مصادر فرنسية: لا تصعيد حقيقياً الآن لكن الاستمرار يشكل خطر مواجهة
السبت 17 كانون الثاني 2009 - 1:29 م 6328 0 دولية |
باريس – من سمير تويني
بدأ اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو اسرائيل يثير قلق الاسرة الدولية، وهو ما يتوقع أن يبرز أثناء زيارة الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون للبنان.
وتعتبر مصادر ديبلوماسية فرنسية ان اطلاق هذه الصواريخ لا يشكل حاليا تصعيدا حقيقيا للتوتر على الحدود اللبنانية، لان لا مصلحة للأطراف في الذهاب بعيدا في المواجهة. غير ان الاستمرار في اطلاقها قد يؤدي الى مواجهة عسكرية على الاراضي اللبنانية، ولن يساعد على انهاء الازمة في غزة كما أنه يقود الى استنتاج ان هناك خلافات داخلية داخل التنظيمات لم يعد في المستطاع التحكم بها.
وترى مصادر عربية ان معرفة من يطلق هذه الصواريخ ليس بأهمية الرسالة بذاتها، اي استمرار التوتر على الحدود اللبنانية الاسرائيلية. وهي اشارة الى ان هذه القوى مستعدة لتحريك الوضع على الحدود ولا يمكن الاطراف الذين يحاولون التوصل الى حل للأزمة الفلسطينية تجاهلها.
غير أن الرسائل تبقى مجرد تذكير، لأن أي تصعيد على الحدود بين "حزب الله" واسرائيل سيقود الى انتهاء المفاوضات الايرانية مع الادارة الاميركية قبل بدئها.
وتعتقد هذه الاوساط أنه رغم أن "حزب الله" يعلن انه غير مسؤول عن هذه الصواريخ فانه لا يعترض على ارسالها. فالحدود يجب ان تبقى حامية وان في امكان أطراف اقليميين تحويل لبنان مجددا ساحة معركة للانتصار بالنفوذ الاقليمي.
وترى المصادر الديبلوماسية ان المسؤولين عن "حزب الله" لا يطمحون حاليا الى زج الحزب في هذه العمليات لان ليس لديه داخليا مصلحة قبل الانتخابات النيابية في فتح حرب جديدة مع اسرائيل لان ذلك سيعني خسارته وحلفاءه الانتخابات المقبلة او حتى محاولته تعطيلها وتاليا فقدانه الاكثرية النيابية التي يعلق حلفاؤه الاقليميون أهمية كبيرة عليها. فالشعب اللبناني بأجمعه دفع ثمنا غاليا لتداعيات حرب 2006 ولم يتمكن حتى الآن من تخطي آثار الازمة السياسية والاقتصادية التي خلفتها هذه الحرب، وهو غير مستعد من جنوبه الى شماله دخول معركة جديدة.
أما اقليميا فان قيام الحزب بفتح معركة مع اسرائيل سيؤدي الى فقدان حليفته ايران ورقة استراتيجية يمكن ان تستخدمها مع الادارة الاميركية الجديدة حين تدعو الحاجة خلال المفاوضات المقبلة حول دورها الاقليمي وسلاحها النووي او في حال تعرض ايران لقصف منشآتها النووية.
ومرد استمرار الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية في حالة استنفار ايضا هو الى الخلافات العربية – العربية، والايرانية – العربية والتي تتجسد في عدم تمكن العرب من التوافق حول حل للموضوع الفلسطيني ودخول ايران في المعادلة الاقليمية كطرف مؤثر، ولبنان ما زال مسرحا لهذا الصراع المفتوح. وما يحدث الآن في غزة رسم معادلة جديدة بأهمية المعادلة التي خرج منها العرب بعد حرب 1967. فرهان العرب على المبادرات الاميركية للسلام فشل بعد طول انتظار وأفقدت حرب غزة الفلسطينيين القليل من وحدتهم وسلطتهم وتمكنت اسرائيل بحربها من توسيع الشرخ الفلسطيني والخلافات العربية في حين أن الانتخابات الاسرائيلية لن تأتي بزعيم يمكنه فرض السلام الذي ينتظره العرب. وما زال العالم يطالب بتأمين سلامة اسرائيل.
المصدر: جريدة النهار - السنة 76 - العدد 23582