حماس والقسام.. هل هي بداية انشقاق بين السياسي والمسلح!
الإثنين 23 تشرين الثاني 2009 - 7:59 ص 5036 0 عربية |
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يكد وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة، فتحي حماد، يعلن عن اتفاق مع الفصائل الفلسطينية المختلفة بعد القيام بأي عمل من أعمال المقاومة في إطار ضرب الصواريخ خلال هذه الفترة، حتى خرجت الفصائل الفلسطينية لتعلن عدم وجود مثل هذا الاتفاق.
غير أن الأهم من هذا كله هو أن الذراع العسكري لحركة حماس، أي كتائب عزالدين القسام، نفت الأحد عبر شاشة الجزيرة الفضائية وجود مثل هذا الاتفاق، وقالت إنه لم يصدر عنها أي بيان يشير إلى ذلك.
يأتي هذا التناقض "غير المتوقع" بين تصريحات الجناحين السياسي والعسكري لحماس بعد إشارات صدرت سابقاً تصب في منحى آخر، إذا كانت هناك شائعات تتحدث عن خلافات بين حركة حماس في الداخل والخارج، أي بين حماس غزة وحماس دمشق على وجه التحديد.
إلا أنها المرة الأولى تقريباً التي يخرج فيها مثل هذا التناقض الحاد في المواقف بين الذراعين العسكري والسياسي للحركة، فهل هي بداية الصدع بين حماس المسلحة وحماس السياسية؟
روابط ذات علاقة
على أي حال، ذهب الناطق باسم كتائب عزالدين القسام إلى أبعد من ذلك عندما استغرب ما "تناولته وسائل الإعلام بهذا الشأن" موضحاً أن للكتائب موقعا رسميا ينطق باسمها فيما تدلي به من تصريحات، وأن المواقف الرسمية تصدر عبر بيانات ينشرها الموقع، وهو ما لم يحدث في هذه القضية، وفقاً لما نقله المركز الفلسطيني للإعلام، التابع لحركة حماس.
وقال أبو عبيدة، بشأن تصريحات حماد، "إن هذا الأمر يخص الحكومة الفلسطينية، وهي التي تسأل عنه، ومع هذا فإن تصريحات وزير الداخلية تفهم على أن هناك توافقًا ضمنيا على عدم اتخاذ أي قرار بوقف إطلاق الصواريخ إلا بتوافق يتم بين فصائل المقاومة."
وشدد أبو عبيدة على أن "المقاومة وإطلاق الصواريخ" ورقة قوية في أيدي الشعب الفلسطيني، وأنه لن يترك هذه الورقة لأي سبب كان "حتى يزول الاحتلال عن كامل الأراضي الفلسطينية."
وكان فتحي حماد، وزير الداخلية في حكومة حماس، قد أعلن السبت، انه تم التوافق مع الفصائل الفلسطينية بعدم إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية "في هذه الفترة"، لكن في حال قيام إسرائيل بأي عملية تقدم أو اجتياح فالمجال مفتوحاً للرد.
وأضاف حماد خلال لقاء نظمه منتدى الفلسطينيين ضمن برنامج "الصالون الصحفي"، في مقره بمدينة غزة: "نحن لا نمنع المقاومة إلا في إطار التوافق خاصة بعد الحرب الأخيرة"، مشيرا أن الوزارة لا تقوم بأي خطوة إلا في ظل التوافق مع فصائل المقاومة وكانت لقاءات متعددة مع الفصائل لتقييم الوضع الميداني بعد الحرب.
وفي أعقاب تلك التصريحات، أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تمسكها بخيار "المواجهة ومقاومة الاحتلال الصهيوني بكل أشكال النضال"، نافية أن تكون جزءاً من أي اتفاق بوقف إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية أو "بتحييد أي شكل من أشكال المقاومة المشروعة التي كفلتها كافة الشرائع والمواثيق الدولية."
كذلك نفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجهاد الإسلامي أي صلة لهما بأي اتفاق لوقف المقاومة من غزة.
المصدر: موقع CNN