إسرائيل غير مسرورة وواشنطن تعتبره حلا لمشكلة فلسطينية تواصل ردود الفعل حول قرار عباس بعدم الترشح لولاية ثانية
السبت 7 تشرين الثاني 2009 - 7:53 ص 4585 0 عربية |
أثار قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن بعدم الترشح لولاية ثانية جملة ردود فعل داخلية ودولية، ففي الوقت الذي طالبت به حركة "فتح" ممثلة بلجنتها المركزية والتنفيذية، عباس بالعدول عن قراره وخرجت مسيرات في بعض المدن الفلسطينية، اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أن القرار هو حل فلسطيني لمشكلة فلسطينية، ولكن إسرائيل من جانبها امتنعت عن التعليق، ولكن بعض التصريحات التي صدرت عن المسؤولين في تل أبيب تشي بأن هناك رغبة في بقاء عباس في منصبه.
رام الله، دمشق، واشنطن:
قال وزير المالية في حكومة نتنياهو يوفال شتاينتس إن اسرائيل غير مسرورة لاعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن نيته عدم الترشح للانتخابات القادمة ولكنها لا تنوي القيام ببوادر حسن نية احادية الجانب لاقناعه بالعدول عن قراره. وكان عباس أعلن يوم الخميس انه لا يرغب في الترشح في انتخابات الرئاسة التي دعا لاجرائها في يناير كانون الثاني وعبر عن خيبة أمله من "محاباة" واشنطن لاسرائيل فيما يتعلق بالجدل الدائر بشأن استئناف محادثات السلام.
واشنطن: حل فلسطيني لمشكلة فلسطينية
وفي تصريحات للناطق باسم الخارجية الأميركية، ايان كيلي، اعتبرت الولايات المتحدة اليوم أن قرار محمود عباس بعدم الترشح لولاية ثانية هو "حل فلسطيني لمشكلة فلسطينية". وقال كيلي: "نحترم السيد عباس ونعتقد انه لاعب هام في العملية بأسرها لقد كان محاورا هاما بالنسبة لنا ونحترم عمله ونتطلع الى العمل معه لكن هذا قرارا يعود له ليتخذه...ونحن نحترمه فقد كان شريكا كبيرا".
وتوقع كيلي ان يستمر عباس في لعب دور في الحياة السياسية الفلسطينية قائلا "لقد كان ملتزما بهدفنا المشترك بحل الدولتين لتوفير مستقبل افضل لشعبه ونأمل انه سيستمر بالقيام في هذا النوع من الدور المنتج". ولفت كيلي الى ان الولايات المتحدة "لم تقل يوما انه يجب ان تكون شروط مسبقة لأي من هذه المحادثات .. ما قلناه ان على كل الاطراف اتخاذ خطوات سبق ان التزموا بها في خريطة الطريق تؤدي الى هذا النوع من المناخ الذي ينتج مفاوضات هامة وذات جدوى".
واعاد كيلي التأكيد على ان موقف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لم يتغير من المستوطنات الاسرائيلية مشيرا الى الالتزام الامريكي بلعب "دور تسهيلي في مساعدة الجانبين على الوصول الى هذه النقطة" واضاف "موقفنا واضح نريد انهاء لأنشطة الاستيطان ونريد ان نرى انشاء دولة فلسطينية جنبا الى جنب مع اسرائيل وهذه المسألة على الطرفين العمل عليها".
دعوات للعدول عن القرار
وبينما كان رئيس الجامعة العربية، عمرو موسى طالب الرئيس عباس بالعدول عن قراره، دعت المملكة المغربية اليوم الجمعة الرئيس عباس إلى مواصلة نضاله المشروع من اجل القضية الفلسطينية. واكدت المملكة في بيان أصدرته وزارة الخارجية على اثر اعلان الرئيس عباس عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة على ضرورة استمرار (ابو مازن) في ممارسة قيادته للشعب الفلسطيني الشقيق ووصفتها بالقيادة "المتميزة".
كما طالبت المملكة في البيان الرئيس عباس باستئناف فعلي للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية على اسس سليمة وعادلة واستشرافية وفق المعايير والمقتضيات الدولية والرامية الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ونوه المغرب بالتزام الرئيس عباس الذي وصفته ب"المتميز" لفائدة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق مؤكدا ان تعنت الحكومة الاسرائيلية الذي يتعارض مع اهداف السلام والاستقرار في الشرق الاوسط يتعين ان يشكل حافزا للرئيس عباس على مواصلة جهوده المدعمة من قبل المنتظم الدولي والعالمين العربي والاسلامي.
مشعل: القرار لا يحرج الأطراف الإقليمية والدولية
وفي أول تعليق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل على قرار عباس، اعتبر مشعل في كلمة القاها خلال مهرجان في مخيم اليرمون جنوب دمشق أن "الاشارة الى الاستقالة او عدم الترشح ليس فيها احراج للاطراف الاقليمية والدولية فلا مشاعر لهم لكي يحرجوا".
واكد مشعل ان "الشجاعة توجب علينا نحن قيادات الشعب الفلسطيني ان نصارح شعبنا في حقيقة التسوية". من جهته، اعتبر الامين العام للجهاد الاسلامي رمضان شلح "ان الانتخابات ليست حلا ولا مخرجا، فهي ليست حلا يمكن ان يخرج الحالة الفلسطينية من مازقها الراهن بل ستكرس الانقسام". واضاف ان "اعلان ابو مازن (محمود عباس) امس (الخميس) لا يشكل مخرجا وان كان ما قاله له دلالات كثيرة اهمها اعتراف صريح بان التسوية وصلت الى طريق مسدود ولن توصل الى دولة فلسطينية".
وطالب شلح رئيس السلطة الفلسطينية بان "يلقي بمشروع التسوية في وجه اميركا واسرائيل"، مؤكدا ان "ليس المهم ان ينجو المرء بنفسه ولكن المهم ان يوفر لشعبه ولقضيته سبل النجاح، وسبيل النجاح لقضيتنا هو الاعتراف الواضح بفشل خيار التسوية ووصوله الى طريق مسدود". وعزا عباس الخميس قراره بعدم الترشح لولاية جديدة الى شعوره بالاحباط بسبب تجميد عملية السلام مع اسرائيل.
كما طالب مشعل بتجميد مشروع التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين وتبني خيار المقاومة. ودعا شلح في كلمته التي القاها بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لانطلاق حركة الجهاد الاسلامي الى "الاعلان عن تجميد مشروع التسوية الراهن وتعليقه فترة من الزمن وتحميل اسرائيل والادارة الاميركية و(اللجنة) الرباعية الدولية مسؤولية ذلك".
كما دعا الى "تبني خيارات بديلة عبر الجهاد والمقاومة وحرية العمل الشعبي بكل اصنافه". ولا تزال مفاوضات السلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين مجمدة منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ حزيران/يونيو 2007 وفشلت الادارة الاميركية في اقناع المسؤولين الاسرائيليين بوقف سياسة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة، الامر الذي تطالب به السلطة الفلسطينية كشرط لاستئناف المفاوضات.
المصدر: موقع إيلاف