البيان الختامي لمؤتمر أي عروبة تصح في القرن الواحد والعشرين؟
الأحد 1 آذار 2009 - 6:42 م 5535 0 محلية |
وفي جلسة ختامية تلا المنسق العام للمؤتمر الدكتور حسن منيمنة نص البيان الختامي وجاء فيه: "من بيروت، عاصمة الحريات العربية التي انطلقت منها فكرة العروبة في العصر الحديث، تعود ليلتقي فيها جمع من المثقفين العرب لتدارس ما آلت اليه الفكرة العربية على مستوى الفكر والممارسة.
المؤتمر يتطلع الى تجديد فكرة العروبة أصلاً، بروح نقدية لرؤى الماضي، وأحوال الحاضر، تطلعاً الى تصورات مستقبلية.
ويأتي هذا المؤتمر في مرحلة تاريخية تتسم بمراجعات نقدية شاملة في كل المدارس والايديولوجيات وهي مراجعة تقتضي التحليل النقدي للخطاب القومي العربي بمنطلقاته وممارساته وسياقاته.
تضمن المؤتمر أوراق بحث للاشكالات الفكرية، وتحليلات للتجارب العيانية في بلدان عربية شتى، ومراحل تاريخية متنوعة. ويتبين من هذه البحوث تغير معاني فكرة العروبة في مراحل متعاقبة، وتباين معنى الأمة، واختلاف أشكال وسبل تحققها في دولة قانونية.
من هنا وجوب البدء بالتحديد الدقيق لما نقصده بالعروبة التي نريد تجديدها، وأوجه وأبعاد هذا التجديد.
واستناداً لأبحاث ومناقشات المؤتمر، ثمة تقارب عام أن العروبة هي مجموع السمات الثقافية والاجتماعية والنفسية المتشكلة تاريخياً والمتصفة بثبات نسبي، للجماعة التي نطلق عليها الأمة العربية.
ويستبعد هذا التعريف أي مسعى للاقصاء على أساس الدين أو المذهب، أو أي معطى ثقافي ثانوي، من شأنه تفكيك بدل جمع النسيج الأهم للأمة (أية أمة).
وبالتفصيل، فنسيج الأمة يتكون من وحدة اللغة، والتراث والذاكرة التاريخية للنضال في سبيل الاستقلال، والوحدة، والنضال ضد الاستعمال.
وتفيدنا دراسة التجارب السابقة ما يمكن استخلاصه لتمتين بناء الأمة والاقتراب المتدرج من لحظة تحققها في كيان سياسي، وهذا الاقتراب يقتضي المبادىء العامة التالية:
أولاً: ـ إرساء دولة القانون، أي الدولة الدستورية بما تتضمنه من حريات مدنية وقانونية، ومساواة أمام القانون، واحترام حقوق الانسان.
ثانياً: ـ إرساء دولة عصرية تقوم على التمثيل الحقيقي وتداول السلطة، وحرية التفكر والتعبير، والتعددية السياسية والفكرية والثقافية ومعلوم ان الدول العربية تقترب أو تبتعد عن هذا النموذج، وان المسار العام هو الدفع باتجاه هذا الهدف من خلال تقوية المجتمع المدني ومؤسساته, وتفعيل الدور النقدي للمثقفين العرب، ودعم التوجهات والإصلاحات في هذا الاتجاه.
ثالثاً: ـ إرساء قواعد حماية كل الجماعات الثقافية الاثنية أو الدينية الموجود في سياق المجتمع العربي، على قاعدة الحقوق الكاملة للمواطنة كما حددتها مواثيق الأمم المتحدة.
رابعاً: ـ احترام الدولة القطرية بوصفها كياناً قانونياً قائماً، كأداة لوحدة المجتمع الوطني، وهذه الوحدة التي ستكون احدى لبنات التجمع الوحدوي العربي، والاحتفاء بالدولة الوطنية بإعتبارها معلماً من معالم التنوع، وبإعتبارها أداة شرعية في التعامل الإقليمي والدولي، وأداة لتحقيق الوحدة المنشودة في المستقبل.
خامساً: ـ دعوة المجتمع المدني العربي، بكل مؤسساته الى تبني سياسة ثقافية تتوخى نظرة حضارية تعترف بالآخر في ضوء فلسفة حوار الثقافات، وتركز على فئة الشباب على وجه الخصوص لرفع وعيهم الاجتماعي بالعروبة وابعادها المختلفة، وتقوية الذاكرة التاريخية باستخدام أحدث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (الانترنت، الساتالايت، الخ)، وتطوير طرق التعبير الحديثة، مثل المدونات، المتطلعة الى عالم عربي واحد تسوده الحريات والعدالة الاجتماعية.
سادساً: ـ دعوة القوى الاقتصادية، أفراداً ومؤسسات، الى تنشيط التفاعل الاقتصادي، استثماراً وتبادلاً وتعاوناً، لإرساء مقدمات الاقتصاد العربي في عصر العولمة، القادر على اشباع الحاجات الأساسية للمجتمع، وتعزيز موقعه في الإطار العالمي.
سابعاً: ـ اننا اذ نمعن النظر في تجارب الماضي وتطلعات المستقبل نرى أن الوحدة العربية يمكن أن تتمخض مما تقدم في إطار دولة القانون، الديموقراطية، الحقوق المدنية، احترام التعددية، وحقوق الانسان، والتبادل الثقافي والفكري والمعلوماتي، والتواشج الاقتصادي، المتصل والمستمر بوعي وبإرادة صاحية.
ثامناً وأخيراً: ـ ان المؤتمرين يعتبرون هذا المؤتمر مجرد خطوة أولى في مشروع أوسع ستتم متابعته بوسائل شتى مثل عقد الورش الفكرية، والندوات، واقامة موقع على الانترنت، وتشجيع الشباب لنشر أفكارهم كمدونات (على الانترنت) وذلك سعياً لتوسيع الحوار الديموقراطي بلا اقصاء ولا استثناء، انها حرية بلا ضفاف.
ويتوجه المؤتمرون الى تيار المستقبل بالشكر والتقدير على مبادرته في تنظيم هذا اللقاء الحر، المفتوح منبراً حريصاً، كما أراده المنظمون والمشاركون، على التمسك في العروبة فكرة، والعمل على تحققها واقعاً، في ضوء المعرفة الدقيقة بالمتغيرات العالمية والإقليمية والوطنية، كل ذلك سعياً وراء مشروع عروبي جديد ومتجدد.
المصدر: جريدة المستقبل - العدد 3234