أحمدي نجاد يزور البرازيل وفنزويلا للحصول على الدعم للبرنامج النووي
إيران ستردّ في شدة على «أي اعتداء للعدو» في الخليج وتهدد بقصف تل أبيب
الإثنين 23 تشرين الثاني 2009 - 8:34 ص 4308 0 دولية |
طهران - من أحمد أمين|
بدأت القوات الجوية الايرانية، امس، مناورات تستمر خمسة ايام، تشتمل على التدريب على الرد على هجمات افتراضية تستهدف المواقع النووية الايرانية، فيما اكد مجتبى زولنور، ممثل المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي، في قوات الحرس الثوري الخاصة، السبت، انه «اذا هاجم العدو ايران، فان صواريخنا ستضرب تل ابيب».
واعلن قائد جهاز الدفاع الجوي الجنرال احمد ميقاني، السبت (وكالات)، ان الهدف الرئيسي من المناورات، صد تهديد جوي مفترض من عدو وهمي لايران على منشآتها النووية. واضاف: «نظرا للتهديدات ضد منشآتنا النووية من واجبنا الدفاع عن مرافق البلاد الحيوية، وبالتالي ستشمل المناورات بوشهر، فارس، اصفهان، طهران والمحافظات الغربية».
وتابع: «ستكون وحدتنا مسؤولة عن المناورات، لكن ستشارك فيها كذلك وحدات من الحرس الثوري و(ميليشيا) الباسيج».
وتقع محطة بوشهر النووية التي لم يبدأ تشغيلها بعد في محافظة بوشهر جنوبا، فيما توجد مواقع تخصيب اليورانيوم الايرانية الاخرى في اصفهان وقرب طهران.
من ناحيته، أعلن قائد القاعدة البحرية في مدينة خورمشهر جنوب إيران عبد الحميد كفايت، امس، أن» أهداف الأعداء في الخليج «في مرمى القوات البحرية، مشيراً إلى أنهم «إن أرادوا القيام بأي اعتداء فإنهم سيواجهون رداً شديداً».
وشدد كفايت لـ «وكالة فارس للانباء»، على استعداد سلاح الجيش البحري وقوات الحرس الثوري للتصدي لأي تحرك يقوم به «العدو في سواحل الخليج». وأشار إلى دور سلاح البحر خلال الحرب مع العراق طوال 8 أعوام، معتبراً أن القوات المسلحة سددت ضربات موجعة «للعدو البعثي في تلك الظروف العصيبة رغم قلة إمكاناتها بفضل إيمانها ومعتقداتها الدينية.
واكد وزير الدفاع الجنرال احمد وحيدي «ان من شأن التعاون بين بلدان المنطقة التأثير في قضايا الامن والنمو والاستقرار، لكن ما دامت القوات الاجنبية موجودة في المنطقة، ولاسيما في العراق وافغانستان، فلا يمكن الحديث عن امن مستديم، اذ ان من مستلزمات الحديث عن الامن المستديم هو جلاء هذه القوات وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة».
من ناحية اخرى، حذر وحيدي مستخدمي تقنية الانترنت من عدم تزويد الجهات المشرفة على خريطة «غوغل» الجغرافية بالمعلومات التي تصنف ضمن «الاماكن السرية في البلاد»، وقال «ان المسؤولين عن هذه الخريطة ولغرض اكمال معلوماتهم، يطلبون من المستخدمين تزويدهم بالمعلومات، ويجب على المستخدمين في ايران الالتفات الى ان بعض المعلومات المرتبطة بالاماكن تعتبر سرية، لذلك يجب عدم تسريب مثل هذه المعلومات»،
كما شدد على «ان طهران ستتابع مع موسكو قضية تزويدها بمنظومة اس اس - 300 المضادة للصواريخ».
الى ذلك، ووسط الضغوط المتصاعدة في شأن الملف النووي، بدا الرئيس محمود احمدي نجاد، امس، جولة تشمل خمس دول، من بينها البرازيل وفنزويلا، في مسعى لتعزيز العلاقات مع هاتين الدولتين اللتين تملكان اكبر اقتصاد في اميركا اللاتينية وتدعمان برنامج بلاده النووي.
وستشمل الجولة التي تستمر خمسة ايام، كذلك بوليفيا البلد اليساري الاخر في اميركا الجنوبية. كما سيزور كل من السنغال وغامبيا في غرب افريقيا، حسب موقع الرئاسة الايرانية على الانترنت.
وصرح احمدي نجاد قبل مغادرته طهران، ان «دولا مثل ايران والبرازيل وفنزويلا وغامبيا والسنغال لديها القدرة على وضع نظام عالمي جديد».
وفي اشارة الى العلاقات التي تزداد قوة مع البرازيل، قال ان «ايران والبرازيل لديهما رؤية مشتركة حول الوضع في العالم، وهما مصممتان على تطوير التعاون بينهما».
وقبيل الزيارة، رحب احمدي نجاد بدعم البرازيل لحق ايران في برنامج نووي سلمي. وقال في بيان: «بينما يدور جدل غير منصف في الدول الغربية ضد برنامج ايران النووي السلمي، فان الشعب البرازيلي يقف مع الشعب الايراني».
واضاف: «اذا اتحد الشعب البرازيلي والشعب الايراني في شأن قضايا مثل الهجوم الوحشي للنظام الصهيوني على سكان غزة العزل، فان ذلك سيظهر رغبة مشتركة» في السلام.
وواجه احمدي نجاد انتقادات في الداخل تشكك في جدوى السعي للحصول على دعم حلفاء في اميركا الجنوبية، البعيدة جغرافيا عن ايران.
من ناحية ثانية، اكد علي اصغر سلطانية مندوب ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، امس، على ان طهران تحتاج الى ضمانات بانها ستتسلم الوقود النووي اللازم لمفاعلها النووي للابحاث في الوقت المطلوب.
وجدد تأكيده ان طهران مستعدة لاجراء مزيد من المفاوضات حول تزويدها بالوقود اللازم لمفاعل الابحاث الخاضع لرقابة دولية والمقام في طهران، بعد ايام من رفض ايران صفقة تم التوصل اليها بوساطة الوكالة الذرية تنص على ارسال طهران معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى روسيا وفرنسا، لتحويله الى وقود لاستخدامه في مفاعل الابحاث.
من ناحيته، أكد مساعد وزير الخارجية السابق حميد رضا آصفي، أن القضية النووية هي من جملة القضايا الاساسية التي تحظى بآلية خاصة في اتخاذ القرار وابداء وجهات النظر حولها، وأن ذلك يحدث بالاجماع على الدوام.
ورفض تصريحات بعض المسؤولين الغربيين بعدم التوصل الى اجماع حول القضية النووية. واكد ان سياسات ايران حول مطالب مجموعة 5+1 واضحة، وان رد ايران سيتم على اساس الاجماع والسياسات العامة ولا يوجد اختلاف بين المسؤولين في هذا الاطار.
وحول توجيه مسؤولين غربيين الاتهامات الى ايران بانها تتابع «سياسة تضييع الوقت»، رد السفير السابق لدى الامارات: «ليس الامر ذلك على الاطلاق». واعلن انه «يجب على ايران أن تدرس مطالب 5+1 من كل الجوانب وهو أمر طبيعي، وليس بالامكان الرد سريعا على هذه المطالب».
المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية