرائيل اتفاقاً للتعاون الاستراتيجي بين جيشيهما
الثلاثاء 7 أيلول 2010 - 8:12 ص 3674 0 دولية |
يتضمن صفقات أسلحة ... ومنع تسليح سوريا وإيران روسيا توقّع مع إسرائيل اتفاقاً للتعاون الاستراتيجي بين جيشيهما
| ||||||||||
في الوقت الذي يتعرض فيه وزير الدفاع إيهود باراك لانتقادات واسعة جراء تعامله مع «وثيقة غالانت» أفلح في صنع اتفاق عسكري تاريخي مع الحكومة الروسية، يشكل إطارا للتعاون العسكري الاستراتيجي بين الجيشين الإسرائيلي والروسي. وقد سجل باراك نقطة تاريخية، ليس فقط بإبرام الاتفاق، وإنما بوصوله إلى موسكو كوزير الدفاع الإسرائيلي الأول الذي يحل ضيفا على نظيره الروسي أناتولي سيرديوكوف. وفي إشارة للأهمية التي توليها روسيا لهذه الزيارة التي تستمر يوما واحدا فقط، تم استقبال باراك بحرس شرف امام النصب التذكاري الذي يخلد ذكرى الانتصار السوفياتي على النازية. وقال سيرديوكوف، بعد التوقيع على اتفاقية الإطار مع باراك في موسكو امس، «إننا وقعنا على اتفاق بعيد المدى للتعاون العسكري». وأشار إلى أنه في لقائه باراك أثار أيضا قضية التعاون في قضايا التسلح. وأضاف إن «من المهم جدا لنا أنه في إطار الصورة الجديدة التي نريد إسباغها على الجيش الروسي سنستخدم خبرة قوات الأمن الإسرائيلية والعمل الذي يقومون به». وشدد سيرديوكوف على أنّ وجهات النظر بين موسكو وتل أبيب حول التحديات العديدة الراهنة «متقاربة أو متطابقة»، موضحاً أن ذلك «يتعلق بشكل رئيسي بقضايا الإرهاب ووقف انتشار أسلحة الدمار الشامل». وأشارت وكالات الأنباء إلى أن روسيا تعيش حالياً عملية تحديث لجيشها وتحاول تسليحه بأسلحة أجنبية. وفي هذا الإطار فإن موسكو معنية بشراء طائرات صغيرة من دون طيار من إسرائيل، مثل تلك التي سبق لإسرائيل أن باعتها إلى جورجيا وغنمتها القوات الروسية في حربها معها عام 2008. وأوضح وزير الدفاع الروسي أن جيشه اشترى 12 من هذه الطائرات وأنه يتم تدريب طاقم من 50 شخصا لتفعيلها. ورفضت وزارة الدفاع الروسية الكشف عن طبيعة المشتريات أو تفاصيل اتفاق التعاون العسكري بين الدولتين. أما إسرائيل من جانبها فهي معنية بوقف مبيعات السلاح الروسية الى كل من سوريا وإيران، وقد نجحت مؤخراً في عرقلة بيع منظومة صواريخ «أس 300» للدفاع الجوي لطهران بعد صراع دبلوماسي طويل. وشددت جهات إسرائيلية على أن الغرض الأساس من زيارة باراك هو تشجيع روسيا على شراء منتجات عسكرية إسرائيلية. وكان معلقون في السابق قد ألمحوا إلى رغبة روسيا في شراء معدات إسرائيلية لتعويضها عن صفقات كانت تبرمها في السابق مع جورجيا. وحسب مسؤولين إسرائيليين فإن الصفقات التي تعرضها تل أبيب على موسكو تتعلق بمعدات تستخدم في مكافحة حرب العصابات، وخصوصا معدات يمكن استخدامها في المناطق المأهولة. وذكرت مصادر روسية أنّ المحادثات بين باراك وسيرديوكوف تناولت خصوصاً تنفيذ صفقات عديدة لبيع موسكو طائرات استطلاع إسرائيلية. وأوضحت المصادر أن روسيا وإسرائيل وقعتا في نيسان الماضي اتفاقاً لشراء طائرتين إسرائيليتين من طراز «بيرد آي – 400» بقيمة أربعة ملايين دولار، وثماني طائرات من طراز «أم كي -150» بقيمة 37 مليون دولار، إلى جانب طائرتين من طراز «أم كي -2» بقيمة 12 مليون دولار. كما وقعتا اتفاقاً آخر لتزويد روسيا بـ36 طائرة استطلاع إسرائيلية بقيمة 100 مليون دولار، سيتم تسليمها لموسكو خلال العام الحالي. وبحسب المصادر فإنّ الجانبين يناقشان حالياً إقامة مشروع مشترك لإنتاج طائرات من دون طيار بقيمة 300 مليون دولار. وقال باراك في مستهل اللقاء «أصل إلى وزارة الدفاع بعد أن استعرضت حرس الشرف أمام النصب التذكاري للنصر على ألمانيا النازية في موسكو. وكلنا في إسرائيل يعرف كم كانت روسيا القوة التي هزمت ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وبذلك أسهمت في إقامة دولة إسرائيل. في العقود الأخيرة هاجر الى إسرائيل أكثر من مليون شخص من روسيا ومن رابطة الدول المستقلة، وهم يشكلون قوة مركزية في جميع ميادين الحياة في إسرائيل. إن روسيا لاعب مركزي في العالم وذات تأثير على دول الرابطة ودول الرباعية». وأثناء لقائه بنظيره الروسي رسم باراك خريطة التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل، وفي مقدمتها الخطر الإيراني والتسلح السوري إلى جانب دعمهما لما يسميه بالمنظمات الإرهابية و«حزب الله». وأطلع باراك سيرديوكوف على استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين وعن محادثاته الأخيرة مع الملك الأردني عبد الله الثاني ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتحدث باراك في ختام التوقيع على الاتفاق. وقال إن «روسيا هي قوة مركزية في العالم، وهي قوة مهيمنة وبالغة التأثير في الشرق الأوسط. والقضايا الأمنية تأخذ دوما صدارة اهتماماتنا، ونحن لن نساوم على أمن إسرائيل». وأضاف إن «إسرائيل على استعداد لتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب مع العسكريين الروس لضمان الأمن، بما في ذلك عن طريق استخدام الطائرات من دون طيار». وبعد ذلك دعا باراك سيرديوكوف لزيارة إسرائيل، وقدم وزير الدفاع الروسي دعوة ثانية لباراك لزيارة موسكو لمواصلة الحوار الأمني العسكري. وقد سافر باراك إلى منتجع سوتشي على البحر الأسود لمقابلة رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين. واستمر لقاء باراك مع بوتين حوالى ساعة ونصف الساعة تم خلالها بحث سلسلة من القضايا الأمنية والسياسية. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن باراك تفاؤله بشأن فرص التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين. وقال «نحن نرى فرصة للتقدم على المسار الفلسطيني»، مضيفاً أنه «عندما تحين اللحظة المناسبة» يمكن أيضا التوصل إلى سلام مع كل من سوريا ولبنان في إطار تسوية إقليمية و«نحن ننتظر من الأسرة الدولية أن تدعم العملية بأشد درجة من الحذر، ونحن ننتظر إشارات» من الجانب العربي. («السفير») |
المصدر: جريدة السفير