قيادات ارثوذكسية تحذر من مغبة نتائج استيطان القدس وتهويدها..."جبل الهيكل" تدعو الى هدم المسجد الاقصى في الفصح اليهودي
الأحد 28 آذار 2010 - 5:39 ص 3946 0 عربية |
رام الله ـ "المستقبل"
حذرت شخصيات مسيحية أرثوذكسية امس من مغبة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في مدينة القدس من استيطان وتهويد واستهداف للمقدسات المسيحية والإسلامية.
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، خلال مؤتمر دعت إليه فعاليات أرثوذكسية عشية اقتراب عيد الفصح المجيد، في مدينة رام الله، إن "المدينة المقدسة تتعرض لاشرس حملة تستهدف وجهها العربي الإسلامي والمسيحي وخاصة المقدسات لذلك الوجه".
ووجه حنا نداء لجميع رؤساء الكنائس في العالم للوقوف إلى جانب المواطنين (المسلمين والمسيحيين) في ظل ما يكابدونه من إجراءات تمنع وصولهم إلى الأماكن المقدسة، مضيفا، أن "القدس لأهلها وهم أحق الناس فيها".
اضاف "من المؤسف أن تتحول المدينة عشية الأعياد المسيحية إلى ثكنة عسكرية تحرم الشعب الفلسطيني ابسط حقوقه في حرية العبادة"، مشيرا إلى أن هذا وضع غير منطقي وغير مقبول ويستدعي وقفة مسيحية فلسطينية وعالمية.
وقال مروان طوباسي رئيس مجلس المؤسسات والفعاليات الأرثوذكسية إن "تصاعد الهجمة الإسرائيلية على المدينة المقدسة في الوقت الذي تعقد القمة العربية في مدينة سرت الليبية، يحتم علينا أن نرفع أصواتنا عالية في وجه هذه الاعتداءات".
وحذر طوباسي من الحفريات التي تستهدف تزوير التاريخ في المدينة عامة، والحفريات التي تستهدف إقامة "الهيكل المزعوم" وتزايد الاستيطان وتهجير المسيحيين والمسلمين وسحب الهويات.
وقال ان "اتفاقية الستاتيكو الموجودة منذ أكثر من 400 عام تنص على ضرورة وصول المصلين المسيحيين إلى سطح كنيسة القيامة عشية الاحتفالات المقدسة".
وأعلن طوباسي رفض المواطنين المسيحيين أي تدخل لسلطات الاحتلال في هذه الاحتفالات، مشيرا إلى أن الموقف المسيحي الواضح والمعلن هو أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف "نرفض فرض الاحتلال الإسرائيلي نظام التصاريح للوصول إلى أماكن العبادة سواء في القدس أو في بيت لحم وأن هذا الرفض ينطبق على المقدسات الإسلامية والمسيحية".
واستهجن الناطق باسم المؤسسات الأرثوذكسية في القدس المحامي نبيل مشحور الادعاءات الإسرائيلية القائلة إن إسرائيل تمنح حرية العبادة لكافة الأديان، مفندا كافة هذه الادعاءات عبر الممارسات التي تفرضها سلطات الاحتلال على الفلسطينيين.
وأشار إلى مدى التضييق الذي يعانيه المقدسيون في الأحياء العربية في القدس، لافتا إلى أن حي النصارى تحول إلى أشبه بساحة حرب.
وقال مشحور "يتزامن عيد الفصح اليهودي مع الأعياد المسيحية، فليشهد العالم على حجم التسهيلات الممنوحة لليهود، وحجم التضيقات المفروضة على الفلسطينيين الذين تقيدهم الإجراءات الإسرائيلية".
واكد عضو المجلس التشريعي برنارد سابيلا أن "مجرد فرض نظام التصاريح على الفلسطينيين للوصول إلى الأماكن المقدسة، هو أمر يتنافى مع كافة المواثيق والاتفاقيات التي تضمن حرية الإنسان، وحرية العبادة".
وأشار إلى سعي إسرائيل الحثيث لتغيير الواقع السياسي والديموغرافي والجغرافي في القدس الشرقية، في سعيها لحرمان الفلسطينيين من حقهم في عاصمة دولتهم وحرمانهم من تأدية عباداتهم في أماكنه المقدسة.
وفي ختام المؤتمر، دعا الناطقون كافة المسيحيين الفلسطينيين الى التوجه إلى القدس في عيد القيامة للتأكيد على مدى تعلق وارتباط المسيحيين الروحي والوطني بهذه المدينة المقدسة.
من جهة اخرى، وجهت جماعة "أمناء الهيكل" اليهودية المتطرفة امس دعوة صريحة وعلنية لهدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل على أنقاضه، معلنة أنها ستقوم في الأول من نيسان (أبريل) المقبل بتنظيم مسيرة في القدس الشرقية المحتلة باتجاه الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي. وقالت الجماعة، في بيان وزعته عبر البريد الإلكتروني، "جماعة أمناء جبل الهيكل ستسير نحو جبل الهيكل في الأول من نيسان (أبريل) حاملة دعوة الرب وشعب إسرائيل (ابنوا الهيكل الآن)".
واضافت "في هذا المكان يجب علينا التظاهر ضد الضغوط التي تأتي من كل العالم وخصوصا من رئيس الولايات المتحدة، باراك حسين أوباما، لتقسيم القدس وجعل القدس عاصمة فلسطينية وتقسيم أرض إسرائيل".
وقالت الجماعة "في عيد الفصح ستدعو أمناء الهيكل وحركة أرض إسرائيل من جبل الهيكل الجميع في إسرائيل والعالم بأسره إلى الوقوف ومساعدة حركة أمناء الهيكل بكل طريقة ممكنة من أجل التغيير الفوري للوضع المخزي في جبل الهيكل وبالقيام فورا ببناء جبل الهيكل على قمة جبل موريا".
وحذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث من محاولات جماعات يهودية تدنيس المسجد الأقصى، الأسبوع المقبل خلال أيام عيد الفصح العبري والذي يتضمن محاولات لتقديم "قرابين الفصح العبري" داخل الأقصى، ما بين قبة الصخرة وقبة السلسلة.
ودعت المؤسسة حراس المسجد الأقصى وسدنته وجموع المصلين في المسجد الأقصى لأخذ الحيطة والحذر والانتباه لكل محاولة من قبل الجماعات اليهودية لتدنيس المسجد. وأشارت إلى ضرورة تواجد المصلين من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني في المسجد الأقصى في كل وقت وحين، وعلى مدار أيام الشهر والسنة كلها طلبا لأجر وثواب الصلاة وشدّ الرحال إلى الأقصى.
وأكدت مؤسسة الأقصى أنه على الرغم من رفض المحكمة الإسرائيلية طلب الجماعات اليهودية السماح لها بتقديم القرابين داخل الأقصى، إلا أن هذه الجماعات لا يؤمن جانبها، ولا يؤمن جانب المؤسسة الإسرائيلية عموما.
إلى ذلك، فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس قيودا مشددة في بلدة القدس القديمة ومحيط المسجد الأقصى بداعي الخشية من اندلاع تظاهرات بعد صلاة الجمعة رغم الأحوال الجوية العاصفة التي تمر بها المدينة.
المصدر: جريدة المستقبل