الحكومة التركية تنفتح: مؤتمر عام للعلويين
الثلاثاء 2 كانون الأول 2008 - 7:20 ص 6973 0 دولية |
محمد نور الدين
مع اقتراب الانتخابات البلدية في تركيا في آذار المقبل تتواصل المبادرات من جانب الأحزاب الرئيسية تجاه العديد من القضايا لكسب اكبر عدد ممكن من الأصوات المعارضة تقليديا لها.
وبعد الانفتاح المفاجئ لحزب الشعب الجمهوري على الحجاب، وترحيب رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان بذلك، جاء الدور هذه المرة على حزب العدالة والتنمية الذي وضع ما يشبه خريطة طريق للانفتاح على العلويين، الذين تصاعدت مؤخرا تحركاتهم الاحتجاجية على عدم تلبية الحكومة أيا من مطالبهم.
ووفقا لآخر المبادرات فإن الحكومة تخطط لعقد مؤتمر عام علوي، يشارك فيه جميع المنظمات التي تدّعي تمثيل العلويين وزعمائهم الدينيين، فضلا عن مثقفيهم. وستتم أيضا دعوة حتى المنظمات العلوية التي ترى أن العلوية فكر يقع خارج الإسلام.
وعاد النائب العلوي الوحيد عن حزب العدالة والتنمية رها تشامور اوغلو إلى التحرك من ضمن الحزب، بعدما ابتعد احتجاجا على تراخي الحزب في التعامل مع هذه المسألة. وأوضح اوغلو انه قال لأردوغان، بعد تظاهرة العلويين الشهيرة في ٩ تشرين الثاني الماضي، انه حان الوقت لحل هذه المسألة، وما كان من اردوغان إلا أن طرح الموضوع في مجلس الوزراء واقر تكليف وزير الدولة سعيد يازجي اوغلو إعداد خطة تحرك.
ويقول تشامور اوغلو انه تقرر الاستجابة لطلب العلويين إحياء ذكرى المثقفين الذين سقطوا في مطلع التسعينيات في فندق ماديماك في سيواس، عبر تحويل المطعم الصغير الذي يقع في أسفل الفندق إلى مركز لذكرى قتلى الفندق العلويين.
لكن رها تشامور اوغلو لا يشير بشيء إلى القضايا الرئيسية، ولا سيما مسألة اعتبار مراكز العبادة عند العلويين، المعروفة ببيوت الجمع، مراكز عبادة أم مجرد مراكز ثقافية. ويقول إن المؤتمر المنوي عقده سيتحول إلى ورشة عمل تتلقى كل المقترحات والأفكار وتعمل على بلورتها، موضحا انه يجب حسم الأمر حول ما إذا كانت »بيوت الجمع« دينية أو ثقافية، ولكن يجب ألا ننسى أن هناك مجموعات لا تريد الحل مهما كانت صيغته.
غير أن الصورة لدى الجانب العلوي الآخر تبدو مختلفة، ولا توحي بقرب التوصل إلى أي حل جذري، فحزب العدالة والتنمية كان اقترح إنشاء وحدة خاصة بالعلويين في وزارة الثقافة، وهو ما اعتبره العلويون خطيرا جدا، لأن العلوية ليست تيارا ثقافيا بل معتقد وطريقة في التفكير .
ويقول رجل الدين العلوي مرتضى شيرين إن مشكلات ألف سنة لن تحل في يوم، ولا في سنة، ولكن يجب مقابلة اصغر خطوة ايجابية بكل ايجابية، والعلويون لا يملكون مرجعية مؤسساتية تعلّمهم المبادئ العلوية لذا جاء الملحدون من بينهم ليقولوا إن العلوية ليست من الإسلام بشيء. وطالب بتأسيس مجلس خاص بالعلويين يكون هو المرجع المؤسساتي للعلويين.
ويشدد زعيم زاوية قراجه احمد سلطان الشيخ محرم ارجان على انه يجب ألا نترك حل المشكلات العلوية على أميركا والاتحاد الأوروبي بل على الحكومة حلّها. ودعا إلى مشاركة كل العلويين في المؤتمر .
وقال الشيخ العلوي شاكر كيتشيلي إن المهمة الأكبر لحل المشكلات العلوية تقع على عاتق السنّة، ويجب الاعتراف ببيوت الجمع وتقديم الدعم المادي لها، وهي لم تكن أبدا ولن تكون منافسا للجوامع أو بديلا منها، وعلى الحكومة أن تبلور صيغة تعترف فيها قانونيا ببيوت الجمع.
وعقد مشايخ علويون اجتماعا استشاريا في أنقرة الجمعة لبحث المستجدات. وقال الشيخ ولي اولوصوي إن التظاهرات غيّرت المعادلة، موضحا انه لا دين للدولة في الدولة العلمانية لذا يجب إلغاء رئاسة الشؤون الدينية، وما دامت هذه موجودة فلا يمكن القول إن هناك علمانية في تركيا، وعلى الدولة ألا تساعد أحدا وان تبقى على مسافة من كل الأديان والمذاهب، وكما هو خطأ ربط رئاسة الشؤون الدينية برئاسة الحكومة فمن الخطأ أيضا إنشاء مديرية عامة تمثل العلويين. ورفض أن يقبض رجال الدين العلويون رواتب من الدولة، فهذا لا يتفق مع الفكر العلوي ويعني قتل العلوية، والدولة تحاول أن تخلق علوية خاصة بها.
ويقول الشيخ حسين اريتش »إننا لا نريد رواتب من الدولة وكما عشنا خلال القرون الماضية سنواصل إحياء معتقداتنا في المستقبل«.
ويشير الشيخ ارجان غيتشميز إلى أن رجال الدين العلويين سيعقدون اجتماعين كبيرين، واحدا في اسطنبول في ٦ كانون الأول الحالي والثاني في أنقرة بعده بيوم واحد.
المصدر: جريدة السفير - العدد 11164