لبنان يتّجه إلى تمثيل ضعيف في قمة ليبيا

تاريخ الإضافة الخميس 18 شباط 2010 - 6:27 ص    عدد الزيارات 3730    التعليقات 0    القسم محلية

        


يتّجه لبنان إلى مراعاة الطائفة الشيعية، وعدم المشاركة في قمة ليبيا الشهر المقبل، على مستوى رئاسي ولا حتى على مستوى وزير الخارجية الشيعي، والاكتفاء بإيفاد وزير الخارجية بالوكالة أو انتداب السفير لدى الجامعة العربية لتمثيل لبنان في هذه القمة.
وكانت آخر المطالبات بعدم المشاركة، قد أطلقها أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي ذكّر أمس خلال افتتاح مؤتمر طبي عالمي في مستشفى الزهراء الجامعي، بقضية تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، منبّهاً إلى انعقاد القمة العربية «ليس في ليبيا، بل في كنف النظام الليبي، الأمر الذي يمكنه من غسل يديه من جرائمه وإخفاء بصماته عن كل إرهابه». وطالب لبنان «بالامتناع عن المشاركة في قمة الإحباط العربي في بنغازي»، كذلك طالب القادة العرب بـ«إيجاد الوسيلة المناسبة التي تجعلهم خارج المسؤولية عن أفعال نظام التجزئة، النظام الذي اغتال مفهوم الوحدة والتضامن على مساحة الوطن العربي وأفريقيا، وأشعل النار بثوب النظام العربي من تشاد إلى الصومال ودارفور».
وعلى أبواب موعد هذه القمة، وصل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إلى بيروت، في زيارة هدفها الأساسي المعلن إلقاء محاضرة في الجامعة الأميركية، لكن لن تغيب عنها قمة ليبيا ومشاركة لبنان فيها، وخصوصاً أنه سيلتقي رؤساء الجمهورية ومجلسي النواب والحكومة. وقد حاول ترك الباب مفتوحاً، برفضه الحديث في المطار عن قضية الصدر ومطالبة بري بعدم المشاركة في القمة، قائلاً: «من الأفضل أن يترك هذا الأمر للاتصالات الدبلوماسية».
لكن موسى توسّع في التحذير من احتمال حصول اعتداء إسرائيلي، وقال رداً على سؤال عن خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: «تصريحات نارية من هنا وتصريحات نارية من هناك، لكن الوضع يتطلب حذراً كبيراً جداً، وأن نقف نحن جميعاً مع لبنان». وإذ أكد وجود «موقف عربي واحد وراء لبنان»، شدد على ضرورة بحث احتمال العدوان، و«أخذ الأمور بجدية».
وعما إذا كان يخشى من ضربة إسرائيلية لإيران أو لبنان أو سوريا، قال: «هذا ضرب من الجنون، فالعودة الى إسالة الدماء وسواها مسألة لن يكسب منها أحد».
وكان الرئيس بري قد تناول في كلمته أمس، موضوع التهديدات الإسرائيلية، لكن ليس من منظور التخوّف، بل ضامّاً صوته إلى صوت نصر الله بـ«أن تفكير قادة اسرائيل بالهرب إلى الأمام على حساب لبنان لن يكون نزهة، بكل تواضع ودون تبجّح، كما لم يكن كذلك عام 2006». وتابع جازماً: «ستكون أي حرب إسرائيلية جديدة غلطة شاطر أو مغرور، حيث من المعروف أن إسرائيل ستتمكن بفضل قوة النار التي تملكها من أن تسبّب كالعادة الكثير من المجازر والموت والأذى والدمار، لكن النتيجة الوحيدة لحربها ستكون الهزيمة والفشل الاستراتيجي. ولن تستطيع تفكيك الجبهة الداخلية ولا إيجاد شرخ بين المقاومة والجيش أو بين المقاومة والوطن، رغم ما يثار من حين إلى آخر حول المقاومة وحول سلاح المقاومة».
وحدد بري مواصفات لبنان الذي «نريده»، ومنها: «نريده لبنان لاطائفياً، دولة معاصرة. نريده وطناً ونظاماً نابعاً من أرضنا وتاريخنا. نريده وطناً لا يقبل الاعتداءات على إنسانه وأرضه وجوّه وبحره، نريد جيشاً مزوداً بمنظومات وبأسلحة متطورة للدفاع الجوي والبري والبحري في مستوى الأخطار التي تهدد الوطن، ولا يعتبر المقاومة تهمة، بل على حدود الخيانة، ولا اعتبار أبداً للخيانة على حدود الوطن».
وحمّل نظام الطائفية السياسية مسؤولية بقاء لبنان ضعيفاً أمام العدوانية الإسرائيلية، فساد الحكم، نشوء جماعات المصالح الخاصة، والاحتكارات والامتيازات وأدوية الأعشاب وغير الأعشاب. وقال إنه مع الذين احتشدوا في 14 شباط «نريد العبور إلى الدولة، لكن شرط أن يكون معنى ذلك الاعتراف بأن الدولة التي كانت تحكمنا قد سقطت دون رجعة»، لأن «الجميع يعترف بأن تلك الدولة تمادت في الظلم وبالغت في حرمان الناس، وتآمرت، نعم تآمرت، على شعبها وجنوبها ورفعت شعار السيادة التي تنازلت عنها». وكرر دعوته إلى «التفكير، على الأقل التفكير، بالوسائل لإلغاء الطائفية السياسية».
إلى ذلك، ودّع رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه، لبنان أمس، بمواقف لامست السجال الداخلي، فحصر الحماية والدفاع عن الأرض والشعب بالدولة، وشدد على تسليح الجيش، لكن «ليس للهجوم على الجيران بل للدفاع»، محدداً «الجيران» بسوريا وإسرائيل، داعياً الثانية إلى «ضبط النفس»، وفتح كل الملفات «العالقة» مع الأولى.


المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم..

 الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 - 4:36 ص

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم.. بين «فاغنر» و«صادات» وأجهزة دولية … تتمة »

عدد الزيارات: 178,886,789

عدد الزوار: 8,644,005

المتواجدون الآن: 91