تحليل من رام الله

شريط "فتح غيت": الحسيني "عارياً"... فلسطين عارية!

تاريخ الإضافة الأحد 14 شباط 2010 - 4:51 ص    عدد الزيارات 4307    التعليقات 0    القسم عربية

        


رام الله - من محمد هواش:
شغلت الرأي العام الفلسطيني خلال الايام الاخيرة قضية الشريط الذي ظهر فيه رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية رفيق الحسيني عارياً في القناة  العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي، وعرض  الضابط سابقا في جهاز المخابرات الفلسطيني فهمي شبانة التميمي ما سماه "ملف فساد" يخص رجالاً متنفذين في السلطة الفلسطينية. وطالب الحسيني بالاستقالة في غضون اسبوع والا سيعرض ملفات اخرى قال "انه يمتلكها".
الفلسطينيون هزهم  الشريط ووجدوا انفسهم في ورطة، فيما وصفه مراقبون في رام الله بأنه "مذبحة اعلامية لفلسطين". ورفض مسؤولون كثر التعليق على الشريط، في حين اتهم  مدير المخابرات الفلسطيني سابقا توفيق الطيراوي التميمي بانه "جاسوس" لاسرائيل وبأنه هرّب اراضي فلسطينية الى اسرائيليين".
اما عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب فتحدث عن المسألة بوضوح اكثر اذ قال ان "قضية الشريط قديمة وقد اتخذت اجراءات في شأنها وان على المتورطين في هذه المسألة ان يقدموا انفسهم الى العدالة كي تحكم في الامر"، مشيراً الى ان حركة "فتح" ستشكل "لجنة تحقيق لهذه الغاية".
وبرزت دعوات فلسطينية الى التروي والتدقيق في ما اورده الشريط وفي الفساد الذي تحدث عنه التميمي، ولاسيما لجهة اخطاء ارتكبها قياديون فلسطينيون، وتلفيق اخرى  ضد الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، اذ تكاد لا تخلو مقالات الصحف الاسرائيلية اليومية من اتهام عباس وفياض بشتى التهم الى درجة وصف وزير الامن الداخلي الاسرائيلي عوزي لانداو الرئيس عباس بأنه "قاتل بصمت" بخلاف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي اتهمه لانداو بانه "قاتل يحب ان يرى الدماء"، وبأنهما "يريدان ابادة اسرائيل".
ويشار الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كلف اخيرا خبيرا اسرائيليا بالتعاون مع شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي إعداد مذكرة طويلة بمثابة "كتاب ابيض" تحرض على عباس وفياض وتتهمهما بانهما ليسا شريكي سلام، لان الفلسطينيين يرفضون اجراء مفاوضات بلا هدف او مرجعية او جدول زمني مع حكومة نتنياهو، ولانهم ايضا نجحوا في كسر احتكار اسرائيل لدور الضحية في اوساط الرأي العام الدولي، ولان عباس  واضح في خياراته السلمية حتى في ما يتعلق بالكفاح السلمي الشعبي ضد الاحتلال الاسرائيلي. ويرجح ان تكون اجهزة الامن الاسرائيلية اقنعت التميمي بطريقتها عرض الشريط " حماية للشعب من فساد السلطة !".
فلسطينيون كثر يرون ان الشريط هو جزء من "الكتاب الابيض"، لكن ظهور الحسيني عاريا لا يجوز، في رأي هؤلاء، ان يمر وكأن شيئا لم يكن. فالحسيني الى كونه رئيس ديوان الرئاسة، هو واحد من قنوات عمل السلطة الفلسطينية بعيداً من الاضواء في القدس. ولهذا ايضا يرى فلسطينيون ان الضربة الاسرائيلية جزء من المعركة السياسية العامة وجزء من معركة اسرائيل في القدس واقصاء الحسيني بشريط من هذا النوع هو هدف ثمين من دون مقابل اسرائيلي.
الحسيني نفسه وعد بعقد مؤتمر صحافي لشرح ملابسات تصويره كما عرض في الشريط، وتفنيد التهم الواردة في التقرير بعد عودة الرئيس عباس الى رام الله  من جولته الآسيوية.
والحسيني نفسه كان ضحية مكمن مخابراتي فلسطيني قبل نحو عامين، اذ صور في بيت امرأة فلسطينية دعته الى العشاء بتنسيق مع ضباط من جهاز المخابرات الفلسطيني، ومن غير المعروف ما اذا كان الحسيني قد صوّر من دون معرفته او تحت تهديد بالسلاح، او باي وسيلة اخرى، او اذا كان ثمة ضباط مشاركون في المكمن لمصلحة اسرائيل من دون علم جهاز المخابرات الفلسطيني. وغداة هذا الحادث فقد مدير المخابرات الفلسطينية توفيق  الطيراوي منصبه لانه سمح لضباطه بخرق القانون. ورفض عباس التجديد له سنة اخرى اسوة بضباط آخرين في رتبته ومنصبه، كتسوية يتم فيها طي القضية ولملمة اثارها.
القضية الوحيدة التي هي مثار النقاش في شريط التميمي هي ظهور الحسيني عاريا رمزاً لمحاولة اسرائيل نزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني وبرنامجه الوطني لاقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، والقضايا الاخرى التي عرضها التميمي في الشريط تخص اشخاصاً من مرحلة ماضية عزلوا من مناصبهم بسببها، منهم من هو  فار من وجه العدالة، وبعضهم تم جلبه والتحفظ عليه وعلى امواله، والبعض الاخر له ملف لدى النائب العام. ولا يوجد في التقرير أي معلومة جديدة غير معروفة للفلسطينيين.
مع ذلك ثمة بلبلة في اوساط الرأي العام الفلسطيني فهو يعرف ان اسرائيل وراء هذا الشريط مع ان "ابطاله" كلهم فلسطينيون، ولا يتعارض ذلك مع  مطالبة الحسيني بالاستقالة الى حين جلاء الموقف القانوني والاخلاقي في الشريط وملابساته ومراميه على قاعدة انه اذا كان من غير المسموح خسارة المعركة السياسية مع الاحتلال الاسرائيلي اليوم فانه حرام على الفلسطينيين الوقوع في اخطاء من هذا النوع في هذه المرحلة الحساسة. 


المصدر: جريدة النهار

ملف فلسطين وغزة..في ذكرى 7 أكتوبر..

 الإثنين 7 تشرين الأول 2024 - 5:03 ص

الغزّيون ملّوا الحروب ويحلمون بحياة تشبه الحياة.. لا يهمهم مَن يحكم القطاع بعد وقف القتال..والهجر… تتمة »

عدد الزيارات: 172,893,696

عدد الزوار: 7,716,514

المتواجدون الآن: 0