عباس يجول على مدن فلسطينية ويهاجم اسرائيل وأنصاره يحضّونه على التراجع عن عدم الترشح
الإثنين 9 تشرين الثاني 2009 - 6:41 ص 4470 0 عربية |
بعد ثلاثة ايام من اعلان عزوفه عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، جال الرئيس الفلسطيني محمود عباس على مدينتي الخليل وبيت لحم، وشن هجوماً شديداً على اسرائيل امام الالاف من انصاره، متهماً اياها بأنها لا ترفض وقف الاستيطان فحسب بل لا تريد السلام اصلا.
وشارك آلاف الفلسطينيين في استقباله في الخليل بجنوب الضفة الغربية وكبرى مدنها، واطلقوا هتافات مؤيدة له، مع العلم ان هذه المدينة تعتبر من أهم معاقل حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في الضفة.
وفي بيت لحم ايضاً تجمع الاف الفلسطينيين امام مقر الرئاسة في المدينة، واطلقوا هتافات تطالب عباس بالترشح للانتخابات الرئاسية، وتؤيد انتقاده الدور الاميركي الداعم والمحابي لاسرائيل.
وقال عباس في كلمة القاها في بيت لحم: "اسرائيل تقول انها ترفض الشروط المسبقة لبدء المفاوضات، لكن الاسرائيليين في الحقيقة يرفضون السلام ولا يريدون وقف الاستيطان ورؤية الدولتين لانهم لا يريدون السلام". لكنه شدد على "اننا يجب ان نبقى مؤمنين بالسلام والامن والامان وبتطور بلدنا ووحدتنا الوطنية".
وأضاف:"قبلنا بالشرعية الدولية والقانون الدولي وخريطة الطريق، وقدمنا كل ما علينا من التزامات وحققنا الكثير من الانجازات في الامن والامان، لكن الطرف الاسرائيلي لم يفعل شيئاً ولم يقبل بوقف الاستيطان والدولة الفلسطينية المستقلة، ولم يقبل بالمرجعيات الدولية... قلنا لاهلنا في الخليل ستبقى الخليل موحدة وفلسطينية، وسيبقى الحرم الابرهيمي لنا ولن نقبل باقتسامه وها نحن في مدينة بيت لحم مهد المسيح التي ستبقى لنا... مهما حاولوا الاعتداء على مقدساتنا وارضنا، فلن نسمح لهم بذلك وستبقى القدس بمسجدها الاقصى وكنائسها لنا وستكون القدس عاصمة ابدية للشعب الفلسطيني ودولته".
وتطرق الى الشأن الفلسطيني الداخلي والحوار المتعثر بين حركتي "فتح" و"حماس"، فأكد "الحرص الشديد على الوحدة الوطنية الفلسطينية وان يبقى شعبنا وارضنا موحدين". وقال "نسعى لمصالحة فلسطينية برعاية مصر التي قبلنا ورقتها للمصالحة ووقعناها". لكنه اتهم "حماس" بـ"انها لا تريد المصالحة ولا تريد الا امارتها التي تتمسك بها"، في اشارة الى سيطرتها على قطاع غزة منذ حزيران 2007. واعتبر ان "لدى حماس رؤية قاصرة لن تؤدي الى نتيجة ولن تؤدي الى وحدة، وانما تؤدي الى اهداف حزبية لن يقبل بها الشعب الفلسطيني".
وتعليقاً على جولة عباس في الضفة الغربية، قال عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ان "عباس المصاب بخيبة أمل من المواقف العربية الرسمية، يعود الان الى الشعب الفلسطيني المؤيد لمواقفه الرافضة للشروط الاسرائيلية والاميركية لبدء المفاوضات مع اسرائيل من دون وقف كامل للاستيطان".
وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة القدس عبد المجيد سويلم: "من الواضح ان هناك حال التفاف شعبي حول ابو مازن لها علاقة بخوف الفلسطينيين على مستقبلهم الوطني الذي تمثله القيادة السياسية الفلسطينية". ولاحظ ان "الفلسطينيين باتوا يشعرون بان الولايات المتحدة واسرائيل لم تعودا تريدان عباس، لأنه يمثل البرنامج الفلسطيني المطالب باقامة دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وفي عمان، طالب المجلس الوطني الفلسطيني عباس بالعدول عن قراره عدم الترشح لولاية رئاسية ثانية. واعتبر المجلس في جلسة عقدها بمقره في عمان لأعضائه الموجودين فى الأردن برئاسة سليم الزعنون أن قرار عباس، جاء بعد الضغوط الإسرائيلية وتراجع الإدارة الأميركية عن مواقفها من الاستيطان، إلى وجود تيارات فلسطينية ساهمت في وضع الرئيس الفلسطيني في موقفه الحالي.
وطالب المجلس عباس بالاستمرار فى موقفه الرافض لبدء عملية التفاوض في ظل استمرار الاستيطان، بينما أثار عدد من أعضاء المجلس تساؤلات عن جدوى عملية المفاوضات ومستقبل المصالحة الوطنية الفلسطينية.
(و ص ف، ي ب أ)
المصدر: جريدة النهار